اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 23-08-2009, 10:50 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي قل لي ماذا تقرأ ، أقول لك كيف تفكر

كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي :
كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري .
بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة .
خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ).
في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى .
تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم .
عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله .
السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . )
تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) .
تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر.
يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء .
  #62  
قديم 24-08-2009, 09:01 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي من وحي عرفة

مناجاة (كتبتها ليلة عرفة)
أحني جبهتي لخالقي ، يتبادر التسبيح لذهني فأسجد ليلاً طويلاً ، اسأله باسمه الأعلى الواحد الأحد الفرد الصمد الكريم الحليم مالك الملك ، ذي الجلال و الإكرام الحي القيوم المتفرد بالعزة و الجبروت ... أسأله باسمه الأعظم الذي هو أعلم به مني ، لا ترد منكسرة عنك .
ادعوك باسمك الأعظم الذي تجيب به دعوة مضطرة و تعطي محتاجة ، اسم رحمتني بذكره أن تفرج الضيق الذي يشملني .

اكسر سجن عقلي ، لا أبالي بتلك الحلة خرقها البلى ، لكن الروح يا واحد أرهقها هذا العور ، و النقص بتلك الحلة أحالها سجناً يعصر لا فكاك منه إلا بك ، أنت أدرى بي مني ، أسألك ما تعرفه و لا أعرفه .
أحدهم دس اسمه بين طيات الذكر ، علم أن طيفه سيلفت انتباهها ، أصلحه و لا تكله إلى نفسه طرفة عين .
ننام و عينك تكلأنا ....... سأصحو على اسمك يشكل وعيي ، صلاة تلو أخرى ، تتبدل بها كل ذرة تشملني . (نفحات ألقاها لنفس معذبة قالت له ائذن لي بذكرك)

****************
  #63  
قديم 27-08-2009, 04:30 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت

اعتدت إلقاء السلام على العم الطيب كلما عبرت بوابة المدرسة . أراه يحنو على طفل صغير يساعده على حمل حقيبته . معالم وجهه بها وداعة محببة . يذكر الله ما استطاع . يرفع صوته : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله . يذكرني برب أحبه ، أتمنى لو أكثرت من ذكره مثل الطيب ، أصاب ما أطمع فيه .
نفتقده فنسأل عنه .... أصابه السرطان في م*** ، نزوره .
تقف بجوار فراشه و هو يتمتم : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله .... تأخذه الغيبوبة لعالمه ثم تعيده اليقظة لعالم الأحياء : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله ، يسترد المولى الحياة منه بينما يفيض لسانه بها : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله ، تقف جوار فراشه تراقبه .
تتعلم الدرس ، تصاحبها لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت من الزمان شهراً ترددها بإخلاص تستوعب لها معنى لم يرد ببالها من قبل . فقه من طبّـق فأصاب المراد .
**********************
  #64  
قديم 29-08-2009, 11:57 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة

صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة
أعمل بمدرسة يمتلكها رجل دؤوب ، سواه الدأب صاحب مدرسة و أخرى . ينمو ماله و عمله و رعيته فيربو موظفوه على الألف .
و الآن يزيد الإتساع سعة فنضيف طاقماً جديداً للتدريس . يتعين علي أن اختار مدرسة جديدة تعمل في قسمي . تتقدم للوظيفة المتاحة شابة في أواخر العشرينات بلا خبرة في التدريس لكن شهادتها العلمية تؤهلها للوظيفة .
تثبت جدارة على من تقدمن فتستحق الوظيفة .
تلفت انتباهي بأناقتها ، بدلة سوداء تبرز جمال قوامها و طرحة جميلة تخفي شعرها.
الفت انتباهها على أننا لا نرتدي بنطلونا في العمل فتأتيني تالياً بجيبة متسعة و بلوزة.
كان ذاك قبل بداية يوليو أي نهاية العام الماضي .
********************
يمنحنا أغسطس بداية عام جديد فأجدها معنا .
تأتيني مرتبكة ، تحكي لي عن مشكلة ، تقول برجاء لا يضايقك كلامي .
تخبرني أنها علمت بوجوب ارتداء ثوب في العمل مع طرحة غير مزخرفة. أمر لا يقبله والدها الذي قبل الطرحة بصعوبة . تحكي عنه أنه رجل مسن في الثمانين و أنها لا تحب أن تغضبه لأنه مريض .
أترفق بها فانصت و افكر باحثة عن حل ، مؤكد أفهم ما تمر به فقد أحضر الحجاب زوبعة خلاف مع والدي . خلاف طال بيننا زمناً خلته الأبد حتى رحمني الله من ذلك كله .
فأبناء زمن زعموا له الجمال جملوا حياتنا بمبادىء لا تعرف للحرية هامشاً ، قلق يجر خلاف ، يحضر معه القذى فيملأ العيون عمى و يثقل الأنفس حزناً .
جذر شيطاني ، أحسبني خلعته فأجده يتجدد حتى تجتثه يد المولى فنرتاح جميعاً .

