|
#1
|
||||
|
||||
(59 /2) رعاية جده عبد المطلب كان عبد المطلب مِن سادات قريش، وهو الذي أعاد حفر بئر زمزم، ونازعته قريش، فعزّ عليه ذلك، ونذر إن رزقه الله بعشرة بنين وبلغوا أن يمنعوه أن ينحر أحدهم لله، فلما تحقق ذلك، وقع الاختيار على عبد الله (والد الرسول صلى الله عليه وسلم) فأراد التنفيذ، فمنعته قريش، واقترع إبلاً بدلاً من عبد الله حتى وصل عددها إلى المائة فنحرها وفَدَى عبدَ الله ... وقد تَولّى جدُّه رعايته حتى بلغ الثامنة، فتُوفي، فتولّى عمه أبو طالب رعايته.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
(59 /3) رِعَاية عمّه تولّى رعايته منذ الثامنة من عمره، وإلى السنة العاشرة من البعثة، وكان عمّه قليل المال، كثير العِيال، فعمل راعياً ليساعده، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وأَنْتَ؟! فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». رواه البخاري ولمّا بلغ الثانية عشر من عمره خرج به عمه إلى الشام في تجارة، فرآه بحيرا (الرَّاهب) وأمر عمّه ألاَّ يقدم به إلى الشام خوفاً عليه من اليهود، حيث سيكون له شأن عظيم، فأعاده وازداد حرصه عليه. واستمرّ محمد صلى الله عليه وسلم بعدها في رعي الغنم. وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم مجتمعه في الأمور العامة ... فمنها: حِلف الفُضُول: إِذْ تعاهدت فيه قريش ألاَّ تجد بمكة مظلوماً إلا نصروه، واشترك مع عمومته في ذلك الحِلف.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
(59 /4) التِّجارة والزَّواج لمّا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين، خرج إلى الشام في تجارة لخديجة وبعد عودته طلبته للزواج، لما رأت فيه من رجولة وصدق وأمانة، فتزوجها، فهي أول زوجاته، وأم أبنائه، وأول امرأة أسلمت، ولم يتزوّج عليها غيرها في حياتها، وقد أمره جبريل: أن يَقَرأ عليها السّلام مِن ربِّها عزّ وجلّ، ويُبشّرها بقَصْر في الجنّة من لؤلؤ؛ ولها فضائل كثيرة رضي الله عنها.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
(59 /5) تَحنُّثه في غَار حِرَاء حُبِّب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء، فكان يكره أوثان قومه، فيخلو بغار حِراء يتعبّد ويتفكّر في هذا الكون، فقد أنبته اللهُ نباتاً حسناً، فكان أفضل قومه في خلقه حتى أطلقوا عليه: "الصادق الأمين".
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
(59 /6) أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم عُرف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل حياته بالخُلُق الطيّب والبُعد عن الشّر والخَمر ومجالس اللَّهو، وغير ذلك من المنكرات ... تقول عائشة رضي اللهُ عنها: " كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ".
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
(59 /7) بِنَاء الكَعبة المُشرّفة لمَّا بلغ الخامسة والثلاثين، قامت قريش ببناء الكعبة من جديد لما تضعضعت فتجزأتها القبائل بينها، فبنوا حتى بلغوا موضع الحجر الأسود، فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد رفعه إلى موضعه، ثم اتفقوا أن يُحكِّموا بينهم أول داخل إلى المسجد، فكان محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر بإحضار ثوب، وأن ترفع كل قبيلة بناحية، ففعلوا، حتى إذا بلغوا موضعه، أخذه ووضعه بيده الشّريفة، وبَنى عليه، وكان ينقل معهم الحجارة.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
(59 /8) البَعثَة وبَدء الوَحي قالت عائشة رضي الله عنها: "أول ما بُدِئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الوحي الرُّؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصُّبح، ثم حُبِّب إليه الخَلاء، وكان يخلو بغار حِراء فيتحنث "يتعبّد" فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حِراء، فجاءه المَلَكُ فقال: اقْرَأ، قال: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، قال: «فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي»، فقال: اقْرَأ، قُلتُ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، «فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي»، فقال: اقْرَأ، فقُلتُ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، «فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَحَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي»، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَالإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ}. (سورة العلق: 1-3)؛ فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: «زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي»، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي». فقالت خديجة: "كَلاَّ، واللهِ مَا يُخزِيكَ اللهُ أَبدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ"، فانطلقت به خديجة حتى أتت به وَرَقَة بن نَوْفَل بن أَسَد "ابن عم خديجة" وكان امرأ تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العِبراني، فيكتب من الإنجيل بالعِبرانية ما شاء اللهُ أن يكتب، وكان شيخًا كبيراً قد عَمِي، فقالت له خديجة: "يا ابن عمِّ، اسمع مِن ابن أخيك"، فقال له ورقة: "يا ابن أخي، ماذا ترى؟!" فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رَأَى، فقال له وَرَقَة: "هذا النَّامُوس الذي نزّل اللهُ على مُوسَى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إِذْ يُخرجك قومك"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟!»