اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #721  
قديم 13-06-2013, 05:47 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


النَّشَاط

معنى النَّشَاط لغةً واصطلاحًا
معنى النَّشَاط لغةً:
النَّشاطُ ضدُّ الكَسَلِ، من نَشَطَ الإنسان يَنْشَط ويَنْشِط نَشاطًا، فهو نَشِيطٌ، طَيِّب النَّفس للعمل، والنَّعت: ناشِطٌ، ويكون ذلك في الإِنسان والدَّابة .
معنى النَّشَاط اصطلاحًا:
قال أبو حيان التَّوحيدي: (النَّشَاط: الهَشَاشَة، والهَشَاشَة: الخِفَّة والطَّلَاقة) .
وقال ابن الأثير: (النَّشَاط هو: أن يَخِفَّ الإنسان إلى الأمر، ويُؤْثِر فعله) .
__________________
  #722  
قديم 13-06-2013, 05:51 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التَّرغيب في النَّشَاط

- عن أنس رضي الله عنه: (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور، حين بلغه إقبال أبي سفيان. قال: فتكلَّم أبو بكر فأعرض عنه، ثمَّ تكلَّم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة، فقال: إيَّانا تريد، يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نُخِيضَها البحرَ لأخَضْناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى بَرْكِ الغماد لفعلنا) .
قال ابن كثير: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث، تطييبًا لقلوبهم؛ ليكونوا فيما يفعلونه أنشط لهم) .
- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكلِّ عمل شِرَّة، ولكلِّ شِرَّة فَتْرة، فمن كانت فَتْرته إلى سنَّتي، فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك، فقد هلك)) .
قال الهيتمي: (شِرَّة: أي بكسر المعجمة، فشدَّة للرَّاء، فتاء تأنيث: نَشَاط وهمَّة) .
- وعن عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السَّمع والطَّاعة في العسر واليسر، والمنْشَط والمكْرَه، وعلى أَثَـرَة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحقِّ أينما كنَّا، لا نخاف في الله لومة لائم) .
قال أبو الوليد الباجي: (... ((والمنْشَط والمكْرَه))، يريد: وقت النَّشَاط إلى امتثال أوامره، ووقت الكراهية لذلك. ولعلَّه أن يريد بالمنْشَط: وجود السَّبيل إلى ذلك، والتَّفرُّغ له، وطِيب الوقت، وضعف العدو) .
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهَـرَم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر)) .
فالنَّبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوَّذ من الكسل، والذي هو ضدَّ النَّشَاط.
قال ابن حجر: (الكَسَل: ترك الشَّيء، مع القُدْرة على الأخذ في عمله) .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كلِّ عقدة: عليك ليل طويل، فارقد، فإن استيقظ فذكر الله، انحلَّت عقدة، فإن توضأ انحلَّت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقده، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)) .
قال النووي: (قوله صلى الله عليه وسلم: فأصبح نشيطًا طيب النفس. معناه لسروره بما وفَّقه الله الكريم له من الطاعة، ووعده به من ثوابه، مع ما يبارك له في نفسه، وتصرفه في كلِّ أموره، مع ما زال عنه من عقد الشيطان وتثبيطه) .
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا الحبل؟ فقيل: يا رسول الله، هذه حَمْنة بنت جحش، تصلِّي، فإذا أعْيت، تعلَّقت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتصلِّ ما أطاقت، فإذا أعْيت، فلتجلس. قال زياد: فقال: ما هذا؟ فقالوا: لزينب، تصلِّي، فإذا كَسِلت أو فَتَرت، أمسكت به. فقال: حُلُّوه. فقال: ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا كَسِل أو فَتَر فليقعد)) .
قال النَّووي: (فيه: الحثُّ على الاقتصاد في العبادة، والنَّهي عن التَّعمُّق، والأمر بالإقبال عليها بنشاط) .
__________________
  #723  
قديم 13-06-2013, 05:53 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السلف والعلماء في النَّشَاط

