#721
|
||||
|
||||
الدخان
{40} إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ "إنَّ يَوْم الْفَصْل" يَوْم الْقِيَامَة يَفْصِل اللَّه فِيهِ بَيْن الْعِبَاد "مِيقَاتهمْ أَجْمَعِينَ" لِلْعَذَابِ الدَّائِم {41} يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ "يَوْم لَا يُغْنِي مَوْلَى عَنْ مَوْلَى" بِقَرَابَةٍ أَوْ صَدَاقَة أَيْ لَا يَدْفَع عَنْهُ , وَيَوْم بَدَل مِنْ يَوْم الْفَصْل "شَيْئًا" مِنْ الْعَذَاب "وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" يُمْنَعُونَ مِنْهُ {42} إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "إلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه" وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ فَإِنَّهُ يَشْفَع بَعْضهمْ لِبَعْضٍ بِإِذْنِ اللَّه "إنَّهُ هُوَ الْعَزِيز" الْغَالِب فِي انْتِقَامه مِنْ الْكُفَّار "الرَّحِيم" بِالْمُؤْمِنِينَ {43} إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ "إنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم" هِيَ مِنْ أَخْبَث الشَّجَر الْمُرّ بتِهَامَة يُنْبِتهَا اللَّه تَعَالَى فِي الْجَحِيم {44} طَعَامُ الْأَثِيمِ "طَعَام الْأَثِيم" أَبِي جَهْل وَأَصْحَابه ذَوِي الْإِثْم الْكَبِير {45} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ "كَالْمُهْلِ" أَيْ كَدُرْدِيِّ الزَّيْت الْأَسْوَد خَبَر ثَانٍ "يَغْلِي فِي الْبُطُون" بالْفَوْقانية خَبَر ثَالِث وبالتَّحْتَانِيّة حَال مِنْ الْمُهْل {46} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ "كَغَلْيِ الْحَمِيم" الْمَاء الشَّدِيد الْحَرَارَة {47} خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ "خُذُوهُ" يُقَال لِلزَّبَانِيَةِ : خُذُوا الْأَثِيم "فَاعْتِلُوهُ" بِكَسْرِ التَّاء وَضَمّهَا جُرُّوهُ بِغِلْظَةٍ وَشِدَّة "إلَى سَوَاء الْجَحِيم" وَسَط النَّار {48} ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ "ثُمَّ صُبُّوا فَوْق رَأْسه مِنْ عَذَاب الْحَمِيم" أَيْ مِنْ الْحَمِيم الَّذِي لَا يُفَارِقهُ الْعَذَاب فَهُوَ أَبْلَغ مِمَّا فِي آيَة "يُصَبّ مِنْ فَوْق رُءُوسِهِمُ الْحَمِيم" {49} ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ وَيُقَال لَهُ "ذُقْ" أَيْ الْعَذَاب "إنَّك أَنْتَ الْعَزِيز الْكَرِيم" بِزَعْمِك وَقَوْلك مَا بَيْن جَبَلَيْهَا أَعَزّ وَأَكْرَم مِنِّي {50} إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ "إنَّ هَذَا" الَّذِي تَرَوْنَ مِنْ الْعَذَاب "مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ" فِيهِ تَشُكُّونَ {51} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ "إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَام" مَجْلِس "أَمِين" يُؤْمَن فِيهِ الْخَوْف {52} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ "فِي جَنَّات" بَسَاتِين {53} يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ "يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُس وَإِسْتَبْرَق" أَيْ مَا رَقَّ مِنْ الدِّيبَاج وَمَا غَلُظَ مِنْهُ "مُتَقَابِلِينَ" حَال أَيْ لَا يَنْظُر بَعْضهمْ إلَى قَفَا بَعْض لِدَوَرَانِ الْأَسِرَّة بِهِمْ {54} كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ "كَذَلِكَ" يُقَدَّر قَبْله الْأَمْر "وَزَوَّجْنَاهُمْ" مِنْ التَّزْوِيج أَوْ قَرَنَّاهُمْ "بِحُورٍ عِين" بِنِسَاءٍ بِيض وَاسِعَات الْأَعْيُن حِسَانهَا {55} يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ "يَدْعُونَ" يَطْلُبُونَ الْخَدَم "فِيهَا" أَيْ الْجَنَّة أَنْ يَأْتُوا "بِكُلِّ فَاكِهَة" مِنْهَا "آمِنِينَ" مِنْ انْقِطَاعهَا وَمَضَرَّتهَا وَمِنْ كُلّ مَخُوف حَال {56} لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ "لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْت إلَّا الْمَوْتَة الْأُولَى" أَيْ الَّتِي فِي الدُّنْيَا بَعْد حَيَاتهمْ فِيهَا قَالَ بَعْضهمْ إلَّا بِمَعْنَى بَعْد {57} فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "فَضْلًا" مَصْدَر بِمَعْنَى تَفَضُّلًا مَنْصُوب بِتَفَضُّلٍ مُقَدَّرًا {58} فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ" سَهَّلْنَا الْقُرْآن "بِلِسَانِك" بِلُغَتِك لِتَفْهَمهُ الْعَرَب مِنْك "لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" يَتَّعِظُونَ فَيُؤْمِنُونَ لَكِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {59} فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ "فَارْتَقِبْ" انْتَظِرْ هَلَاكهمْ "إنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ" هَلَاكك وَهَذَا قَبْل نُزُول الْأَمْر بِجِهَادِهِمْ |
#722
|
||||
|
||||
سورة الدخان ..للقارئ / أحمد العجمى
|
#723
|
||||
|
||||
عمروخالد - خواطر قرآنية - تفسير سورة الزخرف
|
#724
|
||||
|
||||
تفسير سورة الزخرف
{1} حم سُورَة الزُّخْرُف [ مَكِّيَّة وَقِيلَ إلَّا آيَة 45 فَمَدَنِيَّة وَآيَاتهَا 89 ] نَزَلَتْ بَعْد الشُّورَى "حم" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِهِ {2} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ "وَالْكِتَاب" الْقُرْآن "الْمُبِين" الْمُظْهِر طَرِيق الْهُدَى وَمَا يُحْتَاج إلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة {3} إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "إنَّا جَعَلْنَاهُ" أَوْجَدْنَا الْكِتَاب "قُرْآنًا عَرَبِيًّا" بِلُغَةِ الْعَرَب "لَعَلَّكُمْ" يَا أَهْل مَكَّة "تَعْقِلُونَ" تَفْهَمُونَ مَعَانِيه {4} وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ "وَإِنَّهُ" مُثْبَت "فِي أُمّ الْكِتَاب" أَصْل الْكُتُب أَيْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ "لَدَيْنَا" بَدَل : عِنْدنَا "لَعَلِيٌّ" عَلَى الْكُتُب قَبْله "حَكِيم" ذُو حِكْمَة بَالِغَة {5} أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ "أَفَنَضْرِب" نَمْسِك "عَنْكُمُ الذِّكْر" الْقُرْآن "صَفْحًا" إمْسَاكًا فَلَا تُؤْمَرُونَ وَلَا تُنْهَوْنَ لِأَجْلِ "أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ" مُشْرِكِينَ لَا {7} وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "وَمَا" كَانَ "يَأْتِيهِمْ" أَتَاهُمْ "مِنْ نَبِيّ إلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" كَاسْتِهْزَاءِ قَوْمك بِك وَهَذَا تَسْلِيَة لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {8} فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ "فَأَهْلَكْنَا أَشَدّ مِنْهُمْ" مِنْ قَوْمك "بَطْشًا" قُوَّة "وَمَضَى" سَبَقَ فِي آيَات "مَثَل الْأَوَّلِينَ" صِفَتهمْ فِي الْإِهْلَاك فَعَاقِبَة قَوْمك كَذَلِكَ {9} وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ "وَلَئِنْ" لَام قَسَم "سَأَلْتهمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض لَيَقُولُنَّ" حُذِفَ مِنْهُ نُون الرَّفْع لِتَوَالِي النُّونَات وَوَاو الضَّمِير لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ "خَلَقَهُنَّ الْعَزِيز الْعَلِيم" آخِر جَوَابهمْ أَيْ اللَّه ذُو الْعِزَّة وَالْعِلْم {10} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْض مَهْدًا" فِرَاشًا كَالْمَهْدِ لِلصَّبِيِّ "وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا" طُرُقًا "لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" إلَى مَقَاصِدكُمْ فِي أَسْفَاركُمْ |
