#106
|
||||
|
||||
ما حكم نسيان سورة الفاتحة أو السورة التي تليها أو التحيات أو ركعة كاملة من الصلاة؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله فيك أختي السائلة، واعلمي أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في حق المنفرد والإمام؛ لما رواه البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، فلا بد من الإتيان بها، فإذا نسيها الإمام أو المنفرد في ركعة ولم يتذكرها حتى ركع فليتمادَ في صلاته ويسجد للسهو قبل السلام ويعيد صلاته احتياطاً، قال العلامة الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (ظاهر المذهب أنه إذا ترك الفاتحة كلاً أو بعضاً سهواً من الأقل كركعة من الرباعية أو الثلاثية فإنَّه يسجد قبل السلام ثم يعيد تلك الصلاة احتياطاً). وأما المأموم فلا تجب عليه قراءتها وإنما تستحب له فيما يسر فيه الإمام، وإذا لم يقرأها فلا شيء عليه، قال العلامة خليل في مختصره: (وإنصات مقتد ولو سكت إمامه، وندبت إن أسر). قال العلامة الخرشي في شرحه: (وندبت القراءة من الفاتحة أو السورة في محلها المفهومة من قوله وإنصات مقتد إن أسر الإمام). وأما السورة التي تقرأ مع الفاتحة في الركعتين الأوليين من صلاة الفريضة فهي سنة مؤكدة في حق الإمام والمنفرد، فإن نسيها أحدهما حتى ركع تمادى في صلاته وسجد للسهو قبل السلام، قال العلامة الخرشي في شرحه لمختصر خليل: (من ترك الجهر .. أو ترك السورة في صلاة الفرض ولم يذكر ما ترك حتى انحنى .. فإنه يسجد فيما ذكر قبل السلام)، ولا شيء على المأموم في تركها. وأما نسيان التشهد فإنه يسجد له قبل السلام سواء نسي التشهد والجلوس له أو جلس ونسي لفظ التشهد فقط، قال العلامة الحطاب: (من نسي التشهدين أو أحدهما وكان قد جلس له سجد له قبل السلام على المشهور). وإن نسي التشهد الأخير حتى سلم، فإنه يسجد للسهو إن تذكر بالقرب وإلا فلا شيء عليه، قال العلامة الحطاب: (وإن نسي التشهد الأخير وقد جلس وسلم فإن كان بالقرب تشهد وسلم وسجد بعد السلام وإن تطاول فلا شيء عليه)، ولا شيء على المأموم في ترك ذلك. وأما من نسي ركعة من صلاته فإن تذكرها أثناء صلاته جاء بها قبل التسليم وسجد للسهو، وإن تذكرها بعد التسليم بالقرب ولم يكن خرج من المسجد كَبَّرَ وأتى بالركعة التي نَسِيَها وسجد للسهو وإلا بطلت الصلاة ولزمته إعادتها، قال العلامة محمد عليش في شرحه لمختصر الشيخ خليل: (وبطلت بترك ركن سهوا وطال الزمن)، والله تعالى أعلم.
