#91
|
||||
|
||||
الدجـاجة الحمراء .. و حباتـ القمحـ
يحكى انه في قديم الزمان كان هناك دجاجة صغيرة حمراء تعيش مع بعض الحيوانات في أحد المزارع .. وذات يوم كانت الدجاجة تسير فوجدت حبات من القمح .. أخذتها وذهبت بها الى المزرعة وقالت للحيوانات : من منكم يريد مساعدتي في زرع حبات القمح هذه؟ ضحك منها الجميع ورفضو مسا عدتها .. قالت الدجاجة : حسنا سوف ازرعها لوحدي .. قامت الدجاجة واخذت حبات القمح وزرعتها , وكانت تذهب الى الحقل وتعتني بالزرع حتى حان حصاده .. وبعد ان كبر الزرع قالت للحيوانات : من منكم يريد مسا عدتي في حصاد القمح ؟ رفضت الحيوانات مساعدتها فحصدت القمح بنفسها .. ثم قالت : من منكم يريد ان يساعدني في حمل القمح الى الطاحونة لكي يصبح دقيقا ولكن الحيوانات كلها رفضت مساعدتها .. فقالت الدجاجة الصغيرة الحمراء ك انا ساحمله لوحدي ثم حملته وذهبت به الى الطاحون .. وبعد ذلك طلبت من الحيوانات ان يساعدوها في حمله الى الخباز ولكنهم رفضو مساعدتها .. فحملته وذهبت به الى الخباز فصيره خبزا .. فذهبت الدجاجة الصغيرة الحمراء بالخبز الى المزرعة ثم وقفت وقالت للحيوانات : من منكم يريد مساعدتي في اكل الخبز فتسارعت الحيوانات اليها وكلهم قالو : نحن جميعا نود مساعدتك .. ولكن الدجاجة رفضت ! وقالت: الآن تريدون مساعدتي لالالالالا لن يأكل الخبز غيري ولن يساعدني أحد في أكله فـ الجزاء من جنس العمل ::::::::: OoO تــمــتــ OoO :::::::: هذه القصة " الدجاجة الحمراء" إهدااء إلى أختي و حبيبتي TRAVEL في رعاية الله
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، آخر تعديل بواسطة Amethyst ، 09-08-2009 الساعة 11:09 PM |
#92
|
||||
|
||||
ذاتـ الرداء الأحمر كان أهل القرية يسمون الطفلة " ذات الرداء الأحمر " لأنها كانت تلبس دائماً رداء من الصوف الأحمر شغلته لها أمها .. وكانت تبدو فيه جميلة لطيفة ، فأحبّها جميع أهل القرية .. وذات يوم أرسلتها أمّها لتزور جدّتها المريضة الّتي كانت تعيش في الطّرف الآخر من الغابة ، وملأت لها سلّة بالفاكهة والطّعام ، وأوصتها ألاّ تتوقف في الطريق وألاّ تحادث أحداً لا تعرفه .. وسارت " ذات الرداء الأحمر " في طريقها وسط الغابة ، وكان الجو بديعاً والطيور تغرّد فراحت تقطف الزهور وتصنع منه باقة لجدّتها ، وبين وقت وآخر كانت ترفع رأسها إلى الأشجار لتراقب العصافير طائرة تمرح بين الأغصان .. وسمع الذئب الشرير خطوات " ذات الرداء الأحمر " فتقدّم يُحيّيها ، ويحدثها عن أخبار حيوانات الغابة .. ونسيت الطفلة نصيحة أمها فقالت للذئب أنها ذاهبة لزيارة جدّتها ، وفكر الذئب في حيلة شريرة فحيّاها وانصرف بسرعة .. وسبقها الذئب إلى منزل الجدّة ، فطرق الباب وقلّد صوت الطفلة ففتحت له الجدّة ، وعلى الفور هجم عليها وابتلعها في جوفه ثمّ لبس ملابسها وغطى رأسه بقبعتها ووضع النظارة على عينيه ونام في سريرها .. وبعد قليل وصلت " ذات الرداء الأحمر " إلى منزل الجدّة وطرقت الباب ، فقلّد الذئب صوت الجدّة وطلب إليها أن تدخل فدخلت ، وفي الحال هجم عليها وابتلعها كما ابتلع الجدّة قبلها ثمّ خرج لينام تحت شجرة قريبة .. ومرّ الحارس بمنزل الجدّة فوجد الباب مفتوحا ولم يجد الجدّة ، ورأى الذئب نائما تحت الشجرة وبطنه منتفخ جداً ، وأخبرته بومة تقف على أحد الأغصان بما فعل الذئب كما رأته من شباك المنزل .. وأسرع الحارس وأخرج سكيناً شقّ بها بطن الذئب النائم وسحب منها "ذات الرداء الأحمر " وجدّتها سالمتين ثمّ ترك الذئب مقتولاً لتراه حيوانات الغابة وتتعلّم من موته ألاّ نعتدي على حياة سكان الغابة .. وما أن رأت الجدّة حفيدتها " ذات الرداء الأحمر " حتّى أخذتها في حضنها ثمّ قصّت كل منهما قصّتها مع الذئب .. الشّرير وشكرت الجدّة و" ذات الرداء الأحمر " حارس الغابة الذّي أنقذهما من الموت .. ودعت الجدّة حارس الغابة إلى وليمة فاخرة اعترافاً بجميله في إنقاذها وحفيدتها من الموت في بطن الذئب .. أمّا " ذات الرداء الأحمر " فقد تذكرت نصيحة أمّها وعرفت جزاء من يخالف تعاليم والديه .. ::::::::: OoO تــمــتــ OoO
