اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > منتــدى مُـعـلـمـــي مـصــــــر > الجودة والإعتماد التربـوى

الجودة والإعتماد التربـوى كل ما يخص الجودة و الدراسات التربوية و كادر المعلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #106  
قديم 20-01-2011, 05:37 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New الآمال والتحديات للتعليم الالكتروني في الدول النامية

التعليم الالكتروني في الدول النامية
الآمال والتحديات


التعليم كالماء والهواء.. عبارة شهيرة قالها اديبنا الكبير الراحل الدكتور طه حسين, فهو اول من نادي بمجانية التعليم في مصر .. وكم كانت قولة حكيمة .. فالدول تتقدم بجهود أبناءها .. والامم لا تزدهر إلا بشعب متعلم.. فالشعوب الجاهلة تتخلف وتكون طبقا شهيا للاستعمار ليحتلها بكل الوسائل ويستفذ مواردها ويستعبدها. وصدق شاعرنا الكبير المرحوم أحمد شوقي عندما قال:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك علي جهل وإقلال
وإن استعرضنا علي مر التاريخ, حضارات الامم السابقة بدءا من الحضارة الفرعونية والحضارة الصينية والحضارة الرومانية والحضارة الاسلامية والحضارة الاوروبية الحديثة. كلها حضارات ازدهرت وتقدمت بجهود العلم والتنوير. وعرفنا كم بذل قادتها وزعماؤها من الجهود المضنية في سبيل تعليم شعوبهم.

ولقد رأينا الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وهو يعتق الاسري نظير تعليم المسلمين. وكم منح الخلفاء الاسلاميون في عصور الازدهار من عطايا لمن يقدم الجديد في العلوم والترجمة والتفسير والنظريات الجديدة في الطب والكيمياء والرياضيات والعلوم التطبيقية والاختراعات وكل عالم وما يقدم وما يعلم من تلاميذ له مما دفع بتلك الحضارة الي ما لم تحققه حضارة أخري في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ.

وهاهي الحضارة الاوروبية تركز علي التعليم والعلماء وتمنح الجوائز للعلماء ( جائزة نوبل) وتبني صروحا للعلم في كل مكان. ونري رؤساء الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية كيف تعني بالعملية التعليمية وتجذب العلماء من كل مكان لدفع عجلة التقدم في تلك البلاد وتستخدم كل وسائل الاغراء لحثهم علي البقاء بيلك الدول والمساهمة في تطويرها.
ولقد رأينا رئيس الوزراء الياباني يحتفل مع وزير التعليم بتعليم آخر مواطن ياباني امي في اليابان كلها. وأصبحت الامية الان في اليابان تساوي صفرا.
عناصر العملية التعليمية الاساسية:
وإذا نظرنا الي مفردات العملية التعليمية نجد انها تتلخص في مجموعة من العناصر الرئيسية الاتية:
• الطالب: وهو المستهدف بالتعليم أو التدريب أو التعلم.
• المعلم: وهو الذي يشرح ويقدم ويعلم المنهج التعليمي المختار.
• المنهج التعليمي: وهي المادة التعليمية أو التدربية المراد أن يستوعبها الطالب ويتعلمها.
• المكان: وهو ما اصطلح عليه بالمدرسة والتي تتكون من فصل دراسي أو عدة فصول دراسية أو قاعات محاضرات أو ورش تعليمية أو حقل تدريبي أو معمل..
• مساعدات التعليم أو التدريب : أو ما اصطلح عليه بالوسائل التعليمية وهي الادوات والاجهزة والمعدات التي تعاون المعلم في شرح المادة التعليمية أو قد يستخدمها الطالب ليسوعب المنهج التعليمي بدءا من السبورة والطباشير وحتي الحاسبات الالكترونية وشبكات الانترنت.
• التقويم: وهي ما أ صطلح عليه بالتقييم و الامتحانات وهي الوسائل والادوات التي يتم استخدامها لقياس مدي استيعاب الطالب وتحصيله للمادة التعليمية.
• وسائل الاتصال أو التواصل: وهي إما ان تكون:
o مباشرة: وتكون بالمواجهة بين الطالب والمعلم في نفس الزمان والمكان.
o غير مباشرة: وتكون من خلال وسط أو وسيط مثل الكتب والمحاضرات والمذياع والتلفزيون والتليفون وشبكات الحاسبات والشبكة الدولية للمعلومات ( الانترنت) والاقمار الصناعية وما الي ذلك.
• نطاق التعليم: وهو النطاق الذي سيتتم فيه العملية التعليمية أو التدربية وهو:
o نطاق زماني: يحدد توقيتات التعليم أو التدريب.
o نطاق مكاني: يحدد أماكن تواجد العلمية التعليمية للطرفين.
o نطاق موضوعي: يحدد موضوعات التعليم بدقة
o نطاق قانوني : يحدد قانونية العملية التعليمية وضوابطها الاخلاقية.
o نطاق مالي: يحدد تكلفة العملية التعليمية علي الاطراف المشاركة في العملية التعليمية.
التخطيط للعملية التعليمية:
يجب علي الدولة من البداية أن تحدد أهداف العملية التعليمية بعناية ومدي تحقيق تلك العملية لاهداف الدولةعموما. فمثلا توجه الد ول الصناعية أهدافها للتعليم الصناعي عموما وفي مجالات محددة أحيانا مثل صناعة السيارات في شمال ايطاليا أو الحديد والصلب في جنوب انجلترا أو صناعة البترول في العديد من أماكن استخراج البترول أو تصنيعه. كما توجه الدول الدول الزراعية أهدافها التعليمية نحو التعليم الزراعي والبحوث الزراعية والتصدير الزراعي. وتوجه الدول التجارية أهدافها التعليمية للتقدم بأعمال التجارة والاعمال والبنوك وما الي ذلك. كما تقوم دول أخري بالتركيز علي الصناعات العسكرية مثلا أو التركيز علي البحوث العلمية أو الكيمائية أو البيلوجية. كما يجب لكي تتحقق تلك الاهداف أن تكون لها أبعاد زمانية وقياسات محددة . بمعني أن تخفض نسبة الامية من 40% الي 30 % من عدد السكان في فترة خمس سنوات مثلا أو أن تقوم بمعاونة الباحثين والدارسين في الحصول علي شهادات عليا في مجال بحوث الهندسة الوراثية خلال
ثلاث سنوات بنسبة لا تقل عن 50% من عدد المسجلين في الدراسات العليا بالجامعات أو أن تقوم بتأهيل عدد 5 آلاف معلم في مرحلة التعليم الابتدائي علي علوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات في خلال فترة زمنية محددة. ويظهر بذلك امكانية تحقيق تلك الاهداف وكيفية قياس مدي تنفيذها من عدمه.
كما تقوم الدول ايضا بتحديد السياسات التعليمية لها والتي تحقق و تتوافق مع أهدافها وذلك طبقا لظروفها الجغرافية والزمانية والاقتصادية والثقافية. وأن تكون تلك السياسات واضحة لكل فئات العملية التعليمية.
ويجب أيضا علي الدولة تحديد عوامل النجاح الحرجة والتي قد تعوق تحقيق الاهداف التي حددتها وتحدد كيفية مواجهة تلك المعوقات.
وعندما تحدد الدولة سياساتها التعليمية والمعوقات التي ستواجهها عند تنفيذ العملية التعليمية يجب أن تضع في اعتبارها العديد من العوامل المؤثرة نحدد منها:
• تعداد السكان عموما.
• تعداد المستهدفين من العملية التعليمية.
• مدي انتشار وتوزع المستهدفين في التجمعات المختلفة ( حضر – ريف – بدو - ....).
• تعريف وتصنيف الفئات العمرية المستهدفة
• تعريف المستويات التعليمية والمسارات التعليمية المستهدفة ( محو أمية – تعليم ابتدائي – تعليم ثانوي – تعليم جامعي – تعليم فوق الجامعي.
أيضا قد تحدد بعض الدول أنوعا اخري من التعليم والتأهيل مثل:
o التعليم الأزهري بأنواعه.
o التعليم الحرفي بأنواعه ( مثل السباكة – الحدادة – النجارة – أعمال الكهرباء).
o التعليم المهني بأنواعه ( مثل اصلاح السيارات – اصلاح الحاسبات – اصلاح الاجهزة المنزلية - ...)
• تعريف أنواع التعليم: تعليم حكومي – تعليم أهلي – تعليم ممول من جهات.
• تصنيف التعليم المستهدف: تعليم زراعي – تعليم صناعي – تعليم تجاري – تعليم مهني - ...
• الطبيعة الجغرافية للدولة.
• تحديد وسائل الاتصالات المتاحة لكل ما سبق ذكره.
• تعريف الثقافات المختلفة للفئات المستهدفة من التعليم.
السمات المشتركة للدول النامية
مماسبق يمكن أن نستخلص السمات الاساسية المشتركة للدول النامية:
• ارتفاع نسبة الامية.
• ارتفاع نسبة البطالة وخصوصا بين حملة الشهادات التعليمية.
• انخفاض مستوي المعلمين.
• انخفاض المستوي التعليمي والثقافي للطلاب.
• التوزع الجغرافي المتنوع للطلاب.
• ارتفاع نسبة الامية بين الاناث.
• عدم ملائمة متطلبات سوق العمل للمؤهلات المتوفرة.
• التعلم خارج اسوار المدرسة (وهومايسمي بظاهرة الدروس الخصوصية والتي تعاني منها دولا كثيرة تستنفذ مليارات من أولياء الامور وتشكل ظاهرة اقتصادية سلبية كما أنها تشكل ظاهرة أخلاقية سلبية تعطي العلم لمن يملك القدرة وتحرم العلم ممن لا يملك القدرة, كما وإنها تنتج طلابا لديهم القدرة علي الحفظ لا القدرة علي الابتكار والابداع)
• عدم توفر بنية اساسية (مواصلات – اتصالات – طرق – كهرباء ).
• عدم توفر دعم مالي لتلك الدول لتمويل المشروعات التنموية بها.
الي جانب تفرد بعض الدول الاخري بسمات اخري مثل الطبيعة الجغرافية للدولة (جبلية – صحراوية – شاسعة مترامية الاطراف – ساحلية –.....) واختلاف الأعراق والثقافات والاديان للفئات المستهدفة وكذا اختلاف اللغات وخصوصا الشعبية و اختلاف اللهجات - ...
ثورة تكنولوجيا المعلومات الحالية والتعليم:
نعيش الان في عصر المعلومات وثورة تكنولوجيا المعلومات الهائلة . فقد تحقق تطورا كبيرا في التقدم العلمي والتكنولوجي مما يشجعنا علي القول بأن ذلك يعتبر قفزات لم تحققها البشرية من قبل, فبينما استغرقت البشرية مئات السنين للانتقال من عصر الزراعة الي العصر الصناعي, فقد انتقلت البشرية الي عصر الذرة في عشرات السنين ثم الي عصر الفضاء خلال سنوات, ثم نري الان تطورا تكنولوجيا هائلا كل ساعة تقريبا في كل انحاء الكرة الارضية. ويتسم هذا العصر بسمات عديدة نذكر منها:
• سقوط الحواجز المكانية بين الدول واصبح العالم الان قرية واحدة.
• تدفق هائل للمعلومات.
• اتاحة مصادر المعلومات المختلفة لكل البشرية دون تفرقة.
• التواصل بين كل المستويات ( الدول والمؤسسات والمنظمات والافراد) ببعضها البعض.
• توفر الاتصال طوال الاسبوع وطوال 24 ساعة . فلا انقطاع للاتصال.
• سقوط الحواجز الزمانية.
• لا احتكار لوسائل الاتصال وشبكات الاتصال.
• توفر و انتشار الاجهزة الالكترونية مثل الحاسبات والمعدات الالكترونية.
• سهولة وبساطة استخدام الاجهزة الالكترونية.
كل هذه السمات أو بعضها تساهم كثيرا في التغلب علي بعض المشكلات التي تواجهها الدول النامية في مواجهة مشكلة التعليم فيها. فبينما تفتقر الدول النامية الي شبكات الاتصال التي تحقق التواصل بين الانحاء المختلفة في الدولة وفي نفس الوقت تحتاج الي مليارات و سنوات طوال لبناء تلك الشبكات فقد يمكن تحقيق الاتصال من خلال استخدام الانواع الحديثة من الاتصالات من الاقمار الصناعية والمركبات المتحركة المجهزة القادرة علي الاستقبال من هذه الاقمار في أي مكان من اماكن الدولة.
كما وقد يتيح سهولة استخدام الالات والمعدات والحاسبات, نشر العديد من المناهج والثقافة والتدريب والتعليم لفئات كثيرة ومن خلال استخدام تجمعات حكومية او أهلية مثل المقاهي ( مقاهي الانترنت) أو مراكز الشباب أو الاندية الشعبية أو حتي الدور المجهزة لبعض الفئات القادرة في القري والنجوع والكفور والتجمعات البدوية ( دار العمدة أو شيخ القبيلة) أو استخدام المركبات والسيارات المتنقلة والمجهزة بأجهزة الاتصال والحاسبات (مما يسمي بالقوافل المتنقلة لتكنولوجيا المعلومات) ثم تقام في تلك الاماكن النائية اوالفقيرة غير القادرة علي شراء أو توفير حاسبات ومعدات اتصال أو غير مجهزة بشبكات معلومات .
وتعدد الوسائل التعليمية التي وفرتها التكنولجيا الان مثل الاتصال التفاعلي والفصول التخيلية وشبكات الانترنت والمدارس الذكية تساهم في كسر تلك الحلقة الجهنمية التي وقعت فيها العديد من الدول النامية من الجهل والتخلف وتعطي ميزة نسبية للتعليم الالكتروني عن التعليم التقليدي.
وبذا يتضح ان التكنولوجيا الحالية قد تساهم بنسبة معقولة في نشر التعليم في الدول النامية وتكسر الكثير من الحواجز التي تعترض العملية التعليمية في البلدان النامية.
وسنتعرض بالتفصيل في فصول لاحقة لهذه الاستخدامات.
سمات التعليم الالكتروني:
يتسم التعليم الالكتروني بسمات عديدة , وتختلف تلك السمات طبقا لما توفره كل وسيلة من الوسائل التكنولوجية المستخدمة فبينما يوفر التلفزيون انتشارا كبيرا ولا يحتاج الي أي مجهود من المتلقي للعلمية التعليمية قد يكون حاجز الزمن عائقا لدي المتعلم فقد لا يناسب وقت المتعلم لتوقيت اذاعة البرامج التعليمية, نجد أن جهاز الحاسب يوفر مشاركة المتعلم في العملية التعليمية وتحديد توقيت التعلم طبقا لرغبة المتعلم.
وأيضا يوفر جهاز الحاسب المتصل بشبكة امكانية الحوار التفاعلي بين المتعلم والمعلم مما يساعد علي استكمال عناصر العملية التعليمية كما يمكن من خلال استخدام التلفزيو ن أو الاذاعة مثلا تعليم عدد كبير جدا من المستمعين وفي أوقات متعددة تناسب معظم الفئات بغض النظر عن مكان ووقت تواجدهم وهي وسيلة رخيصة وزهيدة لا تحتاج الي تكلفة عالية. كما أن استخدام أجهزة الحاسبات وشبكات المعلومات والتي قد تحتاج الي تكلفة اعلي وجهد أكبر لتعلم استخدام الاجهزة فهي تتميز بمميزات أكثر عن الاذاعة والتلفزيون وسنتعرض لها فيما بعد ولكن نحن الان بصدد عرض تلك السمات التي يتميز بها التعليم الالكتروني منها ما يلي:
• تعليم عدد كبير من الطلاب دون قيود الزمان أو المكان.
• تعليم أعداد كبيرة في وقت قصير.
• التعامل مع آلاف المواقع.
• امكانية تبادل الحوار والنقاش.
• استخدام العديد من مساعدات التعليم والوسائل التعليمية والتي قد لا تتوافر لدي العديد من المتعلمين من الوسائل السمعية والبصرية.
• تشجيع التعلم الذاتي.
• التقييم الفوري والسريع والتعرف علي النتائج وتصحيح الاخطاء.
• مشاركة أهل المتعلم.
• مراعاة الفروق الفردية لكل متعلم نتيجة لتحقيق الذاتية في الاستخدام.(جهاز واحد امام كل متعلم)
• تعدد مصادر المعرفة نتيجة الاتصال بالمواقع المختلفة علي الانترنت
• سهولة استخدام الادوات والمعدات.
• استخدام الفصول التخيلية.
• تبادل الخبرات بين المدارس.
• سهولة وسرعة تحديث المحتوي المعلوماتي.
• نشر الاتصال بالطلاب وبعضهم البعض مما يحقق التوافق بين الفئات المختلفة ذات المستويات المتساوية والمتوافقة.
• تحسين استخدام المهارات التكنولوجية.
• تحسين وتطوير مهارات الاطلاع والبحث.
• امكانية التوسع المستقبلي.
• دعم الابتكار والابداع للمتعلمين.
• امكانية الاستعانة بالخبراء النادرين .
محاور التعليم الالكتروني:
سنعرض بالذكر لبعض محاور التعليم الالكتروني عرض بسيطا حيث لا يحتمل حجم البحث التعرض التفصيلي لتلك المحاور والتي تميز التعليم الالكتروني عن التعليم العادي التقليدي المتعارف عليه وتلك المحاور يمكن أن تساهم في التخطيط للتعليم الالكتروني نذكر منها:
• الفصول التخيلية.Virtual classes
• الندوات التعليمية. Video Conferences
• التعليم الذاتي. E-learning
• المواقع التعليمية علي الانترنت والانترانت. Internet Sites
• التقييم الذاتي للطالب.Self Evaluation
• الادارة والمتابعة واعداد النتائج.
• التفاعل بين المدرسة والطالب والمعلم.Interactive Relation Ship
• الخلط بين التعليم والترفيه.Entertainment & Education
عناصر التعليم الالكتروني:
يمكن تحديد العناصر الرئيسية التي تكون التعليم الالكتروني كالاتي:
• الطلاب بفئاتهم وأنواعهم المختلفة.
• المدرسة والمعلمين.
• أولياء الامور.
• المناهج التعليمية.
• شبكات الاتصال.
• التوجيه الفني.
• نظام التحكم والادارة والتسجيل.
• التعلم الذاتي.
• التقييم.
• القنوات التعليمية.
• الاجهزة والمعدات (أجهزة الارسال بانواعها وأجهزة الاستقبال بأنواعها)
• البريد الالكترونى. E-Mail
• الفصول التخيلية.
• الندوات الالكترونية.
• غرف المحادثة ( الدردشة) Chatting Rooms
• المحاكاة.Simulation
• التسجيلات. Video and Audio Records
• المستندات.
مشاركة المدارس والجامعات في التعليم الالكتروني:
يعتمد التعليم الالكتروني علي مشاركة فعالة من الجهات التعليمية المتوفرة بالدولة وتقوم المدارس والجامعات الحالية -( لا نركز هنا علي المدارس والجامعات الحكومية فقط)- بدور هام في تنفيذ التعليم الالكتروني من خلال تنفيذ بعض الانشطة التالية:
• تحديد المحتوي التعليمي.
• تحديد خطة المحاضرات .
• تحديد مجموعات الطلاب المتلقية للتعليم الالكتروني.
• متابعة أداء الفصل التخيلي.
• تحديد كيفية استخدام البريد الالكتروني في تنظيم وادارة الفصول الدراسية التخيلية.
• متابعة وملاحظة ومراجعة مهام الطلاب.
• تقويم الطلاب.
• اعداد التقارير والاحصائيات.
مشاركة المعلم في التعليم الالكتروني:
يعتبر المعلم هو الركيزة الاساسية للتعليم الالكتروني وسنركز علي الانشطة الرئيسية التي يساهم بها المعلم وهي تختلف الي حد ما عن أنشطة المعلم في التعليم التقليدي :
• تقديم المعلومات الفورية لعدد كبير ومتنوع من الطلاب.
• استخدام بريد الكتروني .
• استخدام غرف محادثة.
• توفر القنوات التعليمية المتعددة ومواقع متعددة علي الانترنت.
• اتصال مع المدارس.
• متابعة اداء الطالب.
• اصدار تقارير دورية.
مشاركة أولياء الامور:
يتميز التعليم الالكتروني بميزات متعددة عن التعليم التقليدي حيث أنه يحقق مجموعة من الانشطة لأهل المتعلم منها:
• متابعة الفصل التخيلي من خلال أجهزة الحاسب من أي مكان.
• استخدام البريد الالكتروني.
• مشاهدة ملاحظات المعلم.
• استخدام غرف حوار مع المعلم.
• مشاهدة التقارير المدرسية.
• مراجعة المحتوي التعليمي.
الفصول التخيلية: Virtual Schools
نظرا لاهمية الفصول التخيلية كمفهوم جديد في التعليم الالكتروني واختلافها الجذري عن الفصول التقليدية في التعليم التقيلدي المتعارف عليه سنقدم بعض الملاحظات وشرحا مبسطا لدور الفصول التخيلية في التعليم الالكتروني:
ففي الحقيقة الفصل التخيلي هو فصل بكل المكونات والعناصر المتعارف عليها ففيه معلم وطلاب ومادة تعليمية ووسائل ايضاح وامتحانات وتقييم وتكلفة مالية وقواعد وقوانين تحكم العملية التعليمية, فقط لا يوجد فيه مكان واقعي, فهو عبارة عن موقع علي الشبكة الدولية الانترنت أو الشبكة المحلية الانترانت و يحتوي علي صفحات من المعلومات وتوجد علي تلك الصفحات العناصر التعليمية التي سبق ذكرها وترتبط جميعها من خلال الشبكة ويرتبط ايضا من خلال الشبكة بجميع المواقع الاخري والتي تحتوي بطبيعة الحال علي فصول أخري تخيلية أوفصول أخري حقيقية مرتبطة بالشبكة بها عدد محدود من الطلاب في مكان واحد في مدرسة واحدة. ويتميز الفصل التخيلي بمميزات عديدة نذكر منها:
• توفير اقتصادي.
• توفر العدد والانواع الهائلة من مصادر المعلومات.
• توليد القدرة علي البحث لدي الطلاب.
• القدرة علي التركيز مع المعلم حيث لا يشعر الطالب بوجود الطلاب الاخرين إلا اذا ارد ذلك.
• الحرية الكاملة في اختيار الوقت والمادة التعليمية والمعلم مما يتيح للطالب القدرة علي استيعاب أكبر.
• استخدام الحوار ( الوسائل الاخري مثل التلفزيون والاذاعة والاسطونات الالكترونية المدمجة والكتب لا تتيح للطالب الحوار مع المعلم أو مع الاخرين).
وقد تكون هناك بعض نقاط الضعف مثل:
• ضرورة أن يكون للطالب القدرة علي استخدام الحاسب الالكتروني.
• ضرورة أن يكون المعلم علي قدر كبير من المعرفة بالتعامل مع الفصول التخيلية وكيفية التعامل مع الطلاب من خلالها.
• ضرورة توفر شبكة الانترنت أو شبكة معلومات محلية الانترانت.
• ضرورة توفر محتوي تعليمي مناسب للنشر علي المواقع باللغة التي يستوعبها الطلاب.
• ضرورة وجود نظام ادارة ومتابعة لنظام الفصول التخيلية.
وبهذا يتضح أن العنصر الاساسي في هذه النقاط هو عنصر تأهيل المعلم وهو العنصر الحاكم. وطبعا فإن تعليم أو تدريب المعلم علي استخدام الفصول التخيلية و استخدام التعليم الالكتروني عموما يعتبر من أهم مقومات النجاح للتعليم الالكتروني وهناك بعض العناصريجب التركيز عليها نذكر منها ما يلي:
• تأهيل المعلمين علي التكنولوجيا الحديثة.
• تاهيل المعلمين علي المناهج الجديدة المطورة.
• تحديث خبرات المعلمين وتثقيفهم.
• تأهيل المعلمين علي التعامل مع الفصول التخيلية.
• تحقيق عدالة تدريب المعلمين وخصوصا في المناطق النائية والتركيز علي الاناث.
التعلم الذاتي: E-Learning
وهو اصطلاح جديد ظهر أيضا مع ظهور التعليم الالكتروني وهو يشبه التعليم الحر التقليدي والذي يدرس فيه الطالب المقررات الدراسية ثم يتوجه الي أحد المؤسسات التعليمية لآداء الامتحان والحصول علي شهادة معينة. بنفس المفهوم تعلن العديد من المؤسسات التعليمية عن قدراتها لتقديم التعلم الذاتي الي الطلاب الذين يرغبون من خلال الانترنت ويقوم الطلاب بقيد أنفسهم وتسديد التكلفة من خلال كروت الائتمان الي تلك المؤسسات ثم التعرف علي واختيار المواد التي يرغبون في تعلمها وتقوم هذه المؤسسات بإتاحة تلك المواد من خلال مواقعها علي الانترنت أو من خلال اسطوانات مدمجة ترسلها للطالب ثم يقوم الطالب بدراستها ثم التقدم الي الاختبارات التي تحددها المؤسسة التعليمية من خلال الشبكة الدولية الانترنت ومعرفة النتيجة فورا ثم الحصول علي الشهادة بالبريد أو البريد الالكتروني.
الخلاصة:
هناك تحد حقيقي يواجه الدول النامية خصوصا الدول العربية الان هو ذلك التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات الذي غيرت العديد من المفاهيم وأنماط العمل والعلاقات والذي يحتم علي تلك الدول أن تستفيد من الميزات الجديدة التي وفرها ذلك التطور وأن تحاول أن تعبر الفجوة التي تفصلها عن الدول المتقدمة أو أنها لن تلحق بها وقد تكون هذه هي الفر صة النهائية أو تقبع تلك الدول في دائرة التخلف والجهل. ويمكن استخلاص النتائج الاتية لهذا البحث في الاتي:
• يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية أن تحدد رؤيتها المستقبلية بخصوص العملية التعليمية وأن يكون التعليم الالكتروني أحد عناصر هذه الرؤية وان تصيغ تلك الرؤية صياغة جيدة تتفق مع ظروفها.
• يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية أن تحدد أهدافها التعليمية بوضوح بحيث يسهل قياسها وتقدير مدي التقدم في تحقيق تلك الاهداف خلال فترات زمنية محددة.
• يجب علي الدول النامية أن تحدد السياسات التعليمية والتي تتفق مع طبيعتها وتتناسب مع امكانياتها الاقتصادية والبشرية والثقافية والجغرافية وأن تضع استخدام التعليم الالكتروني كأحد السياسات التي يمكن الاستفادة منها فائدة كبيرة.
• يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية اختيار ما يناسبها من وسائل التعليم الالكتروني المتعددة و ألا تندفع وراء كل ما هو جديد من التكنولوجيا دون دراسة جيدة لها ومدي ملائمتها لظروفها وأن تدرس تجارب الدول النامية الاخري المشابهة لنفس ظروفها تقريبا لتجريب هذه التكنولوجيات قبل ان تستنفذ طاقاتها في عائد قد يكون أقل مما تتوقع.
• يجب علي الدول النامية وخصوصا العربية الاستعانة بالخبراء من الدول النامية والتي سبقتها في تنفيذ تجربة التعليم الالكتروني حيث أن تلك الدول قد واجهت مشكلات وعوائق لا توجد في الدول المنتجة لهذه التكنولوجيات والادوات والمعدات.
• يجب علي الدول العربية التعاون مع الدول العربية الاخري و التي استخدمت التعليم الالكتروني بحيث تتبادل بث البرامج مما يخفض تكلفة استخدام التعليم الالكتروني لكل الدول العربية المشتركة مع بعضها ويحقق ويعمم الفائدة للجميع.
• يجب علي الاتحاد العربي للاتصالات أن يتخذ خطوات جادة لتقديم الدعم الفني والاستشارات للدول التي ترغب في استخدام التعليم الالكتروني حتي يمكن تلافي العديد من المشكلات التي تتعرض لها الدول النامية وخصوصا العربية لشراء معدات مكلفة لا تناسب طبيعة هذه الدول.
• يجب علي الاتحاد العربي للاتصالات أن يتخذ خطوات جادة ومعاونة المنظمات والمؤسسات العربية لبناء مواقع عربية وخوادم عربية ومحركات بحث عربية وتدعيم الجهود في ذلك المجال مما يمكن للدول العربية من استخدام هذه الأدوات بدلا من الادوات الاجنبية التي نستخدمها والتي لا تمكن من تطوير الانتاج العربي في هذا المجال.
• يجب علي الاتحاد العربي للبرمجيات اتخاذ الخطوات الجادة لاحتضان الجهود الرامية الي انتاج برمجيات عربية Arabic Applicationsونظم تشغيل عربية Operating Systems تتناسب مع البيئة العربية ولا تدع العرب تحت رحمة الشركات المنتجة لتلك البرمجيات وباللغات الاجنبية والتي قد تمنعها أو تحجبها في أي وقت وتوقف كل الانشطة والتطبيقات العربية.


