#61
|
|||
|
|||
بجد بجد القصه اكتر من رائعه جميله جدا تسلم ايديك بنت الاسلام وياريت تنزلى باقى الحلقات بسرعه وانا منتظره |
#62
|
||||
|
||||
ايه ده
دخل السجن بسهوله كده ؟؟ كملى يبنتى اما نشوف ايه اللى هيحصل
__________________
|
#63
|
||||
|
||||
وبعدين بقى
مش هينفع كده الأحداث اللى قاعدة تاخدنا يمين وتودينا شمال وتطلع بينا السما وتنزلنا تانى الأرض عايزين حلقة كادووووو المرة دى يا بنت الإسلام وبعدين زهقت ايه بس دى قصة حد يزهق منها . .
__________________
|
#64
|
||||
|
||||
طبعا دخل السجن بسهولة جدا
لانه كان فى مشاكل بينه وبين القتيل من قبل وكمان رقم وليد مسجل آخر اتصال قبل وقوع الحادث وكمان رقم عمار مسجل اتصال فى تليفون وليد قبل وقوع الحادث وايضا تخلف وليد عن دخول المسابقة فى نفس توقيت الحادث كل دى كانت ادلة واضحة جدا كافية ان تلقى بوليد فى السجن 15/20 سنه على الاقل لكن ممكن المؤلف يتدخل ويكون له وجهة نظر اخرى للأسف هذه تحليلاتى الخاصة ولا نملك سوى الترقب والانتظار مسكين ياوليد مسكينة يا رغد ملحوظة او طلب ياريت تغيرى نوع الخط خلية الخط العادى لان القرائة مع الخط العادى بتكون الز شكرا لك
__________________
|
#65
|
||||
|
||||
اقتباس:
انا هحطها لاخرها ان شاء الله |
#66
|
||||
|
||||
انجزى بقى...........
__________________
|
#67
|
||||
|
||||
الحلقةالسابعة********* لأن أخي وليد لم يعد موجودا ، فسأخبركم أنا ببعض ما حدث في بيتنا بعد المصيبة العظمى . لم يكن تقبل أي منا لا أنا و لا والديّ أو دانة أو رغد لغياب وليد بالشيء السهل مطلقا و خصوصا رغد ، فهي متعلقة به كثيرا و رحيله أحدث كارثة بالنسبة لها مرضت رغد في بداية الأمر بشكل ينذر بالخطر . وليد قبل أن يخرج مع أبي من المنزل ذلك اليوم إلى حيث لم نكن نعلم ، مر بغرفة رغد و قد كانت مقيلة بعد الظهيرة . أظنه ظل ّ يبكي هناك لفترة طويلة ... فتش جيوبه ثم أخرج مجموعة من تذاكر ألعاب حديقة الملاهي ، و وضعها إلى جانبها كما وضع ساعة يده ... ثم قبل جبينها و غادر أتى إلينا واحدا واحدا و جعل يعانقنا بحرارة و دموع مستمرة ... عندما سألت دانة : " إلى أين تذهب يا وليد ؟؟ " أجاب أبي : " سيسافر ليدرس كما تعلمون " الذي نعلمه أن موعد السفر لم يكن في ذلك اليوم ... و لو يكن قد تحدد إنني لم أعرف أنه في السجن غير اليوم التالي ، و قد أجبرت على كتم السر هذا عن الصغيرتين . صحيح أنني تمنيت أن يهلك عمّار لحظة أن سحر مني و جعل الناس من حولي يضحكون علي ، إلا أنني لم أتمنى أن يكون شقيقي الأكبر و أخي الوحيد هو من يهلكه... خلال السنوات الماضية ، كثيرا ما كان الشجار ينشب بينهما و عراكنا الأخير لم يكن غير حلقة من السلسلة ... خاتمة السلسلة الحلقة الأخيرة ... فيما كنا جالسين في غرفة المعيشة بعد مغادرة أبي و وليد وصلنا صراخ غير طبيعي من غرفة رغد أسرعنا جميعا نحوها فوجدناها في حالة فظيعة من الذعر و الخوف ... و تصرخ " وليد ... وليد ..." تلت ذلك مرات و مرات و حالات و حالات من الذعر و الفزع و الانهيار التي أودت بصحة الصغيرة لأسابيع ... في كل يوم ، بل كل ساعة ، تقوم رغد بالاتصال بهاتف وليد لكن دون جدوى " لقد قال أنه سينتظر اتصالي كل يوم " لقد كانت تعتقد أنه سافر .. " أنا وفيت بوعدي ... يجب أن يفي بوعده " و الكثير من الهلاوس و الوساوس ... و التصرفات الغير طبيعية التي صدرت منها ... و بدلا من أن تكبر ... أظنها صغرت و عادت للوراء ست سنين ، أي كما جاءتنا أول مرة ... بكاء مستمر ، و خوف لا مبرر له ، تشبث جنوني بأمي ، حتى في النوم . رفضت الذهاب للمدرسة أول الأيام ، كثيرا ما كانت تدخل غرفة وليد و تستلقي على سريرة و تبدأ بالبكاء ثم الصراخ ، حتى اضطرت والدتي لقفل تلك الغرفة لحين