اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 11-03-2013, 10:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


دلائل النبوة

د. محمد بن لطفي الصباغ


قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله: "والآيات والبراهين الدالَّة على نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرة... ويسمِّيها مَن يسمِّيها من النُّظَّار (معجزات)، وتسمَّى (دلائل النبوَّة) و(أعلام النبوَّة)، ونحو ذلك، وهذه الألفاظ إذا سُمِّيت بها آيات الأنبياء، كانت أدلَّ على المقصود من لفظ (المعجزات)"[1].

ومهما يكن من أمرٍ، فإن قولنا: (دلائل النبوة) أصبح لفظًا شائعًا مُستعمَلاً عند العلماء الذين كتبوا في هذا الموضوع، والمعجزات هي من دون شكٍّ من دلائل النبوَّة.

أقول: إن المعجزة ظاهِرَة تكرَّرت في حياة الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - لتكون دليلاً على صِدْقِ دعواهم، وقد قصَّ القرآنُ الكريم علينا كثيرًا من أنباء المعجزات التي جاءت مُصَدِّقة لرسل الله المتقدِّمين من أمثال: ناقةِ صالح، وعصا موسى، وركوبه البحر، وإحياءِ عيسى الموتى، وإبرائه الأَكْمَه والأَبْرَص.

ولا بُدَّ في المعجزة من أن تتوافَرَ فيها ثلاثة أمور:
1- أنها أمر خارِق للعادة، غير جارٍ على ما اعتاد الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية؛ ولذا فهي غير قابلة لتفسيرها على نحو ما يجري عادَةً في الحياة.

2- أنها مقرونة بالتحدِّي، تحدِّي المكذِّبين أو الشاكِّين، ولا بُدَّ أن يكون الذين يُتَحدَّونَ من القادِرين على الإتيان بمثل المعجزة إن لم تكن من عند الله، وإلاَّ فإن التحدِّي لا يُتَصوَّر؛ إذ إننا لا نستطيع تصوُّرَ بطل في المُلاكَمة يتحدَّى طفلاً؛ لأن هذا الطفل عاجِزٌ عن مقابلته.

وفي ذلك ردٌّ لزعم أبي إسحاق النظَّام من أنَّ العرب سُلِبوا القدرةَ على الإتيان بمثل القرآن مع إمكانهم ذلك.

3- أنها أمر سالِم عن المُعارَضَة، فمتى أمكن لأحدٍ أن يُعارِضَ هذا الأمر ويأتي بمثله، بَطَلَ أن يكون معجزة.

والمعجزة على نوعين: حسيَّة وعقليَّة.

والمُلاحَظ: أن أكثر معجزات الأنبياء السابِقين كانت حسيَّة، في حين نجد أنَّ المعجزة الكبرى التي جاء بها نبيُّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - عقليَّة، ونعني بهذه المعجزة القرآنَ الكريمَ، وهناك معجزات أخرى حسيَّة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - جاء في الصحيح أخبارُها وهي كثيرة.

ولعلَّ مَرَدَّ ذلك إلى أن هذه الشريعةَ آخِرُ الشرائع، وستبقى أَبَدَ الدَّهْرِ إلى يوم القيامة، ومن أجل ذلك فقد خُصَّت بالمعجزة العقليَّة الباقِيَة، ليراها ذوو البصائر في كلِّ العصور ومهما تقدَّم الزمان. ومن ثَم فإن معجزات الأنبياء السابقين - عليهم السلام - قد انقرَضَتْ بانقراض أعصارهم، فلم يشاهدها إلا مَن حضَرَها، أما معجزةُ القرآن فباقيةٌ مستمرَّة إلى يوم القيامة.

وبنحوٍ من هذا الذي ذكرنا، فسَّر العلماء قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أُعطِيَ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنما كان الذي أُوتِيتُه وَحيًا أَوْحاهُ الله إليَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرَهم تَبَعًا يوم القيامة))[2].

نعم، إن القرآن الكريم هو أعظم دلائل نبوَّة نبيِّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كان قومه يَصِفُونه قبل النبوَّة بالصادق الأمين، وقد لبث فيهم أربعين سنةً لم يسمعوا منه شيئًا مثل القرآن، ثم أوحى الله إليه هذا الكتابَ فبلَّغهم رسالة الله؛ يقول تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 16- 17].

وكان القرآن مُعجِزًا للعرب ذوي الفصاحة وأُولي البلاغة، تحدَّاهم فلم يقدر أحدٌ منهم على معارَضَتِه، وقد قرَّر القرآن أن مجرَّد سماع العرب لآياته حُجَّة كبرى عليهم، وكفى بهذا دليلاً على إعجازه؛ قال الله تعالى في صَدَدِ الردِّ على طلبهم المعجزات، مشيرًا إلى أنَّ هذا الكتابَ يُغنِي عن كلِّ معجزة: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾ [العنكبوت: 50- 51].

فأخبَرَ سبحانه: أنَّ الكتاب الكريم الذي أنزَلَه، والذي يُتلى عليهم هو آيةٌ من آيات الله، كافٍ في الدلالة على صدق نبوَّة هذا النبي الكريم، قائمٌ مقام معجزات كثيرة، فلماذا يطلب هؤلاء القوم الآيات؟ أَوَلا يكفيهم هذا الكتاب الذي يَفوقُ كلَّ معجزات الأنبياء السابقين في الدلالة على نبوَّته؟!

ويقول تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ﴾ [التوبة: 6]؛ ذلك لأن العربيَّ إذا سمع كلام الله وتذوَّقه قادَه ذلك الكلام إلى الإيمان إن كان من المنصفين؛ لأنه لا يسمعه مُتَذوِّق مُنصِف إلا وينتهي به إلى الإيمان.

هذا؛ وقد أيَّد الواقع التاريخيُّ ذلك، فقد حدثتنا كتبُ السيرة أن مجرَّد سماع العربي للقرآن كان يُوقِفه على المعجزة العظمى، ويحمله ذلك على الإيمان، وأدرك ذلك كفَّار قريش، فكانوا يَنْهَون عن سماع القرآن، كما حكى الله - سبحانه - ذلك عنهم؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصِّلت: 26].

وكانوا يسعَوْن جهدهم للحيلولة بين رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبين مَن يأتي من وفود العرب إلى مكَّة، ومن ذلك ما جاء في "سيرة ابن هشام" من إسلام الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيِّ: قَدِم الطُّفَيْلُ مكَّة، ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بها، فمشى إليه رجلٌ من قريش، وكان الطُّفَيْلُ شَريفًا شاعرًا لبيبًا، فقالوا له: يا طُفَيل، إنك قَدِمتَ بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا[3]، وقد فرَّق جماعَتَنا وشتَّت أمرنا، وإنما قوله كالسحر، يفرِّق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين زوجته، وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمَنَّه ولا تسمعَنَّ منه شيئًا.

قال الطُّفَيل: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعتُ ألاَّ أسمعَ منه شيئًا، ولا أكلِّمَه، وحشَوْتُ في أذني حين غدوت إلى المسجد كُرْسُفًا[4] فَرَقًا من أن يبلغني شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه.

فغدَوتُ إلى المسجد فإذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قائم يصلِّي عند الكعبة، فقمت منه قريبًا، فأبى الله إلا أن يُسمِعَني بعضَ قوله، فسمعت كلامًا حسنًا، فقلت في نفسي: واثكلَ أمِّي! والله إني لَرجلٌ لبيب شاعر، ما يخفى عليَّ الحسنُ من القبيح، فما يمنعني أن أسمعَ من هذا الرجل ما يقول؟! فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته.

فمكثت حتى انصَرَف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى بيته، فاتبعته، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إنَّ قومك قد قالوا لي كذا وكذا... فوالله ما برحوا يخوِّفونني أمرَك حتى سددتُ أذني، بكُرْسُفٍ لئلاَّ أسمع قولك، ثم أَبَى الله إلا أن يُسمِعَني قولك، فسمعت قولاً حسنًا، فاعرِضْ عليَّ أمرك.

فعرض عليَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتلا عليَّ القرآن، فلا والله ما سمعت قولاً قطُّ أحسن منه، ولا أمرًا أعدل منه، فأسلمتُ وشهدت شهادةَ الحق[5].

ونتوقَّع أن أمثال هذه الحادثة كثيرٌ، لقد كان القرآن الكريم من أعظم دلائل نبوَّته - صلوات الله وسلامه عليه.

ــــــــــــــــ
[1] "الجواب الصحيح لِمَن بدَّل دين المسيح" 4/ 67.

[2] "صحيح البخاري" برقم (4981)، ومسلم برقم (152).

[3] أي: اشتدَّ أمره بنا.

[4] الكُرْسُف: القطن.

[5]"سيرة ابن هشام"؛ تحقيق السقا وزميليه 2/ 2- 23، و"الرَّوض الأُنُف" 2/ 130، و"البداية والنهاية" 3/ 98.






__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 11-03-2013 الساعة 10:20 PM
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 12-03-2013, 05:51 AM
فاى 11 فاى 11 غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 806
معدل تقييم المستوى: 12
فاى 11 is on a distinguished road
افتراضي

"مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُعَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"
اللهم صلى وسلم وبارك على معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم


بارك الله فيك وجزاك خيرا
جعله الله فى موازيين حسناتك
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 12-03-2013, 08:31 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاى 11 مشاهدة المشاركة
"مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُعَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"
اللهم صلى وسلم وبارك على معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم


بارك الله فيك وجزاك خيرا
جعله الله فى موازيين حسناتك
اللهم صلى ويارك وزد وسلم على الحبيب محمد
واياكم بارك الله فيكم ورضى عنكم
وعن والديكم
__________________
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 13-03-2013, 11:50 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الدليل على أن النبي عرج به إلى السماء فرأى جبريل عليه السلام في صورته عند سدرة المنتهى وقبل ذلك كان قد رأى جبريل عليه السلام في صورته وهو بالأفق الأعلى
قال الله عز وجل (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الوليد قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا عباد بن العوام قال حدثنا الشيباني ح
وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب قال أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني المنيعي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الحسين هو ابن علي عن زائدة عن الشيباني قال سألت زرا عن قوله عز وجل (وكان قاب قوسين أو أدنى) فقال حدثنا عبد الله أنه رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح


رواه البخاري في الصحيح عن طلق بن غنام عن زائدة
ورواه مسلم عن أبي الربيع
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الوليد قال أخبرنا الحسن ابن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن الشيباني عن زر بن حبيش عن عبد الله (ما كذب الفؤاد ما رأى) قال رأى جبريل له ستمائة جناح رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله ما كذب الفؤاد مع رأى رسول الله جبريل وعليه حلو من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو علي الحافظ قال حدثما يحيى ابن محمد بن صاعد قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة عن زكريا ح
أخبرنا أبو عبد الله قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زكريا عن ابن اشوع عن الشعبي عن مسروق قال قلت لعائشة فأين قوله تعالى دنا فتدلى قالت إنما ذلك جبريل عليه السلام كان يأتيه في صورة الرجال وأنه أتاه في هذه المرة في صورته فسد أفق السماء
أخرجاه في الصحيح ورواه البخاري عن محمد بن يوسف عن أبي أسامة
ورواه مسلم عن ابن نمير أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا ابن بكير قال حدثنا عبد الله بن لهيعة قال حدثني محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أن نبي الله كان أول شأنه يرى في المنام فكان أول ما رأى جبريل بأجياد أنه خرج لبعض حاجته فصرخ به يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثم نظر فلم ير شيئا فرفع بصره فإذا هو يراه ثانيا إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب محمد حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قوله عز وجل (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) الآية
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا الحارث بن عبيد الإيادي عن أبي عمران
الجوني عن أنس قال قال رسول الله بينا أنا جالس إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت يعني إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعد جبريل في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي فلو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلي جبريل فإذا هو كأنه حلس فعرفت فضل علمه بالله علي ففتح لي باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دوني حجاب رفرف الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي
وقال غيره في هذا الحديث في آخره ولط دوني الحجاب رفرف الدر والياقوت
هكذا رواه الحارث بن عبيد ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن رسول الله كان في ملأ من أصحابه فجاءه جبريل فنكت في ظهره فذهب به إلى الشجرة فيها مثل وكري الطير فقعد في أحدهما وقعد جبريل في الآخر فتسامت بناحتي بلغت الأفق فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها فدلي بسبب وهبط النور فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحى إلي نبيا ملكا أو نبيا عبدا أو إلى الجنة ما أنت فأومأ إلي جبريل وهو مضطجع أن تواضع قال قلت لا بل نبيا عبدا

أخبرنا ابو الحسين بن بشران العدل ببغداد قال أخبرنا أبو جعفر محمد ابن عمرو بن البختري وإسماعيل بن محمد الصفار من فيهما قالا حدثنا سعدان بن نصر قال حدثنا محمد بن عبد الله عن ابن عون قال أنبأنا القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت من زعم أن محمدا رأى ربه عز وجل فقد أعظم الفرية على الله عز وجل ولكن رأى جبريل عليه السلام مرتين في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج عن محمد ابن عبد الله الأنصاري
قلت فالمرة الأولى التي رآه هي المذكورة فيما كتبنا من سورة النجم وقد روينا أنها نزلت بعدما هاجر عثمان بن عفان وعثمان بن مظعون وأصحابهما إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى فلما قرأها رسول الله في الصلاة وسجد وسجد المسلمون والمشركون وبلغهم الخبر رجعوا ثم هاجروا الهجرة الثانية مع جعفر بن أبي طالب وذلك كان قبل المسرى بسنتين


