#91
|
||||
|
||||
(59 /22) الجن تؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما صار النبي صلى الله عليه وسلم بمنطقة نخلة (وادي بين مكة والطائف) قام من جوف الليل يصلي فمرّ به نَفَر من الجن فاستمعوا إلى تلاوته، فلما فرغ من صلاته، ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا؛ وأنزل الله في ذلك سورة الجن.
__________________
|
#92
|
||||
|
||||
(59 /23) الإسراء والمعراج أُسرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس راكباً على البراق، يصحبه جبريل، وصلى بالأنبياء صلى الله عليهم وسلم إماماً، ثم عُرِج به إلى السماوات، فقابل الأنبياء، ثم صعد إلى سِدَرة المُنتهي، ثم إلى البيت المعمور ورأى جبريل على صورته، ورأى الجنة والنار، وكلّمه ربه وأعطاه ما أعطاه، وفرض الصلاة على أمته ... فلما أصبح في قومه وأخبرهم، اشتد تكذيبهم فوصف لهم بيت المقدس، وأخبرهم عن عِير لهم في الطريق، فأبى الظالمون إلا كُفوراً ... قال اللهُ تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. (سورة الإسراء: 1)، وقال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}. (سورة النجم: 1 – 18)؛ وهذه الحادثة تعتبر تكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وتخفيف معاناة أذى الكفار عنه.
__________________
|
#93
|
||||
|
||||
(59 /24) موافاة المواسم يئِس الرسول صلى الله عليه وسلم من إيمان قريش، فبدأ يذهب إلى المواسم التي تقام في الأسواق مثل عكاظ وذي مجنه وغيرها فيعرض نفسه على القبائل، ويدعوها إلى الله وإلى نصرة دينه، وكذلك يعرض نفسه في مواسم الحج، وكانت قريش تحذر هذه القبائل من دعوته.
__________________
|
#94
|
||||
|
||||
(59 /25) بَيْعَة العَقَبَة الأُولَى كان الأوس والخزرج (سكان يثرب) سمعوا من اليهود بخروج نبي في هذا الزمان، فلما رأوه في الموسم عرفوا أنه المقصود، فلَقِيَه 6 من الخزرج وأسلموا على يده صلى الله عليه وسلم، ثم رجعوا إلى المدينة ودعوا إلى الإسلام ... وفي العام المُقبِل، قَدِم منهم 12 رجلاً وامرأة واحدة، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم معهم مُصعَبَ بنَ عُمَير ليعلّمهم القرآن والإسلام، فأسلم على يديه أُسَيْد بن حُضَيْر، وسَعْد بن مُعَاذ سَيِّدا الأَوْس ... وبعد فترة لم تبقَ داراً في المدينة إلاَّ وفيها مسلمون، وقرروا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ونُصرته في الموسم المُقبِل.
__________________
|
#95
|
||||
|
||||
(59 /26) بَيْعَة العَقَبَة الثَّانِية وهِجرَة المسلمين إلى المَدِينَة قَدِم وَفْد الأَنْصَار على النبي الله عليه وسلم ليبايعوه، فقال لهم:«بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ». فبايعوه جميعاً على ذلك، ودعوه صلى الله عليه وسلم للهجرة إلى المدينة وكانوا 73 رجلاً وامرأتين، ثم عادوا إلى المدينة ... ثم بعد ذلك أَذِن الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا جميعاً فلم يبقَ إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعلي، وهو ينتظر إذن الله عزّ وجلّ.
__________________
|
#96
|
||||
|
||||
(59 /27) عوامل ساعدت على دخول الإسلام إلى يثرب وقبل الحديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم نقف وقفة صغيرة لننظر للظروف التي ساعدت على دخول الإسلام إلى يثرب ... ويبدو أن أهـمــهـــا: - عَرَب يثرب كانوا أقرب العرب إلى الأديان السماوية لكثرة ما سمعوا من مجاوريهم اليهود. - كان يهود المدينة يهددون العرب بقرب ظهور نبي وأنهم سيتَّبعونه ويبيدونهم، لذا كان العرب الأسرع إلى إتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم. - كان عرب المدينة (الأوس والخزرج) على عداء فكانت كل فئة تسارع إلى الإسلام لتقوى به على الأخرى.
