#106
|
||||
|
||||
(59 /37) أول لواء في الإسلام كانت بقيادة حمزة بن عبد المطلّب رضي الله عنه في 30 مهاجراً، وقد اعترضوا عِيراً لقريش، ولم يتقـاتـلوا، ثم بعث لواء بقيادة أبو عُبَيْدة بن الجَرّاح، ثم لواء عليه سعد بن أبي وقاص، وكانت عِير قريش تفوتها، وكان ذلك في عام 1 هـ.
__________________
|
#107
|
||||
|
||||
(59 /38)غزوة الأبواء هي أوّل غَزوة خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه مع مجموعة من المهاجرين يعترض قافلة لقريش ففاتته، ثم خرج في غزوات: بوط، وودان، والعشيرة، لاصطياد قوافل قريش ففاتته كلها، وأبقى بعض الصحابة لانتظار عودة قافلة أبو سفيان العظيمة من الشّام.
__________________
|
#108
|
||||
|
||||
(59 /39) بَعث عبد الله بن جَحش بَعثَه الرسولُ صلى الله عليه وسلم في 18 مهاجراً إلى نخلة (بين مكة والطائف) يرصدون عِير قريش، فمرّت بهم عِيراً، فقتـلوا أميرها/ عمرو بن الحضرمي، وأَسرُوا اثنين، واستولوا على القافلة، فكان ذلك أول قـتـل وأَسْر في الإسلام، فأنكره النبي صلى الله عليه وسلم لكونه في الأشهر الحُرُم، واشتد إنكار قريش فقالوا: "أَحَلّ مُحمَّدٌ الشَّهر الحَرَام"، فأنزل الله عزّ وجلّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. (سورة البقرة، الآية: 217)
__________________
|
#109
|
||||
|
||||
(59 /40) غَزوة بَدر الكُبرى (17 رمضان 2 هـ/ 623م) أ. سبب المعركة: كان لا بد من هذه المواجهة بين محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وبين قريش فهو بالإضافة إلى تهديد أوثان قريش وزلزلة مكانتها الدينية، يُهدّد أيضاً تجارتها الصاعدة والهابطة بين مكة والشام ... وحدثت حادثة صغيرة كانت هي السبب المباشر لهذه المعركة، عادت قافلة أبي سفيان من الشام، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في 314 مهاجراً لملاقاته، فعلم أبو سفيان وحثّ قريشاً على إنقاذ قافلتهم، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم استشار الصّحابة، فتكلّم المهاجرون وأحسنوا، فكررها، فعلم الأنصار أنه يَعنِيهم، فقال سعد بن معاذ: "امضِ بنا حيث شِئتَ، فواللهِ لئن استعرضت بنا البحر لخضناه معك"، فأشرق وَجه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام وسُرّ به، ثم خرجوا، لكن غيَّر أبو سفيان طريق القافلة فنَجَا بها، ورغم ذلك فقد أَصرّ أبو جهل على الخروج ومعه 950 كافراً، ثم عسكر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عند بئر بدر، واستنصر الرسول صلى الله عليه وسلم ربه، وبالغ في التّضرع ومما قال: «اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ»، فأنزل اللهُ عزّ وجلّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. (سورة الأنفال: 9)، وقد ذَكّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه بالصّبر والثّبات. ب. فعاليات المعركة ونتائجها: ونَشَبت المعركة وقد بدأت بالمُبَارزة، وأنزل اللهُ ملائكَتَه تُـقـاتـِل مع المؤمنين، فنصر اللهُ جُندَه، وقُـتِـل فيها أكابر صناديد قريش كأبي جهل، وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة وغيرهم؛ فقـتـل المسلمون سبعين وأسَرُوا سبعين، واستُشهِد من المؤمنين أربعة عشر؛ وقسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الغنائم، وأما الأسرى فقد أشار عمر بن الخطاب بـقـتـلهم، وأشار أبو بكر الصديق بمفاداتهم، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر، فنزل الوحي مُعاتِباً النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وموافقاً لرأي عمر؛ قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. (سورة الأنفال: 67)؛ ونزلت سورة الأنفال في وصف هذه الغزوة. ج. أهمية غزوة بدر: غزوة بدر هي الغزوة الوحيدة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً حقيقياً حاسماً فكانت أساساً متيناً لمستقبل الإسلام، ولذلك سماها القرآن (يوم الفُرقَان) لأنها فرّقت بين الحقّ والباطل، فأعزّت أهل الحقّ وأذلّت أهل الباطل. - وقد وضعت سورة الأنفال التي نزلت في هذه المعركة أدق التعاليم الإسلامية للحروب مثل: الاستعداد لملاقاة العدو، الوحدة وعدم التّنازع، الثّبات في المعركة، ذِكْر الله عند الشّدائد خاصة. - وهناك تشريعات إسلامية ارتبطت بغزوة بدر: كالشُّورة، والتّحذير من البحث عن الأهداف المادية في الحُروب، والحِرص على إعلاء كلمة الله، وتشريع توزيع الغنائم ... لكل هذا كانت لغزوة بدر أهمية خاصة. - ظهور المنافقين: ظهر المنافقون بعد معركة بدر، وعلى رأسهم عبد الله بن أُبَيّ بن سَلُول، واستمرّ عملهم الخفي ضد الإسلام. - خروج السَّرايَا: خرج في عدة سرايا لتأديب من تحدثه نفسه بغزو المدينة أو الاستيلاء على قوافل قريش.
__________________
|
#110
|
|||
|
|||
شكرا وبارك الله فيك ولك
الاسلام دين الحق لا اله الا الله 1 غزوة بدر هي الغزوة الوحيدة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً حقيقياً حاسماً وهناك تشريعات إسلامية ارتبطت بغزوة بدر: كالشُّورة، والتّحذير من البحث عن الأهداف المادية في الحُروب، والحِرص على إعلاء كلمة الله، وتشريع توزيع الغنائم ... لكل هذا كانت لغزوة بدر أهمية خاصة. آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 04-07-2016 الساعة 12:48 AM |
#111
|
||||
|
||||
اقتباس:
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وشكرًا جزيلاً لمرورك الكريم
__________________
|
#112
|
||||
|
||||
(59 /41) غَزْوَة بَنِي قَيْنُقَاع وهم مِن يَهُود المدينة، نَقَضوا العهد فهدّدوا المسلمين، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقَذَف اللهُ في قلوبهم الرُّعبَ، ثم استسلموا فأجلاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن المدينة دون سِـلاح.
__________________
|
#113
|
||||
|
||||
(59 /42) ومِن أَهَمّ أَحدَاث سَنَة 2 هـ في هذ السَّنة شُرِع الأذان فكان بلال هو مُؤَذِّن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفُرِض الصَّوم والزَّكاة، وصَرَف اللهُ قِبْلَة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُريد ذلك، قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}. (سورة البقرة: 144)، ولم يعجب ذلك اليهود، فأخذوا يتقوّلون على الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللهُ عزّ وجلّ: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ}. (سورة البقرة، الآية: 145)، وكذلك قامت الحدود في هذه السّنة، وفَرض اللهُ الحَلال والحَرام.