ثم رآه في المرة الثانية ليلة أسرى به عند سدرة المنتهى في صورته التي هي صورته وهو قول الله عز وجل ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ويحتمل أن السورة نزلت في الوقت الذي هو مشهور عند أهل المغازي غير هذه الآيات ثم نزلت هذه الآيات في رؤيته إياه نزلة أخرى بعد المسرى فألحقت بالسورة والله أعلم
اخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا حسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا علي بن مسهر عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى جبريل عليه السلام ورواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو بكر بن فورك قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سليمان الشيباني قال مر بنا زر بن حبيش فقمت إليه فسألته عن قول الله عز وجل (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال زر قال عبد الله هو ابن مسعود رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح

رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله في قوله عز وجل (ولقد رآه نزلة أخرى) قال قال رسول الله رايت جبريل عند سدرة المنتهى عليه ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل الدر والياقوت وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا الباغندي قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال رأى رفرفا أخضر قد ملأ الأفق
رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة
ويريد ابن مسعود بذلك أنه رأى جبريل عليه السلام في صورته على رفرف أخضر
وقد روي ذلك من وجه آخر عنه مبينا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا السري بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن بهلول قال حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة بن مصرف عن مرة الهمداني عن عبد
الله بن مسعود قال لما أسرى بالنبي فانتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة كذا في هذه الرواية وإليها ينتهي ما يصعد به حتى يقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها حتى يقبض منها إذ يغشى السدرة ما يغشى قال غشيها فراش من ذهب وأعطي رسول الله الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وعفر لمن لا يشرك بالله المقحمات
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب عن عبد الله بن نمير
وهذا الذي ذكره عبد الله بن مسعود طرف من حديث المعراج وقد رواه أنس ابن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي ثم عن أبي ذر عن النبي ثم رواه مرة مرسلا دون ذكرهما أما روايته عن مالك بن صعصعة ففيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف قال أخبرنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي أنه قال بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين قال فأتيت فانطلق بي ثم أتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا قال قادة قلت لصاحبي ما تعني قال إلى أسفل بطني فاستخرج
قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه قال وحشي أو قال وكنز إيمانا وحكمة الشك من سعيد قال ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوة عند أقصى طرفه فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل من هذا فقال جبريل فقيل ومن معك قال محمد قالوا أو قد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على آدم عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يحيى وعيسى
قال سعيد أحسبه قال ابني الخالة
فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يوسف فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف فسلمت عليه فقال مرحبا
بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إدريس عليه السلام فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك إدريس فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قال عبد الوهاب قال سعيد وكان قتادة يقول عندها قال الله (ورفعناه مكانا عليا) ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء قال فأتيت على هارون فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك هارون فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء قال فأتيت على موسى عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك موسى فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزته بكى فنودي ما يبكيك قال يا رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل وقيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إبراهيم عليه السلام فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك إبراهيم فسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح والنبي
الصالح ورفع لنا البيت المعمور فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ثم رفعت لنا سدرة المنتهى فحدث نبي الله أن ورقها مثل آذان الفيلة وأن نبقها مثل قلال هجر وحدث النبي أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذه الأنهار يا جبريل فقال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات قال وأتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن فقيل لي أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة وفرضت علي خمسون صلاة كل يوم أو قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم الشك من سعيد فجئت حتى أتيت على موسى فقال لي بما أمرت فقلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فحط عني خمس صلوات فما زلت اختلف بين ربي وبين موسى كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم فلما أتيت على موسى قال لي بما أمرت قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة
وإن أمتك لا يطيقون ذلك فأرجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك قلت لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال فنوديت أو ناداني مناد الشك من سعيد أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها
أخرجه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن محمد أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة
وأخرجه أيضا عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن رسول الله قال فذكر نحوه وزاد فيه فأتيت بطست من ذهب ممتليء حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن فغسل بماء زمزم ثم مليء حكمة وإيمانا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا مخلد بن جعفر قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام فذكره
وأخرجه البخاري عن هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن انس بن مالك عن صعصعة أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسرى به بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول

من قصة إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل ولقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم ذكر الحديث بطوله على هذا النسق بمعنى حديث ابن أبي عروبة إلا أنه قال بعد ذكر سدرة المنتهى والأنهار ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم ثم ذكر باقي الحديث بمعناه
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد بن محمد الخلال الجرجاني قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال حدثنا أبو خالد هدبة بن خالد فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال ثم رفع لي البيت المعمور
قال قتادة وحدثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبي أنه رأى
البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه ثم رجع إلى حديث أنس وأما روايته عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا عبيد بن شريك قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس ح
وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال أخبرني الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن التجيبي قال أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ثم أفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال هل معك أحد قال نعم معي محمد قال أأرسل إليه قال نعم

فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا آدم عليه السلام وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى قال ثم عرج بي جبريل عليه السلام حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح
قال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة فلما مر جبريل برسول الله بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قال قلت من هذا قال هذا إدريس قال ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا موسى
قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا عيسى
ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت
من هذا قال هذا إبراهيم
قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول الله ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الأقلام
قال ابن حزم وأنس بن مالك قال رسول الله ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت بموسى فقال موسى ماذا فرض ربك على أمتك قال فقلت فرض عليهم خمسين صلاة قال موسى فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها قال فرجعت إلى موسى وأخبرته فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي قال فرجعت إلى موسى قال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي قال ثم انطلق بي حتى أتى سدرة المنتهى
فغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن عبد الله بن بكير ورواه مسلم عن حرملة بن يحيى
وأنبأنا رواية أنس بن مالك عن النبي فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختوية قال حدثنا أبو مسلم ومحمد بن يحيى بن المنذر قالا حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد ابن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله قال أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته فسار بي حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربطها الأنبياء ثم دخلت فصليت ثم خرجت فأتاني جبريل بإناء من لبن وإناء من خمر فاخترت اللبن فقال جبريل أصبت الفطرة قال ثم
عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل ففتح لنا فإذ بآدم عليه السلام قال فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقال من أنت فقال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى عليهما السلام قال فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال قد أرسل إليه قال ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن قال فرحب ودعا لي بخير قال ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاسفتح جبريل قيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى عليه السلام فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال أنا جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد
أرسل إليه قال وقد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام فإذا هو مستند إلى البيت المعمور فرحب بي ودعا لي بخير فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه قال ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله عز وجل يستطيع أن ينعتها من حسنها قال فدنا فتدلى فأوحى إلى عبده ما أوحى ة وفرض علي في كل يوم خمسون صلاة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى قال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة في كل يوم وليلة قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت فقلت أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فعلت قلت قد حط عني خمسا فقال إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال هي خمس صلوات في كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة
هذا حديث أبي مسلم قال محمد بن يحيى بن المنذر العرار في حديثه فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة فإن علمها كتبت عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته بما فعلت قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف قال قلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت

رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ عن حماد بن سلمة إلا أنه لم يذكر قوله فدنا فتدلى وإنما قال فأوحى إلى عبده ما أوحى فيحتمل أن تكون زيادة في الحديث غير محفوظة فإن كانت محفوظة كما رواه حجاج ابن منهال وكما رواه شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك فيحتمل أن يكون جبريل عليه السلام فعل ذلك بالنبي حين رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى كما فعله في المرة الأولى
وفي حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤيته جبريل عليه السلام أصح
فقد روينا عن مسروق عن عائشة أنه ذكر لها قول الله عز وجل ( ولقد رآه بالأفق المبين ) ( ولقد رآه نزلة أخرى) فقالت عائشة أنا أول هذه الأمة سأل عن هذا رسول الله فقال إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين
وقد ذكرنا ذلك بشرحه في كتاب الأسماء والصفات وفي كتاب الرؤية وبالله التوفيق
وفي رواية ثابت عن أنس دليل على أن المعراج كان ليلة أسرى به من مكة إلى بيت المقدس

أخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثنا إسحاق بن الحسن قال حدثنا حسين بن محمد قال قال حدثنا شيبان عن قتادة عن أبي العالية قال حدثنا ابن عم نبيكم ابن عباس قال قال نبي الله رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران عليه السلام رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس وأري مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله عز وجل إياه قال (فلا تكن في مرية من لقائه) قال فكان قتادة يفسرها أن نبي الله قد لقي موسى (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) قال جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل
رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن شيبان
وأخرجاه من حديث شعبة عن قتادة مختصرا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا ابو الفضل بن إبراهيم قال
حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي حين أسري به لقيت موسى فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى فنعته النبي قال ربعة أحمر كإنما خرج من ديماس يعني حمام قال ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر قيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربت فقيل لي هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع
ورواه البخاري عن محمود عن عبد الرزاق
وفي الحديث الصحيح عن سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله قال أتيت على موسى ليلة أسرى بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره
وروينا في الحديث الصحيح عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي قال وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي وذكر إبراهيم وعيسى ووصفهم ثم قال فجاءت الصلاة فأممتهم

__________________
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 13-03-2013, 11:54 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وروينا في حديث ابن المسيب أنه لقيهم في بيت المقدس
وروينا في حديث أنس أنه بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله تلك الليلة
وروينا في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة وعن أنس عن أبي ذر أن النبي رأى موسى بن عمران في السماء السادسة
وليس بين هذه الأخبار منافاة فقد يراه في مسيره وإنما يصلي في قبره لم يسار به إلى بيت المقدس كما أسري بالنبي فيراه في السماء وكذلك سائر من رآه من الأنبياء في الأرض ثم في السماء والأنبياء صلوات الله عليهم أحياء عند ربهم كالشهداء فلا ينكر حلولهم في أوقات بمواضع مختلفات كما ورد خبر الصادق به

