#76
|
||||
|
||||
|
#77
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الرفق من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى خير الدنيا والآخرة عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت : "استأذن نفر من اليهود على النبي صلى اللَّه عليه وسلم : فقالوا السام عليك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : وعليكم فقالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها : وعليكم السام واللعنة فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : يا عائشة إن اللَّه يحب الرفق في الأمر كله قالت : ألم تسمع ما قالوا؟ قال : قد قلت وعليكم" عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"يا عائشة من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة" عن سعيد بن المسيب رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس والتودّد إلى الناس" وما هلك رجل عن مشورة وما سعد رجل باستغنائه برأيه، وإذا أراد اللَّه أن يهلك عبداً كان أوّل ما يفسد منه رأيه، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة" وعن أبي هريرة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إن اللَّه تعالى رفيق يحب الرفق يعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف" فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب , لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق كما قال تعالى : }ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم { وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "إذا أراد اللَّه تعالى بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق وإن الرفق لو كان خلقا لما رأى الناس خلقا أحسن منه، وإن العنف لو كان خلقا لما رأى الناس خلقاً أقبح منه" وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت "كنت على بعير فيه صعوبة فجعلت أضربه فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم يا عائشة عليك بالرفق فإنه لم يكن في شيء إلا زانه ولا انتزع من شيء إلا شانه". |
#78
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
حق الزوج على زوجته لا يسجد أحد لأحد من الخلق، ولو كنت آمراً أحد بذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيماً لحقه عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه قال "جاء إعرابي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال إني أسلمت فأرني شيئاً أزداد به يقيناً. قال : ما تريد؟ قال : ادع تلك الشجرة فلتأتك، قال اذهب فادعها ، فذهب فقال أجيبي رسول اللَّه فمالت على جانب من جوانبها فقطعت عروقها ثم مالت على الجانب الآخر ثم أقبلت ثم أدبرت فقطعت عروقها ثم أقبلت تجر عروقها وفروعها حتى انتهت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وسلمت عليه فقال الأعرابي : حسبي حسبي فأمرها فرجعت فدلت عروقها في ذلك الموضع ثم استوت فقال الأعرابي : ائذن لي يا رسول اللَّه فأقبل رأسك ورجليك؟ فأذن له فقبل رأسه ورجليه فقال : أتأذن لي أن أسجد لك؟ قال لا تسجد لي ولا يسجد أحد لأحد من الخلق، ولو كنت آمراً أحد بذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيماً لحقه" وروى عن عطاء عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهم قال "جاءت امرأة إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالت يا رسول اللَّه ما حق الزوج على المرأة؟ قال أن لا تمنع نفسها ولو كانت على ظهر قتب ولا تصوم يوماً إلا بإذنه إلا رمضان فإن فعلت كان الأجر له والوزر عليها ولا تخرج إلا بإذنه فإن خرجت لنفسها لعنتها ملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى عنه قال: ذكر لنا أن كعباً قال: أول ما تسأل المرأة عنه يوم القيامة عن صلاتها ثمّ عن حق زوجها. وعن الحسن عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إذا هربت المرأة من بيت زوجها لم تقبل لها صلاة حتى ترجع وتضع يدها في يده وتقول اصنع بي ما شئت، وإن المرأة إذا صلت ولم تدع لزوجها ردّت عليها صلاتها حتى تدعو لزوجها" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى عنه قال "ذكر لنا أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال في خطبته وهو يومئذ بمنى أيها الناس إن لكم على نسائكم حقاً وإن لهن عليكم حقاً وإن من حقكم عليهن أن يحفظن فرشكم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه ولا يأتين بفاحشة مبينة فإن هنّ فعلن ذلك فقد أحلّ اللَّه لكم أن تضربوهن ضرباً غير مبرح، وإن من حقهن عليكم الكسوة والنفقة بالمعروف" وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت" وعنه أيضاً عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال لو أن الزوج سال من أحد منخريه دم ومن الآخر صديد فلحسته المرأة ما أدت حق زوجها". |
#79
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الغيبة أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا اللَّه ورسوله أعلم. قال إذا ذكرت أخاك بما يكره فقد اغتبته. قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" يعني قلت فيه بهتانا. ذكر عن بعض المتقدمين أنه قال: لو قلت إن فلانا ثوبه قصير أو ثوبه طويل يكون غيبة فكيف إذا ذكرت عن نفسه و روى أن امرأة قصيرة دخلت على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فلما خرجت , قالت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها ما أقصرها فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم اغتبتيها. قالت عائشة ما قلت إلاّ ما فيها. قال: ذكرت أقبح ما فيها" عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ليلة أسرى بي إلى السماء مررت بقوم يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه ثم يقال لهم كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم، فقلت يا جبريل: من هؤلاء؟ قال : هؤلاء من أمتك الهمازون اللمازون" يعني المغتابين. "كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم في المنزل وأصحابه في المسجد من أهل الصُفَّة وزيد بن ثابت يحدثهم بما سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلم من الأحاديث فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بلحم فقالوا لزيد بن ثابت : ادخل على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقل إنا لم نأكل اللحم منذ كذا وكذا لكي يبعث إلينا بشيء من ذلك اللحم، فلما قام زيد بن ثابت من عندهم قالوا فيما بينهم : إن زيدا قد لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلم مثل ما لقينا فكيف يجلس ويحدثنا؟ فلما دخل زيد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأدّى الرسالة قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم قل لهم : قد أكلتم اللحم الآن، فرجع إليهم وأخبرهم به قالوا:والله ما أكلنا اللحم منذ كذا، فرجع إليه وأخبره فقال :إنهم قد أكلوا الآن فرجع إليهم وأخبرهم فقاموا فدخلوا على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال لهم الآن قد أكلتم لحم أخيكم وأثر اللحم في أسنانكم فابزقوا حتى تروا حمرة اللحم، فبزقوا الدم فتابوا ورجعوا عن ذلك واعتذروا إليه". وروى جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما قال "هاجت ريح منتنة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إن ناسا من المنافقين قد اغتابوا أناسا من المسلمين فلذلك هاجت هذه الريح المنتنة". وروى أسباط عن السدي قال: "كان سلمان الفارسي في سفر مع أناس وفيهم عمر رضي اللَّه تعالى عنه فنزلوا منزلا فضربوا خيامهم وصنعوا طعامهم ونام سلمان، فقال بعض القوم : ما يريد هذا العبد إلاّ أن يجيء إلى خيام مضروبة وطعام مصنوع؟ ثم قالوا بعد ذلك لسلمان : انطلق إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فالتمس لنا إداما نأتدم به، فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: أخبرهم أنهم قد ائتدموا، فأخبرهم بذلك فقالوا:ما طعمنا بعد، وما كذب النبي صلى اللَّه عليه وسلم عليكم فأتوه؟ فقال لهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم: قد ائتدمتم من صاحبكم حين قلتم ما قلتم وهو نائم ثم قرأ عليهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} يعني معصية. وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما في هذه الآية {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} قال: نزلت في رجلين من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وذلك أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ضم مع كل رجلين غنيين في السفر رجلاً من أصحابه قليل الشيء ليصيب معهما من طعامهما ويتقدمهما في المنازل ويهيئ لهما المنزل وما يصلح لهما وقد كان ضم سلمان إلى رجلين، فنزل منزلا من المنازل ذات يوم ولم يهيئ لهما شيئاً فقالا له اذهب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فسل لنا فضل إدام؟ فانطلق , فقال أحدهما لصاحبه حين غاب عنهما إنه لو انتهى إلى بئر كذا لقلّ الماء فلما انتهى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وبلغه الرسالة قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: قل لهما قد أكلتما الإدام، فأتاهما فأخبرهما فأتياه فقالا ما أكلنا من إدام؟ فقال : إني لأرى حمرة اللحم في أفواهكما، فقالا : لم يكن عندنا شيء وما أكلنا لحما اليوم، فقال لهما: إنكما اغتبتما أخاكما، ثم قال لهما أتحبان أن تأكلا لحما ميتا؟ فقالا: لا، فقال لهما : فكما كرهتما أن تأكلا لحما ميتا فلا تغتابا فإنه من اغتاب أخاه فقد أكل لحمه فنزلت {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}. وروى عن الحسن البصري أن رجلاً قال: إن فلانا قد اغتابك فبعث إليه طبقا من الرطب وقال بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام. وذكر عن أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن العبد ليعطي كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن عملها فيقول يا رب : من أين لي هذا؟ فيقول هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "أربع يفطرن الصائم وينقضن الوضوء ويهدمن العمل: الغيبة، الكذب، والنميمة، والنظر إلى محاسن المرأة التي لا يحل له النظر اليها، وهن يسقين أصول الشر كما يسقي الماء أصول الشجر، وشرب الخمر يعلو الخطايا". قال سفيان بن الحصين: كنت جالسا عند إياس بن معاوية فمرّ رجل فنلت منه فقال : اسكت ثم قال لي سفيان هل غزوت الروم؟ قلت لا قال هل غزوت الترك؟ قلت لا قال سلم منك الروم وسلم منك الترك ولم يسلم منك أخوك المسلم. قال: فما عدت إلى ذلك بعد. وعن يحيى بن معاذ الرازي قال: ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين: أحدهما أنك إن لم تنفعه فلا تضره. والثاني إن لم تسره فلا تغمه. والثالث إن لم تمدحه فلا تذمه. وذكر عن مجاهد أنه قال: إن لابن آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر أحدهم أخاه بخير قالت الملائكة: له ولك مثله، وإذا ذكر أحدهم أخاه بسوء قالت الملائكة: يا ابن آدم كشفت المستور عليه عورته ارجع إلى نفسك واحمد اللَّه الذي ستر عليك عورتك. قال بعض الحكماء: إن ضعفت عن ثلاث فعليك بثلاث. إن ضعفت عن الخير فأمسك عن الشر. وإن كنت لا تستطيع أن تنفع الناس فأمسك عنهم ضرك، وإن كنت لا تستطيع أن تصوم فلا تأكل لحوم الناس. و قد تكلم العلماء في توبة المغتاب هل تجوز من غير أن يستحل من صاحبه! قال بعضهم يجوز، وقال بعضهم لا يجوز ما لم يستحل من صاحبه، وهو عندنا على وجهين: إن كان ذلك القول قد بلغ إلى الذي اغتابه:فتوبته أن يستحل منه وإن لم تبلغ إلى صاحبه تلك الغيبة:فتوبته أن يستغفر اللَّه تعالى ويتوب إليه ولا يخبر صاحبه فهو أحسن لكيلا يشتغل قلبه به ولو أنه قال بهتانا لم يكن ذلك فيه:فإنه يحتاج إلى التوبة في ثلاثة مواضع، أحدها أن يرجع إلى القوم الذين تكلم بالبهتان عندهم ويقول إني قد ذكرت عندكم فلانا بكذا وكذا فاعلموا أني كاذب في ذلك. والثاني أن يذهب إلى الذي قال عليه البهتان ويطلب منه أن يجعله في حل. والثالث أن يستغفر اللَّه تعالى ويتوب إليه فليس شيء من الذنوب أعظم من البهتان، فإن سائر الذنوب يحتاج إلى توبة واحدة وفي البهتان يحتاج إلى التوبة في ثلاثة مواضع، وقد قرن اللَّه تعالى البهتان بالكفر فقال تعالى {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} و يقال الغيبة على أربعة أوجه: في وجه هي كفر، وفي وجه هي نفاق، وفي وجه هي معصية، والرابع مباح وهو مأجور. فأما الوجه الذي هو كفر فهو أن يغتاب المسلم فيقال له لا تغتب فيقول ليس هذا غيبة وأنا صادق في ذلك فقد استحل ما حرم اللَّه تعالى ومن استحل ما حرم اللَّه تعالى صار كافرا نعوذ بالله. وأما الوجه الذي هو نفاق فهو أن يغتاب إنساناً فلا يسميه عند من يعرف أنه يريد منه فلانا فهو يغتابه ويرى من نفسه أنه متورع فهذا هو النفاق. وأما الذي هو معصية فهو أن يغتاب إنسانا ويسميه ويعلم أنها معصية فهو عاص وعليه التوبة. والرابع أن يغتاب فاسقا معلنا بفسقه أو صاحب بدعة فهو مأجور لأنهم يحذرون منه إذا عرفوا حاله. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "اذكروا الفاجر بما فيه لكي يحذره الناس". والله تعالى أعلم. |
#80
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
حفظ اللسان من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به . قال " قل ربي الله ثم استقم " . قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف على فأخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلسان نفسه ثم قال " هذا " . عن معاذ بن جبل، قال كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار . قال " لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت " . ثم قال " ألا أدلك على أبواب الجنة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء وصلاة الرجل في جوف الليل " . ثم قرأ }تتجافى جنوبهك عن المضاجع{ حتى بلغ }جزاء بما كانوا يعملون{ ثم قال " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه الجهاد " . ثم قال " ألا أخبرك بملاك ذلك كله " . قلت بلى . فأخذ بلسانه فقال " تكف عليك هذا " . قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم " . عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا " . عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه قال "جاء رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال يا رسول اللَّه أوصني؟ قال عليك بتقوى اللَّه فإنها جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين" أو قال - وعليك بذكر اللَّه تعالى وتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلاّ من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان". معنى قوله عليه الصلاة والسلام "عليك بتقوى اللَّه تعالى" فتقوى اللَّه أن يجتنب عما نهاه اللَّه عنه ويعمل بما أمره اللَّه تعالى به فإذا فعل ذلك فقد جمع جميع الخير وقوله عليه الصلاة والسلام "واخزن لسانك" يعني احفظ لسانك إلاّ من خير "يعني قل خيرا حتى تغنم" واسكت حتى تسلم فإن السلامة في السكوت، واعلم أن الإنسان لا يغلب الشيطان إلاّ بالسكوت، فينبغي للمسلم أن يكون حافظا للسانه حتى يكون في حرز من الشيطان ويستر اللَّه عليه عورته. عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "من لطم عبده كان كفارته عتقه، ومن ملك لسانه ستر اللَّه عليه عورته، ومن كظم غيظه وقاه اللَّه تعالى عذابه، ومن اعتذر إلى ربه قبل اللَّه معذرته" عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره وليكرم ضيفه وليقل خيرا أو ليسكت" و يروى بعض التابعين قال دخلنا على محمد بن سوقة الزاهد فقال ألا أحدثكم حديثا لعله ينفعكم فإنه قد نفعني؟ فقال لنا عطاء بن أبي رباح يا ابن أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام وكانوا يعدون كل كلام فضولا ما عدا كتاب اللَّه تعالى أن يقرأه أحد أو أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها، ثم قال: أتنكرون قوله تعالى {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَاماً كَاتِبِينَ} و{عَنْ اليَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أو ما يستحيي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس عن أمر دينه ولا دنياه. عن أنس بن مالك قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "أربع لا تصير إلاّ في مؤمن: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر اللَّه تعالى، وقلة الشر" روى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وذكر عن لقمان الحكيم أنه قيل له ما بلغ بك ما نرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني. وروى عن أبي بكر ابن عياش أنه قال: ثلاثة من الملوك تكلم كل واحد منهم بكلمة كأنها رمية رميت من قوس واحدة: قال كسرى لا أندم على ما لم أقل وقد أندم على ما قلت، وقال ملك الصين ما لم أتكلم بالكلمة فأنا أملكها فإن تكلمت بها ملكتني، وقال قيصر ملك الروم أنا على ردّ ما لم أقل أقدر مني على ردّ ما قلت وروى عن الربيع بن خيثم أنه كان إذا أصبح وضع قرطاسا وقلما ولا يتكلم بشيء إلاّ كتبه وحفظه ثم يحاسب نفسه عند المساء. و هكذا كان عمل الزهاد إنهم كانوا يتكلمون لحفظ اللسان ويحاسبون أنفسهم في الدنيا، وهكذا ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب في الآخرة، لأن حساب الدنيا أيسر من حساب الآخرة، وحفظ اللسان في الدنيا أيسر من ندامة الآخرة. وذكر عن الأوزاعي أنه قال: المؤمن يقلّ الكلام ويكثر العمل، والمنافق يكثر الكلام ويقل العمل. وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "خمس لا تكون في المنافق: الفقه في الدين، والورع باللسان، والتبسم في الوجه، والنور في القلب، والمودة في المسلمين" قال يحيى بن أكثم ما صلح منطق رجل إلاّ عرف ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطق رجل إلاّ عرف ذلك في سائر عمله. وعن سنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئة" وبإسناد عن أبي ذر الغفاري أنه قال " قلت يا رسول اللَّه ما كان في صحف إبراهيم؟ قال كان فيها أمثال وعبر: ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوبا في عقله أن يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شانه، فإنه من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "ينبغي للعاقل أن لا يكون شاخصا إلاّ في ثلاث: مرمة لمعاشه، أو خلوة لمعاده، أو لذة في غير محرم" وقال "ينبغي للعاقل أن يكون له في النهار أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي فيها أهل العلم الذين يبصرونه بأمر دينه ودنياه وينصحونه، وساعة يخلى بين نفسه ولذاتها فيما يحلّ ويجمل" وقال "ينبغي للعاقل أن ينظر في شأنه: ويعرف أهل زمانه، ويحفظ فرجه ولسانه". وذكر إن هذه الكلمات مكتوبة في حكمة آل داود عليه السلام. قال بعض الحكماء إن جسد ابن آدم ثلاثة أجزاء: فجزء منها قلبه، والثاني لسانه، والثالث الجوارح وقد أكرم اللَّه تعالى كل جزء بكرامة: فأكرم القلب بمعرفته وتوحيده وأكرم اللسان بشهادة أن لا إله إلاّ اللَّه وتلاوة كتابه، وأكرم الجوارح بالصلاة والصوم وسائر الطاعات، ووكل على كل جزء رقيبا وحفيظا: فتولى حفظ القلب بنفسه فلا يعلم ما في ضمير العبد إلاّ الله، ووكل على لسانه الحفظة قال اللَّه تعالى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وسلط على الجوارح الأمر والنهي وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "لما بعث معاذا إلى اليمن فقال يا نبي اللَّه أوصني؟ فأشار إلى لسانه يعني عليك بحفظ اللسان، فكأنه تهاون به، فقال يا نبي اللَّه أوصني؟ قال ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في نار جهنم إلاّ حصائد ألسنتهم" وقال الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر ماله كثر إثمه، ومن ساء خلقه عذب نفسه. وروى عن سفيان الثوري أنه قال: لأن أرمي رجلاً بسهم أحب إليّ أن أرميه بلساني لأن رمي اللسان لا يخطئ ورمي السهم قد يخطئ. وروي عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إذا أصبح ابن آدم سألت الأعضاء كلها اللسان وقلن يا لسان ننشدك اللَّه أن تستقيم فإنه إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.. وروى عن أبي ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أنه قام عند الكعبة فقال: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة الغفاري "أبو ذر" هلموا إلى أخ ناصح شفيق عليكم فاجتمع الناس حوله فقال يا أيها الناس: من أراد منكم سفرا من أسفار الدنيا لا يفعل ذلك إلاّ بزاد فكيف من يريد سفر الآخرة بلا زاد؟، قالوا وما زادنا يا أبا ذر؟ قال صلاة ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، وصوم في حرّ شديد ليوم النشور، وصدقة على المساكين لعلكم تنجون من عذاب يوم عسير، وحج لعظائم الأمور واجعلوا الدنيا مجلسين : مجلسا في طلب الدنيا ومجلسا في طلب الآخرة، والثالث يضر ولا ينفع واجعلوا الكلام كلمتين: كلمة نافعة في أمر دنياكم وكلمة باقية في أمر آخرتكم، الثالثة يضر ولا ينفع واجعلوا المال درهمين: درهماً أنفقه على عيالك ودرهماً قدمه لنفسك والثالث يضر ولا ينفع، ثم قال أَوّه قتلتني هم يوم لا أدركه قيل: وما ذاك قال إن أملي قد جاوز أجلي فقعدت عن عمل. قال بعض الصحابة إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم أنك قد تكلمت بما لا يعنيك، والله الموفق. |
#81
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
اكرام الضيف و حسن الخلق إن من أحبكم إليّ وأدناكم مني مجلسا في الآخرة أحسنكم أخلاقا عن عطية العوفي قال: قال لي جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما يا عطية: احفظ وصيتي ما أراك بصاحبي غير سفري هذا أحب آل محمد وصحبه وأحب محبي آل محمد ولو وقعوا في الذنوب والخطايا وأبغض مبغضي آل محمد صلى اللَّه عليه وسلم ولو كانوا صواماً قواماً، وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام، فإني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول (ما اتخذ اللَّه إبراهيم خليلاً إلا لإطعامه الطعام وإفشائه السلام وصلاته بالليل والناس نيام). عن أبي شريح الخزاعي قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة" وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: لأن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين أحبّ إليّ من أن أخرج إلى سوقكم هذا فأعتق نسمة. وعن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما أنه كان إذا صنع طعاما فمرّ به رجل ذو هيئة لم يدعه، وإذا مرّ به مسكين دعاه وقال: أتدعون من لا يشتهي وتدعون من يشتهي. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه سئل "ما أكثر ما يلج به الناس في الجنة؟ قال : تقوى اللَّه وحسن الخلق. فقلت : ما أكثر ما يلج به الناس في النار؟ قال : الأجوفان الفم والفرج وسوء الخلق" وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها وعن أبويها قالت : إن حسن الخلق وحسن الجوار وصلة الرحم يعمرن الديار ويزدن في الأعمار وإن كان القوم فجارا. عن ابن عمرو رضي اللَّه تعالى عنهما قال : "كنت عاشر عشرة رهط في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه فجاء فتى من الأنصار فسلم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم ثم جلس فقال: "أيّ المؤمنين أفضل؟ قال : أحسنهم خلقا قال : فأيّ المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعداد قبل أن ينزل به أولئك هم الأكياس، ثم سكت الفتى وأقبل علينا النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقال: يا معشر المهاجرين والأنصار خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن فيما مضت من أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين: شدة المؤنة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد اللَّه وعهد رسوله إلا سلط اللَّه عليهم عدّوهم من غيرهم، ما ترك أئمتهم الحكم بكتاب اللَّه تعالى إلا جعل بأسهم بينهم". وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط وجه وحسن خلق" عن نوّاس بن سمعان الأنصاري رضي اللَّه تعالى عنه قال "سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن البرّ والإثم فقال: البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه" وعن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: إن من أحبكم إليّ وأدناكم مني مجلسا في الآخرة أحسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا في الآخرة أسوؤكم أخلاقا" وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما قال: إن حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل. عن معاذ بن جبل رضي اللَّه تعالى عنه قال: كان آخر ما أوصاني به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حين جعلت رجلي في الغرز فقال "حسن خلقك مع الناس يا معاذ بن جبل" وروى جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "حسن الخلق زمام من رحمة اللَّه في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك والملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة، وسوء الخلق زمام من عذاب في أنف صاحبه والزمام بيد الشيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار" وروى جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"إن هذا الدين هو الذي ارتضيته لنفسي ولا يصلحه إلا خصلتان: ا لسخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما صحبتموه" وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من أدى زكاة ماله وأقرى الضيف وأعطى قومه النائبة فقد وقى شح نفسه" |
#82
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
