|
#1
|
||||
|
||||
(47) مَمْلَكَة الاَنْبَاط هم قبائل بدوية، استقرّوا جنوب سوريا، وامتدّت مملكتهم مِن غزّة شمالاً حتى العقبة جنوباً، فاتّخذت موقعاً هاماً في طريق التجارة بين الشمال والجنوب؛ وكان لها إتاوة على التجارة الصّاعدة والهابطة، وكانت عاصمة الانباط مدينة "البتراء". وقد بلغت هذه المملكة غاية مجدها في القرن الأول الميلادي، حيث امتد نفوذها إلى دمشق، وامتدت جنوباً حتى مدائن صالح (ولهم آثار معمارية عظيمة هناك حتى الآن) ... وأشهر ملوكهم: الحارث الثالث، وعبيدة الثاني؛ وقد استولى عليها الرُّومان سنة 105 م.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 15-06-2016 الساعة 12:39 AM |
#2
|
||||
|
||||
(48) مَمْلَكَة تَدْمُر وهي عريقة في القِدَم، فقد ورد لها ذِكْر قبل الميلاد بأكثر من ألف سنة، وبلغت ذروة مجدها في القرن الثاني والثالث الميلادي، وكان لها موقع تجاري واستراتيجي هام بين الإمبراطوريتين الفارسية والرّومانية، وكانت مرتبطة بالرّومان. لذا خاضت حُروباً مُدمّرة ضد الفُرس، وانتصرت فيها انتصارات مؤزّرة، وذلك في عهد ملكهم "أذينة" الذي بسط نفوذه على سوريا كلها، ثم تولّت بعده زوجته "زنوبيا"، التي تحدّت الرُوم وخاضت معهم صراعات عنيفة، إلى أن هُزِمت، ودُمّرت مملكتها. وقد عبد الأنباط والتدمريون الأوثان وقوى الطبيعة.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
(49) مَمْلَكَة الحِيرَةِ هم من عَرَب اليمن المُهاجرين قامت مملكتهم في شمال الجزيرة (جنوب العراق) تابعة للفُرس، تحميهم ويحمونها، وأشهر ملوكهم: عمرو بن عدي، والنذر بن ماء السماء، والنعمان بن المنذر، وبعد النعمان عيّن كِسرى إياسَ بن قبيصة على الحيرة، وأشرك معه رجلاً فارسياً.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
(50) مَمْلَكَة غَسَّان هم مِن عَرَب اليَمن الهَاجِرة بعد انهيار سد مَأرِب -مثل مناذرة الحيرة- وقد استقرّوا ببادية الشّام، فأصبحوا تابعين للرُّوم يحمونها مِن هَجَمات العَرَب ... وكان الحكم في البداية لقبيلة "الضجاعمة" وأشهر ملوكهم: زياد بن الهيولة. ثم حَكَمت قبيلة "بني جفنة" واتخذوا دمشق عاصمة لهم، ومن أشهر ملوكهم: الحارث بن جبلة، والمنذر بن الحارث، وجبلة بن الأيهم، وهو آخر ملوك الغساسنة، وفي عهده دخل المسلمون بلاد الشام، ويقال إن جبلة أسلم ثم ارتد وهرب إلى الروم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
(51) الأهمية الحضارية للمناذرة والغساسنة أهم دور لعبته هاتان الملكتان هو أنهما كانتا جسراً عبرت عليه ألوان من حضارة الفُرس والرُّوم إلى الجزيرة العربية ... وأهم هذه الألوان: الأديان وضروب من المعارف العامة، والفنون الحربية وغيرها.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
(52) الحِـجَــاز الحجاز هو الموطن الأول للدعوة الإسلامية، فيه وُلِد ونَشَأ الرُّسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مَهْبَط الوَحي، ومشرق النّور، ومِن الحِجاز انطلقت صيحة الإصلاح ودعوة الإسلام ... وقد نقل الإسلامُ الحجازَ من مكان عربي إلى مكان إسلامي عالمي.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
(53) نَشْأَة مَكَّة المُكَرَّمة و قِصَّة إسماعيل عليه السلام كما ذكرنا سابقاً: قَدِم النّبي إبراهيم بزوجه هاجر وابنه إسماعيل عليهم السلام، وتركهما في مكّة وقد كانت صحراء قَاحِلة وكان اللهُ قد أمره بذلك، ودعا إبراهيم ربه أن يجعل مكّة دار أمان وعَمَار، فكان ذلك، وتدفقت بئر زمزم؛ ومرّت قبيلة جُرهُم اليمنية حول مكّة، فسمحت لهم هاجر بسكناها، ونشأ إسماعيل بينهم وتعلّم لُغتهم العربية، ثم تزوج منهم، وكان إبراهيم يزورهم بين حين وآخر. وفي إحدى الزّيارات أمره اللهُ بذبـح إبنه إسماعيل، فاستسلما لأمر الله تعالى، وعند التنفيذ فداه اللهُ بكَبْش عظيم، وكان ذلك ابتلاء من الله، ثم قاما ببناء الكعبة تنفيذا لأمر الله عز وجل. وبَعَثَ اللهُ إسماعيلَ رَسُولاً لقبيلة جُرهُم ومَن حول مَكّة. قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (سورة البقرة، الآيتان: 127، 128) ثُمّ بعد إسماعيل تغلّبت جُرهُم على مَكّة فحكمتها، ثم أفسدت فيها، ثم خضعت مَكّة لخُزَاعة ،وهم مِن اليمن أيضاً، وكان بنو إسماعيل على الحِيَاد ... ودخلت عبادة الأصنام إلى مَكَّة في أيام خزاعة، ادخلها زعيمهم عمرو بن لحي حيث جَلَبها مِن الشّام فعبدها، ثم عبدها أهل مَكَّة. وتكاثر بنو إسماعيل ومنهم كنانة (وقريش فرع من كنانة) فاستطاع سيدهم قُصَي بن كِلاَب (الجد الرابع للرسول صلى الله عليه وسلم) أن يطرد خُزَاعة مِن مَكَّة ويتزعّمها، فأصبحت سيادة مكة لقريش، وحكمها بعده ابنه عبد مناف، وتقاسم الزّعامة من بعده أبناؤه: هاشم، والمُطّلِب، وعَبْد شَمس، ونَوْفَل.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
(54) عَام الفِيل و محاولة هَدم الكَعبة بَنَى أبرهة الأشرم "حَاكِم اليَمَن الحَبَشِي" كنيسة ضخمة مُزخرفة في صنعاء وأسماها "القليس"، ودعا النّاس للحجّ إليها بدلاً من الكَعبة المُشرّفة (لأسباب دينية وسياسية واقتصادية)؛ ففشل فشلاً ذريعاً ولم يحجّ إليها أحدٌ، فغضب وقرّر هدم الكَعبة، فسار إليها في جيش ضخم تتقدّمه الأفيال، وكان عبد المطلب بن هاشم (جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) هو سَيّد مَكَّة يومها؛ ولم يتصدّى له أحدٌ. وعندما دخل مَكّة وهَمَّ بهدم الكَعبة أهلكَه اللهُ وجيشَه ... والقِصّة مذكورة في سورة الفيل، قال اللهُ عزّ وجلّ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}. وكانت حادثة الفيل كبيرة الأهمية عند العَرب، فأخذوا يُؤرِّخون بها؛ وهو العام الذي وُلِد فيه النّبي عليه الصلاة والسلام.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
(55) اقتِصَادِيَّات العَرَب أهم مصادر الثّروة عند العَرب ارتبطت بالتّجارة، فقد اشتهر العَرب في الجاهلية بالتجارة شُهرة واسعة ... وكانت التّجارة عند قُريش عَصَب الحياة، وقد وَرَد في القرآن الكريم بعضًا من هذه التّجارة: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ. إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}. (سورة قريش، الآيتان: 1، 2)؛ فكانت رِحلَة الشِّتاء إلى اليَمَن، ورِحلَة الصَّيف إلى الشَّام.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
(56) زمن الفترة نُلاحِظ أنّ الرِّسالة انقطعت عن الجزيرة العربية مُدَد طويلة، مِن زمن إسماعيل عليه السلام إلى بعثة النّبي صلى الله عليه وسلم، وانقطعت عن العالم عُموماً منذ أن رفع اللهُ عيسى عليه السلام حوالي عام 610 قبل الهجرة/ الموافق عام 33 ميلادية. وسُمّيت هذه المُدّة زمن الفترة "فترة انقطاع الرسل" ... فتخبَّط المجتمع أيما تخبُّط، وكان بأشد الحاجة إلى نَبيٍ، يُعيده إلى الحقّ والصَواب، وخاصة بعد أن حُرِّفت الدِّيانات السَّماوية وضاعت؛ فكانت رِسالة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى البَشَر كَافّة.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 16-06-2016 الساعة 12:25 AM |
#11
|
||||
|
||||
(57) موجز التاريخ القديم (قبل الإسلام) - خلق اللهُ البَشَرّ وبعث الرُّسلّ، لعبادته، وإقامة شريعته في الأرض ... وكان آدم هو أول البشر وأول الأنبياء. - وتتابعت الحضارات وتوالى الأنبياء والرسل وأقدم الحضارات ظهرت في: العراق، ومصر، والشام، وجزيرة العرب. - أهم حضارات العراق: السومرية، الأكادية، العيلامية، البابلية، الآشورية، والكلدانية. وأنبياء هذه البلاد: نوح وإبراهيم ويونس عليهم السلام. - وأهم حضارات الشام: العمورية، الفينيقية، الكنعانية، الآرامية، ثم حضارة الأنباط وتدمر، ثم الغساسنة والمناذرة. - وأغلب الأنبياء والرسل ظهروا في بلاد الشام، فمنهم: لوط، إسحاق، يعقوب، أيوب، اليسع، إلياس، داود، سليمان، زكريا، يحيى وعيسى عليهم السلام، وهم من بني إسرائيل