افكر في حل عملي حتى لا يعصرنا عناد الرجال : أب كبير لا يعجبه الحجاب و صاحب عمل لا يعجبه ارتداء البنطلون و الجيبة في العمل .
أقول ما عليك لو وضعت ثوبك في حقيبة و ارتديته في المدرسة ، ثم خلعته بعد يوم العمل حتى يأذن الله بتغيير ذلك كله .
تقول لي إنها ستفكر في الأمر و ستخاطب والدها بشأنه.
يربك هذا الأمر كلتانا .
تتردد في الإستمرار في عملها حتى تأخذ رأي أبيها .

أقول سأصلي و اسأل ربنا كيف نتصرف فالأمر حقاً عصيب بالنسبة لكلتانا .
لعل الطرف ناحيتي أيسر حالاً . اعلم أن أمامي خيارات أخرى غيرها إن هي قررت عدم الحضور غداً . عليها أن تحسم موقفها حتى اتصرف في ضوئه.

*************************
أصلي بعد العشاء فأطيل . استخير مولى بنا رؤوف رحيم . دينه اليسر ، لكن أخلاق عباده العسر . و إذ اسأله و أكل الأمر إليه وحده ، يفك كربنا .
يخطر ببالي أنني سأدبر أموري بغيرها .
بل أريدها معي طبعاً . مهنتي يرتبط فيها العمل بالشخصي رباطاً وثيقاً . ثم لماذا يحرموني من كل ما أحب؟ من حقي التشبث بما أريدهــ(ا) .
أحب لها ما تحبه لنفسها أن يكون لها شيء من اختيار بشأن وظيفتها .

أثناء الصلاة ، يلحقني ألم شديد لا أعرف مصدره.كأنما قيد يطوق رقبتي يكاد يسحقها ، انزعج منه فألجأ لربي لفكه عني .
تنتهي الصلاة فأتحسس رقبتي بيدي . لا ألم مطلقاً . ما هذا الذي أحسسته ؟
تنتهي الصلاة و أنا أدرك شيئاً ما .
*************************
أدخل فصل القرآن في اليوم التالي فابحث عنها .. لا أجدها . ينتابني القلق .
ينتهي الدرس فاتصل بها على عجل ، اطمأن عليها .
_ تعتذر أنها لم تخبرني أنها ذهبت تجهز الأوراق المطلوبة للتعيين.
_ لا عليك ، أقلقني غيابك . لذلك أطمأن عليك .
_ متفائلة خيراً بشأن موافقة أبي على ارتدائي ثوباً .
***********************
يحضرها اليوم الثالث بثوب أزرق ذو نقوش و حافة مزخرفة أنيقة يزينها فيزيدها بهاء .
تبهر الجميع بأناقتها و ذوقها اللطيف فيقبلن عليها مهنآت .
لكل من يحبون النهايات السعيدة : تالياً ، تتبوأ مكانها في العمل تكلؤها عين الرضا .
***********************