صلة الرحم اتقوا اللَّه وصلوا الرحم فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخر عن أبي أيوب رضي اللَّه تعالى عنه قال: "عرض أعرابي بالنبي صلى اللَّه عليه وسلم فأخذ بزمام ناقته أو خطامها ثم قال يا رسول اللَّه أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال أن تعبد اللَّه ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم" عن عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي اللَّه تعالى عنه قال "كنا جلوساً عشية عرفة عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يجالسني من أمسى قاطع الرحم ليقم عنا فلم يقم أحد إلاّ رجل كان من أقصى الحلقة فمكث غير بعيد ثم جاء فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مالك لم يقم أحد من الحلقة غيرك؟ قال يا نبي اللَّه سمعت الذي قلت فأتيت خالة لي كانت تصارمني: أي تقاطعني، فقالت ما جاء بك ما هذا من دأبك فأخبرتها بالذي قلت فاستغفرت لي واستغفرت لها فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم أحسنت اجلس ألا إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم". وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما من حسنة أعجل ثواباً من صلة الرحم، وما من ذنب أجدر أن يعجل اللَّه لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم". وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال "جاء رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: إن لي أرحاماً اصل ويقطعوني وأعفو ويظلموني وأحسن ويسيئوني أفأكافئهم؟ قال: لا إذن تشتركون جميعاً ولكن خذ بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير من الله ما كنت على ذلك". ويقال ثلاثة من أخلاق أهل الجنة لا توجد إلاّ في الكريم: الإحسان إلى المسيء، والعفو عمن ظلمه، والبذل لمن حرمه. وروى ثوبان عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "لا يردّ القدر إلاّ الدعاء، ولا يزيد في العمر إلاّ البرّ، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه". وعن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما قال: من اتقى ربه ووصل رحمه أنسئ له في عمره يعني يزاد في عمره، وثرى له ماله يعني كثر، وأحبه أهله. وروى سعيد عن قتادة أنه قال: ذكر لنا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "اتقوا اللَّه وصلوا الرحم فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة". وكان يقال: إذا كان لك قريب فلم تمش إليه برجلك ولم تعط من مالك فقد قطعته. وقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم " صلوا أرحامكم ولو بالسلام". وقال ميمون بن مهران ثلاثة أشياء الكافر والمسلم فيهن سواء: من عاهدته ثق له بعهدك مسلماً كان أو كافراً فإما العهد لله ومن كانت بينك وبينه قرابة فصله مسلماً كان أو كافراً ومن ائتمنك على أمانة فأدها له مسلماً كان أو كافراً. وقد أمر اللَّه تعالى بصلة الرحم في مواضع من كتابه فقال {وَاتَّقُوا اللَّه الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} يعني اخشوا اللَّه الذي تساءلون به الحاجات والأرحام يعني اتقوا الأرحام فصلوها ولا تقطعوها وقال في آية أخرى {وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ} يعني أعطه حقه من الصلة والبر. وقال في آية أخرى { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون {َ وروي عن عثمان بن مظعون رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صديقاً لي وما أسلمت إلاّ حياء من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأنه كان يدعوني إلى اللَّه فأسلمت ولم يكن يستقر الإسلام في قلبي فجلست عنده يوماً يحدثني إذ أعرض عني فكأنه يحدث أحداً بجنبه ثم أقبل عليّ فقال نزل عليّ جبريل عليه الصلاة والسلام فقرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى} الآية فسررت بذلك واستقر الإسلام في قلبي فقمت من عنده وأتيت عمه أبا طالب فقلت : له كنت عند ابن أخيك فأنزلت عليه هذه الآية، فقال أبو طالب تابعوا محمداً تفلحوا وترشدوا، والله إن ابن أخي يأمر بمكارم الأخلاق لئن كان صادقاً أو كاذباً لا يدعوكم إلاّ إلى الخير، فبلغ ذلك النبي صلى اللَّه عليه وسلم فطمع في إسلامه فأتى إليه ودعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم فنزلت هذه الآية {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فقد ذكر اللَّه عز وجل في هذه الآية صلة الرحم، وقال في آية أخرى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّه فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} يعني الذين يقطعون الرحم، ويقال إن اللَّه تعالى لما خلق الرحم قال: أنا الرحمن وأنت الرحم أقطع من قطعك وأوصل من وصلك. وذكر أن الرحم معلق بالعرش ينادي الليل والنهار: يا رب صل من وصلني فيك واقطع من قطعني فيك. قال أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه: ثلاثة نفر في ظل عرش الرحمن يوم القيامة: واصل الرحم يمد له في عمره ويوسع له في قبره ورزقه وامرأة مات زوجها وترك يتامى فتقوم هي على الأيتام حتى يغنيهم اللَّه أو يموتوا والرجل اتخذ طعاماً فدعا إليه اليتامى والمساكين. وروى الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما خطا عبد خطوتين أحب إلى اللَّه تعالى من الخطوة إلى صلاة الفريضة، وخطوة إلى ذي الرحم المحرم" |
#83
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الأعمال بالنيات إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه عن صدقة بن عبد اللَّه عن المهاجر بن حبيب عن زيد بن ميسرة قال: يقول اللَّه تعالى "إني لست أقبل كلام كل حكيم ولكن أنظر إلى همه وهواه فإن كان همه وهواه إياي جعلت صمته تفكرا وكلامه ذكرا وإن لم يتكلم. عن إبراهيم النخعي قال : إن الرجل ليتكلم بالكلام وعلى كلامه المقت ينوى فيه الخير فيلق اللَّه له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا ما أراد بكلامه هذا إلا الخير، وإن الرجل ليتكلم بكلام حسن لا ينوى فيه الخير فيلقيه اللَّه في قلوب الناس حتى يقولوا ما أراد بكلامه هذا خيرا. وعن عون بن عبد اللَّه رحمه الله : كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض ثلاث كلمات: من عمل لآخرته كفاه اللَّه أمر دنياه ومن أصلح سريرته أصلح اللَّه علانيته ومن أصلح فيما بينه وبين اللَّه أصلح اللَّه فيما بينه وبين الناس. وعن الحسن رحمه اللَّه : في قوله عزّ وجل{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} يعني على نيته يعني صحة العمل بالنية. قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : "نية المؤمن خير من عمله" قال بعض أهل العلم : إنما كان كذلك لأنه قد يثاب على نية الخير وإن لم يعمل ولا يثاب على عمله بلا نية. وقال بعضهم : نية المؤمن خير من عمله لطول نيته وقصر عمله، لأنه ينوي أن يعمل الخير ما بقي ولا يستطيع أن يعمل الخير ما بقي. وقال بعضهم : لأن النية عمل القلب والقلب معدن المعرفة وما كان من معدن المعرفة كان أفضل من غيره. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال : "يؤتى بالعبد يوم القيامة ومعه من الحسنات أمثال الجبال الرواسي فينادي مناد من كان له على فلان مظلمة فليجئ فليأخذها فيجيء أناس فيأخذون من حسناته حتى لا يبقى له من الحسنات شيء ويبقى العبد حيران فيقول له ربه : إن لك عندي كنزا لم أطلع عليه ملائكتي ولا أحدا من خلقي فيقول يا رب ما هو؟ فيقول بنيتك التي كنت تنوي من الخير كتبتها لك سبعين ضعفا" وروى في الخبر : أن عابدا من عباد بني إسرائيل مر بكثيب من الرمل فتمنى في نفسه لو كان دقيقا فأشبع به بني إسرائيل في مجاعة أصابتهم فأوحى اللَّه تعالى إلى نبي فيهم : قل لهذا العابد أن اللَّه تعالى يقول: إني قد أوجبت لك من الأجر ما لو كان دقيقا فتصدقت به. وروى في الخبر : "أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة فيعطى كتابه بيمينه فيرى فيه الحج والعمرة والجهاد والزكاة والصدقة فيقول العبد في نفسه : ما عملت من هذا شيئا وليس هذا كتابي فيقول اللَّه تعالى اقرأ فإنه كتابك عشت دهرا وأنت تقول لو كان لي مال لحججت ولو كان لي مال لجاهدت وعرفت من نيتك أنك صادق فأعطيتك ثواب ذلك كله. إنما يظهر صدق نيته إذ لم يبخل بالقليل الذي عنده، فلو رأى حاجا منقطعا فيقول في نفسه لو كان لي مال لحججت فلما لم يكن لي طاقة إلا هذين الدرهمين دفعتهما إلى هذا، وإذا رأى غازيا منقطعا يقول لو كان لي مال لغزوت فلما لم يكن لي طاقة إلا هذه الدراهم دفعتها إلى هذا الغازي المحتاج أو إلى مسكين بجواره، وأما إذا بخل بالقليل الذي عنده فيعلم اللَّه تعالى أنه لو كان عنده أكثر من ذلك لكان يبخل بالكثير كما يبخل بالقليل فلا ثواب له في نيته، وكذلك الذي يقول لو كنت حفظت القرآن لقرأته أناء الليل والنهار فإذا كان يقرأ السورة التي يحفظها فيعلم اللَّه أنه لو كان يحفظ الباقي منه لكان يقرأ فيعطيه اللَّه تعالى فضل الذي يحفظ القرآن كله وإن لم يقرأ ما عنده علم اللَّه منه أن نيته غير صالحة. وروى سهل بن سعد الساعديّ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته" وروى محمد بن عليّ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من أحب رجلا في اللَّه لعدل ظهر منه هو في علم اللَّه من أهل النار آجره اللَّه على حبه إياه كما لو أحب رجلا من أهل الجنة ومن أبغض رجلا في اللَّه لجور ظهر منه وهو في علم اللَّه من أهل الجنة آجره اللَّه على بغضه إياه كما لو كان يبغض رجلا من أهل النار" وروى في الخبر أن اللَّه تعالى قال لموسى عليه الصلاة والسلام: يا موسى هل عملت لي عملا قط؟ قال : إلهي صليت لك وصمت وتصدقت لك وذكرتك قال اللَّه تبارك وتعالى: أما الصلاة فلك برهان يعني حجة لك والصوم جنة والصدقة ظلّ والذكر نور فأي عمل عملت لي؟ قال موسى عليه الصلاة والسلام: إلهي دلني على العمل الذي هو لك؟ قال يا موسى : هل واليت لي ولياً أو عاديت لي عدواً، فعلم موسى أن أفضل الأعمال الحب في اللَّه تعالى والبغض في اللَّه تعالى. وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن اللَّه تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولا إلى أحوالكم وإنما ينظر إلى أعمالكم وإلى قلوبكم". وروت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من التمس رضا اللَّه بسخط الناس رضي اللَّه عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط اللَّه سخط اللَّه عليه وأسخط عليه الناس" عن أبي مسعود الأنصاري رضي اللَّه تعالى عنهم أنه قال "جاء رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأراد الجهاد فقال احملني يا رسول الله؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : ائت فلانا فإنه يحملك، فأتاه فأعطاه بعيرا فرجع إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأخبره فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله" وفي خبر آخر "الدالّ على الخير كفاعله" وعن حذيفة ابن اليمان رضي اللَّه تعالى عنه قال "قدم سائل على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فسأل فسكت القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطاه القوم فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من استنّ خيرا واستن به فله أجره ومثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن استن شرا واستنّ به فعليه وزره ووزر من تبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا" وروى تميم الداري عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "خمس من جاء بهن يوم القيامة لم يصدّ عن الجنة: النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين والعامة". وروى في خبر آخر أنه صلى اللَّه عليه وسلم قال "ألا إن الدين نصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولجميع المسلمين". أما النصيحة لله عز وجل : فأن تؤمن بالله وتدعو الناس إلى ذلك وتتمنى أن يكون جميع الناس مؤمنين وأما النصيحة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : فأن تصدقه بما جاء به من عند اللَّه وتعمل بسنته وتدل الناس على ذلك وأما النصيحة لكتابه : فهو أن تقرأه وتعمل بما فيه وتتمنى أن يقرأه جميع الناس ويعملوا بما فيه وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فأن تطيعهم فيما أمروه وتنتهي عما نهوه وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر ولا تخرج عليهم بالسيف وأما النصيحة للمسلمين فهو أن تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وتتمنى أن يكونوا فيما بينهم على الألفة والمودة. وكم من نائم يكتب له أجر المصلين وكم من مصلّ مستيقظ يكتب من النائمين وذلك أن الرجل إذا كان من عادته أن يقوم وقت السحر ويتوضأ ويصلي حتى يطلع الفجر فنام ليلة على تلك النية فغلبه النوم حتى أصبح فاستيقظ حزن لذلك واسترجع فإنه يكتب مصليا ويبلغ ثواب القائمين بنيته، وأما إذا كان الرجل لم يكن يقوم بالليل فظن أنه قد أصبح فقام فتوضأ ودخل المسجد فإذا هو لم يصبح فجعل ينتظر الصبح ويقول في نفسه لو علمت أنه لم يطلع الفجر لم أقم من فراشي فهذا الذي يكتب من النائمين وهو مستيقظ. |
#84
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
إصلاح ذات البين و النهى عن الخصام ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه تعالى عنهم أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان، فيعرض هذا بوجهه وهذا بوجهه وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" عن الحسن البصري رحمه اللَّه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "لا تهاجروا، فإن كنتم متهاجرين لا محالة فلا تهاجروا فوق ثلاثة أيام، وأيما مسلمين ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنة" عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنهم قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "إن لله عباد يوضع لهم يوم القيامة منابر من نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء، فقالوا من هم يا رسول الله؟ قال هم المتحابون في الله". وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا فإذا رفع عمل المتصارمين فوق ثلاث ردّ" وعن أبي أمامة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "إذا كانت ليلة النصف من شعبان يهبط اللَّه إلى سماء الدنيا فيطلع على أهل الأرض فيغفر لأهل الأرض جميعاً إلا الكافر والمشاحن. وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "خمسة ليست لهم صلاة، المرأة الساخط عليها زوجها، والعبد الآبق من سيده، والمصارم الذي لم يكلم أخاه فوق ثلاثة أيام ومدمن خمر، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون". وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ألا أنبئكم بصدقة يسيرة يحبها اللَّه تعالى؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا". وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا". وعن علي بن الحسن رضي اللَّه تعالى عنهما قال: إذا جمع اللَّه الأولين والآخرين نادى مناد أين أهل الفضل، فيقوم عنق من الناس يريدون الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون من أنتم. فيقولون نريد الجنة، فتقول الملائكة أقبل الحساب؟ فيقولون نعم قبل الحساب، فيقولون من أنتم؟ فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون ما كان فضلكم في الدنيا؟ قالوا إنا كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا أسيء إلينا عفونا، فتقول الملائكة ادخلوا الجنة {فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ} ثم ينادي مناد أين أهل الصبر؟ فيقوم عنق من الناس يريدون الجنة، فتقول لهم الملائكة أين تريدون؟ قالوا نريد الجنة فتقول الملائكة أقبل الحساب؟ قالوا نعم فتقول الملائكة من أنتم؟ قالوا نحن أهل الصبر، فتقول وما كان صبركم؟ فيقولون صبر بأنفسنا على طاعة اللَّه وصبرناها عن معاصي الله، فتقول الملائكة ادخلوا الجنة؟ {فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ} ثم ينادي مناد أين جيران اللَّه في داره؟ فيقوم عنق من الناس يريدون الجنة؟ فتقول الملائكة أين تريدون؟ فيقولون نريد الجنة، فتقول الملائكة أقبل الحساب؟ فيقولون نعم، فتقول الملائكة من أنتم؟ فيقولون نحن جيران اللَّه في أرضه، فيقولون وما كان جواركم؟ فيقولون كنا نتحابّ في اللَّه وكنا نتبادل في اللَّه وكنا نتزاور في الله، فتقول الملائكة ادخلوا الجنة {فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ}). وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن اللَّه تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون فيّ؟ فوعزتي وجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي". وروى سهل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ألا إنما الدين النصيحة. قالها ثلاثاً. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المؤمنين ولعامتهم". وقال عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه: إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم. وروى معمر عن الزهري عن حميد عن أمه أم كلثوم بنت عقبة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيراً أو نمى خيرا، وأما الإصلاح بين الناس فشعبة من شعب النبوة والصرم بين الناس شعبة من شعب السحر" وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "أفضل الناس عند اللَّه تعالى يوم القيامة ثوابا أنفعهم للناس في الدنيا، وأن المتقربين عند اللَّه يوم القيامة المصلحون بين الناس". |
