#106
|
||||
|
||||
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 18-11-2012 الساعة 10:12 AM |
#107
|
||||
|
||||
|
#108
|
||||
|
||||
|
#109
|
||||
|
||||
|
#110
|
||||
|
||||
|
#111
|
||||
|
||||
الله سبحانه وتعالى هو خالق السماوات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته، جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها، وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا، يكثركم بسببه بالتوالد، ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى، وصفاتِه صفات كمال وعظمة، وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير، لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء، وسيجازيهم على ذلك. |
#112
|
||||
|
||||
الله سبحانه وتعالى هو خالق السماوات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته، جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها، وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا، يكثركم بسببه بالتوالد، ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى، وصفاتِه صفات كمال وعظمة، وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير، لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء، وسيجازيهم على ذلك. |
#113
|
||||
|
||||
951ـ من أول من اسلم من الروم ؟ صهيب بن سنان الرومي 952ـ ما اول شيء ينتن من الإنسان إذا مات ؟ بطنه . 953ـ ما أول شيء يأكله أهل الجنة إذا دخلوها ؟ كبد الحوت . 954ـ من أول فلكي كبير في الإسلام ؟ محمد بن إبراهيم الفزاري . 955ـ من أول من جمع الناس لقيام رمضان ؟ عمر بن الخطاب 956ـ من أول مسلمة قتلت يهودياً ؟ صفية بنت عبد المطلب في غزوة الخندق . 957ـ من أول من يدخل الجنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ أبو بكر الصديق . 958ـ من أول من ختم القرآن في ركعة ؟ عثمان بن عفان رضي الله عنه . 959ـ من أول من أسرج السراج في المسجد ؟ تميم بن أوس رضي الله عنه . 960ـ اين عقد أول مؤتمر إسلامي ومتى ؟ في المغرب عام 1969م 961ـ من أول من كسا الكعبة بالديباج ؟ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه . 962ـ ممن كان أول خلع أثبته الإسلام ؟ من عامر بن الظرب وزوجته . 963ـ من أول من حكم أن الولد للفراش ؟ أكثم بن صيفي . 964ـ من أول من رجم في الزنا ؟ ربيعة بن حدار الأسدي . 965ـ من أول من خلع نعليه لدخول الكعبة ؟ الوليد بن المغيرة .. فخلع لذلك الناس في الإسلام . 966ـ من أول زوجة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم توفيت بعد وفاته ؟ زينب بنت جحش رضي الله عنها . 967ـ من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ؟ سليمان بن داود . 968ـ يهودي ينسب له حصن أثري جنوب شرقي المدينة المنورة ؟ من هو ؟ كعب بن الأشرف وهو احد زعماء اليهود بالمدينة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقتل عام 2هـ . 969ـ ما أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي ؟ هو الرؤيا الصالحة . 970ـ كم عدد الحصى التي يجمعها الحاج الغير متعجل ؟ 70 971ـ من الصحابي الذي سمى بيته " بيت الإسلام " وولي الصدقات ؟ أبو عبدالله بن الأرقم . 972ـ في عهد أي خليفة ضرب أول درهم إسلامي ؟ علي بن أبي طالب رضي الله عنه . 973ـ لمن كتاب نهج البلاغة ؟ علي بن ابي طالب رضي الله عنه . 974ـ كم عدد مآذن الحرم المكي ؟ 7 975ـ من أول من طبق منع التجول في الإسلام ؟ ابن ابيه . 976ـ كلمة أي شاعر قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم " أصدق كلمة شاعر" ؟ كلمة لبيد : " ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل . 977ـ من أول من دون الحديث ؟ ابن شهاب محمد الزهري 978ـ من المعروف بخطيب الأنبياء ؟ شعيب 979ـ من شيخ الإسلام ؟ تقي الدين أحمد بن تيمية . 980ـ من هي أول امرأة صنع لها نعش ؟ زينب بنت جحش زوج الرسول صلى الله عليه وسلم 981ـ ما اسم الفرقة التي أثارت مسألة " خلق القرآن "؟ المعتزلة 982ـ من هو العالم الذي رفض القول بـ " خلق القرآن " ؟ الإمام احمد بن حنبل 983ـ من هو الصحابي الذي أناخت عند بيته ناقة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الهجرة ؟
