اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-04-2013, 04:58 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن الـنَّـوَّاسِ بن سمعانَ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثم، فقال: ((البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه النَّاس)) .
قال ابن دقيق العيد: (أمَّا البِرُّ فهو الَّذي يُبِرُّ فاعلَه، ويلحقه بالأبرار، وهم المطيعون لله عزَّ وجلَّ. والمراد بحسن الخلق: الإنصاف في المعاملة، والرِّفق في المحاولة، والعدل في الأحكام، والبذل في الإحسان، وغير ذلك من صفات المؤمنين) .
وقال علي القاري: (.. ((فقال: البِرُّ)) أي: أعظم خصاله، أو البِرُّ كلُّه مجملًا ((حسن الخلق)) أي: مع الخلق بأمر الحقِّ أو مداراة الخلق، ومراعاة الحقِّ. قيل: فُسِّر البِرُّ في الحديث بمعان شتى:
ففسَّره في موضع بما اطمأنَّت إليه النَّفس، واطمأنَّ إليه القلب.
وفسَّره في موضع بالإيمان، وفي موضع بما يقرِّبك إلى الله، وهنا بحسن الخلق، وفسَّر حسن الخلق باحتمال الأذى، وقلَّة الغضب، وبسط الوجه، وطيب الكلام، وكلُّها متقاربة في المعنى...
وقال بعض المحققين: تلخيص الكلام في هذا المقام أن يقال: البِرُّ اسمٌ جامعٌ لأنواع الطَّاعات والأعمال المقرِّبات، ومنه بِرُّ الوالدين، وهو استرضاؤهما بكلِّ ما أمكن، وقد قيل: إنَّ البِرَّ من خواصِّ الأنبياء عليهم السلام، أي: كمال البِرِّ. إذ لا يستبعد أن يوجد في الأمَّة من يوصف به، وقد أشار إليهما من أُوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم بقوله: حسن الخلق؛ لأنَّه عبارة عن حسن العشرة، والصُّحبة مع الخلق بأن يعرف أنهم أسراء الأقدار، وإنْ كان ما لهم من الخلق والخلق والرِّزق والأجل بمقدار، فيحسن إليهم حسب الاقتدار، فيأمنون منه، ويحبُّونه بالاختيار. هذا مع الخلق، وأما مع الخالق فبأَنْ يشتغل بجميع الفرائض والنَّوافل، ويأتي لأنواع الفضائل، عالـمًا بأنَّ كلَّ ما أتى منه ناقص يحتاج إلى العذر، وكل ما صدر من الحقِّ كامل يوجب الشُّكر) .
- وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزيد في العمر إلَّا البِرُّ، ولا يردُّ القدر إلَّا الدُّعاء، وإنَّ الرَّجل ليُحْرَم الرِّزق بخطيئة يعملها)) .
قال السِّندي في حاشيته: (قوله: ((لا يزيد في العمر إلا البِرُّ)) إمَّا لأنَّ البارَّ ينتفع بعمره وإن قلَّ، أكثر ممَّا ينتفع به غيره وإن كثر، وإما لأنَّه يُزاد له في العمر حقيقة، بمعنى أنَّه لو لم يكن بارًّا لقصر عمره عن القدر الذي كان إذا بَرَّ، لا بمعنى أنَّه يكون أطول عمرًا من غير البارِّ، ثمَّ التفاوت إنَّما يظهر في التَّقدير المعلَّق، لا فيما يعلم الله تعالى أنَّ الأمر يصير إليه. فإنَّ ذلك لا يقبل التَّغير. وإليه يشير قوله تعالى: يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد: 39]) .
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ. وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة. وما يزال الرجل يصدُق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور. وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار. وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتَّى يُكتب عند الله كذابًا)) .
قال القاري: (.. ((عليكم بالصِّدق)). أي: الزموا الصِّدق، وهو الإخبار على وفق ما في الواقع. ((فإنَّ الصِّدق)). أي: على وجه ملازمته ومداومته. ((يهدي)). أي: صاحبه. ((إلى البِرِّ)). وهو جامع الخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات، ويطلق على العمل الخالص الدَّائم المستمر معه إلى الموت. ((وإنَّ البِرَّ يهدي)). أي: يوصل صاحبه. ((إلى الجنَّة)). أي: مراتبها العالية ودرجاتها) .
__________________
  #2  
قديم 17-04-2013, 09:19 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السَّلف والعلماء في البِرِّ
- روي عن عيسى ابن مريم -على نبينا وعليه السلام-: (البِرُّ ثلاثة: المنطق والنَّظر والصمت، فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها) .
- وقال أبو الدَّرداء: (اعبدوا الله كأنَّكم ترونه، وعُدُّوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أنَّ قليلًا يغنيكم، خير من كثير يلهيكم، واعلموا أنَّ البِرَّ لا يبلى، وأنَّ الإثم لا يُنسى) .
وعن أبي الأشهب قال: (سمعت الحسن، يقول: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون: 60]، قال: كانوا يعملون ما عملوا من أنواع البِرِّ، وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله) .
- وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: (يكفي من الدُّعاء مع البِرِّ مثل ما يكفي الطَّعام من الملح) .
- و(قال سليمان بن عبد الملك: يا أبا حازم أيُّ عباد الله أكرم؟ قال: أهل البِرِّ والتَّقوى) .
- و(قال داود الطائي: البَرُّ همَّته التَّقوى، فلو تعلَّقت جميع جوارحه بالدُّنيا، لردَّته نيَّته يومًا إلى نيَّةٍ صالحةٍ، وكذلك الجاهل بعكس ذلك) .
- وقيل لسفيان بن عيينة: ما السَّخاء؟ قال: (السَّخاء: البِرُّ بالإخوان، والجود بالمال) .
- وقال مالك بن دينار: (ما من أعمال البِرِّ شيء إلا دونه عقبة، فإنْ صبر صاحبها أفضت به إلى رَوحٍ، وإنْ جزع رجع) .
- وقال ابن حزم: (ينبغي أنْ يرغب الإنسان العاقل في الاستكثار من الفضائل وأعمال البِرِّ التي يستحق من هي فيه الذِّكر الجميل، والثَّناء الحسن، والمدح، وحميد الصِّفة. فهي التي تقرِّبه من بارئه تعالى، وتجعله مذكورًا عنده عزَّ وجلَّ الذِّكر الذي ينفعه، ويحصل على بقاء فائدته، ولا يبيد أبد الأبد) .
- وقال ابن عبد البر: (وقالوا: البِرُّ في المساعدة، والمؤانسة، والمؤاخاة) .
- وعن يونس بن عبيد قال: (لا تجد شيئًا من البِرِّ واحدًا يتبعه البِرُّ كلُّه غير اللِّسان، فإنَّك تجد الرَّجل يُكثر الصيام ويُفطر على الحرام، ويقوم الليل ويشهد بالزُّور، وذكر شيئًا نحو هذا، ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحقٍّ، فيخالف ذلك علمه أبدًا) .
- وقال سهل بن عبد الله: (ليس كلُّ من عمل بطاعة الله صار حبيب الله، ولكن من اجتنب ما نهى الله عنه صار حبيب الله، ولا يجتنب الآثام إلا صدِّيق مقرَّب، وأمَّا أعمال البِرِّ فيعملها البَرُّ والفاجر) .
- وقال محمد بن علي التِّرمذي: (ليس في الدُّنيا حِمل أثقل من البِرِّ؛ لأنَّ من برَّك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك) .
- وقال ابن القيِّم: (إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوَّة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها) .
__________________
  #3  
قديم 17-04-2013, 09:23 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