__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #107  
قديم 20-01-2011, 05:40 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New الفكر التربوي في القرن العشرين

من الصعب على الباحث ان يلم بكل الاتجاهات التربوية التي ظهرت في القرن العشرين ، ناهيك عن المتغيرات والعوامل التي افرزتها ، لذلك سنحاول في هذا الفصل الالمام بشكل مختصر ومكثف بأهم العوامل – وليس كلها – التي اثرت في تطور الفكر التربوي في القرن العشرين ، كما سنلقى الضوء على اهم المدارس التي كان لها تأثير كبير في تطور النظريات والممارسات التربوية ي القرن العشرين .
أولاً : العوامل المؤثرة في الفكر التربوي :
1- التراكم المعرفي في مجال التربية .
2- التقدم الكبير في مجال الدراسات النفسية بشتى فروعها واعتمادها على مناهج البحث العلمي بما فيها من دقة وضبط وموضوعية وتجريب ، والتخلي عن الاساليب التاملية التي كانت سائدة من قبل مما ساعد العاملين في مجال التربية على تكوين مفاهيم صحيحة ، أو أقرب الى الصحة عن الطبيعة الانسانية .
3- الثورة في وسائل التعليم والاعلام بحيث أخذ العالم تدريجيا ، بفعل التطور في تكنولوجيا الاتصال .
4- اشتداد الصراع والحرب الباردة .
5- الثورة العلمية والتكنولوجية بمختلف مظاهرها وتداعيتها من ظهور علوم وتخصصات جديدة ، وتداخل بين مجالات المعرفة المختلفة .
خصائص الفكر التربوي الأوروبي الحديث :
1- الاستمرارية والتجديد .
2- تقليص الطابع الاقليمي للفكر .
3- عدم ظهور مذاهب فكرية شاملة .
4- الديمقراطية الفكرية .
5- ازدياد تأثير مناهج البحث العلمي على الفكر .

ثانياً : المدرسة البراجماتية Pragmatism
المدرسة البراجماتية مدرسة أمريكية الصنع تستحق أن وضع عليها شارة Made In U.S.A ، مثل التي نراها على المنتجات الامريكية المختلفة ، ورغم ذلك فقد كتب لها الذيوع والانتشار وبخاصة في مجال التعليم بنفس القدر الذي ذاعت به واشتهرت المنتجات والصناعات الامريكية في كافة الاسواق ، وهذه الفلسفة – في نشأتها – تعد أصدق محصلة للظروف التي مر بها المجتمع الامريكي في مرحلة التشكل من عمل وجهد ونشاط ، واعلاء لقيمة الافكار النافعة .
وقد أسهم ثلاثة من المفكرين الامريكيين في بناء هذه الفلسفة وهم :
الفيلسوف تشارلس بيرس ( 1839-1914) ، وعالم النفس الامريكي وليم جيمس ( 1842-1910 ) والمربي الفيلسوف جون ديوي ( 1859- 1952 ) .
فكانت افكار كل واحد منهم بمثابة اضافة لربط هذه الفلسفة بالحياة المعاصرة والعالم الجديد في القرن العشرين .
فقد أكد بيرس على أن المعيار الصحيح والوحيد لاختبار صحة الافكار والحقائق هو الخبرة والتجربة ، ففي بحث له بعنوان