- قال علي رضي الله عنه: (أوصيكم بتقوى الله في الغيب والشَّهادة، وكلمة الحقِّ في الرِّضا والغضب، والقصد في الغِنَى والفقر، والعدل في الصَّديق والعدو، والعمل في النَّشَاط والكسل) .
- وقال ابن القيِّم: (الكسَالى أكثر النَّاس همًّا وغمًّا وحزنًا، ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب النَّشَاط والجِدِّ في العمل) .
- وقال آخر: (كلبٌ طوَّاف، خيرٌ من أسد رابض) .
- وقال آخر: (لا يفترس الأسد الظبي وهو رابض) .
- وقال آخر: (اجعل الاجتهاد غنيمة صحَّتك، والعمل فرصة فراغك) .
- وقال آخر: (العمل تُرْس يقي سهام البلاء، والجِدُّ سيف يقطع أعناق الشَّقاء) .
- وقال لسان الدِّين الخطيب: (الكسل مَزْلَقة الرِّبح، ومَسْخَرَة الصبح، وآفة الصَّانع، وأرَضَة البضائع. إذا رقدت النَّفس في فراش الكسل، استغرقها نوم الغفلة عن صالح العمل. والفلَّاح إذا ملَّ الحركة، عدم البركة. والعَزْم سوق، والتَّاجر الجسور مرزوق) .
- وقال حسين المهدي: (إن التَّنقُّل والمشي يعين على طلب الرِّزق، ويُكْسِب الصِّحة، ويجدِّد للإنسان النَّشَاط، ويغرس فيه الأمل، ويُبْعده عن الكسل، وأي قيمة لإنسان فارغ كسول في حياة مفعمة بالجِدِّ والعمل وحبِّ الإنتاج، فمن رضي الخُمُول كان فارغًا كسولًا، تموت آماله وهو يرمقها بعين النَّدامة، لا غاية له يسعى إلى تحقيقها، ولا طريق واضحة يسير فيها، إنَّ حياته كلَّها شقاء) .
__________________
  #724  
قديم 13-06-2013, 05:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

