اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1096  
قديم 24-09-2013, 12:08 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


- قال تعالى: فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ [البقرة: 282].
قال الشَّافعي: (السَّفيه: المبَذِّر المفسد لماله أو في دينه) .
- قال تعالى: وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً [النِّساء: 5].
قال البغوي: (والسَّفيه الذي لا يجوز لوليِّه أن يؤتيه ماله هو المستحِقُّ للحَجْرِ عليه، وهو أن يكون مبذِّرًا في ماله، أو مفسدًا في دينه) .
- قال تعالى: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 140].
(ثمَّ بيَّن خسرانهم وسَفَاهة عقولهم، فقال: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 140]، أي: خسروا دينهم وأولادهم وعقولهم، وصار وصْفُهم -بعد العقول الرَّزينة- السَّفَه المرْدِي، والضَّلال) .
__________________
  #1097  
قديم 24-09-2013, 12:10 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن جابر بن عبد الله: (أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: أعاذك الله مِن إمارة السُّفَهاء. قال: وما إمارة السُّفَهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي، ولا يستنُّون بسنَّتي، فمَن صدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منِّي ولست منهم، ولا يردوا على حوضي، ومَن لم يصدِّقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منِّي وأنا منهم، وسيردوا على حوضي..) .
(إمارة السُّفَهاء، وهو فعلهم المستفاد منه مِن الظُّلم والكذب وما يؤدِّي إليه جهلهم وطيشهم) .
قال المناوي: (إمارة السُّفَهاء -بكسر الهمزة-. أي: ولايتهم على الرِّقاب؛ لما يحدث منهم مِن ال*** والطَّيش والخِفَّة، جمع سَفِيهٍ، وهو ناقص العقل، والسَّفَه) .
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل الجليس الصَّالح والجليس السُّوء، كمثل صاحب المسك وكِير الحدَّاد ، لا يعدمك مِن صاحب المسك إمَّا تشتريه أو تجد ريحه، وكِير الحدَّاد يحرق بدنك أو ثوبك، أو تجد منه ريحًا خبيثة)) .
قال أبو حاتم: (والواجب على العاقل ترك صحبة الأَحْمَق، ومجانبة معاشرة النَّوكى ، كما يجب عليه لزوم صحبة العاقل الأريب، وعشرة الفَطِن اللَّبيب؛ لأنَّ العاقل -وإن لم يصبك الحظُّ مِن عقله- أصابك مِن الاعتبار به، والأَحْمَق إن لم يَعْدِك حُمْقُه تدنَّستَ بعِشْرَته) .
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج في آخر الزَّمان أقوامٌ أحداث الأسنان، سُفَهَاء الأحلام، يقولون مِن خير قول البريَّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فا***وهم، فإنَّ في ***هم أجرٌ لمن ***هم يوم القيامة)) .
قال ملا علي القاري: (أي: ضعفاء العقول، والسَّفَهُ -في الأصل-: الخِفَّة والطَّيش، وسَفِه فلان رأيه: إذا كان مضطربًا لا استقامة فيه، والأحْلَام: العقول، واحدها حِلْم، بالكسر) .
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّها ستأتي على النَّاس سنونٌ خَدَّاعَة، يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصَّادق، ويُؤْتَمَن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُّويبضة. قيل: وما الرُّويبضة؟ قال: السَّفيه يتكلَّم في أمر العامَّة)) .
قال ابن رجب: (ومضمون ما ذُكِر مِن أشراط السَّاعة في هذا الحديث يرجع إلى أنَّ الأمور تُوَسَّد إلى غير أهلها) .
__________________
  #1098  
قديم 24-09-2013, 12:13 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السَّلف والعلماء في السَّفَه والحُمْق