( كيف نجعل أفكارنا واضحة )
قال فيه : إننا لا نعرف على وجه التحقيق ما هي الكهرباء في حد ذاتها ، أي أن فكرتنا عن الكهرباء غامضة ، ولكن هذا الغموض يزول اذا وجهنا نظرنا الى ما تؤديه لنا الكهرباء او الى ما تحققه من اغراض علمية ، وكذلك فيما يتعلق بفكرة الثقل ، فنحن لا ندري عن فكرة الثقل شيئا ، وكل ما نعلمه حين نقول إن جسما ثقيلا على الأرض في حالة عدم وجود قوة مضادة تمنعه من السقوط ، إنه يسقط لأنه ثقيل .
المهم ان معنى الثقل يتحدد بالنظر الى آثاره التي نلسمها في تجربتنا اليومية ، والامر على هذا النحو فيما يتعلق بمعظم الأفكار ، فدقة هذا الجرس معناه أن المحاضرة قد انتهت ، فسمعنا له أو أثره الحسي قد نسي واتجه ذهننا فقط الى ما يترتب عليه من نتائج علمية ، ومن هنا فقد عرف بيرس الفكرة بأنها خطة الفعل ( plan of Action ) وكانت هذه المحاولة التي قام بها بيرس ليوضح معنى الفكرة بالنظر الى آثارها أو نتائجها العلمية المترتبة عليها بمثابة الخطوة الاولى أو الاساس في إرساء قواعد المذهب البراجماتي العلمي .
جون ديوي وآراؤه التربوية :
تأثر ديوي في أفكاره بنظرية داروين في النشؤ والارتقاء وتطور الجنس البشري ، كما تأثر أيضا بأفكار توماس هكسلي وبالفيلسوف الالماني هيجل الذي يبدو أن تأثيره على ديوي كان كبيرا ، كما تأثر أيضا بآراء المربي الالماني فروبل ، والتي وضعها موضع التنفيذ في مدرستة الابتدائية التجريبية التي جعلها حقلا لتجربة نظرياته وآرائه النقدية في التربية والتي ألحقها بكلية المعليمن بجامعة شيكاغو عام 1896م بالاضافة الى تأثره بالمربي الالماني هربارت .
فلسفته وآراؤه التربوية :
ولكي نفهم آراء ديوي التربوية حق الفهم ، ينبغي أن ندرس الاسس الفلسفية العامة التي قامت عليها .
الطبيعة الانسانية :
نظر ديوي الى الانسان باعتباره وحدة واحدة
العالم :
يرى ديوي ان العامل ليس شيئا ثابتا أو جامدا ، ولا نظاما مقفولا ، ولكنه عملية ديناميكية من التغير والتطور المستمر والخاصية الرئيسية للحياة هي التغير والتحول أو هي عملية من التكيف التجريبي مع الظروف المتغيرة والمتجددة .
المعرفة :
يري ديوي أن الخبرة والتجربة والنشاط الذاتي هي المصدر الاساسي للمعرفة .
ثالثاً : مدراس الفكر التربوي النقدية :
المبادئ التي تقوم عليها المدرسة النقدية :
من المبادئ التي تقوم عليها المدرسة النقدية الاجتماعية ما يلي :
1- الإيمان بأن قدرات الإنسان غير محددة ، وأنه يستطيع دائما تغيير الواقع المادي والاجتماعي الذي يعيش فيه وكذلك تغيير نفسه ليصبح أكثر إنسانية .
2- إن الواقع بجانبيه المادي والاجتماعي دائم التغير ، وبالتالي فإن مهمة النظرية الاجتماعية تقديم فهم علمي سليم للقوانين التي تحكم هذا التغير .
3- ان الصراع هو الذي يحكم طبيعة العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ، وأن فكرة الإجماع القيمي والاتفاق الجمعي خرافة .
4- أن وظيفة النظرية الاجتماعية لا تقف فقد عند حدود وصف الاوضاع الراهنة ، وانما يجب ان تتجاوز ذلك الى اقتراح وتقديم أساليب علمية لتغيير المجتمع الى الصورة المثلى التي توصلت إليها من خلال تحليل المجتمعات القائمة .
5- إن النظرية الاجتماعية ينبغي أن تكون موجهة لصالح المجموعات والفئات الاجتماعية التي من مصلحتها إحداث التغيير في المجتمع ، وليست تلك المجموعات المستفيدة من بقاء الاوضاع على حالها.

2- اللامدرسية ( فك المدارس )
وتتبلور الانتقادات التي وجهها اللامدرسيون الى المدرسة في اعتبارهم المدرسة بوضعها الحالي تمثل سلطة تفرض بالاكراه على جميع افراد واذا اضفنا الى ذلك ما يمثله الفصل الدراسي من بيئة كبيئة ومملة مما يجعل الطالب يكره مكان التعليم .
ومن ثم فإن ما يتعلمه الطلاب ليس دائما ما يرغبون بالفعل في تعلمه ، ومن ثم فإنه يعدون لوظائف والاعمال – بناء على تعليمهم السابق – لا يغربون فيها ، وهكذا كله من شأنه أن يجعل الافراد يعيشون حالة من الخضوع والذل
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #108  
قديم 20-01-2011, 05:51 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New اصلاح الابناء دون ضرب

من أصعب الحالات التي تمر على الطبيب النفسي تلك التي يكون فيها السبب الرئيس للمرض مواقف العنف التي يتعرض لها الطفل منذ نعومة اظفاره وبأسلوب منتظم ومتصاعد خاصة أن الطفل يخرج الى هذه الحياة مبتسماً بريئاً في تعبيره في رفض أية ظواهر سلبية ضده واذا كان مرتكبو العنف هم أولئك الذين يتوقع منهم الطفل الحماية والأمان فلا أمل ولا أمان حيث يتحول هذا المخلوق الضعيف الى الانطواء ويتشتت تفكيره ولا يقوى على مواجهة الآلام وهذه بداية لأن يدافع عن نفسه بأن يصب الغضب على المجتمع ويبدأ في مرحلة العنف المضاد.

وفي الغالب تترسب هذه الآلام في عقل وذاكرة الطفل وتجعله غير قادر على تحقيق ما يتوقعه وما يحلم به ويصبو إليه فتكون محصلة هذه الأزمات نتاجاً يصعب في بعض الأحيان على المعالج أن يجد له مخرجاَ.

ويقول الدكتور أحمد جمال أبو العزايم استشاري الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية أن الأطفال الذين يتعرضون الى سوء المعاملة في المنزل فإن ساحة القتال تمتد من منازلهم وتشمل المدرسة وهذا يؤدي بهم الى الفشل الدراسي ورسوب في المدارس والى مصاعب مع سلطات المجتمع المختلفة وفي محاولة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون الضرب والذين يعيشون في عالم عدواني غير مريح فإنهم يجنحون الى مصاحبة الأطفال من أمثالهم وتسمع منهم دائماً "أن والدي ومدرسي لا يفهماني ولكن صديقي يفهمني" وهي نواة لظهور العصابات وجماعات البلطجة في الشوارع والمدارس وتجنب الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس نتيجة للضرب والإهانة والتهديد والانتقام ولذلك فيجب ألا نتعجب اذا رفض الكثير من الصغار حياة الكبار وأسلوبهم ومفاهيمهم الدينية.. إننا يجب ألا نتعجب أن يلجأ من تعرضوا للضرب لاستخدام العنف ضد أسرهم ومجتمعهم في أول فرصة يستطيعون فيها ذلك.

ويؤكد الدكتور أبو العزايم أن بعض الآباء يكرهون ضرب أبنائهم وقد يفعلون ذلك مجبرين وفي الغالب فإن الأب أو الأم يضربان الطفل لحل مشاكلهم وليس لتربية الطفل أو لتحقيق مطالبهم التي تشكل مشكلة لهم.. وقد أظهرت الأبحاث ان الأطفال الذين يتم ضربهم ينشأون قليلي الاحترام للنفس مكتئبين ويقبلون بالوظائف قليلة الأجر لذلك يجب أن نسأل أنفسنا ما هي البدائل لضرب الطفل.

لو زاد غضبك من أفعاله؟

إهدأ ولا تنفعل اذا شعرت أنك غاضب وتفقد السيطرة على نفسك وأنك لابد سوف تضرب طفلك، أترك المكان مؤقتاً.. اهدأ بعيداً عن الطفل واسترخ في هذه اللحظات التي سوف تبعد فيها عن طفلك تجد البديل أو الحل للمشكلة.

اعط نفسك بعض الوقت من الراحة فالكثير من الآباء يجنحون الى ضرب الأطفال عندما لا يجدون وقتاً للراحة في حياتهم لذلك من المهم أن يحصل الآباء على بعض الوقت من الراحة في القراءة أو تمرينات رياضية أو المشي أو التعبد والصلاة.. كن محباً ولكن كن حازماً وعادة ما يحدث الإحباط والاندفاع الى ضرب الطفل اذا لم يسمع منك الكلام عدة مرات وفي النهاية فإنك تضربه لكي تعدل من سلوكه وكحل آخر لمثل هذه المواقف فإنك يمكن أن تقترب من الطفل وتنظر في عينيه وأن تمسك به بحنان وبكلمات رقيقة وحازمة ما تأمره به مثل "أريدك أن تلعب من دون ضوضاء".

إن اعطاء طفلك البدائل هو أفضل من ضربه فعندما يلعب الطفل بالأكل فمن الأفضل أن تقول له "إما ان توقف لعبك بالطعام أو سأضربك".
اذا أقدم طفلك على كسر شيء في المنزل فلا تضربه لأنك اذا ضربته فإنه يحس بالغضب والرغبة في الانتقام من الأهل الذين ضربوه وسوف يتعلم أنه اذا كسر شيئاً مرة يجب أن يختبئ أو أن يلفق التهمة بآخرين أو يكذب أو ببساطة ان لا يراه أحد لخوفه من الضرب فهل تريد أن يحترمك طفلك لأنه يخاف منك أم لأنه يحبك.. الأفضل أن تحذره أنه اذا كسرها مرة فسوف يشتريها من مصروفه واذا كسر نافذة الجيران يمكن أن تقول له "أنت كسرت الزجاج ونحن سنصلحه وأنت تشارك بجزء من مصروفك" وأطلب منه إزالة الزجاج المكسور اذا كان قد تعمد ذلك فإن القرار لا يكون على الخطأ بقدر ما يكون على تحمل مسئولية اصلاح الخطأ.

ويضيف الدكتور أبو العزايم ان هناك عقوبات أخرى غير الضرب عندما يفعل الأطفال أشياء تم نهيهم عنها واتفق الوالدان معه على عدم تكرارها.. فإنهم يتجهون الى عقابهم وكبديل فهناك عقوبات يمكن استخدامها ويقصد بهذه العقوبات اعادة السلوك الى طبيعة وكمثال لهذه العقوبات أن يطلب من الطفل أداء أعمال منزلية معينة أو أداء بعض الأعمال الشاقة خارج المنزل كتعويض عن عدم سماعه الكلام.. مثل هذه العقوبات ذات الطابع الايجابي تجعل الطفل يلتزم بما نهى عنه وتجعله يقبل العقاب حيث أن ما عوقب به فائدة للأسرة.

الانسحاب من النقاش.. أولئك الأطفال الذين يجيبون بصوت عال أو بانفعال شديد ويعانون ويكررون كلمات العناد يؤدي ذلك بالأب أو الأم الى صفعهم بقوة على الوجه أنهم من الأفضل في مثل هذه الأوقات الانسحاب سريعا من المواقف، قل لطفلك سوف انتظرك في الغرفة الأخرى اذا أردت أن تعترض أو تتحدث مرة أخرى عن الموضوع.
استخدام عبارات لينة ولكن حاسمة.. لا تضرب يدي طفلك الصغير عندما يمسك أي شيء ولا تعتصر يديه الرقيقة لكي تأخذ منه شيئاً في يده ولكن خذ الطفل الى مكان آخر واعطه لعبة أخرى لكي تشغل انتباه الطفل عما بيده.

أبلغ طفلك بالممنوعات مقدما عندما يكون صراخ طفلك عنيفاً وبكاؤه عالياً فإن هذا قد يفقدك أعصابك. الأطفال دائما يستخدمون هذه الانفعالات الحادة عندما يعاقبون على شيء لم يبلغوا مسبقا بعدم عمله أو نتيجة لإحساسهم بالعجز في موقف ما فبدلا من أن تقول لابنك في التليفون مثلا اترك بيت صديقك فورا وتعال الآن قل له أمامك خمس دقائق لتعود الى البيت.. أن ذلك سوف يُسمح للطفل بأن ينهى ما بيده من لعب أو مذاكرة أو حديث


من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #109  
قديم 20-01-2011, 05:54 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New كلمات تدمر الطفل

كثيراً ما تتردد بين أفراد اسرنا وفي مجتمعاتنا جمل وعبارات تحمل الاساءة لسامعها واخطر ما في تلك الجمل هي التي يقولها الآباء للابناء دون وعي بآثارها السلبية التي ستقع على أبنائهم والتي قد تكون سبب انحرافهم أو امراضهم النفسية أو عقدهم الاجتماعية أو فشلهم في حياتهم أو قلة ثقتهم بأنفسهم. من هذه الجمل، انك غبي جداً، انك كذاب، أنت لص. «يا صاحب الرأس الكبير» أو «صاحب الانف الضخم» أو «صاحب الرقبة الطويلة».

وما الى ذلك من عبارات الاستهزاء بالشكل او القدح والذم للشخصية يقولها الأهل لابنائهم عندما يشاغبون أو يخطئون أو يثيرون غضبهم قد لا يقصدون منها وصفهم بما تحمله الكلمة من معنى دقيق بل يقصدون بها التخفيف من غضبهم وتوترهم واحياناً تخرج كردة فعل على اخطاء هؤلاء الصغار متجاهلين تأثيرها عليهم ولو انهم امتلكوا الارضية الثقافية والعلمية لادركوا كيف يحولون تلك العبارات السلبية الى عبارات ايجابية وتربوية تحمل التوجيه دون الاهانة أو الاساءة. وللوقوف على هذا الموضوع كان لدنيا الناس هذا التحقيق..

تقول سعاد محمد علي ـ موظفة: كل الامهات يعترفن باقترافهن مثل هذا الخطأ وكلنا نستخدم هذه العبارات التي تضر بالطفل غير ان الأم عندما تقول ذلك لا تعي حقيقة ومدى تأثير هذه الجمل بل تقولها كي تتخلص من الحالة الآنية التي تعيشها او لتتخلص من الحاح الطفل أو تشويشه عليها أو غير ذلك فنسمع الأم تقول «لم اعد احبك» «أنا اكرهك» فعندما تقول الأم أنا اكرهك فهي لا تقصد ذلك ولكنها تقولها من باب «فشة الخلق» أو عندما تقول «لا تلعب فقد كبرت عليه» .

وكذلك «فلان افضل منك» فهذه العبارات حسب ما قرأت تسييء كثيرا للطفل معتبرة مبدأ المقارنة بين الاطفال ان كانوا زملاء أو اخوة أو غير ذلك فهو يضر بهم وانا حقيقة في بعض الاحيان استخدم للأسف بعض هذه العبارات ولكن بعد ان اقولها اعود فأرقع الامر وأحاول تصحيح الموقف واعتقد ان السبب الرئيسي وراء استخدام هذه العبارات هو جهل الاهل بخطورتها .

وكذلك تلعب الضغوط دورها في استفزاز الاهل فعندما تأتي المرأة الموظفة الى منزلها وتسمع الضجيج فإنها تفقد اعصابها وتحاول اسكات الاولاد بأي طريقة كانت ولكي يبتعد الاهل عن مثل هذه الجمل يجب عليهم قراءة المواضيع المتعلقة بهذه المسألة فالقراءة الكثيرة تجعلهم ينتبهون ويلتزمون ويعرفون كيف يتجنبون هذه الجمل.

ضعف الأم
تقول ربة منزل احاول قدر المستطاع ان ابتعد عن العبارات التي تخيف الاولاد وعن الاسلوب العصبي أو الصراخ واعاملهم بكل لطافة ولكن معاملتي هذه جعلت الكبير منهم لا يهابني فشعرت وكأنني اخطأت في تربيتهم واصبحت اهدده بأبيه واقول له «ستلقى عقابك عندما يعود أبوك» ولكنه تعود على هذه العبارة وأصبحت لاتثير لديه اية مشكلة مع انه يخشى غضب ابيه ويخافه واعتقد انني اخطأت في كثرة تكرار هذه الجملة
.
ولذلك فقدت قيمتها واهميتها عنده لانه اعتاد سماعها واعتقد كذلك ان الخطأ في العبارة انها توحي بضعف الأم واتكاليتها على زوجها فلذلك يتكرس لدى الطفل ان امه ضعيفة فيتمادى دون خوف ولو انها تماسكت في كل مرة وعالجت الموضوع بأسلوبها لكان ذلك افضل وانا اعترف كأم ان التربية مسألة شاقة جداً لا تستطيع الأم القيام بها بمفردها دون تدخل الأب بشكل قوي ويضاعف مشكلة الام غياب زوجها المتكرر عن المنزل الشيء الذي يجعل الضغوط تزداد عليها وبالتالي تخرج عن هدوئها وتندفع لقول تلك الجمل التي تضر بأولادها.
وراثة

موظف يقول: ان دور الآباء كبير في التربية فالطفل كالنبتة كلما اعتنيت به كلما نمت وازدهرت والطفل كذلك مرآة لوالديه فلذلك يجب بداية على الآباء ان يقوموا انفسهم ويتعلموا اساليب التربية الحديثة فمن خلالها يستطيعون التعرف الى الطرق العلمية والتربوية التي تعينهم على تربية ابنائهم وتعليمهم وبصراحة لقد وضعتم ايديكم على الجرح من خلال هذا التحقيق لانه موضوع حساس وكلنا كآباء واقعون فيه ونمارس الخطأ ذاته .

وهذا سلوك معظم الناس وانا للأسف من ضمنهم وهو ان دل فإنما يدل على عدم وجود ثوابت تربوية في مرجعياتنا كعرب نمارس ما اعتاد آباؤنا ممارسته معنا كخطأ دون وعي منا ودون محاولة للتحسين وللوقوف على الصواب حيث ترى الواحد منا اذا ما اسديت اليه نصيحة واذا ما اسدينا نصيحة لاحدهم يقول يا أخي هذا ولد صغير ويجب ان ادعه يطمع في معاملتي الجيدة، أو يقول: يا أخي هذا تفسيرك انت بينما هو لا يفهم هذا الكلام، فمعظم كلامنا يدور على تصغير دور الطفل .