فوائد النَّشَاط

1- أنَّ النَّشَاط خُلُق من أخلاق المؤمنين.
2- النَّشَاط سبب صفاء الذِّهن، وصدق الحِسِّ، وكثرة الصَّواب.
قال ابن عبد ربِّه: (وبالنَّشَاط يصفو الذِّهن، ويصْدق الحِسُّ، ويكثر الصَّواب) .
3- علامة من علامات دحر الشيطان بذكر الله.
4- به تعمر الدنيا، وتفتح البلدان لنشر دين الله.
5- به يُذاد عن الأوطان، وتُحمى الأعراض وتُنشر الفضيلة، وتُدحر الرذيلة.
6- النشاط في عمل الخير يكسب المرء حبَّ الله ورضا الناس، ويرفع ذكره في العالمين.
7- كثرة تحصيل الثواب، والاجتهاد في الطاعات، وبلوغ أعلى المقامات.
8- أنَّ النَّشَاط سبب الوصول إلى كلِّ خير: من العِزِّ والغنى والرِّفعة والنَّبَاهة.
قال الرَّاغب: (مَن تعطَّل وتبطَّل، انسلخ من الإنسانيَّة، بل من الحيوانيَّة، وصار من *** الموتى، وحقُّ الإنسان أن يتأمَّل قوَّته، ويسعى بحسب ذلك إلى ما يفيده السَّعادة، ويتحقَّق أنَّ اضطرابه -أي: نشاطه- سبب وصوله من الذُّل إلى العزِّ، ومن الفقر إلى الغِنَى، ومن الضعة إلى الرِّفعة، ومن الخُمُول إلى النَّبَاهة) .
__________________
  #725  
قديم 14-06-2013, 07:55 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام النَّشَاط
ينقسم النَّشَاط إلى قسمين:
القسم الأوَّل: النَّشَاط المحمود: وهو النشاط في الطاعات والأمور النافعة طلبًا لمرضاة الله.
القسم الثَّاني: النَّشَاط المذموم: وهو ما لا ينفع في الآخرة، أو كان على وجه الرِّياء؛ الشِّرك الأصغر .
قال الغزالي: (اعلم أنَّ الرَّجل قد يبيت مع القوم في موضع، فيقومون للتَّهجُّد، أو يقوم بعضهم فيصلُّون اللَّيل كلَّه أو بعضه، وهو مَّمن يقوم في بيته ساعة قريبة، فإذا رآهم انبعث نشاطه للموافقة، حتى يزيد على ما كان يعتاده، أو يصلِّي، مع أنَّه كان لا يعتاد الصَّلاة باللَّيل أصلًا، وكذلك قد يقع في موضع يصوم فيه أهل الموضع، فينبعث له نشاطٌ في الصَّوم، ولولاهم لما انبعث هذا النَّشَاط، فهذا ربَّما يُظنُّ أنَّه رياء، وأنَّ الواجب ترك الموافقة، وليس كذلك على الإطلاق، بل له تفصيل؛ لأنَّ كلَّ مؤمن راغب في عبادة الله تعالى، وفي قيام اللَّيل وصيام النَّهار، ولكن قد تعوقه العوائق، ويمنعه الاشتغال، ويغلبه التَّمكُّن من الشَّهوات، أو تستهويه الغفلة، فربَّما تكون مشاهدة الغير سبب زوال الغفلة، أو تندفع العوائق والأشغال في بعض المواضع، فينبعث له النَّشَاط، فقد يكون الرَّجل في منزله، فتقطعه الأسباب عن التَّهجُّد، مثل تمكُّنه من النَّوم على فراش وثير، أو تمكُّنه من التَّمتُّع بزوجته، أو المحادثة مع أهله وأقاربه، أو الاشتغال بأولاده، أو مطالعة حساب له مع مُعَامليه، فإذا وقع في منزلٍ غريبٍ، اندفعت عنه هذه الشَّواغل، التي تفتر رغبته عن الخير، وحصلت له أسباب باعثة على الخير، كمشاهدته إيَّاهم، وقد أقبلوا على الله، وأعرضوا عن الدُّنْيا، فإنَّه ينظر إليهم، فينافسهم، ويشقُّ عليه أن يسبقوه بطاعة الله، فتتحرَّك داعيته للدِّين، لا للرِّياء، أو ربَّما يفارقه النَّوم لاستنكاره الموضع أو سبب آخر، فيغتنم زوال النَّوم، وفي منزله ربَّما يغلبه النَّوم، وربَّما ينضاف إليه أنَّه في منزله على الدَّوام، والنَّفس لا تسمح بالتَّهجُّد دائمًا، وتسمح بالتَّهجُّد وقتًا قليلًا، فيكون ذلك سبب هذا النَّشَاط، مع اندفاع سائر العوائق... وكذلك قد يَحْضُر الإنسان يوم الجمعة في الجامع من نشاط الصَّلاة ما لا يحضره كلَّ يوم، ويمكن أن يكون ذلك لحبِّ حمدهم، ويمكن أن يكون نشاطه بسبب نشاطهم، وزوال غفلته بسبب إقبالهم على الله تعالى، وقد يتحرَّك بذلك باعث الدِّين، ويقارنه نزوع النَّفس إلى حبِّ الحمد، فمهما علم أنَّ الغالب على قلبه إرادة الدِّين، فلا ينبغي أن يترك العمل بما يجده من حبِّ الحمد، بل ينبغي أن يردَّ ذلك على نفسه بالكراهية، ويشتغل بالعبادة) .
__________________
  #726  
قديم 14-06-2013, 07:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

صور النَّشَاط

1- استثمار الوقت والاستفادة منه، وعدم تضييعه فيما لا يفيد.
2- الإقبال على كلِّ عمل جدِّي، مع الالتزام والانضباط.
3- الإتقان في العمل، وتنظيمه.
4- تحديد الأهداف، والسَّعي إلى تحقيقها.
5- الإقبال على فعل الطَّاعات بجدٍّ ونشاط:
قال تعالى: وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى [التَّوبة: 54].
قال السعدي: (ينبغي للعبد أن لا يأتي الصَّلاة إلَّا وهو نشيط البدن والقلب إليها) .
__________________
  #727  
قديم 14-06-2013, 08:01 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

