|
#1
|
||||
|
||||
|
#2
|
||||
|
||||
|
#3
|
||||
|
||||
|
#4
|
||||
|
||||
|
#5
|
||||
|
||||
|
#6
|
||||
|
||||
|
#7
|
||||
|
||||
|
#8
|
||||
|
||||
حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عـتق من النار [ حديث ضعيف ] |
#9
|
||||
|
||||
|
#10
|
||||
|
||||
.
|
#11
|
||||
|
||||
|
#12
|
||||
|
||||
|
#13
|
||||
|
||||
إنَّ شهر رمضان يجب أن يتحوَّل - في عقلية كلِّ إنسان - من مناسبة دينيَّة، باتت تؤثِّرُ فيها العاداتُ، إلى مدرسةٍ لبناء القِيَم، وفرصة لعِنَاق كلِّ أمنية يحلم بها إنسان، وعلينا أن نُدرك أنَّنا أمام مدرسة روحيَّة تربِّي القيم، وتجذِّرُ المعاني الكبار في حياة كلِّ إنسان، وإنَّني عَبْرَ هذه الأسطر سأطوِّف بك أيُّها القارئ الكريم في فناء هذه المدرسة؛ لنقرأ أنا وأنت قصَّة القيم في حياة الكبار، وكيف أن هذه المدرسة قادرة على أن تخرج طلابًا قادرين على بناء أنفسهم، وبناء واقعِهم بالصُّورة التي يحلم بها الكبار. |
#14
|
||||
|
||||
إنَّ رمضان جاء ليقول لنا: إنَّ صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، وتحقيق التَّقْوى من خلال ذلك هو الهدف الأكبر في مدرستِه، وعلى كلِّ مَن أراد أن يختبر قدرته على تحقيق هذه القيمة في كلِّ حياته أن يجرِّب تحقيق الهدف العريض في هذا الشهر، إنَّ علينا أن نستقبل شهر رمضان، وبين يدَيِ الواحد منَّا مشروعُه الذي يحلم به، ويبدأ يُخطِّط لكتابة أهدافه، وتحقيق غاياته، وبدون ذلك سيظلُّ أثَرُ هذه المدرسة ضعيفًا في حياتنا وواقعِنا.
• إنَّ القِيَم التي يؤكِّد رمضان على بنائها في حياتنا قيمةُ الفرص، وإنَّ رقيَّ الإنسان في ساحات الآخرة وقفٌ على استثمار الفُرَص في حياته؛ ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))، ((ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))، ((ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه))، فتأمَّل هذه الفرص وهي تتعرَّض لكلِّ واحدٍ منَّا في عُرْض الطَّريق، وتدعوه لعناقها، والمكافأة حلم إنسان في الدُّنيا كلها! • إنَّ الفُرَص تحتاج إلى عاقل فطِنٍ يستثمرها عند أوَّل بريقٍ لها، وقد بلغَك أن هذا الذِّكر الحسن لِعُكَّاشة - رضي الله عنه - كلَّه كان من طيَّات فرصة واحدة، حين قال نبيُّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَدْخل الجنَّةَ سبعون ألفًا بدون حساب ولا عقاب))، والصَّحابة متوافرون يسمعون الحديث، وما أنْ لاحت هذه الفرصة لعكَّاشة إلاَّ وقام يجري لعناقها: "أمِنْهم أنا يا رسول الله؟" قال: ((نعم))، ويُقْبِل الآخَرُ يجري لعناق هذه الفرصة، فيقول له النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سبقك بها عكاشة)). • إنَّ رمضان يدْعونا إلى استِثْمار ثلاثِ فُرَص تَزْدلف بين أيدينا، وهي كَلأٌ مُباح لكلِّ إنسان، ما دامت أيام الشهر تنبض بالحياة، وإنَّ هذه القيمة حقيقةٌ بأن تمتدَّ إلى كلِّ لحظة من حياتنا، وأن نَخْرج إلى الأرض وعينُ الواحد منَّا مفتوحةٌ على الفرص التي يهَبُها الواقع، وتمنَحُنا الحياةُ عبَقَها في الطريق، وألاَّ نسمح بحالٍ من الأحوال لأيِّ فرصة تتعرَّض في الطريق وندَعَها، مهما كانت ظروفنا تلك اللحظة التي نَلْقى فيها الفرص ماثلة، وهي قيمة حقيقةٌ بأن نربِّي نفوسنا عليها، وأن نَخْرج من مدرسة رمضان وقد تعلَّمنا الدَّرس بأوضحِ ما يكون. • إنَّ رمضان يبني في نفوسنا قيمة الوقت، ويؤكِّد علينا أنَّه أنفَسُ ما عُنِيَ به إنسانٌ في حياته، إنَّ الدقائق مؤثِّرةٌ في حياة الإنسان بأعظمَ مِمَّا نتصوَّر، فلو أنَّ إنسانًا