وتهميشه واعتقادنا بأنه غبي لا يفهم مغزى وعمق الكلام أو الجمل التي نوجهها اليه وهذا أول خطأ نقترفه في التربية هو عدم معرفة امكانيات الطفل وانه ذكي بل قد يكون اذكى من والده. ويضيف اننا بهذا الكلام ندخل مجال الخطأ الواسع ولا نعد نراقب كلامنا أو افعالنا ونورثه ما ورثناه عن آبائنا ليقوم هو بتوريث ابنائه طريق التربية نفسها ويستمر الامر الى ان يأتي الجيل الواعي المثقف والمتعلم فيتخلص من هذا التخلف الذي رافقه .

والذي توارثه جيلاً عن جيل ومن العبارات التي ألاحظها تلك التي تقال للطفل «يجب عليك دائماً ان تطيع الكبار» فهو حين يلقن هذه العبارة اي ان يطيع الكبار يجعله ذلك فريسة للخاطفين المستغلين والمطلوب هو تعليم الطفل احترام الكبار لكن مع الشرح له بأنه قد يكون هناك اوقات ليس من الامان فيها طاعة الكبار كأن يحاول احدهم اخذك معه أو يحاول اغراءك ببعض الامور فلا تطعه. مثل هذا التوجيه وهذا الاسلوب وهذه التوعية تعلم الطفل الكثير وهذا ما نحتاجه كآباء .

وكذلك ألاحظ على بعض الامهات أو الأباء في المراكز التجارية عندما يرغب طفلهم بشراء شيء وهم لا يوافقون فيرمي الطفل نفسه ويثير المشاكل فتقول الأم له «سأقوم بتركك ان لم تقم» وتكون هي متجهة نحو باب المركز لمغادرته أو تقول «ان لم تأت خلال دقيقة فإني سأغادر المكان» وتجهل الأم انها من خلال هذه العبارة تعمل على تعزيز الخوف الاساسي الشائع لدى الاطفال ما يجعله يعتقد انها قد تختفي ولا تعود أبداً، وهذا ما يقوله المختصون وليس كلامي، والأفضل أن نعطي الطفل دقائق معدودة وأن نعطيه خيارات كأن نقول له إما أن تمسك بيدي أو أن تأتي لأحملك على صدري.

(موظف) يقول: عندي خمسة أبناء ومعظمهم قد تجاوز مرحلة المراهقة، وأنا بكل صراحة أقول: لم أكن أعلم بهذه الأساليب الجديدة في موضوع تربية الاولاد، فقمت بتربية أبنائي وكنت لا أتورع عن الصراخ بوجههم وضربهم أحياناً كثيرة، إذا لم يطيعوا أوامري، وبالنسبة لهذه الجمل التي تسيء إليهم كذلك استخدمتها معهم بشكل كبير ولم أكن أعلم انها قد تضر بهم. هذا الضرر الكبير، وكم أتمنى أن يعود أبنائي صغاراً كي أعيد تربيتهم بأسلوب تربوي صحيح.

وأنا بصراحة كثيراً ما يؤنبني ضميري بسبب القسوة التي كنت أعامل بها أبنائي، وهذا هو السبب الأساسي لسفر أحدهم وهو الكبير إلى دولة غربية منذ أربع سنوات ورفضه مراراً العودة إلينا، لذا أنصح الآباء الذين لا يزالون في مرحلة تربية أبنائهم الصغار أن ينتبهوا جيداً لأسلوبهم في تربية أبنائهم وأن يتبعوا الأساليب الحديثة في ذلك.
افعل ولا تفعل

الدكتور ريموند حمدان اختصاصي نفسي، يقول: لاشك ان عبارات الذم والنهي والزجر لا تصلح أسلوباً للتغيير وللتربية، ولن يجد قائلها استجابة من الطرف الآخر ومن الأفضل اعطاء تعليمات إيجابية للطفل تحمل صيغة الأسئلة والأوامر البسيطة والقصيرة، فهي أسهل على الطفل في التنفيذ، فمثلاً من الخطأ أن تقول لطفلك «ابعد قدمك عن الكرسي» بل قل له «ضع قدمك على الأرض» لأنه قد يبعد الولد قدميه عن الكرسي .

ويضعهما على الطاولة مثلاً أو مكان آخر، ومن الخطأ كذلك أن تستخدم مع الطفل أسلوب النهي كأن تقول له لا تفعل كذا والأفضل أو الاصح ان تقول له افعل كذا وكذا فلا تقل له «لا تأكل من هذا الاناء، بل قل له من فضلك كل من ذاك الإناء» ولا تقل «لا تجلس على هذا الكرسي» بل قل «اجلس على ذاك الكرسي» وحذارِ من وصف الطفل بالأوصاف الخسيسة أو السيئة كأن تقول له «يا غبي»، «يا مزعج» أو «يا كسلان» وغيرها من الكلمات التي لا ينبغي ذكرها أمامه، وهذه الكلمات بالغة الخطورة .

وقد تصبح مع التكرار صفة لازمة للولد فيقتنع أنه كسلان مثلاً وعندها يصبح من الصعب أن تقنعه بالعكس أو بأن الذي مر به ما هو إلا كبوة ويجب تجاوزها، وقد تخلف هذه الكلمة لديه الكثير من المشكلات النفسية كعدم الثقة بالنفس أو الكره والحقد لكل من هو مجتهد أو المشكلات الاجتماعية بأن يصبح حقيقة كسلاناً فيمتنع عن العمل وعن الدراسة ويتسم مسلكه بالسلبية في المجتمع فيغدو لا قيمة له وعالة على الآخرين، وبعض الأهل عندما يصل ابنهم إلى هذه النتيجة لا يدركون انهم السبب فيما وصل إليه.

وان أسلوبهم في تعاملهم معه عندما كان طفلاً كان أسلوباً خاطئاً فيستمرون بمعاملته بالأسلوب ذاته، وكم هم كثر نماذج هؤلاء الآباء والأمهات، وإذا كان لابد من النقد فلا ينبغي نقد الذات وإنما نقد العمل والفعل الذي قام به كأن نقول له «إن ضربك لأخيك عمل غير حسن» بدلاً من أن نقول له «أنت ولد سييء وقاس أو متوحش» فهذه الطريقة تعين الطفل كثيراً على ضبط سلوكه ونستطيع من خلالها ايصال رسائلنا التي نريد وسينفذ الولد ذلك بالاضافة للأسلوب الحسن الذي سيتعلمه منا لو استخدمناه معه وسيصبح منهجه في الحياة وبالنسبة لتنفيذ الأوامر.

من الأفضل استخدام فعل الأمر بشكل بسيط وسهل وواضح، فمن الخطأ أن تقول له «ألا تستطيع ان تحضر كتابك» والأفضل أن تقول «اذهب واحضر كتابك الآن» وتجنب قول «ألا تستطيع ان ترني ذلك» والأفضل أن تقول «أرني ذلك» ومن العبارات التي تسيء للطفل كذلك والتي نسمعها كثيراً «انك غبي جداً» فعادة ما يقول الآباء هذه العبارة عند الغضب لكنك ان تعودت على قولها فإن طفلك قد يبدأ في تصديقها والأفضل أن تقول له «كان ما فعلته شيئاً سخيفاً.. أليس كذلك؟».

ومن العبارات السلبية قولك «انظر إلى كل ما بذلته من أجلك» تعني هذه العبارة «لو لم تولد أنت فإن حياتي كانت ستكون أفضل» إن ذلك سخفاً من الاب فالأطفال لم يطلبوا أن يولدوا وعلى من يرغب بالانجاب أن يقدم التضحيات دون تقديم المن. ومن الجمل كذلك «انك كذاب أو لص» معظم الاطفال قد يستولون على شيء ليس ملكاً لهم ثم ينكرون معرفتهم بذلك حين مطالبتهم به، وما ذلك إلا لحب التملك الذي يكون فطرياً في الطفل، ولكن يتحول الأمر الى مشكلة عندما نقوم بردة فعل غير محسوبة ونتهمهم بالسرقة والكذب.

مستويات منطقية
جمال فيصل الطويل (باحث اجتماعي) يقول: إن لعالم تربية الاطفال أسرار لا يمكن اقتحامها بسهولة أو معرفة حقيقتها إلا لمن يواكب تطور العلوم والنظريات التربوية والاجتماعية، وللأسف الكثير من الآباء بعيدون أو مشغولون عن الاطلاع على تلك النظريات التربوية ولم يسبق لأحدهم حتى قراءة كتاب عن تربية الاطفال من منظور اجتماعي ولا أعتقد ان مثل هذا الأب ينجح في تربية ابنه تربية سليمة صحيحة ومعافاة.

وإذا ما تحدثنا عن الاخطاء التي يقع فيها الآباء فهي كثيرة، وما يخصنا في موضوعنا هذا الجمل والعبارات التي لا ينبغي قولها للطفل مثل «الرجال لا يبكون» فلهذه الجملة خطورة أولها تلقين الصبية مخالفة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في السنة انه أمر بالبكاء خشية الله وذم من لا تبكي عيناه.

ومن الناحية النفسية يعد البكاء متنفساً للانسان حيث يفرغ ما يحمل من شحنات عبر هذه الدموع، فكيف لنا أن نمنع الطفل عن البكاء بالاضافة الى أن البكاء تعبير طبيعي عن حالة ما يمر بها الانسان ومن العبارات كذلك قولهم «يجب ألا تكون الأول دائماً» والأفضل أن نقول «من الأفضل لك ان تفهم المنهج جيداً وأن تتفوق وأن يكون مجموع علاماتك في أعلى مستوى ممكن» فبهذا القول يتحول الأمر من تنافس بين الطلاب بعضهم بعضاً الى تنافس بين الطالب والمجموع النهائي الذي يجب أن يحرزه.

أو كأن نقول للفتاة «انت بنت وهو صبي» هذه العبارة لا تجوز مطلقاً لأنها مخالفة لأبسط الحقوق الانسانية كالعدل، فهي تحمل الظلم وتجعل الفتاة تشعر بالدونية وبالتفرقة بينها وبين أخيها على أساس الجنس الذي لم يكن لها الخيار في اختياره، ما يجعلها تحقد على الجنس الآخر، وهناك جمل يتبادلها الابوان على مسمع من أبنائهما كقول الأم لزوجها «لم أعد استطيع السيطرة على ابنك» عندما يسمعها الولد يشعر بنشوة النصر على أمه .

ويفرح لأنه يلفت النظر، كما ان الطفل بحاجة فطرية للسلطة، وانعدامها يسيء له ويقلقه، ورغم حاجته للسلطة إلا أن التمرد طبع أصيل فيه، وهذه العبارة تسهل على الطفل المتمرد وتعينه على العصيان ثم ماذا عن الأم التي فشلت في السيطرة على طفلها الصغير.. هل ستنجح في التعامل معه عندما يصبح مراهقاً مشاكساً؟

وهناك جملة كثيراً ما تستخدمها الامهات وهي «إن لم تنم فسآتيك بالطبيب ليؤلمك بإبرته»، أو «إن لم تصمت أو تجلس أو تهدأ فسآخذك للطبيب ليعطيك ابرة». فلا يجوز أن تلقن الأم لابنها معلومات خاطئة لأن الطفل يصدق كل ما يقال له ولا يجوز لها أن تخوفه من الطبيب الذي قد يحتاج اليه يوماً ما، أضف إلى أن الطفل قد يتعلم الكذب ليحصل هو الآخر على منافع عاجلة وقد تختبيء هذه المخاوف في عقله اللاواعي، فإذا احتاج يوماً لإبرة الطبيب بدا جباناً. ويضيف: يمكن التأثير على الاطفال من خلال المستويات المنطقية الستة وهي:

1ـ مستوى البيئة: وهو أقل المستويات تأثيراً وهو ان ترجع نجاح طفلك إلى البيئة كأن تقول له أنت في هذه المدرسة الممتازة لذلك سوف تنجح.

2ـ مستوى السلوك: وهو أعمق تأثيراً بقليل كأن تقول للطفل أنت تنجح وأنت تتفوق.

3ـ مستوى القدرة والمهارة: وهو أعمق تأثيراً مما قبله مثل أنت قادر على النجاح أو على التفوق أو على الابداع، أنت تستطيع أن تصدق دائماً.

4ـ الاعتقاد والقيم: وهو أعمق في التأثير، حيث نرسخ هنا المعتقد الصحيح عند الطفل كأن نقول له انت تعتقد ان النجاح مهم أو أنت تؤمن ان الصلاة فرض.

5ـ الهوية والانتماء: وايضاً يكون التأثير أفضل وأعمق وهنا تعطي الطفل الصفة التي تريدها على انها هي هويته كأن تقول أنت الناجح ابن الناجحين أو انت الصادق ابن الصادقين.

6ـ الصلات الروحية: وهو أعمق المستويات تأثيراً، فتقول للطفل الله سبحانه وتعالى اعطاك القدرة على النجاح وان الله تعالى يرضى على نجاحك أو عن صفاتك الأخلاقية. هذه هي المستويات المنطقية العصبية التي يستطيع الأهل من خلالها توجيه الابناء وادراك الأسلوب الصحيح في مخاطبتهم


من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #110  
قديم 20-01-2011, 05:57 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New معالجة مشاكل الطفل كثير الحركة و نقص الانتباة

فرط الحركة و نقص الإنتباه

تشتكي بعض الأمهات من كون ابنها دائم الحركة ، فهو لا يهدأ منذ أن يستيقظ وحتى ينام. ولا شك أن هذا شيء مزعج ومتعب ومرهق للأعصاب. كما أنه يجعل الأم يحرم الأم من التواصل الإجتماعي، ويضطرها للتفرغ الكامل لابنها تقريباً.

ما هي الأعراض التي يجب ملاحظتها :

تختلف شدة الأعراض ، و زمن ظهورها ، لكنها عادة تنقسم إلى مجموعتين :

أ ـ نقص التركيز و من مظاهره:

- عدم القدرة على الانتباه و متابعة الشيء حتى النهاية.

- عدم الرغبة في الأعمال التي تتطلب تركيزاً ذهنياً " مثل الدراسة ".

- شرود الذهن عن الموضوع الأساسي المطلوب التركيز فبه.

- كثرة نسيان المهام المطلوبة يومياً.

ب ـ فرط النشاط الحركي والاندفاعية و من مظاهره:

- عدم الإستقرار في مكان الجلوس. و كثرة التململ. والحركة عند الإجبار على الجلوس.

- الجري بسرعة بدون انتباه و تسلق الأشياء الخطرة. قد يصفه البعض "كأنه شغال على موتور" .

- كثرة الكلام و عدم الفدرة على الإلتزام بالنظام و الترتيب في الكلام أو اللعب.

- الإندفاع في الأجوبة ومقاطعة الآخرين.

يجب أن لا يتم التشخيص بشكل قاطع ما لم تكن بداية هذه الأعراض أو بعضها قبل سن السابعة ، وأن تظهر في أكثر من مكان مثل البيت والمدرسة و العمل...

رغم ما قيل في هذا الإضطراب من أشياء كثيرة ، فقد تأكد أن الوراثة هي إحدى العوامل التي تؤدي إلى ظهور "فرط النشاط الحركي". وكثيراً ما تزول أو تتحسن هذه الصفة مع التقدم في السن ، وهي قد تحدث حتى عند الأطفال العاديين بل وعند شديدي الذكاء كما نشاهد في حياتنا العملية باستمرار. و لكن فرط النشاط الذي يحدث عند المتخلفين عقليا يتميز بكونه غير هادف و بعتبر امتداداً لمرحلة فرط الحركة الطبيعية التي تحدث عند الأطفال والصغار.

كيف نعامل هؤلاء الأطفال :

1- يحسن ، بل يجب أن نجعل لهؤلاء الأطفال نظاماً يومياً ثابتاً نطلب منهم أن يطبقوه بدقة ، وأن يكافؤوا على تطبيقه بالمديح والتقدير. والقواعد الواجب عليهم اتباعها يجب أن تكون سهلة واضحة وقليلة قدر الإمكان وأن تترافق بحدود دقيقة. ويجب الإصرار على هذه القواعد ولكن بعدل ولطف من خلال شيء من الحرمان أو التضييق في حال التجاوز.

2- يجب تجنب المنبهات الشديدة والإثارات الزائدة والتعب.

3- يجب الحرص على الهدوء قبل موعد النوم بمدة كافية.

4- يحسن عدم اخذ هؤلاء الأطفال في رحلات طويلة بالسيارة أو أخذهم للأسواق لساعات طويلة ، وذلك مخافة التنبيه الزائد المستمر وبالتالي تصعيد النشاط.