|
#107
|
||||
|
||||
ما هو القول الفصل فى جواز أو وجوب القصر في الصلاة للمسافر؟ وما يجب عليه منذ إعداده لمستلزمات السفر وهو مازال فى مسكنه وحتى عودته إليه مرة أخرى؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله فيك أخي السائل، واعلم أنه يسن القصر ويرخص في الجمع للمسافر إذا تحققت له شروط الجمع، والتي هي مبينة في الفتوى المرفقة، ولقصر الصلاة شروط منها: أن يكون الشخص مسافراً سفراً يبلغ ذهاباً مسافة القصر، وهي أربعة بُرُد، وتقدر بثلاثة وثمانين كيلو متر تقريباً. وأن يكون سفره لطاعة أو أمر مباح. ويبتدئ القصر بعد شروعه في السفر ومفارقته جميع بيوت القرية أو المدينة التي يسافر منها، وينتهي قصر الصلاة بوصول الشخص إلى وطنه أو دخوله مكان إقامة زوجته أو نيته الإقامة لمدة أربعة أيام كاملة غير محسوب منها يوم دخوله ولا يوم خروجه من المكان الذي نوى فيه الإقامة. والذي يقصر من الصلاة الصلوات الرباعية فقط، الظهر والعصر والعشاء؛ قال الشيخ خليل رحمه الله: (سن لمسافر غير عاص به ولاه، أربعة برد ولو ببحر، ذهابا قصدت دفعة. إن عدى البلدي البساتين المسكونة. وتؤولت أيضاً على مجاوزة ثلاثة أميال بقرية الجمعة، والعمودي حلته، وانفصل غيرهما قصر رباعية). وأما مستلزمات السفر: فإنها ترجع لكل مسافر حسب حاجته ووجتهه، لكن هناك أمور يشترك فيها الجميع، وهي: أنه على المسافر أن يحدد الهدف من سفره، وأن يأخذ بكل الأسباب التي تحفظ له أمنه وتحقق له أهدافه، وعليه أن يتفقه في أحكام صلاة المسافر كما في الفتوى المرفقة، وكذا عليه فور وصوله وجهته أن يعرف جهة القبلة لأداء الصلاة، وألا يضيع صلاته أبداً، بالإضافة إلى الالتزام بالأحكام الشرعية والآداب الإسلاميه، ومراقبة الله تعالى في كل أحواله، وعليه أن ينتبه دائماً إلى أنه سفير يمثل دينه وبلده وبالتالي فليحرص على الأخلاق الحسنة حيثما كان، وإذا قضى مهمته فليعجل العودة إلى بلده، كما أنه يستحب له توديع الأهل، وأن يدعو بدعاء السفر عند الانطلاق، وقد ورد بروايات عديدة منها ما في كتاب الدعاء للطبراني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال: "باسم الله"، وإذا استوى على الدابة قال: "الحمد لله"، ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} [الزخرف: 14] وكبر ثلاثاً وهلل ثلاثاً، كما أنًَّ على المسافر التفاعل مع الإرشادات التي تطلقها وزارة الداخلية قبل سفره لتأمين مسكنه من خلال تسجيله في خدمة:"أمن منزلك قبل سفرك"، وعند وصوله إلى المكان الذي سافر إليه أن يسجل في الخدمة التي أطلقتها وزارة الخارجية "تواجدي" وذلك حفاظاً على صحته وممتلكاته، راجين للجميع سفراً سعيداً موفقاً، وأن يعيدهم سالمين غانمين، و الله تعالى أعلم.
|
#108
|
||||
|
||||
ما هو حكم من يصلي خلف الإمام الذي تتكرر منه أخطاء التنوين لكثير من كلمات المصحف أثناء الصلاة بما في ذلك سورة الفاتحة؟ والخلاصةنص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله بك أخي السائل، واعلم أن صلاتكم خلف هذا الإمام صحيحة؛ لأن اللحن أي الخطأ الخفي في القراءة مثل الخطأ في الغنة أو التنوين لا يبطل الصلاة ولا يؤثر على صحتها، و كذا اللحن الجلي وهو الذي يغير المعنى لا تبطل به الصلاة إلا إن تعمده، وذلك لأن الفقهاء قد قسموا اللحن في القراءة في الصلاة إلى أربعة أنواع: - لحن ناتج عن الجاهل، وهذا مختلف في صحة صلاة صاحبه وصلاة من اقتدى به، والراجح الصحة. - لحن متعمد، وهذا صلاة صاحبه ومن اقتدى به باطلة اتفاقاً. - لحن ناتج عن سهو، وهذا لا يؤثر على صلاة المُقتدَى به والمقتدِي اتفاقاً. - لحن سببه العجز عن النطق الصحيح، فهذا صاحبه بمنزلة الألكن فصلاته وصلاة من أتمَّ به صحيحة كذلك. وهذه المسألة نص عليها بهذا التفصيل الشيخ عليش رحمه الله في منح الجليل، فقال: (ومحل الخلاف في جاهل يقبل التعلم ... وأما متعمد اللحن فصلاته باطلة اتفاقا، والساهي صلاته صحيحة اتفاقا والعاجز الذي لا يقبل التعلم صلاته صحيحة اتفاقا أيضا، وأرجحها ــ بالنسبة للخلاف في الجاهل القابل للتعلم ــ صحة صلاته وصلاة المقتدي به)، والله تعالى أعلم. صلاتكم خلف هذا الإمام صحيحة، والأفضل أن يقدم للإمامة من كان متقناً للقراءة، والله تعالى أعلم.
|
#109
|
||||
|
||||
ما آخر وقت لقضاء صلاة العشاء في حالة التأخر عن وقتها؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فنسأل الله العلي القدير أن يجعلك ممن يحافظ على الصلاة، وتكون صلاة العشاء قضاء إذا صليتها بعد طلوع الفجر، لأنَّ من صلى العشاء قبل طلوع الفجر فقد صلاها في وقتها، والأفضل هو صلاتها في وقتها المختار الذي يبدأ من مغيب الشفق ويمتد إلى الثلث الأول من الليل، قال العلامة ابن عبد البر رحمه الله في كتابه الكافي في فقه أهل المدينة: (ووقت صلاة العشاء مغيب الشفق، وهي الحمرة التي تكون في المغرب بعد غروب الشمس، ثم لا يزال وقتها المختار به ممدوداً إلى ثلث الليل، وقيل: إلى نصف الليل -والأول قول مالك- ومن صلاها قبل الفجر فقد صلاه في وقتها عند مالك وإن كره له ذلك، ويكره النوم قبلها والحديث بعدها إلا لدارس علم أو فاعل خير)، والله تعالى أعلم.
|
#110
|
||||
|
||||
إذا خرجت المرأة من منزلها وهي جنب، مع العلم أنها ناسية وأتمت صلاتها كاملة، وبعد ذلك تذكرت أنها على جنابة، ما الحكم في ذلك؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله بك أختي السائلة، واعلمي أن الواجب على تلك المرأة هو الغسل وإعادة الصلوات التي صلتها أثناء الجنابة، إذ لا تصح صلاة الجنب حتى يغتسل من الجنابة؛ وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} [النساء:43]، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور"، رواه مسلم، لذا قال الشيخ الدردير رحمه الله في الشرح الكبير: (وتمنع الجنابة موانع.. الحدث (الأصغر) وهي الثلاثة المتقدمة في قوله ومنع حدث صلاة وطوافاً ومس مصحف). لكن لا إثم عليها لأنها ناسية حال الصلاة، وليست متعمدة، لما جاء في سنن ابن ماجه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، والله تعالى أعلم.
|
#111
|
||||
|
||||
هل يجوز للمأموم أن يكون على يسار الإمام؟ عندما كنت أصلي دخل رجل لمكان الصلاة، وهو ليس بمسجد كبير وإنما عبارة عن مصلى صغير على شكل زاوية في مكان العمل، ولا يوجد مساحة لكي يمر من خلفي حتى يكون على يميني، فوقف على يساري، فهل هذا صحيح؟ حيث إن هذا الموضوع يتكرر كثيراً؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله بك أخي السائل واعلم أنه يستحب للمأموم الواحد أن يقف عن يمين الإمام؛ لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ووقوفه عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة مبيته عند ميمونة فأداره عن يمينه.أخرجه البخاري. قال الشيخ الخرشي رحمه الله تعالى عند قول العلامة خليل رحمه الله تعالى: (كوقوف ذكر عن يمينه واثنين خلفه): (يندب وقوف ذكر بالغ عن يمين الإمام وإن وقف عن يساره أداره إلى يمينه من خلفه). وبناءً على ذلك فإذا وقف المأموم الواحد على يسار الإمام فإن ذلك جائز ولا يبطل الصلاة؛ لأن وقوف المأموم عن يمين الإمام مستحب إذا قدر على ذلك، أما في حالتكم فلا شيء على المأموم لصغر المكان وعدم المقدرة على التيامن، والله تعالى اعلم.
|
#112
|
||||
|
||||
هل يستحب للمرأة ركعتي دخول المسجد في مصلى النساء التابع للمسجد؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله بك أخي السائل، وصلاة تحية المسجد للمرأة في مصلى النساء التابع للمسجد مستحبة إذا دخلت المسجد في غير أوقات الكراهة التي يكره فيها النافلة؛ وذلك لأنَّ مصلى النساء التابع للمسجد هو في حكم المسجد، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، ففي صحيح البخاري عن أبي قتادة السلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس"، والله تعالى أعلم.