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا دبيس المعدل قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة قالوا ما شطة ابنة فرعون وأولادها سقط مشطها من يدها فقالت بسم الله فقالت بنت فرعون أبي قالت ربي وربك ورب أبيك قالت أو لك رب غير أبي قالت نعم ربي وربك ورب أبيك الله قال فدعاها فقال ألك رب غيري قالت نعم ربي وربك الله قال فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها قالت إن لي إليك حاجة قال ما هي قالت تجمع عظامي وعظام ولدي في موضع قال ذاك لك لما لك علينا من الحق قال فأمرتهم فألقوا واحدا واحدا حتى بلغ رضيعا فيهم فقال قعي يا أمه ولا تقاعسي فإنا على الحق قال وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم
وأخبرنا علي قال أنبأنا أحمد قال حدثنا إسماعيل القاضي قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة فذكره بنحوه
وقد روى في قصة المعراج سوى ما ذكرنا أحاديث بأسانيد ضعاف وفيما
ثبت منها غنية وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى منها ما هو أمثل إسنادا وبالله التوفيق
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب قال أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء قال أنبأنا أبو محمد بن أسد الحماني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال له أصحابه يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها قال قال الله عز وجل (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) قال فأخبرهم قال بينا أنا قائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته ببصري حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى شبيهة بدوابكم هذه بغالكم هذه مضطرب الأذنين يقال له البراق وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم تركبه قبلي يقع حافره مد بصره فركبته فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني يا محمد أنظرني
أسألك يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري يا محمد أنظرني أسألك يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه وبينما أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت يا محمد أنظرني أسألك فلم التفت إليها ولم أقم عليها حيث أتيت بيت المقدس فأوثقت دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توثقها به فأتاني جبريل عليه السلام بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن
فشربت اللبن وتركت الخمر فقال جبريل أصبت الفطرة فقلت الله أكبر الله أكبر فقال جبريل ما رأيت في وجهك هذا قال فقلت بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه قال ذاك داعي اليهود أما أنك لو أجبته أو وقفت عليه لتهورت أمتك قال وبينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يساري فقال يا محمد أنظرني أسألك فلم ألتفت إليه ولم أقم عليه قال ذاك داعي النصارى إما إنك لو أجبته لتنصرت أمتعك فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبها ولم أقم عليها قال تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة
قال ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلايق أحسن من المعراج ما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجب بالمعراج قال فصعدت أنا وجبريل فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك معكل ملك جنده ماية ألف ملك قال وقال الله عز وجل (وما يعلم جنود ربك إلا هو) فاستفتح جبريل باب السماء قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم فإذا أنا بآدم كهيئة يوم خلقه الله على صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها على عليين ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين ثم مضت هنية فإذا أنا بأخونة يعني الخوان المائدة التي يؤكل عليها لحم مشرح ليس يقربها أحد وإذا إنا بأخونة أخرى عليها لحم قد أروح ونتن عندها أناس يأكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام قال ثم مضت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة قال وهم على سابلة آل فرعون قال فتجيء السابلة فتطأهم قال فسمعتهم يضجون إلى الله سبحانه قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قال ثم مضت هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل قال فتفتح على أفواههم ويلقون ذلك الحجر ثم يخرج من أسافلهم فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا قال ثم مضت هنيئة فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن فسمعتهن يصحن إلى الله عز وجل قلت يا جبريل
من هؤلاء النساء قال هؤلاء الزناة من أمتك قال ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام تقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون فيقال له كل كما كنت تأكل من لحم أخيك قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون
ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل عن الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء الثالثة فإذا أنا بيحيى وعيسى معهما نفر من قومهما فسلمت عليهما وسلما علي
ثم صعدت إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء تكاد لحيته تصيب سرته من طولها قلت يا جبريل من هذا قال هذا المحبب في قومه هذا هارون بن عمران ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران رجل آدم كثير الشعر لو كان عليه قميصان لنفد شعره دون القميص وإذا هو يقول يزعم الناس إني أكرم على الله من هذا بل هذا أكرم على الله مني قال قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك موسى بن عمران قال ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي
ثم صعدت إلى السماء السابعة فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرحمن ساندا
ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال قلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك إبراهيم خليل الرحمن وهو نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي وإذا بأمتي شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد
قال فدخلت البيت المعمور ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على حر فصليت أنا ومن معي في البيت المعمور ثم خرجت أنا ومن معي قال والبيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال ثم رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي هذه الأمة وإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل فينشق منها نهران أحدهما الكوثر والآخر يقال له نهر الرحمة فاغتسلت فيه فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر
ثم إني دفعت إلى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت لمن أنت يا جارية قالت لزيد بن حارثة وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما وإذا أنا بطير كالبخاتي هذه فقال عندها وعلى جميع أنبيائه إن الله قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال ثم عرضته على النار فإذا فيها غضب الله ورجزه ونقمته لو
طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها ثم أغلقت دوني ثم إني دفعت إلى السدرة المنتهى فتغشى لي وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة قال وقال فرضت علي خمسون صلاة وقال لك بكل حسنة عشر إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة فإذا عملتها كتبت لك عشرا وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شيء فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة
ثم دفعت إلى موسى فقال بما أمرك ربك قلت بخمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا يطيقون ذلك ومتى لا تطيقه تكفر فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عني عشرا وجعلها أربعين فما زلت اختلف بين موسى وربي كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت إليه فقال لي بم أمرت قلت أمرت بعشر صلوات قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فرجعت إلى ربي فقلت أي رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عني خمسا وجعلها خمسا فناداني ملك عندها تمت فريضتي وخففت عن عبادي وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها ثم رجعت إلى موسى فقال بم أمرت قلت بخمس صلوات قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإنه لا يؤوده شيء فسله التخفيف لأمتك فقلت رجعت إلى ربي حتى استحييته
ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب أني أتيت البارحة بيت المقدس وعرج بي إلى السماء ورأيت كذا ورأيت كذا فقال أبو جهل بن هشام ألا تعجبون مما يقول محمد يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس ثم أصبح فينا وأحدنا يضرب مطيته مصعدة شهرا ومنقلبة شهرا فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة قال فأخبرهم بعير لقريش لما كان في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا
وأنها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا وكذا ومتاعه كذا وكذا فقال أبو جهل يخبرنا بأشياء فقال رجل من المشركين أنا اعلم الناس بيت المقدس وكيف بناؤه وكيف هيأته وكيف قربه من الجبل فإن يكون محمد صادقا فسأخبركم وإن يكن كاذبا فسأخبركم فجاءه ذلك المشرك فقال يا محمدا أنا أعلم الناس ببيت المقدس فاخبرني كيف بناؤه وكيف هيأته وكيف قربه من الجبل قال فرفع لرسول الله بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته بناؤه كذا وكذا وهيأته كذا وكذا وقربه من الجبل كذا وكذا فقال الآخر صدقت فرجع إلى الصحابة فقال صدق محمد فيما قال أو نحوا من هذا الكلام
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال أنبأنا أبو يعقوب إسماعيل بن أبي كثير قاضي المدائن قال حدثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء حدثنا نوح بن قيس الحداني قال حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله حدثنا ما رأيت ليلة أسرى بك قال رسول الله أتيت بدابة أشبه الدواب بالبغلة غير أنه صغار الأذنين يقال له البراق وهو الذي كانت تحمل عليه الأنبياء يضع حافره حيث يبلغ طرفه فحملت عليه من المسجد الحرام فتوجه إلى المسجد الأقصى قال وذكر حديث المعراج بطوله
قال وحدثنا قتيبة قال حدثنا هشيم عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري مثله أو نحوه
ورواه معمر عن أبي هارون ببعض معناه
أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن
عدي الحافظ قال حدثنا محمد بن الحسن السكري البالسي بالرملة قال حدثنا علي بن سهل قال حدثنا حجاج بن محمد قال حدثنا أبو جعفر الرازي وهو عيسى بن ماهان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره عن النبي
ح وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله أن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني أخبرهم قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثني عيسى بن ماهان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة عن النبي أنه قال في هذه الآية (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) قال أتى بفرس فحمل عليه
__________________
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 13-03-2013, 11:57 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قال كل خطوة منتهى أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المهاجرون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيئا فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة قال ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤسهم عن الصلاة قال ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال ما هؤلاء يا جبريل قال ه ؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضج طيب ولحم آخر خبيث فجعلوا يأكلون من الخبيث ويدعون النضج الطيب فقال يا جبريل من هؤلاء قال هذا الذي يقوم وعنده امرأة حلالا طيبا فيأتي امرأة الخبيثة فتبيت معه حتى يصبح ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها شيء إلا قصعته يقول الله عز وجل (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون)
ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها قال يا جبريل ما هذا قال هذا رجل من أمتك عليه أمانة لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها
ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء خطب الفتنة
ثم أتى على حجر صغير يخرج منه نور عظيم فجعل النور يريد أن يدخل من حيث خرج ولا يستطيع قال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم عليها فيريد أن يردها ولا يستطيع
ثم أتى على واد فوجد ريحا باردة طيبة ووجد ريح المسك وسمع صوتا فقال يا جبريل ما هذه الريح الباردة الطيبة وريح المسك وما هذا الصوت قال هذا صوت الجنة تقول يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر عرفي وحريري وسندسي وإستبرقي وعبقري ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأباريقي وفواكهي وعسلي وخمري ولبني فائتني بما وعدتني فقال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا ومن خشيني آمنته ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كيفيته وأنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد (قد أفلح المؤمنون إلى تبارك الله أحسن الخالقين) قالت قد رضيت
ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا قال يا جبريل ما هذا الصوت قال هذا صوت جهنم يقول ائتني بأهلي وما وعدتني فقد كثر سلاسلي وأغلالي وسعيري وزقومي وحميمي وحجارتي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري فأتني بما وعدتني فقال لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت قد رضيت
قال ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة فلما قضيت قالوا يا جبريل من هذا معك قال محمد رسول الله وخاتم النبيين قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء قال ثم أتى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم قال فقال إبراهيم عليه السلام الحمد لله الذي اتخذ إبراهيم خليلا وأعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي وأنقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما
قال ثم إن موسى أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي كلمني تكليما واصطفاني برسالته وكلماته وقربني إليه نجيا وأنزل علي التوراة وجعل هلاك آلا فرعون على يدي ونجى بني إسرائيل على يدي
قال ثم إن داود أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي خولني ملكا وأنزل علي الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الطير والجبال وآتاني الحكمة وفصل الخطاب ثم إن سليمان أثنى على ربه قال الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل إلى آخر الآية وعلمني منطق الطير وكل شيء وأسال لي عين القطر وأعطاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي
ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل وجعلني أبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذنه ورفعني وطهرني من الذين كفروا وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان عليها سبيل
ثم إن محمدا أثنى على ربه فقال كلكم قد أثنى على ربه وإني مثن على ربي فقال الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت
للناس وجعل أمتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون وشرح صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما
فقال إبراهيم بهذا فضلكم محمد
قال ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتى بإناء منها فيه ماء فقيل له اشرب فشرب منه يسيرا ثم رفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب منه حتى روي ثم رفع إليه إناء آخر فيه خمر فقال قد رويت لا أريده فقيل له قد أصبت أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليلا قال ثم صعد به إلى السماء
فذكر الحديث بنحو مما رويناه في الأحاديث السابقة إلى أن قال ثم صعد إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم بيض الوجوه وقوم سود الوجوه وفي ألوانهم شيء فأتوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا منه وقد خلص من ألوانهم شيء ثم إنهم أتوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ثم دخلوا النهر الثالث فخرجوا وقد خلصت من ألوانهم مثل ألوان أصحابهم فجلسوا إلى أصحابهم فقال يا جبريل من هؤلاء بيض الوجه وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا النهر فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فقال هذا أبوك إبراهيم هو أول رجل شمط على وجه الأرض وهؤلاء بيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم قال وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء خلطوا
عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم
فأما النهر الأول فرحمة الله وأما النهر الثاني فنعمة الله وأما النهر الثالث فسقاهم ربهم شرابا طهورا
ثم انتهى إلى السدرة المنتهى فقيل لي هذه السدرة إليها منتهى كل أحد من أمتك ويخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
قال وهي شجرة يسير الراكب في أصلها عاما لا يقطعها وإن الورقة منها مغطية الخلق قال فغشيها نور الخالق وغشيها الملائكة
فكلمه ربه عند ذلك قال له سل قال إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجبال والجن والإنس وسخرت له الشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذنك وأعذته وأمه من الشياطين فلم يكن له عليهما سبيل فقال له ربه قد اتخذتك خليلا قال وهو مكتوب في التوراة خليل الرحمن وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي يعني بذلك الأذان وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وجعلت أمتك أمة وسطا وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم وجعلت أمتك لا تجوز عليهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي
وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم مبعثا وآتيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما
قال وقال النبي فضلني ربي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وألقى في قلب عدوي الرعب من مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت الأرض كلها لي مسجدا وطهورا وأعطيت فواتيح الكلام وخواتمه وجوامعه وعرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع
ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي وأمرت بخمسين صلاة فرجعت إلى موسى
فذكر الحديث بمعنى ما روينا في الأسانيد الثابتة غير أنه قال في آخره قال فقيل له اصبر على خمس فإنهم يجزين عنك بخمس كل خمس بعشر أمثالها قال فكان موسى أشد عليهم حين مر به وخيرهم حين رجع إليه

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي قال لما أسري برسول الله وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير قالوا فمتى يجيء قال يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينظرون وقد ولى النهار ولم يجيء فدعا النبي فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس فلم ترد الشمس على أحد إلا على رسول الله يومئذ وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فيه فدعا الله فرد عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم
قلت وقد روي في المعراج أحاديث أخر
منها حديث أبي حذيفة إسحاق بن بشر عن ابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس وإسحاق بن بشر متروك لا يفرح بما ينفرد به
ومنها حديث إسماعيل بن موسى القواريري عن عمر بن سعد المصري وذلك حديث راويه مجهول وإسناده منقطع وقد أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال أنبأنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق بهمدان قال حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني قال حدثنا أبو محمد إسماعيل بن موسى الفزاري قال حدثنا عمر بن سعد البصري من بني نصر بن قعين قال حدثني عبد العزيز وليث بن أبي سليم وسليمان الأعمش وعطاء بن

السائب بعضهم يزيد في الحديث على بعض عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن عبد الله بن عباس ومحمد بن إسحاق بن يسار عمن حدثه عن ابن عباس وعن سليمان أو سلمة العقيلي عن عامر الشعبي عن عبدالله بن مسعود وجويبر عن الضحاك بن مزاحم قالوا كان رسول الله في بيت أم هانيء راقدا وقد صلى العشاء الآخرة
قال أبو عبد الله قال لنا هذا الشيخ وذكر الحديث فكتبت المتن من نسخة مسموعة منه فذكر حديثا طويلا يذكر فيه عدد الروح والملائكة وغير ذلك مما لا ينكر شيء منها في قدرة الله تعالى إن صحت الرواية وفيما ذكرنا قبل حديث أبي هارون العبدي في إثبات المسرى والمعراج لغاية وبالله التوفيق
أنبأنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزاز قال حدثنا أبو حامد بن بلال قال قال أبو الأزهر قال جابر بن أبي حكيم قال رأيت في النوم رسول الله فقلت يا رسول الله رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به فقال النبي لا بأس به حدثنا عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري عنك ليلة أسري بك أنك قلت رأيت في السماء فحدثته بالحديث فقال لي نعم فقلت له يا رسول الله إن ناسا من أمتك يحدثون عنك في المسرى بعجائب فقال لي ذاك حديث القصاص
__________________
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 13-03-2013, 11:59 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

