|
#1
|
|||
|
|||
![]()
يقصد بالطرفة العلمية كل ما يصدر عن المعلم من قول أو فعل مقصود ومعد مسبقاً من شأنه أن يثير اهتمام طلابه ويحدث لديهم عجباً ودهشة نحو موضوع الدرس, ويدعوهم إلى التساؤل عن حقيقة هذا القول والسر الكامن وراء ذلك الفعل.
أهمية الطرائف العلمية في التدريس : إن من أحب الأشياء وأمتعها للنفس في مجال التعليم هو معرفة الغريب والطريف الذي يتنافى مع ما هو مألوف وهذا ما يثير حب الاستطلاع لدى المتعلم. وتعتبر الطرائف العلمية من أكفأ الطرق التي يمكن أن يستخدمها المعلم لإثارة اهتمام طلابه. إذ توفر الطرفة العلمية عنصر التشويق وجذب الاهتمام حتى بالنسبة لأصعب الموضوعات وأكثرها جفافاً إذا صح التعبير. إن معلومة نادرة أو حقيقة علمية مغايرة للمألوف أو عرضاً مثيراً أو تجربة غريبة تشد الطلاب وتولد لديهم الرغبة في معرفة ومشاهدة ما قدمه المعلم لهم والبحث عن تفسير ذلك. ومن هذا يقدم المعلم درسه من خلال مدخل الطرفة التي تعتبر مواقف محببة وشيقة للطلاب, تثير تفكيرهم وتجعلهم أكثر فاعلية, كما تنمي لديهم ميول إيجابية تدفعهم إلى حب العلوم مادةً وطريقةً ومعلماً. كما أنها تحقق أهدافاً جمة في التفكير الإبداعي واتجاهات نحو البحث عن الجديد والتدقيق فيما يقرؤونه ويتعلمونه. أنواع الطرائف العلمية: 1) طرائف نظرية: هي عبارة عن معلومات غريبة تتعلق بأربعة مجالات هي: أ ـ حقائق تبدو متنافرة مع الحقائق العلمية المعروفة أو متناقضة معها, وهي في الواقع ليست متناقضة. ب ـ معلومات تشد المتعلم في ذاتها ويتمتع بها عقله. ج ـ أسرار الاكتشافات العلمية. د ـ سيرة العلماء وتراجمهم والأحداث العجيبة في حياتهم. 2) طرائف عملية: وتشمل : أ ـ عروض مثيرة. ب ـ تجارب مدهشة. شروط الطرفة العلمية: 1) أن يكون مضمون الطرفة غريباً وجديداً على الطلاب. 2) أن يكون للطرفة العلمية عنوان مثير وجذاب يلفت إذن السامع إلى متابعتها ويثير فيه العجب والدهشة. 3) أن يختار المعلم الوقت المناسب لإلقاء الطرفة العلمية. 4) أن يجيد المعلم فن إلقاء الطرفة, وأن يكون صوت المعلم معبراً تماماً عن مضمون الطرفة. 5) لا يفسر المعلم السر الذي تنطوي عليه الطرائف في نفس الوقت الذي تقال أو تجرى فيه, ويؤجل ذلك لوقت آخر ربما يكون في نهاية جزء من الدرس أو نهاية الحصة أو حصص قادمة, فنعطي الطلاب فرصة للتفكير العلمي في أحداث الطرفة العلمية بالقدر المناسب لها. 6) أن تكون الطرف العلمية نابعة من موضوع الدرس وثيقة الصلة به وقد يعود المعلم لمراجع وكتب علمية للبحث عما يناسب درسه وموضوعه(انظرا لمراجع), أو عليه التفكير في صياغة طرفة علمية مناسبة, وهذا ما يمكن أن يعمله إذا تمرس على هذا الأسلوب. 7) ألاّ تأخذ الطرفة العلمية وقتاً أكثر من اللازم, وهذا الوقت يرجع إلى تقدير المعلم وتفهمه لهدف الطرفة العلمية في درسه, فقد تكون جزء قصير من الحصة وقد تستوعب الدرس بأكمله بحيث يتضمن ذلك تحقيق أهداف الدرس بالمناقشة والشرح.
__________________
t . t .69 |
#2
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله كل خير
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
لا أعتقد ان هناك من لا يرغب فى التمييز وان يكون كذلك فهذا أفكار تساعد على ذلك
بعضها نقلتها وبعضها من التجارب الشخصية - عليك بتقوى الله قبل وبعد كل شيء فإنها جماع الأمر كله فضلاً عن الراح النفسية التي تسببها تقوى الله وتساعد على النجاح والتفوق .... 2- اهتم بتهيئة نفسك للاستذكار . 3- حدد لنفسك وقتاً خاصاً تبدأ فيه المذاكرة . 4- اتخذ جلسة الانتباه لا جلسة الاسترخاء والتكاسل التي تعطل الاستيعاب.. 5- قبل البدء بالمذاكرة رتب أوراقك ومذكراتك وما تحتاج الى مراجعته لتكون المذاكرة براحة أكثر ومفيدة لان الترتيب يختصر الكثير من الوقت 6- راجع الدرس الماضي قبل البدء في تحضير أي درس جديد ولتكون تغذية راجعة لديك دائما 7- أحرص على النوم الهادئ بأتباع أي نصائح للحصول عليه 8- استخدم الألون المختلفة من الأقلام في الكتابة فهي تعطي مجال أكثر للقراءة وارتياح نفسي 9- شارك في الأنشطة وأبرز ذاتك في مختلف الأنشطة . 10- حسن علاقتك مع مدرسيك ، فإن ذلك مدعاة للاهتمام بك أكثر ، وخاصة أثناء الغياب . 11-إذا فرغت من الواجبات والمذاكرة والمراجعة ، فلا بأس من أن تجهز نشاطاً صفياً للدرس القادم . 12- سجل كل علامة تأخذها من أي مادة في نهاية الكتاب الخاص للمادة . 13- سجل كل ما صعب عليك فهمه وحدده بعلامة معينة حتى تسأل عنه ولا تتردد في السؤال عليه 14- لا تتعود على الغياب ، ولا تتغيب إلا عند الضرورة القصوى . 15 احرص على الرفقة الصالحة التي تعينك على الطاعة والدراسة . 16- لا تطل الجلوس أمام التلفاز ... لا تطل الجلوس أمام الحاسوب 17- دائما احمل معك مذكرتك الخاصة ، لكتابة أي أمر طارئ أو موعد أو واجب تؤديه . 18- استخدم أي طاقة إبداعية تمتلكها بالتميز الدراسي ، مثل : الخط - الرسم – أو أي أنشطة تتقنها 19-اعلم جيداً بأن الأخلاق الحميدة من أهم عوامل النجاح والتفوق . 20- فكر بالتميز ثم التميز ثم التميز ثم التميز ثم التميز ثم التميز ثم التميز ثم التميز، وثق بنفسك أنك تستطيع أن تحصل على المركز الأول ....
__________________
t . t .69 |
#4
|
|||
|
|||
![]()
التعليم الحقيقي الفعال لا يمكن أن يتم في صف تسوده الفوضى و الإضراب , أو تسيطر علية أجواء القلق والتوتر ’ أو تنتشر بين تلاميذه حالة من الاسترخاء والفتور وعدم الاكتراث بما يجري 0
إن هذه الحقيقة التي يؤكدها علماء النفس تجعل إدارة الصف كفاية أساسية ومهمة من الكفاءات التعليمية التي يحتاجها المعلم المؤهل 0 وبغير القدرة على إدارة الصف،يفقد المعلم جانباً مهماً من أهليته للتعليم ، ولا شك أن هناك ترابطاً وثيقاً بين قدرة المعلم على إدارة الصف و ما يتمتع به من سمات و مزايا شخصية ، فالشخصية الهادئة المتزنة الموسومة باللباقة والحزم و حسن التصرف أقدر على إدارة الصف من المعلم السريع الانفعال وغير القادر على التحكم في انفعالاته 0 ولكن إدارة الصف بمفهومة الواسع لا تقتصر على ضبط النظام في الصف ولكنها تتسع لتشمل مجموعة النشاطات التي يهيئها المعلم لخلق جو اجتماعي تعاوني ديمقراطي داخل الصف يؤدي إلى تعلم فعال ثم المحافظة على استمرارية هذا الجو الملائم لحدوث النمو والتعلم 0 إن التعلم الفعال يحتاج إلى أجواء منظمة و حسن تفاعل بين أطراف الموقف التعليمي 0 ومن المهم أن يتعرف المعلم إلى كل الأنماط السلوكية التي من شأنها أن تحقق هذه الأجواء الصحية في الصف ويتجنب كل ما من شأنة أن يعيق النمو ويخذل التعلم 0 ويستهدف هذا الموضوع إبراز الممارسات غير المرغوب فيها في إدارة الصف مع بيان السبب وطرح السلوك البديل المرغوب فيه لعل في ذلك ما يفيد المعلم و يعينه على تنظيم التعلم وتوجيه التلاميذ0 دخول الصف بوجه بشوش : بعض المعلمين يدخل الصف بوجه عابس ولا يلقي التحية إلى طلابة ، وعبوس المعلم ينفر الطلاب منة ويقلل من حماسهم للدرس وإقبالهم علية 0 والسلوك المرغوب فيه أن يدخل المعلم الصف بوجه بشوش مع الحرص على تحيتهم وإعارتهم اهتمامه 0 ملاحظة وقوف الطلاب وترتيب المقاعد ونظافة الصف حين دخول المعلم : من الضروري أن يتعود التلاميذ الوقوف حين يدخل المعلم الصف،لأن في وقوفهم احتراما للمعلم وللعلم الذي يتعلمونه . وبعض المعلمين لا يعير هذا الأمر اهتمامه وينشأ عن ذلك أن يظل بعض الطلبة جالسين بينما يقف آخرون ،والصواب أن يلاحظ المعلم حين دخوله الصف وقوف طلابه ويحثهم علية 0 كما يلاحظ حسن ترتيب المقاعد التي يجلس عليها الطلاب ولا يسمح أن تكون مبعثرة دون نظام وأن يبدي اهتمامه بنظافة السبورة والصف حتى يتعود التلاميذ على ذلك 0 طرح السؤال قبل تحديد التلميذ المجيب : ربما لجأ بعض المعلمين إلى تحديد من سيجيب عن السؤال قبل طرح السؤال . وهذا سلوك غير مرغوب فيه لأن التحديد المسبق لمن سيجيب عن السؤال يشعر بقية التلاميذ بأنهم غير معنيين بالسؤال . وأنهم معفون من التفكير في الإجابة عنة . والسلوك الصائب أن يوجه المعلم سؤالاً أولاً لجميع التلاميذ ، ويعطيهم الفرصة للتفكير في الإجابة عنة . بعد ذلك يختار التلميذ المجيب من بينهم . على أن المعلم قد يلجأ في حالات نادرة أن يحدد المجيب أولاً إذا لاحظ أن أحد التلاميذ غير منتبه للدرس فيفعل ذلك ليشده إلى موضوع الدرس مع سائر زملائه . المناداة على التلاميذ بأسمائهم الحقيقية: يعمد بعض المعلمين إلى المناداة على الطلاب بغير أسمائهم الحقيقية . كأن يقول له : أنت أو يطلق عليه لقباً لا يحبه ، إن معرفة المعلم بأسماء التلاميذ يقوي العلاقة الاجتماعية في الصف ويزيد من حيوية الدرس ، والسلوك المرغوب فيه هنا أن ينادي المعلم على التلاميذ بأسمائهم الحقيقية حين يوجه إليهم الأسئلة ، أو يكلفهم بأي واجب من الواجبات المدرسية . تنظيم إجابات التلاميذ: من المناسب أن يكون وقوف المعلم أمام التلاميذ في الصف ، وأن تكون حركته هادئة وهادفة ومنظمه . فهو قد يتحرك بين التلاميذ لتصويب وضع أو تدقيق عمل تلميذ معين . والمهم أن لا تكون حركته عشوائية ,لأن الحركة العشوائية بين التلاميذ تؤثر على انتباه التلاميذ وتؤدي إلى تشتيته ومن الحركات غير المرغوب فيها أن يقف المعلم على رأس الطالب القارئ لأن اقترابه من القارئ يزيد من إضراب التلميذ ، ويزيد بالتالي من وقوعه في الخطأ . والسلوك المفضل أن يستمع المعلم إلى تلاميذه في أثناء القراءة وهو يقف أمامهم . عدم الخروج عن موضوع الدرس : يتعمد بعض الطلاب إثارة موضوعات جانبية بعيدة عن موضوع الدرس وغرضه ويجرون المعلم إليها . وقد ينتج عن ذلك أن تتولد خلافات و انقسامات بين الطلاب ويفلت زمام الأمر من يد المعلم . والمعلم الذي يحسن إدارة الصف لا يسمح بهذا الوضع ، ويرفض بأن يجره الطلاب إلى قضايا لا تمس موضوع الدرس . وهذا الموقف لا يتعارض مع رغبة المعلم في إغناء خبرات الطلاب والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ولكن ذلك ينبغي أن يحدث بتخطيط المعلم و وعيه وحسن إدارته .