أبو أيوب الأنصاري 984ـ من هما المرأتان اللتان جعلهما الله مثالاً للإيمان ؟ امرأة فرعون ومريم عليهما السلام 985ـ من اعتبر إمام المؤذنين إلى قيام الساعة ؟ بلال بن رباح رضي الله عنه 986ـ من عنى النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عنه : " إن ساقيه أثقل يوم القيامة من جبل أحد ؟ الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه 987ـ في كفالة من كانت مريم عليها السلام ؟ في كفالة زكريا عليه السلام 988ـ من أي بطريق تسلم عمر بن الخطاب القدس ؟ من البطريق سفرونيوس 989ـ من هي النصرانية التي أسلمت ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؟ مارية القبطية 990ـ من هما المرأتان اللتان جعلهما الله مثالاً للكفر ؟ زوجة نوح وامرأة لوط 991ـ أي البلاد هي الأحب إلى الله تعالى ؟ مكة المكرمة 992ـ من هو الخليفة العباسي الذي شيد " دار الشجرة " ؟ المقتدر 993ـ كم يبلغ ارتفاع كل منارة من منارات المسجد الحرام ؟ تسعون متراً 994ـ من هم العبادلة الأربعة ؟ ابن عمر ، ابن الزبير ، ابن عباس ، وابن عمرو بن العاص 995ـ من هو الذي نزلت الملائكة على صورته ؟ الزبير بن العوام رضي الله عنه 996ـ ما اسم الشهيد المصلوب ؟ حبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه 997ـ ما هي أبرز الأسماء التي وردت في القرآن الكريم لـ النار؟ جهنم ـ الحطمة ـ لظى ـ سقر ـ الهاوية ـ السعير 998ـ كم من السنين مكث أهل الكهف نياماً ؟ 309 ثلاثمائة وتسع سنوات 999ـ من هم الداخلون الأوائل إلى الجنة في الإسلام ؟ فقراء المهاجرين 1000ـ ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة ؟ " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ". |
#114
|
||||
|
||||
الرسول في موسم الحج
جاء موسم الحج في السنة العاشرة من البعثة، فاجتمعت القبائل من كل مكان وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوهم قائلا: (يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتذل لكم العجم، وإذا آمنتم كنتم ملوكًا في الجنة) [الطبراني وابن سعد] ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم ستة رجال من (يثرب) يتحدثون، فاقترب منهم، وقال لهم: (من أنتم؟) قالوا: نفر من الخزرج. قال: أَمِنْ موالى يهود (أي من حلفائهم)؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟. قالوا: بلى. فجلس معهم وحدثهم عن الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فانشرحت له صدورهم، وظهرت علامات القبول على وجوههم، وكانت بينهم وبين اليهود عداوة، فكان اليهود يهددونهم بظهور نبي، وسوف يؤيدونه ويقاتلونهم معه، فلما سمعوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نظر بعضهم لبعض وقالوا: تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به اليهود فلا يسبقُنَّكُم إليه .. فأجابوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما دعاهم إليه، ووعدوه بأن يقابلوه في العام المقبل، ثم انصرفوا إلى قومهم وحدثوهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتشرت أخباره في يثرب. [ابن إسحاق]. |
#115
|
||||
|
||||
بـيعة العقبة الأولى:
وفي شهر ذي الحجة سنة إحدى عشرة من البعثة، قدم إلى مكة اثنا عشر رجلا من أهل يثرب من بينهم خمسة من الستة الذين كلموا الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الماضي، واجتمع معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان اسمه العقبة؛ فآمنوا به صلى الله عليه وسلم، وبايعوه على ألا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقوا، ولا يرتكبوا الفواحش والمنكرات، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يعصوه صلى الله عليه وسلم في معروف يأمرهم به. وكانت هذه هي بيعة العقبة الأولى، وعندما عادوا إلى يثرب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم أمور الدين ويقرأ عليهم القرآن، فأسلم على يديه كثير من أهل يثرب. بـيعة العقبة الثانية: وفي شهر ذي الحجة من العام الثاني عشر من البعثة، ذهب ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان من أهل يثرب إلى الحج، ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وفي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة تسلل الرجال والمرأتان وذهبوا إلى العقبة، وجاء إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبدالمطلب، ولم يكن قد آمن وقتئذ، ولكنه جاء ليطمئن على اتفاق ابن أخيه مع أهل يثرب، وليبين لهم أنه قادر على حمايته في مكة إن لم يكونوا قادرين على حمايته في المدينة. وتمت بيعة العقبة الثانية، وفيها عاهد الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وقال لهم : (تبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة) _[أحمد]. وأصبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتباع أقوياء مستعدون لنصرته، والقتال من أجل الإسلام، حتى إن أحدهم وهو العباس بن عبادة -رضي الله عنه- قام وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله الذي بعثك بالحق، إن شئت لنميلن على أهل منى غدًا بأسيافنا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل إلا ما يأمره الله به، فقال له : (لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم) [ابن إسحاق] واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اثني عشر رجلا؛ ليكونوا أمراء عليهم حتى يهاجر إليهم. وفي الصباح، تسلل الخبر إلى كفار قريش، فاكتشفوا أمر ذلك الاجتماع الخطير، وخرجت قريش تطلب المسلمين من أهل يثرب فأدركوا (سعد بن عبادة) وأسروه وأخذوا يعذبونه ويَجُرُّونه حتى أدخلوه مكة، وكان سعد يجير ويحمي تجارة اثنين من كبار مكة إذا مرا ببلده، وهما جبير بن مطعم بن عدي والحارث بن حرب بن أمية، فنادى باسميهما فجاءا وخلصاه من أيدي المشركين، وعاد سعد بن عبادة -رضي الله عنه- إلى يثرب. |
