اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #946  
قديم 25-08-2013, 10:16 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

آثار الجبن

1- إهانة النفس، وسوء العيش، وطمع طبقات الأنذال وغيرهم.
2- قلة الثبات والصبر، في المواطن التي يجب فيها الثبات.
3- أنَّه سبب للكسل، ومحبة الراحة؛ اللذين هما سببا كلِّ رذيلة.
4 - الاستحذاء لكلِّ أحد، والرضى بكلِّ رذيلة وضيم.
5- الدخول تحت كلِّ فضيحة في النفس والأهل والمال.
6- سماع كلِّ قبيحة فاحشة من الشتم والقذف، واحتمال كلِّ ظلم من كلِّ معامل، وقلة الأنفة مما يأنف منه الناس .
7- الجبان يسيء الظنَّ بالله.
8- أن ما يوجبه الجبن من الفرار في الجهاد في سبيل الله هو من الكبائر الموجبة للنار.
__________________
  #947  
قديم 25-08-2013, 10:17 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

علاج الجبن


الجبن له أسباب تؤدي إليه، ويلزم في علاجه إزالة هذه الأسباب، ونسوق فيما يلي بعض هذه الأسباب وكيفية علاجها:
هذه الأسباب (إما جهل فيزول بالتجربة، وإما ضعف فيزول بارتكاب الفعل المخوف مرة بعد أخرى، حتى يصير ذلك له عادة وطبعًا،... فالمبتدئ في المناظرة، والإمامة، والخطابة، والوعظ،... قد تجبن نفسه، ويخور طبعه، ويتلجلج لسانه، وما ذاك إلا لضعف قلبه، ومواجهة ما لم يتعوده، فإذا تكرر ذلك منه مرات، فارقه الضعف، وصار الإقدام على ذلك الفعل ضروريًّا، غير قابل للزوال،... واعلم أنَّ قوة النفس والعزم الجازم بالظفر سبب للظفر، كما قال علي رضي الله عنه لما قيل له: كيف كنت تصرع الأبطال؟ قال: كنت ألقي الرجل فأقدِّر أني أ***ه، ويقدِّر هو أيضًا أني أ***ه، فأكون أنا ونفسه عونًا عليه. ومن وصايا بعضهم: أشعروا قلوبكم في الحرب الجرأة؛ فإنها سبب الظفر. ومن كلام القدماء: من تهيب عدوه، فقد جهز إلى نفسه جيشًا) .
وقال ابن مسكويه في وسائل علاج الجبن: (وذلك بأن توقظ النفس التي تمرض هذا المرض –مرض
الجبن - بالهزِّ والتحريك. فإنَّ الإنسان لا يخلو من القوة الغضبية رأسًا؛ حتى تجلب إليه من مكان آخر، ولكنها تكون ناقصة عن الواجب، فهي بمنزلة النار الخامدة التي فيها بقية لقبول الترويح والنفخ، فهي تتحرَّك لا محالة إذا حُرِّكت بما يلائمها، وتبعث ما في طبيعتها من التوقُّد والتلهُّب.
وقد حُكي عن بعض المتفلسفين أنَّه كان يتعمَّد مواطن الخوف، فيقف فيها، ويحمل نفسه على المخاطرات العظيمة بالتعرُّض لها، ويركب البحر عند اضطرابه وهيجانه؛ ليعود نفسه الثبات في المخاوف، ويحرِّك منها القوة التي تسكن عند الحاجة إلى حركتها، ويخرجها عن رذيلة الكسل ولواحقه، ولا يكره لمثل صاحب هذا المرض بعض المراء، والتعرُّض للملاحاة وخصومة من يأمن غائلته؛ حتى يقرب من الفضيلة التي هي وسط بين الرذيلتين، أعني الشَّجَاعَة التي هي صحة النفس المطلوبة، فإذا وجدها وأحسَّ بها من نفسه كفَّ ووقف، ولم يتجاوزها حذرًا من الوقوع في الجانب الآخر) .
__________________
  #948  
قديم 25-08-2013, 10:24 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من أخبار الجبناء وأقوالهم وأشعارهم


- قال أبو الفرج الأصفهاني: (كان أبو حية النميري، وهو الهيثم بن الربيع بن زرارة جبانًا بخيلًا كذَّابًا، قال ابن قتيبة: وكان له سيف يسميه لعاب المنية، ليس بينه وبين الخشبة فرق، قال: وكان أجبن الناس، قال: فحدَّثني جار له، قال: دخل ليلة إلى بيته كلب فظنَّه لصًّا، فأشرفت عليه، وقد انتضى سيفه، وهو واقف في وسط الدار يقول: أيها المغترُّ بنا، المجترئ علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليل، وسيفٌ صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورة ضربته، لا تخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، إني والله إن أدع قيسًا إليك لا تقم لها، وما قيس؟! تملأ والله الفضاء خيلًا ورجلًا، سبحان الله! ما أكثرها وأطيبها. فبينا هو كذلك، إذا الكلب قد خرج، فقال: الحمد لله الذي مسخك كلبًا، وكفانا حربًا) .
وذكر النويري في كتابه ((نهاية الأرب)) نبذة من أخبارهم وأقوالهم وأشعارهم فقال:
- (لِيمَ بعض الجبناء على جبنه، فقال: أول الحرب شكوى، وأوسطها نجوى، وآخرها بلوى.
- وقال آخر: الحرب م***ة للعباد، مذهبة للطارف والتلاد.
- وقيل لجبان: لم لا تقاتل ؟ فقال: عند النطاح يغلب الكبش الأجم.
- وقالوا: الحياة أفضل من الموت، والفرار في وقته ظفر.
- وقالوا: الشجاع ملقى، والجبان موقى.
- قال البديع الهمداني:

ما ذاق همًّا كالشجاع ولا خلا *** بمسرةٍ كالعاجز المتواني


- وقالوا: الفرار في وقته، خير من الثبات في غير وقته.
- وقالوا: السلم أزكى للمال، وأبقى لأنفس الرجال.
- وقيل لأعرابي: ألا تعرف القتال ؟! فإنَّ الله قد أمرك به. فقال: والله إني لأبغض الموت على فراشي في عافية، فكيف أمضي إليه ركضًا، قال الشاعر:

تمشي المنايا إلى قومٍ فأبغضها *** فكيف أعدو إليها عاري الكفن)


- وقال الفرار السلمي:

وفوارس لبستها بفوارس*** حتى إذا التبست أملت بها يدي



وتركتهم نقض الرماح ظهورهم *** من بين مقتول وآخر مسند



هل ينفعنِّي أن تقول نساؤهم *** وقلت دون رجالهم لا تبعد


- وقال آخر:

قامت تشجعني هند فقلت لها *** إن الشَّجاعَة مقرون بها العطب



لا والذي منع الأبصار رؤيته *** ما يشتهي الموت عندي من له أرب



للحرب قوم أضلَّ الله سعيهم *** إذا دعتهم إلى نيرانها وثبوا


- وقيل لجبان في بعض الوقائع: تقدم. فقال:

وقالوا: تقدم قلت لست بفاعل *** أخاف على فخارتي أن تحطما



فلو كان لي رأسان أتلفت واحدًا *** ولكنه رأس إذا زال أعقما



وأوتم أولادًا وأرمل نسوة*** فكيف على هذا ترون التقدما


- (وقيل لأعرابي: ألا تغزو العدوَّ؟ قال: وكيف يكونون لي عدوًّا، وما أعرفهم ولا يعرفوني؟!) .
- وقال أبو دلامة: (كنت مع مروان أيام الضحاك الحروري، فخرج فارس منهم فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل ف***ه، ثم ثان ف***ه، ثم ثالث ف***ه، فانقبض الناس عنه، وجعل يدنو ويهدر كالفحل المغتلم. فقال مروان: من يخرج إليه وله عشرة آلاف؟ قال: فلما سمعت عشرة آلاف هانت عليَّ الدنيا، وسخوت بنفسي في سبيل عشرة آلاف، وبرزت إليه، فإذا عليه فرو قد أصابه المطر فارمعلَّ ، ثم أصابته الشمس فاقفعلَّ ، وله عينان تتقدان كأنهما جمرتان. فلما رآني فهم الذي أخرجني، فأقبل نحوي وهو يرتجز ويقول:

وخارج أخرجه حبُّ الطمع*** فرَّ من الموت وفي الموت وقع



من كان ينوي أهله فلا رجع


فلما رأيته قنَّعت رأسي، وولَّيت هاربًا، ومروان يقول: من هذا الفاضح؟ لا يفتكم، فدخلت في غمار الناس) .
- (وحُكي أنَّ عمرو بن معد يكرب مرَّ بحيٍّ من أحياء العرب، وإذا هو بفرس مشدود، ورمح مركوز، وإذا صاحبها في وهدة من الأرض يقضي حاجته، فقال له عمرو: خذ حذرك؛ فإني قاتلك لا محالة. فالتفت إليه، وقال له: من أنت؟ قال: أبو ثور عمرو بن معد يكرب. قال: أنا أبو الحارث، ولكن ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك، وأنا في وهدة، فأعطني عهدك أن لا ت***ني حتى أركب فرسي، وآخذ حذري، فأعطاه عهدًا على ذلك، فخرج من الوهدة التي كان فيها، وجلس محتبيًا بحمائل سيفه، فقال له عمرو ما هذا الجلوس؟! قال: ما أنا براكب فرسي، ولا مقاتلك، فإن كنت نكثت العهد؛ فأنت أعلم ما يلقى الناكث، فتركه ومضى، وقال: هذا أجبن من رأيت) .
- ومن الفرارين: (أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فرَّ يوم مرداء هجر من أبي فديك، فسار من البحرين إلى البصرة في ثلاثة أيام، فجلس يومًا بالبصرة، فقال: سرت على فرسي المهرجان من البحرين إلى البصرة في ثلاثة أيام. فقال له بعض جلسائه: أصلح الله الأمير، فلو ركبت النيروز لسرت إليها في يوم واحد. فلما دخل عليه أهل البصرة؛ لم يروا كيف يكلمونه، ولا ما يلقونه من القول، أيهنئونه أم يعزونه، حتى دخل عليه عبد الله بن الأهتم، فاستشرف الناس له، وقالوا: ما عسى أن يقال للمنهزم؟ فسلَّم ثم قال: مرحبًا بالصابر المخذول، الذي خذله قومه، الحمد لله الذي نظر لنا عليك، ولم ينظر لك علينا، فقد تعرضت للشهادة جهدك، ولكن علم الله تعالى حاجة أهل الإسلام إليك؛ فأبقاك لهم بخذلان من معك لك. فقال أمية بن عبد الله: ما وجدت أحدًا أخبرني عن نفسي غيرك) .
__________________
  #949  
قديم 25-08-2013, 10:27 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الأمثال في الجبن