، قال: "نعم، لم يَأتِ رَجُل قطُّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يُدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا". ثم لم ينشب ورقة أن تُوفي، ... وكان ذلك في شهر رمضان؛ ثم انقطع الوحي لمدة، فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إليه جبريل جالساً على كرسي بين السماء والأرض في هيئته الحقيقة، فارتعب منه النبي صلى الله عليه وسلم، وعاد إلى خديجة وهو يقول: «دَثِّرُونِي، دَثِّرُونِي». فأنزل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ}. (سورة المدثر: 1، 2)؛ فتَتَابع الوحي بعدها.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
(59 /9) أنواع الوَحي وتدُّرج الرِّسَالة فقد كان الوحي إمَّا على شَكل رُؤيا أو الإلقاء في الرّوع، أو يتمثّل له رجلاً فيخاطبه أو يأتيه مثل صَلصَلة الجَرس (وهو الأشدّ عليه)، أو على صورته الحقيقية (وهذا حصل مرّتين)، وما أوحى اللهُ إليه فوق السماوات ليلة المِعرَاج ... وقد تدرَّجت الرِّسَالة، فنبَّأه اللهُ بـ {اقْرَأ}، ثم أرسله بـ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ}؛ فأَمَره أن يُنذر أقاربه، ثم قومه، ثم العَرب ثم العالمين.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
(59 /10) مَرَاحِل الدَّعوَة في مَكَّة: أ. المرحلة السِّريّة (الفَرديّة): كان أوّل مَن آمن به من الرِّجال صاحبه أبو بكر الصديق، ومن النساء زوجه خديجة بنت خويلد، ومن الصِّبيان علي بن أبي طالب، ومن المَوَالي زيد بن حارثة ... وقد استمرّت هذه المرحلة ثلاث سنين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع بالمؤمنين في دار الأَرقَم بن أبي الأَرقَم يُعلّمهم أمورَ دِينهم، وبدأت عَداوة قُريش، فحَمَى اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم بعمِّه أبي طالب ... وأما أصحابه فمَن له عَشِيرة أو جيرة حمته، وأما الآخرين فقد تعرّضوا لأشد أنواع العذاب، فكان أُميّة بن خَلَف يلقي عبده بِلاَل على رمضاء مكة في شِدَة الحَرّ، ويقول له: "اكْفُر"، فلا يزيد أن يُردِّد: "أحدٌ، أحدٌ". وكان أبو جَهل يسوم عمّار ووالديه سُوء العذاب حتى قتـل أُمّه سُميّة، فكانت أوّل شهيدة في الإسلام، رضي اللهُ عنها ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم: «أَبْشِرُوا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ»؛ وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يشتري العَبِيد المُعذَّبين فيُعتِقهم، فأعتق بِلالاً، وعَامِرَ بنَ فُهَيرة، وزنيرةَ، وغيرهم. ب. الدَّعوة الجَهْرِية (العَامَّة): أنزل اللهُ عزّ وجلّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}. (سورة الشعراء: 214)؛ فصعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصّفا ودعا جماعته، فقال: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟»، قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذباً. قال: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». ثم دعاهم إلى الإيمان بالله؛ فقال عمُّهُ أبو لهب: "تباً لك، ألهذا جمعتنا؟!"، فأنزل اللهُ تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُمَالُهُ وَمَا كَسَبَ. سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِيجِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}. (سورة المسد)؛ فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو أقاربه وقومَه، حتّى أنزل اللهُ: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}. (سورة الحجر: 94)؛ فَدَعَا الناس عامة.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
(59 /11) مقاومة قريش للدعوة وأسباب المقاومة - كان الصراع في الجزيرة يدور لأتفه الأسباب، وظهور دين جديد يهاجم معتقداتهم سبب وجيه لمحاربته. - لم تفرّق قريش بين النبوة وبين السّيادة والمُلك، وظنّوا أن الدين الجديد يُسلِّم الزَّعامة لمحمد صلى الله عليه وسلم. - ولأن الإسلام ساوى بين السّادة والعَبِيد، وهذا ما لم يتقبلوه. - إنكار البعث، حيث أنكروا أن تُعاد الحياة للإنسان فيُحاسب على أعماله. - تقليد الآباء، فقد قالوا: {حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}. (سورة المائدة: 104) - كما ظن أهل مكة أن الكَسَاد سيصيبهم، إذا بطلت عبادة الأصنام وأعرض الحَجيج عن مكة. رأت قريش في دعوة محمد صلى الله عليه وسلم غير ما توقّعت، فقد بدأت الدعوة تنتشر بين مختلف الفئات والطبقات، فبدأت تشنّ عليه حرباً شاملة، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس في الأسواق والمنازل والأندية والمواسم، ويغتنم موسم الحج فيدعو القبائل، فكانت قريش توجه وراءه من يقول عنه أنه مجنون وساحر فكان يلقى الصدّ ممَن يدعوهم ... واشتد أذى الكفار على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالخروج إلى أرض الحبشة؛ فكانت الهِجرة إلى الحبشة.