آخر تعديل بواسطة المفكرة ، 30-08-2009 الساعة 05:11 AM سبب آخر: لا أكثر من تصويب خطأ
  #65  
قديم 01-09-2009, 10:20 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، صيحة ملهوفة من قلب العتمة .
ترى كم من المرات قالها حتى لفظه الحوت على أرض ؟ و كم مرة شهق بها و خرجت في زفيره قبل أن ترسله إلى مئة ألف أو يزيدون؟
_ ليس كثيراً ...... يوماً أو بعض يوم منذ أن كتبتها .... انفكت أمور من تلقاء ذاتها .
_ و لكن العتمة لم تزل بعد ، بالكاد أبصر ما حولي .
_ لا بأس ، الصبر ... لا يتعلق الأمر بك وحدك لو تعلمين .
  #66  
قديم 05-09-2009, 07:22 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة مشاهدة المشاركة
كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي :
كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري .
بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة .
خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ).
في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى .
تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم .
عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله .
السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . )
تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) .
تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر.
يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء .
في الجامعة أتواجد في مكتبة كلية الشريعة في الكويت يومين أطالع كتباً لا تنتهي على كل شكل و لون ، شعر و أدب و سياسة ، لغة و فقه و يكون لي من قوة التذكر ما يجعلني احتفظ بخلاصة وافية مما قرأت .
ما بعد الجامعة أقرأ الأدب الإنجليزي بجوه القديم فيتحفني أدباؤه بجو رمادي يفوح منه المرض و الإكتئاب في وقت كان المرض حياتي و وجودي. أنام ساعتين بعد الفجر كي أصحو أكثر ألماً . يزيد ما أقرؤه النفس سواداً.
ماذا أضافت إلي روايات كتلك ؟ أحمد الله على نعمة الإسلام فمولاي رؤوف رحيم . فأنا أرفق منهم حالاً و أقل بؤساً . الأدب الإنجليزي يبدد الصور المثالية التي يرسمها من حولي للغرب ، يستقر في خلدي أن القوم في شقاء رغم كل ما هم فيه من نعيم مادي . يشتد التصاقي بديني . حكايات النعيم و العز الذي يحياهما الأجنبي لا تخدعني فهم أولى من يتحدث عن شقائهم .
الثلاثين تحضر لي تنتوفة صحة و قدرة على القراءة مرة أخرى و مجلة المختار الأمريكية (Reader's digest) بلغتها الإنجليزية الأمريكية .
أقرأها بنهم من الغلاف إلى الغلاف . أنتظرها شهرياً و أشتري أعدادها القديمة .
تبحث هيئة تحرير تلك المجلة في مقالات الصحف و المجلات الأخرى و الكتب و تنتقي منها وجبة رائقة تختصرها و تكثفها و تعرضها في مجلة من أكثر من مائتي صفحة بقليل يستمتع بها مئات ملايين القراء.
يدهشني حب البشر هناك و ولعهم بالحياة على أصلها ، أمر يعيد لي بعض الشغف بحياتي على علاتها .
السياسة بها قطرة (معظمه ترديد للدعايات اليهودية المشهورة) . باقي المجلة ينشغل بكيف يحيا انسان ما حياته و يتقدم فيها و يحدد مكانه و علاقاته بمن حوله فيجد سلامه الخاص الذي يقنعه بالإستمرار في الحياة.
تجيب المجلة سؤالاً هاماً : لماذا الأمة الأمريكية في قيادة العالم و مقدمته ؟
تبدو لي بعض أسباب ذلك في دأب البشر و شغفهم بحياتهم و عنايتهم بما حولهم . يذكر أحدهم بفخر كيف يحضر إفطاره و يخرج كيس القمامة فيضعه في المكان المخصص فيكتشف وردة جديدة تنمو في وسط الثلج ! مقالة هذا فحواها تطول صفحتين وسط إعجابي .
مقالة أخرى بسيطة تشكلني مجدداً .
الكاتبة محررة ناجحة في مجلة مرموقة ، و أم لصغيرين . تذهب في إجازة فتتسلق مع الأطفال جبلاً . يقنعها الجبل بترك وظيفتها و مدينتها المزدحمة لتصبح كاتبة في بلدة صغيرة حيث الطبيعة تطل على كل شباك مفتوح و الأولاد يكبرون تحت سمعها و بصرها .
بعدها صرت أهتم بكل ابتسامة و نظرة عين و نبضة قلب أرسمها بعناية قبل أن أعرضها لمن أحب.
أحد كتب هذه المجلة ذو فضل علي . الكتاب يدعى (أقسى مدرسة على الأرض) و كاتبه ضابط عسكري أمريكي يطمح في الإنضمام لفريق القوات الخاصة التي تنفذ عمليات الإغتيالات و العمليات السرية في مجموعات صغيرة تحت ظروف لا يطيقها الجسم البشري.
امتحان القبول في هذا التنظيم به مجموعة من التحديات الجسمانية و النفسية و العقلية و يشمل الإنضباط ضمن فريق .
تحدي يترك له الطعام و النوم و يواصل جهده مهما بلغ من الإجهاد على مدى أسبوع .
أشعر بالتحدي و النقص أن أكون أقل ممن لا قضية له سوى علو بلده على العالمين .
أضع صورته العقلية إزائي طوال العام وأقبل تحديات بالغة في عملي فتكون سنة عسيرة ، يصل فيها الجهد مداه ، فأعمل من ستة إلى سبع ساعات يومياً ضمن إجهاد عقلي و نفسي و مرض و حمى تأخذ الحياة من الحياة كل بضعة أيام . أوفر كل جنيه من عملي و أرسله لحساب للأهل في فلسطين يدعم صمودهم . و أفخر بنفسي إذ صمدت في هكذا تحدي عاماً لا أسبوع ، بالكاد يقر في جوفي طعام ، لا أنام حيث الجهد يبلغ مني مبلغه) ، أبقى طوال الليل أدعو المولى فلا قبل لي إلا بطرف من صلاة .
ينتهي العام كاشفاً لي مخالفات كثيرة في عملي . و يبدو لي بجلاء تعارض أهدافي مع من حولي . و لن يشاء المولى أن يكتمل عملي في المكان فانتقل لعمل جديد أيسر ، و يطبق علي المرض فلا أتيقظ أكثر من ست ساعات و أنام جزء كبير من الإجازة .
أود لو أحسد كل قارىء يقضي وقته مراوحاً بين الكتب لكنني أشكر لكاتب المقال تذكيري بأيام شغلتني فيها القراءة عن كثير . لازال عقلي يذكر هكذا متعة .
أما الآن فالرضا بعض نسيج أعصابي . و قد بلغت أشدي بفضل خالقي العظيم و و استخلفني مولاي في الأرض . و بوسع أفعالي أن تملأ كتاب الحياة أسطراً عوضاً أن أكون ضيفة على فعل غيري ، لذلك أترك لكل قارىء عتيد عالمه تثريه القراءة و أنسحب إلى عالمي أدبر ما يجعلني أحوز القلوب .
ماذا نضيف للكيك هذه المرة كي نغيّـر المكان و البشر غداً ً؟
  #67  
قديم 05-09-2009, 09:08 PM
الصورة الرمزية بندق__2007
بندق__2007 بندق__2007 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 2,279
معدل تقييم المستوى: 0
بندق__2007 is an unknown quantity at this point
افتراضي