__________________
|
#97
|
||||
|
||||
(59 /28) التّآمُر عَلَى قَتْـل النَّبِي صلى الله عليه وسلم انزعجت قريش من هجرة المسلمين وخافت أن ينضم محمد صلى الله عليه وسلم إلى أتباعه، فيقيم لهم مركزاً حصيناً هناك، فاجتمعت قريش في دار النّدوة، وحضرهم إبليس في صورة شيخ من أهل نجد وتشاورت في قتـل النبي صلى الله عليه وسلم ... فأشار أبو جهل باختيار شاب من كل قبيلة من قريش ومعه سيف ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فيتفرّق دمه في القبائل وتقبل بنو عبد مناف الدّية، فقبلوا الفكرة ... فيحكي اللهُ خبر هذه المؤامرة فيقول: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. (سورة الأنفال: 30)
__________________
|
#98
|
||||
|
||||
(59 /29) الخُرُوج مِن مَكَّة جاء جبريل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما اتفق عليه القوم، وأمره بالهجرة، وعندما تجمع الكُفّار حول بيته، خرج إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وذرّ التراب على رؤوسهم فأعمى اللهُ أبصارهم ... قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}. (سورة يس: 9)؛ فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وخرجا معاً، ونام عليٌّ رضي الله عنه مكانه صلى الله عليه وسلم، فلما أفاق الكُفّار دخلوا فوجدوا عليًّا؛ فردّ اللهُ كيدَهم. ثم مضى الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى غار ثور، وجَدَّت قريش في طلبهما، حتى وصلوا إلى باب الغار، فقال أبو بكر: "لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا"، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا». قال تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}. (سورة التوبة: 40) وكان عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة يأتيانهما بالأخبار، وأسماء بنت أبي بكر تأتي بالطعام والشراب، ولبثا في الغار ثلاثة أيام ثم سارا إلى المدينة.
__________________
|
#99
|
||||
|
||||
(59/ 30) قِصَّةُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ جعلت قريش لمَن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة، فجَدَّ الناس في طلبه، وكان منهم سراقة، وكان من أمهر العرب في اقتفاء الأثر، فلمّا وجد الرسول صلى الله عليه وسلم واقترب منه ومن صاحبه، دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فغاصت قدما فرسه في الأرض، وتكرر ذلك، فقال سراقة: "إن الذي أصابني بدعائكما، فادعوا الله لي ولكما أن أردّ الناس عنكما"، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم، ووعده حينها بسواري كسرى، (وتحقّقت له هذه النُّبوءة بعد فتح فارس).
__________________
|
#100
|
||||
|
||||
(59 /31) قِصَّةُ أُمِّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّة وفي أثناء طريقهم إلى المدينة مرُّوا بخيمة أم معبد، ولم يكن عندها طعاماً أو شراباً، فمسح الرسول صلى الله عليه وسلم بيده ضِرع شاةٍ عازبة مريضة هزيلة، فتدفقت حَلِيباً فسقاهم وشَرِب، ثم واصلوا السّير.
__________________
|
#101
|
||||
|
||||
(59 /32) دخول الرسول صلى الله عليه وسلم يثرب (سنة 13 من البعثة، 1 هـ، 622 م) كان الأنصار وهم الأوس والخزرج يترقّبون وصول النبي صلى الله عليه وسلم بشوق ولهفة ... فلمّا وصل خرجوا إليه فرحّبوا به، فما فرحوا بشيء كفرحهم به ... ثم نزل الرسول صلى الله عليه وسلم بِقُبَاء خمسة أيام، فأسّس مسجد قُبَاء وهو أول مسجد أُسّس بعد النُّبوة، ثم ركب نحو يثرب، وواصل، والقبائل تأخذ بخطام راحلته، وهو يقول: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة"، حتى بركت في موضع بني النجار، فنزل عند أبي أيوب الأنصاري، وأقام عنده.