موانع اكتساب النَّشَاط
- عدم الذِّكر والوضوء والصَّلاة عند الاستيقاظ.
2- مخالفة أوامر الله، والبُعْد عن طاعته.
3- التَّشاؤم والطِّيرة، والبُعْد عن التَّفاؤل؛ حيث إنَّه بالتَّشاؤم يتكاسل الإنسان، ويحصل له الهمُّ والحزن.
4- العزلة وعدم الاختلاط بالصَّالحين.
5- مجالسة الكسالى والمثبِّطين.
6- عدم الشُّعور بالمسؤوليَّة.
7- النِّفاق يورث الكَسَل في العبادة لا محالة، كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النَّساء: 142].
8- التَّسويف، وهو داء عضال ومرض قتَّال، إذ إنَّ (سوف) جندٌ مِن جنود إبليس، قال الشَّاعر:


ولا أدَّخر شغل اليوم عن كسلٍ***إلى غدٍ إنَّ يوم العاجزين غد



9- شِبَع البطن، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطن بحسب ابن آدم لُقَيْمَات يُقِمْن صلبه)) ، قال ابن قدامة: (كثرة الأكل تورث الكَسَل والفُتُور) .
10- فتح الفم عند التَّثاؤب وعدم دفعه، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيهِ)) ؛ لأنَّه سبب الكَسَل عن الطَّاعة والحضور فيها، ولذا صار منسوبًا إلى الشَّيطان، كما قال صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم: ((التَّثاؤب مِن الشَّيطان)) .
11- التَّواكل، وذلك بسبب فهم بعض النَّاس أنَّه لا حاجة للعمل، لأنَّ قَدَر الله ماض سواء عمل أم لم يعمل، فأدَّى بهم هذا التَّواكل إلى العَجْز والكَسَل وعدم النشاط.
12- السَّهر باللَّيل يوجب الكَسَل بالنَّهار عمَّا تجب الحقوق فيه مِن الطَّاعات ومصالح الدُّنيا والدِّين .
13- حبُّ الرَّاحة والدَّعة وإيثار البطالة.
__________________
  #728  
قديم 14-06-2013, 08:04 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الوسائل المعينة على اكتساب النَّشَاط وزيادته
1- ذكر الله:
قال تعالى: اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ [المائدة: 20].
(فإنَّ ذكرها داعٍ إلى محبَّته تعالى، ومُنَشِّط على العبادة) .
2- التَّذكير بآيات الله:
قال تعالى: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ [السجدة: 15].
قال السعدي: (يقابلونها بالقبول والافتقار إليها والانقياد والتَّسليم لها، وتجد عندهم آذانًا سامعةً، وقلوبًا واعيةً، فيزداد بها إيمانهم، ويتمُّ بها إيقانهم، وتُحدث لهم نشاطًا، ويفرحون بها سرورًا واغتباطًا) .
وقال تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات: 55].
(والتذكير نوعان: تذكير بما لم يعرف تفصيله... والنَّوع الثَّاني: تذكيرٌ بما هو معلومٌ للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذُّهول، فيُذَكَّرون بذلك، ويُكَرَّر عليهم؛ ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا، ويعملوا بما تذكَّروه من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمَّة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع) .
3- الفَرَح بفضل الله ورحمته:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس: 57-58].
(وإنَّما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته؛ لأنَّ ذلك ممَّا يوجب انبساط النَّفس ونشاطها) .
4- التَّأمُّل في قصص السَّابقين:
قال تعالى: وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [هود: 120].