#85
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الاحتكار ( الجالب مرزوق .. و المحتكر ملعون ) عن معمر بن عبد اللَّه العدوي قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "لا يحتكر إلاّ خاطئ" وعن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من احتكر طعاما أربعين يوما فقد برئ من اللَّه تعالى وبرئ اللَّه منه". عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون" وإنما أراد بالجالبالذي يشتري الطعام للبيع فيجلبه إلى بلده فيبيعه فهو مرزوق، لأن الناس ينتفعون به فيناله بركة دعاء المسلمين، والمحتكرالذي يشتري الطعام للمنع ويضر بالناس. وروى الشعبي أن رجلا أراد أن يسلم ابنه إلى عمل فاستشار النبي صلى اللَّه عليه وسلم في ذلك: فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لا تسلمه إلى حناط يبيع الحنطة، ولا إلى جزار، ولا إلى من يبيع الأكفان. أما الحناط فلأن يلقى اللَّه تعالى زانيا أو شارب خمر خير له من أن يلقى اللَّه تعالى وهو قد حبس الطعام أربعين ليلة، وأما الجزار فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه، وأما بائع الأكفان فإنه يتمنى لأمتي الموت، والمولود من أمتي أحب إليّ من الدنيا وما فيها". و معنى الاحتكار أن يشتري الطعام في بلده ويحبسه عن البيع وللناس حاجة إليه فهذا هو الاحتكار الذي نهى عنه، وأما إذا دخل له الطعام من ضيعة أو جلب من بلد آخر فإنه لا يكون احتكارا ولكن لو كان للناس إليه حاجة فالأفضل أن يبيعه وفي امتناعه عن ذلك يكون مسيئا لسوء نيته وقلة شفقته للمسلمين، فينبغي أن يجبر المحتكر على بيع الطعام فإن امتنع من ذلك فإنه يعزر ويؤدب ولا يسعر عليه ويقال له بعه كما يبيع الناس. وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "أنا لا أسعر، فإن اللَّه تعالى هو المسعر". وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الغلاء والرخص جندان من جنود اللَّه تعالى اسم أحدهما الرغبة واسم الآخر الرهبة فإذا أراد اللَّه تعالى أن يرخصه قذف الرهبة في قلوب الرجال فأخرجه من أيديهم فرخص، وإذا أراد اللَّه تعالى أن يغليه قذف الرغبة في قلوب الرجال فحبسوه في أيديهم". وذكر في الخبر: أن عابدا من عباد بني إسرائيل مرّ على كثيب من الرمل فتمنى في نفسه لو كان دقيقا فأشبع بني إسرائيل في به مجاعة أصابتهم، فأوحى اللَّه تعالى إلى نبي فيهم أن قل لفلان أن اللَّه تعالى قد أوجب لك من الأجر ما لو كان دقيقا فتصدقت به " يعني أنه لما نوى نية حسنة أعطاه الأجر بحسن نية وشفقته على المسلمين ورحمة لهم، فينبغي للمسلم أن يكون مشفقاً رحيماً على المسلمين. و ينبغي للمسلم أن يكون ناصحا للمسلمين رحيما بهم فإن ذلك من علامات السعادة وذكر عن بعض الزهاد أنه كان في بيته وقر من الحنطة فقحط الناس فباع ما عنده من الحنطة، ثم جعل يشتري لحاجته، فقيل له لو أمسكت ما عندك؟ فقال:أردت أن أشارك الناس في غمهم. والله الموفق بمنه وكرمه. |
#86
|
||||
|
||||
( إذا قلتم فاعدلوا )
( استعينوا بالصبر والصلاة ) ( قولوا للناس حسنا ) ( أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) ( لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) ( وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا ) ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( من يتوكل على الله فهو حسبه ) ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ( لن تنالوا البرّ حتى تُنفقوا مما تحبون ) ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ( لا تمش في الأرض مرحا ) ( لا تصعّر خدّك للناس ) ( اقصد في مشيك واغضض من صوتك ) ( ولا تمنن تستكثر ) " احفظ الله يحفظك " " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " " أطب مطعمك تكن مجابا الدعوة " " اتق الله حيثما كنت " " اتق المحارم تكن أعبد الناس " " اتق النار ولو بشقّ تمرة " " اتقوا دعوة المظلوم " " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " " اتْبع السيئة الحسنة تمحها " " خالقِ الناس بخلق حسن " " لا تغضب ولك الجنة " " ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " " لا تُكثر الضّحك فإنّ كثرة الضحك تُميت القلب " " الظّلم ظلمات يوم القيامة " " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن " " التأني من الله والعجلة من الشيطان " " قلة المال أقلّ للحساب " " أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك " " أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ " " أحب البلاد إلى الله مساجدها " " أحبّ عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا " " أحبّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي " " أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحان الله وبحمده " " أحب الناس إلى الله أنفعهم " " أحبّ الأعمال إلى الله سرور تُدخله على مسلم " " من كفّ غضبه ستر الله عورته " " سوء الخلق يُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل " " أبغض البلاد إلى الله أسواقها " " إحذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة " " إحفظ لسانك " " أحفوا الشّوارب وأعفوا اللحى " " أدّ الأمانة إلى من ائتمنك " " لا تخن من خانك " " أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " " بشروا ولا تنفروا " " يسّروا ولا تُعسّروا " " كل بيمينك وكل مما يليك " " إذا آتاك الله مالا فليُر أثر نعمة الله عليك " " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " " إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلُقه فزوّجوه " " إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرّفق " " إذا أسأت فأحسن " " إذا حاك في نفسك شيء فدَعْه " " إذا حكمتم فاعدلوا " " إذا دخلت بيتا فسلّم على أهله " " إذا ذُكّرتم بالله فانتهوا " " إذا ساق الله إليك رزقا من غير إشراف نفس ولا مسألة فخذه " " إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس " " إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن " " إذا سمعت النّداء فأجب داعي الله " " إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذّن " " إذا غضب أحدكم فليسكت " " إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه " " إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه " " إذا قمت في صلاتك فصلّ صلاة مودّع " " إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بميامنكم " " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلّم عليه " " أذكر الموت في صلاتك " " إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " " إزهد في الدنيا يحبك الله " " إزهد فيما عند الناس يحبك الناس " " استحيوا من الله حق الحياء " " احفظ الرأس وما وعى " " احفظ البطن وما حوى " " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان " " كل ذي نعمة محسود " " لن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " " أبخل الناس من بخل بالسلام " " أسرق الناس الذي يسرق من صلاته لا يُتمّ ركوعها ولا سجودها " " اشفعوا تُؤجروا " " أشكر الناس لله أشكرهم للناس " " آفة الجَمال الخيلاء " " آفة الجود الإسراف " " آفة الحَسَب الفخر " " آفة العلم النسيان " " أعط من حرمك " " صِل من قطعك " |
#87