موضوعك انا من متابعيه و لي الشرف

حقا و صدقا ما تكتبه أتعلم منه

فأنت اسطورة فى الأخيلة وا لتصويرات و الألفاظ

أدام الله لك قلمك مبدعا ممتعا

  #68  
قديم 06-09-2009, 08:16 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي جزاكم الله خيراً

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندق__2007 مشاهدة المشاركة
موضوعك انا من متابعيه و لي الشرف

حقا و صدقا ما تكتبه أتعلم منه

فأنت اسطورة فى الأخيلة وا لتصويرات و الألفاظ

أدام الله لك قلمك مبدعا ممتعا

أكرمكم الله و رزقكم قيام ليلة القدر
  #69  
قديم 06-09-2009, 08:19 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي عواصف

اجتماع
عصف ذهني (الياء نسبة للذهن) ، هذا ما أخذ المحاضر يتحدث عنه مع مفاهيم و نظريات الإدارة و التعليم .
عصف ذهني (الياء ضمير المتكلم) : لماذا لا يحبون أولادهم على هذا النحو ؟!
_ لأنهم لا يحبون أنفسهم !
_ و لماذا لا يطيقون ذواتهم يا مفكرة؟
_ لأنهم يجلسون في اجتماعات يتحدثون عمّـا حقه الفعل .. يتعارك الفعل و القول و لا ينسجمان !

***********
أواني الطعام فارغة و الصغار يتضاغون جوعاً ... رب البيت يقلب تيجان القش و أساور كهشيم المحتظر: أيها أقيم و أصلح للزينة ؟!!
***********
يعصف الموت بأيام العمر في***ع ما بقي من حياة من الجسد و يحيل قدرته هباء منثوراً.
***********
هذه بعض عواصف فكري أثناء اجتماعات الإدارة التعليمية.
***********
  #70  
قديم 07-09-2009, 10:43 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك

تلك حكاية عمري ،

ساخطة ما ملكني من أمر النفس ،

مقطوعة ، ممنوعة ، هنا سد و هناك عجز و وهن

و القدر يسبح بحمد الرب .