فوائد البر
1- البِرُّ طريق موصل إلى الجنَّة:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجل يَصْدُق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا).
2- من فضائل البِرِّ أنه سبيل للزيادة في العمر:
فعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يردُّ القضاء إلَّا الدُّعاء، ولا يزيد في العمر إلَّا البِرُّ).
3- البِرُّ من أسباب سعادة المرء في الدَّارين.
4- البِرُّ يؤدِّي إلى نيل محبَّة النَّاس، وإلى الألفة وشيوع روح المحبَّة في المجتمع.
5- بذل البِرِّ يؤكِّد المحبَّة، فقد قيل: (أربعة تؤكِّد المحبَّة: حسن البِشْر، وبذل البِرِّ، وقصد الوفاق، وترك النِّفاق) .
قال الماورديُّ: (وأما البِرُّ، وهو الخامس من أسباب الألفة؛ فلأنَّه يوصل إلى القلوب ألطافًا، ويثنيها محبَّة وانعطافًا) .
6- البِرُّ طريقٌ لراحة البال، واستقرار النَّفس واطمئنانها:
ففي حديث وابصة بن معبد قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((جئتَ تسأل عن البِرِّ والإثم؟ قلت: نعم. قال: استفت قلبك، البِرُّ ما اطمأنَّت إليه النَّفس، واطمأنَّ إليه القلب)) .
7- البِرُّ إحدى الصِّفات التي لا تكتمل مكارم الأخلاق إلَّا بها:
عن النَّوَّاس بن سمعانَ رضي الله عنه: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثم؟ فقال: البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطَّلع عليه النَّاس)).
8- أنَّ كلَّ أنواع الخير ينطوي تحت كلمة البِرِّ .
قال ابن القيِّم: (إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها) .
9- أنَّ البِرَّ يحرس النِّعم ويحصِّنها:
يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ما نقص مال عبد من صدقة)) .
(وقيل: من تلقَّى أوائل النِّعم بالشُّكر، ثم أمضاها في سبل البِرِّ، فقد حرسها من الزَّوال، وحصَّنها من الانتقال) .
10- أنَّ البِرَّ والإحسان إلى النَّاس يعطي هيبة تعين على أمور الدُّنيا والدِّين .
فمن أحسن إلى النَّاس عظم في أعينهم، ولقي الاحترام والتوقير، وبادلوه الحبَّ، ممَّا يجعل له مكانته وهيبته في المجتمع، فتعينه تلك المكانة على أموره.
قال الشَّاعر:


أحسِن إلى النَّاس تستعبدْ قلوبهمُ***فطالما استعبد الإحسانُ إنسانًا
__________________
  #4  
قديم 17-04-2013, 09:25 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام البِرُّ
ينقسم إلى قسمين:
بِرُّ صِلَة، وبِرُّ معروف.
قال الماورديُّ: (والبِرُّ نوعان: صِلَة، ومعروف.
فأما الصلَة: فهي التَّبرع ببذل المال في الجهات المحدودة لغير عوض مطلوب، وهذا يبعث عليه سماحة النَّفس وسخاؤها، ويمنع منه شحُّها وإباؤها. قال الله تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9].
وأما النَّوع الثَّاني من البِرِّ فهو: المعروف، ويتنوع أيضا نوعين: قولًا وعملًا. فأما القول: فهو طيب الكلام، وحسن البِشْر، والتودُّد بجميل القول، وهذا يبعث عليه حسن الخلق، ورِقَّة الطبع، ويجب أن يكون محدودًا كالسَّخاء؛ فإنَّه إن أسرف فيه كان مَلَقًا مذمومًا، وإن توسط واقتصد فيه كان معروفًا، وبِرًّا محمودًا.
وأمَّا العمل: فهو بذل الجاه والمساعدة بالنَّفس، والمعونة في النَّائبة، وهذا يبعث عليه حبُّ الخير للنَّاس، وإيثار الصَّلاح لهم. وليس في هذه الأمور سَرَفٌ، ولا لغايتها حَدٌّ، بخلاف النَّوع الأوَّل؛ لأنَّها وإن كثرت فهي أفعال خير تعود بنفعين: نفع على فاعلها في اكتساب الأجر، وجميل الذِّكر، ونفع على المعان بها في التخفيف عنه، والمساعدة له) .
__________________
  #5  
قديم 17-04-2013, 09:29 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

صور البِرِّ
البِرُّ لفظةٌ تعمُّ جميع أعمال الإحسان، وتشمل كلَّ خصال الخير، وعلى هذا فللبر أشكال وصور كثيرة، لكنْ من أبرز صور البِرِّ والإحسان:
البِرُّ بالوالدين:
قال الله تعالى مثنيًا على نبيه عيسى عليه السلام: وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا [مريم: 32].
وقال عن نبيه يحيى عليه السلام: وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا [مريم: 14].
وقرن بر الوالدين بتوحيده فقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 23-24].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)) فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله (ويكاد الإنسان لا يفي والديه حقهما عليه مهما أحسن إليهما، لأنهما كانا يحسنان إليه حينما كان صغيرًا وهما يتمنيان له كل خير، ويخشيان عليه من كل سوء، ويسألان الله له السلامة وطول العمر، ويهون عليهما من أجله كل بذلٍ مهما عظم، ويسهران على راحته دون أن يشعرا بأي تضجر من مطالبه، ويحزنان عليه إذا آلمه أي شيء) .
ولا يقتصر بر الوالدين على حال حياتهما، بل يمتد أيضًا إلى ما بعد مماتهما، ففي الحديث ((عن أبي أُسَيْد مالك بن ربيعة السَّاعدي قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بِرِّ أبوي شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصَّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرَّحم التي لا تُوصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)) . وفي الحديث الآخر، حديث ابن عمر: ((مِنْ أبَرِّ البِرِّ، أن يصل الرَّجل أهل وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّي)) . فصلة أقارب الميت وأصدقائه بعد موته هو من تمام بِرِّه.
(وإذا قيل: فما هو البِرُّ الذي أمر الله به ورسوله؟ قيل: قد حَدَّه الله ورسوله بحَدٍّ معروف، وتفسير يفهمه كلُّ أحد، فالله تعالى أطلق الأمر بالإحسان إليهما، وذكر بعض الأمثلة التي هي أنموذج من الإحسان، فكل إحسان قوليٍّ أو فعليٍّ أو بدنيٍّ، بحسب أحوال الوالدين والأولاد والوقت والمكان، فإنَّ هذا هو البِرُّ... فكلُّ ما أرضى الوالدين من جميع أنواع المعاملات العرفيَّة، وسلوك كلِّ طريق ووسيلة ترضيهما، فإنَّه داخل في البِرِّ، كما أنَّ العقوق: كلُّ ما يسخطهما من قول أو فعل. ولكن ذلك مقيد بالطَّاعة لا بالمعصية. فمتى تعذَّر على الولد إرضاء والديه إلا بإسخاط الله، وجب تقديم محبَّة الله على محبَّة الوالدين. وكان اللَّوم والجناية من الوالدين، فلا يلومان إلا أنفسهما) .
__________________
  #6  
قديم 17-04-2013, 09:47 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