ويرتبط بهذا الموضوع كذلك ، أن يكون المعلم منظماً في تقديم فقرات الدرس ونشاطاته أن عدم التسلسل في عرض النشاطات يولد سوء الفهم ، ويصعب التعلم ، ويحدث الارتباك في الصف . تقبل التلاميذ وخلق الأجواء التعاونية والديموقراطية : يعتقد بعض المعلمين أن قمع التلاميذ ومنعهم من الحركة يعد من مظاهر قوة الشخصية و الإدارة الحازمة للصف والحقيقة أن قمع التلاميذ تقبل روح الإبداع عندهم ويخلق الأجواء المتوترة في الصف وقد يؤدي إلى كره التلاميذ للمادة الدراسية ومعلمها ولا يشجعهم على المشاركة في النشاطات المختلفة . والسلوك المرغوب فيه أن يتقبل المعلم تلاميذه ويسمح لهم بالتعبير عما يدور في أذهانهم حول موضوع الدرس بحرية وصراحة وأن يخلق في الصف أجواء التسامح والتعاون تجعل التعلم يسير في أجواء طبيعية . مواجهة المواقف الطارئة بهدوء و أتزان : من مظاهر ضعف المعلم في إدارة الصف سرعة انفعاله وشدة ارتباكه عند مواجهة المواقف الطارئة التي قد تحدث في الصف . فالتصرف المرتجل لا يحل المشكلة ، وقد يزيد الأمر تعقيداً ويظهر المعلم بمظهر العاجز الضعيف الذي لا يدري ماذا يفعل ، ومن حسن إدارة الصف مواجهة المشكلات الطارئة بهدوء و اتزان ومعالجتها بروية وتعقل . احترام أسئلة الطلاب وإجاباتهم : يظهر بعض المعلمين استخفافا بما يثيره الطلاب من تساؤلات ، وربما سخروا من بعض إجاباتهم والاستخفاف بإجابات التلاميذ أو السخرية منها تؤدي إلى انسحاب الطالب من المشاركة الصفية وكرهه للمادة الدراسية ومعلمها . والصواب أن يظهر المعلم اهتمامه واحترامه لأسئلة طلابه وآرائهم ويشجع تعدد الرأي و إعطاء اكثر من إجابة صحيحه للسؤال الواجد . عدم التحيز في المعاملة : التمييز بين الطلاب في المعاملة يفقد المعلم احترام طلابه ويقلل من هيبة المدرس في نفوس طلابه , والأصل أن يساوي المعلم بين طلابه في المعاملة ولا يفضل طالباً على آخر بسبب غير علمي أو تحصيلي ، ومما أضر بهيبة التعليم مؤخراً أن بعض المعلمين يتحيزون لبعض التلاميذ لأسباب مصلحيه أو غيرها . تفهم أسباب المشكلة ومعاقبة المتسبب الفعلي لها : قد تقع مشكلة في الصف ،كأن يحدث أحد الطلاب فوضى ، أو يلحق آذى بغيره من زملائه ثم يتنصل مما فعله وينسبه إلى غيره ، فيتسرع المعلم ويعاقب الطالب غير المذنب . أو يعاقب طالب دوره ثانوي في هذه المشكلة ، إن معاقبة الطالب غير المخطئ ، أو غير المتسبب في المشكلة يشعر بقية الطلاب بضعف شخصية المعلم وعدم قدرته على إدارة الصف ومعرفة ما يحدث منه ، ومن حسن إدارة المعلم للصف أن يتحرى المتسبب الحقيقي في الخطأ . ولا يعاقب قبل أن يتفهم المشكلة تماماً ويتعرف إلى الأطراف المتسببة فيها ودور كل فرد في حدوثها . أشغال الطلاب وتوزيع الأسئلة والنشاطات على المستويات المختلفة : إذا لم يحسن المعلم أشغال تلاميذ الصف بالأسئلة الهادفة والنشاطات المفيدة فإنه يفقد السيطرة على تلاميذه ويفقد القدرة على توجيههم ، وقد صدق قول بعض المعلمين : ُُ إذا أنت لم تشغل التلميذ فإنه يشغلك ُُ وينبغي على المعلم ألا يهمل أي فئة من الأسئلة والنشاطات بل عليه أن يحسن توزيع هذه النشاطات لتشمل أقوياء التلاميذ ، ومتفوقيهم و متوسطهم . ولعل أفضل ؟أسلوب يلجأ إليه المعلم لجذب اهتمام تلميذ شارد الذهن أو غير آبه بما يفعله المعلم أن يستثيره المعلم بأسئلته وتوجيهاته ، وبالطبع فإن على المعلم أن يراعي ما بين التلاميذ من فروق فردية في التعامل معهم ، وطرح الأسئلة عليهم ، فالطالب المتفوق القوي يقدم إليه سؤالاً إجابته مركبة أو صعبه تتحدى عقله . والطالب الضعيف يوجهه إليه سؤالاً سهلاً إجابته قصيرة مما يسهم في شد اهتمام كل التلاميذ نحو الدرس ويجعل إدارة الصف ناجحة وفعاله
__________________
t . t .69 |
#5
|
|||
|
|||
![]()
المقدمة :
نتيجة للتطورات الهائلة والمتسارعة التي تتعرض لها المجتمعات العربية أسوة بالمجتمعات الغربية التي سبقتها في مجالات التطور دعت الحاجة إلى التركيز بطرق مختلفة كالمؤتمرات والندوات وورش العمل التدريبية على واحد أو أكثر من الموضوعات المتعلقة بالتفكير والإبداع والابتعاد عن التقليد والتلقين . ويمكن القول إن الانتقال من أنموذج التعليم التقليدي إلى أنموذج التعليم الإبداعي، أو ـ تعليم التفكير ـ عملية صعبة و لكنها ممكنة إذا تم تضييق الفجوة بين المفاهيم النظرية والممارسات العملية على مستوى الصف والمدرسة بالدرجة الأولى . غير أن الأمر يحتاج إلى تطوير منظومة العلاقات الإدارية والفنية والإجرائية بين الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية والتربوية و لاسيما على مستوى المدرسة كوحدة تطوير أساسية . تعليم مهارات التفكير بين القول و الممارسة : يتفق الجميع على أن التعليم من أجل التفكير أو تعلم مهارته هدف مهم للتربية ، وعلى المدارس أن تفعل كل ما تستطيع من أجل توفير فرص التفكير لطلابها . ويعتبر كثير من المدرسين والتربويين أن مهمة تطوير قدرة الطالب على التفكير هدف تربوي يضعونه في مقدمة أولوياتهم . إلا أن هذا الهدف غالباً ما يصطدم بالواقع عند التطبيق ، لأن النظام التربوي القائم لا يوفر خبرات كافية في التفكير . إن مدارسنا نادرا ما تهيئ للطلبة فرصاً كي يقوموا بمهمات تعليمية نابعة من فضولهم أو مبنية على تساؤلات يثيرونها بأنفسهم ، ومع أن غالبية العاملين بالحقل التعليمي والتربوي على قناعة كافية بأهمية تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب ، ويؤكدون على أن مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة بالمعلومات ، بقدر ما يتطلب الأمر الحث على التفكير ، والإبداع ، إلا أنهم يتعايشون مع الممارسات السائدة في مدارسنا ، ولم يحاول واحد منهم كسر جدار المألوف أو الخروج عنه . ومن أمثلة السلوكيات السائدة والمألوفة في كثير من مدارسنا ويحرص عليها المعلمون جيلاً بعد جيل و لم يأخذوا بخطط التطوير التربوي الأتي : 1 ـ المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف . 2 ـ المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة متلقون خاملون . 3 ـ نادراً ما يبتعد المعلم عن السبورة أو يتخلى عن الطباشير ، أو يستخدم تقنيات التعليم الحديثة . 4 ـ يعتمد المعلم على عدد محدود من الطلبة ليوجه إليهم الأسئلة الصفية . 5 ـ لا يعطي المعلم الطلبة وقتاً كافياً للتفكير قبل الإشارة إلى أحدهم بالإجابة على السؤال . 6 ـ المعلم مغرم بإصدار التعليقات المحبطة والأحكام الجائرة لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر فيه . 7 ـ معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية . إن تبني مؤسساتنا التربوية لأهداف تطوير قدرات الطلبة على التفكير يتطلب منها أن تطور آليات متنوعة لتقويم تحصيل الطلبة وذلك يتطلب منا تحولاً جزئياً في مفاهيمنا وفلسفتنا حول أساليب التقويم و هو أمر لا مفر منه لنجاح أي برنامج تربوي محوره تنمية التفكير لدى الطلاب . معوقات تعليم مهارات التفكير : 1 ـ الطابع العام السائد في وضع المناهج والكتب الدراسية المقررة في التعليم العام لا يزال متأثراً بالافتراض السائد الذي مفاده أن عملية تراكم كم هائل من المعلومات والحقائق ضرورية وكافية لتنمية مهارات التفكير لدى الطلبة ، وهذا ما ينعكس على حشو عقول الطلاب بالمعلومات والقوانين والنظريات عن طريق التلقين ، كما ينعكس في بناء الاختبارات المدرسية والعامة والتدريبات المعرفية الصفية والبيتية التي تثقل الذاكرة ولا تنمي مستويات التفكير العليا من تحليل ونقد و تقويم . 2 ـ التركيز من قبل المدرسة ، وأهداف التعليم ، ورسالة العلم على عملية نقل وتوصيل المعلومات بدلاً من التركيز على توليدها أو استعمالها ، ويلحظ ذلك في استئثار المعلمين معظم الوقت بالكلام دون الاهتمام بالأسئلة والمناشط التي تتطلب إمعان النظر والتفكير ، أو الاهتمام بإعطاء دور إيجابي للطلبة الذين يصرح المعلمون بأنهم محور العملية التعليمية و غايتها . 3 ـ اختلاف وجهات النظر حول تعريف مفهوم التفكير وتحديد مكوناته بصورة واضحة تسهل عملية تطوير نشاطات واستراتيجيات فعالة في تعليمه مما يؤدي ذلك بدوره وجود مشكلة كبيرة تواجه الهيئات التعليمية والإدارية في كيفية تطبيقه . 4 ـ غالباً ما يعتمد النظام التعليمي والتربوي في تقويم الطلاب على اختبارات مدرسية وعامة قوامها أسئلة تتطلب مهارات معرفية متدنية ، كالمعرفة والفهم ، وكأنها تمثل نهاية المطاف بالنسبة للمنهج المقرر وأهداف التربية . وعليه فإن التعليم من أجل التفكير ، أو تعلم مهارته شعار جميل نردده دائماً من الناحية النظرية ، أما على أرض الواقع فإن الممارسات الميدانية لا تعكس هذا التوجه . لماذا نتعلم مهارات التفكير : أولاً : التفكير ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف نواميس الحياة . وقد دعا إلى ذلك القرآن الكريم ، فحث على النظر العقلي والتأمل والفحص وتقليب الأمر على وجهه لفهمه وإدراكه. ثانياً : التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً : وهذا يقودنا إلى التفريق بين نوعين من التفكير : 1 ـ التفكير اليومي المعتاد الذي يكتسبه الإنسان بصورة طبيعية ، وهو يشبه القدرة على المشي . 2 ـ التفكير الحاذق الذي يتطلب تعليماً منظماً هادفاً ومراناً مستمراً حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدى له ، وهذا النوع يشبه القدرة على تسلق الجبال ، أو رمي القرص وغيرها من المهارات التي تتطلب تفكيراً مميزاً . وعليه فإن الكفاءة في التفكير – بخلاف الاعتقاد الشائع – ليست مجرد قدرة طبيعية ترافق النمو الطبيعي للطفل بالضرورة ، فإن المعرفة بمحتوى المادة الدراسية أو الموضوع الدراسي ليست في حد ذاتها بديلاً عن المعرفة بعمليات التفكير والكفاءة فيه ، ومع أننا لا نشك في أن المعرفة في مجال ما تشكل قاعدة أساسية للتفكير في هذا المجال ، وأن أنجح الأشخاص في التفكير في موضوع ما هم أكثر الأشخاص دراية و معرفة به ، ولكن المعرفة وحدها لا تكفي ، ولا بد أن تقترن بمعرفة لعمليات التفكير ، وكفاية فيها حتى يكون التفكير في الموضوع حاذقاً ومنتجاً . ومن الواضح أن التعليم الهادف يمكن أن يلعب دوراً فعالاً في تنمية عمليات ومهارات التفكير التي تمكن الأفراد من تطوير كفاءتهم التفكيرية . ثالثاً : دور التفكير في النجاح الحياتي والدراسي : يلعب التفكير الحاذق دوراً حيوياً في نجاح الأفراد وتقدمهم داخل المؤسسة التعليمية وخارجها ، لأن آراءهم في العمل التعليمي و الاختبارات المدرسية والمواقف الحياتية أثناء الدراسة وبعد انتهائها هي نتاج تفكيرهم وبموجبها يتحدد مدى نجاحهم أو إخفاقهم . وبناء على ما سبق يعدّ تعليمهم مهارات التفكير الحاذق من أهم المفاهيم التي يمكن أن يقوم بها المعلم أو المدرسة لأسباب أهمها : 1ـ التعليم الواضح المباشر لعمليات ومهارات التفكير المتنوعة يساعد على رفع مستوى الكفاءة التفكيرية للطالب . 2 ـ التعليم الواضح المباشر لعمليات ومهارات التفكير اللازمة لفهم موضوع دراسي يمكن أن يحسن مستوى تحصيل الطالب في هذا الموضوع . 