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#93
|
||||
|
||||
ذبول الأزهار منذ أن فتحت عينيها ورأت ما يحيط بها من ورود وأزهار ومروج تبدو مبتسمة وتزرع الفرح في النفوس .. أعجبتها الدنيا وتمنت أن تعيش طويلاً فهي أيضاً تحب الابتسامة والفرح وهذا بدوره يتوافق مع وصايا حكيمة الزهور اللواتي تحفظهن عن ظهر قلب وترددهن مع بزوغ كل فجر منذ كانت برعماً كي لا تنساهن من جهة وكي تنقلهن بأمانة وصدق إلى أبنائها وأحفادها من جهة ثانية وفحواهن نحن الأزهار نحب التأمّل والهدوء والكلمة اللطيفة واللمسة الحنون احذري يا ابنتي إن حكمت عليك الأقدار وزرت القصور أو قاعات الاستقبال أو شاهدت حفلات الرقص العامرة أن تقولي هذا هو جوّي المفضل فنحن الأزهار أجواؤنا الهواء الطلق والشمس المشرقة والماء العذب وأيضاً نطرب لسماع أحاديث الناس الطيبين فجأة وجدت باقة الأزهار نفسها وسط قاعة كبيرة تضيئها الثريات ويغطي أرضها السجاد النفيس وتزدان جدرانها بالمرايا الواسعة ونوافذها بالستائر المصنوعة من الحرير الدمشقي غمرها الفرح وشعرت بسعادة عارمة فهذه أول مرّة في حياتها كادت تحسدهم لما ينعمون به من رخاء ونعيم ولولا حبها لبني جنسها وولائها لهم لتمنت على الله أن يخلقها إنساناً قالت في نفسها: الذين يقطنون هذه القاعات الكبيرة حتماً سعداء والسعادة تلازمهم في نومهم وطعامهم ولباسهم ويتذوقونها بكل جوارحهم ولا يجد صعوبة في الحصول عليها كيف لا وبيوتهم مليئة بما هو غال ويعرفون كيف يضاعفون ثروتهم. ما أجمل حياة البشر تعتريني الدهشة من نصائح حكيمة الزهور وتحذيراتها أرجح أنها مخطئة من حيث لا تدري بينما كانت باقة الزهور هذه تحدث نفسها بدأت وفود المدعوين للسهرة تتقاطر جلس كلّ في المكان المخصص لـه وبدؤوا يأكلون ويشربون ويرقصون وباقة الأزهار تنظر بعينين متعجبتين من كثرة الأطباق الشهية والمأكولات الفاخرة أمّا هي فما من أحد يرمقها بنظراته أو يحدثها بكلمة رقيقة أصابها الذهول وبدأ قلبها ينقبض حزناً وبدأت تتذكر نصائح حكيمة الزهور نصيحة نصيحة قائلة: أنا ملكة البراءة .. أتضوع بالروائح الزكية .. ومنظري يبعث على البهجة والسرور ولا أحد يهتم بي ولا ينظر إلي كم أتمنى مغادرة هذا المكان الذي يخنقني ويحطم أعصابي كادت المظاهر تخدعني ما أحوجني للجوهر نحن الأزهار نعشق الاهتمام بنا، ونطرب عندما يهدينا طفل إلى أُمّه فتضمنا هذه الأخيرة وتشمنا وتقبلنا ونزرع الفرحة والبهجة في عينيها .. ونسمع كلامها: الله ما أجمل هذه الباقة إن أخشى ما أخشاه أن يلقوا بي فور انتهاء حفلة الرقص هذه إلى سلة المهملات في الوقت الذي لا أزال احتفظ بنضارتي وحيويتي عليَّ أن أَذبل بسرعة قبل أن يلقوا بي مع فضلات طعامهم كي لا أتحسر على شبابي لن أرى بعد اليوم أصدقائي من زهور وشجيرات وعصافير لاأشعر أنني أذبل لا كغيري من الأزهار وإنما بسرعة تفوق الوصف. ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#94
|
||||
|
||||