- من أمثالهم في الجبن: (إنَّ الجبان حتفه من فوقه.
أي: أنَّ حذره وجبنه ليس بدافع عنه المنية إذا نزل به قدر الله. قال أبو عبيد: وهذا شبيه المعنى بالذي يحدث به عن خالد بن الوليد، فإنه قال عند موته: لقد لقيت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنذا أموت حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء. قال أبو عبيد: يقول: فما لهم يجبنون عن القتال، ولم أمت أنا به، إنما أموت بأجلي. ومنه الشعر الذي تمثل به سعد بن معاذ يوم الخندق:

لبث قليلًا يلحق الهيجا حمل *** ما أحسن الموت إذا حان الأجل


وكذلك قول الأعشى:

أبالموت خشتني عباد وإنما *** رأيت منايا الناس يسعى دليلها)


- (في المثل: فلان أجْبَنُ من المنزوف ضَرِطًا، وأجبن من المنزوف خَضْفًا:
يقال: أن رجلًا فزع فضرط حتى مات.
وقال اللحياني: هو رجل كان يدعي الشَّجَاعَة، فلما رأى الخيل جعل يفعل حتى مات، هكذا قال يفعل يعني يضرط.
وقال ابن بري: هو رجل كان إذا نُبِّه لشرب الصبوح، قال: هلا نبهتني لخيل قد أغارت؟ فقيل له يومًا على جهة الاختبار: هذه نواصي الخيل. فما زال يقول: الخيل الخيل. ويضرط حتى مات) .
- (ومن أمثالهم في عيب الجبان قولهم: كلُّ أزب نفور.
المثل لزهير بن جذيمة العبسي، وذلك أنَّ خالد بن جعفر بن كلاب كان يطلبه بذحلٍ ، فكان زهير يومًا في إبل له يهنوها، ومعه أخوه أسيد بن جذيمة فرأى أسيد خالد بن جعفر قد أقبل ومعه أصحابه، فأخبر زهيرًا بمكانهم، فقال له زهير: كأنَّ أزب نفور، وإنما قال له هذا لأنَّ أسيدًا كان أشعر، فقال: إنما يكون نفار الأزب من الإبل لكثرة شعره، يكون ذلك على عينيه، فكلما رآه ظنَّ أنَّه شخص يطلبه، فينفر من أجله) .
- (وقولهم: عصا الجبان أطول.
قال أبو عبيد: وأحسبه إنما يفعل هذا؛ لأنَّه مِن فشله يرى أنَّ طولها أشد ترهيبًا لعدوه من قصرها) .
__________________
  #950  
قديم 25-08-2013, 10:32 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم الجبن في واحة الشعر

قال حسان بن ثابت يعيِّر الحارث ابن هشام بفراره يوم بدر:

إن كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثتِني *** فنجوتُ منجَى الحارث بن هشامِ



تركَ الأحبةَ لم يقاتلْ دونَهم*** ونجا برأسِ طِمِرَّةٍ ولجامِ



ملأت به الفرجين فارمدَّت به *** وثوى أحبتُه بشرِّ مقامِ


قال النويري: ومن أبلغ ما قيل في الجبن من الشعر القديم:
قول الشاعر:

ولو أنها عصفورةٌ لحسبتُها *** مسومةً تدعو عبيدًا وأزنما


ومثله قول عروة بن الورد:

وأشجعُ قد أدركتُهم فوجدتُهم *** يخافون خطفَ الطيرِ من كلِّ جانبِ


وقال آخر:

ما زلتَ تحسبُ كلَّ شيءٍ بعدَهم *** خيلًا تكرُّ عليهم ورِجالا


وقول أبي تمام:

مُوكَّلٌ بيفاعِ الأرضِ يشرفُه*** من خفةِ الخوفِ لا من خفةِ الطربِ


وقال ابن الرومي:

وفارسٌ أجبنُ من صِفْردٍ *** يحولُ أو يغورُ من صفره



لو صاح في الليلِ به صائحٌ*** لكانت الأرضُ له طفره



يرحمُه الرحمنُ من جبنِه*** فيرزقُ الجندُ به النصره


وقال المتنبي:

وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ *** طلبَ الطعنَ وحدَه والنِّزالا