كيف فرضت الصلاة في الابتداء
أنبأنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا الأوزاعي قال سئل الزهري كيف كانت صلاة النبي بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فقال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت فرض الله الصلاة أول ما فرضها ركعتين ثم أتمها في الحضر وأقرت صلاة المسافر على الفريضة الأولى
هكذا رواه الأوزاعي ورواه معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت فرضت الصلاة على النبي بمكة ركعتين ركعتين فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعا وأقرت صلاة السفر ركعتين
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو بكر بن عبد الله قال
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا فياض بن زهير قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر فذكره ومن حديث معمر عن الزهري أخرجه البخاري في الصحيح وروي أيضا عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة واستثنى في هذه الرواية عن الأربع المغرب والصبح
وذهب الحسن بن أبي الحسن البصري إلى أن الصلوات فرضت في الابتداء بأعدادهن وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا يحيى بن أبي طالب قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن نبي الله لما جاء بهن إلى قومه يعني الصلوات خلى عنهم حتى إذا زالت الشمس عن بطن السماء نودي فيهم الصلاة جامعة ففزعوا لذلك واجتمعوا فصلى بهم رسول الله الظهر أربع ركعات لا يقرأ فيهن علانية رسول الله بين يدي الناس وجبريل بين يدي رسول الله يقتدي الناس برسول الله ويقتدي رسول الله بجبريل
ثم خلى عنهم حتى تصوبت الشمس وهي بيضاء نقية نودي بهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله العصر أربع ركعات دون صلاة الظهر رسول الله بين يدي الناس وجبريل عليه السلام بين يدي رسول الله يقتدي الناس برسول الله ورسول الله يقتدي بجبريل
ثم خلى عنهم حتى إذا غابت الشمس نودي فيهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله المغرب ثلاث ركعات يقرأ فيهن في كل ركعتين علانية وركعة لا يقرأ فيها علانية رسول الله بين يدي الناس وجبريل بين يدي رسول الله يقتدي الناس برسول الله ورسول الله
يقتدي بجبريل عليهما السلام
ثم خلى عنهم حتى إذا غاب الشفق وأبطأ العشاء فنودي فيهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله أربع ركعات يقرأ في ركعتين علانية ولا يقرأ في ركعتين يعني علانية يقتدي الناس بنبيهم ورسول الله يقتدي بجبريل عليه السلام
ثم بات الناس ولا يدرون أيزادون على ذلك أم لا حتى إذا طلع الفجر نودي فيهم الصلاة جامعة فاجتمعوا لذلك فصلى بهم رسول الله ركعتين يقرأ فيهما علانية ويطيل فيهما القراءة ورسول الله بين يدي الناس وجبريل عليه السلام بين يدي رسول الله يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي رسول الله بجبريل

تزوج النبي بعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وبسودة بنت زمعة بعد وفاة خديجة وقبل أن يهاجر إلى المدينة
وما أري في منامه من صورة عائشة رضي الله عنها وأنها امرأته
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل العطار ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج قال حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله بعد متوفى خديجة قبل مخرجه من مكة وأنا ابنة سبع أو ست سنين فلما قدمنا المدينة جاءني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة وأنا مجممة فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي إلى رسول الله وأنا ابنة تسع سنين
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال حدثنا ابن أبي مريم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي تزوجها وهي ابنة ست وأدخلت عليه وهي ابنة
تسع ومكثت عنده تسعا
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال تزوج رسول الله عائشة بعد موت خديجة بثلاث سنين وعائشة يومئذ بنت ست سنين وبنى بها رسول الله وهي بنت تسع سنين ومات رسول الله وعائشة ابنة ثماني عشرة سنة
ورواه أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبي إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي ابنة ست سنين ثم بنى بها وهي ابنة تسع سنين
ومن هذا الوجه أخرج البخاري في الصحيح هكذا مرسلا أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أحمد بن محمد النسوي قال حدثنا حماد ابن شاكر قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثني عبيد بن إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة فذكره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قال أريتك
في المنام مرتين أرى رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف فأراك فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه أخرجاه في الصحيح من أوجه عن هشام بن عروة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
ح وأنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد قال أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قالت عائشة لما ماتت خديجة بنت خويلد جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله فقالت يا رسول الله ألا تزوج قال ومن قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا فقال ومن البكر ومن الثيب فقالت أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك عائشة وأما الثيب فسودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك
قال فاذكريهما علي قالت فأتيت أم رومان فقلت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت وذاك ماذا قالت قلت رسول الله يذكر عائشة قالت انتظري فإن أبا بكر آت قالت فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له فقال أفتصلح له وهي ابنة أخيه فقال رسول الله أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي
قالت وقام أبو بكر فقالت لي أم رومان إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه والله ما أخلف وعدا قط يعني أبا بكر قالت فأتى أبا بكر
المطعم فقال ما تقول في أمر هذه الجارية قال فأقبل على امرأته فقال لها ما تقولين يا هذه قال فأقبلت على أبي بكر فقالت لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصيبه وتدخله في دينك الذي أنت عليه قالت فأقبل عليه أبو بكر فقال ماذا تقول أنت فقال إنها لتقول ما تسمع قالت فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء
قالت فقال لها أبو بكر قولي لرسول الله فليأت
قالت فجاء رسول الله فملكها
قالت خولة ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم قالت فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت أنعم صباحا قال من أنت قالت قلت خولة بنت حكيم قالت فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول قالت قلت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة قال كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك قالت قلت تحب ذاك قال قولي له فليأت قالت فجاء رسول الله فملكها قالت وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب وقال بعد أن أسلم لعمرك إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله سودة بنت زمعة
لفظ حديث أبي العباس
413
__________________
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 13-03-2013, 10:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

عرض النبي نفسه على قبائل العرب وما لحقه من الأذى في تبليغه رسالة ربه عز وجل إلى أن أكرم الله به الأنصار من أهل المدينة وما ظهر من الآيات لله عز وجل في إكرامه نبيه بما وعده من إعزازه وإظهار دينه
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا محمد ابن كثير قال أخبرنا إسرائيل
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الحسين بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا مصعب عن إسرائيل بن يونس عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال كان رسول الله يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي زاد مصعب بن المقدام في روايته قال فأتاه رجل من همدان فقال أنا فقال وهل عند قومك منعة وسأله من أين هو فقال من همدان ثم إن الرجل الهمداني خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله فقال
آتيهم فأخبرهم ثم ألقاك من عام قابل قال نعم فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي قال أخبرنا ا لقاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث القطان قال كان رسول الله في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم كل شريف قوم لا يسلهم مع ذلك إلا أن يروه ويمنعوه ويقول لا أكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك ومن كره لم أكرهه إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من ال*** حتى أبلغ رسالات ربي وحتى يقضي الله عز وجل لي ولمن صحبني بما شاء الله فلم يقبله أحد منهم ولم يأت أحد من تلك القبائل إلا قال قوم الرجل أعلم به أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه فكان ذلك مما ذخر الله عز وجل للأنصار وأكرمهم به

فلما توفي أبو طالب ارتد البلاء على رسول الله اشد ما كان فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يأووه فوجد ثلاثة نفر منهم سادة ثقيف يومئذ وهم أخوة عبد يا ليل بن عمرو وحبيب بن عمرو ومسعود بن عمرو فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه
فقال أحدهم أنا أمرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط
وقال الآخر أعجز الله أن يرسل غيرك
وقال الآخر والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا أبدا والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفا وحقا من أن أكلمك ولئن كنت تكذب على الله لأنت أشر من أن أكلمك
وتهزأوا به وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به وقعدوا له صفين على طريقه فلما مر رسول الله بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة وكانوا أعدوها حتى أدموا رجليه
فخلص منهم وهما يسيلان الدماء فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظل في ظل حبلة منه وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دما فإذا في الحائط عقبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما الله ورسوله فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسا وهو
نصراني من أهل نينوى معه عنب فلما جاءه عداس قال له رسول الله من أي أرض أنت يا عداس قال له عداس أنا من أهل نينوى فقال له النبي من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى فقال له عداس وما يدريك من يونس بن متى قال له رسول الله وكان لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى
فلما أخبره بما أوحى الله عز وجل من شأن يونس بن متى خر عداس ساجدا لرسول الله وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء
فلما أبصر عقبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكنا فلما أتاهما قالا ما شأنك سجدت لمحمد وقبلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منا قال هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس ابن متى فضحكا به وقالا لا يفتنك عن نصرانيتك فإنه رجل خداع فرجع رسول الله إلى مكة
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء قال أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله الميكالي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي قال حدثنا عمرو بن سواد السرحي قال أنبأنا عبد الله بن
وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة حدثته أنها قالت لرسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال ما لقيت من قومك كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا هو جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله عز وجل قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت إن شئت نطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله بل أرجو أن يخرج الله من أشرارهم أو قال من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن ابن وهب
ورواه مسلم عن عمرو بن سواد وغيره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق قال حدثنا الزهري قال أتى رسول الله كندة في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له مليح فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه فأبوا أن يقبلوا منه نفاسة عليه ثم أتى حيا في كلب يقال لهم بنو عبد الله فقال لهم يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم فلم يقبلوا ما عرض عليهم
حديث سويد بن الصامت
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أشياخ من قومه قالوا قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا وكان سويد يسميه قومه فيهم الكامل لسنه وجلده وشعره قال فتصدى له رسول الله ودعاه إلى الله عز وجل وإلى الإسلام فقال سويد فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول الله وما الذي معك فقال مجلة لقمان يعني حكمة لقمان فقال رسول الله اعرضها علي فعرضها عليه فقال إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل منه قرآن أنزله الله عز وجل علي هو هدى ونور فتلا عليه رسول الله القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه وقال إن هذا لقول حسن ثم انصرف فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن ***ته الخزرج وكان رجال من قومه يقولون إنا لنرى أنه *** وهو مسلم وكان ***ه قبل بعاث
حديث إياس بن معاذ الأشهلي وحديث يوم بعاث
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم له فقالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا يا قوم هذا والله خير مما جئتم له
فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا

فسكت وقام رسول الله عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك
قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضرني من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات وكانوا لا يشكون أن قد مات مسلما قد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ما سمع أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو أسامة قال أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله تعالى لرسوله فقدم رسول الله المدينة وقد افترق ملأهم و***ت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام
رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة
حديث أبان بن عبد الله البجلي في عرض رسول الله نفسه على قبائل العرب وقصة مفروق بن عمرو وأصحابه
حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الفقيه الشاشي قال حدثنا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي قال حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي قال حدثنا محمد ابن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن ثعلب بن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة
فسلم وقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأي ربيعة أنتم أمن هامها أي من لهازمها فقالوا من الهامة العظمى فقال أبو بكر رضي الله عنه وأي هامتها العظمى أنتم قالوا من ذهل الأكبر قال منكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف قالوا لا
قال فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار قالوا لا
قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا
قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا
قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا
قال فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا
قال فمنكم أصحاب الملوك من لخم قالوا لا قال أبو بكر فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر قال فقام إليه غلام من بني شيبان يقال له دغفل حين تبين وجهه فقال
(إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله)
يا هذا قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل قال أبو بكر أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي القرشيين أنت قال من ولد تيم بن مرة فقال الفتى أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا قال لا قال فمنكم أظنه قال هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال لا قال فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير
السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء قال لا قال فمن أهل الإفاضة بالناس أنت قال لا قال فمن أهل الحجابة أنت قال لا قال فمن أهل السقاية أنت قال لا قال فمن أهل النداوة أنت قال لا قال فمن أهل الرفادة أنت قال فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول الله فقال الغلام
(صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه)
أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش قال فتبسم رسول الله قال علي فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة قال أجل أبا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق قال ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار فتقدم أبو بكر فسلم فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق بن عمرو وهانيء بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف العدد فيكم فقال مفروق أنا لنزيد على ألف ولن تغلب ألف من قلة فقال أبو بكر وكيف المنعمة فيكم فقال المفروق علينا الجهد ولكل قوم جهد فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى لعلك أخا قريش فقال أبو بكر رضي الله عنه قد بلغكم أنه رسول الله ألا هوذا
فقال مفروق بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه فقال رسول الله أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإلى أن تؤووني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد
فقال مفروق بن عمرو وإلام تدعونا يا أخا قريش فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا فتلا رسول الله (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
فقال مفروق وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ثم رجعنا إلى روايتنا قال فتلا رسول الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعلكم تذكرون)
فقال مفروق بن عمرو دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتباعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر

وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى بن حارثة سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة والسمامة فقال رسول الله ما هذان الصريان فقال أنهار كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا ان لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
فقال رسول الله ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم فلك ذلك قال فتلا رسول الله (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)
ثم نهض رسول الله قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم
قال فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله
قال فلقد رأيت رسول الله وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم
قال لنا أبو عبد الرحمن قال الشيخ أبو بكر قال الحسن بن صاحب كتب هذا الحديث عني أبو حاتم الرازي قلت وقد رواه أيضا محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك عن شعيب بن واقد عن أبان بن عبد الله البجلي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العماني حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا شعيب بن واقد حدثنا أبان بن عبد الله البجلي فذكره بإسناده ومعناه وروى أيضا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو محمد جعفر بن عنبسة الكوفي قال حدثني محمد بن الحسين القرشي قال حدثنا أحمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن ثعلب عن عكرمة عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب فذكره وقال خرج إلى منى وأنا معه
حديث سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وما سمع من الهاتف بمكة في نصرتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثني أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثنا عبد الحميد بن أبي عيسى بن خير كذا قال وهو عبد الحميد بن أبي عبس بن محمد بن خير عن أبيه قال سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس
(فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف)
لما أصبحوا قالوا أبو سفيان من السعدان أسعد بن بكر أم سعد بن هذيم فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول
(أيا يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف)

(أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف)
(فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف)
فلما صبحوا قال أبو سفيان هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة
__________________
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 13-03-2013, 10:21 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العقبة الأولى وما جاء في بيعة من حضر الموسم
من الأنصار رسول الله على الإسلام
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثني جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري في قصة خروج النبي إلى الطائف قال فرجع رسول الله إلى مكة فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار فيهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ورافع بن مالك وذكوان وعبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن بن ثعلبة وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره والذي اصطفاه الله به
من كرامته ونبوته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أيقنوا به واطمأنت قلوبهم إلى ما سمعوا منه وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من صفته فصدقوه واتبعوه وكانوا من أسباب الخير الذي سبب له
ثم قالوا قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الاختلاف وسفك الدماء ونحن حراص على ما أرشدك الله به مجتهدون لك بالنصيحة وإنا نشير عليك برأينا فامكث على رسلك باسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله عز وجل أن يصلح ذات بينهم ويجمع لهم أمرهم فإنا اليوم متباغضون متباعدون وإنك إن تقدم علينا ولم نصطلح لا يكون لنا جماعة عليك ولكنا نواعدك الموسم من العام المقبل
فرضي بذلك رسول الله فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به وتلوا عليهم القرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد اسلم فيها ناس ثم بعثوا إلى رسول الله معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يفقهنا ويدعو الناس بكتاب الله فإنه قمن أن يتبع
قال فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ابن قصي فنزل في بني تيم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرا ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم مع ذلك شديد استخفاؤهم
ثم إن أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر بني مرق فجلسا هنالك وبعثا إلى رهط من الأنصار فأتوهما مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ ويقول بعض الناس بل أسيد بن حضير فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال لأبي أمامة علام تأتينا في دورنا بهذا الوحيد الغريب الطريد
يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه لا أراك بعدها تسيء من جوارنا فقاموا ورجعوا
ثم إنهم عادوا مرة أخرى لبئر بني مرق أو قريبا منها فذكروا لسعد بن معاذ الثانية فجاءهم فتواعدهم وعيدا دون وعيده الأول فلما رأى اسعد بن زرارة منه لينا قال له يا ابن خالة استمع من قوله فإن سمعت منكرا فاردده بأهدى منه وإن سمعته حقا فأجب إليه
فقال ماذا تقول فقرأ عليه مصعب بن عمير (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
فقال سعد بن معاذ ما أسمع إلا ما أعرف فرجع سعد بن معاذ وقد هداه الله ولم يظهر لهما إسلامه حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر لهم إسلامه وقال من شك منكم فيه فليأت بأهدى منه فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دار من دور الأنصار أسلمت بأسرها
ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو آمنا ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافها
وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم وكان المسلمون أعز أهل
المدينة ورجع مصعب إلى رسول الله وكان يدعى المقريء
وقال ابن شهاب وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
هكذا ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قصة الأنصار في الخرجة الأولى
وذكرها ابن إسحاق عن شيوخه أتم من ذكره وزعم أنه لقي أولا نفرا منهم فيهم أسعد بن زرارة ثم انصرفوا حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم أثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوه بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوه فيهم أسعد بن زرارة وعبادة بن الصامت وبعث بعدهم أو معهم رسول الله مصعب بن عمير رضي الله عنه وعن جماعتهم ونحن نروي بإذن الله عز وجل القصة بتمامها
أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وعزاز نبيه وإنجاز موعده له خرج رسول الله في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا
قال ابن إسحاق حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه
قالوا لما لقيهم رسول الله قال لهم ممن أنتم قالوا نفر من الخزرج
قال أمن موالي يهود قالوا نعم
قال أفلا تجلسون أكلمكم قالوا بلى
قال فجلسوا معه فدعاهم رسول الله إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله لهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانت الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان فكانوا إذا كان بينهم شيء قالت اليهود إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه فن***كم معه *** عاد وإرم
فلما كلم رسول الله أولئك النفر ودعاهم إلى الله عز وجل قال بعضهم لبعض يا قوم اعلموا والله أن هذا النبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه فأجابوه لما دعاهم إلى الله عز وجل وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله عز وجل أن يجمعهم الله بك وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك
ثم انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا وهم فيما يزعمون ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة وعوف بن مالك بن رفاعة ورافع بن مالك بن العجلان وقطبة بن
عامر بن حديدة وعقبة بن عامر بن زياد وجابر بن عبد الله وذكر أنسابهم إلا أني اختصرتها
قال فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله
حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم اثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوا رسول الله بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوا رسول الله على بيعة النساء قبل أن تفترض الحرب منهم أسعد بن زرارة وعوف ومعاذ ابنا الحارث ورافع بن مالك وذكوان ابن عبد قيس وعبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبة وعباس بن عبادة بن نضلة وعقبة بن عامر وقطبة بن عامر وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة حليفان لهم
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الإسفرائني قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال حدثني رجل من قومه أنه بينما نفر منهم قد رموا الجمرة ثم انصرفوا عنها اعترضهم رسول الله فقال ممن أنتم قالوا من الخزرج فذكر الحديث بمعنى رواية يونس إلا أنه عد في الستة عوف بن عفراء ومعاذ بن عفراء بدل من عوف بن مالك وعقبة بن عامر

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبدالله الصنابحي عن عبد الرحمن بن عسيلة قال حدثني عبادة ابن الصامت قال بايعنا رسول الله ليلة العقبة الأولى ونحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم فبايعناه بيعة النساء على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وذلك قبل أن تفترض الحرب فإن وفيتم بذلك فلكم الجنة وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله إن شاء غفر وإن شاء عذب
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال حدثنا مرثد ابن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت قال كنا اثني عشر رجلا في العقبة الأولى فذكر الحديث بنحوه لم يقل وذلك قبل أن تفرض الحرب
وذكره جرير بن حازم عن ابن إسحاق
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ومحمد بن نعيم ومحمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالوا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن يزيد هو ابن أبي حبيب عن أبي الخير وهو مرثد عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله وقال
بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا ننتهب ولا نعصى بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله عز وجل
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال ثم انصرفوا وبعث رسول الله ومعهم مصعب بن عمير قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله إنما بعثه بعدهم وإنما كتبوا إليه أن الإسلام قد فشا فينا فابعث إلينا رجلا من أصحابك يقرئنا القرآن ويفقهنا في الإسلام ويقيمنا لسنته وشرائعه ويؤمنا في صلاتنا فبعث مصعب بن عمير فكان ينزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان مصعب يسمى بالمدينة المقرئ وكان أبو أمامة يذهب به إلى دور الأنصار يدعوهم إلى الإسلام ويفقه من أسلم منهم
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر وعبيد الله بن المغيرة
ابن معيقيب أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير حتى أتى به دار بني ظفر ودار بني عبد الأشهل فأتاهما من كان من أهل الدارين مسلما وسمع بهما سعد بن معاذ
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال لما انصرف عن رسول الله القوم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير
قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن مصعب بن عمير كان يصلي بهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن المغيرة بن معيقيب قال بعث رسول الله مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن قال وكان عبد الله بن أبي بكر يقول ما أدري ما العقبة الأولى
قال ابن إسحاق بلى لعمري لقد كانت عقبة وعقبة
قالا وكان منزله على أسعد بن زرارة وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ فخرج به يوما اسعد بن زرارة إلى دار بني عبد الأشهل فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل وكانا ابني عم يقال لها بئرمرق فسمع بهما سعد بن معاذ وكان ابن خالته أسعد بن زرارة فقال لأسيد بن حضير إئت أسعد بن زرارة فازدجره عنا
فليكف عنا ما نكره فإنه قد بلغني أنه قد جاء بهذا الرجل الغريب معه يتسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فإنه لولا ما بيني وبينه من القرابة كفيتك ذلك
فأخذ أسيد بن حضير الحربة ثم خرج حتى أتاهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير هذا والله سيد قومه قد جاءك فابل الله فيه بلاء حسنا
قال إن يقعد أكلمه فوقف عليهما متشتما فقال يا أسعد مالنا ولك تأتينا بهذا الرجل الغريب يسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فقال أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره
فقال قد أنصفتم ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب بن عمير وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم لتسهله ثم قال ما أحسن هذا وأجمله وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين قالا تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتصلي ركعتين ففعل
ثم قال لهما إن ورائي رجلا من قومي إن تابعكما لم يخالفكما أحد بعده
ثم خرج حتى أتى سعد بن معاذ فلما رآه سعد بن معاذ مقبلا قال أحلف بالله لقد رجع عليكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به ماذا صنعت قال قد ازدجرتهما وقد بلغني أن بني حارثة يريدون أسعد بن زرارة لي***وه ليخفروك فيه لأنه ابن خالتك فقام إليه سعد مغضبا فأخذ الحربة من يده قال والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج فلما نظر إليه أسعد بن زرارة قد طلع عليهما قال لمصعب هذا والله سيد من وراءه من قومه إن هو تابعك لم يخالفك أحد من قومه فاصدق الله فيه فقال مصعب بن عمير إن يسمع مني أكلمه


فلما وقف عليهما قال يا أسعد ما دعاك إلى أن تغشاني بما أكره وهو متشتم أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما طمعت في هذا مني فقال له أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته أعفيت مما تكره
قال انصفتماني ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا فيه الإسلام قبل أن يتكلم لتسهل وجهه
ثم قال ما أحسن هذا وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين فقالا له تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين فقام ففعل ثم أخذ الحربة وانصرف عنهما إلى قومه
فلما رآه رجال بني عبد الأشهل قالوا نقسم بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل أي رجل تعلموني فيكم قالوا نعلمك والله خيرنا وأفضلنا فينا رأيا قال فإن كلام نسائكم ورجالكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتصدقوا بمحمد فوالله ما أمسى في ذلك اليوم في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما
ثم انصرف مصعب بن عمير إلى منزل أسعد بن زرارة
كذا قال يونس في روايته فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية ابن زيد وخطمة ووائل وواقف ثم أن مصعب بن عمير رجع إلى مكة

وروينا عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أن مصعب بن عمير كان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكثت حينا أسمع ذلك منه فذكرت ذلك له فقال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي في هزم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا
قلت ويحتمل أن لا يخالف هذا قول ابن شهاب وكأن مصعب جمع بهم بمعونة أسعد بن زرارة فأضافه كعب إليه والله أعلم
__________________
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 13-03-2013, 10:26 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العقبة الثانية وما جاء في بيعة من حضر الموسم من الأنصار
رسول الله على الإسلام وعلى أن يمنعوه مما يمنعون منه
أنفسهم وأموالهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الاسفرايني بها قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا داود العطار قال حدثنا ابن خثيم عن ابن الزبير محمد بن مسلم أنه حدثه جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم مجنة وعكاط ومنازلهم بمنى من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة فلا يجد أحدا يؤويه ولا ينصره حتى أن الرجل يرحل صاحبه من مصر أو اليمن فيأتيه قومه أو ذوو رحمه فيقولون احذر فتى قريش لا يفتنك يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بأصابعهم حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام

ثم بعثنا الله عز وجل وائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله يطوف في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا عنده فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك فقال بايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة
فقمنا نبايعه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين رجلا إلا أنا فقال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكبار المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة و*** خياركم وإن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف إذا مستكم وعلى *** خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل فقلنا أمط يدك يا أسعد بن زرارة فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقبلها فقمنا إليه نبايعه رجلا رجلا يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثني محمد بن إسماعيل المقرئ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال حدثنا يحيى بن سليمان عن ابن خثيم عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري فذكر الحديث بمعناه إلا أنه زاد في وسط الحديث قال فقال له عمه العباس يا ابن أخي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك إني ذو معرفة بأهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين فلما نظر العباس في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث فقلنا يا رسول الله علام نبايعك فذكره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن القين أخو بني سلمة عن أخيه عبد الله عن أبيه كعب بن مالك قال خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله بالعقبة مع مشركي قومنا ومعنا البراء ابن معرور كبيرنا وسيدنا حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال يا هؤلاء تعلمن أني قد رأيت رأيا والله ما أدري توافقون عليه أم لا فقلنا وما هو يا أبا بشر قال إني قد أردت أن أصلي إلى هذه البنية ولا أجعلها مني بظهر فقلنا لا والله لا تفعل والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام قال فإني والله لمصل إليها فكان إذا حضرت الصلاة توجه إلى الكعبة وتوجهنا إلى الشام
حتى قدمنا مكة فقال لي البراء يا ابن أخي انطلق بنا إلى رسول الله حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فلقد وجدت في نفسي منه
بخلافكم إياي قال فخرجنا نسأل عن رسول الله فلقينا رجلا بالأبطح فقلنا هل تدلنا على محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال وهل تعرفانه إن رأيتماه فقلنا لا والله ما نعرفه ولم نكن رأينا رسول الله فقال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب فقلنا نعم وقد كنا نعرفه كان يختلف إلينا بالتجارة فقال فإذا دخلتما المسجد فانظرا العباس فهو الرجل الذي معه
قال فدخلنا المسجد فإذا رسول الله والعباس ناحية المسجد جالسين قال فسلمنا ثم جلسنا فقال رسول الله للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك فوالله ما أنسى قول رسول الله الشاعر قال نعم فقال له البراء يا رسول الله إني قد كنت رأيت في سفري هذا رأيا وقد أحببت أن أسألك عنه لتخبرني عما صنعت فيه قال وما ذاك قال رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها فقال له رسول الله قد كنت على قبلة لو صبرت عليها فرجع إلى قبلة رسول الله وأهله يقولون قد مات عليها ونحن أعلم به قد رجع إلى قبلة رسول الله وصلى معنا إلى الشام