|
#113
|
||||
|
||||
هل يجوز أن أنظر إلى قدميَّ أثناء الصلاة لأتأكد مما إذا كنت واقفاً بصورة مستقيمة؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله بك أخي السائل، واعلم أن النظر إلى القدمين أو إلى موضع السجود أثناء الصلاة مكروه وذلك لأنه يؤدي إلى الانحناء إلا إذا كان ذلك لحاجة كالتأكد من تسوية الصف فعندها يجوز الانحناء بمقدار الحاجة ثم يترك ذلك، ولا يلازم النظر إلى القدمين، لأن الأفضل للمصلي أن يكون نظره أمامه إلى جهة القبلة، قال العلامة محمد عليش في منح الجليل: (ويجعل بصره أمامه وكره وضعه موضع سجوده لتأديته لانحنائه برأسه)، وقد استُدل على ذلك بقوله تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} (سورة البقرة الآية: 144)، قال العلامة القرطبي في تفسيره: (في هذه الآية حجة واضحة لما ذهب إليه مالك ومن وافقه في أن المصلي حكمه أن ينظر أمامه لا إلى موضع سجوده). لذا ترجم البخاري في صحيحه فقال: (باب رفع البصر إلى الأمام في الصلاة) واستدل بأحاديث منها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رقي المنبر فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ثم قال لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبلة هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر ثلاثا). ففي رؤيته صلى الله عليه وسلم الجنة والنار ممثلتين في قبلة الجدار دليل على أنه كان ينظر أمامه، وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: (في أحاديث هذا الباب كلها مسندها ومقطوعها دليل على أن نظر المصلي من السنة فيه أن يكون أمامه وهو المعروف الذي لا تكلف فيه ولذلك قال مالك يكون نظر المصلي أمام قبلته)، والله تعالى أعلم.
|
#114
|
||||
|
||||
في صلاة العشاء نسي الإمام جلوس التشهد الأوسط وقام واقفاً، والمأمومون جلوس فسبح له المأمومون فجلس ثم كبر فسجد فسجدوا معه ثم جلس للتشهد الأوسط وأكمل الصلاة، وقبل التسليم سجد سجدتي السهو وسلم، وعندما سأله المأمومون عن السجدة التي سجدها عند رجوعه من القيام لجلسة الوسطى قال بأنه ظن أنه نسي سجدة. فهل الصلاة صحيحة ؟ وما حكم من ظن أنها باطلة وصلى العشاء منفرداً مرة أخرى؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله فيك أخي السائل، واعلم أنَّ صلاة الإمام صحيحة؛ لأن سجوده بعد جلوسه للتشهد الأول كان بسبب شكه في ترك سجدة من تلك الركعة، وصلاة المأمومين صحيحة إلا من كان منهم يعلم أن حكمه عدم اتباع الإمام في تلك السجدة الزائدة فتجب عليه إعادة الصلاة، قال العلامة الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (فمتيقن انتفاء الموجب إن فعل ما أمر به من الجلوس صحت صلاته بقيدين إن سبح ولم يتبين له وجوب الموجب وإلا بطلت). أما من اتبع الإمام من المأمومين معتقداً وجوب اتباعه فصلاته صحيحة، قال العلامة العدوي في حاشيته على الخرشي:(يفهم من كلام حلولو أن المراد بالتأويل أن يكون جاهلاً يظن أن عليه اتباعه وإن لم يخطر بباله حديث «إنما جعل الإمام ليؤتم به» ونحوه). وسجود السهو المترتب عليكم محله بعد السلام، وتقديم الإمام له لا يبطل الصلاة، قال العلامة الشيخ خليل في مختصره: (وصح إن قدم أو أخر). وأما من أعاد هذه الصلاة من المأمومين لعدم اتضاح الحكم له فقد أصاب، والله تعالى أعلم.