موانع فعل البِرِّ
1- البعد عن الله سبحانه وتعالى، وكثرة الذُّنوب تحيل بين المرء وبين عمل المعروف والبِرِّ.
2- البخل والشُّحُّ، وحبُّ المال، والحرص عليه، والتعلق به.
3- الحقد، والتَّحاسد، والكراهية تمنع الشخص من الإحسان إلى النَّاس.
4- الجهل بما يرتَّب على عمل البِرِّ من أجر عظيم.
الوسائل المعينة على فعل البِرِّ:
1- طلب رضا الله، فمن أراد التقرُّب إلى الله، فإنَّه سيسعى بكلِّ عمل يوصله إليه، ومن ذلك كلُّ أعمال البِرِّ.
2- تدريب النفس وتعويدها على عمل الصَّالحات، حتَّى وإن دعته نفسه إلى تركها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق...)).
3- حبُّ النَّاس، والسَّعي للتودُّد إليهم، والتقرُّب منهم، مدعاة للبِرِّ، والإحسان لهم.
4- معالجة النَّفس من مرضالبخل والشُّحِّ، ومحاولة تعويدها على الإنفاق في وجوه الخير، وفي مختلف القرب:
قال تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ [آل عمران: 92].
5- تقوى الله ومخافته، طريق يجعل الإنسان يسعى لإرضائه جلَّ وعلا: قال تعالى: وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى [البقرة: 189].
6- نزع الحقد والغلِّ والحسد وغيرها من الصِّفات القبيحة، والتي تقف حائلًا أمام الإحسان إلى النَّاس وبرِّهم.
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 20-04-2013 الساعة 02:23 PM
  #7  
قديم 17-04-2013, 09:52 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحِكَم والأمثال في البِرِّ
- أخ أراد البِرَّ صرحًا فاجتهد .
- البِرُّ أن تعمل في السِّر عمل العلانية .
- خير البِرِّ عاجله .
- برُّ الكريم طبع، وبرُّ البخيل دفعٌ .
- أبرُّ من هرَّة
- خير البِرِّ ما صفا وضفا .
- (سئل بزَرْجَمهر الحكيم: من أولى النَّاس بالسَّعادة؟ فقال: من سلم من الذُّنوب. فقيل له: من أفضل النَّاس عيشًا؟ قال: المجتهد الموَفَّق. قيل له: فما أفضل البِرِّ؟ قال: الورع) .
- قال ابن المقفع: (من أفضل البِرِّ ثلاث خصال: الصِّدق في الغضب، والجود في العُسرة، والعفو عند القدرة) .
- يقال: (ثلاث من كنوز البِرِّ: كتمان الصَّدقة، وكتمان الوجع، وكتمان المصيبة) .
- ويقال: (مكتوب في التوراة: من يزرع البِرَّ يحصد السَّلامة) .
- يقال: (سبعة أشياء من كنوز البِرِّ، وكلُّ واحد من ذلك واجب بكتاب الله تعالى.
أولها: الإخلاص في العبادة، لقول الله عزَّ وجلَّ: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء[البينة: 5]، والثَّاني: بِرُّ الوالدين، لقوله عزَّ وجلَّ: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان: 14]، والثَّالث: صلة الرَّحم، لقوله عزَّ وجلَّ: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء: 1]، والرَّابع: أداء الأمانة، لقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء: 58] الآية. والخامس: أن لَّا يطيع أحدًا في المعصية، لقول الله عزَّ وجلَّ: وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ آل عمران: 64[، والسَّادس: أن لَّا يعمل بهوى نفسه، لقول الله عزَّ وجلَّ: وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ]النازعات: 40[، والسَّابع: أن يجتهد في الطَّاعة، ويخاف الله تعالى، ويرجو ثوابه، لقوله تعالى: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ]السجدة: 16[، فالواجب على كلِّ إنسان أن يكون خائفًا باكيًا، فإنَّ الأمر شديد) .
- ويقال: (من علامات التَّوفيق ثلاث: دخول أعمال البِرِّ عليك من غير قصد لها، وصرف المعاصي عنك مع الطَّلب لها، وفتح باب اللَّجَأ والافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ في الشِّدَّة والرَّخاء، ومن علامات الخذلان ثلاث: تعسُّر الخيرات عليك مع الطَّلب لها، وتيسُّر المعاصي لك مع الرَّهَب منها، وغلق باب اللَّجَأ والافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ) .
- وقالوا: (البِرُّ في المساعدة، والمؤانسة، والمؤاخاة) .
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 20-04-2013 الساعة 02:24 PM
  #8  
قديم 17-04-2013, 10:01 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