3 ـ تعليم عمليات ومهارات التفكير يعطي الطالب إحساساً بالسيطرة الواعية على تفكيره. وعندما يقترن هذا التعليم مع تحسن مستوى التحصيل ينمو لدى الطلبة شعور بالثقة في النفس في مواجهة المهمات المدرسية والحياتية . رابعاُ : التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم اليوم والغد . هذا العالم الذي يتميز بتدفق المعلومات و تجددها ، عالم الاتصالات التي جعل من الأمم المترامية الأطراف قرية صغيرة. وأمام هذا الواقع تبرز أهمية تعلم مهارات التفكير وعملياته ، التي تبقى صالحة متجددة من حيث فائدتها واستخداماتها في معالجة المعلومات مهما كان نوعها . وعليه فإن تعليم الطالب مهارات التفكير هو بمثابة تزويده بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل . خامسا : تعليم مهارات التفكير يفيد المعلمين والمدارس معاً : من الملاحظ لما يدور داخل الغرف الصفية في مدارسنا أن دور الطالب في العملية التربوية والتعليمية محدود للغاية وسلبي ، ولا يتجاوز عملية التلقي ، أو مراقبة المشهد الذي يخطط له ـ هذا إذا كان قد خُطط له فعلاً ـ وينفذه المعلم بكل تفاصيله ، إن الدور الهامشي للطلاب هو إفراز للمناخ الصفي التقليدي المتمركز حول العمل ، والذي تتحدد عملية التعلم فيه بممارسات قائمة على الترديد والتكرار والحفظ المجرد من الفهم . ونقيض ذلك هو المناخ الصفي الآمن المتمركز حول الطالب ، الذي يوفر فرصاً للتفاعل والتفكير من جانب الطلاب . إن تعليم مهارات التفكير والتعليم من أجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة والجذب للخبرات الصفية ، ويجعلان دور الطلبة إيجابياً فاعلاً ، ينعكس بصور عديدة من بينها : تحسن مستوى تحصيلهم الدراسي ونجاحهم في الاختبارات المدرسية بتفوق ، وتحقيق الأهداف التعليمية التي يتحمل المعلمون والمدارس مسؤوليتها ، ومحصلة هذا كله تعود بالنفع على المعلم والمدرسة والمجتمع . هل يمكن تعليم مهارات التفكير ؟ هناك اتفاق شبه تام بين الباحثين الذين تعرضوا في كتاباتهم لموضوع التفكير على أن تعليم مهارات التفكير وتهيئة الفرص المثيرة له أمران في غاية الأهمية ، وأن تعليم مهارات التفكير ينبغي أن يكون هدفاً رئيساً لمؤسسات التربية و التعليم . ويذكر كثير من الباحثين في مجال التفكير أن مهاراته العليا يمكن أن تتحسن بالتدريب والمراس و التعليم و هي مهارة لا تختلف عن أي مهارة أخرى يمكن تعلمها . وليس هناك سند قوي للافتراض بأنها سوف تنطلق بصورة آلية على أساس النضج أو التطور الطبيعي . ويشير أحد الباحثين إلى أن إهمال تعليم مهارات التفكير يعود إلى وجود افتراضين هما : 1 ـ أن مهارات التفكير لا يمكن تعليمها . 2 ـ القول بعدم الحاجة لتعليم مهارات التفكير . غير أن الباحث ينتهي إلى تأكيد بطلان هذين الافتراضين بالاستناد إلى الأدلة العلمية والعملية التي تراكمت عبر السنين . ويرى الباحثون وجوب التفريق بين تعليم التفكير ، وتعليم مهاراته ، فتعليم التفكير يعني تزويد الطلبة بالفرص الملائمة لممارسته ، وحفزهم وإثارتهم عليه. أما تعليم مهارات التفكير فينصب بصورة هادفة ومباشرة على تعليم الطلاب كيف ولماذا ينفذون مهارات واستراتيجيات عمليات التفكير الواضحة المعالم، كالتطبيق و التحليل والاستنباط والاستقراء . ويقول أحد الباحثين أن الذكاء عبارة عن مجموعة من مهارات التفكير والتعلم التي تستخدم في حل مشكلات الحياة اليومية ، كما تستخدم في المجال التعليمي ، وأن هذه المهارات يمكن تشخيصها وتعلمها . برامج تعليم مهارات التفكير : تتنوع البرامج الخاصة بتعليم التفكير ومهاراته بحسب الاتجاهات النظرية والتجريبية التي تناولت موضوع التفكير ، ومن أبرز الاتجاهات النظرية التي بنيت على أساسها برامج تعليم التفكير ومهاراته ما يلي : 1 ـ برامج العمليات المعرفية : وهذه البرامج تركز على العمليات أو المهارات المعرفية للتفكير مثل : المقارنة ، والتصنيف ، والاستنتاج نظراً لكونها أساسية في اكتساب المعرفة ، ومعالجة المعلومات . 2 ـ برامج العمليات فوق المعرفية : تركز هذه البرامج على التفكير كموضوع قائم بذاته ، وعلى تعليم مهارات التفكير فوق المعرفية التي تسيطر على العمليات المعرفية وتديرها ، ومن أهمها : التخطيط ، والمراقبة ، و التقويم ، وتهدف إلى تشجيع الطلبة على التفكير حول التعلم من الآخرين ، وزيادة الوعي بعمليات التفكير الذاتية ، ومن أهم البرامج الممثلة لهذا الاتجاه برنامج " الفلسفة " للأطفال ، وبرنامج المهارات فوق المعرفية . 3 ـ برامج المعالجة اللغوية والرمزية : تركز هذه البرامج على الأنظمة اللغوية والرمزية كوسائل للتفكير والتعبير عن نتاجات التفكير معا. وهي تهدف إلى تنمية مهارات التفكير في الكتابة والتحليل والحجج المنطقية وبرامج الحاسوب ، وهي تعنى بنتاجات التفكير المعقدة كالكتابة الأدبية وبرامج الحاسوب ، ومن تلك البرامج برامج الحاسوب اللغوية والرياضية . 4 ـ برامج التعلم بالاكتشاف : تؤكد هذه البرامج على أهمية تعليم أساليب واستراتيجيات محددة للتعامل مع المشكلات ، وتهدف إلى تزويد الطلبة بعدة استراتيجيات لحل المشكلات في المجالات المعرفية المختلفة ، والتي يمكن تطبيقها بعد توعية الطلبة بالشروط الخاصة الملائمة لكل مجال . وهي تقوم على إعادة بناء المشكلة ، وتمثيل المشكلة بالرموز والصور والرسم البياني . 5 ـ برامج تعليم التفكير المنهجي : تتبنى هذه البرامج منحنى بياجيه في التطور المعرفي ، وتهدف إلى تزويد الطلبة بالخبرات والتدريبات التي تنقلهم من مرحلة العمليات المادية إلى مرحلة العمليات المجردة التي يبدأ فيها تطور التفكير المنطقي والعلمي ، وتركز على الاستكشاف ومهارات التفكير والاستدلال ، والتعرف على العلاقات ضمن محتوى المواد الدراسية التقليدية . أساليب تعليم مهارات التفكير : يذكر أحد الباحثين أن التفكير يشبه أي مهارة أخرى يحاول الفرد تعلمها ، فلابد من تعلمها وممارستها حتى يتقنها ، و كذلك التفكير فإن على الفرد أن يتعلم ويمارس مهاراته وأساليبه و قواعده و أدواته حتى يتمكن من التفكير بفاعلية . و كما أن مهارات أي لعبة ( كالتنس و الكرة و قيادة الدراجة و غيرها ) يمكن تعلمها ، فإن مهارات التفكير يمكن تعلمها كذلك . ويرى بعض الباحثين أن يكون تعليم مهارات التفكير وعملياته بصورة مباشرة بغض النظر عن محتوى المواد الدراسية ، بينما يرى آخرون أنه يمكن إدماج هذه المهارات والعمليات ضمن محتوى المواد الدراسية ، وكجزء من خطط الدروس التي يحضرها المعلمون كل حسب موضوع تخصصه . طريقة باير (beyer) لتعليم مهارات التفكير : تقوم هذه الطريقة على الدمج بين مهارات التفكير والمواد الدراسية المختلفة . أو تدريس مهارات التفكير وفق سياق تعليم المواد الدراسية . و تتكون هذه الطريقة من عدة خطوات و هي : 1 ـ يقدم المعلم مهارة التفكير المقررة ضمن سياق الموضوع الذي يدرّسه ، ويبدأ بذكر وكتابة اسم المهارة كهدف للدرس ، ثم يعطي كلمات مرادفة لها في المعنى ، ويعرّف المهارة بصورة مبسطة وعملية ، وينهي تقديمه بأن يستعرض المجالات التي يمكن أن تستخدم المهارة فيها وأهمية تعلمها . 2 ـ يستعرض المعلم بشيء من التفصيل الخطوات الرئيسة التي تتبع في تطبيق المهارة والقواعد أو المعلومات المفيدة للطالب عند استخدامها . 3 ـ يقوم المعلم بمساعدة الطلبة في تطبيق المهارة خطوة خطوة ، مشيراً إلى الهدف والقواعد والأسباب وراء كل خطوة ، ويفضل أن يستخدم المعلم مثالاً من الموضوع الذي يدرّسه . 4 ـ يقوم المعلم بإجراء نقاش مع الطلبة بعد الانتهاء من التطبيق لمراجعة الخطوات والقواعد التي اتّبعت في تنفيذ المهارة . 5 ـ يقوم الطلبة بحل تمرين تطبيقي آخر بمساعدة وإشراف المعلم للتأكد من إتقانهم للمهارة ، ويمكن أن يعمل الطلبة فرادى ، أو على شكل مجموعات صغيرة . 6 ـ يجري المعلم نقاشاً عاماً بهدف كشف وجلاء الخبرات الشخصية للطلبة حول كيفية تنفيذهم للمهارة ، ومحاولة استخدامها داخل المدرسة وخارجها . تعريف التفكير : هو في أبسط تعريفه : عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير ، يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة . وهو في معناه الواسع : عملية بحث عن معنى في الوقف أو الخبر . ويبدأ الفرد التفكير عادة عندما لا يعرف ما الذي يجب عمله بالتحديد . وهو فهم مجرد كالعدالة والظلم والحقد والشجاعة لأن النشاطات التي يقوم بها الدماغ عند التفكير هي نشاطات غير مرئية وغير ملموسة ، وما نلمسه في الواقع ليس ألا نواتج فعل التفكير . الفرق بين التفكير ومهارات التفكير : التفكير عملية كلية تقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسيه ، والمعلومات المترجمة لتكوين لأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها ، وهي عملية غير مفهومة تماما ، وتتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية والاحتضان والحدس . أما مهارات التفكير فهي عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات ، كمهارات تحديد المشكلة وإيجاد الافتراضات غير المذكورة في النص ، أو تقويم قوة الدليل أو الادعاء . ولتوضيح العلاقة بين التفكير ومهاراته يمكن عقد مقارنة على سبيل المجاز بين التفكير ولعب كرة المضرب ( التنس الأرضي ) . فلعبة التنس تتألف من مهارات محددة كثيرة مثل : رمية البداية ، والرمية الإسقاطية … الخ ويسهم كل منها في تحديد مستوى اللعب أو جودته . والتفكير كذلك يتألف من مهارات متعددة تسهم إجادة كل منها في فاعلية عملية التفكير ، ويتطلب التفكير تكاملاً بين مهارات معينة ضمن استراتيجية كلية في موقف معين لتحقيق هدف ما . خصائص التفكير : يتميز التفكير بالآتي : 1 ـ التفكير سلوك هادف ، لا يحدث في فراغ أو بلا هدف . 2 ـ التفكير سلوك تطوري يزداد تعقيداً مع نمو الفرد ، وتراكم خبراته . 3 ـ التفكير الفعال هو الذي يستند إلى أفضل المعلومات الممكن توافرها . 4 ـ الكمال في التفكير أمر غير ممكن في الواقع ، والتفكير الفعال غاية يمكن بلغوها بالتدريب . 5 ـ يتشكل التفكير من تداخل عناصر المحيط التي تضم الزمان " فترة التفكير " والموقف أو المناسبة ، والموضوع الذي يدور حوله التفكير . 6 ـ يحدث التفكير بأنماط مختلفة ( لفظية ، رمزية ، مكانية ، شكلية … الخ ) . مستويات التفكير : يرى الباحثون أن مستوى التعقيد في التفكير يرجع بصورة أساسية إلى مستوى الصعوبة والتجريد في المهمة المطلوبة أو ما يعرف بالمثير . لذلك فرقوا في مجال التفكير بين مستويين له هما : 1 ـ التفكير الأساسي أو ذو المستوى الأدنى . 2 ـ التفكير المركب أو ذو المستوى المركب . ويتضمن التفكير الأساسي عدداً من المهارات منها المعرفة ( اكتسابها وتذكرها ) ، والملاحظة والمقارنة والتصنيف ، وهي مهارات من الضروري إجادتها قبل أن يصبح الانتقال ممكناً لمواجهة مستويات التفكير المركب . أما التفكير المركب فيتميز بالآتي : 1 ـ لا يمكن تحديد خط السير فيه بصورة وافية بمعزل عن عملية تحليل المشكلة . 2 ـ يشتمل على حلول مركبة أو متعددة . 3 ـ يتضمن إصدار حكم . 4 ـ يستخدم معايير متعددة . 