- عن مجاهد قال: (كنت عند ابن عبَّاس، فجاءه رجل، فقال: إنَّه طلَّق امرأته ثلاثًا، فسكت حتى ظننت أنَّه سيردُّها إليه، فقال: ينطلق أحدكم فيركب الأُحْمُوقة ، ثمَّ يقول: يا ابن عبَّاس! يا ابن عبَّاس، إنَّ الله قال: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا [الطلاق: 2]، وإنَّك لم تتَّق الله، فلا أجد لك مخرجًا، عصيت ربَّك، وبانت منك امرأتك) .
- وعن أنس بن سيرين قال: سمعت ابن عمر، قال: (طلَّق ابن عمر امرأته وهي حائض، فذكر عمر للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ليراجعها. قلت: تُحْتَسب؟ قال: فمه. وعن قتادة، عن يونس بن جبير، عن ابن عمر، قال: مُرْهُ فليراجعها. قلت: تُحْتَسب؟ قال: أرأيت إن عجز واستَحْمَقَ؟ ) .
- وعن يسير بن عمرو -وكان قد أدرك الصَّحابة- قال: (اهجر الأَحْمَقَ؛ فليس للأَحْمَق خيرٌ مِن هجرانه) .
عن أبي جعفر الخطمي أنَّ جدَّه عمير بن حبيب -وكان قد بايع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أوصى بنيه، قال لهم: (أي بني! إيَّاكم ومخالطة السُّفَهاء؛ فإنَّ مجالستهم داء، وإنَّه مَن يَحْلم عن السَّفيه، يُسَرَّ بحلمه، ومَن يُجِبه يندم) .
- وعن وهب بن منبِّه قال: (الأَحْمَق كالثَّوب الخَلق: إن رفأته مِن جانبٍ انخرق مِن جانبٍ آخر، مثل الفَخَّار المكسور، لا يُرَقَّع ولا يُشعب ولا يُعاد طينًا) .
- وسأل سليمان بن عبد الملك أبا حازم: مَن أَحْمَقُ النَّاس؟ قال أبو حازم: (مَن حطَّ في هوى رجل وهو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره) .
- وكان شريح يقول: (لئن أزاول الأَحْمَق أحبُّ إليَّ مِن أن أزاول نصف الأَحْمَق، قيل: يا أبا أميَّة ومَن نصف الأَحْمَق؟ قال: الأَحْمَق المتعاقل) .
- وقال الحسن: (هجر الأَحْمَق قُرْبةً) .
- وقال العاملي: (السُّكوت عن الأَحْمَق جوابه) .
- وقال يحيى بن خالد البرمكي: (السَّفيه إذا تنسَّك تعاظم) .
- وأوصى المنذر بن ماء السَّماء ابنه النُّعمان بن المنذر، فقال: (آمرك بما أمرني به أبي، وأنهاك عمَّا نهاني عنه: آمرك بالشُّح في عِرْضك، والانخِدَاع في مالك، وأنهاك عن ملاحاة الرِّجال وسيَّما الملوك، وعن ممازحة السُّفَهاء..) .
- وقال ابن الجوزي: (السَّفَه نباح الإنسان) .
__________________
  #1099  
قديم 24-09-2013, 12:14 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

آثار الحُمْق

1- الأَحْمَق مُبْغَضٌ في النَّاس.
2- الأَحْمَق غير مَرْضِيِّ العمل، ولا محمود الأمر عند الله، وعند الصَّالحين .
3- الحَمْقى عباداتهم عادات .
4- الحُمْق داءٌ لا شِفاء له .
5- الأحمق كاسد العقل والرأي، لا يحسن شيئًا.
6- سرعة الانفعال والتدخل في شئون الناس.
7- الخفة وسرعة الجواب من غير روية.
8- الأحمق عدو نفسه لما يسبب لنفسه من الضرر .
9- السَّفَه والحُمْق دليلٌ على سوء الخُلُق.
10- السَّفَه والحُمْق مِن خوارم المروءة.
11- السَّفِيه يقع في
الغيبة وأعراض النَّاس.
12- السَّفِيه بذيء اللِّسان.
__________________
  #1100  
قديم 24-09-2013, 12:16 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام السَّفَه

السَّفَه ينقسم إلى قسمين:
1- سفه في الأمور الدُّنيويَّة، وهو التَّصرُّف في الأموال بالتَّبذير والإسراف، قال الله تعالى: وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ [النِّساء: 5].
2- سفه في الدِّين، قال تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء [البقرة: 13]، وقوله تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا [البقرة: 142] والمراد بالسُّفَهاء هنا الكفَّار والمنافقين.
__________________
  #1101  
قديم 24-09-2013, 12:18 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مِن علامات السَّفيه والأحمق