يخبرها أن العجز أداة و أن له استخدام ، لاحقاً ،

_ لا يهمنى إلا صورة كاملة ، غيرها لا أقبل ،

لسواها لن أنظر .

الزمن مدى يكمل فصول الحكاية و يزيدها فصل .

الآن تقف على أعتاب الحمد

لكنها

تسأل مجدداً و فيم ذاك القطع ؟

كما سأل موسى من قبل ،

يرتد إليّ البصر خاسئاً و هو حسير ،

_ آمني أن له الحمد .

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .

******************
  #71  
قديم 11-09-2009, 09:25 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أقف خارج سور منزلي في القاهرة الجديدة ، أناوله فاتورة الحساب و النقود .
أجادل : حسابك خطأ .
يعتري صوته ضيق ، بينما يخفي الليل ملامحه .
تعلو نبرة صوته سخرية : لماذا كلفت نفسك المشقة ؟ بوسعي الحضور إليك .
_ لا عليك ، الجو يدعو للمشي .
_ في مكان مهجور كهذا .
التفت بحثاً عن آدمي ، فلا أجد . اعتدت أن أخشى المكان في الليل ...
يستوقفني الحساب مرة أخرى : لا .
تبدد خوف و قلق عششا بالمكان طويلاً ، نور آلاف التسبيحات و الصلوات و الصدقات .
****************
  #72  
قديم 03-10-2009, 10:23 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي سوا أحلى

سوا أحلى
الشخصيات الرئيسية مدرسة و كاتبة و حاسبان ، الخلفية ملبدة بالبشر .
محور الحكاية كتاب للأحياء للصف الأول الثانوي أعده لصالح تلميذات مدرستي ، غايته النبيلة أن تستوعب الطالبات مادة الأحياء ، بعيداً عن تزاحم المعلومات في كتاب الوزارة الرسمي الذي يملأه غياب التنظيم فراغاً.
الحكاية :
طالما تمنيت أن أعيد صياغة كتاب الأول الثانوي لأعطي المعلومات نسقاً يظهر عظمة الخالق و جمال الخلق و بهاء العلم . فرصة تقاصرت يداي أن تطولها قبلاً حيث إمرأة أقوى تستنسخ كتاب الوزارة ، تضيف له بعض العناوين ، تنقط فقراته و تضيف له بعض الأسئلة (و ذاك جهد بالغ لو تعلمون) .
يتزاحم البشر على المنهل يسقون ثم يقدم الزمن و يؤخر الأمنيات إلى أن يأتي دوري فأجده رائقاً صافياً فأنهل و أسقي . و الصبر حليف و رفيق عرفته على مدى الزمن . لكن أمر ذاك الكتاب أصابه بيأس فأستصدر جواز سفر راحلاً بلا تذكرة عودة و أنا أيضاً لم أعد أبالي و لا أنوي شيئاً ، وقفت صامتة على حافة الإستسلام .
********************