وقال آخر:

جهلًا علينا وجبنًا عن عدوِّكم*** لبئستِ الخلتان الجهلُ والجبنُ
__________________
  #951  
قديم 25-08-2013, 10:41 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي



الجدل والمراء

معنى الجدل والمراء لغةً واصطلاحًا


معنى الجدل لغةً:
الجدل: اللدد في الخصومة والقدرة عليها، وجادله أي: خاصمه، مجادلة وجدالًا. والجدل: مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والجدالُ: الخصومة؛ سمي بذلك لشدته .
معنى الجدل اصطلاحًا:
قال الراغب: (الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة) .
وقال الجرجاني: (الجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه) .
وقال أيضًا: (الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها) .
معنى المراء لغةً:
المراء: الجدال. والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشكِّ والريبة، ويقال للمناظرة: مماراة، وماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته .
معنى المراء اصطلاحًا:
المراء: هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع .
وقال الجرجاني: (المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير) .
وقال الهروي عن المراء: هو (أن يستخرج الرجل من مناظره كلامًا ومعاني الخصومة وغيرها) .
__________________
  #952  
قديم 25-08-2013, 10:44 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين الجدال والمراء والحجاج


- الفرق بين الجدال والحجاج:
الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج: هو ظهور الحجة.
والمطلوب بالجدال: الرجوع عن المذهب .
- الفرق بين الجدال والمراء:
قيل: هما بمعنى.
غير أن المراء مذموم، لأنه مخاصمة في الحقِّ بعد ظهوره، وليس كذلك الجدال .
ولا يكون المراء إلا اعتراضًا، بخلاف الجدال، فإنَّه يكون ابتداء واعتراضًا .
- الفرق بين الجدل والمناظرة والمحاورة:
الجدل يُراد منه إلزام الخصم ومغالبته.
أما المناظرة: فهي تردد الكلام بين شخصين، يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله، وإبطال قول صاحبه، مع رغبة كلٍّ منهما في ظهور الحق.
والمحاورة: هي المراجعة في الكلام، ومنه التحاور أي التجاوب، وهي ضرب من الأدب الرفيع، وأسلوب من أساليبه، وقد ورد لفظ الجدل والمحاورة في موضع واحد من سورة المجادلة في قوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة: 1] وقريب من ذلك المناقشة والمباحثة .
__________________
  #953  
قديم 25-08-2013, 10:49 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم الجدال والمراء والنهي عنهما

أولًا: في القرآن الكريم


- قال الله تعالى: فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة: 197].
وعن ابن مسعود في قوله: وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ قال: (أن تماري صاحبك حتى تغضبه) . وعن ابن عباس: (الجدال: المراء والملاحاة حتى تغضب أخاك وصاحبك، فنهى الله عن ذلك) . وعن ابن عمر: (الجدال المراء والسباب والخصومات) .
وقال السدي: (قد استقام أمر الحجِّ فلا تجادلوا فيه) .
وقال الطبري: (اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: النهي عن أن يجادل المحرم أحدًا. ثم اختلف قائلو هذا القول، فقال بعضهم: نهى عن أن يجادل صاحبه حتى يغضبه) .
- وقال جلَّ شأنه: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة: 204].
قال العيني: (أي: شديد الجدال، والخصومة، والعداوة للمسلمين) .
قال مقاتل: (يقول جدلًا بالباطل) .
وقال الطبري: أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك .
- وقال جلَّ في علاه: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا [غافر: 4].
(قال سهل: في القرآن آيتان ما أشدَّهما على من يجادل في القرآن، وهما قوله تعالى: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا [غافر: 4] أي: يماري في آيات الله، ويخاصم بهوى نفسه، وطبع جبلة عقله، قال تعالى: وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ[البقرة: 197]، أي: لا مراء في الحج. والثانية: قوله: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [البقرة: 176]) .
- وقال سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج: 8].
قال الزجاج: (فالمعنى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم متكبرًا) .
وقال البيضاوي: (ومن الناس من يجادل في الله في توحيده وصفاته) .
وقال الشوكاني: (ومعنى اللفظ: ومن الناس فريق يجادل في الله، فيدخل في ذلك كلُّ مجادل في ذات الله، أو صفاته، أو شرائعه الواضحة) .
وقال السعدي: (ومن الناس طائفة وفرقة سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحقَّ، يريدون إحقاق الباطل وإبطال الحق، والحال أنهم في غاية الجهل، ما عندهم من العلم شيء) .
- وقال جل شأنه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت: 46].
(قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لا ينبغي أن يجادل من آمن منهم، لعلهم أن يحدثوا شيئًا في كتاب الله لا تعلمه أنت، قال: لا تجادلوا، لا ينبغي أن تجادل منهم) .
وقال السعدي: (ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحقِّ وتحسينه، وردٍّ عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحبِّ العلو، بل يكون القصد بيان الحقِّ وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ لأن المقصود منها ضائع) .
- وقال تعالى: هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [آل عمران: 66].
قال الطبري: (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ها أنتم: هؤلاء القوم الذين خاصمتم وجادلتم فيما لكم به علم من أمر دينكم الذي وجدتموه في كتبكم، وأتتكم به رسل الله من عنده، وفي غير ذلك مما أوتيتموه، وثبتت عندكم صحته، فلم تحاجُّون؟ يقول: فلم تجادلون وتخاصمون فيما ليس لكم به علم) .