من علامات السفيه:
1- الشُّح.
2- سوء الخُلُق.
3- كثرة طلب الحوائج إلى النَّاس .
4- إنفاق المال على وجه التَّبذير وفيما لا ينبغي.
5- الفُحْش وبذاءة اللِّسان.
مِن علامات الأَحْمَق:
1- التَّخلُّق بالعجلة، والخِفَّة، والجفاء، والغُرُور، والفجور.
2- التَّخَلُّق بالجهل، والتَّواني، والخيانة، والظُّلم، والضَّياع.
3- التَّخَلُّق بالتَّفريط، والغفلة.
4- التَّخَلُّق بالسُّرور، والخيلاء، والفجر، والمكر.
5- إذا استغنى بَطِر، وإن افتقر قَنَط، وإن فرح أَشَر.
6- إن قال فَحُش، وإن سأل ألحَّ.
7- إن قال لم يُحْسِن، وإن قيل له لم يَفْقَه.
8- إن ضحك نَهِق، وإن بكى خار .
9- يغضب مِن غير شيءٍ، ويعطي في غير حقٍّ.
10- يتكلَّم مِن غير منفعة، ويفشي السِّرَّ.
11- لا يفرِّق بين عدوِّه وصديقه.
12- يتكلَّم ما يخطر على قلبه.
13- يتوهَّم أنَّه أعقل النَّاس .
14- لا يتثبَّت، ويُفْرِط في الضَّحك.
15- الوقيعة في الأخيار.
16- الاختلاط بالأشرار .
17- إذا أعرضت عنه اغتمَّ، وإن أقبلت عليه اغترَّ.
18- إن حَلُمت عنه جَهِل عليك، وإن جَهَلْتَ عليه حَلُم عنك.
19- إن أسأت إليه أحسن إليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك.
20- إذا ظلمته انتصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته .
21- سرعة الجواب، وكثرة الالتفاف، والثِّقة بكلِّ أحد .
مِن شيم الأَحْمَق:
قال أبو حاتم: (ومِن شيم الأَحْمَق: العجلة، والخِفَّة، والعجز، والفجور، والجهل، والمقت، والوَهَن، والمهابة، والتَّعَرض، والتَّحاسد، والظُّلم، والخيانة، والغفلة، والسَّهو، والغيِّ، والفُحْش، والفخر، والخيلاء، والعدوان، والبغضاء) .
مِن أعظم أمارات الحُمْق:
قال أبو حاتم: (وإنَّ مِن أعظم أمارات الحُمْق في الأَحْمَق لسانه؛ فإنَّه يكون قلبه في طرف لسانه، ما خطر على قلبه نَطَق به لسانه. والأَحْمَق يتكلَّم في ساعة بكلام يعجز عنه سحبان وائل، ويتكلَّم في السَّاعة الأخرى بكلام لا يعجز عنه باقل، والعاقل يجب عليه مجانبة مَن هذا نعته ومخالطة مَن هذه صفته؛ فإنَّهم يجترئون على مَن عاشرهم) .
__________________
  #1102  
قديم 24-09-2013, 12:21 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مُعَاشَرة الأَحْمَق
قال أبو حاتم: (مَثَلُ الأَحْمَق إن صَحِبته عنَّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك مَنَّ عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسرَّ إليك اتَّهمك، وإن أسررت إليه خانك، وإن كان فوقك حَقِرَك، وإن كان دونك غمزك) .
وقال محمد بن إسحاق الواسطي:

لي صديق يرى حقوقي عليه *** نافلات وحقَّه كان فرضًا



لو قطَّعت الجبال طولًا إليه *** ثمَّ مِن بعد طولها سرت عرضًا



لرأى ما صنعت غير كبير *** واشتهى أن أزيد في الأرض أرضًا


وقال الماوردي: (والأَحْمَق ضالٌّ مُضِلٌّ، إن أُونِس تَكَبَّر، وإن أُوحِش تَكَدَّر، وإن استُنْطِق تَخَلَّف، وإن تُرِك تكلَّف. مجالسته مِهْنَة، ومعاتبته مِحْنَة، ومحاورته تَعَرُّ، وموالاته تَضُرُّ، ومقاربته عَمَى، ومقارنته شَقَا) .
قيل: (أربعة تصعب معاشرتهم: النَّديم المعَرْبِد ، والجليس الأَحْمَق، والمغنِّي التَّائه، والسِّفْلَة إذا تقرَّأ) .
وعن أبي وائل، أنَّ عمر قال: (ما يمنعكم إذا رأيتم السَّفِيه يَخْرِق أعراض النَّاس أن تُعْربُوا عليه؟ قالوا: نخاف لسانه. قال: ذاك أدنى أن لا تكونوا شهداء) .
الحُمْق أظلم الظُّلمات:
قال أبو حاتم: (أظلم الظُّلمات الحُمْق، كما أنَّ أنفذ البصائر العقل، فإذا امتُحِن المرء بعِشْرَة الأَحْمَق كان الواجب عليه اللُّزوم لأخلاق نفسه، والمباينة لأخلاقه مع الإكثار مِن الحمد لله على ما وهب له مِن الانتباه لـمَّا حُرِمَ غيره التَّوفِيق له... والعاقل يجب عليه مجانبة مَن هذا نعته) .
__________________
  #1103  
قديم 24-09-2013, 12:24 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحِكَم والأمثال في السَّفَه والحُمْق
- عدوُّ الرَّجل حُمْقُه، وصديقه عقله .
- معاداة العاقل خيرٌ مِن مصادقة الأَحْمَق .
- أَحْمَق بَلَغ.
يقال لمن يبلغ حاجته مع حُمْقِه .
- أَحْمَق مِن الممْهُورة إحدى خَدَمَتَيْهَا.
وذلك أنَّ رجلًا كانت له امرأة حمقاء، فطلبت مهرها منه، فنزع إحدى خلخاليها مِن رجلها -وهما الخَدَمَتَان- ودفعه إليها، وقال: هذا مهرك فرضيت به .
- علامة العيِّ السَّفَه .
- إنّما الأَحْمَق كالثَّوب الخَلق .
- سفيه لم يجد مُسَافِهًا:
هذا المثل يروى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، قاله لعمرو بن الزبير حين شتمه عمرو .
- عَرَفَ حُمَيْقٌ جَمَلَهُ.
يُضْرَب في الإفراط في مؤانسة النَّاس، ويقال: معناه عَرَف قَدْرَه، ويقال: يُضْرب لمن يَسْتَضعِف إنسانًا ويُولَع به، فلا يزال يؤذيه ويظلمه .
- أكْثَر مِن الحَمْقَى فأُورِد الماءَ.
يُضْرَب لمن اتَّخذ ناصرًا سفيهًا .
- قال وهب: (مكتوب في الحكمة: قصر السَّفَه النَّصب، وقصر الحِلْم الرَّاحة، وقصر الصَّبر الظَّفر، وقصر الشَّيء وقصاراه غايته وثمرته) .
- (قال بعض الحكماء: آخِ مَن شئت، واجتنب ثلاثة: الأَحْمَق: فإنَّه يريد أن ينفعك فيضرَّك. والمملوك: فإنَّه أوثق ما تكون به لطول الصُّحبة وتأكُّدها يخذلك، والكذَّاب: فإنَّه يجني عليك آمن ما كنت فيه مِن حيث لا تشعر) .
- وقال العاملي: (قال بعض الحكماء: غضب الأَحْمَق في قوله، وغضب العاقل في فعله) .
- وقال -أيضًا-: (مِن كلامهم: عداوة العاقل أقلُّ ضررًا مِن صداقة الأَحْمَق) .
- وقال -أيضًا-: (لا يجد الأَحْمَق لذَّة الحكمة، كما لا يلتذُّ بالورد صاحب الزَّكْمَة) .
- وقيل لبعض الحكماء: ما كمال الحُمْق؟ قال: (طلب منازل الأخيار بأعمال الأشرار، وبغض أهل الحقِّ، ومحبَّة أهل الباطل) .
- وقال العتبي سمعت أعرابيًّا يقول: العاقل بخشونة العيش مع العقلاء أسَرُّ منه بلين العيش مع السُّفَهاء .
__________________
  #1104  
قديم 24-09-2013, 12:35 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من أخبار الحمقى
هذه بعض أخبار الحمقى ذكرناها لثلاث فوائد:
الأول: أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموه، فحثه ذلك على الشكر.
والثاني: أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلًا تحت الكسب وعامله فيه الرياضة، وأما إذا كانت الغفلة مجبولةً في الطباع، فإنها لا تكاد تقبل التغيير.
والثالث: أن يروح الإنسان قلبه بالنظر في سير هؤلاء المبخوسين حظوظًا يوم القسمة، فإن النفس قد تمل من الدؤوب في الجد، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحنظلة: ((ساعة وساعة)) .
- عن أبي عثمان المازني أنه قال: قدم أعرابي على بعض أقاربه بالبصرة، فدفعوا له ثوبًا ليقطع منه قميصًا، فدفع الثوب إلى الخياط فقدر عليه ثم خرق منه، قال: لم خرقت ثوبي؟ قال: لا يجوز خياطته إلا بتخريقه، وكان مع الأعرابي هراوة من أرزن فشج بها الخياط، فرمى بالثوب وهرب، فتبعه الأعرابي وأنشد يقول:


ما إن رأيت ولا سمعت بمثله *** فيما مضى من سالف الأحقاب
من فعل علج جئته ليخيط لى *** ثوبًا فخرقه كفعل مصاب
فعلوته بهراوةٍ كانت معي *** فسعى وأدبر هاربًا للباب
أيشق ثوبي ثم يقعد آمنًا *** كلا ومنزل سورة الأحزاب

- وكان رجل من الأعراب يعمل في معمل للذهب فلم يصب شيئًا، فأنشأ يقول: الرجز:

يا رب قدر لي في حماسي

وفي طلاب الرزق بالتماس

صفراء تجلو كسل النعاس
فضربته عقرب صفراء، سهرته طول الليلة وجعل يقول: يا رب، الذنب لي إذ لم أبين لك ما أريده، اللهم لك الحمد والشكر، فقيل له: ما تصنع أما سمعت قول الله تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7]. فوثب جزعًا وقال: لا شكرًا، لا شكرًا .
- تذاكر قوم قيام الليل وعندهم أعرابي، فقالوا له: أتقوم بالليل؟ قال: إي والله. قال: فما تصنع؟ قال: أبول وأرجع أنام .
- وعن أبي العيناء قال: كان المدني في الصف من وراء الإمام، فذكر الإمام شيئًا فقطع الصلاة، وقدم المدني ليؤمهم، فوقف طويلًا، فلما أعيا الناس سبحوا له، وهو لا يتحرك فنحوه وقدموا غيره، فعاتبوه فقال: ظننته يقول لي: احفظ مكاني حتى أجيء .
- من أخبار هبنقة واسمه يزيد بن ثروان، من حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به. فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخي أنت أنا، فمن أنا؟ .
- وأضل بعيرًا فجعل ينادي: من وجده فهو له. فقيل له: فلم تنشده؟ قال: فأين حلاوة الوجدان؟ .
- واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق أنه في عرافتهم، فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء، فإن طفا فهو من طفاوة، وإن رسب فهو من راسب. فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان .
- ومنهم عجل بن لجيم، من حمقه أنه قيل له: ما سميت فرسك؟ فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور.
قال العنزي:

رمتني بنو عجلٍ بداء أبيهم *** وأي امرىءٍ في الناس أحمق من عجل

ألبس أبوهم عار عين جواده*** فصارت به الأمثال تضرب بالجهل

- وعن الأصمعي أنه قال: حج أعرابي فدخل مكة قبل الناس، وتعلق بأستار الكعبة وقال: اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس
__________________
  #1105  
قديم 24-09-2013, 12:48 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم السَّفَه والحُمْق في واحة الشِّعر

قال دعبل الخزاعي:

عداوةُ العاقلِ خيرٌ إذا *** حُصِّلتها مِن خلَّةِ الأَحْمَقِ



لأنَّ ذا العقلِ إذا لم يَرعِ *** عن ظلمك استحيا فلم يخرقِ



ولن ترَى الأَحْمَقَ يُبْقِي على *** دينٍ ولا ودٍّ ولا يتَّقِي


وقال الشَّافعي:

يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبْحٍ *** فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا



يزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا *** كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا


وقال ابن الوردي:

وادَّرعْ جدًّا وكدًّا واجتنبْ *** صحبةَ الحَمْقى وأربابِ البخلِ


وقال المتوكل الليثي:

لا تتَّبعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا *** إنَّ السَّفِيهَ مُعَنَّفٌ مَشْتُومُ


وقال مسكين الدارمي:

اتَّقِ الأَحْمَقَ أن تصحبَه *** إنَّما الأَحْمَقُ كالثَّوبِ الخَلقْ



كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا *** حرَّكته الرِّيحُ وَهنًا فانخرقْ



أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ *** هل ترَى صدعَ زجاجٍ متَّفقْ



وإذا جالستَه في مجلسٍ *** أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ



وإذا نهنهه كي يرعوي *** زاد جهلًا وتمادى في الحمقْ


وقال آخر:

لن يسمعَ الأَحْمَقُ مِن واعظٍ *** في رفعِه الصَّوت وفي همِّه



لن تبلغَ الأعداءُ مِن جاهلٍ *** ما يبلغُ الجاهلُ مِن نفسِه



والحُمْقُ داءٌ ما له حيلةٌ *** تُرْجَى كبعدِ النَّجمِ في لمسِه


وقال سالم بن ميمون الخوَّاص:

إذا نطق السَّفِيه فلا تجِبْه *** فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ



سكتُّ عن السَّفِيه فظنَّ أني *** عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ



شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا *** قذى في جوفِ عيني ما قذيتُ



فلستُ مجاوبًا أبدًا سفيهًا *** خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ


وقال صالح بن عبد القدوس:

ولأن يعادي عاقلًا خيرٌ له *** مِن أن يكونَ له صديقٌ أَحْمَقُ



فاربَأْ بنفسِك أن تصادقَ أَحْمَقًا *** إنَّ الصَّديقَ على الصَّديقِ مصدِّقُ


وقال الشَّاعر:

عدوُّك ذو العقلِ أبقَى عليك *** وأجدَى مِن الصَّاحبِ الأَحْمَقِ


وقال آخر:

تحامقْ مع الحَمْقَى إذا ما لقيتَهم *** ولا تلقَهم بالعقلِ إن كنتَ ذا عقلِ!


وقال آخر:

فلا تودعنَّ الدَّهرَ سرَّك أَحْمَقًا *** فإنَّك إن أودعتَه منه أَحْمَقُ


قال الشَّاعر:

لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَّبُّ به *** إلَّا الحماقةَ أعيتْ مَن يُداويها


وقال آخر:

ما تمَّ حِلْمٌ ولا علمٌ بلا أدبٍ *** ولا تجاهل في قومٍ حليمان



وما التَّجاهلُ إلَّا ثوبُ ذي دَنَسٍ *** وليس يلبسُه إلَّا سفيهان


وأنشد الكريزي:

تجرَّدْ ما استطعتَ مِن السَّفيهِ *** بحسنِ الحِلْم إنَّ العزَّ فيه



فقد يعصي السَّفِيهُ مؤدبيه *** ويُبرمُ باللَّجاجةِ منصفيه



تلينُ له فيغلظُ جانباه *** كعيرِ السُّوءِ يرمحُ عالقيه


وأنشد محمد بن عبد العزيز لموسى بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن المقنع الأنصاري:

ثلاثُ خِلال كلُّها غيرُ طائلٍ *** يَطُفْنَ بقلبِ المرءِ دونَ غشائِه



هوى النَّفسِ ما لا خيرَ فيه وشحُّها *** وإعجابُ ذي الرَّأي السَّفِيه برأيه

__________________
  #1106  
قديم 24-09-2013, 12:50 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

معنى سوء الظن لغةً واصطلاحًا
معنى السوء لغةً:
أصل هذه المادة يدلُّ القبح، يقال: ساء الشيء: إذا قَـبُح. والسُّوء: الاسم الجامع للآفات والداء، والسُّوءُ أيضًا بمعنى الفُجور والمنكر، ويقال: ساءه يسوءه سوءًا وسواء: فعل به ما يكره، نقيض سرَّه. والاسم: السوء بالضم. وسؤت الرجل سواية ومساية، يخففان، أي ساءه ما رآه مني. وسؤت به ظنًّا، وأسأت به الظن. ويقال: أسأت به وإليه وعليه وله .
معنى الظنِّ لغةً:
ظنَّ الشَّيء ظنًّا: علمه بغير يقين، وقد تأتي بمعنى اليقين. و: فلانًا. و: به: اتهمه. والظِّنة: التهمة. والظَّنين: المتهم الذي تظن به التهمة، ومصدره الظنة، والجمع الظنن. ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء .
معنى سوء الظن اصطلاحًا:
قال الماوردي: (سوء الظن: هو عدم الثقة بمن هو لها أهل) .
وقال ابن القيم: (سوء الظن: هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح) .
وقال ابن كثير: سوء الظن (هو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله) .
__________________
  #1107  
قديم 24-09-2013, 12:52 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين سوء الظن وبعض الصفات
- الفرق بين سوء الظن والاحتراز:
قال ابن القيم: (الفرق بين الاحتراز وسوء الظن:
أن المحترز يكون مع التأهب والاستعداد، وأخذ الأسباب التي بها ينجو من المكروه، فالمحترز كالمتسلح المتطوع الذي قد تأهب للقاء عدوه، وأعد له عدته؛ فهمُّه في تهيئة أسباب النجاة ومحاربة عدوه، قد أشغلته عن سوء الظنِّ به، وكلما ساء به الظنُّ أخذ في أنواع العدة والتأهب، بمنزلة رجل قد خرج بماله ومركوبه مسافرًا، فهو يحترز بجهده من كلِّ قاطع للطريق، وكلِّ مكان يتوقع منه الشرَّ.
وأما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على لسانه وجوارحه، فهم معه أبدًا في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، ببغضهم ويبغضونه، ويلعنهم ويلعنونه، ويحذرهم ويحذرون منه، فالأول يخالطهم ويحترز منهم، والثاني يتجنبهم ويلحقه أذاهم، الأول داخل فيهم بالنصيحة والإحسان مع الاحتراز، والثاني خارج منهم مع الغش والدغل والبغض) .
- الفرق بينالفراسة وسوء الظن:
قال أبو طالب المكي: (الفرق بين الفراسة وسوء الظن: أنَّ الفراسة ما توسمته من أخيك بدليل يظهر لك، أو شاهد يبدو منه، أو علامة تشهدها فيه، فتتفرس من ذلك فيه ولا تنطق به إنْ كان سوءًا، ولا تظهره ولا تحكم عليه ولا تقطع به فتأثم.
وسوء الظن ما ظننته من سوء رأيك فيه، أو لأجل حقد في نفسك عليه، أو لسوء نية تكون أو خبث حال فيك، تعرفها من نفسك فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك، فهذا هو سوء الظن والإثم) .
__________________
  #1108  
قديم 01-10-2013, 07:45 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم سوء الظن والنهي عنه
أولًا: من القرآن الكريم

- قال تعالى في ذم سوء الظن بالله تعالى وعاقبة من فعل ذلك: ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران: 154].
قال ابن القيم: (فُسِّر هذا الظنُّ الذي لا يليق بالله بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأنَّ أمره سيضمحل، وأنه يسلمه لل***، وقد فسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره، ولا حكمة له فيه، ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله، ويظهره على الدين كله. وإنما كان هذا ظن السوء، وظن الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل، وظن غير الحق، لأنه ظن غير ما يليق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وذاته المبرأة من كل عيب وسوء، بخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والإلهيه، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه، وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم، ولجنده بأنهم هم الغالبون، فمن ظن بأنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره، ولا يؤيده ويؤيد حزبه، ويعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالًا لا يقوم بعده أبدًا، فقد ظن بالله ظن السوء، ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته، فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به، فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله) ((زاد المعاد)) بتصرف يسير، ((فتح القدير)) للشوكاني .
- وقال سبحانه في عاقبة من ظن به السوء: وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ [فصلت: 22- 23].
قال أبو حيان الأندلسي: (هذا الظن كفر وجهل بالله وسوء معتقد يؤدي إلى تكذيب الرسل والشك في علم الإله) ((البحر المحيط)) .
قال السعدي: (وَلَكِن ظَنَنتُمْ بإقدامكم على المعاصي أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ فلذلك صدر منكم ما صدر، وهذا الظن، صار سبب هلاكهم وشقائهم ولهذا قال: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ الظن السيئ، حيث ظننتم به، ما لا يليق بجلاله. أَرْدَاكُمْ أي: أهلككم فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم، فحقت عليكم كلمة العقاب والشقاء، ووجب عليكم الخلود الدائم، في العذاب، الذي لا يفتر عنهم ساعة) ((تيسير الكريم الرحمن)) .
- ثم أوضح سبحانه صورة هذا الهلاك والخسران بقوله تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [الفتح: 6].
قال ابن القيم: (توعد الله سبحانه الظانين به ظنَّ السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [الفتح: 6]) ((الداء والدواء)) .
وقال الشوكاني في قوله تعالى: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ أي: يعذبهم في الدنيا بما يصل إليهم من الهموم والغموم بسبب ما يشاهدونه من ظهور كلمة الإسلام، وقهر المخالفين له، وبما يصابون به من القهر وال*** والأسر، وفي الآخرة بعذاب جهنم.. عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ أي: ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين دائر عليهم، حائق بهم، والمعنى: أن العذاب والهلاك الذي يتوقعونه للمؤمنين واقعان عليهم نازلان بهم... وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرًا) انظر: ((فتح القدير)) بتصرف يسير. .
- وقال سبحانه في ذم سوء الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات:12].
قال ابن كثير: (قال تعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، فليجتنب كثير منه احتياطًا) ((تفسير القرآن العظيم)) .
وقال السعدي: (نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فــ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وذلك، كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا، إساءة الظن بالمسلم، وبغضه، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه) ((تيسير الكريم الرحمن)) .
__________________
  #1109  
قديم 01-10-2013, 07:48 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: من السنة النبوية