اللص و الحلوى الحلوى ما أحلى هذهِ الكلمة الدنيا حلوةٌ لأنَّ فيها حَلوى .. وفي هذهِ الليلةِ الحلوة أعدَّتْ لنا أُمُّنا أصنافاً من الحلوى عبقَتْ روائحُها اللذيذةُ في أرجاء البيت فسالَ لها لعابي وهامَ بها قلبي وبطني .. وسألْتُ أُمِّي : متى تنضجُ الحلوى ؟ بعدَ قليل نفدَ صبري . الأم : اصبرْ مثلَ إخوتكَ . أحمد : إخوتي لا يدركونَ مثلي قيمةَ الحلوى . الأم : أتحبُّها كثيراً؟ أحمد : حبُّها أتلفَ قلبي وأسناني .. غادرَتْني أُمِّي، وهيَ تضحك .. وانتظرْتُ على جَمر أتنسَّمُ روائحَ الحلوى وألحسُ شفاهي سينضجُ قلبي قبلَ أنْ تنضجَ الحلوى ما أمرَّ الصبرَ! لازمْتُ أُمِّي كظلِّها أمشي وراءها إذا مشَتْ وأقفُ إذا وقفَتْ وأخيراً نضجَتِ الحلوى وخرجَتْ من الفرنِ مُحمرَّةَ الوجهِ خجلاً .. كأنَّها تقولُ لنا : سامحوني لقد تأخَّرْت .. وأحدقْنا بها من كلِّ جانبٍ نلتقفُها التقافاً ولا نعبأُ بسخونتها أكلَ إخوتي وأكلْتُ شبعَ إخوتي وما شبعْتُ .. خافَتْ أُمِّي عليَّ رفَعت الحلوى من أمامي فارتفعَ معها قلبي وسافرَتْ خلفَها عيني صبرْتُ مُرغَماً وشرعْتُ أمسحُ بطني براحتي الحانيةِ، لتنامَ فيهِ الحلوى هانئةً .. وعندما نامَ أهلي جميعاً .. كنْتُ أرِقاً يقظانَ أحلمُ بالحلوى وأتخيَّلُها أمامَ ناظري حمراءَ الوجهِ لذيذةَ الطعمِ فالتهمُها بفمي وأمضغُها بخيالي وألحسُ شفاهي فلا أجدُ سوى لعابي ما أطولَ الليلَ وما أبعدَ الصباح .. !! بتُّ أتقلَّبُ في فراشي وقد أضناني السهادُ وجفاني الرقادُ والحلوى ترقدُ هانئةً لا تشعرُ بحبِّي وعذابي .. وفي هَدْأَةِ الليل انسللْتُ من فراشي سرْتُ على رؤوسِ أصابعي وصلْتُ إلى المطبخ أشعلْتْ شمعةً صغيرة .. الحلوى على ظهرِ الخزانةِ، في مكانٍ مرتفعٍ، يليقُ بها، ويُبعدُها عنِ العيون ما العمل؟ أتيْتُ بكرسيٍّ صعدْتُ فوقَهُ مددْتُ يدي لم تصلْ إلى طبقِ الحلوى وقفْتُ على رؤوسِ أصابعي تطاولْتُ ما استطعْتُ وحينما أمسكْتُ بالطبقِ انقلبَ الكرسيُّ سقطْتُ أنا والطبقُ وانطفأتِ الشمعةُ صرخْتُ صرخةً مُبغمة ولذْتُ بالصمتِ والظلام استيقظَ أبي وأُمِّي على صوت سقوطي .. سمعْتُ أُمِّي تخاطبُ أبي بصوتٍ هامس : هناكَ لصٌّ في المطبخ .. !! الأب : هاتي عصا الممسحة الأم : وأنا ماذا أعمل؟ الأب : خذي فردةَ حذاءك سمعْتُ وَقْعَ أقدامهما يقتربُ منِّي ويختلطُ بدقّاتِ قلبي أشعلَ أبي الضوء شهقَتْ أُمّي حالما رأتْني قال أبي غاضباً : اللصُّ هو ابنكِ صاحَتْ أُمّي مدهوشةً : أهذا أنتَ يا أحْمَد ورأى الاثنانِ، دماءً غزيرةً تسيلُ من شفتي وتسقطُ على الحلوى المتناثرة فتصبغُها بحُمرةٍ قانية ألقيا سلاحَهما وانحنيا فوقي يتفحَّصانِ شفتي السفلى .. قالَتْ أُمِّي وقد اصفرَّ وجهُها : شفةُ الولدِ مثقوبة هيّا نسعْفهُ أسرعْ أسرعْ نزفَ دمُ الولد حملَني أبي وسارَتْ خلفَهُ أُمِّي تبكي
وتقول : احفظْهُ لنا يا رب .. و مُنْذ ذلكـ اليَوْم صِرْتُ أأكُلُ الحَلْوَى بِاعْتِدَالٍ و تَعَلَمْتُ أَنْ أَسْمَعَ نَصَائِحَ أُمِي ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO :::::::::::
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، آخر تعديل بواسطة Amethyst ، 08-08-2009 الساعة 06:24 AM |
#95
|
|||
|
|||
شكراً آخر تعديل بواسطة Amethyst ، 08-08-2009 الساعة 04:00 PM |
#96
|
||||
|
||||
أهلاً بيكِ يا رنوشة
شكراً على مرورك يا رب يكون الموضوع عجبك
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#97
|
||||
|
||||
بياض الثلج والأقزام السبعة