#116
|
||||
|
||||
|
#117
|
||||
|
||||
|
#118
|
||||
|
||||
مرحلة الجهاد لقد ترك المسلمون مكة كلها للكفار، وهاجروا إلى المدينة، ولكن الصراع بينهما لم ينته، بل زاد عما كان عليه في مكة، واتخذ شكلا جديدًا، بعد أن نزل الإذن من الله بقتال المشركين، قال تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 39-41]. وقد أصبح المسلمون في المدينة قوة كبيرة بانضمام الأنصار إليهم، فلماذا لا يستردون حقوقهم المسلوبة؟ وخاصة أن المدينة تقع على الطريق بين مكة والشام حيث تمر قوافل أهل مكة التجارية، لذلك قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسال سرايا من جيش المسلمين يزعجون قريشًا ويستطلعون أخبارها، ومن هذه السرايا: سرية سيف البحر: في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة خرج حمزة بن عبد المطلب ومعه ثلاثون من المهاجرين لاعتراض قافلة لقريش قادمة من الشام يقودها أبو جهل في ثلاثمائة رجل، ولكن رجلا اسمه مجدي بن عمرو صَالَحَ بين الفريقين، ولم يحدث قتال، وعرف الكفار منذ ذلك الوقت أن المسلمين مستعدون لمواجهتهم. سرية رابغ: وفي شهر شوال من السنة نفسها خرج عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ومعه ستون رجلا من المهاجرين، واعترضوا قافلة بقيادة أبي سفيان، وكان بينهما رمي بالنبال، ولكن لم يقع قتال. سرية الخرار: كانت في شهر ذي القعدة من السنة الأولى، وفيها خرج سعد بن أبي وقاص ومعه عشرون مسلمًا، ولكنهم لم يعثروا على القافلة التي خرجوا من أجلها، وهكذا تحول المسلمون من الضعف إلى القوة، وأصبحوا مصدرًا لرعب الكفار. غزوة الأبواء (ودان): وفي العام الثاني من الهجرة واصل الرسول صلى الله عليه وسلم إرسال السرايا لمعرفة أخبار أهل مكة، وليدرب المسلمين على مواجهة قريش، وكان صلى الله عليه وسلم يشارك في بعض هذه الأعمال العسكرية، ومن الغزوات التي شارك فيها غزوة الأبواء (ودان)، وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه مع سبعين من المهاجرين في شهر صفر لاعتراض قافلة لقريش، لكنه لم يلتقِ بها فعقد معاهدة مع بني ضمرة أمَّنَهُم على أنفسهم، ووعدوه ألا يحاربوه ولا يعينوا عليه أعداءه، وأن يقفوا إلى جانبه إذا دعاهم لذلك، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم لا يترك صغيرة أو كبيرة يؤمِّن بها دولته، ويقوِّي علاقتها بجيرانها إلا فعلها. غزوة بواط: وفيها خرج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من السنة الثانية، ومعه مائتان من الصحابة؛ لاعتراض قافلة لقريش يقودها أمية بن خلف لكنه لم يلحق بها. غزوة بدر الأولى: وسببها أن رجلا اسمه كرز بن جابر الفهري اعتدى هو وبعض المشركين على مراعي المدينة ومواشيها، فطارده الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض المسلمين ولكنه فرَّ هاربًا، وقد وقعت هذه الغزوة قريبًا من بئر بدر ولذلك سميت بدر الأولى. غزوة العُشَيرة: وقد حاول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه اعتراض قافلة لقريش ذاهبة من مكة إلى الشام، ولكنه لم يدركها، فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع بني مدلج حلفاء بني ضمرة. سرية نخلة: خرج فيها عبد الله بن جحش الأسدي مع ثمانية مهاجرين، وأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعسكروا بين مكة والطائف في مكان يسمى نخلة فمرت قافلة لقريش في آخر يوم من شهر الله الحرام رجب، فهاجمها عبد الله ومن معه، فقتل من المشركين عمرو بن الحضرمي، وأسروا عثمان بن عبدالله بن المغيرة، والحكم بن كيسان، وفر نوفل بن عبد الله. وعادت السرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر عليهم القتال في شهر الله الحرام، واشتد غضب المشركين، وقالوا: إن محمدًا قد أحل القتال في الأشهر الحرم، فاشتد ذلك على المسلمين؛ فأنزل الله -عز وجل- قوله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} [_البقرة: 217]. فهؤلاء المشركون الذين ينكرون على المسلمين القتال في الأشهر الحرم، قد فعلوا أكبر من ذلك، حين أشركوا بالله، وأخرجوا المؤمنين من ديارهم، وحرموهم من أموالهم وأولادهم وهذا أكبر عند الله -عز وجل- في الإثم والعقوبة.