إشعار آخر ... توالت الأيام ، و بدأت حالتها تهدأ شيئا فشيئا ، و تعتاد فكرة أن وليد لم يعد موجودا ، و أنه سيعود بعد زمن طويل ... أما تذاكر اللعب ، فحين أردت أخذها ذات مرة لتلهو في الحديقة ، رفضت ... و قالت : " سأذهب مع وليد حينما يعود " و أما الساعة ، فلا تزال تحتفظ بها بين أشيائها النفيسة ... " سأعيدها لوليد حين يعود " لأنه نقل إلى سجن العاصمة ، فإننا لاقينا بعض الصعوبات في زيارته ، خصوصا و أوضاع البلد تدهورت كثيرا و الحرب اشتدت و الدمار حل و انتشر و حطّم ما حطم من المباني و الأراضي و الشوارع ... و كل شيء ، و اضطررنا لترك منزلنا و الانتقال لمدينة أخرى ... ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ في كل يوم ، و بين الفينة و الأخرى يزج بشخص جديد إلى السجن . في الفترة الأخيرة ، كان معظم السجناء من مرتكبي الجرائم السياسية أو المتهمين بها ظلما . كنت أنا أصغر الموجودين سنا ، إذ أنني لم أبلغ العشرين بعد و كان وجودي بين السجناء مثيرا للاهتمام . تعرفت على ( زميل ) يدعى نديم . نديم هذا كان متهما بإحدى الجرائم السياسية و قد حكم عليه بسنوات طويلة من السجن و الحرمان من الحياة ... " و من يعتني بزوجتك و ابنتك الآن ؟ " سألته أثناء حديث لنا ، و هل كنا نملك غير الأحاديث ؟؟ أجابني : " ليس لدي الكثير من الأقارب ، إلا أنني اعتقد أنهما ستلجأان إلى أخي غير الشقيق ( عاطف ) فهو مقتدر ماديا و يستطيع مساعدتهما ـ إن قبل " و اكتشفت فيما بعد ، أن عاطف هذا لم يكن غير والد عمّار الذي قتلته ! الذي جعل الأمر يمر مرور الكرام هو أن نديم لم يكن على علاقة وطيدة بأخيه غير الشقيق عاطف او ابنه المتوفى عمّار ... و الذي حدث هو أننا مع الوقت أصبحنا صديقين حميمين رغم ذلك . لقد كان هو الداعم الوحيد لي و المشجع على عيشة السجن المريرة ... و أي مر ؟؟ أي عذاب ؟ أي ضياع ...؟؟ في كل ليلة ، اضطجع على السرير الضيق المهترىء المتسخ ، عوضا عن سريري الواسع المريح ، و أغطي جسدي المنهك بأغطية بالية ممزقة ، بدلا من البطانيات الناعمة النظيفة ... اغمض عيني ّ و أفكر ... و أتذكر ... و أبكي ... أخرج الصورتين من تحت الوسادة القديمة المسطحة، و أحدق بهما ... هنا ، يقف أفراد عائلتي جميعا ، هذا أبي ... هذه أمي ... هذا شقيقي سامر ، و هذه الندبة التي شوّهت وجهه منذ ذلك اليوم ... و هذه دانة ... بظفيرتيها المتدليتين على كتفيها ... و هذه ... هذه ... من هذه ؟؟ إنها دنياي ... حبيبتي الصغيرة المدللة ... طفلتي الغالية ... نبضة قلبي ... رغد تقف إلى جانبي ممسكة برجلي ... كانت تريد مني أن أحملها إلا أنني فضلت أن نلتقط الصورة و هي واقفة إلى جواري ... و في هذه الصورة ... مع دفتر تلوينها ... ما أجملها .. و ما أجمل شعرها الخفيف الناعم ... كم أحب أن أمسح على رأسها ... ما أنعم هذا الملمس ... مسحت بيدي ... شعرت بخشونة ... خشونة السرير الذي ألقي بجسدي عليه ... خشونة الواقع الذي أعيشه ... رفعت يدي و أخذت أحدق براحتي ... و أرى ما علق بها من غبار و حبات رمل تملأ السرير ... صرخت ... صرخت فجأة رغما عني ... " رغد ... أعيدوني إلى رغد ... أخرجوني من هنا ... " في الصباح ... أنهض عن سريري بكل كسل و كل ملل و إحباط فأنا سأنتظر دوري في طابور السجناء الذاهبين إلى دورات المياه ، ثم أخرج من ذلك المكان البغيض و أنا أشعر أنني كنت أكثر نظافة قبل دخولي إليه ، و أذهب إلى حيث يقدّم لنا فطور الصباح ... و أي فطور ... عوضا عن شاي أمي و أطباقها الشهية اللذيذة ، التي كنت أتناولها عن آخرها ، يقدم لنا مشروبا سيء الطعم ، لا أستطيع الحكم عليه بأنه شاي أو قهوة أو أي مشروب آخر ... و أجبر معدتي الجوفاء على هضم طعام رديء لا طعم له و لا رائحة ، حتى أنني أترفع عن مضغه و ازدرده ازدرادا ... و يبدأ يوم فارغ لا أحداث فيه ... تمر الساعة تلو الأخرى دون أن يكون هناك أي تغيير ... لا مدرسة أذهب إليها ... لا رفاق أتصل بهم ... لا أهل أتبادل الأحاديث معهم ... و لا أطفال أرعاهم و أعلمهم ... و لا رغد تظهر فجأة عند باب غرفتي و تقول : " وليــــــــــد ... لوّن معي ! " آه يا رغد ... ما الذي تفعلينه الآن ؟ ما الذي فعلته بعد غيابي ؟ هل يعتنون بك جيدا ؟؟ رغد ... أكاد أموت شوقا إليك ... ليتك تقفزين من مخيلتي و تظهرين أمامي ، كما كان يحدث سابقا .... " أخرجوني من هنا ... أخرجوني من هنا .. " لو لم يكن نديم موجودا ، أظن ... أنني كنت سأصاب بالجنون . ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ اليوم سيأتي أهلي لزيارتي حسب الاتفاق . في مثل هذا اليوم أكون أنا محلقا في السماء و في حالة توتر مستمرة ... أهلي بعد أن كانوا يزورونني 3 مرات في الأسبوع ، اقتصروا على واحدة بسبب صعوبة الحضور و مشقة المشوار ... أذرع الغرفة ذهابا و إيابا في توتر شديد ... منتظرا لحظة مجيئهم . " ما بك يا وليد ! اجلس ! ألم تتعب من المشي ذهابا و عودة ؟ لقد أصبتني بالدوار ! " " لا أستطيع التوقف يا نديم ... والداي و أخي سامر سيحضرون في أية لحظة ! أنا مشتاق لهم كثيرا جدا " " على الأقل ... أنت لديك من يزورك ! أما أنا فلا علم لي بحال زوجتي و ابنتي ... ربما أصابهما مكروه " التفت إلى نديم و أنا مندهش من صبر هذا الرجل و قدرته على التحمل ... من هذا الرجل العظيم ، تعلّمت أشياء كثيرة ... و أدين له بالكثير ... قلت : " لا بد أنهما لم تحصلا على تصريح لزيارتك ... خصوصا و أنت ( مجرم سياسي ) و يخشى منك ! " ابتسم نديم ، و قال مازحا : " نعم ! فأنا ألعب بمصير دولة و شعب كامل ، لا رجل واحد ! لم لا تعمل معي بعد خروجنا من هنا ؟ " " بعد خروجي من هنا ، فإن آخر شيء أفكر به هو العودة ! أبقني بعيدا عن السياسة و الدولة و الشعب ... إنني فقط أريد العودة إلى أهلي ... " نعم ، فمن يجرّب عيشة كهذه لا يمكن أن يسلك طريقا قد يعيده إليها . هنا ، فُتح الباب ، فاقشعر بدني و تأهبَت أذناي لسماع ما سيقوله الحارس ... ربما جاء دوري للزيارة ... وقفنا جميعا ، أنا و نديم و جميع من كان معنا لدى سماعنا جلبة و ضوضاء قادمة من ناحية الباب ، و من ثم رؤيتنا للحراس و الضباط يدخِلون ثلاثة من الرجال المكبلين بالحديد إلى داخل السجن ، و يدفعون بهم دفعا و ينهالون عليهم بالضرب العنيف ... لقد كان مشهدا مريعا هزّ قلوبنا جميعا ، و حين قاوم أحدهم رجال الشرطة و حاول مهاجمته ، رُمي بالرصاص ... و خر صريعا . حمل بعض الحراس الجثة و أبعدوها خارج الزنزانة ، فيما واصل بعضهم ضرب الرجلين الآخرين حتى أفقدوهما الوعي ... كان منظرا فظيعا جفلت أفئدتنا و اكفهرت وجوهنا لدى رؤيته ... ترك الضباط و الحراس السجينين الجديدين ، و غادروا . وقفت جامدا في مكاني لا أقوى على الحراك ، بعد أن كنت في قمة النشاط و الحركة ، أجول بالغرفة دون سكون .... اقترب بعض الزملاء من الرجلين و حملوهما إلى سريرين متجاورين ، و اعتنوا بهما حتى أفاق أحدهما ، و علمنا منه أنهم ـ أي الثلاثة ـ ( متهمون بجرائم سياسية ) و محكوم عليهم بالإعدام . أخبرنا المجرم الجديد هذا عن الأوضاع التي ازدادت تدهورا بشكل كبير جدا ، و أنه تم القبض على مجموعة كبيرة جدا من الشبان بتهم سياسية مختلفة و زج بهم في السجون ، في انتظار حكم الموت ، و أن عدد القتلى من جنود الحرب و كذلك من عامة الناس في ازدياد مطرد ، و أن الحرب حامية الوطيس و المقابر ممتلئة و الفوضى تعم البلاد ... بقيت واقفا عند الباب انتظر ... الوقت يمر و أهلي لم يحضروا ... فهل أعاقهم شيء ؟ أم هل أصابهم مكروه لا قدّر الله ؟ نديم كان يراقبني ، و كلما التفت إليه التقت نظراتنا ، أنا في قلق ، و هو يصبّر ... و كلما التفت إلى الناحية الأخرى ، وقع بصري على الدماء المراقة على الأرض ... فأرفع بصري في ذعر نحو السقف ، فأرى مجموعة من حشرات الجدران تتجوّل بلا رادع ... فأشعر باختناق في صدري ، و أحاول شهق نفس عميق ، فتنجذب إلى أنفي روائح كريهة مختلطة ، مزيج من روائح العرق ... و الدماء ... و الأنفاس ... و بقايا الطعام المتعفن في سلة المهملات ... و دخان السيجارة التي يدخنها الحارس خلف الباب ... " أين والداي ؟ لماذا لم يحضرا ؟ أخرجوني من هنا ... لم أعد أحتمل ... أخرجوني من هنا ... " انهرت و أنا أبكي كطفل أضاع والديه في متاهة ، فأقبل نديم نحوي يواسيني ، بينما أطلق مجموعة من السجناء هتافات الانزعاج و الاستياء أو السخرية مني و من بكائي و نحيبي المتكرر ... إنني ابن العز و النعمة و الرخاء ... و قد تربيت في بيت نظيف وسط عائلة راقية محترمة ... كيف لي أن أتحمّل عيشة كهذه ، و لدهر طويل ، لمجرد أنني قلت شخصا يستحق الموت ؟ لم يحضر والداي في ذلك اليوم ، و لا اليوم الذي يليه ، و لا الأسبوع الذي يليه ، و لا الشهر الذي يليه ، و لا السنين التي تلته واحدة تلو الأخرى .... أصبحت منقطعا بشكل نهائي عن أهلي و عن الدنيا بأسرها اعتقد أن مكروها قد ألم بهم ، و لا أستبعد أن يكونوا قتلوا في الحرب ... الشخص الوحيد الذي حضر لزيارتي بعد عامين كان صديقي القديم سيف . " لا أصدق أنك تذكرتني ! لا بد أنني أحلم ؟ " قلت ذلك ، و أنا مطبق بكل قوتي على صديقي ، كمن يمسك بخيال يخشى ذهابه ... " لم أنسك أيها العزيز ... إنني عدت للبلد بصعوبة قبل أيام ، فكما تعلم كنت مسافرا للدراسة في الخارج ... أوضاع البلد لم تسمح لي بالعودة قبل الآن " سألته بلهفة و خوف : " و أهلي ؟ عائلتي ؟ ما هي أخبارهم ؟؟ أما زالوا أحياء ؟ لماذا لا يزورونني ؟ " سيف طأطأ برأسه و تنهد بمرارة ، فأغمضت عيني ّ و وضعت يدي فوقهما لأتأكد من أن الخبر المفجع لن يصلني ... سيف ربت على كتفي و قال : " لا علم لي بأخبارهم يا وليد ... إذ يبدو أنهم اضطروا للرحيل عن المدينة و ربما سافروا لمكان بعيد ... و لم يتمكنوا من العودة ... " تأوهت ... و شعرت بشيء يخترق صدري فتألمت ... تهت بعيدا ... هل انتهى كل شيء ؟ أمي و أبي ... سامر و دانة ... و الحبيبة رغد ... حياتي كلها ... هل انتهى كل ذلك ..؟؟ شعر سيف بألمي فعانقني بعاطفة ملتهبة ... و قال : " سأحاول تقصي أخبارهم يا وليد ... الدنيا في الخارج مقلوبة رأسا على عقب ... ربما تكون أنت قد نجوت بدخولك هذا السجن ! " أبعدت سيف عني قليلا بما يسمح لأعيننا باللقاء ... قلت : " أريد أن أخرج من هنا ... " أمسك سيف بيدي و شدّ عليها ... عيناه تقولان أن الأمر ليس بيده ... قلت : " سيف ... سيف أنت لا تعلم كم الحياة هنا سيئة ! إنهم ... إنهم يا سيف يضعون الحشرات عمدا في طعامنا و يجبروننا على قضم أظافرنا ... و المشي حفاة في دورات المياه القذرة ! سيف ... إنهم لا يوفرون لنا الأشياء الضرورية كالمناديل و شفرات الحلاقة ! أنظر كيف أبدو ؟ ألست مزريا ؟ عدا عن ذلك ، فهم يضربون و بعنف كل من يبدي استياء ً أو يتذمر ! زنزانتي يا سيف ... لا يوجد فيها فتحة غير الباب المقفل ... لا هواء و لا نور إنني مشتاق إلى الشمس ... إلى الهواء النقي ... إلى أهلي ... إلى الحياة ... إلى كل شيء حرمت منه ... أبسط الأشياء التي تجعلني أحس بأنني بشر ... مخلوق كرّمه الله ! إلى ... فرشاة أسنان نظيفة أنظّف بها أسناني ! " و لو كنت استمررت في وصف حالي له ، لكان فقد وعيه من الذهول ... إلا أنني توقفت حين شعرت بيده ترتخي من قبضها على يدي و رأيت الدموع تتجمع في مقلتيه منذرة بالهطول ... أغمضت عيني ّ بحسرة و أنا أتخيل و أقارن بين حياتي في البيت ، و حياتي في هذه المقبرة ... و جاء طيف رغد و احتل مخيلتي ... الآن ... أراها و هي تقول في لقائنا الأخير : " لا ترحل ... لا تتركني " و تتلاشى هذه الصورة ، ثم تظهر صورتها و هي مذعورة و ترتجف بين ذراعي ، ذلك اليوم المشؤوم .... ثم تظهر صورة عمّار ، و ابتسامته الخبيثة لحظة رميه الحزام في الهواء ... " إلى الجحيم ... " قلت دون وعي مني : " كان يجب أن أقتله ... و لو يعود للحياة ... لقتلته ألف مرّة ... " انتبه صديقي سيف من شروده و تخيله لحالتي الفظيعة ، قال : " لماذا ؟ " نظرت إله ، بصمت موحش ... فعاد يقول : " لماذا يا وليد ؟... الذي دفعك لأن ترمي بنفسك في حياة كهذه لابد أنه ...؟؟ " و لم يتم جملته ، استدرت موليا إياه ظهري ... تماما كما استدرت حين سألني يوم الحادث . سيف لم يصبه اليأس مني ... قال : " أخبرني يا وليد ... فقد يكون أمرا يقلب الموازين و يخرجك من هنا بمدة أقصر ... والدي أكد لنا ذلك فيما مضى و قد يستطيع إعادة النظر في قضيتك بشكل ما ... " بدا و كأن قلبي قد تعلّق بأمل الخروج ... و البحث عن أهلي و العودة إليهم ... و لكن ... ألم يفت الأوان ...؟؟ " وليد ... " استدرت لأواجه سيف ... كانت نظرات الرجاء تملأ عينيه ... إنه الوحيد الذي أتى ليزورني من بين أصحابي و أهلي و الناس أجمعين ... " لماذا وليد ...؟ " " سيف ... " " كنتَ على وشك الوصول لقاعة الامتحان ... ما الذي أخبرك به ، ثم أجبرك على ترك الامتحان و الذهاب إلى تلك المنطقة ؟ و بالتالي ... قتله ؟؟ " " كان يجب أن أقتله ... " " لماذا قل ؟ أخبرني ... " " لأنه ... " " أجل ..؟؟ " " لأنه ... ... لأنه اختطف صغيرتي رغد ... و هددني بإيذائها ما لم أسرع بالحضور لتلك المنطقة ... " أصيب سيف بالذهول ... و اتسعت حدقتا عينيه و انفغر فاه مصعوقا ... قال ، دون أن تتلامس شفتاه : " و ... ؟ " " و انتهى كل شيء .... " |
#68
|
||||
|
||||
مينفعش ننزل القصة كلها
انا بكره الإنتظار ومبحبش التعليق ماشى يا بنت الإسلام علقينا وشوقينا براحتك مسيرك هتيجى فى قصة من قصصى . .
__________________
|
#69
|
||||
|
||||
اقتباس:
نورتي ياقمر اقتباس:
|
#70
|
||||
|
||||
اقتباس:
ولو قريتوها هنزل واحده باليل خالالص منعا للملل اقتباس:
عشان هي قصة طويلة ومش عايزة دلع بس انا كمان مش بحب التعليق في القصص اللي زي دي بستنى كام حلقة واقراهم على بعض آخر تعديل بواسطة JusT DreaM ، 02-11-2008 الساعة 02:27 AM |
#71
|
||||
|
||||
اقتباس:
بس مش هتوصل ل15 سنة كتيرة اوي وليد ميستحملش انا غيرت الخط وخليته العادي بس بعد اذن حضرتك غيرت اللون عشان هنحتاج تغيير اللون |
#72
|
||||
|
||||
هو مينفعش تنزل كلها مرة واحدة
بدل نظام التموين اللى بتعمليه معانا ده يا مسسسسسهههههههل
__________________
عجبتني كلمة من كلام الورق .. النور شرق من بين حروفها و برق حبيت أشيلها ف قلبي .. قالت حرام ده أنا كل قلب دخلت فيه اتحرق
|
#73
|
||||
|
||||
وبعدين معاك يا وليد
مسكين والله جدا كلما قرأت حلقات القصة انتابتنى حالة غريبة من الحزن والالم حتى بعد انتهائى من قراة الحلقة وبعد اقلاعى من امام الجهاز إلا ان صورة وليد ورغد بمخيلتى طوال الوقت ودائما افكر ماذا سيحل بهما وماذا مخبى لهم الزمان ومتى يخرج وليد والى اى مدى سوف يتحمل كل هذه الشدائد والصعاب اسئلة كثيرة جدا لا نقدر على اجابتها انتى فقط قادرة على عرض هذه الاجابات شكرا لك لمداومتك وانتظامك فى وضع الحلقات فى مواعيدها تعرفى :- بعد ما اخلص شغلى وانا فى طريقى الى البيت اقعد ادعى الله ان حضرتك تكونى وضعتى الحلقة الجديدة وكمان ادعى الله ان يكون النت موجود مش مفصول ولا ارتاح إلا لما اقرأ الحلقة الجديده وبعد قراة الحلقة الجديدة على الانتظار 24ساعة اخرى فى انتظار الجديد ودخلنا فى دوامة وليد وبدون سابق انزار شكرا لك وفى انتظار الجديد