في قديم الزمان كانت تعيش ملكة وقد جلست قرب النافذة تخيط الملابس، فشكت اصبعها بالإبرة فسقطت من اصبعها ثلاث قطرات من الدم على الثوب الذي كانت تخيطه فأعجبها جمال لون الدم الأحمر مع الثلج الأبيض .. فقالت: ليتني أرزق مولوداً أبيض كالثلج وأحمر كالدم وأسود كالليل. وبعد مرور فترة من الزمن رزقت الملكة بطفلة أسمتها "بياض الثلج" وبعد ذلك توفيت الملكة. تزوج الملك من ملكة جديدة وكانت شديدة الإعجاب بجمالها، وكانت للملكة مرآة سحرية معلقة على الجدار .. وتقول لها : أيتها المرآة المعلقة على الجدار من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟ فكانت تقول : أيتها الملكة أنت أجملهن جميعاً وأقسم أن "بياض الثلج" أجمل فتنة .. فغضبت الملكة وطلبت من الصياد أن يأخذ "بياض الثلج" إلى الغابة ويقتلها هناك. ولكن "بياض الثلج" توسلت للصياد أن لا يقتلها ويدعها تذهب لحال سبيلها فتركها تذهب تذهب بعيداً في الغابة. شاهدت "بياض الثلج" كوخاً للاقزام السبعة وحكت لهم قصتها وطلبت منهم أن تبقى معهم بشرط ان تنظف الكوخ وتطهي الطعام .. وقفت الملكة قبالة المرآة يوماً وسألتها: من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟ فردت عليها : أيتها الملكة أنت أجملهن جميعاً وأقسم أن "بياض الثلج" أجمل فتنة، لم تصدق أذنيها عندما سمعت الجواب ! وقالت: أنتي تكذبين .. فجاوبتها قائلة: أنا لا أكذب ويجب ان أقول الحقيقة، أقسم أن "بياض الثلج" لم تمت وهي لا تزال حية في بيت صغير بعيد، قائم فوق تلة. ومع أنك أيتها الملكة جميلة حقاً فإن جمال تلك الفتاة الفائق يجعلها أكثر جمالاً .. حاولت الملكة عدة مرات قتل "بياض الثلج" ولكن الأقزام ينقذونها في كل مرة، إلا أن آخر محاولاتها نجحت وظلت "بياض الثلج" فاقدة لوعيها بسبب أكلها لتفاحة مسمومة أعطتها إياها الساحرة. وحسبها الأقزام انها ماتت ووضعوها في تابوت زجاجي وكان الأقزام يتناوبون على حراستها في كل يوم، إلى أن جاء ابن أحد الملوك ووجد التابوت الزجاجي فلم يستطع أن يرفع عينيه عن تلك الفتاة الجميلة جداً في داخله وحدق النظر إليها لأنه أحبها جداً، فتوسل للأقزام أن يعطوه التابوت ويعطيهم ما يريدون، في باديء الأمر رفض الأقزام طلبه وظل يتوسل إليهم حتى أشفقوا عليه وأعطوه التابوت .. وبينما كان الحراس يحملون التابوت تعثروا بجذور إحدى الأشجار فاهتز التابوت وخرجت قطعة التفاح التي كانت في فم "بياض الثلج"، ففتحت عينيها ورفعت غطاء التابوت .. وصاحت: أين أنا؟ غمرت الفرحة قلب الأمير عندما رأى "بياض الثلج" حية، ثم أخبرها بكل ما حدث وطلب منها أن يتزوجها فوافقت "بياض الثلج" .. واقيم حفل زواج كبير دعا له كل الناس ومن بينهم زوجة أبيها، وعندما وصلت إلى مكان الاحتفال .. عرفت أن العروس "بياض الثلج" وأصيبت بنوبة قلبية أوقعتها على الأرض وماتت بعد فترة قصيرة من الزمن .. وعاشت "بياض الثلج" والجميع حياة سعيدة. ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO :::::::::::
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#98
|
||||
|
||||
الثعلب و العنزات الصغار
في غابة من الغابات الكبيرة كانت تعيش عنزة مع جَدْيَيها الصغيرين في سعادة وسرور .. كانت الأم تذهب كل يوم إلى المرعى لتجلب لصغيريها العشب والحليب، فيما يبقى الصغيران في البيت يلعبان ويمرحان إلى حين عودة أمهما من المرعى.. وكان يعيش في هذه الغابة أيضاً ثعلب مكّار.. استمرت سعادة العنزة مع جدَييها إلى أن جاء يوم جاع فيه الثعلب، ولم يجد ما يقتات به من الطعام، فأخذ يفتّش في الغابة الكبيرة علّى يجد شيئاً يسكت به جوعه، وبينما هو يفتّش مرّ من تحت شباك بيت العنزات، فإذا به يسمع صوت العنزة الأم توصي صغارها بعدم فتح الباب لأي أحد إلى أن يسمعوا صوتها هي وحدها فيفتحوا لها. مدّ الثعلب رأسه بحذر شديد، فرأى جديين صغيرين جميلين، يهزان رأسيهما طوعاً لأمهما.. فسال لعابه عليهما، وأخذ يحلم بصيدهما وأكلهما.. وقال في نفسه: - سوف أنتظر ذهاب الأم وأقتحم البيت وآخذ الصغيرين.. انتظر الثعلب برهة من الزمن إلى أن ذهبت العنزة الأم، وأغلقت الباب خلفها، فاختبأ خلف شجرة كبيرة، وانتظر حتى غابت العنزة الأم عن عينيه .. فقال والفرح يغمر قلبه: - الآن جاء دورك أيها الثعلب