5 ـ يحتاج إلى مجهود . 6 ـ يؤسس معنى للموقف . تطور التفكير عند الأطفال : يتطور التفكير عند الأطفال بتأثر العوامل البيئية والوراثية ، ويتم تطور العمليات العقلية ، والأبنية المعرفية بصورة منتظمة أو متسارعة ، وتزداد تعقيداً وتشابكاً مع التقدم في مستوى النضج والتعلم ، ويشير أحد الباحثين على أن الكمال في التفكير أمر بعيد المنال ، وإن إيجاد حل مرض كل مشكلة أمر غير ممكن ، وأن الشخص الذي يتوقع إيجاد حل كل مشكلة واتخاذ القرار الصائب في كل مرة هو شخص غير واقعي . تصنيف التفكير من حيث الفاعلية : يمكن تصنيف التفكير من حيث فاعليته إلى نوعين : أولاً ـ تفكير فعال : وهو نوع يتحقق فيه شرطان : 1 ـ تتبع فيه أساليب ومنهجية سليمة بشكل معقول . 2 ـ تستخدم فيه أفضل المعلومات المتوافرة من حيث دقتها وكفايتها . وهذا النوع من التفكير يتطلب التدريب كأساس لفهم الأساليب من جهة ، وتطوير المهارات من جهة أخرى ، وإلى جانب ذلك يجب أن يتوافر فيه عدد من التوجهات الشخصية التي يمكن تطويرها بالتدريب لتدعيم برنامج تعليم مهارات التفكير ، وأهم هذه التوجهات الآتي : 1 ـ الميل لتحديد الموضوع أو المشكلة . 2 ـ الحرص على متابعة الاطلاع الجيد . 3 ـ استخدام مصادر موثوقة للمعلومات . 4 ـ البحث عن عدة بدائل . 5 ـ البحث عن الأسباب وعرضها . 6 ـ المراجعة المتأنية لوجهات النظر المختلفة . 7 ـ الانفتاح على الأفكار والمدخلات الجديدة . 8 ـ الاستعداد لتعديل الموقف . 9 ـ إصدار الأحكام عند توافر المعطيات والأدلة . ثانياً ـ التفكير غير الفعال : وهو التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة ودقيقة ، ويبنى على مخالطات ، أو افتراضات باطلة ، أو حجج غير متصلة بالموضوع . وهذه بعض السلوكيات المرتبطة بالتفكير غير الفعال : 1 ـ التضليل وإساءة استخدام الدعاية لتوجيه النقاش بعيداً عن الموضوع . 2 ـ اللجوء إلى القوة بغرض إجهاض الفكرة . 3 ـ إساءة استخدام اللغة بقصد أو بغير قصد للابتعاد عن صلب المشكلة . 4 ـ التردد في اتخاذ القرار الناسب . 5 ـ اللجوء إلى حسم الموقف على طريقة صح أو خطأ ، مع إمكانية وجود عدة خيارات . 6 ـ وضع فرضيات مخالفة للواقع . 7 ـ التبسيط الزائد للمشكلات المعقدة . أنواع التفكير المركب : 1 ـ التفكير الناقد . 2 ـ التفكير الإبداعي . 3 ـ حل المشكلة . 4 ـ اتخاذ القرار . 5 ـ التفكير فوق المعرفي . ويشمل كل نوع من أنواع التفكير السابقة على عدة مهارات تميزه عن غيره .
__________________
t . t .69 |
#6
|
|||
|
|||
![]()
أكدت البحوث التربوية أن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها،ويعتبر اللعب وسيطاً تربويا يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة؛وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها تؤدي دوراً فعالا في تنظيم التعلم،وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغلاله وتنظيمه .
تعريف أسلوب التعلم باللعب : يُعرّف اللعب بأنه نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقليةوالجسميةوالوجدانية،ويحقق في نفس الوقت المتعةوالتسلية؛وأسلوب التعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية. أهمية اللعب في التعلم : 1- إن اللعب أداة تربوية تساعد في إحداث تفاعل الفرد مع عناصر البيئة لغرض التعلم وإنماء الشخصية والسلوك 2- يمثل اللعب وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم وتساعدفي إدراك معاني الأشياء. 3- يعتبر أداةفعالة في تفريد التعلم وتنظيمه لمواجهة الفروق الفردية وتعليم الأطفال وفقاً لإمكاناتهم وقدراتهم. 4- يعتبر اللعب طريقة علاجية يلجأ إليهاالمربون لمساعدتهم في حل بعض المشكلات التي يعاني منها بعض الأطفال. 5- يشكل اللعب أداة تعبير وتواصل بين الأطفال . 6-تعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقليةوتحسن الموهبة الإبداعية لدى الأطفال. فوائد أسلوب التعلم باللعب : يجني الطفل عدة فوائد منها : 1- يؤكد ذاته من خلال التفوق على الآخرين فردياً وفي نطاق الجماعة. 2- يتعلم التعاون واحترام حقوق الآخرين . 3- يتعلم احترام القوانين والقواعد ويلتزم بها . 4- يعزز انتمائه للجماعة . 5- يساعد في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل . 6- يكتسب الثقة بالنفس والاعتماد عليها ويسهل اكتشاف قدراته واختبارها . أنواع الألعاب التربوية : 1- الدمى : مثل أدوات الصيد ،السيارات والقطارات،العرايس، أشكال الحيوانات،الآلات،أدوات الزينة .... الخ . 2-الألعاب الحركية:ألعاب الرمي والقذف،التركيب،السباق،القفز،المصارعة ،التوازن والتأرجح ،الجري،ألعاب الكرة . 3-ألعاب الذكاء :مثل الفوازير،حل المشكلات،الكلمات المتقاطعة..الخ. 4-الألعاب التمثيلية : مثل التمثيل المسرحي ،لعب الأدوار . 5-ألعاب الغناء والرقص : الغناء التمثيلي،تقليد الأغاني،الأناشيد،الرقص الشعبي..الخ . 6-ألعاب الحظ : الدومينو ، الثعابين والسلالم ، ألعاب التخمين . 7- القصص والألعاب الثقافية : المسابقات الشعرية ، بطاقات التعبير . دور المعلم في أسلوب التعلم باللعب : 1- إجراء دراسة للألعاب والدمى المتوفرة في بيئة التلميذ . 2- التخطيط السليم لاستغلال هذه الألعاب والنشاطات لخدمة أهداف تربوية تتناسب وقدرات واحتياجات الطفل . 3- توضيح قواعد اللعبة للتلاميذ . 4- ترتيب المجموعات وتحديد الأدوار لكل تلميذ . 5- تقديم المساعدة والتدخل في الوقت المناسب . 6- تقويم مدى فعالية اللعب في تحقيق الأهداف التي رسمها. شروط اللعبة : 1- اختيار ألعاب لها أهداف تربوية محددة وفي نفس الوقت مثيرة وممتعة . 2- أن تكون قواعد اللعبة سهلة وواضحة وغير معقدة . 3- أن تكون اللعبة مناسبة لخبرات وقدرات وميول التلاميذ . 4- أن يكون دور التلميذ واضحا ومحددا في اللعبة . 5- أن تكون اللعبة من بيئة التلميذ . 6- أن يشعر التلميذ بالحرية والاستقلالية في اللعب . نماذج من الألعاب التربوية : 1) لعبة الأعداد بالمكعبات على هيئة أحجار النرد : يلقيها التلميذ ويحاول التعرف على العدد الذي يظهر ويمكن استغلالها أيضاً في الجمع والطرح . 2) لعبة قطع الدومينو : ويمكن استغلالها في مكونات الأعداد،بتقسيم التلاميذ إلى مجموعات ثم تعطى كل مجموعة قطعاً من الدومينو ويطلب من كل مجموعة اختيار مكونات العدد وتفوز المجموعة الأسرع . 3) لعبة (البحث عن الكلمة الضائعة) وتنفذ من خلال لوحة بها مجموعة من الحروف ، يحدد المعلم الكلمات ويقوم التلاميذ بالبحث عن الكلمة بين الحروف كلمات رأسية وأفقية . ر ---- س---- و---- م ك---- ل----- ع---- ب ت---- و----- ج---- د ب---- ك---- م---- ك ي---- ص---- و----- م 4) لعبة صيد الأسماك : عن طريق إعداد مجسم لحوض به أسماك تصنع من الورق المقوىويوضع بها مشبك من حديد ويكتب عليها بعض الأرقام أوالحروف وتستخدم في التعرف على الأعداد أو الحروف الهجائية بأن يقوم التلاميذ بصيدها بواسطة سنارة مغناطيسية. 5) لعبة ( من أنــا ) : وتستخدم لتمييز حرف من الحروف متصلاً ومنفصلاً نطقاً وكتابة حسب موقعه - أنـا في - المدرسة - ريم - حمد - ترسم
__________________
t . t .69 |
#7
|
|||
|
|||
![]()
جميل
ربنا يعزك |
#8
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خيرا
|
#9
|
|||
|
|||
![]()
الموضوع مهم جدا لانه موجود فى أغلب المراحل التعليمية ويعاني منه المعلم والطالب على حد سوى
الموضوع هو ضعف الطالب وإيجاد الحلول المناسبة له من قبل المعلم والطالب نفسه والمشرف التربوي ولكل معلم تجربة معينة من هذا النوع . وعلى الرغم من ان المعلم يبذل جهدا لرفع وتحسين مستوى الطالب والطالب الضعيف خاصة فنلاحظ انه يرتفع أحيانا وقد لا يتحسن وأحيانا يهبط ويرجع ذلك لعدة أسباب من بينها : 1- يتعامل بعض المعلمين على ان الطالب الضعيف شخص يصعب الرفع من مستواه وانه قليل الفهم فيهمش دوره وقد يلغى فلا تسمع له أى جواب داخل الحصة . والمعلم يزيد من ذلك بقلة الأهتمام والتفوه ببعض العبارات التى تؤثر فى نفسية الطالب وتفقده الثقة بنفسه ويتبرمج على ذلك مثل لافائدة منه ولا يفهم ولا يعرف شيئا وغيرها مما يسبب الأحباط لدى الطالب . 2- تخصص بعض المدارس حصص لتقوية الطلاب الضعاف فيتعامل معها المعلم على أنها حصص أضافية وغير أساسية فلا يهتم بذلك ولايحاول أبتكار بعض الأفكار والحلول المساعدة فى الرفع من مستوى الطالب لتحقيق بعض النتائج ولو بصورة جزئية 3- لا يسعى المعلم الى دمج الطالب الضعيف مع غيره من الطلاب بحجة ان الحصة وقتها قصير ومهم فلا يضيعه على هذا الطالب وحتى لا يطلب منه عمل أى شئ أو بذل جهد ما فى حل وقراءة ما يدرس بالحصة وعلاج مثل هذه الحالة : 1- يجب على المعلم ان يشرك الطالب الص\ضعيف بالحصة كغيره من الطلاب 2- ان يطلب منه ان يحضر الدرس الذى سوف يشرح الحصة القادمة 3- من خلال تطبيق الأستراتيجيلت الحديثة ونظام التعليم النعاوني دمجه فى مجموعات وان يعين مرات قائد للمجموعة 4- لا يزع المعلم عن طريق البرمجة من غير قصد بتفوهه بعبارات انت غبي , لاتفهم , لا فائدة منك لن أضيع الحصة من أجل فاشل 5- الأهتمام بحصص التقوية وأبتكار بعض الحلول التى تليق بمستواه العقلي 6- ان يحاول المعلم ان ينزل بمستواه العقلي لبى مستوى فهم الطالب للوصول للفهم فلو كل معلم أشعر طلابه وتلاميذه الضعاف بدفء رعايته ومحبيه وأهتمامه ( لان الأنسان روح و جسد ) لكل منهما حاجات فرب أهتمام بمحبة وحنان نزع الخوف وغير الأنسان وأرتقى بمستواه لو شعروا بمحبتك لهم لأحبوك وتقبلوا منك كل ما تطلبه وتغيروا
__________________
t . t .69 |
#10
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وهو مازال مش حافظ جدول الضرب اللى مفروض مقرر عندهم فى 2 ابتدائى ترم أول نحاسب مين على كده؟ على الطالب ولا المدرس اللى بيدخل يغششه فى اللجنة؟ قومو التعليم الأبتدائى اولا قبل الحديث عن الطلبة الضعاف لان الطالب المتوسط بلاش نقول المتميز لو وقت الحصة اتهدر مع طالب طالع اعدادى دون فهم محتويات مقرراته هيشعر بعدم جدوى المدرسة |
#11
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
__________________
أحمد عطية زكى البرشومى دعم فنى - سيدي سالم-كفر الشيخ |
#12
|
|||
|
|||
![]() لما كانت المعالجة العلمية لأي موضوع تقتضي العناية بتحديد مسميات الألفاظ والمفاهيم المستخدمة فيه، ولكون مشكلة التعريفات تبرز دائماً لتفرض نفسها بإلحاح، لذا فإنه من الضروري قبل البدء في تعريف الإعلام التربوي، أن نبدأ بتحديد التعريفات أو المفاهيم التي قد تتداخل معه، وهي: الاتصال التربوي، و الإعلام التعليمي، و التربية الإعلامية، والتجديد التربوي، ونظم المعلومات التربوية، وصولاً إلى تعريف الإعلام التربوي.