5- بالطبع يجب أن يكون البيت خاليا من الأشياء القابلة للكسر أو الثمينة أو الخطرة أو بالأصح أن تكون بعيدة عن متناوله.

6- يجب إشعار الطفل بإدراكنا لجهوده الناجحة في تحسين سلوكه وإنجازاته ، وتقديرنا لها ، وأن نمدحه على ذلك. ومن أمثلة ذلك إعطاء الطفل مكافآت تشجيعية عند تحسين السلوك من نوع النجوم أو الصور التي يمكن أن يستبدلها الطفل بلعب أو فسح.

7- هنالك بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب للمساعدة في حل هذه المشكلة أو التعايش معها بالأحرى
من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #111  
قديم 20-01-2011, 06:01 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New اساليب تربوية خاطئة

قد يمارس الآباء أساليب تربوية خاطئة وهم غافلون عن دورها السلبي والمؤثر في عملية التربية، فتحل عزيزي المربي بالحكمة والصبر والرحمة لتتمكن من السيطرة وتوجيه السلوكيات الخاطئة لأبنائك...
استبيان:
عزيزي المربي قبل أن تقرأ الموضوع، أجب عن الأسئلة التالية بصدق لتعرف مدى فعالية أسلوبك التربوي.
1- هل تصرخ في وجه أبنائك لارتكابهم أية أخطاء ؟
- نعم.
- لا
2- أتجعل التضارب في القرارات سمة من سمات أسلوبك التربوي؟
- نعم .
- لا .
3- أتستهدف أحد الأبناء أحياناً دون غيره بالنقد والتجريح ؟
- نعم.
- لا.
4- أتدقق في كل الأخطاء التي يرتكبها أبناؤك سواء كانت صغيرة أم كبيرة؟
- نعم .
- لا.

5- أتهدد أبناءك كثيراً ثم تتنازل عن تهديدك ؟
- نعم.
- لا .
6- أيكون عقابك قاسياً لأبنائك في لحظات الغضب؟
- نعم.
- لا.

إذا كانت إجابتك عن الأسئلة الستة لا، فهنيئاً لك أيها المربي فأنت تسير في خطوات ثابتة نحو التربية السليمة أما إن أجبت عن أحد الأسئلة بنعم فنحن ندعوك لقراءة الموضوع معاً.

مسؤوليتك التربوية:
قد يفاجأ الآباء والأمهات بالسلوكيات الخاطئة لأبنائهم، فقد يتعجلون ويتخبطون لحل هذه السلوكيات ولكن دون إحراز أي نتيجة إيجابية في حل المشكلات التربوية، فالتربية مسؤولية ولتحمل هذه المسؤولية يلزمنا الصبر والحكمة، وفي وقتنا هذا يشتكي كثير من الآباء والأمهات من عناء تربية أبنائهم وبعدم السيطرة على سلوكياتهم وإذا أردت – عزيزي المربي- عزيزتي المربية- أن تكون تربيتك بلا عناء لا تُنزل من قدر نفسك فكيف ذلك؟ وما الطريقة إلى هذه التربية؟ هذا ما ستقرؤه معنا في هذا الموضوع.

الكدح والعناء
ويتحدث د. إبراهيم الخليفي قائلاً: هناك فرق كبير بين مصطلحين بحياتنا وهما الكدح والعناء فالعناء يعني الشقاء وأما الكدح فهو بداخلنا ولا نستطيع العيش دون كدح فقد قال الله تعالى: ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه). فالذي يقول: إنه يعيش بلا كدح، فهو إنسان متوهم فالحياة دون كدح دائمة الإحباط، لأن الله يريد أن يزكى بالكدح عباده ويريد أن يطورهم وينميهم، فهو وسيلة من وسائل التنمية، والشقاء هو حالة من البؤس والتعب واليأس، وكما قال الله تعالى للمؤمنين دعاء السعادة وهو ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، ففي الآخرة سعادة لك، كما في الدنيا تماماً. وما أريد قوله هو أن يكون كدحك لذيذ فكيف ذلك.


من الكادح؟
مفهوم الإنسان الكادح ينطبق على أناس تتميز بهم شروط هذا المفهوم، فالإنسان قد يكون كادحاً ولكن إما كادحاً سعيداً أو كادحاً شقياً.

1- الكادح الشقي: ننظر إليه بهذه الآية الكريمة والتي تقول:
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) وهذه الآية تعني ما المطلوب منك وماذا ستفعل غداً، وقد أخص بهذا التفكير ( المؤمنين) بقوله ( يا أيها الذين آمنوا)، فالمستقبل بيدك، ويجب أن تعرف ماذا ستفعل في هذا المستقبل، فالكثير من الناس يتحجج بالله، فيقصر بالعلم ويقصر في مجالس العلم والعلماء وفي البحث، ويقبل بالدنيّة بينما العاقل من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت، فهذه الآية تقول من لا يعرف حياته ومستقبله ولا ما سيفعل غداً سيكون شقياً فبذلك يكون الكادح شقياً بانعدام التعلم عنده ويكون إنساناً جاهلاً، وأبو جهل عندما سمي بهذا الاسم لأنه كان جاهلاً لا علم عنده، فالجاهل هو الذي لا يملك علماً لينفعه في دينه ودنياه، أما الإنسان المتعلم أمثال أبو الحكم وتسميته بهذا الاسم لأنه صاحب حكمة ومعرفة وعلم.

2- المتخبطون في العمل: وهم الذين ضل سعيهم ويرجعون في مسائلهم إلى أهل الدنيا ولا يسألون أهل العلم والذكر والمعرفة، والذين وصفهم الله في آيته الكريمة: ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ويكون الكادح شقياً بتخبطه في عمله وبضلالة سعيه في الدنيا.
3- هجران ذكر الله: فإن ذكر الإله للقلوب قوت ما ينتهي فإنها تموت.
4- الصبر ضياء: وهو كتاب الحكمة المفتوح، فنحن نجد الكثير من الآباء والأمهات عندما يدرك أن لابنه وابنته علاقة مع رفاق السوء أو وقعوا في الأخطاء لا يجعلون لعلاج هذه المشاكل الصبر بل بالعجلة وإنما هي من الشيطان، فالكدح يحتاج إلى الصبر، ومن أراد شيئاً فيلاقيه بالصبر حتى مقاومة الشهوات والرغبات وهذه تعتبر طاقة ولو لم تفرغ بالصبر فلن تستطيع أن تقاومها، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف: الصبر ضياء، وقال الله تعالى في الآية الكريمة: ( استعينوا بالصبر والصلاة) فالصبر ضياء والصلاة نور.

وسائل الترويح
إن الترويح النفسي ضروري جداً وذلك حتى لا تتراكم الضغوط النفسية، فالابن يحتاج إلى وسائل للترويح عن نفسه منها:
1- الصلة بالله تعالى ( صلاة – ذكر – عمرة ).
2- خلوات الراحة ( أن لبدنك عليك حقا ).
3- القراءة والاطلاع .
4- الصداقات المفيدة.
5- الدورات والحوارات والمحاضرات ومواقع التثقيف.

• احرص على :
ليكن نظامك التربوي مما ينمي ولاء الأبناء فيكونوا لك شركاء ولا يسببون لك العناء.. فاحرص على أن تتصف بالأمور التالية:
- بالمحبة والاحترام اللذين يكفلان شعور الأبناء بالأمن.
- بالمشاركة والتفاهم اللذين يكفلان شعور الأبناء بملكية النظام.
- بالتقدير والتشجيع اللذين يكفلان شعور الأبناء بالانتماء.
- بالموضوعية والتحقق اللذين يكفلان شعور الأبناء بالعدالة.

سلبيات تربوية:
لا تتفاجأ إذا جاءت بعض النتائج سلبية رغم المحاولات المستمرة في توجيه الأبناء، فسبب ذلك يكمن في تنوع أساليب التربية التي علينا – عزيزي المربي- أن نتعرف عليها


من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 20-01-2011, 06:04 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New مبادئ التربية السليمة

المبدأ الأول لعملية التأديب هو الاتجاه الوسَطي في التربية لدى الآباء والأمهات... بمعنى أوضح أن يكون الاختيار الوالدي بعيداً عن الصرامة والقسوة والإرغام من جهة والتساهل والتسامح المفرط من جهة ثانية..

فالصرامة في التربية تنشئ أطفالاً يعانون من المعوقات النفسية والاضطرابات السلوكية مثل الانطوائية والخجل والإرهاب الاجتماعي... يجد وراءه كل ترسبات الاضطهاد الطفولي للعيادات النفسية... والتساهل المفرط -اترك ابنك يفعل ما يشاء- تؤدي إلى تجرد الطفل من كل الضوابط والحدود والقيم... وينشأ عاجزاً عن وضع آلية للتكيف مع المجتمع...

2- إشراك الطفل في حلّ

المشكلات وإبداء الرأي:

الدوافع التي تبني السلوك لدى الطفل تحركها طرق التعامل معه والمساحة الإيجابية المخصصة له والقيمة الذاتية التي ننشئها بداخله...

ومن أفضل طرق التأديب ووضع الهدف على مكمن الإحساس بقيمته إشراكه في مناقشة وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه...

إذ أن شـعوره بالقيمة الذاتية وثقة الآخرين -الكبار- في رأيه من خلال مشاركته تكون أفضـل وســــيلة لتأديبه... الطفل بحاجة إلى أن يتعلم كيــــف يتخذ قراراته الشخصية ويحل مشاكله ويواجه الأحداث والمستجدات مهتدياً بما تعلمه من توجيهات نصائح الوالدين... دون أن يكون معتمداً كلية على الكبار...

3- التهذيب تدريب على حسن التصرف:

التهذيب يعني تدريب الطفل على السلوك الحسن والسيطرة على النفس والدوافع السلبية بشخصيته..

ولذلك كان التهذيب إحدى الوسائل الإيجابية لتأديب الطفل من خلال تدريبه على ممارسة الحسن والتحضير المسبق لما نريد من الطفل... والتحضير المسبق لفنون توجيه الطفل أمام السلوكيات غير المقبولة...

الاستعداد المسبق يهيئك نفسياً لتعامل إيجابي مع الطفل... ومن الاستعداد المسبق كذلك التخطيط وإعداد الأساليب الفعالة والإيجابية للتعامل مع سوء تصرف الطفل.

4- قلّل من الكلام وأكثر من العمل:

الأحاديث الطويلة والمتشعبة مع الطفل تدفعه إلى عدم الإصغاء والتهرب من سماع الكلام والشعور بالملل المستمر من الأحاديث الوالدية... ولذلك ينبغي استبدال الكلام أحياناً كثيرة بمواقف عملية..

تخيل نفسك أخذت ابنك إلى حديقة ألعاب.. ورأيت إصرار ابنك على عمل غير مقبول، قم بتنبيهه مرتين فإذا لم ينصع لك... أنه الزيارة واترك الحديقة تعبيراً منك عن عدم قبول سلوكه... فإذا ندم الطفل وأبدى استعداده وندمه على السلوك المرفوض امنحه فرصة للتغيير... وخذ منه وعداً بذلك. وهذا هو فن تأديب الطفل بالعمل لا بالصراخ والقسوة...

حل المشكلات معاً:

يعدّ حلّ المشكلة أسلوباً فاعلاً، لأن الأطفال يعطون الاحترام، والتشجيع ليصبحوا مشتركين ومهتمين بالاعتناء بأنفسهم، هذه بعض الخطوات الرئيسة المشتركة في حل المشكلة:

1- اختاري وقتاً هادئاً، وغير منقطع لتطرحي المشكلة.

2- ابدأي بتعريف، المشكلة وتحديدها بتعابير غير عاطفية.

3- امنحي طفلك جانباً من القصة، أصغي إليه بهدوء.

4- ناقشي حلولاً عدة يمكنك جمعها مع بعضها.

5- قرري مع طفلك أي حل ستستخدمين، وقومي بإنجازه.

إنّ الهدف من عقد جلسة حلّ مشكلة ناجحة هو أن تتذكري أنك تعملين مع طفلك للتوصل إلى حل، إذا كان لديك حل واحد في عقلك، ولا شيء آخر سيرضيك فإنّ هذا ليس أسلوباً صحيحاً تستخدمينه في هذه اللحظة، إنّ حل المشكلة سيثمر فقط إذا كنت راغبة بأن تكوني مرنة، ومتفتحة لأفكار طفلك.

لقد رأيتُ الوالدين يستخدمان هذا الأسلوب بنجاح لحلّ المشكلات المرتبطة أو معارك وقت النوم، أو رياضة، أو دروس تعليمية أو المصروف، أو قضايا متنامية أخرى.

إنّ جمال هذه الطريقة يكمن في اشتراك الأطفال في علاج حل المشكلة، فهم قادرون أكثر على مواصلة إنجاز الحل من أن تفرضي عليهم حلك الخاص بك.

يسأل معظم الوالدين أي عمر يعدُّ فيه الطفل كبيراً بما فيه الكفاية ليساعد في حل المشكلة، فنجيب: إنّ الطفل في عمر الدراسة في المدرسة يستخدم هذه الطريقة، حتى إنّ طفلا لم يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة يعلمنا نواحٍ عدة

من سلسلة مقالات : الطفولة وتقنيات التربية الصحيحة
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #113  
قديم 20-01-2011, 06:09 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New خطوات التربية الإيجابية

تطبيقات التربية الإيجابية

علاج الخوف (1)
نستمر في تفعيل معالجة ظاهرة الخوف عند الأطفال لأنها فعلاً من أكثر السلوكيات إزعاجاً واستفحالاً ولآثارها السلبية على مستقبل التكوين الشخصي للطفل. ونستكمل حديثنا عن أسس علاج من ظاهرة الخوف لدى الأطفال .
1- تقليل الحساسية والإشراط المضاد:
الهدف هو مساعدة الأطفال الخوافين وذوي الحساسية الزائدة ليصبحوا أقل حساسية أو غير مستجيبين للموضوعات التي تستثير حساسيتهم، والقاعدة العامة هي أن الأطفال تقل حساسيتهم من الخوف عندما يتم إقران موضوع الخوف أو الفكرة المثيرة له بأي شيء سار (إشراط مضاد counter-conditioning)، فمن المفيد جداً جعل الأطفال يلعبون إحدى ألعابهم المفضلة أو ينهمكون بأي نشاط ممتع أثناء الخوف، فجميع أشكال المخاوف المحددة يمكن محوها بهذه الطريقة. وعلى سبيل المثال يمكن للطفل أن يرتدي زي بطل معروف... ويقوم بتمثيل بعض المشاهد في غرفة خافتة الإضاءة كخطوة أولى للتغلب على الخوف من الظلام، كما يمكن للطفل أن يلعب لعبة الاستغماية في غرفة مظلمة فيختبئ الأب أولاً بينما يبحث عنه الطفل ثم يختبئ الطفل ويحاول الأب العثور عليه، ويحدث تقليل الحساسية بشكل طبيعي عندما يمكَّن الأطفال من مشاهدة حادثة مخيفة عن بعد، فالتقدم التدريجي يؤدي إلى تزايد الشجاعة شيئاً فشيئاً. وينبغي أن تقرأ للطفل قصصاً البطولة تتيح له فرصة اللعب مع بعض الحيوانات الصغيرة بدلاً من الاعتماد على الإقناع فحسب، وهذا كله يؤدي إلى نقص طبيعي في المخاوف.
والخوف يمكن أن يتحول إلى نشاط، فوجود العائلة معاً يساعد في تقليل الحساسية حيث إن الأطفال يشعرون بالأمن بشكل أكبر عندما يكونون في جماعات، ويمكن أن يستعان بمراهق من المجاورين ليمارس مع الطفل بعض النشاطات التي يخاف الطفل منها مثل السباحة أو الرياضة، فالأطفال يعجبون عادة بالمراهقين وبذا يصبح النشاط مصدر متعة للطفل. وبعض الأطفال يفزعون من صوت الرعد، ويمكن للآباء أن يقلدوا ذلك الصوت وأن يطلبوا من الأطفال عمل ذلك، وينبغي كذلك أن تُشرح العواصف للطفل وأن توضح، ويمكن تحويل مشاهدة المطر والبرق إلى لعبة يُسأل فيها الأطفال - كم عدد ومضات البرق التي تحدث خلال دقيقة؟ كم يمكن أن يتجمع من المطر في فنجان خلال 51 دقيقة؟ - ، وهكذا ينبغي تشجيع الأطفال على تقليل الحساسية الذاتي (self - desensitization). ويمكن أن يتعلموا استخدام هذه الطريقة وحدهم لمواجهة أي خوف، كأن يقوموا بمشاهدة صور الحيوانات والوحوش المخيفة في كتاب ثم يلونونها أو يكتبون قصصاً عنها، ثم يقومون بمناقشة مخاوفهم مع إخوتهم... الخ، ويؤدي ذلك إلى تغيير الشعور بالعجز إلى شعور بالفاعلية نتيجة القيام بعمل بناء. إن المواجهة المتكررة لموضوع الخوف تؤدي إلى تقليل الحساسية، بينما يؤدي تجنب المواقف المخيفة إلى إطالة حالة الخوف أو زيادة شدته.
2- ملاحظة النماذج:
تعد هذه الطريقة طريقة طبيعية لتقليل الحساسية. فالطفل يتعلم من خلال الملاحظة كيف يتعامل الأفراد غير الخائفين مع المواقف، والطفل الذي يلاحظ ذلك يبدأ بشكل تدريجي بالتعامل دون خوف مع مواقف تزداد درجة الإخافة فيها شيئاً فشيئاً، ويفضل أن تكون النماذج من الأشخاص العاديين حتى لا يرى الأطفال النموذج وكأنه شخص يتمتع بصفات خاصة تجعله قادراً على أن يكون شجاعاً. إن الملاحظة تقنع بعض الأطفال بأن ما يخافونه هو في الواقع لا خطورة فيه، ومن الأمثلة على ذلك استخدام نماذج متلفزة من الرفاق لمساعدة الطفل للتغلب على قلق الامتحان، فقد تم تعريض النماذج بشكل تدريجي لمواقف امتحان تزداد إثارتها للخوف شيئاً فشيئاً، وبذا أصبح الأطفال الذين قاموا بالملاحظة أقل خوفاً من الامتحانات المدرسية. ومن هذه الأمثلة أيضاً الاستخدام الناجح لمراقبة أطفال ينجحون في دخول المستشفى وفي أن تُجرى لهم عمليات جراحية. إن على الآباء أن يستغلوا كل فرصة تسنح لتهيئة أطفالهم للمواقف التي تنطوي على احتمال بأن تكون صادمة، وبمعرفتك للطرق المتوافرة للتهيئة (مثل الأفلام) يمكنك أن تستعين بمثل هذه الطرق لمساعدة طفلك الخائف