الذكي.. دقّ الثعلب على الباب .. فردّ عليه أحد الصغيرين بصوته البريء: - من بالباب؟.. ردّ الثعلب بخبث: - أنا أمكما.. افتحا الباب يا صغاري.. ولكن صوت الثعلب كان خشناً غليظاً، فعرف الجدي أنه الثعلب الماكر .. فقال بغضب: - اذهب أيها الثعلب الماكر .. إن صوتك خشن، وأمّنا صوتها جميل وناعم .. حارَ الثعلب ماذا يفعل وكيف يجعل صوته ناعماً، وبينما هو يعصر مخّه، تذكّر صديقه الدبّ فقال في نفسه: - سأذهب إلى صديقي الدبّ، وآخذ منه قليلاً من العسل، ليصير صوتي ناعماً. انطلق الثعلب يجري ويجري إلى أن وصل إلى بيت الدبّ، فدقّ الباب .. وجاءه صوت الدبّ من الداخل: - من يدقّ بابي في هذه الساعة؟.. قال الثعلب: - أنا الثعلب يا صديقي الدب.. جئت أطلب منك شيئاً من العسل.. فتح الدب الباب .. وسأل الثعلب في استغراب: - ولماذا تريد العسل أيها الثعلب المكّار؟.. خطرت في رأس الثعلب فكرة .. فقال: - إنني مدعو اليوم إلى حفلة عرس، وسوف أغني هناك، وأريد أن يكون صوتي ناعماً وجميلاً .. ذهب الدب وأحضر كأساً من العسل وطلب من الثعلب أن يلعقه، فلَعَقَه الثعلب، وشكر للدبّ حُسن تعامله، ثم انطلق راجعاً إلى العنزات الصغيرات وكله أمل أن تنجح خطته، ويفوز بالعنزات.. طرق الثعلب الباب عدة طرقات خفيفات، وسمع صوت جَدْيٍ صغير .. يقول له: - من يدق الباب؟ سعل الثعلب ليجلو حنجرته وقال بصوت ناعم مقلداً صوت العنزة الأم: - افتحا الباب يا أحبائي.. أنا أمكما العنزة، وقد أحضرت لكما الطعام.. أسرع الجديان الصغيران وفتحا الباب، وإذا هما يريان الثعلب الماكر، أخذ الجديان الصغيران يركضان هنا وهناك، ولكن الثعلب كان أسرع منهما، فأمسكهما ووضعهما في الكيس، وانطلق مسرعاً إلى بيته فرحاً بما حصل عليه من صيد شهي.. بعد قليل جاءت العنزة الأم وهي تحمل الحشيش بقرنيها، وتختزن الحليب بثدييها، وكانت تغني وترقص فرحة برجوعها إلى بيتها، وما إن اقتربت من البيت حتى رأت الباب مفتوحاً، ووجدت البيت خالياً، فأخذت تنادي على صغيريها ولكن لا أحد يجيب، فجلست على الأرض تندب حظها وتبكي صغارها، وبعد أن هدأت قليلاً .. قالت في نفسها: "إن البكاء لا يجدي، فلأذهب وأفتّش عن صغاري، وأظن السارق هو الثعلب الماكر". أخذت العنزة تجري هنا وهناك، وتسأل كلّ من يصادفها، إلى أن اهتدت إلى بيت الثعلب، وفيما كان الثعلب يستعدّ لأكل الجديين الصغيرين، سمع طرقاً عنيفاً على الباب .. فصاح: - من الطارق؟.. فجاءه صوت العنزة الأم تقول: - أنا العنزة الكبيرة، افتح وأعطني صغاري. سمع الجديان صوت أمهما، وحاولا تخليص أنفسهما من الكيس دون فائدة، فيما كان الثعلب يردّ على الأم: - اذهبي أيتها العنزة، لن أعطيك أولادك، وافعلي ما شئت.. أجابت العنزة بقوة: - إذن هيّا نتصارع، والفائز هو الذي يفوز بالصغار. وافق الثعلب على هذا الاقتراح، وقال يحدّث نفسه: "سوف أحتال على هذه العنزة الضعيفة وأقضي عليها، ثم أجلس وآكل الصغار بهدوء". خرج الثعلب من وكره، وتقابل الخصمان، وتعالى الصياح، وتناثر الغبار، وأخيراً انقشع الغبار، وقد تغلّبت العنزة على الثعلب وقضت عليه بقرنيها الحادين وسقط على الأرض مضرَّجاً بدمائه. أسرعت الأم إلى جَدْيَيْها، وفكّت رباطهما، ثم ضمتهما إلى ذراعيها .. وهي تقول معاتبة: - هذا درس لمن لا يسمع كلام أمّه .. ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO :::::::::::
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#99
|
||||
|
||||
انا حاجي هنا كتير
بحب الحواديت كتير وعلشان اتعلم بقي الله القسم منور بيكي ياااحلي مرمر في المنتديات والدينا كلها
__________________
اجامل وابتسم واضحك وانا في داخلي مقهور