|
#115
|
||||
|
||||
في العام الماضي أقعدت في المستشفى لمدة أسبوعين ونصف تقريباً، وفي تلك الفترة لم أصل صلواتي الخمس أبداً ولذلك فاتني الكثير من الصلوات، فهل أقضيها؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله فيك أختي السائلة ونحمد الله تعالى على شفائك ونسأله لك مزيداً من التوفيق. واعلمي أنَّ الواجب عليك هو أن تحسبي ما فاتك من الصلوات وقت المرض وتقضيها، واستغفري الله تعالى؛ لأنه كان الواجب عليك وقت المرض أن تتوضئي وتصلي كل صلاة حسب استطاعتك، فإن لم تستطيعي الوضوء فلتتيممي ثم تصلي؛ لأنَّ المريض يصلي حسب استطاعته فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فالصلاة لا تسقط عن الشخص ما دام عنده عقله ويصلي على حسب استطاعته؛ قال العلامة محمد عليش في منح الجليل:(قال ابن الجلاب: ولا تسقط عنه الصلاة ومعه شيء من عقله، .. وفي المدونة وليصل المريض بقدر طاقته فإن دين الله يسر)، والله تعالى أعلم.
|
#116
|
||||
|
||||
ماحكم صلاة الرجل للسنن أو النوافل وهو جالس وهو مستطيع القيام؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله بك أخي السائل، واعلم أنه يجوز للمصلي المتنفل القادر على القيام أن يصلي جالساً ولكن له نصف أجر المتنفل القائم؛ لما روى الإمام البخاري عن عمران بن حصين قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال: (من صلى قائماً فهو أفضل ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد)، والله تعالى أعلم.
|
#117
|
||||
|
||||
هل يجوز للمريض الجمع أو القصر في الصلاة؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله بك أخي السائل، واعلم أن المرض عذر في جمع الصلاة دون قصرها؛ إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، قال الله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ} (المائدة 6)، فقد رفع الله تعالى عنا الحرج بل يريد الله لنا اليسر، كما قال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185)، يقول الشيخ الخرشي رحمه الله تعالى في حاشيته على مختصر خليل وهو يذكر أسباب الجمع: (أسباب جمع المشتركتين وهي ستة: السفر والمطر والوحل مع الظلمة والمرض وعرفة ومزدلفة)، وقد بين العلماء كيفية الجمع في المرض فقالوا: الجمع الجائز في المرض هو الجمع الصوري؛ وهو أن تؤخر الصلاة الأولى إلى آخر وقتها فتصليها وبعد ذلك يدخل وقت الصلاة الثانية فتصليها في أول وقتها، يقول الخرشي أيضا: (وللصحيح المقيم أن يجمع بين الظهر والعصر جمعاً صورياً ... وإنما جاز له ذلك لأنه لم يخرج إحدى الصلاتين عن وقتها بل أوقع كلاًّ منهما في وقتها إلا أن فضيلة أول الوقت تفوته بخلاف المسافر وذي العذر فلا تفوته فضيلة الوقت)، لكن إذا شق على المريض الجمع الصوري فله أن يجمع جمع التقديم أو التأخير بسبب المرض للضرورة التي هو فيها، فيفعل المكلف ما يستطيع، قال العلامة القرافي رحمه الله تعالى في الذخيرة: (قاعدة كل مأمور يشق على العباد فعله؛ سقط الأمر به)، و بذلك قال بعض أهل العلم، والله تعالى أعلم.
|
#118
|
||||
|
||||
هل يجوز الجمع بين الصلوات بدون عذر السفر أو المرض وإنَّما لعذر التخفيف؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. بارك الله بك أخي السائل، واعلم أن هناك حالات أخرى غير السفر والمرض تجمع فيها الصلوات لكن دون قصر، يقول الخرشي رحمه الله تعالى في حاشيته على مختصر خليل وهو يذكر أسباب الجمع: (أسباب جمع المشتركتين ستة: السفر، والمطر، والوحل مع الظلمة، والمرض، وعرفة، ومزدلفة)، ويوجد جمع آخر يسميه الفقهاء الجمع الصوري وهو جائز للمقيم الصحيح، يقول الخرشي أيضاً: (وللصحيح المقيم أن يجمع بين الظهر والعصر جمعاً صورياً ... وإنما جاز له ذلك لأنه لم يخرج إحدى الصلاتين عن وقتها بل أوقع كلاً منهما في وقتها، إلا أن فضيلة أول الوقت تفوته بخلاف المسافر وذي العذر فلا تفوته فضيلة الوقت)، أما الجمع بغير هذه الأعذار فغير جائز، فلا يوجد جمع اسمه يسمى بهذا الاسم: جمع التخفيف؛ إلا إن قُصد به واحدٌ مما تقدم فيكون المعنى: أن الجمع في الحالات الست سابقة الذكر هو تخفيف من الله تعالى على عباده، والله تعالى أعلم.