وأُرسِلوا إليهم وإلى غيرهم. - وقامت في مصر الحضارة الفرعونية وحضارة الهكسوس، وظهر فيها من الأنبياء يوسف، وموسى عليهما السّلام. - وظهر في جزيرة العرب قوم عاد وثمود وأهل مدين، وحضارات اليمن (معين، سبأ، حمير، قتبان) والقبائل المهاجرة بعد انهيار سد مأرب، والأحباش وذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام. - وأنبياء جزيرة العرب هم: هود، صالح، شعيب، إسماعيل عليهم السلام. - وظهرت حضارات أخرى وسادت على وجه الأرض كحضارة الفرس ثم الإغريق ثم الرومان. والــنـــتــــيـــــجــــــة معظم هذه الممالك والجماعات كذّبت برُسلها، وتمادت في غيها وانحرافها، وما آمن إلا قليل. ثم بعث اللهُ آخرَ رُسلَه (محمد صلى الله عليه وسلم) إلى البشر كافّة في جميع أصقاع الأرض ... وعلى يديه كانت هداية البشرية الضّالة.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
(58) السيرة النبوية {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. (سورة الأحزاب: 21) تــمــهــيـــد وصل البَشر في فترة انقطاع الرُّسل (بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام) إلى درجة كبيرة من التّخبط والضّياع، فكانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي جامعة الرّسالات وخاتمتها، وناسخة لما قبلها، وكانت لبني البَشَر كافة، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}. (سورة سبأ: 28)؛ وهي لكل زمان ومكان، لذا لا بدّ أن يكون صاحبها على درجة تؤهله لحمل هذه الرسالة، فاختاره اللهُ بخصائص لم تكن لغيره. فمِن خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: - اختاره اللهُ من العرب وهي أمة وسط، وجعله في قريش أفضل قبائل العرب، وجعل نسبه في أشرف قريش (بنو هاشم). - بلاده في موقع وسط، يمكن أن تنطلق منها الدعوة إلى جميع الجهات. - اختاره اللهُ من أمة قل أنبياؤها، لتكون له قيمة عظيمة. - بعثه اللهُ على فترة متباعدة من الرسل، لتتهيأ له النفوس، وتنتظره؛ قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ}. (سورة المائدة: 19) - أخبر اللهُ في الكُتب السّماوية بمبعث محمد عليه الصلاة والسلام. - اختاره اللهُ من شعب أقرب إلى البداوة التي لم تفسده المدنية والحضارة. - اختاره اللهُ من شعب أمي، لم يعرف الفلسفة والمعارف والعلوم. - جعل اللهُ سيرته معروفة تماماً بكل تفاصيلها، حتى يكون قدوة لغيره. - سيرته جامعة تشمل جميع نواحي الحياة. - سيرته عملية، وواقعية، ويستطيع الناس ممارستها في كل زمان ومكان.
__________________
|
#13
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#14
|
||||
|
||||
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
(59 /1) النَّشْأَة الشَّريفة نَسَب النبي صلى الله عليه وسلم؛ هـــو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وعدنان مِن ذُرّية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وأُمُّه؛ هي: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. مَولِده: وُلِد في مكة المكرمة، في عام الفيل حوالي عام 570 م/52 ق. هـ. وهو نفس العام الذي حاول فيه أبرهة حاكم اليمن هدم الكعبة، فأهلكه اللهُ وجندَه بالطير الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل، كما ذكرنا سالفاً. تُوفي أبو النبي عليه الصلاة والسلام وهو جنين لم يخرج للدنيا بعد، وبعد مولده سمّاه جَدُّه عبدُ المطلب محمداً، ثم أخذته حليمة السَّعدية إلى مضارب بني سعد وتولّت رضاعته، ثم تُوفيت والدته قبل أن يُكمل 6 سنوات. لقد شاء اللهُ تعالى فيما يبدو أن يتولى هو تربية محمد صلى الله عليه وسلم، وأن ينزعه من أسرته ليصبح في رعاية الله تمهيداً للأسرة الكبيرة التي سيكون محمد زعيمها ... وقد عبّر القرآن عن هذا المعنى في قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}. (سورة الضحى: 6).
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|