__________________
|
#74
|
||||
|
||||
الحلقةالثامنة
ذات يوم ... و فيما كنا أنا و نديم و بعض شركاء الزنزانة نسلي أنفسنا باللعب بالحصى ، و هي لعبة سخيفة اخترعناها من أجل قطع الوقت الذي لا ينتهي ، و كنا نسر أو نتظاهر بالسرور أو نقنع أنفسنا به ، فتح الباب و دخل مجموعة من العساكر . توقفنا جميعا عن اللعب ، و انسابت أنظارنا نحوهم . لم نكن نشعر بأي طمأنينة لدى دخول إي منهم ... فمجيئهم ينذر بالشر و الخطر بدأ العساكر يجولون بأبصارهم فيما بيننا بازدراء و تقزز . ثم تقدم أوسطهم خطوة للأمام و قال : " نديم وجيه " و جعل ينقل بصره من واحد لآخر ... نديم أجاب بعد برهة : " أنا " استدار العسكري إلى رفاقه و أومأ إليهم تقدّم اثنان منهم و أقبلا نحو نديم ... و قالا بحدة : " انهض " نهض نديم ببرود ، فإذا بهما يطبقان عليه بشراسة و يقودانه نحو الباب ... نديم سار معهما دون مقاومة ، فيما كانت أفئدتنا وجلة متوقعة شرا . لم ينبس أحدنا ببنت شفة ، و بقينا في صمت رهيب و نحن نراقب نديم بقلق ، فيستدير هذا الأخير ليلقي علينا نظرة و يبتسم ... خرج العساكر بنديم و أقفلوا الباب و بقينا في صمت فظيع لبضع دقائق ... كنت أنا أول من أصدر صوتا اخترق جدار الصمت الموحش حين قلت : " إلى أين أخذوه ؟ " هز البقية رؤوسهم في حيرة و تساؤل ... مضت ساعتان أو أكثر و نحن في هدوء و قلق ... في انتظار عودة نديم و بدا أنه لن يعود .. بدأت أذرع الزنزانة ذهابا و جيئة و أنا أدعو الله ألا يكون نديم قد أعدم ... و بينما أنا كذلك ، إذا بالباب يفتح مجددا ، و يدخل اثنان من العساكر يحملان نديم و يلقيان به أرضا ، ثم ينصرفان ... أقبلنا بسرعة نحو نديم فإذا بالدماء تلطخ جسمه و ملابسه... و إذا بالجروح و الكدمات الملتهبة تغطي جسده ... " نديم ! ماذا فعلوا بك ؟؟ " صرخت في ذعر و أنا أرفع رأسه و أسنده على ركبتي ... لم يكن نديم بقادر على الكلام من شدة الإعياء و كان جليا لنا أنه تعرض لتعذيب شديد ... تناوبنا جميعا في العناية به حتى بدأت الحياة تجري في عروقه . أخبرنا فيما بعد بأنهم أوسعوه ضربا من أجل الإدلاء بمعلومات لا علم له بها ... و أنهم في طريقهم لإعدامه حتما في اليوم التالي ، حضر العساكر أيضا ، و ما أن دخلوا السجن حتى ارتعشت قلوبنا جميعا و اشرأبت أعناقنا و تعلقت أبصارنا بهم في حالة لا توصف من الذعر في تلك اللحظة كنت أجلس جوار نديم أنظف بعض جروحه و بلا شعور مني أمسكت بذراعه بقوة خشية أن يأخذوه ... هتف أحدهم : " معتز أنور " انتفضنا جميعا ، و كان معتز ، و هو أحد زملاء الزنزانة ، و أحد مجرمي السياسة، أكثرنا انتفاضا و ذعرا صرخ معتز بفزع : " لا " و تقدم العساكر نحوه ، و هو يتراجع للوراء و يداه ترتجفان و العرق يغرق جسمه الهزيل ... تقدم العساكر بلا رحمة و أمسكوا به و هو يصرخ و يقاوم في عجز ، و قادوه خارجا . و ما هي إلا ساعة و نصف الساعة ، حتى أعيد إلينا بحالة سيئة ، مليئا بالجروح و الكسور أيضا . أصبحنا نعيش حالة مستمرة من الخوف الشديد ، و لم يستطع أحدنا النوم بعدها . و أصبحنا لمجرد سماعنا لأي صوت يصدر من ناحية الباب ، يركبنا الفزع المهول و جاء اليوم التالي ، و جاء العساكر مجددا ... كنا جميعا متكومين قرب بعضنا البعض ، و أعيننا محدقة بهم ، و كل منا في خشية من أن يكون التالي ... " وليد شاكر " عندما نطق باسمي صعقت ، بل و صعق جميع من معي ... أخذ قلبي يخفق بعنف ، و أنا أراقب العساكر يتقدمون نحوي خطوة خطوة صرخت : " لكنني لست على علاقة بالسياسة " لم أكد أنهي جملتي إلا و العساكر قد أمسكوا بي ... حاولت سحب يدي من بين أيدهم بكل ما استطاعت عضلاتي إمدادي به القوة ... و فشلت ... " أنا هنا لجريمة قتل ... لا شأن لي بالسياسة " حاولت مستميتا التخلص منهم و مقاومتهم دون جدوى قادوني عنوة نحو الباب و لم يستطع أحد زملائي النطق بكلمة واحدة و أنا أسحب إلى الخارج نظرت إلى نديم و قلت : " ماذا سيفعلون بي ؟ ما الذي فعلته أنا ؟ " نديم أغمض عينيه بقوة ، في أسف و ألم و كأنه يقول : أرثي لك ، ويل لك مما ستلقى ... و لقيت ، ما لم ألقه في حياتي مطلقا ... لقيت... أصنافا من العذاب التي أتوجع و أتلوّى من مجرد ذكرها ... عذابا ... ينسي المرء اسمه و جنسه تمنيت ساعتها ، لو أن أمي لم تلدني لو أنني قتلت نفسي يوم قتلت عمّار لو أن الله خلقني بلا أعصاب و إحساس ... و لا قلب ... و لو أن الدنيا خلت من اسم العذاب و اسم السجون و حتى من اسم رغد ... الأوقات الوحيدة في حياتي كلها ، التي تمنيت فيها لو أن رغد لم تكن ... و لم توجد ... أصبت بكسر في أنفي جعل شكله يتغير و تظهر انحناءة صغيرة أعلاه . بقيت ممدا على سريري بلا حراك ليومين ، كان فيها من بقى من زملائي سالما يعتني بي ، و بنديم و معتز ، و اثنين آخرين ... بعدها بأيام ، علمنا من الحارس أن اسمي قد أدرج خطأ ضمن قائمة المجرمين السياسيين ! مجرد خطأ ... ! كان ذلك بعد عدة أشهر من زيارة سيف الأولى و قبل أشهر أخرى من زيارته التالية و التي ابتدأها بقول : " وليد ! ماذا فعلت بأنفك !؟ " سردت على سيف ما حصل ، و وعدني بان يتم ذكر هذا في ملفي . عندما سألته عما جد في موضوعي أخبرني بأن والده لا يزال يدرس الأمر ، و لدى سؤالي عن أهلي قال : " اختفوا ! " زاد ذلك ضيقي و إحباطي الشديدين و قضى على بقايا الأمل بالخروج من هذا المكان ... بدأت أؤمن بأنهم قد قتلوا جميعا في الحرب ... و إن كان الأمر كذلك ، فإنني لا أرغب في الخروج ... بل أرغب في الموت .... أحقا لم يعد لأهلي أي وجود ؟؟ أماتوا ؟ أم تخلوا عني ؟ أم ماذا ؟؟ و رغد ؟؟ ماذا حل برغد ؟؟ في تلك الليلة ، رأيت كابوسا أفزعني ... رغد و سامر يلهوان بالدراجة الهوائية ، ثم يهويان في حفرة مليئة بالجمر المتقد ثم تشتعل النيران و تكبر ، و تحرق منزلنا ... و آتي صارخا أحاول إخراج رغد من الحفرة ... و أمد يدي فإذا بي أخرج حزاما طويلا تأكله النيران ... و أقرب وجهي من الحفرة ، فإذا بي أرى وجه عمّار في الداخل ، يبتسم ثم يقهقه و أسمع صراخا يدوي السماء صراخ رغد ... " و ليـــــــــد ... أنا خائفة ... تعال " أفقت من نومي مذعورا ، و العرق يبلل ملابسي و فراشي ، كما تبلل الدموع وجهي المفزوع ... كنت أرتجف ، و أتنفس بصعوبة بالغة ... و بلا إدراك اهتف " رغد ... رغد " صديقي نديم أقبل نحوي و أخذ يهدئني و يطمئنني ... " هوّن عليك يا وليد ... لم يكن إلا كابوسا " لم أشعر بنفسي و أنا ارتمي على صدر نديم و أبكي بقوة و أهذي ... " أريد العودة لأهلي ... دعوني أراهم و لو مرة واحدة ثم اقتلوني ... لا أريد الموت قبل ذلك ... أريد أن أحقق أحلامي ... أريد أن أكمل دراستي ... أريد العودة إلى رغد ... كان يجب أن أقتله ... انتظريني يا رغد فأنا قادم ... " و نهضت كالمجنون ... و توجهت نحو الباب و أخذت أضربه بعنف و أصرخ : " أخرجوني من هنا ... أخرجوني من هنا أيها الأوغاد " لحق بي نديم ليمنعني من إثارة مشكلة ألا أنني أبعدته عني بركلة قوية من رجلي ... و ظللت أركل الباب بشدة و أنا مستمر في الصراخ ... حضر مجموعة من الحراس و فتحوا الباب ، ثم انهالوا علي ضربا بعصيهم حتى شلوا حركتي ... و انصرفوا ... لم يجرؤ أحد السجناء على فعل شيء حتى لا يلقى ذات المصير و منع عني الطعام في اليوم التالي تدهورت صحتي الجسدية و النفسية بشدة بعد تلك الليلة ، و قضيت عدة أسابيع طريح الفراش ... و ربما هذا ما منع العساكر من تطبيق نظام التعذيب اليومي على جسدي ... إلا إن أدركوا أنهم كانوا مخطئين ! جسدي ، و الذي كان ضخما