تقدَّم الأذانَ بدقيقةٍ أو بأقلَّ منها وأفطر، لكانت النِّهايةُ بُطْلانَ عبادته في ذلك اليوم، ومثل ذلك لو أنَّه أكل أو شرب بعد بداية الأذان في الفجر لكان لا قيمة ليومه كلِّه، ولا عبرة بصومه ذلِكَ اليوم كله، وكل ذلك عناية ببناء هذه القيمة في نفوس المسلمين، وتربية لهم على تَمثُّلِها في سائر حياتهم. • إنَّ كل ناجح ترمقه أبصارُنا اليوم في أرض الواقع ستجد هذه القيمة في حياته العِلميَّة والعمَلية أوسع ما يكون، وإنني أُذكِّر بأنَّ هذه القيمة تاريخٌ تصنع الأفراد والأمم متَى ما حَظِيَت بحقِّها من العناية والاهتمام، ولا خيار لأحدٍ يريد صناعة الواقع عن هذه القيمة مطلقًا، وكتبُ التاريخ تعطيك قصتها كاملة، وخبرها وافيًا في حياة الرجال. هذه ثلاث قِيَم تصنع تاريخ إنسان، وتكتب سيرته بمدادٍ من ذهب، وتعطِّر الحياة كلها بأنفاس التحدِّي، وتَصْنع التغيير للأحلام التي يَنْشدها كلُّ حي عاشها واقعًا في رمضان، وما أتيتُ على كلِّ ما أردت من عنوان هذا الموضوع، لولا أنَّني أدرك صِغَر المساحة التي تستقبل حرفي، وأدعو كبار الأمَّة ورجالها، وصُنَّاعَ تاريخها أن يفتحوا صفحات قلوبهم وصفحات دفاترهم؛ لتدوين هذه القيم، من خلال الدِّراسة النِّظامية في فناء هذه المدرسة الكبرى في الحياة، والله المستعان، وعليه التُّكلان، ومنه الحَوْل والطَّول. |
#15
|
||||
|
||||
كيف تنجح في رمضان؟ بسم الله الرحمن الرحيم البداية معرفة الغاية غايةُ خلق الإنسان عبادةُ ربِّه، والتي بها تزْكِية نفسه، والسموُّ بِروحه؛ حتَّى يكون سلوكُه نَهج الطريق المستقيم طلبًا لِمرضاة ربِّ العالمين. وهذه الغاية دونَها جهادُ النفس، بإرادة قويَّة، وجِدّ متواصل، ويلزم لكلّ ذلك طاقة متجدّدة. ومن رحْمة الله تعالى بعبادِه أن جَعَلَ ينابيع هذه الطَّاقة فيما افْتَرَضَ عليْهِم من شرائعَ وتكاليف، والتي منها شهر رمضان، ساحة الخير الرَّحب، وفضاء انطلاقةِ الرُّوح، اجتناءً للثمار الروحيَّة الشهيَّة وانعِتاقًا من شهوات الجسد: الحسِّيَّة، والمعنوية. لذلك يأتي رمضان فرصةً سانحة لتغيير النفس من عادات مستعبدة، وسلوك غير مرضي عنه، عَبْرَ خُطُوات عمليَّة بسيطة يَستطيعُها كلُّ جادٍّ في إسعاد نفسِه. وفي هذه الورقات خطواتٌ مُحدَّدة تساعِدُك على أن تَجعل رمضان الفرصة السانحة بداية لِتغْيِير بعضِ ما تُريدُ تَغييرَه في نفسِك وسُلوكِك. يَستسلِمُ الكثيرون منَّا لِواقِعِهم بِطُرقٍ مُتفاوتة، وبتلقائيَّة يُمارسونَها من حيثُ يَعرفون أو لا يَعرفون، يُدرِكون أو لا يُدْرِكون، ولكن ما يهمُّنا هنا أنَّ هناك لدى كلِّ فردٍ منَّا سلوكيَّاتٍ لا تُعجِبُه، أو تقصيرًا يرغب في القضاء عليه، ولكنَّه ينهزم أمامه لسبب أو لآخر، بل الكثير منا يشعر بالعجز عن تغْيير هذا السلوك أو القضاء على التَّقصير في بعض الأمور، ويتراكَمُ هذا الشُّعور بالعَجْزِ حتَّى يصِلَ أحدُنا إلى حدِّ اليَأْس، ويتوقَّف حتَّى عن التَّفكير في التَّغيير، وتسيطر عليه حالة استسلام تامٍّ حسًّا ومعنى. حقيقة: أيُّ سلوك يُمكنُ تغييرُه.. إذًا: هل لك أن تُحاوِل مرَّة أخرى؟
أخي/ أختي.. أَدعوك أن تُفَكِّر معي جيِّدًا، وبِجِدٍّ وعزيمة أن تُحاوِلَ مرَّة أُخْرى تغييرَ هذا السلوك.. فالمُحاولة مرَّة تِلْوَ أُخْرَى هي الخيار الوحيد أمامي وأمامك.. فلا يُمكنُك أن تتغير بدون مُحاولة؛ إذ لا يوجد حلولٌ سِحْريَّة أو مُفاجآت في تغيير السلوك الإنساني، بل المحاولة هي الحل وهي الممكن.. وكلُّ مُحاولة تفشل تُضيف رصيدًا جديدًا من المعرفة لديك، وليست هباءً منثورًا كما يَعتقد الكثيرون. |
العلامات المرجعية |
|
|