__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 20-01-2011, 08:04 AM
الصورة الرمزية طلعت ليله
طلعت ليله طلعت ليله غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 186
معدل تقييم المستوى: 18
طلعت ليله is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووووووور وجزاك الله خيرا
__________________
نحن نحتاج إلي معلم
- قدوة في علو الهمة والأمانة والجد
- ينتبه إلى مواهب تلاميذه ويقوم بتنميتها

طلعت ليله
السنبلاوين - دقهلية
رد مع اقتباس
  #115  
قديم 20-01-2011, 08:05 AM
الصورة الرمزية طلعت ليله
طلعت ليله طلعت ليله غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 186
معدل تقييم المستوى: 18
طلعت ليله is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووووووور وجزاك الله خيرا
__________________
نحن نحتاج إلي معلم
- قدوة في علو الهمة والأمانة والجد
- ينتبه إلى مواهب تلاميذه ويقوم بتنميتها

طلعت ليله
السنبلاوين - دقهلية
رد مع اقتباس
  #116  
قديم 20-01-2011, 08:07 AM
الصورة الرمزية طلعت ليله
طلعت ليله طلعت ليله غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 186
معدل تقييم المستوى: 18
طلعت ليله is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووووووور وجزاك الله خيرا
__________________
نحن نحتاج إلي معلم
- قدوة في علو الهمة والأمانة والجد
- ينتبه إلى مواهب تلاميذه ويقوم بتنميتها

طلعت ليله
السنبلاوين - دقهلية
رد مع اقتباس
  #117  
قديم 21-01-2011, 07:22 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New التعليم عن بعد وفق البيداغوجيات الحديثة

..
يعتبرالتعليم والتعلم من الأسس التي نادت بها كل التربويات على اختلاف مرجعياتها ، سواء الحديثة أو التقليدية، فهو يمثل صيغة تربوية ذات إمكانات واسعة تمكن المتعلّم من مراجعة
بنيته المعرفية وإعادة ضبط صلته بالمعرفة باستخدام برامج للتعلم وخطط للتدريس وتعتمد أقل من ذي قبل على نقل المعلومات وتوجيه المتعلّم وتمكن الطالب من ممارسة التعلّم الذاتي
وفي دراسة تحليلية لمفهوم التعلّم المفتوح عن بعد في ضوء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أعد مجموعة من الباحثين دراسة تتعرض إلى التغيرات التي يمكن أن تطرأ على التعليم المفتوح والتعلّم عن بعد في ضوء تقنية المعلومات والاتصالات.


مفهومالتعليم المفتوح

الدراسة تناولت تعريف مفهوم التعليم المفتوح والتعرض لنظام التعليم عن بعد والنتائج العملية التي تعود من جراء التحول من التدريس التقليدي الى هذا النوع من التعلّم.
وأشار الباحثون إلى أن مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبعض المصطلحات المرتبطة به وهي النص المتفاعل، الوسائط المتفاعلة، الدائرة المشتركة.
كما تناولت أيضاً العلاقة بين المعرفة كعملية عقلية ومفهوم التفاعلية وأهمية التفاعل ونظرية السرعة المعرفية في نظام التعلّم عن بعد.
وأكدوا أن التغيرات التي تطرأ على المجتمع في أشكال الحياة وفق ثورةالمعلومات التي نعيشها الآن تفرض عليه فلسفة قوامها الاعتراف بحق المتعلّم في اختيار نوع التعليم الذي يتوافق مع قدراته واستعداداته وتحديد مستقبله، كما أضافت هذه التغيرات اتجاهات وقضايا تدور ليس فقط حول التفاعل بين المتعلّم والمعلم ولكن التفاعل بين المتعلّم والمعرفة.
وبهدف جعل هذه الإستراتيجية أكثر واقعية وأقرب إلى التطبيق، فإنه لابد من التأكيد على بحث الوسائل التي تساعد المتعلّم على الوصول إلى مصادر المعرفة بسهولة ويُسر من أجل إرساء تربية تحررية وتمكينها من مجابهة خصائص المتعلّم بأسلوب التفاعل المثمر الذي يكفل للمتعلم سلوكاً يتسم بالاستقلالية والمسئولية حيث إن النمو السريع للوسائط المتعددة والنمو الفلكي للانترنت.
والتآزر السياسي والشعبي للطريق السريع للمعلومات، خلق أسواقاً جديدة وإمكانات عالية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات حيث تجاوزت المبيعات السنوية للأقراص الممغنطة وألعاب الفيديو 15 مليار دولار.
وأكد الباحثون فيالدراسة انه حينما نتحدث عن التعلّم المفتوح فإنه يشار بذلك الى نوع من التعليم أكثر انفتاحية من أنواع التعلّم الأخرى واضعين في الاعتبار نوع التعلّم الآخرالمقابل والذي يمكن أن يعرف على انه التعلّم التقليدي. ويوصف التعليم المفتوح بأنه التعلّم الذي يحدث تحت ظروف يكون فيها المتعلّم متحكماً بدرجة عالية في أبعاد المكان والزمان والمحتوى وطرق التدريس ولتوضيح ما يُقصد بالتعلّمالمفتوح.
وأشارت الدراسة الى بعض المعالم الرئيسية الخاصة بالتعليم المفتوح وهي:


معالم التعليم المفتوح:
إنه في هذا النوع من التعلّم يأخذالمتعلّم دور القيادة في تحديد ما يرغب معرفته ويتلقى مساعدة من موجه أو متعلم آخر لديه المعرفة الكافية عن وسائل جيدة لتنقيح وتوصيل أهداف التعلّم.
ويمارس المتعلّم مستويات من التحكم في كيفية التعلّم من خلال قراءة نص أو الاستماع إلىمحاضرة أو من خلال ممارسة عمل تطبيقي، إضافة لذلك فإن التعليم مجدول ومكون بطريقة تلاءم المتعلّم، فقد يحتوي على مواعيد الانتهاء من إنجاز هدف التعلّم ومواعيد وجداول أنشطة التعلّم.
كما يستخدم التعلّم المفتوح التقنيات الخاصة بالتعلّم الذاتي مثل الفيديو والبرامج الصوتية وبرامج الكمبيوتر وغيرها.


التعليم عن بُعد
أما بخصوص التعليم عن بعد، فهو شكل من أشكال التعلّم حيث لا توجد قيود جغرافية بين المتعلّمين والمرشدين ويتضمن التعلّم عن بعد إمكانات خاصة توفرها وسائط الاتصال مثل التلفزيون والراديو مع استخدام مصادر حزم التعلّم الخاصة بمقررات دراسية.
ويتطلب التعلّم عن بعد كميات وفيرة من الأعمال التربوية التي يجب أن تعد أو التي أعدت فعلاً بواسطة المرشدين والمؤلفين ومصممي برامج المقررات الدراسية وغيرهم.
وتؤكد الدراسة أن موضوع التربية والتعلّم عن بعد يشير الى الأشكال المختلفة للدراسة على جميع المستويات والتي لا تتضمن إرشاداً مباشراً ومستمراً بين مرشدين متواجدين مع الطلاب في قاعات المحاضرات أو في المواقع نفسها، ومع ذلك فإن الطلاب يحصلون على ما يبغون من نظام التخطيط والإرشاد.

نتائج التعلّم عن بعد
ويمكن على ضوء ما تقدم تلخيص نتائج العملية للتعلم عن بعد باختزال الوقتوالتكاليف الخاصة بالانتقال من المنزل أو العمل وكذلك اختزال تكلفة التدريس بنظام «وجهاً لوجه» وزيادة تكلفة أعداد المقررات الناتجة عن التحول من التدريب بنظام «المواجهة» الى التعلّم القائم على المصدر والتقنيات الحديثة وكذلك التحكم في استغلال الوقت بالنسبة للمتعلم والمرشد وخصوصاً حينما لا تكون هناك حاجة الى التزامن بين المرشد والمتعلّم أو التفاعل بين المتعلّم والمعلم.
السرعة المعرفية وتناولت الدراسة من جانب آخر أهمية التفاعل ونظرية السرعة المعرفية في نظام التعلّم عن بعد.
وأشارت الى أن التفاعل هو القضية الرئيسية التي تواجه مصممي برامج التربية عن بعد حيث بينت الدراسات الحديثة أن فقدان هذا العامل هو أحد المعوقات الأساسية في مجال التربية عن بعد، فغياب الاتصال التقليدي بين المعلم والطالب يجعل برامج التربية عن بعد غير مقبولة، فهناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين الباحثين بأن الناس يحتفظون بحوالي 20 بالمائة مما يسمعون و40 بالمائة مما يرون ويسمعون و75 بالمائة مما يرون ويسمعون ويعملون.
وبالتالي فإن التفاعل الذي يدمج الرؤية والسماع والعمل يلعب دوراً مهماً وحاسماً في برامج التعلّم عن بعد ولذلك كان تزويد هذه البرامج بالوسائل التي تضمن قيامه بهذه الوظيفة يعتبر من الأمور الأساسية.


التفاعل المعرفي:
وبناء على ذلك فإن الحاجة الماسة الى التفاعل توضحه السرعة المعرفية والتي تتعرض لأبحاث القراءة والكلام حيث يتمكن الفرد العادي من القراءة بسرعة 250 إلى 300 كلمة في الدقيقة وان أذن الإنسان يمكن أن تستمع الى حديث بنفس النسبة والمتعلّمون لديهم المقدرة المعرفية لأن يعالجواالكلام بنسبة تصل الى ضعف ما يتحدث به الأستاذ، فإذا كانت الحاجة الى نصف قدرة المتعلمين فقط للاستماع فإن النصف الآخر من المقدرة يمكن أن يستغل في محادثة داخلية.
وفي الوقت ذاته نجد فيه أن المتعلّمين المهتمين يظهرون انشغالاً بموضوع المحادثة ونجد أن الآخرين ينشغلون في متابعة أنماط التفكير المرتدة ويفقدون متابعة موضوع المناقشة. إن الطريق الذي يضمن سلوكاً حاضراً ونشطاً يكمن في استخدام تقنية تسمح للتفاعل ذي الاتجاهين عن بعد مع التركيز على الرؤية والسماع والعمل.


دور تقنيات المعلومات:

وفي ختام الدراسة يمكن استخلاص، ان استخدام تقنية المعلومات والاتصالات تؤثر على التربية ونظرياتها وتطبيقاتها،وكلما كان الطالب أكثر معرفة باستخدام التقنيات الحديثة، فإنه من المفترض أن يتعلم بالمقاربات المفتوحة مثل مقاربة الكفايات التي تعد، أكثر طرق استخدام تقنية المعلومات ويكون قادراً على تطويرها اكثر، حيث يرتبط التعلّم المفتوح بفكرتين مختلفتين هما التنظيم والتربية.
فالتنظيم حيث هناالتعليم «مفتوح» بمعنى إمكانية وجود المقررات الدراسية في التناول والانفتاح بالنسبة للأهداف، الوقت، المكان، المصادر، الملتقى والكفايات المراد بلوغها .
والمراقي هنا اتجاه تربوي خاص في التعليم المفتوح وفي هذا النوع من التعلّم نجدها تعتمد نظريات وطرق تدريس مثل: التعلّم التعاوني، التعلّم القائم على المشاريع، التعلّم الاستنباطي، التعلّم بالاكتشاف، التعلّم بطريقة حل المشكلة، التعلّم التكويني.
وبالتالي فمن الناحية العملية، كان وضع الفصل الدراسي يختلف وبالتالي لابد من توسيع مجال نموذج المتلقى التعليمي التقليدي يشمل المصادر الالكترونية للمعلومات، طرق الحصول على المعلومات، التعلّم عن بعد وذلك من أجل تمثيل المواقف الأكاديمية والاجتماعية لمجموعة من أجل تطوير المستوى المعرفي والتعلمي لمن ينشد حقيقة الانتماء للألفية الثالثة بامتياز وإرادة حقيقية لربح رهانات العولمة التي نتجنب فيها الهدر والتخلف في مجتمعنا المغربي والعربي .


د. المصطفى رحيب
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #118  
قديم 21-01-2011, 07:31 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New التعليم والمعلوماتية

دور الإنترنت في إعداد الخريجين وتدريس اللغات
مع تقديم رؤية استراتيجية للتعليم في الأقطار العربية


أبو السعود إبراهيم
نائب رئيس تحرير الأهرام
والمشرف العام على أقسام المعلومات
والأبحاث والإنترنت


مقدمة عامة ‏

إذا كان العالم العربي مهد الحضارات ، ويتحفز الآن لنهضة شاملة في جميع المجالات ، نهضة تزكيها روح الانتماء ، ‏ومشاعر الاعتداد بالماضي ، والثقة في المستقبل ، كما يحاول أن يعيش القرن إلحادي والعشرين من بوابة المتفوقين . فلا يعقل أن ‏تكون الدول العربية رائدة الفكر والفن والحضارة والتقدم ، بعيدة عن استيعاب مفاهيم العصر وأنماطه الجديدة في عالم يشهد ‏اليوم ثورة تكنولوجية هائلة في المعلومات والإلكترونيات والحاسبات والاتصالات تزيد بها ومعها بين الدول المتقدمة والدول ‏النامية اتساعا واصبح واضحا أن من يملك ناحية العلم والتكنولوجيا والمعلومات له حق البقاء ، والأمر الذي يحتم علينا أن نسابق ‏الزمن وتضاعف الجهد ، حتى ندخل في زمرة من لهم فرصة البقاء بين الأقوياء . وحق الانتساب لهذه الصفوة ، خاصة وان العالم ‏المتقدم لن ينتظرنا حتى نلحق به ، ولن يمد يده إلينا طواعية واختيارا ، لتزداد الصفوة واحدا بنا ، الانتساب ، والانخراط في العالم ‏المتقدم ، بالجهد والعزيمة والإصرار ، واستيعاب آليات التقدم ، وأحداث نقله نوعيه للحياة على الأرض العربية ، وهذا لن يأتى ‏إلا من خلال التعليم المتميز . ‏
ان أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أى منطقة من العالم فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالا ‏للشك ان بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هى التعليم ، وأن كل الدول التى تقدمت – بما فيها النمور الآسيوية – تقدمت من ‏بوابة التعليم ، بل ان الدول المتقدمة نفسها تضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها . ‏
ومما لا شك فيه – أيضا – آن جوهر الصراع العالمى هو سباق في تطوير التعليم ، وأن حقيقة التنافس التى يجرى في ‏العالم هو تنافس تعليمى .‏
ان ثورة المعلومات ، والتكنولوجيا في العالم ، تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية ، لنلحق بركب هذه الثورة ، لأن ‏من يفقد في هذا السباق العلمى والمعلوماتى مكانته ، لن يفقد فحسب صدارته ، ولكنه يفقد قبل ذلك ارادته ، وهذا احتمال لا ‏نطيقه ولا يصح أن نتعرض له . ‏
لا بد أن نفكر بطريقة عالمية ، ونتصرف بطريقة محلية ، بحيث يكون البعد العالمى جزءا أساسيا من تفكيرنا ، بما يستتبعه ‏ذلك من نتائج تتصل بالمناهج ، طرق التدريس ، واللغة التى نستخدمها ، والأساليب التى نتبعها ، والتخصصات التى نحتاج اليها ‏، ونخطط لها .‏
ان هذا الأمر يتحتم معه مواجهة هذا التحدى والتعامل مع معطياته ، لتمكين أبناء الأمة العربية العيش في القرن الحادى ‏والعشرين ، وهم مسلحون بلغة العصر الجديد ومفاهيمه وآلياته ، بالقدر الذى يؤهلهم للتعامل الجيد مع آليات العصر ، واحترام ‏الوقت واستثماره ، والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة . ‏
ان الارتباط بين المعلومات التى يستقيها الانسان ، ومكونات الحياه نفسها ، هو الطريق الطبيعى ، والمدخل الحقيقى ‏لاستيعاب المعرفة ، والتفاعل معها والتأثر بها . فلا يعقل أن يتناول الانسان المكون من جسم وروح وقلب ومشاعر وعواطف ‏وغرائز تتفاعل كلها وتشكل النسيج الانسانى في النهاية ، المجتمع الذى يعيش فيه ، بجزئيات منفصلة ، أو جزر منفعلة ، ومن ‏خلال ظواهر متفرقة وأحداث بعيدة الصلة ببعضها البعض ، لأن هذا يفقد الحياة نفسها حيويتها وديناميكيتها ، وتأثير القوى ‏لدى الانسان ، وتفاعل الانسان معها . ‏