1. الإعلام التعليمي: لم يضع التربويون ـ بشكل قاطع ـ حدوداً فاصلة بين كلمتي : التربية Education ، و التعليم Instruction ، فكثيراً ما تترجم الكلمة الأولى إلى العربية مرة بالتربية و مرة بالتعليم، كما أن الكلمة الثانية تترجم أحياناً بالتدريس . غير أن إجماعاً - غير منظم - يكاد ينعقد بين التربويين على أن كلمة التربية أوسع مدى و أكثر دلالة على ما يتصل بالسلوك و تقويمه، في حين ينحصر مفهوم التعليم على علاقة محدودة بين طرفين بهدف إيصال قدر معين من المعلومات أو المهارات، و يؤيد هذا الرأي بعض أساتذة التربية حيث يشترطون أن يكون السلوك المراد تعلمه، أو التغير المراد إحداثه في السلوك مرغوباً فيه حتى يسمى تربية، وعلى ضوء ما سبق يمكن التوصل إلى أن التعليم نمط مؤسسي من أنماط التربية يتم داخل مؤسسات رسمية، بينما تتم التربية داخل تلك المؤسسات و خارجها، فالأسرة، والأندية، ووسائل الإعلام، ودور العبادة، وغيرها، هي مؤسسات اجتماعية يكتسب الفرد من خلالها كثيراً من مكونات شخصيته و ثقافته. و تأسيساً على هذا الفهم يمكن حصر الإعلام التعليمي في " الصحف و المجلات التي تصدر متجهة إلى المعلمين و الطلاب و غيرهم من عناصر العملية التعليمية مضافاً إلى ذلك البرامج التعليمية المسموعة و المرئية ." 2.الاتصال التربوي: يعتبر الاتصال التربوي أحد القضايا التي يثيرها الإعلام التربوي من منطلق التداخل بين كلمتي: إعلام Information ، واتصال Communication ، حيث أن الكثير من الباحثين لا يميزون بشكل جلي بينهما، فالمقصود بالاتصال هو" عملية تفاعلية يتم من خلالها القيام بنقل المعلومات والأنباء والرسائل الشفوية والمكتوبة بقصد التأثير على السلوك البشري وتعديله"، ويتميز عن الإعلام في أنه يأخذ أشكالاً عدة : كالاتصال الذاتي، والاتصال الشخصي، والاتصال الجمعي، والاتصال الجماهيري، كما أن عملية الاتصال تجعل كلاً من المستقبل والمرسل يشتركان معاً في رسالة واحدة، مما يعني أن رجع الصدى يشكل عنصراً هاماً من عناصر عملية الاتصال . ويعرف الاتصال التربوي - في ميدان الإدارة المدرسية- على أنه " نقل للأفكار والمعلومات التربوية و التعليمية بصفة خاصة، من الناظر أو مدير المدرسة إلى المعلم و العكس، أو من الناظر أو المدير إلى مجموعة من المعلمين، أو من مجموعة من المعلمين إلى مجموعة أخرى، سواءً بالأسلوب الكتابي أو الشفهي، أو بوسائل أخرى مختلفة بحيث يتحقق الفهم المتبادل بين أسرة المدرسة، و ينتج عنه اقتناع من جانب المتصل به مما يؤدي إلى وحدة الهدف و الجهود، بحيث تتحقق في النهاية أهداف المدرسة و فلسفتها التربوية و التعليمية و يهدف الاتصال التربوي إلى التحكم في سلوك الفرد عن طريق تنظيم بيئته، ومسألة التحكم في سلوك الأفراد تأخذ منحيين من مناحي البحث و المناقشة، أولهما : منحى فلسفي، يبحث و يناقش مدى سلامة تحديد سلوك الأفراد و التحكم فيه مع كفالة حريتهم الشخصية و حقهم في اتخاذ القرارات، و المنحى الثاني:علمي، يبحث و يناقش إمكانية توصل العلم إلى درجة التحكم في سلوك الأفراد في ظل تعقد وتشابك العوامل المؤثرة فيه، والتي تجعل التنبؤ الدقيق بهذا السلوك صعباً إن لم يكن مستحيلاً في الوقت الحاضر . 3.التربية الإعلامية: وهي "عملية تهدف إلى تعليم الطلاب و تدريبهم على التعامل مع محتوى الإعلام في الانتقاء والإدراك، و تجنب الآثار السلبية، والاستفادة من الآثار الإيجابية، بحيث يتحرر الفرد من الانبهار بالتكنولوجيا، و يكون أكثر إيجابية و ترفعاً عن منطق السهولة، و أكثر وعياً و مسؤولية في انتقاء منتجات العملية الإعلامية." 4. التجديد التربوي : ويقصد به "ابتداع أو اكتشاف بدائل جديدة لنظام التعليم القائم، وتلبية حاجات المجتمع الذي يوجد فيه، والإسهام في تطويره." وهو مصطلح حديث نسبياً ، لم تعرفه كتب التربية إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعتبر الكتابات الصادرة عن اليونسكو هي أول من تطرق إليه، وقد دعا إلى ظهور هذا المصطلح ما واجه التربية الحديثة من تحديات تمثلت في: الإنفجارالمعرفي الهائل، والزيادة السكانية المطردة، وازدياد معدل أوقات الفراغ . 5. نظم المعلومات التربوية : ويقصد بها أجهزة جمع المعلومات ونشرها مثل: المكتبات، و دور المحفوظات، وأجهزة التوثيق و الإحصاء و التصنيف، حيث شهد العالم تطوراً ملموساً في إخضاع المعلومات للكمبيوتر، وابتكار أساليب جديدة للإفادة من تلك المعلومات، وذلك نتيجةً للانفجار المعرفي الهائل الذي يعتبر سمة العصر الذي نعيشه . مفهوم الإعلام التربوي الإعلام التربوي مصطلح جديد نسبياً ، ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م . ومع التطور التقني الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام في العقود الثلاثة الأخيرة، والذي تمثل في إلغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، تطور مفهوم الإعلام التربوي، وامتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة، المتمثلة في السعي لتحقيق الأهداف العامة للتربية في المجتمع، والالتزام بالقيم الأخلاقية، ويعزى هذا التطور للأسباب التالية : 1. تطور مفهوم التربية الذي أصبح أوسع مدىً، وأكثر دلالة فيما يتصل بالسلوك وتقويمه، والنظرة إلى التربية على أنها عملية شاملة ومستدامة، وتحررها من قيود النمط المؤسسي الرسمي . 2. انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتنامي قدرتها على جذب مستقبل الرسالة الإعلامية، وبالتالي قدرتها على القيام بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسة التربوية الرسمية. 3. تسرب بعض القيم السلبية، والعادات الدخيلة على ثقافة المجتمعات، وتحديداً في البلدان النامية تحت غطاء حرية الإعلام . تعريف الإعلام التربوي: لا يوجد تعريف محدد للإعلام التربوي يحظى بإجماع بين الباحثين، بل إن هناك بون شاسع بين مدلولات تلك التعريفات، وربما يعود ذلك إلى حداثة الأبحاث في مجال الإعلام التربوي، واتساع هذا المفهوم، وتداخله في كثير من مجالات الأنشطة والعلاقات الإنسانية، و تباين وجهات نظر ومذاهب الباحثين فيه . ويعرف الباحث الإعلام التربوي بأنه: " كل ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل إعلامية ملتزمة، تسعى للقيام بوظائف التربية في المجتمع، من نقل للتراث الثقافي، وغرس لمشاعر الانتماء للوطن، بحيث تتمكن مختلف فئات المجتمع من إدراك المفاهيم، واكتساب المهارات، والتزود بالخبرات، وتنمية الاتجاهات، وتعديل السلوك
__________________
t . t .69 |
#13
|
|||
|
|||
![]()
مقدمة : Introduction
من خلال التأمل بميدان التربية الخاصة تبين أن هناك الكثير من الإنجازات التي تحققت سواء في المناهج أو الأساليب أو طبيعة تقديم الخدمات وجاء الاهتمام بعملية التدخل المبكر نتيجة الأدلة القوية التي قدمتها الأبحاث في العلوم النفسية والتربوية حول ما تقوم به هذه العملية من دور حاسم ومهم في ميدان التربي الخاصة وقد صدر كتابان كان لهما الأثر الكبير في برامج التربية الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وهما : 1- الكتاب الأول : الذكاء والخبرة ( جوزيف هنت ) ويقول إن الذكاء الإنساني نتغير وليس ثابت 2- الكتاب الثاني : الثبات والتغير في الخصائص الإنسانية ( بلوم ) أكد أن إمكانية التنبؤ بالذكاء المستقبلي للطفل عند بلوغه سن السادسة من عمره لقد تم التأكيد على أهمية السنوات الأولى من العمر بالنسبة للنمو المستقبلي عند الطفل وتم إدراكه من فتره زمنية طويلة عن طريق علماء النفس والتربويون وبعد ذلك أصبحت قضية التدخل المبكر تثبت نفسها في ميادين العلاج فمن خلال التدخل المبكر يتم التخفيف من الكثير من تأثيرات اللاحقة. ويتم التدخل المبكر من خلال عدة إجراءات منها : الكشف الشامل أو الكشف واسع النطاق من خلال ما يلي : 1- الكشف العام لتحديد نوع الكشف وطريقته التي سيتم إجراؤها 2- إحالة الطفل الذي تبين بالكشف انه يعاني من ضعف حسي أو تعلمي والتدخل المبكر له دور وقائي حيوي يتمثل أساسا بمساعدة الطفل على : 1- اكتساب أنماط سلوكية مقبولة في المجتمع والمدرسة وغيرها 2- اكتساب مهارات متنوعة للتعايش مع صعوبات الحياة اليومية 3- تطوير مفهوم إيجابي عن ذاته 4- فهم مشاعره ومشاعر الآخرين 5- تطوير اتجاهات إيجابية نحو التعلم *- الإستراتيجيات المقترحة لتحسين أوضاع الأطفال الصغار في السن : 1- يجب الوصول إلى الأطفال والأسر الأقل حظا والأكثر عرضة للخطر 2- يجب أن تشارك الأسر والمجتمع لتوفير البرامج النوعية وإفادة الأسر والأطفال 3- يجب زيادة مستوى اهتمام المجتمع بنمو الأطفال وتعلمهم في السنتين الأوليتين من العمر 4- يجب توسيع قاعدة الخدمات التي تقدمها مركز رعاية الطفولة لتشمل أيضا التغذية والرعاية 5- يجب دعم عملية انتقال الطفل من الأسرة إلى المركز 6- يجب التركز على نوعية الخدمات المقدمة 7- يجب توسيع نطاق الخدمات التي تقدمها البرامج النموذجية الريادية 8- يجب أن تكون برامج الطفولة المبكرة ذات تكلفة متوسطة وبناء على تقديرات ( اليونسف ) من المفروض أن يولد ما يزيد عن مليون ونصف طفل في عقد التسعينات وغالبيتها في الدول النامية من المعاقين وهذا يعني أن العديد من الأطفال سيعيشون في ظروف تهدد فرص نموهم وتطورهم *الاهتمام بالأطفال : إن العديد من الظروف البيئية التي يعيش فيها الملايين من الأطفال في العالم غير ملائمة والأسباب هي : 1- الاكتظاظ السكاني 2- نقص في المياه الصالحة للشرب 3- قصور في رعاية الأطفال 4- نقص في الغذاء بالتالي هذه الأسباب مسؤولة عما يزيد عن 50% من وفيات الأطفال الرضع في الدول النامية وقد بينت نتائج البحوث العلمية في مجالات مختلفة إن هذا الدعم يعود بفوائد جمة على الأطفال وآبائهم على المدى القصير والطويل معا في عدة نواحي ممن حيث القدرة على العطاء والمساهمة في بناء المجتمع وان البرامج الموجهة نحو التدخل المبكر فرص ذهبية غير عادية وهي من أهم أدوار الوقاية من المشاكل التعليمية والتخفيف منها وتعود بفوائد كثيرة على الفرد والمجتمع وبالنسبة للأفراد توجد مجالات عديدة يستطيع التدخل المبكر ترك اثر كبير فيها ومنها : 1- النمو الدماغي : يتم في أول سنتين من العمر تطور البنى الدماغية الحيوية التي تؤثر على قدرة الأطفال على التعلم 2- التغذية والرعاية والصحة والقدرة التعليمية فوائد التدخل المبكر : 1- زيادة مستوى الإنتاجية الاقتصادية 2- خفض التكلفة 3- الحد من عدم تساوي الفرص الاجتماعية والاقتصادية 4- إفادة البنات 5- ترسيخ القيم 6- الحراك الاجتماعي 7- إفادة المجتمع والأسرة تعريف التدخل المبكر : هو خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية تقدم للأطفال دون سن السادسة الذين يعانون من إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابلية للتأخر أو الإعاقة وان الأطفال الصغار في