__________________
|
#114
|
||||
|
||||
(59 /43) غَزْوَة أُحُـدٍ شَوَّال سَنَةَ 3هــ سبب هذه الغزوة: رغبة قريش في الانتقام لأنفسهم وأخذ الثأر لقتـلاهم في بدر. خرج أبو سفيان على ثلاثة آلاف مقاتـل فعسكروا قريباً من جبل أحد؛ فلمّا عَلِم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك استشار أصحابه، فأشار أكثرهم بالخروج، فخرج في ألف مقاتـل، وأثناء الطريق انخذل المنافق عبد الله بن أُبيّ بن سلول بثلث الجيش بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم عصاه وخرج، ولم يأخذ رأيه! ثم عسكر النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل أحد (شمال المدينة) وجعله خلفه، وجعل عليه خمسين رامِياً بقيادة عبد الله بن جبير، وأمرهم بعدم النزول مهما حصل، ثم نظّم الجيشَ، وأعطى اللواء لمُصعَب بن عُمَير. قاتـل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجاعة، وأبلى أبو دجانة (الذي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه)، وطلحة، وحمزة، وعليٌّ وغيرهم، فانتصر المسلمون في أول النهار مظهرين بطولة رائعة، وانهزم الأعداء. فنزل أكثر الرماة مخالفين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لجمع الغنائم، فالتف خالد بن الوليد مع فرقة الخيالة من خلفهما فكانت مفاجأة مفجعة حيث اضطرب المسلمون وعمهم الذُّعر، فأثخن الكفار فيهم، فاستُشهِد عدد منهم (أكثر من 70) وولى البعض، وجُرِح النبي صلى الله عليه وسلم وكُسِرت رباعيته. فكان مِمَن استُشهِد: حمزة بن عبد المطلب الّذي قتـلـه العبد وحشي بحربة، ومصعب (حامل اللواء)، وحنظلة بن أبي عامر، وكان جُنُباً، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تُغسِّله. ثم بعد ذلك انسحب المسلمون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم نحو الجبل انسحاباً منظّماً، ثم تحصّنوا بهَضبة عالية فعجز عنهم المشركون، فقال أبو سفيان: "إن موعدكم بدر للعام المقبل". فقالوا له بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: "هو بيننا وبينكم موعد". فكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر اللهُ المؤمنين، وفضح المنافقين، وأكرم مَن أراد بالشّهادة، ونزل تصوير هذه المعركة في سورة آل عمران، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}. (سورة آل عمران، الآيتان: 139، 140)
__________________
|
#115
|
||||
|
||||
(59 /44) غَزْوَةُ حَمْرَاءِ الأَسْدِ كانت في سنة 3 هــ هي الأخرى، فبعد أُحُد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع مَن اشترك في أُحُد في مكان حمراء الأسد (13 كيلو متراً عن المدينة)، ليُبيّن لليهود والأعراب ما يتمتعون به من معنويات عالية، فخافت قريش وعادت إلى مكة، وقد كانت تريد المدينة.
__________________
|
#116
|
|||
|
|||
شكرا لك موضوع رائع
|
#117
|
|||
|
|||
جازاك الله خيراااا
|
#118
|
||||
|
||||
بارك الله فيكما
وشكرًا جزيلاً للمرور الكريم
__________________
|
#119
|
||||
|
||||
(59 /45) حَوَادِث سَنَةَ 4 هـ أ. يَوْم الرَّجِيع: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ستة من الصحابة بأُمرة مرثد الغنوي، إلى الأعراب بطلب منهم ليعلموهم الدّين، فلما صاروا قريباً من مكة، غدروا بهم فقتـلوا أربعة منهم، وباعوا الاثنين في مكة وهما: زَيْد بْن الدَّثِنَةوخُبَيْب بنُ عَدِيّ حيث قُتِـلا هناك؛ رضي الله عنهما. ب. حَادِثَة بِئْرِ مَعُونَة: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صحابياً أميرهم/ المنذر بن عمرو إلى أهل نجد ليعلموهم الدِّين، فلما نزلوا في بئر معونة (جنوب شرق