__________________
|
#102
|
||||
|
||||
(59 /33) التَّسمِية الجديدة ليثرب والتأريخ بالهجرة أصبحت يثرب منذ ذلك اليوم تُعرَف بِالمَدِينة، وأصبح العام الذي هاجر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بدءاً للتاريخ الإسلامي، أو التّاريخ الهِجري، وتؤكِّد أكثر الروايات أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول مَن أرّخ بالهجرة بشكل رسمي ثابت، وكان ذلك في زمن خلافته.
__________________
|
#103
|
||||
|
||||
(59 /34) وَضْع أُسُس المجتمع الإسلامي لم يقم المسلمون مجتمعاً إسلامياً في مكّة، لكونهم قِلّة مغلوبة، وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بوضع هذه الأُسُس العظيمة لخير مجتمع يترقّبه التاريخ، فكان أهم أُسُس هذا المجتمع الجديد: 1. بناء المسجد النبوي: لمّا بَرَكَت النّاقة عند موضع المسجد، أمرهم ببنائه، وبنى معهم، وكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وجعل عُمده الجذوع، وسقفه الجريد، وبنى حُجَر أزواجه صلى الله عليه وسلم إلى جانبي المسجد، فلما انتهي تزوّج عائشة رضي الله عنها في شوّال، وعُرِفَت يثرب يومها بمدينة الرسول أو المدينة المنورة ... وكان المسلمون يلتقون في هذا المسجد للعبادة والتّعلم والقضاء والبيع والشراء والاحتفالات، وكان عاملاً كبيراً في التقريب بينهم. 2. المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فاقتسموا البيوت والنساء والأموال، وكانت لهذه المؤاخاة قوّة أخوة النّسب، وبهذه المؤاخاة جعل الرسول صلى الله عليه وسلم وحدة دينية بدل الوحدة القبلية. 3. معاهدة التعاون بين المسلمين وغير المسلمين: كان بالمدينة ثلاث طوائف: المسلمون، والعرب الغير مسلمين، واليهود (بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع)، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة لضمان الأمن والسّلام، ولجعل جو من التّعاون والتّسامح بين هذه الطوائف. 4. وضع الأُسُس السياسية والإقتصادية والإجتماعية: الإسلام دِين ودولة، فكان لزاماً وضع هذه الأسس، فاتجهت آيات كثيرة من القرآن في هذه الفترة إلى التّشريع في كافة هذه الجوانب، كما شرح الرسول صلى الله عليه وسلم كل ذلك بقوله وعمله؛ فعاشت المدينة الحياة الفاضلة، السّامية، فأخوة صادقة، وتكافل تام بين أفراد المجتمع، تكون بذلك أول مجتمع إسلامي وَضَع النبي عليه الصلاة والسلام أُسُسَه الخالدة.
__________________
|
#104
|
||||
|
||||
(59 /35) الجِهَاد في سَبِيل الله تعالى لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم، أو حادثة واحدة في تاريخ صدر الإسلام تُشير إلى أن الإسلام انتشر بالقوة، أو أن القتـال في الإسلام كان لحَمْل الناس على اعتناقه، فكان سبب القتـال ينحصر في ردّ العدوان وحماية الدعوة وحُريّة الدين ... فبعد مُضيّ ستة شهور من الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وطّد الجبهة الداخلية، ونظّم أمورها، وبدأ يستعد للجبهة الخارجية، والقتـال المنتظر.
__________________
|
#105
|
||||
|
||||
(59 /36) تَدَرُّج الجِهَاد في البداية كان يأمرهم بالكفّ والصّفح عن المشركين، فلما قويت شوكتهم أَذِن لهم ولم يفرضه عليهم، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. (سورة الحج، الآية: 39)، ثم فُرِض عليهم قـتـال مَن يُقـاتـلهم، قال تعالى: {وَقَـاتِـلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}. (سورة البقرة، الآية: 190، ثم فُرِض قـتـال المشركين كافّة، قال تعالى: {وَقَـاتِـلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُـقَـاتِـلُونَكُمْ كَافَّةً}. (سورة التوبة، الآية: 36). يقول أهل التاريخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم اشترك في 27 غزوة، وقاتل في 9 منها، وأنه أرسل ما يقرب من 60 سَرِيّة، وسنكتفي هنا بالحديث عن الغَزَوات والسّرايا ذات الأثر في سير الإسلام.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|