|
#1
|
||||
|
||||
(38) أمنمحات الثالث كان عهده أطول من عهد أي ملك آخر في هذه الأسرة؛ حيث ظل جالسًا على العرش نحو ثمانية وأربعين عامًا، ومع هذا كان عهده عهد رَخَاء وطُمَأنينة؛ لأن حروب والده وإصلاحاته قد هَيَّأت له تلك الظروف المُلائِمة، فانصرف إلى الأعمال الدَّاخلية ونهض بالكثير من المشروعات العُمْرَانية؛ حيث شَيَّد كثيرًا من المباني في مختلف البلاد ونظَّم شُئون الرَّي؛ ولذا وجَّه عنايته إلى منطقة الفيوم، وأرسل بَعَثات مُتتالية إلى مناطق المناجم في سيناء وإلى المحاجر في وادي حَمَّامات وطُره، كما كان يستحضر الذهب من بلاد النوبة ... وبلغ من اهتمامه بشئون الزراعة أن سجَّل ارتفاع الفيضان في معظم سنوات حُكمه في قلعتي سمنة وقمة؛ بقصد التَّصرف في مياه النَّهر حسب ظروف الفيضان، ووفقًا لما تقتضيه مشروعاته في إصلاح بعض الأراضي وخاصة في منطقة الفيوم؛ وقد أقام هَرمَه بالقُرب من هوَّارة. مات أمنمحات الثالث سنة 1814 ق.م.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
(39) أمنمحات الرابع اشترك مع والده في العام الأخير من حُكمه ثم انفرد بعد ذلك بالعرش؛ ولكنه لم يستمر إلا نحو تسعة أعوام، والظاهر أنه لم يكن في نشاط أسلافه أو في مهارتهم السياسية والإدارية ... ومعلوماتنا عن عهده قليلة وإن كانت آثاره تدلّ على أنّه أرسل بعثات إلى المحاجر والمناجم في وادي الهودى وسيناء، وأنّه شيَّد بعض العمائر في الفيوم وطيبة وغيرهما؛ ويبدو أنّه لم يترك وريثًا حيث خلفته ملكة تُدعى: سبك نفروع. مات أمنمحات الرابع سنة 1806 ق.م.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
(40) سبك نفروع لا ندري هل كانت هذه الملكة شقيقة لأمنمحات الثالث وزوجة له في نفس الوقت أم أنها كانت أخته فقط؟! وكل ما نعلمه عن هذه الملكة أن حكمها كان قصيرًا لم يزد عن ثلاثة أعوام إلاّ قليلًا، وأنها شيَّدت هَرمَها بالقُرب من هرم أمنمحات الثالث في هوَّارة، وقد عُثِر على بعض آثار أخرى لها بالقُرب منه أيضًا. وبانتهاء عهد هذه الملكة انتقل الملك إلى الأسرة الثالثة عشرة ولا ندري شيئًا عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، وربما كان هذا الانتقال نتيجة لحدوث اضطرابات داخلية أو منازعات بين أفراد البيت المالك، أو أن آخر ملك في الأسرة الثانية عشرة لم يترك وريثًا للعرش كما لم تترك سبك نفروع التي تلته في حكم البلاد وريثًا هي الأخرى. وكانت الفترة التي أعقبت عهد الأسرة الثانية عشرة فترة ضعف، حكمت فيها الأسرتان الثالثة عشرة والرابعة عشرة، وبعدئذٍ تولى حكم مصر ملوك أجانب يعرفون باسم الهكسوس تعاقبوا في أسرات ثلاث هي: الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة، وهذه الأخيرة كانت تعاصرها أسرة سابعة عشرة أخرى مصرية مقرها في طيبة. ومع كلٍّ، فقد ظلَّت أُصول الحضارة التي تميَّزت بها الدولة الوسطى ثابتة خلال تلك الفترة ولم يتناولها تغيير يُذكَر؛ مما مكَّن الدولة الحديثة أن تبلغ القِمة في مضمار المدنية والرُّقي. ماتت سبك نفروع سنة 1802 ق.م.