ومع أن المعلومات بالنسبة للانسان ، كانت منذ البداية هى أهم المقومات المميزة لوجوده ، بين الكائنات الأخرى من ‏حوله ، الا أن التنبه لهذه الأهمية والاستجابة لمتطلباتها ، لم يصلا من قبل الى الدرجة المشهودة ، في الجيل الذى نعيشه الآن . ‏
ومن الضرورى أن نعلم أولا ، أن الساعات الخمس عشرة ، التى يقضيها الطالب مستمعا لمحاضرات الأساتذة ، أو ‏متناقشا معهم في قاعات الدرس ، لا بد أن ينفق ضعفها على الأقل ، باحثا عن مصادر أخرى ، يقرأها في المكتبة للمقارنة بين ما ‏يجده فيها وما يسمعه في الدروس والمحاضرات وكذلك قائمة بتجاربه المعملية ، أو ملاحظة الميدانية ، فلا غنى عنهما معا ، أو ‏احداهما على الأقل لكى يكون لكل ما سمعه وقرأه قيمة تعليمية حقيقية . ‏
ان التعلم بالسماع وحده ، هو نصف الوجه الأول ، اذا شبهناه بقطعة النقود ، والنصف الثانى هو القراءة التحليلية ‏المقارنة . أما الوجه الآخر ، الذى يرتقى بالتعليم من الحفظ الأجوف ، والترديد الببغاوى الى تنمية الذهن وانفتاح الشخصية فلن ‏يأتى بغير الخبرات والتجارب في أرض الواقع أو بين أجهزة المعامل . ‏
كما يجب أن نعلم أن كمية المعلومات المتحصلة مهما كان مقدارها في عصر التطور السريع الذى نعيشه لم تعد تنفع ‏طويلا لأنها لا تلبث الا قليلا ، حتى يظهر ما هو أكثر منها نفعا . وهذا الطوفان المتجدد من المعلومات ، يكون في متناول من ‏اكتتسب مهارة الحصول على المصادر والبحث فيها لاستخراج ما يريد دون ذلك الذى كان حرصه على العلم وحده . ‏
وهنا نجد أن العلم كله تحت أيديهم ورهن اشارتهم ويتخرجون فيه كل عام ، بل كل يوم طوال حياتهم .. وهذا هو ‏التعليم الحقيقى التعليم الدائم .‏
ومن الطبيعى أن يكون للفروق الفردية ، دور كبير في مقدار المعرفة التى يكتسبها الأفراد ، عند قراءتهم لكتاب معين أو ‏مشاهدتهم لتسجيل مرئى أو استماعهم الى تسجيل صوتى أو عند تعاملهم مع غير ذلك من أوعية المعلومات فمع أن وعاء ‏المعلومات هو نفسه ، الذى يقرأه أو يستمع اليه أو يشاهده كل هؤلاء الأفراد الا أن كل واحد منهم ، يخرج بنصيب من المعرفة ‏والعلم يزيد أو ينقص عما يخرج به الآخرون .‏
بل ان الفرد الواحد يتفاوت نصيبه من الوعاء الواحد الذى يقرأه أو يسمعه أو يشاهده بمقدار الخبرة المختزنة في ذاكرته ‏الداخلية سابقا ، عن الموضوع الذى يتناوله هذا الوعاء . ‏
هناك زاوية أخرى في قضية التعليم ، وعلاقتها المحترمة بالمكتبات وبنوك المعلومات .. وهى معلومات الامتحان والنقل ‏ومعلومات البناء والتكوين .‏
‏ فالامتحان كما نراه هذه الأيام وكما ابتلينا به من مدة غير قصيرة سواء في المراحل التعليمية الأولى أو في مرحلة ‏الليسانس والدراسات العليا لم يعد يؤدى وظيفة التقييم باعتباره أحد العناصر الايجابية في التكوين الفكرى للمتعلمين ، فضاع ‏هذا العنصر ، وضاعت معه وظيفة تعليمية مهمة . ‏
بل اننى أزعم أكثر من ذلك أنه أصبح أكبر عناصر الفساد في العملية التعليمية تضاعف بسببه كل العناصر والوظائف ‏الأخرى ، التى يتضمنها المنهج الصحيح للتربية والتعليم .فلننظر حولنا أواخر العام الدراسى حيث نجد ثلاث فئات من أبنائنا ‏وأهلينا يبلغون 70% من سكان الوطن كله ، وقد شدت أعصابهم ، وابتليت نفوسهم بهذا الامتحان بعد أن أصبح عنصرا ‏فاسدا ومفسدا للحياة التعليمية الصحيحة ومصدرا مباشرا أو غير مباشر لكثير من الأدواء النفسية والاجتماعية المحيطة بالمواطنين.‏
والآن كيف ولماذا انحرف الامتحان عندنا فأصبح مجموعة من المواقف والعلاقات تضيع فيها الأمانة والمشاركة والاحترام ‏المتبادل ، وفى أحسن الظروف والأحوال حين يتخلص من هذه الآفات في حالات قليلة أداة عقيمة في العملية التعليمية ، ثم كيف ‏ولماذا يبلغ التقييم الوظيفى لهذه العملية عندهم تلك الدرجة العالية من النجاح في بناء الانسان وتربية مهاراته ؟

ويمكن الاجابة عن هذا التساؤل بجانبيه ، جانب الفشل وجانب النجاح في طبيعة الهدف من العملية التعليمية في اختيار ‏المعلومات وتلقيها للهدف المقصود عند كل من الناجحين والفاشلين . ‏
أما الجانب الفاشل في العملية التعليمية فقد جعل اجتياز هذا الامتحان بتفوق هو الهدف الأسمى . الذى يهون في سبيله ‏كل شىء . ‏
أولياء الأمور والطلاب ، يريدون أن تكون الدرجات في هذا الامتحان أقرب ما تكون الى 100 % وقد ظهر لتحقيق ‏هذا الهدف طرق عديدة وبدائل متنوعة وليس بينها الطريق الصحيح . ‏
ظهرت الملخصات والموجزات للحفظ دون فهم . وظهرت الدروس الخصوصية الأمينة والمشبوهة ، وظهر الغش بالغفلة ‏أو التغافل ومع اختلاف هذه الوسائل وتنوعها فهناك قاسم مشترك يجمع بينها وهو ما أسميه ( معلومات الامتحان ) لا يشعر ‏الطالب نحو هذه المعلومات بأى رابطة خاصة غير تأدية الامتحان ، ولا يرى نفسه في حاجة اليها قبل ذلك او بعده . ‏
وبعد الانحراف الخطير الذى جعل الامتحان هدفا لذاته ، ان الطالب في دخيلة نفسه ، يتمنى أن يحصل على أعلى ‏الدرجات دون أن يقرأ كلمة واحدة . وهو معذور في هذا التمنى الفاسد مادام المجتمع قد نسى أو تناسى الهدف الحقيقى للتعليم ‏وهو توفير الحد الأعلى لنجاح أبنائه في القيام بمسئولياتهم بعد التخرج . ‏
إننى اعتبر التهاون في هذا الهدف خيانة وطنية فكيف يكون حالنا كأمة ودولة لو استمر هذا التهاون حتى يبلغ مداه ، ‏ألا تصبح مستشفياتنا ومصانعنا ومدارسنا وجامعاتنا وقد امتلأت بالأطباء والمهندسين والمدرسين والأساتذة ن الذين اجتازوا ‏بالغش أو بغيره امتحان معلومات كاذب ، دون تقييم حقيقى لفكر الانسان ومهاراته .‏
‏ أما نظم التعليم الناجحة ، فلم تلغ الامتحانات والدرجات ولكنها لم تصبح غرضا أو هدفا لذاتها . والهدف الأسمى ‏ليس هو التخرج بأعلى الدرجات وانما البناء الفكري والتكوين الصالح للخريجين ومن هذا فان المعلومات في المؤسسات التعليمية ‏ليست لاجتياز الامتحانات ولكنها عنصر حيوي يدخل في بناء المواطن وتكوين شخصيته . ‏
ومن المفارقات العجيبة أن الطالب الأمين الشريف والذكى اللماح دعك من الغشاشين والأغبياء يبذل في تحصيل ‏المعلومات للامتحانات الفاسدة أضعاف الجهد الذي يبذله الباحثون عن المعلومات من أجل التكوين الفكري وبناء المهارات ‏الصالحة ويقول أحد الباحثين لست أريد أن أتحدث عن نفسي بأكثر من أنني في فترتين مختلفتين من حياتي جربت في إحداهما ‏تحصيل المعلومات للحصول على أعلى الدرجات في الامتحان وجربت في الأخرى البحث عن المعلومات من أجل استكمال خبرة ‏تنقضي أو بناء مهارة جديدة وجدتني في أشد الحاجة إليها .‏
كانت التجربة الأولى تبدأ بالتعب وتستمر بالمعاناة وتنتهي بزوال المعلومات بعد الامتحان وكانت الثانية تبدأ بحب ‏الاستطلاع وتستمر بالإشباع المتوالي لهذا التطلع وتنتهي بخبرة أشعر معها ، أنني زدت وأصبحت أقوى من ذي قبل .‏
أيضا من المؤكد أن الكتاب الدراسي المقرر ، أحد العناصر التي تدخل في العملية التعليمية وأن له دورا يؤديه في منظومة ‏هذه العملية وهى المنظومة التي اشتهرت بين المتخصصين باسم " المنهج " ‏
فمنهج التدريس هو الإطار المتكامل لأداء هذه العملية على وجهها السليم وهو الذي يحدد الموقع النسبي لكل العناصر ‏الداخلة فيها ومن بينها الكتاب الدراسي المقرر بحيث لا يتجاوز أي منها موقعه ولا يقصر عن أداء دوره .‏
ولكن الوضع الفعلي الذي أخذه الكتاب المدرسي المقرر في المدارس والجامعات منذ أعوام غير قليلة هو الذي قلب ‏الصورة السابقة رأسا على عقب ، ولا أملك إلا التسليم بأن الكتاب الدراسي المقرر أو بديله الأسوأ من الموجزات والملخصات ‏


والميسرات قد أصبح الملك المتوج وحده في منظومة العملية التعليمية طوال سنوات الدراسة العشرين أو نحوها ، التي يجتازها ‏التلميذ والطالب من روضة الأطفال إلى الليسانس والبكالوريوس . وقد شارك في هذا التتويج الباطل رجال الوزارة والجامعات ‏والمدرسون والأساتذة قبل التلاميذ والطلاب وأولياء الأمور . ‏
ليست هناك قراءة أخرى يمارسها التلاميذ والطلاب غير الكتاب المقرر ولماذا يقرأون غيره وأسئلة الامتحان فيه وحده ‏وليس هناك نشاط آخر غير حفظ كلماته ، والترديد الببغاوى لعباراته ولماذا العمل الميداني أو التجربة العملية أو المناقشات أو ‏المسابقات ولا دخل لأي منها في نجاح الطالب أو تقديره .‏
لقد وصل الطغيان والزحف الذي تعانيه العملية التعليمية من هذا الكتاب الدراسي المقرر أن التلاميذ والطلاب لا ‏يكادون يميزون بينه وبين الموضوعات التي يدرسونها ولا يكادون يعرفون أن هذه الموضوعات والقضايا والمسائل يمكن أن تعالج ‏بطرق أخرى أو بوجهات نظر مختلفة في كتاب ثان وثالث ورابع أو في غير الكتب من أوعية المعلومات المتنوعة
وإذا كان الطالب صاحب حق أساسي وصاحب مصلحة كبرى في قضية المكتبات والمعلومات بالجامعات العربية وقد ‏أصبح لذلك الحق معنى خاص ولهذه المصلحة قيمة مضاعفة بعد ثورة المعلومات ، حيث بات من الضروري بالنسبة للإعداد ‏التربوي السليم أن نزود الأجيال الناشئة بمجموعة من المهارات والقدرات التي تمكنهم من الاستمرار في العملية التربوية بعد ‏تخرجهم من المؤسسات الرسمية للتربية .‏
ليس من المعقول بالنسبة لعملية التربية المستمرة هذه أن المواطن سيعمل فقط على الاحتكاك الواقعي الميداني بما يحيط به ‏ليتعلم منه ، حيث أن هذا المصدر وحده يتساوى فيه الأميون وغير الأميين ولكنه بالضرورة سيلجأ إلي أوعية الذاكرة الخارجية ‏التي صدر منها في العقود الثلاثة الأخيرة وحدها ما يساوى أو يزيد على كل ما صدر قبل ذلك منذ عرف الإنسان الكتابة والتي ‏أصبحت تتضاعف مرة كل خمسة عشر عاما في بعض التخصصات ، ومرة كل عشرين أو ثلاثين عاما في تخصصات أخرى . ومن ‏هنا فإنه لابد أن يلجأ إلى هذه الطوفانات المتراكمة في سوق الإنتاج الفكري وفى مؤسسات الذاكرة الخارجية من المكتبات ‏ومراكز التوثيق والمعلومات ومن المؤكد أنه لن ينجح في هذا المسعى إلا إذا زودناه بمجموعة خاصة من القدرات هي ما نسميها ( ‏مهارات المعلومات والمكتبات ) إنني أعرف عن قرب بعض الخريجين الذين حصلوا على أعلى التقديرات الجامعية من فئة جيد جدا ‏وممتاز ولكنه يعجز حتى عن الاستخدام السليم الكامل للكتاب الذي في يده وهذا من أبسط المهارات التي ينبغي أن يكتسبها ‏الطالب في المرحلة الابتدائية . ‏
إن الحل الحقيقي لمشكلة ثورة المعلومات ، ليس بزيادة المحتوى في المقررات الدراسية أو عدد هذه المقررات وانما في ‏تزويد الطلاب بعامة وطلاب الجامعة بخاصة ، بتلك المجموعة المتميزة وهى مهارات المعلومات والمكتبات . ‏
لا أكون مبالغا إذا طلبت أن يكون 25% من الوقت الذي ينفقه الطالب الجامعي مخصصا لتنمية مهارات المكتبات ‏والمعلومات حيث أن كل دقيقة وكل جهد يبذل في هذه الناحية هو استثمار مضمون العائد ‏
ويتضح لنا مما سبق انه مع تقدم وسائل الاتصالات وثورة المعلومات والانفجار المعرفى وتحول العالم الى قرية صغيرة ، ‏أصبح من الضرورى أحداث ثورة فى التعليم وطرق التدريس لايجاد جيل واع بما يدور فى العالم ، يستطيع الحفاظ على هويته ‏الوطنية فى مواجهة تحديات العولمة ، وتتوافر لديه القدرة على التنبؤ والابداع لا الحفظ والتلقين .‏
ولا شك أن المتغيرات المتلاحقة والتطور المستمر يحتم علينا العمل على تحقيق التنمية الشاملة ، واحدى مكوناتها التنمية ‏البشرية وتطوير المؤسسات التربوية والتعليمية خاصة لكليات ومعاهد إعداد المعلم ، والأخذ بالاتجاه المنظومى فى التدريس ‏


والتعلم واحداث ثورة فى طرائق التدريس بحيث نخلق جيلا واعيا بما يدور حوله فى العالم / وفى نفس الوقت لا يفقد هويته ‏الوطنية.‏
وتزداد أهمية التدريس المنظومى فى إعداد المعلم لمواجهة تحديات العصر التى فرضتها العولمة وانتشار شبكات الاتصالات ‏الدولية ومن بينها الانترنت والتغيرات العلمية والتكنولوجية والثقافية .‏
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #119  
قديم 21-01-2011, 07:33 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New تكنولوجيا التربية