ثم قد واعدنا رسول الله العقبة أوسط أيام التشريق ونحن سبعون رجلا للبيعة ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وإنه لعلى شركه فأخذناه فقلنا يا أبا جابر والله إنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه فتكون لهذه النار غدا حطبا وإن الله قد بعث رسولا يأمر بتوحيده وعبادته وقد أسلم رجال من قومك وقد واعدنا رسول الله للبيعة فأسلم وطهر ثيابه وحضرها معنا فكان نقيبا
فلما كانت الليلة التي واعدنا فيها رسول الله بمنى أول الليل مع قومنا فلما استثقل الناس في النوم تسللنا من قريش تسلل القطا حتى إذا اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله وعمه العباس ليس معه غيره أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فكان أول متكلم فقال يا معشر الخزرج وإنما كانت العرب تسمي هذا الحي من الأنصار أوسها وخزرجها إن محمدا منا حيث قد علمتم وهو في منعة من قومه وبلاده قد منعناه ممن هو على مثل رأينا فيه وقد أبى إلا الانقطاع إليكم وإلى ما دعوتموه إليه فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه فأنتم وما تحملتم وإن كنتم تخشون من أنفسكم خذلانا فاتركوه في قومه فإنه في منعة من عشيرته وقومه
فقلنا قد سمعنا ما قلت تكلم يا رسول الله فتكلم رسول الله ودعا إلى الله عز وجل وتلا القرآن ورغب في الإسلام فأجبناه بالإيمان به
والتصديق له وقلنا له يا رسول الله خذ لربك ولنفسك فقال إني أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونسائكم
فأجابه البراء بن معرور فقال نعم والذي بعثك بالحق مما تمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر
فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله أن بيننا وبين أقوام حبالا وإنا قاطعوها فهل عسيت إن الله أظهرك أن ترجع إلى قومك وتدعنا فقال رسول الله بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم

فقال له البراء بن معرور ابسط يدك يا رسول الله نبايعك فقال رسول الله أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا فأخرجوهم له
فكان نقيب بني النجار أسعد بن زرارة
وكان نقيب بني سلمة البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام
وكان نقيب بن ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو
وكان نقيب بني زريق رافع بن مالك بن العجلان
وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع
وكان نقيب القوافل بني عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت وفي الأوس من بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان
وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة فكانوا اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
قال فأخذ البراء بن معرور بيد رسول الله فضرب عليها وكان أول من بايع وتتابع الناس فبايعوا فصرخ الشيطان على العقبة بأبعد والله صوت ما سمعته قط فقال يا أهل الجباجب هلا لكم في مذمم ما يقول محمد والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم فقال رسول الله هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب أما والله لأفرغن لك ارفضوا إلى رحالكم
فقال العباس بن عبادة بن نضلة أخو بني سالم يا رسول الله والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله إنا لم نؤمر بذلك ارفضوا إلى رحالكم فرجعنا إلى رحالنا فاضطجعنا عل فرشنا
فلما أصبحنا أقبلت جلة من قريش فيهم الحارث بن هشام فتى شاب وعليه نعلان جديدان حتى جاءونا في رحالنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا لتستخرجوه من بين أظهرنا وإنه والله ما من العرب أحد أبغض إلينا أن ينشب الحرب فيما بيننا وبينهم منكم فانبعث من هناك من قومنا من المشركين يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما فعلناه وأنا أنظر إلى أبي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وهو صامت وأنا صامت فلما تثور القوم لينطلقوا قلت كلمة كأني أشركهم في الكلام يا أبا جابر أنت سيد من سادتنا وكهل من كهولنا لا تستطيع أن تتخذ مثل نعلي هذا الفتى من قريش فسمعه الفتى فخلع نعليه فرمى بهما إلي وقال والله لتلبسنهما فقال أبو جابر مهلا أحفظت لعمر الله الرجل يقول أخجلته اردد عليه نعليه فقلت والله لا أردهما فأل صالح والله إني لأرجو أن اسلبنه
قال ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال ثم انصرفوا عنهم وأتوا عبد الله بن أبي فسألوه وكلموه فقال إن هذا الأمر جسيم وما كان قومي لتفوتوا علي بمثله فانصرفوا عنه
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أخبرنا الحسن بن محمد
ابن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق فذكر هذه القصة بإسناد يونس بن بكير عن ابن إسحاق ومعناه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن العباس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون رسول الله إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود فإن كنتم ترون أنها إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم ***ا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم مستضلعون له وافون له بما عاهدتموه عليه على مصيبة الأموال و*** الأشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة
قال عاصم فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشتد لرسول الله بها العقد
وقال عبد الله بن أبي بكر ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم فيكون أقوى لهم
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال انطلق النبي معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم وهو أبو أمامة سل يا محمد لربك ما شئت ثم سل لنفسك بعد ذلك ما
شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك قال أسلكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واسلكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم قالوا فمالنا إذا فعلنا ذلك قال لكم الجنة قالوا فلك ذلك
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قال أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن يعقوب قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال انطلق رسول الله ومعه العباس وكان ذا رأي إلى السبعين من الأنصار ليلا على العقبة تحت الشجرة فذكر الحديث بنحوه وزاد قال فسمعت الشعبي يقول فما سمع الشيب ولا الشبان خطبة أقصر ولا أبلغ منها
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن زكريا قال حدثني مجالد عن عامر عن أبي مسعود الأنصاري بنحوه قال وكان أبو مسعود أصغرهم سنا
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال حدثنا يحيى قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت الشعبي يقول ما سمع الشيب والشبان خطبة مثلها
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا عمرو بن عثمان الرقي قال حدثنا زهير قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عبيد بن رفاعة قال قدمت روايا

خمر فأتاها عبادة بن الصامت فحرقها وقال أنا بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا فيه لومة لائم وعلى أن ننصر رسول الله إذا قدم علينا يثرب بما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فهذه بيعة رسول الله بايعناه عليها
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا يقول وإن استؤثر عليكم وقومي يلومونني على هذا الحرف فقلت والله لأحدثنك ما سمعت أبي يحدثني ولا تنازعن الأمر أهله وأن تقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
قال ابن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قال لأسعد بن زرارة أنت على قومك بما فيهم وأنا على باقي قومي كفالة ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قال لهم ابعثوا لي منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم فيما كان منهم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام فقال أسعد بن زرارة أحد
بني النجار نعم يا رسول الله فقال رسول الله وأنت نقيب على قومك فبايعوا رسول الله وأخذ منهم أثني عشر نقيبا ثم سماهم كما مضى في روايته عن معبد بن كعب بن مالك وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال حدثنا مالك قال كان أسيد بن حضير أحد النقباء وكانت الأنصار منهم اثنا عشر نقيبا وكانوا سبعين رجلا
قال مالك فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير له إلى من يجعله نقيبا قال مالك كنت أعجب كيف جاء من كل قبيلة رجلان ومن قبيلة رجل حتى حدثني هذا الشيخ أن جبريل عليه السلام كان يشير إليهم يوم البيعة يوم العقبة قال لي مالك عدة النقباء اثنا عشر رجلا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب
قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال حدثنا ابن أبي أوس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو الحسين قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن فليح عن يونس عن ابن شهاب قال وحدثنا يعقوب قال وذكر حسان بن عبدالله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة وهذا لفظ حديثه عن ابن عتاب قال ثم حج العام المقبل من الأنصار سبعون رجلا منهم أربعون رجلا من ذوي أسنانهم وثلاثون من شبابهم أصغرهم عقبة بن عمرو بن ثعلبة وهو أبو مسعود وجابر بن عبد الله فلقوه بالعقبة ومع رسول الله العباس بن عبد المطلب فلما أخبرهم رسول الله بالذي خصه الله عز وجل به من النبوة والكرامة ودعاهم إلى الإسلام وإلى أن يبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم أجابوا الله ورسوله وصدقوه وقالوا اشترط علينا لربك عز وجل ولنفسك ما شئت فقال رسول الله اشترط لربي أن لا تشركوا به شيئا واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون من أنفسكم وأموالكم فلما اطمأنت بذلك أنفسهم من الشرط أخذ عليهم العباس بن عبد المطلب المواثيق لرسول الله بالوفاء وعظم العباس الذي بينهم وبين رسول الله وذكر أن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن عدي بن النجار وذكر الحديث في مبايعة أبي الهيثم بن التيهان له أولا وما قال وما أجابه رسول الله بمعنى ما مضى في رواية ابن إسحاق ثم ذكر أسماء الذين بايعوه رضي الله عنهم قال عروة فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج سبعون رجلا وامرأة

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج وأفناء القبائل سبعون رجلا وامرأتان من بني الخزرج إحداهما أم عمارة وزوجها وابناها فجميع أصحاب العقبة مع المرأتين خمسة وسبعون نفسا
وسماهم ابن إسحاق وذكرهم ههنا مما يطول به الكتاب
قال ابن إسحاق فلما تفرق الناس عن بيعة رسول الله ليلة العقبة وكان الغد فتشت قريش عن الخبر والبيعة فوجدوه حقا فانطلقوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة وأفلتهم منذر بن عمرو فشدوا يدي سعد إلى عنقه بنسعة وكان ذا شعر كثير فطفقوا يجبذونه بجمته ويصكونه ويلكزونه إلى أن جاء مطعم بن عدي والحارث بن أمية وكان سعد يجيرهما إذا قدما المدينة حتى أطلقاه من أيديهم وخليا سبيله
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال كانت حواء بنت زيد بن السكن عند قيس بن عبيد الخطيب كذا قال وإنما هو ابن الخطيم بالمدينة وكانت أمها عقرب بنت معاذ أخت سعد بن معاذ فأسلمت حواء فحسن إسلامها وكان زوجها قيس على كفره فكان يدخل عليها وهي تصلي فيؤذيها وكان لا يخفي على رسول الله بمكة أمر يكون بالمدينة إلا بلغه وأخبره به

قال قيس فقدمت مكة في رهط من مشركي قومي حجاجا فبينا نحن إذ جاء رجل يسأل عني فدل علي فأتاني فقال أنت قيس قلت نعم قال زوج حواء قلت نعم قال فمالك تعبث بامرأتك وتؤذيها على دينها فقلت إني لا أفعل قال فلا تفعل ذلك بها دعها لي قلت نعم فلما قدم قيس المدينة ذكر ذلك لامرأته وقال فشأنك بدينك فوالله ما رأيته إلا حسن الوجه حسن الهيئة
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال كان معاذ بن عمرو بن الجموح قد شهد العقبة وبايع رسول الله بها وكان عمرو سيدا من سادات بني سلمة وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يقال له منافة فلما أسلم فتيان بني سلمة معاذ بن جبل وابنه معاذ بن عمرو وغيرهما كانوا يدخلون بالليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة وفيها عذر الناس منكسا على رأسه فإذا أصبح عمرو قال ويلكم من عدا على إلهنا في هذه الليلة ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه ثم قال أما والله لو أعلم من يصنع هذا بك لأحرقه فإذا أمسى وقام عمرو عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك وفعل مرات فلما ألحوا عليه استخرجه من حيث ألقوه فغسله وطهره وطيبه ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال إني والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك فلما أمسوا ونام عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلبا ميتا فعلقوه وقرنوه بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر الناس وغدا عمرو فلم يجده فخرج يتبعه حتى وجده في البئر منكسا مقرونا بكلب ميت فلما رآه أبصر شأنه وكلمه من اسلم من قومه فأسلم عمرو بن الجموح فحسن إسلامه فقال عمرو حين أسلم وعرف من الله ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك
(تالله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن)