المدينة) هُوجموا، وقاتلوا حتى استُشهِدوا جميعاً؛ رضي الله عنهم. ج. إِجْلاَء يَهُود بَنِي النَّضِير: غدروا بعَهدهم، وحاولوا قتـل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فحاصرهم حتى استسلموا فأجلاهم عن المدينة بدون سلاح، ونزلت فيهم سورة الحشر. ح. غَزْوَة ذَاتِ الرِّقَاع: خرج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غطفان في نجد، إِذْ كانوا يريدون غزو المدينة، ولم يحصل قتـال. وكان الغرض إرهـاب الأعراب. خ. غَزْوَة بَنِي أَسَد: أرادوا غزو المدينة أيضاً بقيادة طليحة بن خويلد، فأرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم سَرِيّة إلى ديارهم، ففرّوا وغَنِم المسلمون. د. تَأْدِيب هُذَيْل: جمع خالد الهذلي الجموع لغزو المدينة (هذيل قرب مكة) فأرسل له الرسول صلى الله عليه وسلم مَن يقتـله، فقُتِـل، وانفضّت جموعه وانتهى أمره. ذ. غَزْوَة بَدر الآخِرَة: خرج أبو سفيان بثلاثة آلاف مقاتِـل (حسب الموعد المحدد) ورغب في نفسه عدم القتال، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة، فخافت قريش وعادت؛ فكانت هي المُّتحدية وهي الفارّة. ر. غَزْوَة دُومَة الجَنْدَل: هاجمهم الرسول صلى الله عليه وسلم تأديباً لهم، ففرّوا وتركوا الغنائم للمسلمين.
__________________
|
#120
|
||||
|
||||
(59 /46) حَوَادِث عَام 5 هـ أ. غَزْوَة المُرَيْسِيع: أراد بنو المُصطلق غزو المدينة، فغزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومَلَك ديارهم وأموالهم ونسائهم؛ ثم تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث (بنت زعيم القوم) فأطلق المسلمون أسراهم تكريمًا لها، وقالوا أصهار رسول الله ... وبعد هذه الغزوة حصلت حادثة الإفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها في عفتها، فأنزل اللهُ براءتها في سورة النور. ب.غَزْوَة الخَنْدَق سنة 5 هـ: كان سبب هذه الغزوة، تجمّعات قُصِد منها القضاء على الإسلام والمسلمين ... إِذْ خرجت قريش وغطفان والأحزاب إلى المدينة في أكثر من عشرة آلاف مقاتـل بتحريض من اليهود (خيبر وبنو النضير)، فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة لحمايتها؛ فنفذّوا مقترحه (كان عدد المسلمين 3000)، وقد استمر الحصار شهراً، ونقضت بنو قُريظة العهد واتفقت مع الأحزاب. وفي وقتها أسلم نُعيَم بْن مَسْعُود الغطفاني، واتفق مع النبي صلى الله عليه وسلم على تفريق الأحزاب، فخرّب بين قريظة وقريش وغطفان بحيلة بارعة، فبيّن لكل فريق أن الآخر ضده، فتفرّقوا، فأرسل اللهُ على المشركين جُنداً من الرّيح فقُوِّضَت خِيَامهم وأُكفِأت قُدورُهم ففرُّوا ... قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}. (سورة الأحزاب، الآية: 9)؛ وكانت هذه آخر غارة على المدينة، إِذْ أصبح المسلمون بعدها هم الأقوياء والأسياد. ج. غَزْوَة بَنِي قُرَيظَة: نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وغدروا في أحرج الأوقات فحالفوا قريشاً في الأحزاب، فحاصرهم بعد غزوة الخندق حتى استسلموا، فحكَّم الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم سَعدَ بنَ مُعَاذ، وكان حليفهم في الجاهلية، فحكم بقتـل رجالهم، وسَبْي نسائهم وذراريهم، وهذا يتناسب جدًّا مع عِظَم جريمتهم؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». ح. تَأْدِيب الأَعرَاب: بعد الاِنتهاء من قريش واليهود، بقي العدو الثالث وهم الأعراب؛ وهؤلاء أَرسل إليهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم العديد من السَّرايا، أرعبتهم وكفَّت شرَّهم، وأذاهم للمسلمين.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|