و قويا ، تحول إلى عظام متراكمة فوق بعضها البعض بلا حول و لا قوة ... بعد فترة وجيزة ، صدر قرار يمنع زيارة السجناء ، و لم يعد سيف للظهور مجددا و انتهى أملي الوهمي بالخروج من هنا .... و استسلمت أخيرا لحياة السجون .... حاولت أن أصف لكم بعض الذي قاسيته في ذلك السجن الذي قضيت فيه فترة شبابي اليافع ... و التي ضاعت سدا ... فترة جافة قاسية أكسبتني جفافا و خشونة لم أولد بهما و لم أتربى عليهما و غيرت في بعض طباعي ، و بدأت أدخن السجائر كان الحارس يتصدق علينا بسيجارة واحدة ، ندور بها فيما بين شفاهنا جميعا ... و تقتسم همومنا و نقتسم سمومها .... و مر عام آخر ... و أكثر ... ألمّ المرض بصديقي نديم من جراء التعذيب المستمر ... كان على فراشه ، و كنت اعتني بجروحه و إصاباته التي لم شملت حتى أطراف أصابعه ... " وليد .. " " نعم يا عزيزي ؟ " " يجب أن تخرج من هنا ... " قال نديم ذلك ثم رفع يده و مسح على رأسي ، ثم وضعها فوق كتفي . " يجب أن تخرج من هنا يا وليد و إلا لقيت حتفك " " إنني هالك لا محالة ... لا جدوى و لا أجمل ... " " افعل شيئا يا وليد و غادر هذا المكان ... إنك لا زلت شابا صغيرا ... " كنت الأصغر سنا بين الجميع ، و أكثرهم تذمرا و شكوى ، و بكاءا ، إلا أنني هدأت و استسلمت لما فرضته الأقدار علي ... و لم يعد الأمر يفرق معي ... ابتسمت ابتسامة استهتار و سخرية ، و يأس ... نديم كان ينظر إلي بعين عطف شديد و محبة أخوية ... قال : " اسمعني يا وليد ... لدي مزرعة في المدينة الشمالية ، حيث كنت أعيش مع ابنتي و زوجتي ... متى ما خرجت من هنا ... فاذهب إليهما و أخبرهما بأنني كنت أفتقدتهما كثيرا و أنني بقيت على أمل العودة إليهما دون يأس لآخر لحظة في حياتي ... " " نديم ... " قاطعني قائلا : " لا تنس ذلك يا وليد ... و إن احتاجتا مساعدة منك ... فأرجوك ... ابذل ما باستطاعتك " أقلقتني الطريقة التي كان نديم يتحدث بها ، هززت رأسي و قلت : " لماذا تقول ذلك يا نديم ...؟ " و انتظرت أن يجيب لكنه لم يجب ... و تحركت يده الممدودة على كتفي ، ثم هوت للأسفل ... و ارتطمت بالفراش ... و سكنت سكون الموت ... إنا لله ... و إنا إليه راجعون .... بعد سنتين من ذلك ... و في أحد الأيام ... و فيما أنا مضطجع على سريري بكسل و عدم إكتراث ، أدخن بقايا السيجارة بلا مبالاة ، و انظر إلى السقف و أرى الحشرات تتجول دون أن يثير ذلك أي اهتمام لدي ... إذا بالباب يفتح ، ثم يدخل بعض الضباط معظم زملائي وقفوا في قلق ... أما أنا ، فلم أحرك ساكنا ... و بقيت أراقب سحابة الدخان التي نفثتها من صدري ترتفع للأعلى ... و تتلاشى ... " وليد شاكر " هتف أحد الضباط ... فقمت بتململ و التفت إليه ببرود لم يعد يهمني إن كان لدي أي درس جديد في الضرب أو غيره ... عاد الضابط يهتف بحدّة : " وليد شاكر " نهضت عن فراشي و وقفت ازاء الضباط و أجبت بضجر : " نعم ؟ " و أقبل بعضهم نحوي ، فرميت بالسيجارة أرضا و سحقتها باستسلام ... أمسكوا بي و قادوني نحو الباب ، فسرت بخضوع تام ... عندما صرت أمام الضابط الذي ناداني ، رمقني بنظرة احتقار شديدة و هي نظرة قد اعتدت عليها و لم تعد تؤثر بشعوري ... قال : " وليد شاكر ؟ " أجبت : " نعم أنا ، و لا علاقة لي بالسياسة ، أرجو أن تتاكد من ذلك جيدا " رفع الضابط يده و صفعني على وجهي صفعة قوية كادت تكسر فكي ... ثم قال : " هذه تذكار " التفت إلى زملائي و عيني تقدح بالشر ، و قابلتني نظراتهم بالتحذير ... فكتمت ما في صدري ، ثم قلت : " ثم ماذا ؟ " ابتسم الضابط ابتسامة خبيثة دنيئة ، ثم قال : " لاشيء ! فقط ... أفرجنا عنك " |
#75
|
||||
|
||||
اقتباس:
ماهي حلاوتها في تموينها
كويس انك متابعه عشان كنت شوية وهضربك يلا رحمتي نفسك نورتي ياقمر |
العلامات المرجعية |
|
|