السن الذين لديهم إعاقة أو تأخر يشكلون فئات غير متجانسة إلا انه هناك شبه كبير في الخدمات التي يحتاجون إليها وتختلف مناهج وأساليب التدخل المبكر وتتنوع بين طفل عمره شهرين وأخر عمره سنتين أو ثلاث وكذلك يستفيد من برامج وخدمات التدخل المبكر الأطفال الذين لديهم كافة أنواع الإعاقات يوجد عدة برامج للتدخل المبكر مثل 1- البرامج الفئوية : - تعنى بتقديم خدمات لفئة إعاقة محددة كالإعاقة البصرية أو السمعية مثلا 2- البرامج غير الفئوية : - والتي تقدم خدمات لأي طفل كان مهما كانت إعاقته الفئات المستهدفة من الأطفال الذين تقدم لهم برامج التدخل المبكر :- 1- الأطفال الذين يعانون من تأخر نمائي 2- الأطفال الذين تتدهور حالتهم المرضية إلى تأخر نمائي 3- الأطفال الذين هم في حالة خطر من معاناتهم من التأخر النمائي إذا لم تقدم لهم برامج التدخل المبكر ولكن مهمة تقديم الخدمات صعبة أحيانا للأسباب التالية • الطبيعة المعقدة والمتباينة لنمو الأطفال • عدم توفر أدوات التقييم المناسبة • عدم توفر بيانات دقيقة عن نسبة الانتشار • عدم توفر المعرفة الكافية حول العلاقة بين العوامل الاجتماعية والبيولوجية مبررات التدخل المبكر : 1- إن السنوات الأولى من حياة الأطفال المعوقين الذين لم تقدم لهم برامج تدخل مبكر إنما هي سنوات حرمان وفرص ضائعة وربما تدهور نمائي أيضا 2- إن التعلم الإنساني في السنوات المبكرة اسهل وأسرع 3- إن والدي الطفل المعوق بحاجة إلى مساعدة في المراحل الأولى من عمر طفلهم 4- لأن التأخر النمائي قبل سن الخامسة هو مؤشر خطر 5- إن النمو نتاج البيئة الوراثية والبيئية أيضا 6- لأن التدخل المبكر ذات جهد مثمر وجدوى اقتصادية من ناحية تقليل النفقات 7- إن الأباء معلمون لأبنائهم المعوقين وأن المدرسة ليست بديلا عن الأسرة 8- إن السنوات الأولى من العمر هي مرحلة النمو الحرجة التي تكون فيها القابلة للنمو والتعلم في ذروتها 9- لأن مظاهر النمو مرتبطة ببعضها وأي خلل في أي مظهر يؤثر على الآخر 10- التدخل المبكر يجنب الوالدين والطفل من مواجهة صعوبات نفسية وتعليمية هائلة لاحقا لماذا التدخل المبكر • بينة البحوث العلمية أن التدخل المبكر يساعد الأطفال في التخفيف من تأثيرات حالة الإعاقة أسرع من التدخل المتأخر • إن التدخل المبكر يزود الطفل بأساس متين للتعلم في المدرسة الابتدائية • وإن برامج الطفولة المبكرة التي تقوم على فهم مبادئ النمو الإنساني ضمانة للنمو المستقبلي السليم للمجتمع والأسرة • إن الجدوى الاقتصادية لبرامج التدخل المبكر افضل من برامج التدخل المتأخر وقد تطورت برامج التدخل المبكر من حيث طبيعتها وأهدافها عبر ثلاثة مراحل رئيسية هي : 1- المرحلة الأولى : كانت تركز على تزويد الأطفال الرضع المعوقين بالخدمات العلاجية والنشاطات التي تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم 2- المرحلة الثانية : أصبح التدخل المبكر يهتم بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم المعوقين 3- المرحلة الثالثة : أصبح الاهتمام بالنظام الأسري لأنه المحتوى الاجتماعي الأكبر أثرا على نمو الطفل بالتالي اصبح دعم الآسرة وتدريبها وإرشادها الهدف الأكثر أهمية وفي الآونة الأخيرة أصبح مفهوم التدخل المبكر أكثر شمولية و أسع نطاقا لأنه اصبح يستهدف بالإضافة إلى الأطفال المعوقين الأطفال الأكثر عرضة للخطر لأسباب بيولوجية أو بيئية أصبح هناك تعريف أخر للتدخل المبكر متداول وهو : هو توفير الخدمات التربوية والخدمات المساندة للأطفال المعوقين أو المعرضين لخطر الإعاقة الذين هم دون سن السادسة من أعمارهم لهم ولأسرهم أيضا
__________________
t . t .69 |
#14
|
|||
|
|||
![]()
ما هي الثقافة المشتركة؟ *
الثقافة المشتركة هي نموذج للمعتقدات المشتركة والاتجاهات والافتراضات والقيم داخل الدولة, وهذه الأشياء التي تكوّن الثقافة المشتركة قد تكون غير واضحة ولكنها في غياب شكل التعليمات المباشرة تحدد الطريقة التي يتصرف بها الأفراد والطريقة التي يتفاعلون بها كما أنها تؤثر بشدة في الأساليب التي يتم بها إنجاز الأعمال, وتتخذ الثقافة المشتركة الصور التالية: القيم – الاعتقاد بما هو الأفضل والمفيد للمؤسسة وما هو نوع السلوك المرغوب فيه والقيم تشير إلى الجودة ورعاية الفئات المستهدفة, والعمل الجماعي والتفوق والابتكار والاهتمام بالأفراد. القواعد – أي قواعد السلوك الشفوية - التي توفر التوجيه غير الرسمي عن كيفية التصرف, وهذه القواعد تشير إلى مظاهر السلوك مثل الأسلوب الذي يتبعه المديرون في معاملة الأفراد, وأخلاقيات العمل " كالعمل بجدية " ومدى أهمية ارتباط ذلك بالمكانة. المناخ التنظيمي – كيفية إدراك الأفراد للثقافة المتوفرة لهم في منظمتهم ويمكن قياس إدراكهم بدراسة اتجاهاتهم. أسلوب الإدارة – الأسلوب الذي يتصرف به المديرون بكفاءة والأسلوب الذي يمارسون به السلطة, وقد يكون المديرون مستبدين أو ديمقراطيين صارمين أو متساهلين, أو يكونوا قساة أو هادئين, موجهين أو غير متدخلين, متباعدين أو يمكن الوصول إليهم, مدمرين أو مساندين, يوجههم عملهم أم يوجههم غيرهم, متشددين أو مرنين, مراعين لحقوق الغير أو عديمي الشعور, ودودين أو فاترين, مضطرين أو مسترخين. أهمية الثقافة تعود أهمية الثقافة لفاعليتها الشديدة في قيم الأفراد ومعتقداتهم الثابتة. وتتمثل هذه الأهمية في القيم والمعتقدات الراسخة التي أثبتت فاعليتها في الماضي, باعتناق الناس لها وتقبلها. والثقافة المشتركة يمكن أن تفيد الدولة بخلقها لبيئة تساعد على تطوير الأداء وتوفير إدارة التغيير, ويمكن أيضاً أن تضر الدولة بوضع المعوقات التي تعوق تحقيق استراتيجيات الشركة وتسبب مقاومة التغيير وعدم الالتزام. وبالنسبة لمفهوم " التوافق الثقافي " فيعتبر في غاية الأهمية لأنه إذا لم تتوافق الابتكارات مع الثقافة القائمة تصبح عديمة الجدوى, إلا إذا تغيرت الثقافة لتتوافق معها وقد يكون التغيير الثقافي طويل الأمد إذا تعرض للمعوقات الشديدة. ما هي إدارة الثقافة؟ إدارة الثقافة هي : تطوير أو تدعيم ثقافة الدولة كي تصبح ثقافة ملائمة وفعالة. وهي الإدارة التي تساعد الدولة على تحقيق أهدافها. والإدارة قد تدعم الثقافة الفعالة للمؤسسة أو تغير الثقافة غير الفعالة, وتدعيم ثقافة الدولة يتطلب تحليلاً أو تشخيصاً يتم تطبيقه باستخدام وسائل التدعيم اللازمة أو باستخدام وسائل التغيير. وتختص إدارة الثقافة بالعمليات التالية: التغيير الثقافي – أي تطوير المواقف والمعتقدات والقيم التي تتلاءم مع رسالة الدولة واستراتيجيتها ومناخها وتكنولوجياتها, والهدف من التغيير الثقافي هو إحداث تغييرات شاملة في المناخ التنظيمي وأسلوب الإدارة, وأسلوب التصرف الذي يساند الدولة مساندة إيجابية لتحقيق أهدافها. تدعيم الثقافة – وهي تهدف إلى تدعيم ثقافة الدولة وجعلها ثقافة لها فاعليتها. إدارة التغيير – وهي تهتم بمساعدة ثقافة الدولة على التكيف بنجاح مع التغيير, وإجراء التغييرات اللازمة في الدولة والتي تشمل النظم والإجراءات وأساليب إدارة العمل. تدعيم الالتزام - أي تقوية أفراد الدولة للالتزام برسالتها واستراتيجيتها وقيمها. تدعيم وتغيير الثقافات على الرغم من أننا قد لا نستطيع أن نحدد برنامجاً نموذجياً لتغيير ثقافة الدولة إلا أنه من المؤكد أن الثقافة الأصلية لها تأثير كبير على سلوك الدولة وبالتالي على مستوى الأداء, وإذا توفرت الثقافة الفعالة فيجب في هذه الحالة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتدعيمها وتقويتها, وإذا لم تتوفر الفعالية للثقافة يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد التغيير الثقافي المطلوب, وتطوير وتنفيذ الخطط المطلوبة له. تحليل الثقافة في حالتي الثقافة الفعالة وغير الفعالة فإن أول خطوة يجب اتخاذها هي تحليل الثقافة الحالية, ويمكن تنفيذ هذا التحليل عن طريق عمل الاستقراءات والتقييمات والمناقشات التي تتم في مجموعات أو ورش للعمل, ويجب في هذه الحالة توفير القوة العاملة التي تقوم بتحليل نتائج التقييمات, وعمل تحليل للمشاكل الثقافية التي تواجه الدولة, والمشاركة في تطوير وتنفيذ الخطط والبرامج اللازمة للتعامل مع هذه المشاكل. تقوية وتدعيم الثقافة إن الهدف من برامج تقوية الثقافة وتدعيمها هو تحديد ما هو مفيد وفعال للثقافة القائمة ولا يتحقق ذلك إلا بتنفيذ الآتي: إعادة تأكيد القيم الحالية للمؤسسة عن طريق المناقشات والاتصالات. ضمان تنفيذ قيم الدولة (بتوظيفها). استخدام القيم الأصلية التي حددتها الدولة لنفسها (أي مجموعة القيم الخاصة بالدولة) في مراجعة أداء الأفراد والجماعات لتشجيعهم على تدعيم هذه القيم. التأكيد على أن إجراءات الاستقراء تشمل القيم الأصلية للمؤسسة وعلى أن العاملين يستطيعون تحقيقها. تشجيع التدريب على الاستقراء بتوفير البرامج التدريبية الإضافية والتي تعتبر جزءاً من البرنامج الدائم للتدريب. تغيير الثقافة يمكن توضيح عملية التغيير الثقافي بالدوائر الثلاث المتداخلة: الرؤية والالتزام : يجب أن تحدد الإدارة العليا للمؤسسة رؤيتها لنوعية الثقافة التي تريد تحقيقها. كما يجب أن توضح التزامها بأن تعمل من خلال الرؤية التي تحددها. الاتصال : يجب أن يتفهم العاملين المبادئ الأساسية للتغيرات الثقافية والعمل من خلالها وما تعنيه هذه المبادئ بالنسبة لهم ومدى استفادتهم منها, ومدى استفادة الدولة والفئات المستهدفة أيضاً. عمليات ونظم التدعيم : أي التعليم والتدريب وإدارة الأداء ونظم المكافآت. الدوائر تتداخل لأن كل عنصر من هذه العناصر يجب أن يتقدم مع العناصر الأخرى في تناسق لتحقيق تغيير ثقافي فعال. إدارة الثقافة إن برنامج التغيير الثقافي يركز في الظروف العادية على إعطاء الأولوية لمجال واحد أو مجالين من المجالات الثلاثة وهي نادراً ما تشمل كل جوانب الثقافة بالدولة, ولهذا يجب تحديد القيم الأصلية لكل حالة – قد تقتضي الضرورة تحديد المجالات التي تحتاج شدة الاهتمام كما أن هناك حداً لما يمكن أن ينفذ في الحال. وفعالية برامج التغيير الثقافي تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية إدارة التغيير. وسائل التغيير بعد تحديدنا لاحتياجات التغيير الثقافي وأولوياته فإن الخطوة التالية هي تحديدها لوسائل التغيير وكيفية استخدامها وهذه الوسائل تشمل: الأداء : الخطط المتعلقة بمكافأة الأداء أو الكفاءة, وعمليات إدارة الأداء والمشاركة في المكاسب, وتدريب القيادات وتنمية المهارات. الالتزام : الاتصال وبرامج العمل وتوزيع الأدوار وتوفير مناخ من التعاون والثقة, وتحديد العقد السيكولوجي. خدمة العميل : برامج خدمة العميل. العمل الجماعي : بناء مجموعات العمل, وإدارة الأداء الجماعي ومكافأة الجماعات. القيم : اكتساب القدرة على الفهم والقبول, والالتزام بالمشاركة في تحديد القيم وعمليات إدارة الداء, والتنمية الذاتية للأفراد.