(أف لمصرعك إلها مستدن الآن فتشناك عن سوء الغبن)
(الحمد لله العلي ذي المنن الواهب الرزاق وديان الدين)
(هو الذي أنقذني من قبل أن أكون في ظلمة قبر مرتهن)
(بأحمد المهدي النبي المؤتمن )
__________________
رد مع اقتباس
  #101  
قديم 13-03-2013, 10:30 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من هاجر من أصحاب النبي إلى المدينة حين أريها دار هجرته
قبل نزول الإذن له بالخروج
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو لعباس القاسم بن القاسم السياري بمرو قال حدثنا إبراهيم بن هلال قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أن النبي قال إن الله تعال أوحى إلي أي هؤلاء البلاد الثلاث نزلت فهي دار هجرتك المدينة أو البحرين أو قنسرين قال أهل العلم ثم عزم له على المدينة فأمر أصحابه بالهجرة إليها
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج بن أبي منيع
قال حدثنا جدي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال النبي وهو يومئذ بمكة للمسلمين قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال له رسول الله على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر وترجو ذلك بأبي أنت وأمي قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصتحبه وعلف راحلتين عنده ورق السحر أربعة أشهر
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عقيل وغيره عن الزهري
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة ح
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث إسماعيل بن إبراهيم قال فلما اشتدوا على رسول الله والمسلمين أمرهم رسول الله بالخروج إلى المدينة فخرجوا أرسالا فخرج منهم قبل خروج رسول
الله إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية وعامر بن ربيعة وامرأته أم عبد الله بنت أبي حثمة ويقال أول ظعينة قدمت المدينة أم سلمة ويقول بعض الناس أم عبد الله والله أعلم
ومصعب بن عمير وعثمان بن مظعون وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعبد الله بن جحش وعثمان بن الشريد وعمار بن ياسر
فنزل أبو سلمة وعبد الله بن جحش في بني عمرو بن عوف
ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في أصحاب لهم فنزلوا في بني عمرو بن عوف فطلب أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام والعاص بن هشام وعيشا بن أبي ربيعة وهو أخوهم لأمهم فقدموا المدينة فذكروا له حزن أمه وقالوا له إنها حلفت لا يظلها سقف بيت ولا يمس رأسها دهن حتى تراك ولولا ذلك لم نطلبك فنذكرك الله في أمك وكان بها رحيما وكان يعلم من حبها إياه ورأفتها به فصدق قولهم ورق لها ولما ذكروا له منها أبي أن يتبعهما حتى عقد له الحارث بن هشام عقدا فلما خرجا به أوثقاه فلم يزل هنالك حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة وكان رسول الله يدعو له بالخلاص
قال وخرج عبد الرحمن بن عوف فنزل على سعد بن الربيع في بني الحارث بن الخزرج
وخرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وطائفة أخرى

فأما طلحة فخرج إلى الشام
ثم تتابع أصحاب رسول الله كذلك إلى المدينة رسلا ومكث ناس من أصحابه بمكة حتى قدموا بعد مقدمه المدينة منهم سعد بن أبي وقاص
قلت قد اختلف في قدوم سعد فقيل كذا وقيل إنه ممن قدم قبل قدوم النبي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال لما أجمعنا الهجرة أقعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص ابن وائل وقلنا الميعاد بيننا التناضب من إضاة بني غفار فمن أصبح
منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحباه فأصبحت عندها أنا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام وفتن فافتتن وقدمنا المدينة فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا وكانوا يقولونه لأنفسهم فأنزل الله عز وجل فيهم (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الآية
قال عمر فكتبتها بيدي كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام ابن العاص فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فجعلت أصعد بها وأصوب لأفهمها فقلت اللهم فهمنيها فعرفت إنما نزلت فينا كما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله ف*** هشام شهيدا بأجنادين في ولاية أبي بكر رضي الله عنه
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر
قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أنه قال قدمنا من مكة فنزلنا العصبة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن نصر قال حدثنا عبد الله بن رجاء
ح أخبرنا أبو نصر بن قتادة قال أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء فذكر حديث الهجرة والقبلة قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله فقال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتى بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا له ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه قال هم على الأثر ثم أتى بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا ثم أتانا بعدهم رسول الله وأبو بكر معه
زاد أبو خليفة في روايته قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله حتى قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نتلقى العير فوجدناهم قد حذروا

أخرجه مسلم في الصحيح من حديث اسرائيل
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق أنه ذكر أسامى من خرج من أصحاب رسول الله إلى المدينة أتم من ذكر موسى بن عقبة وذلك مما يطول به الكتاب
قال ابن إسحاق أخر من قدم المدينة من الناس لم يفتن في دينه أو يحبس علي بن أبي طالب وذلك أن رسول الله أخره بمكة وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثاً وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل ثم لحق برسول الله
__________________
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 13-03-2013, 10:32 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مكر المشركين برسول الله وعصمة الله رسوله وإخباره إياه بذلك حتى خرج مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه مهاجرا
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عمرو بن خالد عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال ومكث رسول الله بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يأخذوا رسول الله فإما أن ي***وه وإما أن يحبسوه وإما أن يخرجوه وإما أن يوثقوه فأخبره الله عز وجل بمكرهم (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ي***وك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
فخرج رسول الله وأبو بكر من تحت الليل قبل الغار بثور وعمد علي رضي الله عنه فرقد على فراش رسول الله يواري عنه العيون
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري وهذا لفظ حديث إسماعيل قال ومكث رسول الله بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ثم إن مشركي قريش اجتمعوا أن ي***وه أو يخرجوه حين ظنوا أنه خارج وعلموا أن الله عز وجل قد جعل له مأوى ومنعة ولأصحابه وبلغهم إسلام من أسلم ورأوا من يخرج إليهم من المهاجرين فأجمعوا أن ي***وا رسول الله أو يثبتوه فقال الله عز وجل (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ي***وك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وبلغه في ذلك اليوم الذي أتى فيه أبا بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه فخرج رسول الله وأبو بكر في جوف الليل قبل الغار غار ثور وهو الغار الذي ذكر الله عز وجل في الكتاب وعمد علي بن أبي طالب فرقد على فراش رسول الله يواري عنه وباتت قريش يختلفون ويأتمرون : أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه فكان ذلك أمرهم حتى اصبحوا فإذا هم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فسألوه عن النبي فأخبرهم أنه لا علم له به فعلموا عند ذلك أنه قد خرج فاراً منهم فركبوا في كل وجه يطلبونه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير
ابن إسحاق قال فلما أيقنت قريش أن محمداً قد بويع وأمر رسول الله من كان بمكة من أصحابه أن يلحقوا بإخوانهم بالمدينة تآمروا فيما بينهم فقالوا الآن فأجمعوا في أمر محمد فوالله لكأنه قد كر عليكم بالرجال فأثبتوه أو ا***وه أو أخرجوه فاجتمعوا له في دار الندوة لي***وه فلما دخلوا الدار اعترضهم الشيطان في صورة رجل جميل في بت له والبت الكساء فقال أدخل فقالوا من أنت قال أنا رجل من أهل نجد سمع بالذي اجتمعتم له فأراد أن يحضره معكم فعسى أن لا يعدمكم منه رأي ونصح فقالوا أجل فادخل
فلما دخل قال بعضهم لبعض قد كان من الأمر ما قد علمتم فأجمعوا في هذا الرجل رأياً واحداً وكان ممن اجتمع له في دار الندوة شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث فقال قائل منهم أرى أن تحبسوه وتربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير بن أبي سلمى والنابغة وغيرهما
فقال النجدي والله ما هذا لكم برأي والله لئن فعلتم ليخرج رأيه وحديثه حيث حبستموه إلى من وراءه من أصحابه فأوشك أن ينتزعوه من أيديكم ثم يغلبوكم على ما في أيديكم من أمركم فقال قائل منهم بل نخرجه فننفيه من بلادنا فإذا غيب عنا وجهه وحديثه فوالله ما نبالي أين وقع من البلاد ولئن كان أجمعنا بعد ذلك أمرنا وأصلحنا ذات بيننا قال النجدي لا والله ما هذا لكم برأي أما رأيتم حلاوة منطقه وحسن حديثه وغلبته على من يلقاه دون من خالفه والله لكأني به إن فعلتم ذلك قد دخل على قبيلة من قبائل
العرب فاصفقت معه على رأيه ثم سار بهم إليكم حتى يطأكم بهم فلا والله ما هذا لكم برأي
قال أبو جهل بن هشام والله إن لي فيه لرأياً ما أراكم وقعتم عليه قالوا وما هو قال أرى أن تأخذوا من كل قبيلة من قريش غلاماً نهداً جلدا نسيباً وسيطا ثم تعطوهم شفاراً صارمة ثم يجتمعوا فيضربوه ضربة رجل واحد فإذا ***تموه تفرق دمه في القبائل فلم تدر عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولم يقووا على حرب قومهم فإنما أقصرهم عند ذلك أن يأخذوا العقل فتدونه لهم
قال النجدي لله در الفتى هذا الرأي وإلا فلا شيء
فتفرقوا على ذلك واجتمعوا له وأتى رسول الله الخبر وأمر أن لا ينام على فراشه تلك الليلة فلم يبت رسول الله حيث كان يبيت وبيت علياً في مضجعه
وفيما ذكر أبو عبد الله الحافظ أن محمد بن إسماعيل المقريء حدثه قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد أبو عثمان قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن
عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال وحدثني الكلبي عن زاذان مولى أم هاني عن عبد الله بن عباس أن نفراً من قريش من أشراف كل قبيلة اجتمعوا فذكر معنى هذه القصة إلى أن قال فأتى جبريل رسول الله فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله في بيته تلك الليلة وأذن الله عند ذلك بالخروج وأنزل عليه بعد قدومه المدينة في الأنفال يذكر نعمته عليه وبلاءه عنده (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ي***وك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وأنزل في قوله تربصوا حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال وأقام رسول الله ينتظر أمر الله حتى إذا اجتمعت قريش
فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا أتاه جبريل عليه السلام فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه دعا رسول الله علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ثم خرج رسول الله على القوم وهم على بابه وخرج معه بحفنة من تراب فجعل يذرها على رؤوسهم وأخذ الله عز وجل بأبصارهم عن نبيه وهو يقرأ (يس والقرآن الحكيم إلى قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون) وروي عن عكرمة ما يؤكد هذا
__________________
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 13-03-2013, 10:35 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

خروج النبي مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى
الغار وما ظهر في ذلك من الآثار
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا ابو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث قال وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله واللفظ له قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا ابن صالح قال حدثني الليث قال حدثني عقيل قال قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي قالت لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة قال أين تريد يا أبا بكر قال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال ابن الدغنة فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جأر فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل ابن الدغنة مع أبي بكر رضي الله عنه وطاف في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا فقال ابن الدغنة ذلك لأبي بكر فلبث أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا بالقراءة في غير داره
ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فنسله أن يرد عليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان

قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب إني أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل
ورسول الله يومئذ بمكة فقال رسول الله للمسلمين قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله ورجع إلى المدينة بعد من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر مهاجرا يعني قبل المدينة
فقال له رسول الله على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر لرسول الله هل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي قال نعم
فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر
قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها فبينا نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر فداء له أبي وأمي أما والله إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله فاستأذن فأذن له فدخل فقال رسول الله لأبي بكر حين دخل أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله
فإني قد أذن لي في الخروج قال أبو بكر الصحابة بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال النبي نعم قال أبو بكر فخذ مني يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله بالثمن قالت عائشة فجهزتهما أحث الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب فبذلك كانت تسمى ذات النطاقين
قالت ثم لحق رسول الله وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقف فيدلج من عندهما بسحر فيصبح في قريش بمكة كبائت
فلا يسمع أمرا يكيدون به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريح عليهما حين تذهب ساعة من الليل فيبيتان في رسل منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث
واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلا من بني الديل من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور فأتاهما براحلتيهما صبيحة ثلاث ليال فارتحلا وانطلق عامر بن فهيرة والدليل الدؤلي فأخذ بهما يد بحر وهو طريق الساحل
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير عن الليث وقال تكسب المعدوم

حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق قال أخبرنا موسى بن الحسن بن عباد قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا السري بن يحيى قال حدثنا محمد بن سيرين قال ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما فلما بلغ ذلك عمر رضي الله عنه قال والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر وليوم من أبي بكر خير من آل عمر لقد خرج رسول الله ليلة انطلق إلى الغار ومعه أبو بكر رضي الله عنه فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله فقال يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي فقال يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون لك دوني قال نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكن من ملمة إلا أحببت أن تكون لي دونك فلما انتهينا من الغار قال أبو بكر رضي الله عنه مكانك يا رسول الله حتى استبري لك الغار فدخل فاستبراه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبر الجحرة فقال مكانك يا رسول الله حتى استبري الجحرة فدخل فاستبرأ ثم قال انزل يا رسول الله فنزل فقال عمر والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر
وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سلمان النجار الفقيه إملاء قال قريء على يحيى بن
جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها قال فقال عمر والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر عمر هل لك أن أحدثك بليلته ويومه قال قلت نعم يا أمير المؤمنين قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هارب من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر فجعل يمشي ومرة أمامه مرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره فقال له رسول الله ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك قال يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك قال فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه لما رآه أبو بكر رضي الله عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار فأنزله ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك فدخل فلم ير شيئا فحمله فأدخله وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي فخشي أبو بكر ان يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله يقول له يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته الاطمئانية لأبي بكر فهذه ليلته
وأما يومه فلما توفي رسول الله وارتدت العرب فقال بعضهم نصلي ولا نزكي وقال بعضهم لا نصلي ولا نزكي فأتيته ولا آلوه نصحا فقلت يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم فقال جبار في الجاهلية خوار في الإسلام فبماذا أتالفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفتري قبض النبي وارتفع الوحي فوالله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله لقاتلتهم عليه قال فقاتلنا معه فكان والله رشيد الأمر فهذا يومه
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب
قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة أظنه عن ابن شهاب
ح وفيما ذكر شيخنا أبو عبدالله الحافظ أن أبا جعفر البغدادي أخبرهم قال حدثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم وأتوا على ثور الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي حتى طلعوا فوقه وسمع رسول الله وأبو بكر أصواتهم فأشفق أبو بكر وأقبل عليه الهم والخوف فعند ذلك يقول له رسول الله لا تحزن إن الله معنا ودعا رسول الله فنزلت عليه سكينة من الله (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم)