ثم تصر ناظرتي ذات الإرادة القويمة واضحة المعالم أن نضع للطالبات هذا الكتاب ، تلقي تلك الفرصة في طريقي ، أقضي وقتاً طويلاً أماطل حتى أدرك أنه حقاً على أن أبدأ في الفعل .
********************
للقسم كاتبة تكتب كل ما يخط لها مسودة بخط اليد على حاسب القسم . و قد اعتدت أن أثبت أفكاري في ذاكرة حاسبي الإلكترونية دون المرور بوسيط من الورق و القلم .
لكن 110 صفحة و الكثير من الجداول و المعلومات و الصور مهمة تثقل علي ، و كتابته معضلة و الوقت يسرع نحو الفصل الدراسي الثاني قريباً . علينا أن نتقاسم المهمة كي لا ينتقض ظهرينا ، أنا و الكاتبة ، حاسبي و حاسب المدرسة .
لقطة :
كاتبة القسم ينتهي بها الزمن قرب الثلاثين من عمرها ، خريجة كلية التجارة . جاءت تبحث عن وظيفة تتعلق بالحسابات فوجدوا لها وظيفة في الكتابة على حاسب (حسب مبدأ : كله شغّـال) . مقومات الشخصية: هدوء ، و نباهة و إخلاص لرب العباد و ابتغاء مرضاته .
العيوب الشخصية : مهارات إجتماعية محدودة و تهيب من البشر .
مشاكل العمل : لا مهمة محددة المعالم ، لا حساب للزمن ضمن خطة العمل ، لا موهبة إدارية تقسم المهام على الأفراد فيقطع شعاع الليزر معدن الواقع تماماً كما هو مرسوم على لوحة التصميم .
يزيد السوء حملاً أن حاسباً واحداً يطعم رغائب 12 مدرّسة ، حيث الخطوات تلغي ما قبلها و تتخبط مع من بعدها ، المحصلة تقترب من الصفر !
يعترض عمل حاسب المدرسة سوء تنظيم ملفاته فيعترض على العمل دون سابق إنذار ، تحذير لبني البشر أنهم لن يتجاوزوا قوانين البرمجة الإلكترونية كأنها علاقات بين البشر . لكن كاتبتي النبيهة طوعت نشوزه فاستجابت مفاتيحه للمسات أصابعها طوعاً ، تنساب الكلمات المطلوبة على شاشته .
********************
تجربة 1
سأستخدم الكتاب الذي أعدته مدرسة الصف الأول الثانوي للأولاد و أريح نفسي من عناء كتابة كتاب بأكمله. أحصل على نسخة ورقية منها .. أقلبه طويلاً فلا تعجبني أخطاء الإملاء و أنه لا يختلف عن أخيه ابن الوزارة إلا قليلاً .
أعاود الكر و أطلب منها نسخة الكترونية من كتابها لأضبط بعض الأخطاء ثم أطبعه بعد التعديل .
تختلط ملفات الحاسب لديها ، بعد عناء تناولني ملفات مختلطة كي أفرزها فيضيع وقتاً ثميناً كنت أنوي توفيره ليوم حاجة .

أعدل النسخة الورقية فأزداد يقيناً أن صياغة المعلومات بوضوح أيسر طريق للفهم ، و أن أخطاء اللغة عبوات ناسفة تهدم سكنى المعاني . يمنع الردم المتبقي وصول الأفراد لبعضهم ، يتوهون بين الركام. أتساءل أيمكن أن تهدمَ الجسدَ ، تسكنه الروح فيبقى لأيهما وجود ؟
يرفض حاسبنا التعامل مع جزء كبير من ملفات زميلتي و يتعين علينا الكتابة مجدداً .

تجربة 2
أفتش النفس بحثاً : لم التلكؤ ؟ أمنيتك القديمة أن يصمم عقلك الكتاب توشك أن تتحقق ، لمَ تدفعينها بعيداً ؟ يعود بحثي بغبار أمنيات طال اشتياقي لها انتظاراً . فقط أن ما يتأخر لا يأتي لوقته ، يحل محله فراغات في النفـس و جروح تلتهب ثم تتعافى على نحو ما دونما حاجة لما سبق أن ظننته ماء الحياة .
تساءلني الحقيقة مجدداً : لماذا يتعين على الحياة أن تستجيب لهواك ؟ أي شيء أنت في مجرة فسيحة تسبح في فضاء كون لا متناهي بإحكام لا يختل ، بينما الخلل كل ما تصدره إرادتك . أتـظنين القدر أخطأ إذ حرمك فرصة كتلك قبلاً , يصر أن تمتلكيها الآن ؟
أراجع الحساب مرة أخرى (هذا ما توحي به نفسي لا غير) :
+ المعلومة لدي أكثر انتظاماً مما هو في الكتاب
+ حقي على تلميذاتي الإنصات إلي و العمل معي .
- الواقع ، تسحب كل طالبة عقلها بعيداً عني ، تعطي أذنها لغيري يكرر لها الكتاب و تلك التي يعلمها الكتاب العصري و الكتاب المتوج .
أيكون للقدر حكمة و حكم لو رفض البشر ما بين أيديهم ففرضه عليهم ؟!
حكم القدر أن يختار البشر ما هم عليه فيؤاخذهم به عدلاً .
حتى متى أحفظ و أحافظ على ملفات في عمق النفس ؟ أداريها بإحكام . تحول بين فعلي وبين البشر.
********************