فؤادك (أي: قلبك؛ ليطمئن ويَثْبُت، ويصبر كما صبر أولو
العزم من الرُّسل، فإنَّ النُّفوس تأنس بالاقتداء، وتنشط على الأعمال، وتريد المنافسة لغيرها، ويتأيَّد الحقُّ بذكر شواهده، وكثرة من قام به) .
5- الفَأْل الحسن:
فإنَّ (فيه من المصلحة: النَّشَاط والسُّرور، وتقوية النُّفوس على المطالب النَّافعة) . فـ(الإنسان إذا تفاءل، نشط واستبشر، وحصل له خير) .
6- القيام بأوامر الله، وامتثال طاعته:
قال ابن القيِّم: (السَّالك في أوَّل الأمر، يجد تعب التَّكاليف، ومشقَّة العمل؛ لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حَصل للقلب روح الأنس، زالت عنه تلك التَّكاليف والمشاق، فصارت قرَّة عين له، وقوَّة ولذَّة، فتصير الصَّلاة قرَّة عينه، بعد أن كانت عملًا عليه، ويستريح بها بعد أن كان يطلب الرَّاحة منها) .
7- طلب نعيم الله ورجاء ما وُعد به الصَّالحون:
يقول الغزالي: (فإن قلت: فأين مظنة الرجاء وموضعه المحمود؟ فاعلم أنه محمود في موضعين... الثاني: أن تفتر نفسه عن فضائل الأعمال، ويقتصر على الفرائض، فيرجِّي نفسه نعيم الله تعالى وما وعَد به الصَّالحين، حتى ينبعث من الرَّجاء، نشاط العبادة، فيقبل على الفضائل، ويتذكَّر قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1-2] إلى قوله: أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون: 10-11]، فالرَّجاء الأوَّل، يقمع القنوط المانع من التَّوبة، والرَّجاء الثَّاني يقمع الفتور المانع من النَّشَاط والتَّشمُّر) .
8- الشُّعور بالمسؤولية، وعدم التَّهاون بما كُلِّف به.
9- المبادرة والمداومة والمثابرة في كلِّ الظُّروف:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200]، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت: 69] .
__________________
  #729  
قديم 14-06-2013, 08:07 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نماذج في النشاط من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم
- عن البراء رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التُّراب، وقد وارى التُّراب بياض بطنه، وهو يقول:


((لولا أنت ما اهتدينا***ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا



فأَنْزِل السَّكينة علينا***وثبِّت الأقدام إن لاقينا




إنَّ الأُلى قد بغوا علينا***إذا أرادوا فتنة أبينا))




- عن أبي إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد عمَّا حدَّثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: (كان ينام أوَّل الليل، ويُحيي آخره، ثمَّ إن كانت له حاجة إلى أهله، قضى حاجته، ثمَّ ينام، فإذا كان عند النِّداء الأوَّل - قالت - وثب - ولا والله ما قالت قام - فأفاض عليه الماء - ولا والله ما قالت: اغتسل. وأنا أعلم ما تريد - وإن لم يكن جُنُبًا توضَّأ وضوء الرَّجل للصَّلاة، ثمَّ صلَّى الرَّكعتين) .
__________________
  #730  
قديم 14-06-2013, 08:17 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نماذج في النشاط من حياة السَّلف

- عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشيروا عليَّ أيها النَّاس -وإنَّما يريد الأنصار-؛ وذلك أنَّهم كانوا عدد النَّاس، وذلك أنَّهم حين بايعوه بالعقبة، قالوا: يا رسول الله، إنَّا برآء من ذمامك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذممنا، نمنعك ممَّا نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّف ألَّا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلَّا ممَّن دَهَمه بالمدينة من عدوِّه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدوٍّ من بلادهم، فلمَّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، قال له سعد بن معاذ: والله لكأنَّك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل. قال: فقد آمنَّا بك، وصدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السَّمع والطَّاعة، فامض يا رسول الله لما أمرك الله. فوالذي بعثك بالحقِّ، إن استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما يتخلَّف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنَّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ عند اللِّقاء، ولعلَّ الله يريك منَّا ما تقرُّ به عينك، فسِر بنا على بركة الله. فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشَّطه ذلك، ثمَّ قال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإنَّ الله قد وعدني إحدى الطَّائفتين، والله لكأنِّي الآن أنظر إلى مصارع القوم) .
عبد الرَّحمن بن أبي حاتم:
ذكر الحافظ الذَّهبي في ترجمة أبي حاتم الرَّازي، أنَّ أبا حاتم قال: قال لي أبو زرعة (ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك. فقلت له: إنَّ عبد الرَّحمن ابني لحريص. فقال: من أشبه أباه فما ظلم، قال الرَّقَّام: فسألت عبد الرَّحمن عن اتفاق كثرة السماع له، وسؤالاته لأبيه، فقال: ربَّما يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه) .
وعن الخوارزمي قال: قال ابن أبي حاتم: (كنَّا بمصر سبعة أشهر لا نأكل فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ، وبالليل ننسخ ونقابل، فأتينا يومًا -أنا ورفيق لي- شيخنا، فقالوا: هو عليل، فرأيت سمكة أعجبتنا فاشتريناها، فلمَّا صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس بعض الشُّيوخ، فمضينا، فلم تزل السَّمكة ثلاثة أيام، وكادت أن تنتن، فأكلناها نيِّئةً، لم نتفرَّغ نشويها، ثم قال: لا يُسْتطاع العلم براحة الجسد) .
ابن حجر العسقلاني:
ذكر السَّخاوي: أنَّ شيخه الحافظ ابن حجر قرأ (سنن ابن ماجه) في أربعة مجالس، و(صحيح مسلم) في أربعة مجالس، وكتاب النَّسائي الكبير في عشرة مجالس، كلُّ مجلس نحو أربع ساعات، ومعجم الطَّبراني الصَّغير في مجلس واحد بين الظُّهر والعصر، وهذا أسرع ما وقع له .
الفيروزآبادي:
قرأ الفيروزآبادي -صاحب القاموس- صحيح مسلم في ثلاثة أيام بدمشق، وأنشد:


قرأت بحمد الله جامع مسلم***بجوف دمشق الشَّام جوف لإسلام



على ناصر الدِّين الإمام بن جَهْبَلٍ***بحضرة حفَّاظٍ مشاهيرَ أعلامِ



وتمَّ بتوفيق الإله وفضله***قراءة ضبطٍ في ثلاثة أيامِ
__________________
  #731  
قديم 14-06-2013, 08:19 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الأمثال في النَّشَاط

1- أنشط من ظبيٍ مُقمِرٍ.
لأنَّ النَّشَاط يأخذه في القَمْراء فيلعب .
2- آخِرُ سَفَرك أَمْلَكُ.
يُضرب لمن يَنْشَط في السَّفر أولًا، أي: ننظر كيف يكون نشاطك آخرًا، وقوله: (أمْلَكُ) أي: أحقُّ بأن يُمْلك فيه النَّشَاط .
3- أنشط من ذئب .
4- أنشط من عِير الفَلاة .
__________________
  #732  
قديم 14-06-2013, 08:27 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

النَّشَاط في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:


حُثَّ الكريم على النَّدى، وتقاضه***بالوعدِ، وابعثْه على الإنجازِ



ودَعِ الوُثُوقَ بطبعِه، فلطالما***نَشَط الجوادُ بشوكةِ المهمازِ



وقال ابن الرُّومي:


ولا تُطِل الفتورَ عن اصطناعي***وأنت لكلِّ مكرُمةٍ نشيطُ



وقال آخر:


بصرتُ بالحالةِ العُليا فلم أرَها***تُنَال إلا على جسرٍ من التَّعبِ



وقال آخر:


أعمِلْ لرزقِك كلَّ آلة***لا تقعدنَّ بذلِّ حاله



وانهضْ بكلِّ عزيمةٍ***فالمرءُ يعجِز لا محاله



وقال آخر:


إذا همَّ همًّا لم يرَ الليل غمة***عليه ولم تصعبْ عليه المراكبُ



وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:


اجهدْ ولا تكسلْ ولا تكُ غافلًا***فندامةُ العُقبَى لمن يتكاسلُ



وقال آخر:


عجبتُ لهم قالوا: تماديتَ في المنى***وفي المثلِ العُليا وفي المرتقى الصَّعبِ



فاقصرْ، ولا تُجهدْ يراعَكَ إنَّما***ستبذرُ حَبًّا في ثرى ليس بالخِصْبِ



فقلتُ لهم مهلًا، فما اليأسُ شيمتي***سأبذرُ حَبِّي، والثَّمارُ من الرَّبِّ



إذا أنا أبلغتُ الرِّسالة جاهدًا***ولم أجدِ السَّمعَ المجيبَ فما ذنبي



وقال آخر:


واحسرتاه تَقَضَّى العمرُ وانصرمتْ***ساعاتُه بين ذلِّ العجزِ والكسلِ



والقومُ قد أخذوا دربَ النَّجاةِ وقد***ساروا إلى المطلبِ الأعلَى على مَهَلِ



ويقول القرضاوي:


قالوا السَّعـادة فــي السُّكُو***ن وفي الخُمُـول وفـي الخمود



فـي العيـش بيـن الأهـــل***لا عيش المهاجـر والطَّـريد



فـي لقمــة تـأتـي إليــك***بغيــر ما جهـد جهيــد



فـي المشـي خلـف الرَّكـب في***دعَـة وفي خَطْـو وَئيـد



فـي أن تقــول كمـا يُقـا***ل فـلا اعتــراض ولا ردود



فـي أن تسيـر مـع القطيــ***ـع وأن تُـقــاد ولا تقـــود



فـي أن تعيـش كمـا يُــرا***د ولا تعيش كمـا تـُريــدُ



قلت الحيـاة هــي التَّحرُّ***ك لا السـُّكــون ولا الهمــود



وهـي الجهـاد وهـل يجا***هد مــن تعلَّــق بالقعـــود



وهـي الشُّعور بالانتصـا***ر ولا انتصــار بلا جهـود



وهـي التَّلــذُّذ بالمتا***عب لا التـَّلــذُّذ بالــرُّقــود



هي أن تـذود عـن الحيا***ض وأي حـــرٍّ لا يــــذود



هي أن تَحُـسَّ بأنَّ كأ***س الذُّلِّ مـن مــاء صــديــد



هي أن تعيش خليفة***في الأرض شــأنك أن تســـــود
__________________
  #733  
قديم 14-06-2013, 08:30 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