وكانت لأبي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة فأرسل أبو بكر عامر ابن فهيرة فروح تلك المنحة على رسول الله في الغار وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر أمينا مؤتمنا حسن الإسلام واستأجر رجلا من بني عبد بن عدي يقال له أريقط كان حليفا في قريش ثم في بني سهم ثم في آل العاص بن وائل وذلك العدوي يومئذ مشرك وهو هاد بالطريق فخببا ظهرهما تلك الليالي اللاتي مكثا في الغار وكان يأتيهما عبد الله بن أبي بكر حين يمسي بكل خبر
يكون في مكة ويروح عليهما عامر بن فهيرة الغنم كل ليلة فيحلبان ويدلجان ثم يسرح بكرة فيصبح في رعيان الناس فلا يفطن له حتى إذا هدأت عنهما الأصوات وأتاهما إن قد سكت عنهما جاء صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين
وفي رواية موسى بن عقبة ثلاث ليال ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما يردفه أبو بكر ويعقبه على راحلته ليس معهما أحد من الناس غير عامر بن فهيرة وغير أخي بني عدي يديهما الطريق فأجاز بهما أسفل مكة ثم مضى بهما الساحل أسفل من عسفان ثم أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا
لفظ حديث عروة وحديث موسى بن عقبة بمعناه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا الأسود بن عامر شاذان قال حدثنا إسرائيل عن الأسود عن جندب قال كان أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله في الغار فأصاب يده حجر فقال
(إن أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت)
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال حدثنا عفان بن مسلم ومحمد بن سفيان قالا حدثنا همام قال أخبرنا أبو ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال كنت مع رسول الله في الغار
فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال النبي يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي قال حدثنا حبان قال حدثنا همام عن البناني فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال أن أحدهم رفع قدمه لأبصرنا من تحت قدميه
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سفيان وعن عبد الله بن محمد عن حبان بن هلال
ورواه مسلم عن زهير بن حرب وغيره عن حبان
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البري قال حدثنا مسلم بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قال حدثنا أبو العباس الأصم قال حدثنا محمد بن علي الوراق قال حدثنا مسلم قال حدثنا عون بن عمرو القيسي قال
سمعت أبا مصعب المكي قال أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي ليلة الغار أمر الله عز وجل بشجرة فنبتت في وجه النبي فسترته وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي بقدر أربعين ذراعا فجعل رجل منهم لينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا له ما لك لم تنظر في الغار فقال رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أنه ليس فيه أحد فسمع النبي ما قال فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنه بهما فدعاهن النبي فسمت عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في الحرم
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن أبي سعيد السوسي قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي إملاء قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد القهندزي قال حدثنا محمد بن حميد قال أخبرنا علي بن مجاهد قال حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فأنزل الله سكينته عليه قال على أبي بكر لأن النبي لم تزل السكينة معه
__________________
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 13-03-2013, 10:39 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اتباع سراقة بن مالك بن جعشم أثر رسول الله وما ظهر في ذلك
من دلائل النبوة
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ببغداد وقال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء أبو عمر الغداني عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر رضي الله عنه لعازب مر البراء فليحمله إلى رحلي فقال له عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله حين خرجتما والمشركون يطلبونكما قال أدلجنا من مكة ليلا فأحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه فإذا صخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظل لها فسويته ثم فرشت لرسول الله فروة ثم قلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي نريد يعني الظل فسألته فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض ضرعها من التراب ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى كفيه على الأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله
إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فأتيت رسول الله فوافقته وقد استيقظ فقلت أتشرب يا رسول الله فشرب رسول الله حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يا رسول الله
قال فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك ابن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال لا تحزن إن الله معنا فلما أن دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله وبكيت فقال ما يبكيك فقلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكني إنما أبكي عليك قال فدعا عليه رسول الله فقال اللهم اكفنا بما شئت قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن تنجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله لا حاجة لنا في إبلك وغنمك ودعا له رسول الله فانطلق راجعا إلى أصحابه ومضى رسول الله وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلا
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة قال أخبرنا أبو عمر بن مطر قال أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني فذكره بنحوه
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن رجاء وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إسرائيل

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الوليد الفقيه قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا الحسن ابن محمد بن أعين قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا وذكر الحديث بمعنى حديث إسرائيل إلى أن قال فارتحلنا بعدما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض فقلت يا رسول الله أتينا فقال لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه رسول الله فارتطمت فرسه إلى بطنها فقال إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا الله فنجا فرجع لا يلقى أحدا إلا قال قد كفيتم ما ههنا ولا يلقى أحدا إلا رده ووفى لنا
رواه مسلم في الصحيح عن سلمة بن شبيب وأخرجه البخاري من وجه آخر عن زهير بن معاوية
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا ابن ملحان قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني عقيل قال قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن
جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم وفي رواية ابن عبدان أن سراقة بن مالك بن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله وفي أبي بكر دية كل واحد منهما في ***ه أو أسره فبينا أنا جالس في مجلس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم قال ابن عبدان وذكر الحديث قال أبو عبد الله في روايته قال فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا
قال ثم قل ما لبث في المجلس حتى قمت فدخلت بيتي فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي فتهبطها من وراء أكمة فتحبسها علي فأخذت رمحي وخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب حتى إذا دنوت منهم عثرت بي فرسي فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقمت بها أأضرهم أو لا أضرهم فخرج الذي أكره لا أضرهم فركبت فرسي وعصيت الأزلام فرفعتها تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر التلفت ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين
فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثمان ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فناديتهما بالأمان فوقفا لي وركبت فرسي حتى جئتهما ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهما أنه سيظهر رسول الله فقلت له إن من قومك قد جعلوا فيكما الدية فأخبرتهما أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهما الزاد والمتاع فلم يرزآني شيئا ولم يسلني إلا أن قال أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي رقعة من أدم ثم مضى رسول الله
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير عن الليث
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن عتاب العبدي قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال حدثنا ابن شهاب قال حدثني عبد الرحمن ابن مالك بن جعشم المدلجي أن أباه مالكا أخبره أن أخاه سراقة بن جعشم أخبره أنه لما خرج رسول الله من مكة مهاجرا إلى المدينة جعلت قريش لمن رده عليهم مائة ناقة قال فبينما أنا جالس في نادي قومي إذ جاء رجل منا فقال والله لقد رأيت ركبا ثلاثة مروا علي آنفا إني لأظنه محمدا قال فأومأت إليه بعيني أن اسكت وقلت إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة
لهم قال لعله ثم سكت
قال فمكثت قليلا ثم قمت فدخلت بيتي وأمرت بفرسي فقيد إلى بطن الوادي وأخرجت سلاحي من وراء حجراتي ثم أخذت قداحي استقسم بها ثم لبست لأمتي ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا تضره وكنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة
قال فركبت على أثره فبينا فرسي يسير بي عثر فسقطت عنه قال فأخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا تضره فأبيت إلا أن أتبعه فركبت فلما بدا لي القوم فنظرت إليهم عثر بي فرسي فذهبت يداه في الأرض فسقطت عنه فاستخرج يديه واتبعهما دخان مثل الغبار فعلمت أنه قد منع مني وأنه ظاهر فناديتهم فقلت انظروني فوالله لا آذيتكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه
فقال رسول الله قل له ماذا تبتغي قال قلت اكتب لي كتابا يكون بيني وبينك آية قال اكتب له يا أبا بكر قال فكتب لي ثم ألقاه إلي فرجعت فسكت فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا فتح الله عز وجل مكة وفرغ رسول الله من أهل خيبر خرجت إلى رسول الله لألقاه ومعي الكتاب الذي كتب لي فبينما أنا عامد له دخلت بين ظهري كتيبة من كتائب الأنصار قال فطفقوا يقرعونني بالرماح ويقولون إليك إليك حتى دنوت من رسول الله وهو على ناقته أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة فرفعت يدي بالكتاب فقلت يا رسول الله هذا كتابك فقال رسول الله يوم وفاء وبر أدنه قال فأسلمت ثم ذكرت شيئا اسل عنه رسول الله
قال ابن شهاب إنما سأله عن الضالة وشيء فعله في وجهه الذي كان فيه فما ذكرت شيئا إلا أني قد قلت يا رسول الله الضالة تغشى حياضي قد
ملأتها لإبلي هل لي من أجر إن سقيتها فقال رسول الله نعم في كل كبد حرى قال وانصرفت فسقت إلى رسول الله صدقتي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير قال قال ابن إسحاق قال أبو جهل في أمر سراقة أبياتا فقال سراقة يجيب أبا جهل
(أبا حكم واللات لو كنت شاهدا لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه)
(عجبت ولم تشكك بأن محمدا نبي وبرهان فمن ذا يقاومه)
(عليك بكف الناس عنه فإنني أرى أمره يوما ستبدو معالمه)
(بأمر يود النصر فيه بإلبها لو أن جميع الناس طرا تسالمه)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا ابن أبي قماش قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ببغداد عن أبي معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله لأبي بكر في مدخله المدينة أله الناس عني فإنه لا
ينبغي لنبي أن يكذب قال فكان أبو بكر إذا سئل ما أنت قال باع فإذا قيل من الذي معك قال هاد يهديني
__________________
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 13-03-2013, 10:42 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اجتياز رسول الله بالمرأة وابنها وما ظهر في ذلك من آثار النبوة
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار قال أنبأنا أحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن الفضل بن جابر قالا حدثنا محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد واللفظ له قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد المصري قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب فنظر رسول الله إلى بيت منتحيا فقصد إليه فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة فقالت يا عبد الله إنما أنا امرأة وليس معي أحد فعليكما بعظيم الحي إذا أردتم القرى قال فلم يجبها وذلك عند المساء فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها فقالت له يا بني انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين الرجلين فقل لهما تقول لكما أمي ا***ا هذه وكلا واطعمانا فلما جاء قال له النبي
انطلق بالشفرة وجئني بالقدح قال إنها قد عزبت وليس لها لبن قال انطل 6 ق فانطلق فجاء بقدح فمسح النبي ضرعها ثم حلب حتى ملأ القدح ثم قال انطلق به إلى أمك فشربت حتى رويت ثم جاء به فقال انطلق بهذه وجئني بأخرى ففعل بها كذلك ثم سقى أبا بكر ثم جاء بأخرى ففعل بها كذلك ثم شرب النبي
قال فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا فكانت تسميه المبارك وكثرت غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة فمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه فرآه ابنها فعرفه فقال يا أمه إن هذا الرجل الذي كان مع المبارك فقامت إليه فقالت يا عبد الله من الرجل الذي كان معك قال وما تدرين من هو قالت لا قال هو النبي قالت فأدخلني عليه قال فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها زاد ابن عبدان في روايته قالت فدلني عليه فانطلقت معي وأهدت له شيئا من أقط ومتاع الأعراب قال فكساها وأعطاها قال ولا أعلمه إلا قال أسلمت
قلت وهذه القصة وإن كانت تنقص عما روينا في قصة أم معبد ويزيد في بعضها فهي قريبة منها ويشبه أن يكونا واحدة
وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار من قصة أم معبد شيئا يدل على أنها وهذه واحدة والله أعلم

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ونزل رسول الله بخيمة أم معبد وهي التي غرد بها الجن بأعلى مكة واسمها عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة بن أصرم فأرادوا القرى فقالت والله ما عندنا طعام ولا لنا منحة ولا لنا شاة إلا حائل فدعا رسول الله ببعض غنمها فمسح ضرعها بيده ودعا الله وحلب في العس حتى رغى وقال اشربي يا أم معبد فقالت إشرب فأنت أحق به فرده عليها فشربت
ثم دعا بحائل أخرى ففعل بها مثل ذلك فشرب
ثم دعا بحائل أخرى ففعل بها مثل ذلك فسقى دليله
ثم دعا بحائل أخرى ففعل بها مثل ذلك فسقى عامرا ثم يروح
وطلبت قريش رسول الله حتى بلغوا أم معبد فسألوها عنه فقالوا رأيت محمدا وحليته كذا فوصفوه لها فقالت ما أدري ما تقولون قد ضافني حالب الحائل قالت قريش فذاك الذي نريد
قلت فيحتمل أن يكون أولا أي التي في كسر الخيمة كما روينا في حديث أم معبد ثم رجع ابنها بأعنز كما روينا في حديث ابن أبي ليلى ثم
لما أتى زوجها وصفته له والله أعلم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
النبوة, دلائل, سيرة النبى, هدى المصطفى


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:04 AM.