__________________
t . t .69 |
#15
|
|||
|
|||
![]() تعريف البحث العلمي : البحث لغة : الطلب و التفتيش و التتبّع و التحرّي , أما في الاصطلاح : هو دراسة مبنيّة على تقصٍ و تتبّع لموضوع مُعيّن وفق منهج خاص لتحقيق هدف مُعيّن : من إضافة جديد , أو جمع متفرّق , أو ترتيب مُختلط , أو غير ذلك من أهداف البحث العلمي . أركان البحث العلمي : للبحث العلمي ثلاثة أركان لا يقوم إلا عليها , و كل واحد منها يُمثّل أمراً مُهمّاً في ظهوره بالمظهر الذي ينبغي أن يكون عليه , و هي : الموضوع , و المنهج , و الشكل .. أما الموضوع : فهو المقصود بالبحث و محور الدراسة . وأما المنهج : فيتمثّل في ترتيب المعلومات ترتيباً مُحكماً, و في التزام الموضوعيّة التامّة , و في استعمال المعلومات استعمالاً صحيحاً في أسلوب علمي سليم , و في طريقة العرض و تأييد القضايا المعروضة بالأدلّة المُقنعة و توضيحها بالأمثلة دون إجحاف لبعضها أو تحيّز للبعض الآخر . و أما الشكل : فهو الطريقة التنظيميّة للبحث , التي تواضع العُرف العلمي العام على السير عليها ابتداء بتنظيم المعلومات على صفحة العنوان و غير ذلك , من طريقة استعمال الهامش و توثيق المعلومات و كتابة التعليقات و تدوين فهرس المصادر و غيره من الفهارس الأخرى , و غير ذلك من علامات الترقيم , و العناوين الجانبيّة . أنواع البحث العلمي : يتنوّع البحث العلمي أنواعاً مُختلفة باعتبارات مختلفة , و من ذلك ما يأتي : الاعتبار الأول : نطاق البحث من حيث العموم و الخصوص : النوع الأول : أن يكون البحث عاماً , بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة عامّة , ليست قاصرة على مكان أو زمان أو مجتمع بعينه . النوع الثاني : أن يكون موضوع البحث خاصّاً , بمعنى أن يكون المقصود من الدراسة الوصول إلى معرفة خاصّة بمكان أو زمان أو مجتمع بعينه . و تكون نتائج البحث قاصرة على ما أُجريت الدراسة فيه , و لا تعمّ غيرها . الاعتبار الثاني : غرض البحث : النوع الأول : البحث العلمي النظري : و هو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة العامة و معرفتها , دون أن يكون هناك هدف من وراء ذلك للتطبيق العملي لها , و يتناول الموضوعات في العلوم الإنسانيّة : كالعلوم الدينية , و اللغويّة, والاجتماعية , و الفلسفيّة , و غيرها مما يحقق البحث فيه فوائد نظريّة واضحة . النوع الثاني : البحث العلمي التطبيقي : و هو البحث الذي يُقصد به الوصول إلى الحقيقة و المعرفة لها , مع الوصول إلى التطبيق العملي لها في المجتمع الذي اُجري فيه البحث , و هذا النوع من البحث يُركّز على المشكلات و حلّها كما يُركّز على الابتكار . و مع ذلك فلا يُمكن الفصل بين البحث النظري و التطبيقي ؛ فالبحث العلمي النظري في كثير من موضوعاته يعتمد في تقرير حقائقه على التجارب الميدانية , و لا خير في بحث لا يكون المقصود منه التطبيق العملي . و لهذا فإن البحوث الشرعيّة و اللغويّة و نحوها يُقصد من ورائها التطبيق العملي للنتائج التي انتهت إليها . و كذلك البحث العلمي التطبيقي , فإنه لا يُحقق فوائده المطلوبة ما لم يستند إلى البحث العلمي النظري . الاعتبار الثالث : الباعث إلى إعداد البحث : يتنوّع البحث بهذا الاعتبار إلى أنواع : - النوع الأول : أن يكون الباعث إلى إعداده الرغبة الشخصيّة عند الباحث ليُحقق هدفاً من الأهداف التي يتصدّى الباحث لأجل تحقيق شيء منها , كإضافة جديد , أو توضيح غامض , أو ترتيب مُختلط .. إلخ . - النوع الثاني : أن يكون الباعث إلى إعداده طلب مؤسّسة علميّة له كجامعة أو مركز علمي أو مجلّة مُتخصّصة , أو طلب بعض الجهات له لإلقائه في ندوة علميّة أو مؤتمر علمي . - النوع الثالث : أن يكون الباعث إلى إعداده تدريب من يقوم بهذا البحث على إعداد البحوث تمهيداً لتكلفة ببحوث أوسع و أعمق , و هذا البحث هو ما يُكلّف به الطالب في أثناء دراسته في الجامعة , و يُسمّى بالبحث الصفّي , و يُقصد منه تدريب الطالب على كيفية إعداد البحوث تمهيداً لإعداد بحوث الماجستير و الدكتوراه . - النوع الرابع : أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة , هي درجة الماجستير . - النوع الخامس : أن يكون الباعث إلى إعداده الحصول على درجة علميّة , أعلى من الماجستير , و هي الدكتوراه . - النوع السادس : أن يكون الباعث إلى إعداده الترقّي به من مرتبة علميّة إلى مرتبة علميّة أعلى منها , كالبحوث التي يُعدّها أعضاء هيئة التدريس بالجامعات لهذا الغرض . الغاية من البحث : قيل : " إن التأليف على سبعة أقسام لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها , و هي : إما شيء لم يُسبق إليه فيخترعه , أو شيء ناقص يُتمّمه , أو شيء مُغلق يشرحه ,أو شيء طويل يختصره دون أن يُخلّ بشيء من معانيه , أو شيء مُتفرّق يجمعه , أو شيء مختلط يُرتّبه ,أو شيء أخطأ فيه مُصنفه فيصلحه " الباحث و الصفات التي ينبغي توفّرها فيه : الباحث : هو الذي يقوم على كاهله اختيار المشكلة , و التتبّع لمادتها , و دراسة ذلك , وفق منهج مُعيّن ؛ لتحقيق هدف مُعيّن . فالباحث أساس في قيام البحث , فلا بحث بدون باحث . الصفات التي ينبغي توفرها فيه : 1- الميل و الرغبة في القيام بالبحث العلمي بصفة عامة , و في الموضوع الذي اختاره بصفة خاصّة . 2- العلم و المعرفة و كثرة الاطلاع و القراءة الواسعة , فالباحث ينبغي أن يكون عنده علم و معرفة سابقان في مجال تخصّصه و ألا يترك كتاباً أو بحثاً أو غيرهما تناول موضوعه أو جانباً منه إلا اطّلع عليه و قرَأه . 3- المقدرة على البحث فطرة و اكتساباً : أما الفطرة , فإن البحث موهبة فنّية تُمنح لبعض الناس و لا تُمنح لآخرين , و المقدرة الفطريّة على البحث تعني القدرة على فهم الحقائق و تفسيرها باستقلال تام . و أما المقدرة الكسبيّة فتعني الإلمام بطرق البحث العلمي عن طريق الدراسة و التجربة . 4- الدقّة و التنظيم : فلا بُدّ للباحث أن يكون دقيقاًُ في عمله , مُنظّماً فيه شبهه في ذل شبه المهندس في تنظيم بناءه . 5- الصبر و الدأب و التأنّي : ذلك أن البحث عمل شاق ذهناً و جسماً و مالاً , و به عقبات و مشكلات , و يحتاج إلى وقت طويل يتفرّغ فيه الباحث للبحث , فلا بُدّ للباحث أن يتحلّى بالصبر و الجلد و المثابرة و الدأب حتى يؤتي البحث ثماره المرجوّة منه . 6- الإخلاص للبحث و التفاني في سبيل الوصول ببحثه لأقصى درجات الشمول و الجودة و الإتقان . 7- الأمانة في المادة العلمية فلا يكتب شيئاً لغيره , و كذلك ينبغي أن يكون أميناً في نقل النصوص و الأفكار و الآراء من حيث إسنادها إلى أصحابها فغن ذلك أمر مهم في ارتفاع مستوى البحث العلمي , وفي تقديره عند ذوي الاختصاص . و إهمال ذلك يُعتبر خدشاً في أمانة الباحث , و عيباً في البحث , و لن يثق القُرّاء في الباحث بعد ذلك . 8- التزام أدب البحث , باحترام الآخرين و آرائهم , و بالتواضع : فلا يؤدي به الأمر إلى الحطّ من آراء الآخرين , أو النيل من شخصيّاتهم , و إن كان على صواب فيما ينقد أو يعرض , و لا يؤدي به الغرور العلمي إلى التعالي بما وصل إليه فإن هذه الأمور مما يشين البحث و يشوّهه , يحطّ من مكانته و قوّته , و يُنفّر القارئ من مطالعته . 9- ظهور شخصيّة الباحث من خلال بحثه : و ذلك بألاّ يُسلّم بكل ما وصل إليه من مادة علمية حتى يتحقق منه بالدراسة , كما تظهر شخصيّة الباحث بمناقشة ما يورده من أدلّه و حُجج , و نصرة القوي منها , و دحض الضعيف و الباطل . كما تظهر شخصيّته بإبداء رأيه في المكان المناسب . 10- الأصالة العلميّة : و ذلك بالقدرة على عرض الأفكار و المعلومات بطريقة صحيحة , و بتنسيق جيّد , و بالقدرة على الحكم على الأشياء ببصيرة , و بالقدرة على الإضافة و الإبداع . 11- العناية بالأسلوب و عدم تكرار الأفكار . 12- العناية بحسن العزو إلى المصادر . 13- وضع علامات الترقيم , مع العناية بوضع العلامة في مكانها . 14- القراءة الواعية لكل فصل أو مبحث انتهى منه ؛ لتصحيح ما قد يقع من خطأ , و تلافي ما يقع من نقص , و إعادة الترتيب و الصياغة , و التأكّد من صحّة الحواشي و أرقام الصفحات .. إلخ . خطوات البحث : تنحصر خطوات إعداد البحث العلمي الرئيسيّة فيما يأتي : 1- موضوع البحث , و عنوانه . 2- خطّة البحث و تغيير الموضوع . 3- مصادر البحث . 4- مادة البحث . 5- صياغة البحث , و كتابته . 6- توثيق البحث . 7- فهارس البحث . 