|
#119
|
||||
|
||||
تحويل القبلة
كان المسلمون بعد هجرتهم إلى المدينة، يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس في فلسطين، وظلوا على ذلك ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السماء داعيًا الله -تعالى- أن تكون قبلة المسلمين تجاه الكعبة، فاستجاب الله دعاء نبيه، وأنزل القرآن الكريم آمرًا المسلمين بالتوجه إلى المسجد الحرام بمكة في صلاتهم، قال تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحينما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] وكان بعض المسلمين قد ماتوا قبل تحويل القبلة، فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة (أي: المسجد الحرام) وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} [_البقرة: 143]. وقد شنَّ اليهود حربًا من الجدل على المسلمين إثر تحويل القبلة، إذ قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها، وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، فنزل قول الله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} [البقرة: 142]. وقال تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله إن الله واسع عليم} [_البقرة: 115]. وقال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين} [البقرة: 177]. فالله سبحانه رب الأمكنة والأزمنة جميعًا، ولقد كانت عودة المسلمين إلى الكعبة رجوعًا إلى الأصل الذي بناه أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- فتوجه المسلمون بعد ذلك إلى مكة كل يوم في صلاتهم خمس مرات، وكان تحويل القبلة في العام الثاني من الهجرة، وفي ذلك العام فرض الله الصوم والزكاة. |
#120
|
||||
|
||||
بعث الرجيع
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من المشركين من قبيلتي عضل والقارة وطلبوا منه أن يرسل معهم من يعلمهم الدين ويقرئهم القرآن، فاستجاب لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل معهم عشرة من أصحابه بقيادة عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- لعل الله أن يهديهم، وعندما اقترب عاصم وأصحابه من قبيلة هذيل، هجم عليهم هؤلاء المشركون المخادعون، فاستشهد سبعة من المسلمين، ووقع ثلاثة في الأسر، وهم: خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق -رضي الله عنهم- وأخذهم نفر من قبيلة هذيل، ليبيعوهم في مكة، فأفلت عبد الله بن طارق من قيوده، فلحق به الكفار وقتلوه، وباعوا زيدًا لصفوان بن أمية ليقتله ثأرًا لأبيه أمية بن خلف، واجتمع كفار مكة ليشهدوا قتل زيد، فاقترب أبو سفيان منه، وقال له: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فأجابه زيد قائلاً: والله ما أحب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه، تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا، ثم قُتل زيد. أما خبيب فقد اشتراه عقبة بن الحارث ليقتله؛ لأنه قتل أباه الحارث بن عامر يوم بدر، وخرج به المشركون في مكان واسع، وصنعوا له صليبًا من خشب ليصلبوه عليه، فقال لهم خبيب: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا وبعد أن صلى آخر ركعتين في حياته قال لهم: أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، فكان خبيب أول من سن ركعتين عند القتل، وعندما ربطوه في الخشبة توجه إلى الله تعالى، وقال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا. وأما عاصم بن ثابت، فقد رفض أن يستسلم للمشركين، وقاتلهم حتى قتل فأرادوا أن يأخذوا رأسه ليبيعوها لسلافة بنت سعد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن فيها الخمر، لكن النحل تجمع حول جسد عاصم فلم يقدروا على قطع رأسه، فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه الدبر (النحل) فنأخذه، فبعث الله سيلا في الوادي، فاحتمل عاصمًا، فذهب به، وكان عاصم قد أعطى الله عهدًا ألا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا أبدًا، فحفظه الله بعد موته، ولم يسمح للمشركين بمسه. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, دين, نبينا |
|
|