البِرُّ في واحة الشِّعر
قال ابن الأعرابي:


ليس بما ليس به بأسٌ باسُ***ولا يضيرُ البَرَّ ما قال النَّاسُ



قال الشَّاعر:


واللهُ أنجحُ ما طلبتَ به***والبِرُّ خيرُ حقيبةِ الرَّحْلِ



وقال آخر:


وما البِرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُّقى***وما المال إلا مُعْمَراتٌ ودائع



وقال سابق البربري:


إنَّ التُّقى خيرُ زادٍ أنت حاملُه***والبِرُّ أفضلُ شيءٍ ناله بشرُ



وقال آخر:


والإثمُ مِن شرِّ ما يُصالُ به***والبِرُّ كالغيثِ نبتُه أَمِرُ



وقال آخر:


من لم يُنِلْك البِرَّ في حياتِه***لم تبكِ عيناك على وفاتِه



وقال آخر:


بُنيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنُ***المنطقُ الليِّنُ والطُعَيِّمُ



أنشد الكُرَيْزي:


مِن خيرِ ما حُزتَه وُدٌّ لذي كرمٍ***يجزيك ما عشتَ بالإحسانِ إحسانا



تلقَى بشَاشَته في قربِه وإذا***أنال نالك منه البِرُّ ما كانا



قال الشَّاعر:


وكم صاحبٍ أكرمته غيرَ طائعٍ***ولا مكرهٍ إلا لأمرٍ تعمَّدا



وما كان ذاك البِرُّ إلا لغيرِه***كما نصبوا للطيرِ بالحبِّ مصيدا



وقال أبو العتاهية:


وإن امرأ لم يرتجِ النَّاسُ نفعَه***ولم يأمنوا منه الأذَى لَلَئيمُ



وإن امرأ لم يجعلِ البِرَّ كنزَه***ولو كانت الدُّنيا له لعديمُ



قال الصرصري:


واغرسْ أصولَ البِرِّ تجْنِ ثمارَها***فالبِرُّ أزكَى منبتًا للغارسِ



وقال سفيان ابن عيينة:


أَبُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنُ***وجهٌ طليقٌ وكلامٌ ليِّنُ



وأنشد أبو الحسن الهاشمي:


النَّاس كلُّهم عيالُ***اللهِ تحتَ ظلالِه



فأحبُّهم طُرًّا إليه***أبرُّهم لعيالِه



قال أبو إسحاق الإلبيري:


فلا ترضَ المعايبَ فهي عارٌ***عظيمٌ يُورثُ الإنسانَ مقتا



وتهوي بالوجيهِ من الثُّريَّا ***وتبدلُه مكانَ الفوقِ تحتا



كما الطَّاعاتُ تَنعَلُكَ الدَّراري ***وتجعلُك القريبَ وإن بعدتا



وتنشرُ عنك في الدُّنيا جميلًا***فَـتُلفي البِرَّ فيها حيث كنتا



وتمشي في مناكبها كريمًا***وتجني الحمدَ ممَّا قد غرستا



قال الوليد ين يزيد:


من يتَّقِ الله يجدْ غِبَّ التُّقى***يومَ الحسابِ صائرًا إلى الهدَى



إنَّ التُّقى أفضلُ شيءٍ في العملْ***أرى جماعَ البِرِّ فيه قد دخلْ


__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 03-05-2013 الساعة 11:50 PM
  #9  
قديم 17-04-2013, 10:04 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