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
مصر قوية باذن الله
|
#5
|
||||
|
||||
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
(41) أحمس الأول لا نَدري كيف انتهت حياة كاموزا (هو أول مَن ابتدأ قتـال الهكسوس ولكن لم يُترجم له أحد من المؤرخين) وهل لقي مصرعه أثناء كفاحه ضد الهكسوس كما حدث لسابقه من قبل أم أنه مات ميتة طبيعية قبل أن يتمكّن من إخراج الهكسوس من مصر؟! ومهما يكن من أمر فقد برز اسم أحمس الأول فجأة في النصوص المصرية على أنه هو الذي طرد الهكسوس نهائيًّا من مصر. وأحمس وإن كان من نسل ملوك الأسرة السابعة عشرة؛ إلا أنه يعتبر مؤسسًا للأسرة الثامنة عشرة، وقد استأنف الجهاد بعد سلفه كاموزا ومضى في حربه ضد الهكسوس إلى أن سقطت عاصمتهم "أواريس" في يده، ثم طاردهم إلى فلسطين؛ حيث تحصّنوا في "شاروهن" ولكن حاصرهم فيها ثلاثة أعوام إلى أن سقطت هي الأخرى في يده، وبهذا تم انتصاره عليهم وقضى على قوّاتهم نهائيًّا. ومن المصادر المهمة عن الأسرة الثامنة عشرة في شطرها الأول بصفة عامة وعن عهد أحمس بصفة خاصة نصوص مقبرتين لضابطين معمرين اشتركا مع أحمس في حروبه ضد الهكسوس واستمرا في الخدمة العسكرية في عهد خلفائه، وكان كل منهما يُدعى أحمس كذلك؛ ولكن أحدهما كان يعرف باسم أحمس بن نخب أما الآخر فكان اسمه أحمس بن أبانا، وهذه النصوص تصف لنا بعض تفصيلات المعارك التي خاضها أحمس في كفاحه ضد الهكسوس كما تشير إلى حروبه في النوبة، وقد وجدت آثار أخرى من عهده تثبت أنه أخضع شمال النوبة وشيَّد هناك إحدى القِلاع وبدأ وضع سياسة لإدارة هذه البلاد بتعيين حاكم عسكري عليها وإسناد شئونها المالية والإدارية إلى أمير نخن "إقليم الكاب". ويبدو من نصوص خلفها أحمس أن ثلاث سيدات كان لهن أكبر الأثر في حياته بصفة خاصة وفي تاريخ مصر في تلك الآونة بصفة عامة؛ وأولى هذه السيدات هي: تتي شري جدّة أحمس التي ظل وفيًّا لذكراها وبنى لها قبرًا رمزيًّا في أبيدوس وضع به لوحة تذكارية، وثانيتهن هي: والدته إعح حتب التي لعبت دورًا خطيرًا في الكفاح ضد الهكسوس، أما السيدة الثالثة فهي: أحمس نفرتاري التي كانت زوجة لكل من أخويها كاموزا وأحمس على التوالي. مات أحمس الأول سنة1525 ق.م.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
(42) أمنحتب الأول تولّى العَرش وهو صغير؛ ولكنه كان خبيرًا بالمُلك ومِقدامًا كأسلافه، فتُشير النصوص إلى أنَّه ذهب في حملة إلى النوبة وتوغَّل فيها إلى سمنة "جنوب الشلال الثاني" على الأقل حيث ترك "ثوري" الحاكم المصري على النوبة في عهده نصين أحدهما في سمنة والثاني في أورونارتي "جزيرة الملك"، وهما مؤرخان بالسنة السابعة والسنة الثامنة من عهد أمنحتب على التوالي، ومن المرجَّح أن السبب في قيام أمنحتب بهذه الحملة يرجع إلى حدوث ثورة في النوبة، ويبدو أنه تعقَّب زعيم الثَّورة إلى الصحراء أو أن الثائرين كانوا من القبائل التي تعيش على حافتها؛ وقد وصل نفوذ أمنحتب إلى منطقة "كاروي" أي: إلى قرب "نبتة" عند الشلال الرابع؛ ولكن لا يوجد لدينا من الأدلة ما يؤيد وصول نفوذه إلى مثل هذا المكان البعيد، ولا تقتصر جهوده الحربية على النوبة وحدها فقد قام بغزوة ليبية؛ ولكنه لم يُذكَر سبب هذه الحملة أو المكان التي وصلت إليه. والظاهر أن الأمن كان مُستتبًّا في داخلية البلاد كما أن الحالة هَدَأت فيها؛ فلم يعد أمنحتب في حاجة إلى مزاولة النَّشاط العسكري وتفرَّغ للأعمال السِّلمية؛ حيث قام بتشييد بعض المباني وعمَّ الرَّخاء في عهده؛ وقد مات دون أن يترك من يخلفه على العرش. مات أمنحتب الأول سنة 1504 ق.م.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|