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
(59 /12) الهجرة الأولى إلى الحبشة وكانت في السنة الخامسة من البعثة، وكانوا عشرة رجال وخمس نسوة؛ وكان أميرهم عثمان بن مظعون ... ولقوا هناك حسن المعاملة، وأقاموا عدة شهور، ثم عادوا إلى مكّة، لما سمعوا أن قريشًا أسلمت، فعادت قريش إلى أذاهم.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
(59 /13) إسلام حمزة بن عبد المطلب أسلم في السنة السادسة من البعثة، حيث علم بعد عودته من رحلة صيد، أن أبا جهل شتم محمداً عليه الصلاة والسلام، فذهب إليه غاضباً، وشجّ وجهه بقوسه، وقال له: "تَشتُم ابن أخي وأنا على دِينه"؛ ولمّا أسلم حمزة عرفت قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم عزَّ، فقد كان حمزة أعزَّ فتًى في قريش، رضي اللهُ عنه.
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
(59 /14) إسلام عمر بن الخطاب أسلم في السنة السادسة من البعثة هو الآخر، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دَعَا: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ». وبعد إسلامه صار المُسلِمون يُصَلُّون ويَطُوفُون حول الكَعبة؛ حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَر".
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
(59 /15) طَلَب المُعجِزات كان الكُفَّار يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم المعجزات والآيات لتعجيزه، فمِن ذلك: - طلبوا منه شَقّ القمر، فتحقق ذلك فقالوا: سِحر ... قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}. (سورة القمر: 1، 2) - وسألوه أن يجعل الصَّفا ذَهَباً، قال اللهُ تعالى على لِسَانهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا. أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا}. (سورة الإسراء: 90 – 93)؛ وهذه لم تتحقّق لحِكمةٍ أرادها اللهُ سبحانه، فلو أنها تحقّقت ثم كذّبوا بها، لأتاهم عذاب الاستئصال كما حصل للأمم السابقة. - وكانوا يرسلون إلى أهل الكتاب، يسألونهم عن أمره ... فقالت لهم اليهود: سلوه عن الروح، وعن رجل طوّاف، وعن أهل الكهف؛ فنزلت "سورة الكهف" وفيها الإجابة ... ورغم ذلك فقد استمرّ العِناد والضّلال.
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
(59 /16) قول الوليد بن المغيرة في القرآن الكريم استمع إليه فقال عنه: "والله إن له لحَلاَوة، وإن عليه لطَلاَوة، وإن أعلاه لمُثْمِر، وإن أسفله لمُغْدِق، وما يقول هذا بَشَر"، وقال: ما هو بمجنون، ولا كاهن، ولا شاعر، هو ساحر؛ فأنزل اللهُ عزّ وجلّ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا. وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا. وَبَنِينَ شُهُودًا. وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا. ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ. كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا. سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا. إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ. إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ. سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}. (سورة المدثر: 11 – 26) فقد كان الكُفَّار يَعلمون صِدق ونُبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكنهم كفروا جُحُودًا ... قال أبو جهل: تنازعنا وبنو عبد مناف الشّرف، وكنا كَفَرَسْي رَهَانٍ، فقالوا: مِنَّا نَبِي، فمتى نُدرِك هذا، واللهِ لا نسمع له أبداً!
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|