البَشَاشَة

معنى البَشَاشَة لغةً واصطلاحًا
معنى البَشَاشَة لغةً:
البَشَاشَة: هي طلاقة الوجه، وقد بَشِشْت به، أَبَشُّ بَشَاشَةً، ورجل هَشٌّ بَشٌّ، أي طَلْق الوجه طيب .
ومن معاني البَشِّ: اللُّطف في المسألة، والإقبال على الرجل، وقيل: هو أن يضحك له، ويلقاه لقاء جميلًا. تقول: بَشِشْت به بَشًّا وبَشَاشَةً. والبَشِيش: الوجه. يقال: رجل مضيء البَشِيش، أي: مضيء الوجه.
والبَشُّ أيضا: فرح الصَّديق بالصَّديق، والتَّبَشْبُش في الأصل التَّبَشُّش، فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات، فقلبت إحداهن باءً .
وقولهم: قد رحب فلان بفلان وبَشَّ به، معنى بَشَّ به: سُّرَّ به، وفرح، وانبسط إليه .
معنى البَشَاشَة اصطلاحًا:
البَشَاشَة هي: طلاقة الوجه، مع الفرح، والتَّبسُّم، وحسن الإقبال، واللُّطف في المسألة .
أما طلاقة الوجه: وهو إشراقه حين مقابلة الخلق، وهو ضدُّ العبوس.
وهي أيضًا: السُّرور بمن تلقاه .
__________________
  #10  
قديم 17-04-2013, 10:06 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين البِشْر والهشاشة والبَشَاشَة
هناك فرق بين البِشْر والهشاشة والبَشَاشَة، فالبِشْر أول ما يظهر من السُّرور بلُقي من يلقاك، ومنه البِشَارة، وهي أول ما يصل إليك من الخبر السَّار، فإذا وصل إليك ثانيًا،لم يُسَمَّ بشارة، ولهذا قالت الفقهاء: إنَّ من قال: من بشَّرني بمولود من عبيدي فهو حرٌّ. أنه يُعتق أول من يخبره بذلك. وفي المثل: البِشْر علم من أعلام النَّجح.
والهَشَاشَة هي الخفَّة للمعروف، وقد هَشِشْت يا هذا، بكسر الشين، وهو من قولك: شيء هَشٌّ، إذا كان سهل التَّناول، فإذا كان الرَّجل سهل العطاء، قيل: هو هَشٌّ بَيِّنُ الهَشَاشَة.
والبَشَاشَة: إظهار السُّرور بمن تلقاه، وسواء كان أولًا أو أخيرًا .
__________________
  #11  
قديم 17-04-2013, 10:10 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مدح البَشَاشَة وطلاقة الوجه في السنة النبوية
وردت أحاديث من السُّنَّة النَّبويَّة، تحثُّ على البَشَاشَة وطلاقة الوجه، ومن هذه الأحاديث:
- عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، قال: قال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق)) .
(قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق))، روي (طَلْق) على ثلاثة أوجه: إسكان اللام وكسرها، وطليق، بزيادة ياء، ومعناه: سهل منبسط. فيه الحثُّ على فضل المعروف، وما تيسَّر منه وإن قلَّ، حتى طلاقة الوجه عند اللِّقاء) .
- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق)) .
قال المباركفوري: (...((وإنَّ من المعروف)) أي: من جملة أفراده، ((أن تلقى أخاك)) أي: المسلم. ((بوجهٍ)) بالتنوين، ((طَلْق)) معناه: يعني تلقاه منبسط الوجه متهلِّله) .
وقال في ((دليل الفالحين)): (أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الإيحاش عنه، وجبر خاطره، وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين) .
وقال أيضًا: (أي: متهلِّلٌ بالبِشْر والابتسام؛ لأنَّ الظَّاهر عنوان الباطن، فلُقْيَاه بذلك يشعر لمحبَّتك له، وفرحك بلُقْيَاه، والمطلوب من المؤمنين التوادُّ والتحابُّ) .
- عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)) .
((تبسُّمك في وجه أخيك)) أي: على وجه الانبساط. صدقة. أي: إحسان إليه، أو لك، فيه ثواب صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، والصَّدقات مختلفة المراتب .
قال المناوي: (...((تبسُّمك في وجه أخيك)) أي في الإسلام، ((لك صدقة)) يعني: إظهارك له البَشَاشَة، والبِشْر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصَّدقة. قال بعض العارفين: التبسُّم والبِشْر من آثار أنوار القلب، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ [عبس: 38-39] قال ابن عيينة: والبَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن. وفيه رَدٌّ على العالم الذي يصَعِّر خدَّه للناس، كأنَّه معرض عنهم، وعلى العابد الذي يعبِّس وجهه ويقطِّب جبينه، كأنَّه منزَّهٌ عن النَّاس، مستقذر لهم، أو غضبان عليهم. قال الغزالي: ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ولا في الخدِّ حتى يُصَعَّر، ولا في الظَّهر حتى ينحني، ولا في الذَّيل حتى يُضَمَّ، إنَّما الورع في القلب) .