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الكسب الحلال ( ما نبت من حرام .. فالنار أولى به ) قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعن عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فيه ، وعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفيمَ أَنْفَقَهُ، وعن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ". عن ابى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار " عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء " قال بعض الحكماء: إذا لم يكن في التاجر ثلاث خصال افتقر في الدارين جميعا: أولها لسان نقي من ثلاثة : من الكذب واللغو والحلف، والثاني قلب صاف من ثلاث : من الغش والخيانة والحسد، والثالث نفس محافظة لثلاث الجمعة والجماعات وطلب العلم في بعض الساعات وإيثار مرضاة اللَّه تعالى على غيره. و عن أبى هريرة رضالله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر" عن أبي ذر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال "ثلاثة يحبهم الله : رجل كان في فئة فنصب نحره حتى يقتل أو يفتح الله عليه وعلى أصحابه، ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ضغن، ورجل كان معه قوم في سفر أو سرية فأطالوا السري حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا. فتنحى يصلي حتى يوقظ أصحابه للرحيل. وثلاثة يشنؤهم الله: التاجر أو البياع الحلاف، والفقير المختال والبخيل المنان" ومعنى يشنؤهم : اى يبغضهم وعن عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: التاجر إذا لم يكن فقيها ارتطم في الربا: يعني غرق في الربا، ثم ارتطم ثم ارتطم. وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من لم يتفقه في الدين فلا يتجرنّ في أسواقنا. عن جابر رضي اللَّه تعالى عنهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"يا أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق فاتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب فخذوا ما حلّ لكم وذروا ما حرّم الله" كان لأبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه غلام يأتيه كل ليلة بغلته طعاما يأكله، وكان أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه لا يأكله حتى يسأله من أين اكتسبه ومن أين أصابه. قال: جاء ذات ليلة بطعام فضرب يده إليه فأكل لقمة من غير أن يسأله فقال الغلام : قد كنت تسألني كل ليلة غير هذه الليلة فإنك لم تسألني؟ قال : ويحك الجوع حملني، ويحك أخبرني من أين جئت به؟ قال : كنت رقيت لأناس في الجاهلية فوعدوني عليه عدة فرأيت عندهم وليمة فذكرتهم وعدهم الذي وعدوني فأعطوني هذا الطعام، فاسترجع أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه عند ذلك ثم أخذ يتقيأ فكابد وجاهد نفسه أن ينزع اللقمة من بطنه فلم يقدر حتى اخضرّ واسودّ من الجهد فلم يقدر فلما رأوا ما يلقي من المعالجة، قالوا : لو شربت عليه قدحا من ماء فأتى بعس من ماء فشرب ثم تقيأ فما زال يعالج نفسه حتى نبذها، فقالوا : هذا من أجل هذه اللقمة. ؟؟ قال إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إن اللَّه تعالى حرّم الجنة على كل جسد تغذى أو غذي بحرام". و من أراد أن يكون كسبه طيبا فعليه أن يحفظ خمسة أشياء: أوّلها : أن لا يؤخر شيئا من فرائض اللَّه تعالى لأجل الكسب ولا يدخل النقص فيها. والثاني : لا يؤذي أحد من خلق اللَّه تعالى لأجل الكسب، والثالث أن يقصد بكسبه استعفافا لنفسه ولعياله ولا يقصد به الجمع والكثرة. والرابع أن لا يجهد نفسه في الكسب جدا. والخامس أن لا يرى رزقه من الكسب ويرى الرزق من اللَّه تعالى والكسب سببا. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من اكتسب مالا من مأثم فتصدق به أو وصل به رحما أو أنفقه في سبيل اللَّه تعالى جمع ذلك كله وألقى في النار". وعن ابن مسعود قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، وإن اللَّه تعالى لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن" وعن الحسن البصري رحمه اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"إنما المال مال جالب وشر تجاركم المقيمون بين أظهركم الذين يمارونكم وتمارونهم وتحالفونهم ويحالفونكم" وسئل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور الذي لا شبهة فيه ولا خيانة" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى أنه قال: كان يقال التاجر الصدوق تحت ظلّ العرش يوم القيامة. |
#88
|
||||
|
||||
الرضـــــا ( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) قال الله تعالى : {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} يعني أن الله تعالى يعلم ما فيه صلاحكم وصلاح دينكم ودنياكم وأنتم لا تعلمون ذلك فارضوا بما قضيت لكم فإنكم لا تعلمون ما فيه صلاحكم عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُول اللَّهِ ـصلى الله عليه وسلم ـاَنَّهُ قَالَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَاِنَّا للَّهَ اِذَااَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ـصلى الله عليه وسلم ـوَهُوَ يُوعَكُفَ وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَىَّ فَوْقَ اللِّحَافِ فَقُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ مَا اَشَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ"اِنَّاكَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَاالْبَلاَءُ وَيُضَعَّفُ لَنَاالاَجْرُ". قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ اَىُّ النَّاسِ اَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ"الاَنْبِيَاءُ". قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ"ثُمَّ الصَّالِحُونَ اِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَايَجِدُ اَحَدُهُمْ اِلاَّ الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا وَاِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَايَفْرَحُ اَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ" عن ميمون بن مهران قال: أمرني عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أن آتيه في كل شهر مرتين، فجئته يوماً فنظر إليّ من فوق حصن له فأذن لي قبل أن أبلغ الباب، فدخلت كما أنا فإذا هو قاعد على بساط له وشاذكونة على قدر البساط وهو يرقع قميصاً له، فسلمت عليه فرّد عليّ السلام ولم يزل بي حتى أجلسني على شاذكونته ثم سألني عن أمرائنا وعن أمر شرطنا وعن جلاوذتنا وعن سجوننا وعن شعائرنا كلها، ثم سألني عن خاصة أمري، فلما نهضت لأخرج قلت يا أمير المؤمنين : ما في أهل بيتك من يكفيك ما أرى؟ قال يا ميمون يكفيك من دنياك ما بلغك المحل نحن اليوم هاهنا وغداً في مكان آخر، ثم خرجت وتركته عن قتادة رحمه اللَّه في قول اللَّه عز وجل {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} قال قتادة: هذا صنيع مشركي العرب أخبرنا اللَّه تعالى بخبث صنيعهم، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم اللَّه له، وقضاء اللَّه عز وجل خير من قضاء المرء لنفسه، وما قضى اللَّه لك يا ابن آدم مما تكره خير من قضائك بما تحب، فاتق اللَّه وارض بقضائه. وقال بعض الحكماء: المنازل أربعة: عمرنا في الدنيا، ومكثنا في القبر، ومقامنا في الحشر، ومصيرنا إلى الأبد الذي خلقنا له: فمثل عمرنا في الدنيا كمثل المتعشي في الحاج لا يطمئنون ولا يحلون الدواب والأثقال لسرعة الارتحال ومثل مكثنا في القبر كمثل النزول في بعض المنازل يضعون الأثقال ويستريحون يوماً أوليلة ثم يرتحلون ومثل مقامنا في الحشر كنزولهم بمكة وهو غاية الاجتماع لكل فريق من كل فجّ عميق يقضون النسك ثم يتفرّقون يميناً وشمالاً، كذلك يوم القيامة إذا فرغوا من المحاسبة افترقوا فرقاً إلى الجنة وفرقاً إلى السعير. وقال شقيق بن إبراهيم رحمه اللَّه تعالى: سألت سبعمائة عالم عن خمسة أشياء فكلهم أجابوا بجواب واحد: قلت: من العاقل؟ قالوا العاقل من لم يحب الدنيا، قلت من الغني؟ قالوا الذي يرضى بما قسم اللَّه له. قلت من الكيس؟ قالوا من لم تغره الدنيا، قلت من الفقيه؟ قالوا الذي يمتنع من طلب الزيادة. قلت من البخيل؟ قالوا الذي يمنع حق اللَّه تعالى من ماله. ويقال: سخط اللَّه تعالى على العبد في ثلاثة أشياء أحدها أن يقصر فيما أمر اللَّه تعالى، والثاني أن لا يرضى بما قسم اللَّه تعالى له، والثالث أن يطلب شيئاً فلا يجده فيسخط على ربه. وينبغي للمؤمن أن يكون راضياً بما قسم اللَّه تعالى له فإن الرضا بما قسم اللَّه له من أخلاق الأنبياء والصالحين. وروى عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: اثنتا عشرة خصلة من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: أولها أنهم كانوا آمنين بوعد الله والثاني كانوا آيسين من الخلق والثالث كانت عدواتهم مع الشيطان والرابع كانوا مقبلين على أمر أنفسهم والخامس كانوا مشفقين على الخلق والسادس كانوا محتملين لأذى جميع الخلق والسابع كانوا موقنين بالجنة: يعني إذا عملوا عملاً أيقنوا أن اللَّه لا يضيع ثوابهم ولا ثواب عملهم والثامن كانوا متواضعين في مواضع الحق والتاسع كانوا لا يدعون النصيحة في موضع العداوة والعاشر كان رأس أموالهم الفقر: يعني كانوا لا يمسكون فضل المال وينفقون على الفقراء والحادي عشر كانوا يديمون على الوضوء والثاني عشر كانوا لا يفرحون بما وجدوا من الدنيا ولا يغتمون على ما فاتهم من الدنيا. لكذلك فإن المؤمن يكون حاله عند الشدة وعند الرخاء واحداً ويكون راضياً بما قسم اللَّه له، وأما المنافق فلا يكون راضياً بما قسم اللَّه له فيطغى عند النعمة ويجزع عند الشدة، فينبغي للمؤمن أن يقتدي بأفعال الأنبياء والزهاد ولا ينبغي أن يقتدي بأفعال الكفار والمنافقين، وبالله التوفيق.