الخلفية :
يتعين على كلا منا ، تلك التي تآخي الهدوء كل نسائم الحياة ، أن تعمل بين الضجة و خلالها تجاه الكتاب . تقطع نبضات الأعصاب كل صغائر البشر و خلافات أنانيتهم و تجاوزاتهم لمن حولهم ، يفتح مخي ملفات عديدة ليثبت بعض ما يقال و يمحو بعضه و يرد على ما بقي قبل أن يستكمل تلك النبضات التي تحوّل الأفكار حروفاً في حاسب . لا لم يكن سهلاً التركيز بينما أتنفس هواء مثقل بموجات الصوت و الإنفعال حيث الشخصية ذات المقومات الأعلى تجر الوقت و الأدوات و الأشخاص تجاه مهمتها.
اتركي لي الحاسب فأنا أبحث عن صورة .. لا تعالي ساعديني في ايجادها .. لا اذهبي فلم أعد بحاجة إليك .. لا ارجعي فالحاسب متوقف عن العمل (ربما احتجاجاً على عبثية الخبطات على مفاتيحه) .. نطبع ،
لا حبر .. إذاً اذهبي لمسؤل الحاسب بحثاً عن حبر .. لا يوجد .. إذاً اسمعي شكواي بشأن الحبر و الحاسبات و الطابعات ... الخ ، تغفو مسودة الكتاب مؤقتاً ريثما تستفيق ، عليه أن يثبت عمق وجود و صلابة عود و قابلية للحياة قبل أن يظهر للوجود.
********************
تمر الأشهر و أنا أعيد البحث عن معلومات الكتاب ، أوثقها و أستوثق منها و أعيد ترتيها بشكل أيسر قبل كتابتها . أحياناً ما يطوي الجهد سبع ساعات يومياً أمام الحاسب بينما عظام الظهر تحتج طويلاً .
بين الأسطر تخبرني ..
_ تقدم لي خاطب ..
_ هل قبلتِ ؟

_ لا أعرف ، لكن أمي و خالي يلحان علي كي أقبل .
_ خذي وقتك .
_ الكل متعجل لإتمام الأمر .

_ دعيه يأتي زائراً , اجلسي ، تحدثي معه في وجود العائلة .
_ جاء عدة مرات فدار الحديث بينه و بين خالي عن السفرة و الأنتريه و أثاث باقي الحجرات . في الواقع ، الأمر ينوي أن ينتقض قبل أن ينعقد بسبب تأثيث منزل الزوجية !!!
.....
_ لا يأتي الله إلا بخير و ما يريده الله يكون .
تعانق نهاية الفصل الدراسي الأول نهاية الكتاب و موعد خطبتها . أراجعه بينما تكتمل طباعته بعد إضافة الصور آخر أيام الفصل الدراسي الأول .
أيمم تجاه بيتي ، الإنهاك يصيب أعصابي بخدر عقلي فأقود السيارة بلا وعي واضح الإتجاه . بينما سيارة نقل ضخمة تعترض الطريق و يرفض قائدها أن يمنحني حق الطريق مهما جرى . يلوح رجل بيديه منبهاً إحساسي المخدر ، فأتوقف قبل لحظات من مروره عبري !
********************
هدنة في معركة أو إستراحة في مسرحية : (اسمها المتداول إجازة منتصف العام الدراسي):
* تتم خطبتها على خير .
* نفتح بابنا للقبول بعد طول تردد فتنساب الألفة بيني و بين كتابي و بينها و بين خطيبها .
********************

الفصل الدراسي الثاني (الهرج يزيد مناوشاته)
المعطيات :
الكتاب حقيقة بين يدي أستخدمه للتدريس و تذاكر منه الطالبات .
+
تزاحم مواد الدراسة بعضها ، تتوه بينها مادة الأحياء ، و تنحو حصصها ناحية نهاية النهار بعد فسحة طويلة.
+
تحتج الطالبات على تلك الأوضاع بالبقاء في منازلهن وقتاً طويلاً .
=
يثير الكتاب قلقاً و إشكالات و تتم مقارنته دوماً بكتاب الوزارة و الكتاب الخارجي . و اللغة الركيكة تفسد قضية المعنى . كيف تلوي الصواب ليتوافق مع الخطأ ؟ أين شريط القياس الذي يحتكم إليه إثنين فيعيد لصاحب الحق حقه ؟
_ ضاع في تيه الخلاف .
يرتحل الزمن إلى ما هو أكثر انضباط و أعلى قيمة معطياً الكتاب قبولاً و مكانة . أطالع إجاباتهن عن الإمتحان فيسرني أن أصبن هذا العلم بفهم .
********************
خاتمة :
* يمتد الزمن تجاه التغيير طويلاً فيثمر ظلالاً وارفة و ثماراً شهية .
* تترك عملها ، لأن بيت الزوجية في حي نائي عن المدرسة ، و لأن زوجها لا يتفق و مبدأ العمل .
********************
هذا ما كان فقط .
من عقلي لعقل يسأل تعمل أم لا تعمل .