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذب الحديث)) .
قال الصنعاني: (المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظنَّ)) سوء الظنِّ به تعالى، وبكلِّ من ظاهره العدالة من المسلمين وقوله: ((فإن الظن أكذب الحديث)). سماه حديثًا؛ لأنَّه حديث النفس، وإنما كان الظنُّ أكذب الحديث؛ لأنَّ الكذب مخالفة الواقع من غير استناد إلى أمارة، وقبحه ظاهر لا يحتاج إلى إظهاره. وأما الظن فيزعم صاحبه أنه استند إلى شيء، فيخفى على السامع كونه كاذبًا بحسب الغالب، فكان أكذب الحديث، والحديث وارد في حقِّ من لم يظهر منه شتم ولا فحش ولا فجور) .
وقال الملا علي القاري: (... ((إياكم والظن)). أي: احذروا اتباع الظن في أمر الدين الذي مبناه على اليقين، قال تعالى: وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [يونس: 36]، قال القاضي: التحذير عن الظن فيما يجب فيه القطع، أو التحدث به عند الاستغناء عنه أو عما يظن كذبه.. أو اجتنبوا الظن في التحديث والإخبار، ويؤيده قوله: ((فإنَّ الظنَّ)). في موضع الظاهر زيادة تمكين في ذهن السامع حثًّا على الاجتناب أكذب الحديث) .
- وعن صفية بنت حيي قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي. فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا أو قال: شيئًا)) .
قال النووي: (الحديث فيه فوائد، منها بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، ومراعاته لمصالحهم، وصيانة قلوبهم وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا؛ فخاف صلى الله عليه وسلم أن يلقي الشيطان فى قلوبهما فيهلكا؛ فإنَّ ظنَّ السوء بالأنبياء كفر بالإجماع، والكبائر غير جائزة عليهم، وفيه أنَّ من ظنَّ شيئًا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر .. وفيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان، وطلب السلامة، والاعتذار بالأعذار الصحيحة، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق، وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظنَّ السوء) .
- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم)) .
قال المناوي: (... ((إنَّ الأمير إذا ابتغى الريبة)). أي: طلب الريبة، أي: التهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم وما أمهلهم، وجاهرهم بسوء الظن فيها، فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ورموا به ففسدوا، ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل، وعدم تتبع العورات؛ فإن بذلك يقوم النظام ويحصل الانتظام، والإنسان قل ما يسلم من عيبه، فلو عاملهم بكل ما قالوه أو فعلوه اشتدت عليهم الأوجاع، واتسع المجال، بل يستر عيوبهم، ويتغافل ويصفح، ولا يتبع عوراتهم، ولا يتجسس عليهم) .
__________________
  #1110  
قديم 01-10-2013, 07:50 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السلف والعلماء في سوء الظن

- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم) .
- وعنه أيضًا: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن) .
- وقال ابن عباس: (إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء) .
- وقال ابن مسعود: (الأمانة خير من الخاتم، والخاتم خير من ظنِّ السوء) .
- وقال سلمان الفارسي: (إني لأعد غراف قدري مخافة الظن) .
- وقال ابن عطية: (كان أبو العالية يختم على بقية طعامه؛ مخافة سوء الظن بخادمه) .
- وقال القاضي عياض: (ظن السوء بالأنبياء كفر) .
- وقال الغزالي: (سوء الظن غيبة بالقلب) .
- وقال الخطابي: (الظن منشأ أكثر الكذب) .
- وقال إسماعيل بن أمية: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن والحسد. قال: فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به، وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءًا) .
- وقال الحارث المحاسبي: (احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:29 AM.