|
#119
|
||||
|
||||
هل تجوز صلاة الفجر بعد شروق الشمس تقريباً بنصف ساعة؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله بك أخي السائل، واعلم أنَّ الواجب عليك أن تصلي فريضة الصبح عند الاستيقاظ مباشرة حتى ولو كان عند بداية شروق الشمس أو بعد شروق الشمس بنصف ساعة، إذ الفرض يصلى في أي وقت، فلا تنتظر حتى يدخل وقت ارتفاع الشمس؛ لأن ذلك خاص بالنوافل، إذ هي التي يكره فعلها قبل ارتفاع الشمس، وأما الفرائض فتصلى في أي وقت؛ لأنَّ الذي تفوته الصلاة بعذر كنوم أو نسيان يبادر فور استيقاظه أو تذكره لأدائها؛ قال الله تعالى: {وأقِمِ الصلاةَ لذكرِي} [طه: 14]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها"، رواه مسلم. وعن بلال رضي الله عنه قال: كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنام حتى طلعت الشمس، فأمر بلالاً، فأذن، فتوضؤوا، ثم صلوا الركعتين، ثم صلوا الغداة، قال أبو بكر: في خبر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: فأمر بلالاً، فأذَّن، ثم أقام، فصلى بنا. رواه ابن خزيمة في صحيحه. وفيه ما دلَّ على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله: «من نام عن صلاة فليصَلِّها إذا استيقظ» أنّ وقتها حين يستيقظ لا وقت لها غير ذلك، وإنَّما أراد أن فرض الصلاة غير ساقط عنه بنومه عنها حتى يذهب وقتها، بل الواجب قضاؤها بعد الاستيقاظ، فإذا قضاها عند الاستيقاظ أو بعده، كان مؤدياً لفرض الصلاة التي قد نام عنها. وفي مصنف ابن أبي شيبة: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، قال: من نام عن صلاة، أو نسيها، قال: يصلي متى ذكرها عند طلوع الشمس، أوعند غروبها، ثم قرأ: {وأقِمِ الصلاةَ لذكري} قال: إذا ذكرتها فصلها في أيِّ ساعة كنت، وتكون الصلاة أداء ما دامت قبل الشروق، والله تعالى أعلم.
|
#120
|
||||
|
||||
أريد طريقاً أثبت فيه على الصلاة وأحبها و أخشع فيها؟ نص الجواب الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فبارك الله بك أخي السائل، واعلم أن الطريقة التي تثبت بها على الصلاة هي عدم تأخير الصلاة عن وقتها بعد دخول الوقت، وصحبة الصالحين المواظبين عليها، والعلم أن الوقت والعمر سيمضي، ولن يتوقف، وليعرف فضل الصلاة وأنها عماد الدين، وأنها رأس القربات؛ وأن أحب الأعمال إلى الله بعد الإيمان هي الصلاة، وأنها أول ما يحاسب عليها، فبها تنفرج الهموم وتستجلب الأرزاق، وتدفع الآفات والمصائب، وإنما يحافظ عليها من يعرف قدرها، ويرجو أجرها، ويخاف العقاب على تركها، وهذه صفة المؤمن، وسأذكر لك ما يبين عظمة الصلاة ومكانتها من خلال ما يلي: أولاً: الصلاة هي النور الذي يفتح بصيرة المسلم على الخير، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الصلاة نور"، رواه مسلم. ثانياً: أنها أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر"، رواه أبو داود والترمذي. ثالثاً: حرص الصحابة عليها، حتى كان الرجل يحمل إلى المسجد حملاً، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"، رواه مسلم. رابعاً: الصلاة تطهر النفس من الفحشاء والمنكر، قال الله سبحانه وتعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45]. و تذكر عقوبة ترك الصلاة، كقول الله تبارك وتعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} [الماعون: 4 - 5]، وقول الله سبحانه وتعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} [مريم: 59]، وعليك بالدعاء أن تكون من المصلين المحافظين على الصلاة، والله تعالى أعلم.
|
العلامات المرجعية |
|
|