قال الشوكاني: (وفي الآية دليل على منع
الجدال بالباطل، بل ورد الترغيب في ترك الجدال من المحقِّ) .
وقال السعدي: (وقد اشتملت هذه الآيات على النهي عن المحاجة والمجادلة بغير علم، وأنَّ من تكلَّم بذلك فهو متكلِّم في أمر لا يمكَّن منه، ولا يسمح له فيه) .
__________________
  #954  
قديم 25-08-2013, 10:53 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السنة النبوية


- فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف: 58])) .
قال القاري: (والمعنى ما كان ضلالتهم ووقوعهم في الكفر إلا بسبب الجدال، وهو الخصومة بالباطل مع نبيهم، وطلب المعجزة منه عنادًا أو جحودًا، وقيل: مقابلة الحجة بالحجة، وقيل: المراد هنا العناد، والمراء في القرآن ضربُ بعضه ببعض؛ لترويج مذاهبهم، وآراء مشايخهم، من غير أن يكون لهم نصرة على ما هو الحق، وذلك محرم، لا المناظرة لغرض صحيح كإظهار الحقِّ فإنه فرض كفاية) .


وقال المناوي: (أي
الجدال المؤدي إلى مراء ووقوع في شك، أما التنازع في الأحكام فجائز إجماعًا، إنما المحذور جدال لا يرجع إلى علم، ولا يقضى فيه بضرس قاطع، وليس فيه اتباع للبرهان، ولا تأول على النصفة، بل يخبط خبط عشواء غير فارق بين حقٍّ وباطل) .
وقال البيضاوي: (المراد بهذا الجدل العناد، والمراء، والتعصب) .
- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّ أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم)) .
قال الصنعاني: (أي: الشديد المراء، أي الذي يحجُّ صاحبه) .
وقال المهلب: (لما كان اللدد حاملًا على المطل بالحقوق، والتعريج بها عن وجوهها، والليِّ بها عن مستحقيها، وظلم أهلها؛ استحقَّ فاعل ذلك بغضة الله وأليم عقابه) .
وقال النووي: (والألدُّ: شديد الخصومة، مأخوذ من لديدي الوادي، وهما جانباه؛ لأنَّه كلما احتجَّ عليه بحجة أخذ في جانب آخر، وأما الخصم فهو الحاذق بالخصومة، والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حقٍّ، أو إثبات باطل) .
- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المراء في القرآن كفر)) .
قال البيضاوي: (المراد بالمراء فيه التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن؛ ليدفع بعضه ببعض فيطرق إليه قدحًا وطعنًا) .
وقال المناوي: (المراد الخوض فيه بأنه محدث أو قديم، والمجادلة في الآي المتشابهة المؤدِّي ذلك إلى الجحود والفتن، وإراقة الدماء؛ فسمَّاه باسم ما يخاف عاقبته، وهو قريب من قول القاضي: أراد بالمراء التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن؛ ليدفع بعضه ببعض، فيتطرَّق إليه قدح وطعن، ومن حقِّ الناظر في القرآن أن يجتهد في التوفيق بين الآيات، والجمع بين المختلفات ما أمكنه) .
- وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) .
قال السندي: (ومن ترك المراء: أي


الجدال خوفًا من أن يقع صاحبه في اللجاج الموقع في الباطل) .
حكم وأمثال في الجدال والمراء

- دع المراء لقلَّة خَيره .
- المراء لؤم .
- دع المراء، وإن كنت محقًّا .
- من ترك المراء سلمت له المروءة


__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 10-12-2013 الساعة 08:53 PM
  #955  
قديم 26-08-2013, 12:52 AM
الصورة الرمزية مستر محمد سلام
مستر محمد سلام مستر محمد سلام غير متواجد حالياً
مشرف اللغة الانجليزية الاعدادية سابقا
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 7,597
معدل تقييم المستوى: 20
مستر محمد سلام is on a distinguished road
افتراضي

جزاااااااااااااااااااكم ربي خيراااااااااااااااااااا
استاذ محمد في انتظارك دائما














  #956  
قديم 29-08-2013, 10:28 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر محمد سلام مشاهدة المشاركة
جزاااااااااااااااااااكم ربي خيراااااااااااااااااااا
استاذ محمد في انتظارك دائما