  #73  
قديم 06-10-2009, 12:26 PM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة مشاهدة المشاركة
اجتماع
عصف ذهني (الياء نسبة للذهن) ، هذا ما أخذ المحاضر يتحدث عنه مع مفاهيم و نظريات الإدارة و التعليم .
عصف ذهني (الياء ضمير المتكلم) : لماذا لا يحبون أولادهم على هذا النحو ؟!
_ لأنهم لا يحبون أنفسهم !
_ و لماذا لا يطيقون ذواتهم يا مفكرة؟
_ لأنهم يجلسون في اجتماعات يتحدثون عمّـا حقه الفعل .. يتعارك الفعل و القول و لا ينسجمان !


***********




أواني الطعام فارغة و الصغار يتضاغون جوعاً ... رب البيت يقلب تيجان القش و أساور كهشيم المحتظر: أيها أقيم و أصلح للزينة ؟!!


***********




يعصف الموت بأيام العمر في***ع ما بقي من حياة من الجسد و يحيل قدرته هباء منثوراً.


***********




هذه بعض عواصف فكري أثناء اجتماعات الإدارة التعليمية.
***********

عندما يكبر الإنسان يعتقد أنه ينظر للأمور نظرة أعمق
وهذا صحيح ولكن مع النظرة العميقة
يُغفل بعض الأشياء البسيطة والمهمة بالفعلْ !

طرحك مُميز مُميز
أحمدُ اللهَ أنني أمتلك حد أدني من العقل
لاتذوقه واستمتع به
تقبلي مروري يا مُفكِرتنا
أضاءَ اللهُ بصيرتك
دمتِ بودْ
__________________
استعيدي نفسي مني
إنني قدْ تُُــهتُ فـــىّ ..
إنْ جَرحَتُكْ .... إعْفِ عنى
واهْرَبي مني ... إلىّ !
  #74  
قديم 06-10-2009, 12:33 PM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة مشاهدة المشاركة

تلك حكاية عمري ،



ساخطة ما ملكني من أمر النفس ،



مقطوعة ، ممنوعة ، هنا سد و هناك عجز و وهن



و القدر يسبح بحمد الرب .



يخبرها أن العجز أداة و أن له استخدام ، لاحقاً ،



_ لا يهمنى إلا صورة كاملة ، غيرها لا أقبل ،



لسواها لن أنظر .



الزمن مدى يكمل فصول الحكاية و يزيدها فصل .



الآن تقف على أعتاب الحمد



لكنها



تسأل مجدداً و فيم ذاك القطع ؟



كما سأل موسى من قبل ،



يرتد إليّ البصر خاسئاً و هو حسير ،



_ آمني أن له الحمد .



يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .


******************

لم أدركها جيداً ولكني قدرتها وأ ُعجبت بها
هذا حالنا فغالباً يُقدر الإنسان ما لا يفهمه
كتقديرنا البالغ لفكرة الموت وإعطائه أهمية بالغة
فلم يسبق مثلاً لأحدنا أن ماتّ موتاً كاملاً ليُجزم
بسخافة الأمر او جديته كل ما نعتمد عليه هو مثولوجيا الله أعلم
ايدلوجية وأخلاقيات ناقليها

ولكن بشكل عام استنتج انهما خطي الشك واليقين عندما يتقاطعان
وكثيراً ما يحدث مع العقلاء أمثالك
أدام الله عليكِ نعمه الإيمان وهدانا إياه دائماً
شكراً لساحة حوارك
__________________
استعيدي نفسي مني
إنني قدْ تُُــهتُ فـــىّ ..
إنْ جَرحَتُكْ .... إعْفِ عنى
واهْرَبي مني ... إلىّ !
  #75  
قديم 06-10-2009, 12:37 PM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

لي عودة إذا سمحتِ بذلك
__________________
استعيدي نفسي مني
إنني قدْ تُُــهتُ فـــىّ ..
إنْ جَرحَتُكْ .... إعْفِ عنى
واهْرَبي مني ... إلىّ !
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:20 PM.