احاول اكتم همومي واخبيها وانا مجبور واذا زاد الحزن فيي كاني بعالم مجهور كأني بديني وحدي وكل الناس جافيها |
#100
|
||||
|
||||
اقتباس:
المشاركة و الموضوع و القسم و المنتديات و النت كله منور بيكِ انتِ يا سمسم ربنا يخليكِ .. و يكرمك شكراً على ردكـ الجميل و مروركـ الكريم
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#101
|
||||
|
||||
حدث في قاع البـ ح ــر
تحت سطح مياه البحر كانت السمكة الكبيرة تعانى فراغا ، أشعرها بالضيق والزهق . صاحت : أريد أن أفعل شيئا ... أما من شىء أفعله ؟! وها هى تضرب بزعانفها فى كل اتجاه ، مرة إلى أعلى ، ومرة إلى أسفل ، يمينا، ويسارا ولا شىء إلا المياه المياه . السمكة الكبيرة توقفت أخيرا ، حينما رأت إحدى الأسماك الصغيرة منشغلة فى بناء بيت لها من الطين عند قاع البحر ، كانت السمكة الصغيرة قد وضعت اللمسات الأخيرة ، وتراجعت لتتأمل ما صنعت . هللت فرحة .. وهى تقول : هووه ! ما أجمل ما فعلت .. هذا هو بيتى الجميل . السمكة الصغيرة لم تنتبه إلى هذا الإعصار المقبل نحوها ، إلا أنها وجدت نفسها تتقلب فى دوامات هائلة ، صنعها ذيل السمكة الكبيرة بتعمد وإصرار ظاهرين . كانت السمكة الكبيرة قد وجدت – أخيرا – شيئا تفعله !! كانت قد حددت هدفها ، وتلوثت المياه بلون الطين ، والذيل الضخم يضرب حوائط البيت الجميل ، فيهدمها ، ولم تهدأ السمكة إلا بعد فترة . والآن انظروا .. لم يعد هنا أثر لأى بيت ، كأنه لم يكن هنا بيت ، وانهمرت الدموع من عينى السمكة الصغيرة .. وهى تقول متألمة : لماذا؟! لماذا ؟! هل أخطأت فى حقك أيتها السمكة ؟ ضحكت السمكة الكبيرة .. ثم قالت : إنه مزاجى .. أشعر الآن بتحسن بعد أن هدمت بيتك ... ها .. ها .. ها . أى تبرير هذا ؟! هل الأفعال مجانية هكذا ؟! هل إذا أردت أن تفعلى شيئا فعلته دون حساب ضرر الآخرين؟! تلقت السمكة الصغيرة ضربة من الذيل الضخم .. وهى تسمع صراخا : لا أريد فلسفة .. هل تفهمين ؟ أنا كبيرة .. هل أنت عمياء ؟ .. انظرى لحجمى .. تأملت السمكة الصغيرة السمكة الكبيرة .. وقالت : أراك كبيرة حقا .. لكن الكبير بأفعاله لا بحجمه . كانت السمكة الكبيرة تستعد لتؤدب السمكة الصغيرة ، لأن ملاحظتها – من وجهة نظرها – قد تعدت بها حدود الأدب فى حضرة الكبار ، وغى هذه اللحظة جاءت من المياه سمكة أكبر حجما من السمكة الكبيرة بكثير ، وقبل أن تستدير السمكة الكبيرة هاربة من مواجهتها انقضت السمكة الأكبر ، فى مناورة ماكرة ، فاتحة فمها الواسع المرعب ، غابت فيه السمكة الكبيرة فى لمحة ، ذاهبة إلى مصير ليس فيه جبروت، أو ظلم . ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO :::::::::::
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#102
|
||||
|
||||
القطة المتحيرة في كثير من المرات كانت القطة لولي تنظر إلى المرآة .. لم يكن يعجبها شيء..كانت تتذمر دائماً من شكلها الذي لا يعجبها.. وكانت دائمة المراقبة للحيوانات الأخرى، فمرة تحلم أن تطير مثل الطائر، ومرة تحلم أن تسبح مثل السمكة، ومرة أن تقفز مثل الكنغر .. وفي إحدى المرات كانت تراقب البطات من حولها وهن يسبحن على سطح الماء. فأحبت أن تكون بطة تجيد السباحة .. ولكن هذا القناع لم يساعدها على أن تصير بطة حقيقية أو أن تسبح مثل باقي البطات .. ثم رأت أرنباً يقفز بسرعة ويأكل الجزر بأسنانه الكبيرة، أحبت تلك القفزات الطويلة، فقررت أن تصير أرنباً، ولكن تلك الآذان الطويلة لم تسهل عليها عملية القفز والجري بل على العكس زادت الطين بلة. وأثناء عودتها للمنزل وهي تتذمر رأت قطيعاً من الخرفان، فأحبت شكلها المستدير بصوفها الكثيف، فقررت أن تصير خروفاً جميلاً، ولكن بعض الصوف على جسدها لم ولن يجعلها خروفاً حقيقياً .. وأخيراً.. كان