وتكنولوجيا التربية هى التكنولوجيا التى تهتم بجميع جوانب العملية التربوية كعملية متكاملة الجوانب ، هى تشمل ‏الأفراد من معلمين ومتعلمين وفنيين واداريين والمواد التعليمية والمعلومات بمتطلباتها من نظريات ومهارات واتجاهات عملية ‏وتنظيماتها كمناهج دراسية تخضع فى إعدادها لعمليات تخطيط وتصميم وأساليب عمل وانتاج ويستخدم فى تدريسها الدوات ‏والأجهزة التعليمية مع توظيف البيئة المحيطة بموقف التعلم ، ثم تحليل النتائج التعليمية كاملة وتحديد المشكلات التى تواجهها ‏واقتراح الحلول المناسبة لها . ‏
وتلعب تكنولوجيا التعليم دورا مهما فى مجال التعليم ومواجهة المشكلات التى تعوق تحقيق أهدافه بمجالاتها المختلفة ، ومن هنا ‏كانت اسهاماتها المتعددة فى مواجهة التغيرات الاجتماعية والعلمية السريعة ومساعدة العملية التربوية على مواكبتها والتفاعل ‏معها ومن هذه المشكلات :‏
أ?-‏ الانفجار السكانى : حيث النمو التعددى المتلاحق للسكان ، والذى أسفر عن زيادة سريعة فى اعداد الطلاب فى ‏الفصول المختلفة فى مواجهة ذلك بإعداد نظم تعليمية حديثة وأشكال جديدة من التعليم يمكن أن تتكيف مع المشكلة ، ‏حيث استنباط أنواع جديدة من التعليم ، منها التعليم عن بعد والتعليم المفتوح ، مع تغيير دور المعلم من المصدر ‏الرئيسى للمعرفة إلى منظم وموجه للعملية التعليمية ..‏
ب?-‏ ‏ الانفجار المعرفى : الذى أوجب على التعليم ضرورة استيعاب الزيادة المتلاحقة فى المعارف المختلفة رأسيا وأفقيا من ‏نظريات جديدة كل يوم وبحوث عديدة نتيجة لما أحدثته فى زيادة موضوعات الدراسة فى المادة الواحدة ، وقد استلزم ‏ذلك بروز دور جديد لتكنولوجيا التعليم من أجل التوصل الى الحديث من المعارف والأبحاث وتنظيمها وتحديد أنسب ‏الطرق لمعالجتها وتقديمها للطالب وتدريبه على كيفية التعامل معها . ‏
ج- مشكلة الأمية : مازالت الدول العربية تعانى من نسبة عالية من الأمية ، وهذه المشكلة تقف عائقا أمام عمليات التنمية ‏والتقدم وهنا واجهت تكنولوجيا التعليم هذه المشكلة بالتقنيات الحديثة من تليفزيون تعليمى وأقمار صناعية وأفلام ‏سينمائية ، اضافة الى تعميم برامج التعليم الموجه للكبار ومحو الأمية ، وذلك من أجل التغلب على مشكلات عدم ‏القراءة والكتابة .‏
د- تعدد مصادر المعرفة : لم يعد التقدم العلمى مقصورا على بلد محدد دون غيره ، بل ان الجديد فى المعرفة موجود كل يوم ‏فى بلاد متعددة ، وظهرت الحاجة للتعرف على مكانه وسبل نشره ، ومن هنا وجدت أدوار جديدة لتكنولوجيا التعليم ‏، وتقنياتها الحديثة التى لا تعتمد على الكتاب المدرسى فقط فى نقل المادة العلمية ، بل هناك من المصادر الكثير لتقديم ‏المعارف الى الطلاب فى أماكن وجودهم ، مثل ما يبث بواسطة الأقمار الصناعية لبرامج تليفزيزنية مفتوحة وخطية ، ‏اضافة الى اسطوانات الليزر وأقراص الكمبيوتر والتسجيلات السمعية والبصرية المختلفة .‏

هـ- انخفاض فى كفائة العملية التربوية : حيث تعددت الشكاوى من ضعف مستوى الخريجين ، وأن المدرسة تخرج أنصاف ‏المتعلمين ، ولمواجهة ذلك أصبحنا نرى الدوائر التليفزيونية المغلقة فى الجامعات والاعتماد الأكبر على التعلم الذاتى ‏واستخدام امكانيات التسجيلات والفيديو ، اضافة الى المعامل متعددة الأغراض ومشاهدة البرامج التليفزيونية التى ‏تساهم فى إثراء العملية التعليمية .‏

لقد حدثت ثورة فى نطاق المعلومات وطرق تنظيمها وتبويبها وتوظيفها ، وهى ثورة لم يسبق لها مثيل من قبل ، فلأول ‏مرة يتضاعف حجم المعرفة الانسانية مرة كل 1 شهرا ، بل ان قدرة الكمبيوتر تتضاعف هى الأخرى كل 18 شهرا ، ويصغر ‏حجمه الى النصف خلال نفس الفترة أيضا ، ومع التغيير والتطوير الهائل الذى يجرى الآن على الميكروبروسيسيور ، القلب ‏والمحرك للسوبر ، فإن احتمالات هذه الثورة تبدو لا حدود لها . وهناك الآن ما يسمى الذاكرة " الهولوجرافية " الذاكرة ذات ‏الأبعاد الثلاثية ، التى تستطيع أن تخزن المعلومات فى طبقات من الكريستال عن طريق تقاطع شعاعين من الليزر فى زوايا مختلفة ، ‏ويمكن أن يحتوى على ما يوازى 10 جيجا بايت فى حجم قطع السكر الصغيرة . ‏
وهناك الآن مجموعة من الشركات تتعاون فى انتاج " سوبر كمبيوتر " له القدرة على الفهم يسمى دائرة المعارف ‏ويستطيع الاجابة على أى سؤال بإجابة مقنعة وعاقلة تدل على الفهم ويستطيع أن يستوعب المعلومات وأن يفهم ما يقال له ، ‏وقد وصل الآن هذا السوبر كمبيوتر الى القدرة العقلية لطفل فى السادسة أو السابعة ، كما أنه يستطيع أن يقرأ الصحف ، ويرد ‏على ا لأسئلة ويترجم من لغة الى أخرى . مثل هذه الآلات العاقلة وآلات الترجمة الفورية والامكانات الهائلة للسوبر كمبيوتر ‏وامكانية انتاج صورة ثلاثية الأبعاد ، تضع امام الناس احتمالات لم يسبق أن فكر فيها إنسان واستطاع الانسان من خلال هذه ‏الأجهزة الحديثة أن يجرى ملايين العمليات الحسابية فى ثوان معدودة ، وأصبح الانسان قادرا على أن يتوقع ويكتشف ويستشرف ‏الاحتمالات المختلفة فى عالم شديد التعقيد وفى أنظمة مركزية شديدة التشابك ، وأن يكشف الحلول المناسبة للمشاكل القادمة ‏والسيناريوهات المعقدة مستخدما كل طاقاته . ‏
وفى مقابل هذه الثورة الاتصالية والمعلوماتية شهد العالم أيضا ثورة تكنولوجية هائلة ، وتلاحقت الاكتشافات التكنولوجية فى جميع ‏مجالات الحياة وتناقصت الفترات الزمنية بين الاكتشافات نظريا وتطبيقاتها العملية والصناعية ثم تسويقها تجاريا ، وأصبح الإنسان ‏محاط بقدر هائل الاكتشافات التكنولوجية فى كافة مجالات الحياه ، وأصبحنا نسمع الآن عن الكيمياء الإحصائية التى مزجت بين ‏القدرات الهائلة للسوبر كمبيوتر وعلم الكيمياء والتكنولوجيا فائقة الصغر والذكاء الصناعى . ‏
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
  #120  
قديم 21-01-2011, 07:34 AM
طارق69 طارق69 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,221
معدل تقييم المستوى: 17
طارق69 is on a distinguished road
New الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والتعليم

نعلم جميعا أن التعليم يعد استثمارا بشريا ، له مدخلاته وعملياته وأهدافه وتدخل التقنيات الحديثة فى هذا الإستثمار ‏لأنها تشكل منهجا منظما للعملية التعليمية ، ولذلك ازداد الإهتمام فى السنوات الأخيرة بدور التكنولوجيا فى هذه العملية ، ودار ‏جدل كبير حول أهمية التكنولوجيا وأنواعها ، وجدوى الاستعانة بها ، وأفضل الأساليب للإستفادة منها فى تطوير التعليم ومعالجة ‏مشكلاته ورفع اداء المعلم والطالب ، فى محاولة لبلوغ ما نصبو اليه ومواجهة تحديات العصر ، لأن التعليم ركيزة بناء الأمة ‏والإرتقاء بالشعوب وتحقيق الرفاهية للفرد والمجتمع . ونحن نعيش اليوم عصر التكنولوجيا والمعلومات ، وهما المحرك لآليات التطور ‏فى كل جانب من جوانب الحياة . ومن هنا بدأت تكنولوجيا التعليم تعمل على تطبيق المعرفة المنظمة فى حل مشكلات تتعلق ‏بالمواقف التدريسية التى تواجهنا . ‏
فتكنولوجيا التعليم تشمل مجالات فرعية لكل منها وظائف معينة واساليب خاصة لتحقيقها ، ومنها : ‏
‏( أ ) تطوير التعليم : ‏
وهى العملية التى نتبع بموجبها نظاما خاصا ، نقوم فيه بتحليل الحاجات وتقدير أهميتها وتصل الى المحتوى الدراسى الذى ‏ينبغى اتقانه لمواجهة هذه الحاجات وتحديد الأهداف الأدائية ، وتصميم أو اختيار المواد التعليمية للوصول الى تحقيق هذه الأهداف ‏، ثم تجريب البرنامج المقترح وتعديله فى ضوء المعلومات عند نتائج تقويم اداء المتعلم وتحصيله . وتعد عملية اعداد المناهج عملا ‏جماعيا ، لذل يتطلب إعداد المادة التعليمية المحسبة تضافر جهود فريق من المتخصصين يضم المدرس والإدارى والمبرمج الفنى ‏لضمان جودة المادة التعليمية وتفادى هدر الإمكانات فى الجهد والمال والوقت .‏
ويتطلب تصميم المادة التعليمية تحضير معلوماتها العلمية وصياغتها وتجهيزها وتقسيمها الى وحدات سهلة الإستيعاب ثم ‏التوصيف المقنن المفصل لجزئياتها وبيان ما يتخلل ذلك العرض من الشرح اللفظى والصور والأشكال البيانية والأسئلة الإختبارية ‏‏. ويشترك فى تصميم المادة أيضا مبرمجو الحاسوب ومختصو اللغة ومراقبو الجودة ، حيث ينبغى أن نعد المادة التعليكية المحوسبة ‏إعدادا يلبى مواصفات الإنتاج الجيد علميا وفنيا ، وأن تستكمل فى اعدادها اجراءات الإنتاج المتقن تخطيطا ومراجعة وتصحيحا ‏واخراجا وانتاجا . ‏

‏( ب ) الإدارة التعليمية ‏
وهى البعد الثانى لتكنولوجيا التعليم ، ويقصد به ادارة وظائف وخدمات برامج التكنولوجيا وتطوير التعليم ، ويقصد ‏بالإدارة هنا تطبيق الأسس العلمية ونتائج الأبحاث التى توفرت فى مجالات الإدارة والإقتصاد والعلوم الإنسانية والإلكترونيات فى ‏تحقيق وظائف هذا المجال وفق أنظمة ونماذج خاصة فالتعليم بصفة عامة هو عصب تقدم أمم وتخلف أمم أخرى ، ولا شك أن ‏الدول المتقدمة تولى التعليم عناية قصوى ليس لتربية العقول السليمة فحسب ، بل وللتأكد من مواكبتها ركب التطور المطرد ‏الذى هو سمة من سمات هذا العصر ، والهدف من التعليم هو تنمية العناصر البشرية ، ويمكن تقسيمها الى أربعة أنواع رئيسية من ‏الكوادر هى : الفنيون ، الجامعيون ، الباحثون ، المخططون وصانو القرار ، وبمكن تطوير هذه الكوادر الأربعة على أساس تخطيط ‏واضح ، تؤخد فيه الأولويات الإستراتيجية للدولة ، ويتحدد تبعا لذلك الكم المطلوب من العناصر البشرية فى كل كادر ، سواء ‏أكان فى التعليم الفنى أم التعليم الجامعى ، أم التعليم البحثى ، والذى هو امتداد للتعليم الجامعى ، واعداد المخططين والقادة وهم ‏الذين أنهوا مرحلة التعليم الجامعى والتعليم البحثى ، وبذلك يأتى الطالب بمعلومات راسخة وقدرة على التطبيق والإبتكار فى مجال ‏تخصصه . ‏
وكان لإختراع متعدد الوسائط أهمية كبيرة فى حقلى التربية والتعليم ، حيث تساهم هذه الوسائط والتقنيات فى توسيع ‏أنظمة التربية المستعملة ، وتخلق امكانات ووسائل تعليم جديدة ، وتساعد على زيادة قدرة الاستيعاب لدى مختلف الأجيال ‏والمراحل التربوية ، وتخلق وسائل ايضاح حديدة فى نقل المحاضرات وسماعها واقامة الندوات والقاء المحاضرات وغير ذلك . كما ‏تساعد هذه التقنيات فى ايجاد مواد تعليمية جديدة ، يشكل الحاسوب العمود الفقرى لها . وتكون المواد التطبيقية سهلة الوضوح ‏والاستيعاب ، ومساعدة للمواد النظرية فى شرح الموضوعات المختلفة . وفى الوقت نفسه ستكون وسائل الإيضاح والتقنيات ‏الجديدة فى خدمة المعوقين جسديا وفكريا وعصبيا ، وستساهم بشكل علمى وفعال فى انخراط هذه الفئات فى المجتمع عن طريق ‏نقل المعلومات اليها بطريقة سهلة ، وبمساعدتها على تخطى عقدها النفسية عبر وضع امكانات الحواسيب فى خدمتها . أما على ‏الصعيد العلمى وخصوصا البحث العلمى ، فسيكون فى استطاعة العلماء وأساتذة الجامعات من الدول المتطورة ، وحتى الباحثين ‏من الدول النامية ، الاستفادة من بنوك المعطيات والمعلومات المحمية طوال قرون من الزمن فى الدول المتطورة والاطلاع على ‏الأبحاث الحديثة المتقدمة التى ينتجها العلماء فى الدول المتطورة ، وهذا يشكل فى حد ذاته خطوة كبيرة الى الأمام ، تساعد على ‏رفع المستوى العلمى والتكنولوجى للدول النامية . ويعلم الجميع مدى أهمية الاطلاع على البحوث الموجودة والتطورات العلمية ‏والنشرات والموضوعات المكتشفة لتطوير العلوم وتحديثها ، وقد كان العلماء والباحثون فى الدول النامية مضطرين للسفر الى ‏الدول المتطورة والغوص فى مكتباتها للحصول على المعلومات العلمية المطلوبة لأبحاثهم ، مع ما يترتب على ذلك من عناء وضياع ‏للوقت وهدر للأموال . ‏
أما الآن ، فقد استطاع العلماء بوساطة الطرق السريعة للمعلومات الإطلاع على كل جديد فى أى حقل من الحقول ‏بسرعة فائقة دون أية تكلفة ، بل يكفى أن تسمح الدول الغنية والمسؤولون فيها بتدفق المعلومات على هذه الطرق ، وباتجاه ‏الدول غير المتطورة ، دون أى حظر على دولة دون غيرها ، أو على معلومة معينة . والواقع فإن وجود مراكز للمعلومات باتت ‏مسألة ملحة ، لهذا كان لا بد أن تبدأ الأقطار العربية ببناء مراكز أبحاث متميزة كما هو متبع فى دول كثيرة ، بحيث تستقطب ‏هذه المراكز الدارسين من الوطن العربى ويجب أن يكون التخطيط لمثل هذه المراكز على النظام القومى ، وليس على النظام ‏الإقليمى ، فوجود مثل هذه المراكز يمنع إهدار الإستثمارات ببناء مراكز متشابهة فى كل قطر عربى . كذلك فإن وجود مثل هذه ‏المراكز التى يمكن أن يلتقى فيها الباحثون العرب ، يعد بوثقة تنصهر فيها العقول العربية من أجل العمل للصالح العام ، وبعيدا عن ‏النزعات الإقليمية ، بحيث يتحقق الوصول بالأمة العربية الى المستوى المطلوب ، وحتى لا تزداد الهوة بيننا وبين الدول المتقدمة ‏الأخرى أكثر مما ينبغى .‏
__________________
t . t .69
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:40 PM.