قال ابن بطَّال: (فيه أنَّ لقاء النَّاس بالتَّبسُّم، وطلاقة الوجه، من أخلاق النُّبوة، وهو مناف للتكبُّر، وجالب للمودَّة) .
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 20-04-2013 الساعة 02:26 PM
  #12  
قديم 17-04-2013, 10:12 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السَّلف والعلماء في البَشَاشَة وطلاقة الوجه
- عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: (مكتوب في الحكمة: ليكن وجهك بسطًا، وكلمتك طيبة، تكن أحبَّ إلى النَّاس من الذي يعطيهم العطاء) .
- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إنَّ المسلمَيْنِ إذا التقيا، فضحك كلُّ واحد منهما في وجه صاحبه، ثم أخذ بيده، تَحَاتَّتْ ذنوبهما كتحات ورق الشجر) .
- قال عبد الله بن المبارك: (حسن الخلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفُّ الأذى) .
- قال ابن القيِّم: (طلاقة الوجه والبِشْر المحمود وسط بين التَّعبيس والتَّقطيب، وتصعير الخدِّ، وطيِّ البِشْر عن البَشَر، وبين الاسترسال مع كلِّ أحد بحيث يذهب الهيبة، ويزيل الوقار، ويطمع في الجانب، كما أنَّ الانحراف الأوَّل يوقع الوحشة، والبغضة، والنُّفرة في قلوب الخَلْق، وصاحب الخُلُق الوسط: مهيب محبوب، عزيز جانبه، حبيب لقاؤه. وفي صفة نبيِّنا: من رآه بديهة هابه، ومن خالطه عشرة أحبَّه) .
- قال بعض الحكماء: (الْقَ صاحب الحاجة بالبِشْر، فإنْ عدمت شكره، لم تعدم عذره) .
- قيل للأوزاعي رحمه الله: ما كرامة الضَّيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الحديث .
- قال ابن حبان: (البَشَاشَة إدام العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأنَّ البِشْر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي) .
- وقال أبو جعفر المنصور: (إنْ أحببت أنْ يكثر الثَّناء الجميل عليك من النَّاس بغير نائل، فالْقَهُمْ ببِشْر حسن) .
__________________
  #13  
قديم 17-04-2013, 10:12 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السَّلف والعلماء في البَشَاشَة وطلاقة الوجه
- عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: (مكتوب في الحكمة: ليكن وجهك بسطًا، وكلمتك طيبة، تكن أحبَّ إلى النَّاس من الذي يعطيهم العطاء) .
- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إنَّ المسلمَيْنِ إذا التقيا، فضحك كلُّ واحد منهما في وجه صاحبه، ثم أخذ بيده، تَحَاتَّتْ ذنوبهما كتحات ورق الشجر) .
- قال عبد الله بن المبارك: (حسن الخلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفُّ الأذى) .
- قال ابن القيِّم: (طلاقة الوجه والبِشْر المحمود وسط بين التَّعبيس والتَّقطيب، وتصعير الخدِّ، وطيِّ البِشْر عن البَشَر، وبين الاسترسال مع كلِّ أحد بحيث يذهب الهيبة، ويزيل الوقار، ويطمع في الجانب، كما أنَّ الانحراف الأوَّل يوقع الوحشة، والبغضة، والنُّفرة في قلوب الخَلْق، وصاحب الخُلُق الوسط: مهيب محبوب، عزيز جانبه، حبيب لقاؤه. وفي صفة نبيِّنا: من رآه بديهة هابه، ومن خالطه عشرة أحبَّه) .
- قال بعض الحكماء: (الْقَ صاحب الحاجة بالبِشْر، فإنْ عدمت شكره، لم تعدم عذره) .
- قيل للأوزاعي رحمه الله: ما كرامة الضَّيف؟ قال: طلاقة الوجه، وطيب الحديث .
- قال ابن حبان: (البَشَاشَة إدام العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأنَّ البِشْر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي) .
- وقال أبو جعفر المنصور: (إنْ أحببت أنْ يكثر الثَّناء الجميل عليك من النَّاس بغير نائل، فالْقَهُمْ ببِشْر حسن) .
__________________
  #14  
قديم 17-04-2013, 10:14 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