القرار الأخير هو الأغرب! أثناء تجوالها في أحد البساتين رأت بعض الفاكهة، فوصل طمعها برغبتها حتى أن تصير فاكهة لذيدة برائحة طيبة .. فوضعت بعض قشور الفاكهة على رأسها، واستغرقت من تعبها في نوم عميق .. وفجأة .. شعرت كأن أحداً ما يحركها من مكانها، نظرت نحو الأعلى، فرأت خرفاناً من حولها تفتح فاها محاولة أكلها، ظانة إياها نوعاً لذيذاً من الفاكهة، وما إن أدركت القطة هذا حتى خلعت القناع وفرت هاربة مذعورة. وهي تقول : أنا محظوظة لأنني قطة أستطيع الهرب بسرعة ولم أكن فاكهة أو أي شيء آخر. ثم عادت إلى بيتها وهي مسرورة .. و حمدت ربها على حالتها .. و على أنها خلقت قطة جميلة .. ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO ::::::::::: القصة إهداء إلى أختي و صديقتي و حبيبتي طمعانه في رضاك يارحمن
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#103
|
||||
|
||||
اقتباس:
انا انا
انا انا جوه مرمر شايفاني انا جوه انا جوه اتغاظي اتغاظي ربنا يخليكي ليا يامرمر بجد بجد يااحلي مرمر في الدينا
__________________
اجامل وابتسم واضحك وانا في داخلي مقهور
احاول اكتم همومي واخبيها وانا مجبور واذا زاد الحزن فيي كاني بعالم مجهور كأني بديني وحدي وكل الناس جافيها |
#104
|
||||
|
||||
اقتباس:
ربنا يخليكِ ليا يا سمسم
دايماً كده تنوري مواضيعي شكراً يا أحلى سمسم في الدنيا نورتي التوبيك
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
#105
|
||||
|
||||
قصة صــ خ ــرة
ككل صباح تصحو قرية الشيخ صالح على صوت عم صالح إمام المسجد يؤذن في الناس داعياً لصلاة الفجر .. فيذهب الناس إلى المسجد يؤدون صلاتهم ثم يجلسون لبعض الوقت يتشاورون في أمور قريتهم .. ثم ينطلق كل منهم إلى عمله . يجلس بعد ذلك الشيخ صالح في ساحة المسجد جامعاً أطفال القرية يحاول تعليمهم القرآن الكريم وتعاليمه السمحة .. إلا أن الأطفال وبعد انتهاء الحصة يركضون إلى شوارع و مروج القرية يلعبون .. بعض الأطفال يركضون إلى النهر الذي يقسم القرية إلى نصفين .. يخلعون على ضفتيه ملابسهم ..و ينطلقون ليصطادوا السمك منه .. ويلعبون بإلقاء الحجارة على بعضهم البعض و على الأسماك علّهم يصطادونها به .. كان تصرف هؤلاء الأطفال أكثر ما يغضب صديقنا الغير راضي ( صخر ) ! زمجر صخر بصوت خافت و قال لأخته (صخرة) : - انظري يا صخرة كيف يستهينون بنا و يرموننا ليصيب أحدهم الآخر .. و يلقون بنا في الأرض. ترد عليه أخته مهدئة: - لا تنفعل هكذا يا صخر؛ إنهم أطفال صغار لا يعون ما يفعلون. قال صخر : - لا تقولي هذا يا صخرة .. يجب على آبائهم تعليمهم كيف يقدرون قيمتنا … كلا كلا إنهم يحسون إننا لا شيء، نعم ماذا نفعل؟ ماذا أفعل؟ أنا حجر صغير في سد في قرية .. إنني أحسد الحجارة آلتي مثلي في فلسطين لأن الأطفال و الكبار يستخدمونها لضرب اليهود و إيذائهم .. ليتني كنت هناك. قالت صخرة : - لا تكن دائم التذمر يا صخر أن مكانك هنا غاية في الأهمية أيضاً. و يضيف والد صخر: - نعم، أختك على حق يا صخر .. أنت مازلت صغيراً لا تدرك قيمة الأشياء .. عندما كنت في مثل سنك كنت متهوراً .. لكن انظر إلي الآن، ما زلت في مكاني أعرف أن وجودي هنا ضروري للمحافظة على السد و القرية. و أثناء ما كان والد صخر يتحدث، جاء فلاح و أصاب بفأسه جزءاً من السد رغبة في إحضار بعض الحجارة لإشعال نار لعمل الشاي عليها .. انبعثت أصوات أنين حول صخر وأخته ووالده .. و علق صخر بمرارة : -الآن يا والدي، ماذا تقول في هذا؟ ليس الأطفال وحدهم، بل آباءهم أيضاً! أتسمع أصوات الأنين؟ لقد أصيب أحد أصدقائنا. و أخذت الحجارة جميعها في السد تتناقل أخبار الحادث. قال حجر وهو أحد الصخور القريبة من والد صخر: - الإصابة ليست كبيرة .. لكن إذا تكررت من الممكن أن تلحق أضراراً بالغة. ظهر العبوس على وجوه الصخور و مر اليوم على هذا المنوال إلا أنه مع هبوط الليل و سكون الأصوات، أخذ صخر يفكر .. كانت أصوات تنفس آسرته وأصدقائه بجواره عالياً، إلا أنه لم يستطع النوم .. إنه لم يعد يرغب في البقاء في هذه القرية .. من الممكن أن يتركها و يجعل النهر يجرفه إلى قرية أخرى .. عله يكون شيئاً آخراً غير حجر في منتصف سد .. شعر صخر بالحنين نحو أسرته وأخته إلا أنه تغلب على مشاعره و بعزيمة أن يلقى نفسه في النهر .. مع ارتطام جسم صخر بالماء أحس ببرودته وبأنه قد تحرر من مكانه .. من قيوده .. لكن النهر لا يجرفه.. ماذا حدث؟؟ إنه أثقل من الماء، و بصعوبة يتحرك جسده ليلتصق بضفة النهر! إلا أنه وقبل أن يقوم بخطوه أخرى، سمع أصواتاً طَرْق عالية وصراخ ثم أحس بثقل العديد من الحجارة يلقى فوقه. و بعد فتره من الانهيار، بدأت مياه النهر تعلو و تغرق الصخور و تزحف نحو القرية. أخذ صخر يعلو بصوته منادياً على والده و أخته ووالدته .. فلم يسمع صوت أحد منهم يرد عليه، إلا أنه سمع بعض الأصوات تغمغم بأنه قد حدثت ثغرة في السد مما أدى إلى انهيار. غص حلق صخر وأحس بأنة هو من أحدث هذه الثغرة. وسمع أصوات أهل القربة تأخذ في الارتفاع من بعد وتبين أن المياه قد أغرقت القرية. في هذه الأثناء، كان أهل القرية يحاولون مجابهة تسلل المياه إلى منازلهم بأن قسموا أنفسهم إلى قسمين؛ قسم يقوم بمساعدة المنازل آلتي تسللت إليه المياه وإنقاذ أهلها، و القسم الثاني يقوم بإعادة بناء الجسر المنهار من السد بمنع زحف المياه. و مع ساعات الصباح الأولى كان كل شئ قد عاد إلى وضعه لكن الدمار كان قد حلّ بالكثير من المنازل الصغيرة. تجمع أهل القرية حول بعضهم البعض مهنئين؛ وقف بينهم الشيخ صالح إمام المسجد وعلا صوته طالباً منهم الاستماع لما سوف يقوله .. فقال : أهل قريتي، بما أنني إمام مسجدكم فأظن أنكم سوف تثقون وتستمعون إلى حديثي؛ لقد تعرضنا أمس لحادث صعب اختبر الله فيه قوه إيماننا ورضاءنا على ما ابتلينا، فلنحمد الله عز وجل ونشكره على إنقاذنا من الغرق، لأنه من الواجب أن نفكر لماذا حل هذا بنا، لقد أتلفنا السد الذي صنعناه بأيدينا ليحمى قريتنا.. أبناؤكم يكسرون الحجارة ليلعبوا بها، أنتم أنفسكم تستخدمون حجارتها لتشعلون النار مما يؤدي إلى تلف السد. إن ما نبحث عنه في قريتنا هي السعادة والأمان، فمن المهم أن نحافظ على ما بنيناه بأيدينا و نتعاون معا في عدم إتلافه. كان هذا الحديث يصل إلى مسامع حجارة السد التي أعادها أهل القرية إلى أماكنها السابقة. علق والد صخر: -أتسمع يا بنى ما يقوله الإمام؟ إن هؤلاء الناس يقدروننا و يعرفون قيمة وجودنا حماية لقريتهم، إذن فعلينا ألا نستهين بأنفسنا. حاول صخر أن يتغلب على دموعه .. وقال بصوت حزين: نعم يا والدي، لقد أخطأت بتركي مكاني، لقد اعتقدت أنني جزء صغير من سد كبير لن يتأثر بعدم وجودي. قالت حجرة: -ولكنه تأثر، إن العمل لا يقاس بحجم من يقوم به. وربتت والدته على رأسه في حنان .. وقالت: اهدأ يا ولدي و ابتسم، لقد انتهى كل شيء، ونحن سامحناك وعليك أن تعلم أن السد المنيع تشترك في صنعه الأحجار الكبيرة والأحجار الصغيرة. ارتسمت ابتسامة رضا على وجه صخر، و سمع الجميع غناء عصافير الصباح و أحسوا بدفء الشمس تجفف الأراضي المبتلة بمياه الفيضان، والشيخ صالح من بعيد يستعد ليؤذن بالناس للصلاة. ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO ::::::::::: القصة إهداء إلى : رنون الجميلة Dr.love ferdos paradise
__________________
أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
العلامات المرجعية |
|
|