اشكرك اخى محمد
بارك الله فيكم ورضى عنكم
__________________
  #957  
قديم 30-08-2013, 02:32 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السلف والعلماء في الجدال والمراء
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(لا تمارِ أخاك؛ فإنَّ المراء لا تفهم حكمته، ولا تُؤمَن غائلته ) .
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (من استحقاق حقيقة الإيمان ترك المراء، والمرء صادق) .
- وقال أبو الدرداء: (كفى بك إثمًا أن لا تزال مماريًا) .
- وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (ولن يصيب رجل حقيقة الإيمان حتى يترك المراء، وهو يعلم أنَّه صادق، ويترك الكذب في المزاحة) .
- ورُوي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه قال: (إذا أحببت أخًا فلا تماره) .
- وقال مالك بن أنس: (المراء يقسِّي القلوب، ويُورث الضغائن) .
- وقال أيضًا: (كلما جاء رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد عليه السلام لجدله) .
- وقال أيضًا: (ليس هذا الجدل من الدين بشيء) .
- وقال ابن أبي ليلى: (لا تمار أخاك؛ فإنَّه لا يأتي بخير) .
- وقال أيضًا: (لا أُماري أخي إما أن أغضبه، وإما أكذبه) .
- وقال بلال بن سعد: (إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمت خسارته) .
- وقال الشافعي: (المراء في العلم يقسي القلوب، ويورث الضغائن) .
- وقال مسلم بن يسار: (إيَّاكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته) .
- وقال عبدوس بن مالك العطار: (سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم، وترك البدع- وكلُّ بدعة فهي ضلالة- وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال، والخصومات في الدين... إلى أن قال: لا تخاصم أحدًا ولا تناظره، ولا تتعلم الجدال؛ فإنَّ الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه، لا يكون صاحبه -إن أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة حتى يدع الجدال) .
- وقال محمد بن الحسين: (من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة) .
- وعن الحسن قال: (ما رأينا فقيهًا يماري) .
- وعنه أيضًا: (المؤمن يداري ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قُبلت حمد الله، وإن رُدَّت حمد الله) .
- وعن زياد بن حدير قال: (قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟! قال: قلت: لا. قال: يهدمه زلَّة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين) .
- وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (ما ماريت أخي أبدًا؛ لأني إن ماريته إمَّا أن أكذبه، وإمَّا أن أغضبه) .
- وقال عبد الله بن الحسن: (المراء رائد الغضب، فأخزى الله عقلًا يأتيك بالغضب) .
- وقال الأصمعي: (سمعت أعرابيًّا يقول: من لاحى الرجال وماراهم قلَّت كرامته، ومن أكثر من شيء عُرف به) .
- وقال عمر بن عبد العزيز: (قد أفلح من عُصم من المراء والغضب والطمع) .
- وقال الأوزاعي: (إذا أراد الله بقوم شرًّا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل) .


آثار الجدال والمراء

1- الجدال والمراء غير المحمود من فضول الكلام الذي يعاب عليه صاحبه.
2- قد يؤدي الجدال الباطل إلى تكفير الآخرين أو تفسيقهم.
3- يدعو إلى التشفي من الآخرين.
4- يذكي العداوة، ويورث الشقاق بين أفراد المجتمع.
5- يقود صاحبه إلى الكذب.
6- يؤدي إلى التطاول والتراشق بالألسنة.
7- يؤدي بالمجادل إلى إنكار الحق ورده.


أقسام الجدال

ينقسم الجدال إلى قسمين:
1- الجدال المحمود:
وهو الذي يكون الغرض منه تقرير الحقِّ، وإظهاره بإقامة الأدلة والبراهين على صدقه، وقد جاءت نصوص تأمر بهذا النوع من الجدال، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الجدال في قوله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125]. وقال جلَّ في علاه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم)) .


وقد حصل هذا النوع من

الجدال بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وبين الخوارج زمن علي بن أبي طالب بأمر علي، فأقام عليهم الحجة وأفحمهم، فرجع عن هذه البدعة خلق كثير . وكذلك مجادلة أحمد بن حنبل للمعتزلة، ومجادلات ابن تيمية لأهل البدع.

2-الجدال المذموم:

هو الجدال الذي يكون غرضه تقرير الباطل بعد ظهور الحقِّ، وطلب المال والجاه، وقد جاءت الكثير من النصوص والآثار التي حذَّرت من هذا النوع من الجدال ونهت عنه، ومن هذه النصوص:

قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: 3].
وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج: 8].
وقوله سبحانه: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ [غافر: 4].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((المراء في القرآن كفر)) .
وقال ابن عثيمين: (المجادلة والمناظرة نوعان:
النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.
النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بها) .
وقال الكرماني: (الجدال: هو الخصام، ومنه قبيح وحسن وأحسن؛ فما كان للفرائض فهو أحسن، وما كان للمستحبات فهو حسن، وما كان لغير ذلك فهو قبيح)