فوائد البَشَاشَة وطلاقة الوجه
1- طلاقة الوجه تبشر بالخير، ويقبل على صاحبها النَّاس، والوجه العبوس سبب لنفرة النَّاس.
2- من فوائدها محبَّة الله عزَّ وجلَّ؛ لقوله عليه السَّلام: ((إنَّ الله يحبُّ الطَّلْق الوجه، ولا يحبُّ العبوس)) .
3- طلاقة الوجه للضيف من إكرامه، مع طيب الحديث عند الدُّخول، والخروج، وعلى المائدة .
وقد قيل: (من آداب المضيف: أن يخدم أضيافه، ويظهر لهم الغنى، والبسط بوجهه، فقد قيل: البَشَاشَة خير من القِرَى) .
4- تكلُّفُ البِشْر والطَّلاقة، وتجنُّب العبوس والتَّقطيب من الوسائل المعينة على اكتساب الأخلاق الحميدة.
5- الهَشَاشَة وطلاقة الوجه تثمر المحبَّة بين المسلمين، والتآلف بينهم.
__________________
  #15  
قديم 17-04-2013, 04:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال وأمثال عن البَشَاشَة وطلاقة الوجه

- قال أبو حاتم: (البَشَاشَة إدام العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأنَّ البِشْر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي، ومن بَشَّ للنَّاس وجهًا،لم يكن عندهم بدون الباذل لهم ما يملك) .
- وقال أيضًا: (لا يجب للسُّلطان أن يفرط البَشَاشَة والهَشَاشَة للنَّاس، ولا أن يقلَّ منهما؛ فإنَّ الإكثار منهما يؤدِّي إلى الخفَّة والسَّخف، والإقلال منهما يؤدِّي إلى العجب والكبر) .
- قال الحارث المحاسبي: (ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة: حسن الوجه مع الصِّيانة، وحسن الخلق مع الدِّيانة، وحسن الإخاء مع الأمانة) .
- قال الأحنف: (رأس المروءة: طلاقة الوجه، والتودُّد إلى النَّاس) .
- البِشْر دال على السَّخاء كما يدلُّ النَّور على الثَّمر .
- من حسن الخلق أن يحدِّث الرجل صاحبه وهو مبتسم .
- قال الجاحظ: (زعمت الحكماء أنَّ القليل مع طلاقة الوجه أوقع بقلوب ذوي المروءات من الكثير مع العبوس والانقباض) .
- عن ميمون بن مهران قال: (المروءة: طلاقة الوجه، والتودُّد إلى النَّاس، وقضاء الحوائج) .
- قال لقمان لابنه: (خصلتان يزيِّنانك: اعلم أنه لا يطأ بساطك إلا راغب فيك، أو راهب منك. فأما الرَّاهب منك فأدن مجلسه، وتهلَّل في وجهه، وإيَّاك والغمز من ورائه. وأما الرَّاغب فيك، فابذل له البَشَاشَة، وابدأه بالنَّوال قبل السؤال، فإنَّك متى تلجئه إلى مسألتك تأخذ من حرِّ وجهه ضِعْفي ما تعطيه) .
- البَشَاشَة فخُّ الْمودَّة .
- وقيل: (حسن البِشْر اكتساب الذِّكر) .
- البَشَاشَة أوَّل قِرَى الأضياف .
- من أحبَّ المحمدة من النَّاس بغير مرزئة، فليتلقَّهم ببِشْر حسن .
- قال العتابي: (من ضنَّ ببِشْره كان بمعروفه أضنَّ) .
- حسن البِشْر مخيلة النَّجح .
- كان يقال: (حسن البِشْر واللِّقاء رقٌّ للأشراف والأكفاء) .
- البَشَاشَة رشوة، والمودَّة نشوة.
- سئل أعرابي عن الكرم، فقال: أما الكرم في اللِّقاء فالبَشَاشَة، وأما في العِشْرة فالهَشَاشَة، وأمَّا في الأخلاق فالسَّماحة، وأمَّا في الأفعال فالنَّصاحة، وأما في الغنى فالمشاركة، وأما في الفقر فالمواساة .
- قيل: البَشَاشَة في الوجه خير من القِرَى. قالوا: فكيف بمن يأتي بها وهو ضاحك، وقد ضمَّن شمس الدِّين البديوي هذا الكلام بأبيات، فقال:

إذا المرء وافى منزلًا منك قاصدًا***قِرَاك وأرمَـتْهُ لديك المسالك



فكن باسمًا في وجهه متهلِّلًا***وقل مرحبًا أهلًا ويوم مبارك



وقدِّم له ما تستطيع من القِرَى ***جولًا ولا تبخل بما هو هالك



فقد قيل بيت سالف متقدِّم***تداوله زيد وعمرو ومالك



بَشَاشَة وجه المرء خير من القِرَى***فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 20-04-2013 الساعة 02:29 PM
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:25 PM.