1- موضوع البحث و عنوانه : اختيار الموضوع , هو الخطوة الأولى في الطريق الطويل لإعداد البحث و إخراجه , و الاختيار عامل مهم في نجاح أي عمل يُقدم عليه الإنسان , و من ذلك اختيار موضوع البحث ؛ ذلك أن الباحث سيعيش مع بحثه مُدّة طويلة , يسامره ليلاً و يحتاج إليه نهارًا , فهو أشبه ما يكون بالصديق . إن الباحث لو لم يعطِ هذه الخطوة حقّها , لأخفق في عمله , و فشل في مسعاه , و لم يصل إلى النتائج التي يتوخّاها . و يُمكن أن نُجمل شروط اختيار موضوع البحث في الأمور التالية : 1/ رغبة الباحث في الموضوع ؛ ذلك أن الباحث سيصحب بحثه مدّة طويلة , و لا تنجح الصحبة إلا حين تكون هناك أُلفة , و من هنا كانت رغبة الباحث في في الموضوع و حبّه له و ميله إليه شرطاً من شروط اختيار الموضوع . 2/ استعداد الباحث لبحث هذا الموضوع ؛ ذلك أ، الباحث هو الذي سيقوم ببحثه , فلا بُدّ أن يكون عنده من الاستعداد ما يستطيع به أن يقوم بهذا الشأن و الاستعداد المشروط يشمل جميع أنواع الاستعداد , كالاستعداد العلمي , و الاستعداد الزمني , و الاستعداد المالي . 3/ توافر المصادر لهذا الموضوع ؛ إذ أن المصادر هي التي يستمدّ منها الباحث مادّته . 4/ القدرة على الفراغ من البحث في المدة المحدّدة له . 5/ استحقاق الموضوع لما سيُبذل فيه من جُهد ؛ فالباحث سيبذل مجهودًا ذهنيًا و بدنيًا و وقتيًا و ماليًا , فينبغي أن تتكافأ قيمة هذا الموضوع مع ما سيُبذل فيه من جُهد . عنوان البحث : و هو اللفظ الذي يتبيّن منه محتوى البحث . فينبغي أن يكون شاملا لما يحتويه البحث , وضاحًا , قصير بقدر الإمكان , ممتعا و جذّابًا , موضوعيًا يتحرّى فيه الصدق , ألا يكون مُتكلّفا في عباراته من حيث اللفظ , أن يكون مرنا بحيث لو احتاج إلى إجراء تعديل فيه . 2- خطّة البحث و تغيير الموضوع : خطّة البحث هي الهيكل التنظيمي للبحث , و المشروع الهندسي الذي يقام عليه علاج المشكلة التي قصد بها البحث , و يمرّ بثلاث مراحل : المرحلة الأولى : الإعداد للتخطيط للبحث . وهذه المرحلة مُهمّة جداً ؛ لأنه لا يُمكن تصوّر الموضوع تصوّرًا كاملاً إلا إذا أعدّ ما يلزم لتصوّره , و خلالها يطّلع الباحث على أكبر قدر من الرسائل العلميّة , و فهارس المصادر , و فهارس المكتبات , و دوائر المعارف و الموسوعات , و الدوريات العلميّة و فهارسها , أما طريقة استنتاج الخطّة و وضعها , فهي أن الباحث يستصحب معه وقت الاطّلاع على ما ذكرناه جذاذات ( بطاقات تُصنع من الورق المقوّى , و غالبا ما يكون مقاسها 10*14 ) , فإن كان ن هناك مصدرا رجع إليه سيفيده في بحثه , سجّل اسم المصدر و رقم الصفحة و الجزء . و يظلّ الباحث في هذه المرحلة يطّلع و يقرأ و يُدوّن , حتى يحسّ بأنه انتهى من مرحلة الإعداد للتخطيط فيبدأ بالمرحلة الثانية . المرحلة الثانية : التخطيط المبدئي للبحث , بحيث يتمكّن به من تصوّر حدود الموضوع و جمع المصادر في ضوئه , و معرفة الأمور الرئيسية فيه . فيرجع الباحث إلى ما دوّنه في الجذاذات : يقرؤها و يتأمّل فيها تأمل من يريد وضع الهيكل العام للبحث , فيصنّفها إلى مجموعات حسب ما تقتضيه طبيعة المعلومات . ما تتناوله الخطّه : هناك أمور جوهريّة لا بُدّ للخطّة أن تتضمّنها و هي : 1- وضع عنوان المشكلة , التي هي موضوع البحث . 2- المقدمة : و تتضمّن ما يأتي : - الاستفتاح المناسب للموضوع . - الإعلان عن الموضوع و التعريف به . - صلة موضوع البحث بالموضوع العام . - أهمية الموضوع . - الدراسات السابقة للموضوع . - الأسباب الداعية لبحث الموضوع . - المصادر المعتمد عليها في بحث الموضوع . - الخطّة التي سيقام عليها بحث الموضوع . - الجهد الذي بذله الباحث في الموضوع , و الصعوبات التي واجهته في البحث . - الشكر و التقدير لمن ساعد في إعداد البحث و إخراجه . 3- الخاتمة : و تتضمّن ما يأتي : - خلاصة البحث . - أهم النتائج التي انتهي إليها البحث . - المقترحات التي هدى إليها البحث . 4- الفهارس : و هي التي تكشف المصادر التي استقى منها الباحث مادته العلميّة . المرحلة الثالثة : التخطيط النهائي للبحث .بحيث تخرج الخطّة النهائية وفقه, و ذلك بعد اطلاعه الواسع على مصادر بحثه , و الجمع الكامل للمادّة العلميّة , و تعديل ما يلزم . 3- مصادر البحث : من أهم الأسس التي يقوم عليها البحث , و هي التي يتم بها بنيانه التي يستمد منها الباحث مادته , فينبغي للباحث أن يبذل جهده في البحث عن المصادر , و مما يُساعده على ذلك : فهارس المكتبات العامّة و الخاصّة , قوائم أسماء الكتب التي تصدرها دور النشر , الكتب التي تسمى بمصادر المصادر , دوائر المعارف العالميّة , الموسوعات العلميّة المتخصصة , المجلات العلمية, الأشخاص الذي لهم خبرة بهذا النوع من الدراسة من العلماء و المتخصصين و الباحثين , المشرفون على المكتبات التي يتردّد عليها الباحث . و يُعدّ بعد ذلك قائمة خاصّة بالمصادر . 4- مادة البحث . و هي المعلومات الناتجة عن تتبّع و تقصّ و اختيار سليم لها , و جمع مادة البحث يتطلب المرور بمرحلتين : جمع تحضيري : و هذه المرحلة تبدأ بالرجوع إلى المصادر التي سجلها الباحث في قائمة المصادر , و الرجوع للكتب و قراءتها قراءة شاملة دون تعمّق . جمع تدويني : و هذه المرحلة تبدأ بعد الانتهاء من المرحلة الأولى , و على الباحث أن يرجع إلى المصدر الذي انتهى من تحضير مادّته للتدوين , مستصحبا معه الدليل الذي سجّل فيه عنوان المصدر ليسهل عليه نقلها و تصنيفها و ترتيبها . 5- صياغة البحث , و كتابته . جمع المادة العلميّة هي أهم خطوات البحث , التي تبرز فيها قدرة الباحث و معالم شخصيّته .. و تبرز في عنصرين : 1/ كتابة المادة العلميّة و دراستها . 2/ كتابة البحث . فأما تصنيف المادة العلميّة و دراستها : فهي قيام الباحث أو الطالب بعرض المادّة التي جمعها و رآها كافية لإعداد بحثه . أما كتابة البحث : فإنها موهبة من الله , التي يتفاوت الناس فيها .. و هناك قواعد يسير عليها الباحث لتساعده في إخراج البحث بشكل صحيح , و هي : قواعد للفكر و العرض : 1- أن يجمع أمامه المادّة العلميّة الخاصّة ببحثه . 2- أن يُروّض نفسه على البحث و الزيادة و الاختصار . 3- أن يلاحظ سلامة الأسلوب و سهولته . 4- أن يُقدّم الحقائق واضحة مركّزة . 5- أن يفتح الفصل بمقدّمة أو مُلخّص قصير قبل دخوله في صُلب الموضوع . 6- أن يختم الفصل بفقرة تُبيّن أهم ما وصل إليه من نتائج . 7- أن يحترم الآخرين و يُبيّن وجهات نظرهم , ولا يُصدّق كل ما يقولون . 8- أن تكون له شخصيّة واضحة في كل ما يقول . 9- أن يتحمّل مسئولية كل ما يثبته في بحثه . 10- أن يتجنّب تكرار المعاني . قواعد للرسم و الهيئة : 1/ الكلمات المستخدمة : يجب أن يكون الباحث على علم تام بالمترادفات ليكون للمعنى الواحد أكثر من لفظة , لاسيّما إذا تكرر اللفظ . 2/ الجُمل : يجب أن تكون بأقل ما يمكن من الألفاظ , فلو استطاع أن يكتب الجملة في ست كلمات , فلا يكتبها في سبع ! 3/ الضمائر : من الأفضل أن يُغفل ضمير المتكلم مثل ( أنا ) , ( نحن ) , ( نرى ) . و كذلك الأساليب الغرورية , مثل ( يرى الكاتب ) , ( استطعت بذكائي ) , و له أن يقول بأساليب التواضع مثل ( و يبدو لي - و الله أعلم – أن .. ) . 4/ الفقرات : يجب على الباحث أن يُراعي مكونات الفقرة, بحيث تكون فكرة واحدة مُستوفاة العناصر , تؤدي إلى نتيجة واحدة . 5/ الأسلوب : يرى الباحثون أن يُراعى فيه : - أن تكون الجُمل مترابطة . - أن يكون سهلاً ميسوراً قريب المعاني حفاظا على اللغة . - أن لا يكون مبالغا في عرضه للحقائق . - أن يتجنّب التهكّم و السخرية من الآخرين . 6/ الأخذ عن الغير : و هو الاقتباس عن المصادر , و يتعيّن على الباحث أن يُراعي ما يلي : - أن يتأّكد من أصالة المصدر الذي أخذ عنه . - أن يكون دقيقا في نقل ما فهمه عن الآخرين , موضحا المصدر بالتفصيل . - أن لا يكثر الأخذ عن الآخرين فتضيع شخصيّته . - أن يكون هناك ترابط بين ما أخذه و ما أنشأه . 6- توثيق البحث . و ذلك بذكر النصوص التي تؤيد أمرًا يتحدّث عنه الباحث . 7- فهارس البحث . الدراسة العلميّة لا بُد أن يلحق بها عدد من الفهارس المناسبة لمادة البحث . و لا يوجد بحث علمي من غير فهارس , و هناك فهرسين أساسيين في كل بحث و هما : فهرس المحتوى , و فهرس المصادر . و هناك فهارس أخرى , مثل : فهرس الآيات , فهرس الأحاديث النبوية , فهرس الآثار , فهرس الأعلام ... إلخ . المرجع:
- البحث العلمي لـ د/ عبد العزيز الربيعة .. للاستزادة : - كتابة البحث العلمي لـ د/ عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان . - أسرار البحث العلمي و مناهجه لـ د/ أحمد بدر
__________________
t . t .69 |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|