آداب الجدال المحمود


هناك جملة من الآداب ينبغي لمن أراد الجدال أن يتحلَّى بها، ومنها:
1- النية الصادقة في نصرة الحق، والدعوة إلى دين الله تعالى، وترك الرياء والسمعة، أو طلب الجاه والرفعة.
2- العلم الصحيح المستفاد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح.
3- رد الاختلاف إلى كتاب الله وسنة رسوله.
4- تقديم النقل ونصوصه على العقل وظنونه.
5- التحلي بالأخلاق الإسلامية العالية أثناء الجدال؛ من القول المهذب، واحترام الآخرين، وعدم الطعن في الأشخاص، أو لمزهم والاستهزاء بهم.
6- أن تكون غايتك إظهار الحق، وإقناع الناس به، مع الابتعاد عن الباطل أو تلبيسه على الناس.
7- تقديم الأهم فالأهم من الحجج، والبينات، والأدلة المفحمة للخصم، بقصد الإقناع وإظهار وجه الصواب.
8- مجانبة إطالة الكلام، وغرابة الألفاظ، أو خروجها عن صلب الموضوع.
9- عدم الالتزام في أثناء المناظرة بضدِّ الدعوى التي تحاول إثباتها وإلا فشلت.
10- عدم التعارض بين الأدلة، أو التناقض في البينات والحجج.
11- عدم الطعن في أدلة الخصم إلا ضمن الأمور المبنية على المنهج الصحيح.
12- إعلان التسليم بالقضايا المتفق عليها، وقبول نتائج المناظرة.
13- الامتناع عن المجادلة إذا كانت تؤدي إلى فتنة وفساد، أو ضرر يلحق بالدعوة.
14- أهمية مراعاة الظروف المحيطة بالمناظرة من حيث الأشخاص، والموضوع، والزمان، والمكان.









__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 02-03-2014 الساعة 02:53 AM
  #958  
قديم 30-08-2013, 02:45 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من أقوال الحكماء

- يقال: (لا تمارِ حكيمًا ولا سفيهًا؛ فإنَّ الحكيم يغلبك، والسفيه يؤذيك) .
- قال محمد بن الحسين: (وعند الحكماء: أنَّ المراء أكثره يغيِّر قلوب الإخوان، ويُورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس) .
وصايا ونصائح في التحذير من الجدال والمراء:
- قال لقمان: (يا بنيَّ، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم) .
- وقال أيضًا: (لا تمارينَّ حكيمًا، ولا تجادلنَّ لجوجًا ، ولا تعاشرنَّ ظلومًا، ولا تصاحبنَّ متَّهمًا) .
- وقال أيضًا: (يا بني، من قصر في الخصومة خصم، ومن بالغ فيها أثم، فقل الحق ولو على نفسك، فلا تبال من غضب) .
- وعن يونس قال: كتب إليَّ ميمون بن مهران: (إيَّاك والخصومة والجدال في الدين، ولا تجادلنَّ عالـمًا ولا جاهلًا. أما العالم فإنَّه يخزن عنك علمه، ولا يبالي ما صنعت، وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ، ولا يطيعك) .
وقال مسعر بن كدام يُوصي ابنه كدامًا:


إني منحتك يا كدام نصيحتي *** فاسمع لقول أب عليك شفيقِ



أما المزاحة والمراء فدعهما *** خلقان لا أرضاهما لصديقِ



إني بلوتهما فلم أحمدهما *** لمجاور جارًا ولا لرفيقِ



والجهل يزري بالفتى في قومه *** وعروقه في الناس أي عروقِ؟!

ذم الجدال والمراء في واحة الشعر

قال إسماعيل بن يسار:


فدعْ عنك المراءَ ولا تردِه *** لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ



وأيقِنْ أنَّ مَن مارى أخاه *** تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ



ولا تبغِ الخلافَ فإنَّ فيه *** تفرُّقَ بَيْنِ ذاتِ الأصفياءِ



وإن أيقنتَ أنَّ الغيَّ فيم *** دعاك إليه إخوانُ الصفاءِ



فجاملْهم بحسنِ القولِ فيما *** أردتَ وقد عزمتَ على الإباءِ



وقال العرزمي:


نصحتُك فيما قلتَه وذكرتَه *** وذلك حقٌّ في المودةِ واجبُ



لا تركننَّ إلى المراءِ فإنَّه *** إلى الشرِّ دعَّاء وللغيِّ جالبُ



وقال زيد بن جندب الإيادي:


كنَّا أناسًا على دينٍ ففرَّقنا *** طولُ الجدالِ وخلطُ الجدِّ باللعبِ



ما كان أغنى رجالًا ضلَّ سعيهم *** عن الجدالِ وأغناهم عن الخطبِ



وقال ابن الرومي:


لذوي الجدالِ إذا غَدَوا لجدالِهم *** حججٌ تضلُّ عن الهدى وتجورُ



وُهُنٌ كآنيةِ الزجاجِ تصادمتْ *** فهوت، وكلُّ كاسرٍ مكسورُ



فالقاتلُ المقتولُ ثَمَّ لضعفِه *** ولوَهيه ، والآسرُ المأسورُ



وقال أبو محمد بن سنان الخفاجي:


فإيَّاك إيَّاك المراءَ فإنَّه *** سببٌ لكلِّ تنافرٍ وتشاوسِ



وافعلْ جميلًا لا يضيعُ صنيعُه *** واسمحْ بقوتِك للضعيفِ البائسِ



لا تفخرنَّ وإن فعلتَ فبالتُّقى *** ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ



وقال آخر:


لا تُفنِ عمرك في الجدالِ مخاصمًا *** إنَّ الجدالَ يخلُّ بالأديانِ



واحذرْ مجادلةَ الرجالِ فإنها *** تدعو إلى الشحناءِ والشنآنِ



وإذا اضطررتَ إلى الجدالِ ولم تجِدْ *** لك مهربًا وتلاقت الصفَّانِ



فاجعلْ كتابَ الله درعًا سابغًا *** والشرعَ سيفَك وابدُ في الميدانِ



والسنة البيضاء دونك جُنَّة *** واركب جواد العزم في الجولانِ



واثبتْ بصبرِك تحت ألويةِ الهدَى *** فالصبرُ أوثقُ عُدَّة الإنسانِ



واطعنْ برمحِ الحقِّ كلَّ معاندٍ *** لله درُّ الفارسِ الطعَّانِ



واحملْ بسيفِ الصدقِ حملة مخلصٍ *** متجرِّد لله غير جبانِ



وإذا غلبت الخصمَ لا تهزأْ به *** فالعجبُ يخمدُ جمرة الإنسانِ



وأحسنَ من قال:


وإيَّاك من حُلو المزاح ومُرِّه *** ومن أن يراك الناس فيه مماريا



وإنَّ مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَه *** وإنَّ مزاحَ المرءِ يبدي التشانيا



دعاه مزاحٌ أو مراءٌ إلى التي *** بها صار مقليَّ الإخاءِ وقاليا



وقال أبو الأخفش الكناني لابن له:


أبُنيَّ لا تكُ ما حييتَ مماريًا *** ودَعِ السفاهةَ إنها لا تنفعُ



لا تحملنَّ ضغينةً لقرابةٍ *** إنَّ الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ



لا تحسبنَّ الحلمَ منك مذلةً *** إنَّ الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 10-12-2013 الساعة 08:20 PM
  #959  
قديم 30-08-2013, 02:52 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


الجَزَع


معنى الجَزَع لغةً واصطلاحًا
معنى الجَزَع لغةً:
الجَزَع، بالتَّحريك: نقيض الصَّبر. وقد جَزِع يَجْزَع جَزَعًا فهو جازِع، فإذا كَثُر منه الجَزَع، فهو جَزُوع. والجَزُوع: ضدُّ الصَّبور على الشَّرِّ. وأَجْزَعه غيره .
معنى الجَزَع اصطلاحًا:
قال أبو هلال: (الجَزَع: إظهار ما يلحق المصَاب مِن المضَض والغَمِّ) .
وقال الرَّاغب: (والجَزَع هو: حُزْن يَصْرِف الإنسان عمَّا هو بصدده، ويَقْطَعه عنه) .
وقال ابن فارس: (هو انقطاع المنَّة عن حَمْل ما نزل) .
__________________
  #960  
قديم 30-08-2013, 02:55 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين الجَزَع وبعض الصِّفات
- الفرق بين الجَزَع والفَزَع:
قال الرَّاغب: (الفَزَع والجَزَع أخوان، لكن الفَزَع ما يعتري الإنسان مِن الشَّيء المخِيف، والجَزَع ممَّا يعتري مِن الشَّيء المؤلم، والفَزَع لفظ عام، سواء كان عارضًا عن أمارة ودلالة، أو حاصلًا لا عن ذلك) .
الفرق بين الجَزَع ورِقَّة القلب:
قال ابن القيِّم: (والفرق بين رِقَّة القلب والجَزَع: أنَّ الجَزَع ضعفٌ في النَّفس، وخوفٌ في القلب، يمدُّه شدَّة الطَّمع والحرص، ويتولَّد مِن ضعف الإيمان بالقَدَر... فمتى عَلِم أنَّ المقَدَّر كائنٌ- ولا بدَّ- كان الجَزَع عناءً محضًا ومصيبة ثانية. أمَّا رِقَّة القلب فإنَّها مِن الرَّحمة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرَقَّ النَّاس قلبًا، وأبعدهم مِن الجَزَع، فرِقَّة القلب رأفةٌ ورحمةٌ، وجَزَعُه مرضٌ وضعفٌ، فالجَزَع حال قلبٍ مريضٍ بالدُّنيا، قد غشيه دخان النَّفس الأمَّارة، فأخذ بأنفاسه، وضيَّق عليه مسالك الآخرة، وصار في سجن الهوى والنَّفس، وهو سجنٌ ضيِّق الأرجاء، مظلم المسلك، فانحصار القلب وضيقه يجعله يَجْزَع مِن أدنى ما يصيبه ولا يحتمله، فإذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد، وامتلأ مِن محبَّة الله وإجلاله، رَقَّ وصارت فيه الرَّأفة والرَّحمة، فتراه رحيمًا رقيق القلب بكلِّ ذي قُرْبَى ومسلم، يرحم النَّملة في جحرها، والطَّير في وَكْرِه، فضلًا عن بني ***ه، فهذا أقرب القلوب مِن الله تعالى) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:51 PM.