النُّصْرَة

معنى النُّصْرَة لغةً واصطلاحًا
معنى النُّصْرَة في اللُّغة:
النُّصرة: النَّصْر والعون، وهي اسم من نَصَرَه على عَدوِّه يَنْصُره نَصْرًا، أي: أعانَه وقَوَّاه، والنَّصيرُ والنَّاصِر واحد .
معنى النُّصْرَة في الاصطلاح:
يُقصد بالنُّصْرَة: تلك الغَيْرة الإيمانيَّة، التي تدفع المسلم لرفع الظُّلم عن أخيه المسلم المستَضْعف
__________________
  #734  
قديم 15-06-2013, 03:22 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أولًا: في القرآن الكريم
- قال سبحانه: وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا [النِّساء: 75].
قال الحافظ ابن كثير في هذه الآية: (يحرِّض تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله، وعلى السَّعي في استنقاذ المستضعفين بمكَّة من الرِّجال والنِّساء والصِّبيان، المتبرِّمين بالمقام بها؛ ولهذا قال تعالى: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ [النِّساء: 75] يعني: مكَّة، كقوله تعالى: وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ [محمَّد: 13] .
- وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال: 72].
قال الطَّبري: وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ يقول: (إن استنصركم هؤلاء -الذين آمنوا ولم يهاجروا- في الدِّين، يعني بأنَّهم من أهل دينكم، على أعدائكم وأعدائهم من المشركين، فعليكم أيُّها المؤمنون -من المهاجرين والأنصار- النَّصر، إلا أن يستنصروكم على قوم بينكم وبينهم ميثاق، يعني: عهد قد وَثِق به بعضكم على بعض أن لا يحاربه) .
وقال ابن العربي في هذه الآية وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ: (يريد: إن دعوا من أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم، فأعينوهم، فذلك عليكم فرض، إلَّا على قوم بينكم وبينهم عهد، فلا تقاتلوهم عليهم حتى يتمَّ العهد، أو ينبذ على سواء. إلَّا أن يكونوا أُسَراء مستضعفين؛ فإنَّ الوِلَاية معهم قائمة، والنُّصْرَة لهم واجبة بالبدن، بألَّا يبقى منَّا عين تَطْرف حتى نخرج إلى استنقاذهم، إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم، حتى لا يبقى لأحد درهم، كذلك قال مالك وجميع العلماء: فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون على ما حلَّ بالخَلْق في تركهم إخوانهم في أَسْر العدوِّ، وبأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال، والعُدَّة والعدد، والقوَّة والجَلَد) .
__________________
  #735  
قديم 15-06-2013, 03:25 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبَويِّة
- عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالـمًا، أو مَظْلومًا. فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مَظْلومًا، أفرأيت إذا كان ظالـمًا، كيف أنصره؟ قال: تَحْجُزُه، أو تمنعه من الظُّلم، فإنَّ ذلك نَصْره)) .
قال العلائي: (هذا من بليغ الكلام، الذي لم يُنْسج على منواله، و((أو)) للتَّنويع والتَّقسيم، وسمِّي رَدُّ المظالم نَصْرًا؛ لأنَّ النَّصْر هو العون، ومنع الظَّالم عون له على مصلحته، والظَّالم مَقْهور مع نفسه الأمَّارة، وهي في تلك الحالة عاتية عليه، فردُّه عونٌ له على قَـهْرها، ونُصْرةٌ له عليها) .
- وقد رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه أيضًا بلفظ: ((لينصر الرَّجل أخاه ظالـمًا أو مَظْلومًا، إن كان ظالـمًا فلينهه، فإنَّه له نَصْرٌ، وإن كان مَظْلومًا فلينصره)) .
قال البيهقي: (معنى هذا: أنَّ الظَّالم مظْلوم من جهته، كما قال الله عزَّ وجلَّ: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ [النِّساء: 110]، فكما ينبغي أن يُنْصر المظْلوم -إذا كان غير نفس الظَّالم ليدفع الظُّلم عنه- كذلك ينبغي أن يُنْصر إذا كان نفس الظَّالم؛ ليدفع ظلمه عن نفسه) . وقال ابن بطَّال: (النَّصْر عند العرب الإعانة، وتفسيره لنَصْر الظَّالم: بمنعه من الظُّلم؛ من تسمية الشَّيء بما يؤول إليه، وهو من وجيز البلاغة) .
- وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ((أمرنا بسبع: بعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وتشميت العاطس، وردِّ السَّلام، وإجابة الدَّاعي، وإِبْرَار المقْسِم، ونَصْر المظْلوم)) .
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((من نَصَر أخاه بظَهْر الغيب، نَصَره الله في الدُّنْيا والآخرة)) .
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يَظْلِمه، ولا يُسْلِمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُرْبة، فرَّج الله عنه كُرْبة من كُرُبات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)) .
قال الحافظ ابن حجر: (قوله ((لا يَظْلِمه)) هو خَبَر بمعنى الأمر، فإنَّ ظُلم المسلم للمسلم حرام، وقوله: ((ولا يُسْلِمه)) أي: لا يتركه مع من يُؤذيه، ولا فيما يُؤذيه، بل يَنْصُره، ويدفع عنه، وهذا أخصُّ مِنْ تَرْك الظُّلم) .
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ((لما رَجَعَت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُهَاجرة البحر، قال: ألا تُحَدِّثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ قال فتية منهم: بلى يا رسول الله، بينا نحن جلوس مرَّت بنا عجوز من عجائز رهابينهم، تحمل على رأسها قُلَّة من ماء، فمرَّت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثمَّ دفعها، فخرَّت على ركبتيها، فانكسرت قلَّتها، فلمَّا ارتفعت، التفتت إليه، فقالت: سوف تعلم -يا غُدر- إذا وضع الله الكرسيَّ، وجمع الأولين والآخرين، وتكلَّمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا، قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: صَدَقَت صَدَقَت، كيف يقدِّس الله أمَّة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟!)) .
قال السِّندي: (يقدِّس الله) أي: يُطَهِّرهم من الدَّنس والآثام) .
وقال المناوي: (استخبار فيه إنكار وتعجُّب، أي: أخبروني كيف يُطهِّر الله قومًا لا ينصرون العاجز الضَّعيف على الظَّالم القويِّ، مع تمكُّنهم من ذلك؟ أي: لا يطهِّرهم الله أبدًا) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:26 AM.