|
#89
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الحـياء ( استحيوا من الله حق الحياء ) عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"أربع من سنن المرسلين: التعطر، والنكاح، والسواك، والحياء" عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت" عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنهم قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "استحيوا من اللَّه حق الحياء، فقالوا إنا نستحي من اللَّه والحمد لله، قال ليس ذلك ولكن من استحى من اللَّه حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللَّه حق الحياء" وعن الحسن عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار" وعن سلمان الفارسي رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: لأن أموت ثم أحيا ثم أموت ثم أحيا ثلاثا أحبّ إليّ من أن أنظر إلى عورة أحد أو ينظر أحد إلى عورتي. وعن عليّ كرم اللَّه وجهه أنه قال: لعن اللَّه الناظر والمنظور إليه. وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "لا يحلّ لأحد أن يدخل الحمام إلا بمئزر" إياكم والنظرة فإنها تزرع الشهوة في القلب، وكفى بها فتنة لصاحبها وعن عطاء أنه قال "مرّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم برجل يغتسل فقال: يا أيها الناس إن اللَّه حيي حليم ستار ويحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليتوار عن أعين الناس" وعن أنس بن مالكأن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا أراد قضاء الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض". الحياء على وجهين: حياء فيما بينك وبين الناس، وحياء فيما بينك وبين اللَّه تعالى أما الحياء الذي بينك وبين الناس : فأن تغض بصرك عما لا يحل لك وأما الحياء الذي بينك وبين اللَّه تعالى فأن تعرف نعمته فتستحي أن تعصيه. وروى عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه "أنه دخل على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فوجده يبكي، فقال ما يبكيك يا رسول الله؟ قال أخبرني جبريل عليه السلام أن اللَّه تعالى يستحي من عبد يشيب في الإسلام أن يعذبه، أفلا يستحي الشيخ من اللَّه أن يذنب بعدما شاب في الإسلام" وروى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال " قلت يا رسول اللَّه : عورتنا ما نأتي منها وما نذر، قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قال: قلت يا رسول اللَّه : أرأيت إن كان أحدنا خالياً؟ قال فالله أحق أن يستحى منه" وقال بعض السلف لابنه: إذا دعتك نفسك إلى كبيرة فارم ببصرك إلى السماء واستح ممن فيها فإن لم تفعل فارم ببصرك إلى الأرض واستح ممن فيها فإن كنت لا ممن في السماء تخاف ولا ممن في الأرض تستحي فاعدد نفسك في عداد البهائم. قال الفضيل بن عياض، لا تغلق بابك وترخي سترك وتستحي من الناس، ولا تستحي من القرآن الذي في صدرك ولا تستحي من الجليل الذي لا يخفى عليه خافية. |
#90
|
||||
|
||||
قـيم إســلامية
الصبر على المصيبة ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) عن معاذ بن جبل رضي اللَّه تعالى عنه قال "مات ابن لي فكتب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم " من محمد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى معاذ بن جبل السلام عليك فإني أحمد اللَّه الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فعظم اللَّه لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر، ثم إن نفوسنا وأموالنا وأهالينا وأولادنا وأموالهم من مواهب اللَّه الهنيئة وعواريه المستودعة نتمتع بها إلى أجل معدود ويقبضها لوقت معلوم، ثم افترض اللَّه علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وكان ابنك هذا من مواهب اللَّه الهنيئة وعواريه المستودعة متعك اللَّه به في غبطة وسرور وقبضه بأجر كبير إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعنا عليك يا معاذ أن يحبط جزعك أجرك فتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك عرفت أن المصيبة قد قصرت عنه. واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع حزناً فليذهب عنك أسفك بما هو نازل بك فكأنك قد نزل بك والسلام". معنى قوله "فليذهب عنك أسفك بما هو نازل بك" يعني تفكر في الموت الذي هو نازل بك حتى يذهب حزنك فكأن قد يعني كأنه قد جاء الموت لأن الرجل إذا تفكر في موت نفسه وعلم أنه يموت عن قريب فلا يجزع له، لأن الجزع لا يردّ ميتا ًويبطل ثواب المصيبة، لأن الذي يجزع على المصيبة إنما يشكو ربه ويرد قضاءه. عن أنس بن مالك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو اللَّه تعالى، ومن تواضع لغنى لينال ما في يده أحبط اللَّه ثلثي عمله، ومن أعطى القرآن فدخل النار أبعده اللَّه من رحمته" يعني من أعطاه اللَّه القرآن ولم يعمل بما فيه وتهاون حتى دخل النار أبعده اللَّه من رحمته لأنه هو الذي فعل بنفسه حيث لم يعرف حرمة القرآن وروى أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من مات له ثلاث أولاد لم يلج النار إلاّ تحلة القسم" يعني أن اللَّه تبارك وتعالى قال {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} الآية. وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ما من مسلم يصاب بمصيبة وإن قدم عهدها فأحدث لها استرجاعها إلا أحدث اللَّه له مثله" يعني مثل أجره والله أعلم، وأعطاه مثل ذلك الأجر الذي أعطاه يوم أصيب به وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه "أن رجلاً كان يجيء بصبي له معه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ثم إن الغلام توفي فاحتبس والده، فلما فقده رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سأل عنه فقالوا يا رسول اللَّه مات صبيه الذي رأيته. قال: فهلا آذنتموني به: يعني أخبرتموني، قوموا إلى أخينا نعزيه، فلما دخل عليه النبي صلى اللَّه عليه وسلم إذا الرجل حزين وبه كآبة فقال: يا رسول اللَّه إني كنت أرجوه لكبر سني وضعفي، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أما يسرك أن تأتي يوم القيامة فيقال له ادخل الجنة فيقول يا رب أبواي، فيقال له ادخل الجنة ثلاث مرات. فلا يزال يشفع حتى يشفعه اللَّه تعالى ويدخلكم الجنة جميعاً" فذهب الحزن عن الرجل، ففي هذا الخبر دليل على أن التعزية سنة إذا أصاب الرجل مصيبة ينبغي لإخوانه أن يعزوه. عن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى قال: سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل فقال أي رب ما لعائد المريض من الأجر؟ قال: أخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه، قال أي رب فما لمشيع الموتى من الأجر؟ قال : أبعث عند موته ملائكة يشيعونه إلى قبره برايات ثم إلى المحشر، قال أي رب ما لمعزي المبتلي من الأجر؟ قال : أظله في ظلي يوم لا ظلّ إلا ظلي" يعني ظل العرش. عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما تجرّع عبد قط جرعتين أحب إلى اللَّه من جرعة غضب ردّها بحلم وجرعة مصيبة يصبر الرجل عليها ولا قطرت قطرتان أحب إلى اللَّه من قطرة دم في سبيل اللَّه وقطرة في سواد الليل وهو ساجد لا يراه إلا اللَّه تعالى وما خطا عبد خطوتين أحب إلى اللَّه من خطوة إلى الصلاة المفروضة وخطوة إلى صلة الرحم". وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: توفي ابن لسليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام فوجد عليه وجدا شديداً فأتاه ملكان فجلسا بين يديه بزي الخصوم، فقال أحدهما بذرت بذرا ولم أستحصده فمرّ به هذا فأفسده. فقال للآخر ما تقول؟ قال أخذت الجادة فأتيت على زرع فرميت يميناً وشمالاً فإذا الطريق عليه فقال سليمان ولم بذرت على الطريق؟ أما علمت أن لابدّ للناس من الطريق؟ فقال له الملك ولم تحزن على ولدك؟ أما علمت أن الموت سبيل الآخرة. وذكر في الخبر أن سليمان صلوات اللَّه وسلامه عليه تاب إلى ربه ولم يجزع على ولده بعد ذلك. وذكر عن عبد اللَّه ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه نعى إليه ابنة له وهو في السفر فاسترجع ثم قال: عورة سترها اللَّه ومؤنة كفاها اللَّه وأجر قد ساقه اللَّه إليّ، ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال: قد صنعنا ما أمرنا اللَّه تعالى به قال {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ليسترجع أحدكم في شسع نعله إذا انقطع فإنها من المصائب" عن أم سلمة رضي اللَّه تعالى عنها أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "من أصيب بمصيبة فقال كما أمر اللَّه تعالى.{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} اللهم أؤجرني في مصيبتي واعقبني خيرا منها فعل اللَّه ذلك به" فقالت أم سلمة رضي اللَّه تعالى عنها لما توفي أبو سلمة قلته ثم قلت ومن لي مثل أبي سلمة فأعقبها اللَّه تعالى برسوله صلى اللَّه عليه وسلم فتزوّجها. عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الأجر، والصبر عند الصدمة الأولى يعظم الأجر وعظم الأجر على قدر عظم المصيبة، وعن استرجع بعد المصيبة جدد اللَّه له أجرها كيوم أصيب بها". و ينبغي للعاقل أن يتفكر في ثواب المصيبة إذا استقبله يوم القيامة يودّ أن يكون جميع أقاربه وجميع أولاده ماتوا قبله لينال الأجر وثواب المصيبة، وقد وعد اللَّه تعالى في المصيبة ثواباً عظيماً إذا صبر واحتسب قال تعالى : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ وروى "أنه لما مات إبراهيم بن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بكى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وذرفت عيناه فقال له عبد الرحمن يا رسول اللَّه تبكي أو لم تنه عن البكاء؟ قال لا، ولكن نهيت عن النوح والغناء وعن صوتين أحمقين فاجرين، وعن خمش الوجوه وشق الجيوب ورنة الشيطان، وعن صوت الغناء فإنه لعب ولهو ومزامير الشيطان، ولكن هذه رحمة جعلها اللَّه تعالى في قلوب الرحماء، ومن لا يرحم لا يرحم ثم قال: القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الرب تعالى وتقدّس". وروى أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "ما قدّم رجل شيئاً بين يديه أحب إليه ولا هو فيه أعظم أجراً من ولد قدمه بين يديه ابن اثنتي عشرة سنة" وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من عزّى مصاباً كان له مثل أجره". وروى عنه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "الصبر ثلاثة: صبر على الطاعة، وصبر على المصيبة، وصبر على المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها كتب اللَّه له ثلثمائة درجة. ومن صبر على الطاعة كتب اللَّه له ستمائة درجة ومن صبر عن المعصية كتب اللَّه له تسعمائة درجة". وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: "أوّل شيء كتبه اللَّه تعالى في اللوح المحفوظ: إني أنا اللَّه لا إله إلا أنا ومحمد رسولي، من استسلم لقضائي وصبر على بلائي وشكر لي نعمائي كتبته صديقاً وبعثته يوم القيامة مع الصديقين، ومن لم يستسلم لقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر لنعمائي فليتخذ إلهاً سوائي" وروى في الخبر عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "من أصابته مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب" وروى عنه أيضاً كرم اللَّه وجهه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق من النار لها عن الشهوات، ومن راقب الموت ترك اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب |
العلامات المرجعية |
|
|