#725
|
||||
|
||||
الزخرف
{11} وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ "وَاَلَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ" أَيْ بِقَدْرِ حَاجَتكُمْ إلَيْهِ وَلَمْ يُنْزِلهُ طُوفَانًا "فَأَنْشَرْنَا" أَحْيَيْنَا "بِهِ بَلْدَة مَيْتًا كَذَلِكَ" أَيْ مِثْل هَذَا الْإِحْيَاء "تُخْرَجُونَ" مِنْ قُبُوركُمْ أَحْيَاء {12} وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ "وَاَلَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاج" الْأَصْنَاف "كُلّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْك" السُّفُن "وَالْأَنْعَام" كَالْإِبِلِ "مَا تَرْكَبُونَ" حُذِفَ الْعَائِد اخْتِصَارًا وَهُوَ مَجْرُور فِي الْأَوَّل أَيْ فِيهِ مَنْصُوب فِي الثَّانِي {13} لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ "لِتَسْتَوُوا" لِتَسْتَقِرُّوا "عَلَى ظُهُوره" ذَكَرَ الضَّمِير وَجَمَعَ الظَّهْر نَظَرًا لِلَفْظِ مَا وَمَعْنَاهَا "ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَة رَبّكُمْ إذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَان الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ" مُطِيقِينَ {14} وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ "وَإِنَّا إلَى رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ" لَمُنْصَرِفُونَ {15} وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ "وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَاده جُزْءًا" حَيْثُ قَالُوا الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه لِأَنَّ الْوَلَد جُزْء مِنْ الْوَالِد وَالْمَلَائِكَة مِنْ عِبَاده تَعَالَى "إنَّ الْإِنْسَان" الْقَائِل مَا تَقَدَّمَ "لَكَفُور مُبِين" بَيِّن ظَاهِر الْكُفْر {16} أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ "أَمْ" بِمَعْنَى هَمْزَة الْإِنْكَار وَالْقَوْل مُقَدَّر أَيْ أَتَقُولُونَ "اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُق بَنَات" لِنَفْسِهِ "وَأَصْفَاكُمْ" أَخْلَصَكُمْ "بِالْبَنِينَ" اللَّازِم مِنْ قَوْلكُمْ السَّابِق فَهُوَ مِنْ جُمْلَة الْمُنْكَر {17} وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدهمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا" جَعَلَ لَهُ شَبَهًا بِنِسْبَةِ الْبَنَات إلَيْهِ لِأَنَّ الْوَلَد يُشْبِه الْوَالِد الْمَعْنَى إذَا أُخْبِرَ أَحَدهمْ بِالْبِنْتِ تُولَد لَهُ "ظَلَّ" صَارَ "وَجْهه مُسْوَدًّا" مُتَغَيِّرًا تَغَيُّر مُغْتَمّ "وَهُوَ كَظِيم" مُمْتَلِئ غَمًّا فَكَيْفَ يَنْسُب الْبَنَات إلَيْهِ ؟ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ {18} أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ "أَوَ" هَمْزَة الْإِنْكَار وَوَاو الْعَطْف بِجُمْلَةِ أَيْ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ "مَنْ يُنَشَّأ فِي الْحِلْيَة" الزِّينَة "وَهُوَ فِي الْخِصَام غَيْر مُبِين" مُظْهِر الْحُجَّة لِضَعْفِهِ عَنْهَا بِالْأُنُوثَةِ {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ "وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَة الَّذِينَ هُمْ عِبَاد الرَّحْمَن إنَاثًا أَشَهِدُوا" حَضَرُوا "خَلْقهمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتهمْ" بِأَنَّهُمْ إنَاث "وَيُسْأَلُونَ" عَنْهَا فِي الْآخِرَة فَيَتَرَتَّب عَلَيْهِمْ الْعِقَاب {20} وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ "وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَن مَا عَبَدْنَاهُمْ" أَيْ الْمَلَائِكَة فَعِبَادَتنَا إيَّاهُمْ بِمَشِيئَتِهِ فَهُوَ رَاضٍ بِهَا "مَا لَهُمْ بِذَلِكَ" الْمَقُول مِنْ الرِّضَا بِعِبَادَتِهَا "مِنْ عِلْم إنْ" مَا "هُمْ إلَّا يَخْرُصُونَ" يَكْذِبُونَ فِيهِ فَيَتَرَتَّب عَلَيْهِمْ الْعِقَاب بِهِ {21} أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ "أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْله" أَيْ الْقُرْآن بِعِبَادَةِ غَيْر اللَّه "فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ" أَيْ لَمْ يَقَع ذَلِكَ {22} بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ "بَلْ قَالُوا إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة" مِلَّة "وَإِنَّا" مَاشُونَ "عَلَى آثَارهمْ مُهْتَدُونَ" بِهِمْ وَكَانُوا يَعْبُدُونَ غَيْر اللَّه |
#726
|
||||
|
||||
الزخرف
{23} وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ "وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك فِي قَرْيَة مِنْ نَذِير إلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا" مُنَعَّمُوهَا مِثْل قَوْل قَوْمك "إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة" مِلَّة "وَإِنَّا عَلَى آثَارهمْ مُقْتَدُونَ" مُتَّبِعُونَ {24} قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ "قَالَ" لَهُمْ "أَوَلَوْ" تَتَّبِعُونَ ذَلِكَ "جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ" أَنْتَ وَمَنْ قَبْلك قَالَ تَعَالَى تَخْوِيفًا لَهُمْ {25} فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ "فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ" أَيْ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ لِلرُّسُلِ قَبْلك {26} وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ "وَ" "إِذْ قَالَ إبْرَاهِيم لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إنَّنِي بَرَاء" أَيْ بَرِيء {27} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ "إلَّا الَّذِي فَطَرَنِي" خَلَقَنِي "فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي" يُرْشِدنِي لِدِينِهِ {28} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "وَجَعَلَهَا" أَيْ كَلِمَة التَّوْحِيد الْمَفْهُومَة مِنْ قَوْله "إنِّي ذَاهِب إلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ" "كَلِمَة بَاقِيَة فِي عَقِبه" ذُرِّيَّته فَلَا يَزَال فِيهِمْ مَنْ يُوَحِّد اللَّه "لَعَلَّهُمْ" أَيْ أَهْل مَكَّة "يَرْجِعُونَ" عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ إلَى دِين إبْرَاهِيم أَبِيهِمْ {29} بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ "بَلْ مَتَّعْت هَؤُلَاءِ" الْمُشْرِكِينَ "وَآبَاءَهُمْ" وَلَمْ أُعَاجِلهُمْ بِالْعُقُوبَةِ" "حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقّ" لْقُرْآن "وَرَسُول مُبِين" مُظْهِر لَهُمْ الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وَهُوَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {30} وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ "وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقّ" الْقُرْآن {31} وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ "وَقَالُوا لَوْلَا" هَلَّا "نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآن عَلَى رَجُل مِنْ" أَهْل "الْقَرْيَتَيْنِ" مِنْ أَيَّة مِنْهُمَا "عَظِيم" أَيْ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة بِمَكَّة أَوْ عُرْوَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ بِالطَّائِف {32} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَة رَبّك" النُّبُوَّة "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنهمْ مَعِيشَتهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا" فَجَعَلْنَا بَعْضهمْ غَنِيًّا وَبَعْضهمْ فَقِيرًا "وَرَفَعْنَا بَعْضهمْ" بِالْغِنَى "فَوْق بَعْض دَرَجَات لِيَتَّخِذ بَعْضهمْ" الْغَنِيّ "بَعْضًا" الْفَقِير "سُخْرِيًّا" مُسَخَّرًا فِي الْعَمَل لَهُ بِالْأُجْرَةِ وَالْيَاء لِلنَّسَبِ وَقُرِئَ بِكَسْرِ السِّين "وَرَحْمَة رَبّك" أَيْ الْجَنَّة "خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ" فِي الدُّنْيَا {33} وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ "وَلَوْلَا أَنْ يَكُون النَّاس أُمَّة وَاحِدَة" عَلَى الْكُفْر "لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُر بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ" بَدَل مِنْ لِمَنْ "سَقْفًا" بِفَتْحِ السِّين وَسُكُون الْقَاف وَبِضَمِّهِمَا جَمْعًا "مِنْ فِضَّة وَمَعَارِج" كَالدَّرَجِ مِنْ فِضَّة "عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ" يَعْلُونَ إلَى السَّطْح |
#727
|
||||
|
||||
الزخرف
{34} وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ "وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا مِنْ فِضَّة وَسُرُرًا" جَعَلْنَا لَهُمْ سُرُرًا مِنْ فِضَّة جَمْع سَرِير {35} وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ "وَزُخْرُفًا" ذَهَبًا الْمَعْنَى لَوْلَا خَوْف الْكُفْر عَلَى الْمُؤْمِن مِنْ إعْطَاء الْكَافِر مَا ذُكِرَ لَأَعْطَيْنَاهُ ذَلِكَ لِقِلَّةِ خَطَر الدُّنْيَا عِنْدنَا وَعَدَم حَظّه فِي الْآخِرَة فِي النَّعِيم "وَإِنْ" مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة "كُلّ ذَلِكَ لَمَا" بِالتَّخْفِيفِ فَمَا زَائِدَة وَبِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنَى إلَّا فَإِنْ نَافِيَة "مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا" يَتَمَتَّع بِهِ فِيهَا ثُمَّ يَزُول "وَالْآخِرَة" الْجَنَّة {36} وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ "وَمَنْ يَعْشُ" يَعْرِض "عَنْ ذِكْر الرَّحْمَن" أَيْ الْقُرْآن "نُقَيِّض" نُسَبِّب "لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِين" لَا يُفَارِقهُ {37} وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ "وَإِنَّهُمْ" أَيْ الشَّيَاطِين "لَيَصُدُّونَهُمْ" أَيْ الْعَاشِينَ "عَنِ السَّبِيل" أَيْ طَرِيق الْهُدَى "وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ" فِي الْجَمْع رِعَايَة مَعْنَى مَنْ {38} حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ "حَتَّى إذَا جَاءَنَا" الْعَاشِي بِقَرِينِهِ يَوْم الْقِيَامَة "قَالَ" لَهُ "يَا لَيْتَ" لِلتَّنْبِيهِ "بَيْنِي وَبَيْنك بُعْد الْمَشْرِقَيْنِ" أَيْ مِثْل بُعْد مَا بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب "فَبِئْسَ الْقَرِين" أَنْتَ لِي {39} وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ "وَلَنْ يَنْفَعكُمْ" أَيْ الْعَاشِينَ تَمَنِّيكُمْ وَنَدَمكُمْ "الْيَوْم إذْ ظَلَمْتُمْ" أَيْ تَبَيَّنَ لَكُمْ ظُلْمكُمْ بِالْإِشْرَاكِ فِي الدُّنْيَا "أَنَّكُمْ" مَعَ قُرَنَائِكُمْ "فِي الْعَذَاب مُشْتَرِكُونَ" عِلَّة بِتَقْدِيرِ اللَّام لِعَدَمِ النَّفْع وَإِذْ بَدَل مِنْ الْيَوْم {40} أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "أَفَأَنْتَ تُسْمِع الصُّمّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَال مُبِين" بَيِّن أَيْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {41} فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ "فَإِمَّا" فِيهِ إدْغَام نُون إنْ الشَّرْطِيَّة فِي مَا الزَّائِدَة "نَذْهَبَنَّ بِك" بِأَنْ نُمِيتك قَبْل تَعْذِيبهمْ "فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ" فِي الْآخِرَة {42} أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ "أَوْ نُرِيَنك" فِي حَيَاتك "الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ" بِهِ مِنْ الْعَذَاب "فَإِنَّا عَلَيْهِمْ" عَلَى عَذَابهمْ "مُقْتَدِرُونَ" قَادِرُونَ {43} فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "فَاسْتَمْسِكْ بِاَلَّذِي أُوحِيَ إلَيْك" أَيْ الْقُرْآن "إنَّك عَلَى صِرَاط" طَرِيق {44} وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ "وَإِنَّهُ لَذِكْر" لَشَرَف "لَك وَلِقَوْمِك" لِنُزُولِهِ بِلُغَتِهِمْ "وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ" عَنْ الْقِيَام بِحَقِّهِ {45} وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ "وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُون الرَّحْمَن" أَيْ غَيْره "آلِهَة يُعْبَدُونَ" قِيلَ هَلْ هُوَ عَلَى ظَاهِره بِأَنْ جَمَعَ لَهُ الرُّسُل لَيْلَة الْإِسْرَاء وَقِيلَ الْمُرَاد أُمَم مِنْ أَيّ أَهْل الْكِتَابَيْنِ وَلَمْ يَسْأَل عَلَى وَاحِد مِنْ الْقَوْلَيْنِ لِأَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْأَمْر بِالسُّؤَالِ التَّقْرِير لِمُشْرِكِي قُرَيْش أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ رَسُول مِنْ اللَّه وَلَا كِتَاب بِعِبَادَةِ غَيْر اللَّه {46} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إلَى فِرْعَوْن وَمَلَئِهِ" أَيْ الْقِبْط {47} فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ "فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا" الدَّالَّة عَلَى رِسَالَته |
#728
|
||||
|
||||
الزخرف
{48} وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَة" مِنْ آيَات الْعَذَاب كَالطُّوفَانِ وَهُوَ مَاء دَخَلَ بُيُوتهمْ وَوَصَلَ إلَى حُلُوق الْجَالِسِينَ سَبْعَة أَيَّام وَالْجَرَاد "إلَّا هِيَ أَكْبَر مِنْ أُخْتهَا" قَرِينَتهَا الَّتِي قَبْلهَا "وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" عَنْ الْكُفْر {49} وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ "وَقَالُوا" لِمُوسَى لَمَّا رَأَوُا الْعَذَاب "يَا أَيُّهَا السَّاحِر" أَيْ الْعَالِم الْكَامِل لِأَنَّ السِّحْر عِنْدهمْ عِلْم عَظِيم "اُدْعُ لَنَا رَبّك بِمَا عَهِدَ عِنْدك" مِنْ كَشْف الْعَذَاب عَنَّا إنْ آمَنَّا "إنَّنَا لَمُهْتَدُونَ" أَيْ مُؤْمِنُونَ {50} فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ "فَلَمَّا كَشَفْنَا" بِدُعَاءِ مُوسَى "عَنْهُمْ الْعَذَاب إذَا هُمْ يَنْكُثُونَ" يَنْقُضُونَ عَهْدهمْ وَيُصِرُّونَ عَلَى كُفْرهمْ {51} وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ "وَنَادَى فِرْعَوْن" افْتِخَارًا "فِي قَوْمه قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِي مُلْك مِصْر وَهَذِهِ الْأَنْهَار" مِنْ النِّيل "تَجْرِي مِنْ تَحْتِي" أَيْ تَحْت قُصُورِي "أَفَلَا تُبْصِرُونَ" عَظَمَتِي {52} أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ "أَمْ" تُبْصِرُونَ وَحِينَئِذٍ "أَنَا خَيْر مِنْ هَذَا" أَيْ مُوسَى "الَّذِي هُوَ مَهِين" ضَعِيف حَقِير "وَلَا يَكَاد يُبِين" يُظْهِر كَلَامه لِلُثْغَتِهِ بِالْجَمْرَةِ الَّتِي تَنَاوَلَهَا فِي صِغَره {53} فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ "فَلَوْلَا" هَلَّا "أُلْقِيَ عَلَيْهِ" إنْ كَانَ صَادِقًا "أَسْوِرَة مِنْ ذَهَب" جَمْع أَسْوِرَة كَأَغْرِبَةِ جَمْع سِوَار كَعَادَتِهِمْ فِيمَنْ يُسَوِّدُونَهُ أَنْ يُلْبِسُوهُ أَسْوِرَة ذَهَب وَيُطَوِّقُونَهُ طَوْق ذَهَب "أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَة مُقْتَرِنِينَ" مُتَتَابِعِينَ يَشْهَدُونَ بِصِدْقِهِ {54} فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ "فَاسْتَخَفَّ" اسْتَفَزَّ فِرْعَوْن "قَوْمه فَأَطَاعُوهُ" فِيمَا يُرِيد مِنْ تَكْذِيب مُوسَى {55} فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ "فَلَمَّا آسَفُونَا" أَغْضَبُونَا {56} فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ "فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا" جَمْع سَالِف كَخَادِمٍ وَخَدَم أَيْ سَابِقِينَ عِبْرَة "وَمَثَلًا لِلْآخَرِينَ" بَعْدهمْ يَتَمَثَّلُونَ بِحَالِهِمْ فَلَا يَقْدَمُونَ عَلَى مِثْل أَفْعَالهمْ {57} وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ "وَلَمَّا ضُرِبَ" جُعِلَ "ابْن مَرْيَم مَثَلًا" حِين نَزَلَ قَوْله تَعَالَى "إنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم" فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : رَضِينَا أَنْ تَكُون آلِهَتنَا مَعَ عِيسَى لِأَنَّهُ عُبِدَ مِنْ دُون اللَّه "إذَا قَوْمك" أَيْ الْمُشْرِكُونَ "مِنْهُ" مِنْ الْمَثَل "يَصِدُّونَ" يَضْحَكُونَ فَرَحًا بِمَا سَمِعُوا {58} وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ "وَقَالُوا أَآلِهَتنَا خَيْر أَمْ هُوَ" أَيْ عِيسَى فَنَرْضَى أَنْ تَكُون آلِهَتنَا مَعَهُ "مَا ضَرَبُوهُ" أَيْ الْمَثَل "لَك إلَّا جَدَلًا" خُصُومَة بِالْبَاطِلِ لِعِلْمِهِمْ أَنَّ مَا لِغَيْرِ الْعَاقِل فَلَا يَتَنَاوَل عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام "بَلْ هُمْ قَوْم خَصِمُونَ" شَدِيدُو الْخُصُومَة {59} إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ "إنْ" مَا "هُوَ" عِيسَى "إلَّا عَبْد أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ" بِالنُّبُوَّةِ "وَجَعَلْنَاهُ" بِوُجُودِهِ مِنْ غَيْر أَب "مَثَلًا لِبَنِي إسْرَائِيل" أَيْ كَالْمَثَلِ لِغَرَابَتِهِ يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى عَلَى مَا يَشَاء {60} وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ "وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ" بَدَلكُمْ "مَلَائِكَة فِي الْأَرْض يَخْلُفُونَ" بِأَنْ نُهْلِككُمْ |
#729
|
||||
|
||||
الزخرف
{61} وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ "وَإِنَّهُ" أَيْ عِيسَى "لَعِلْم لِلسَّاعَةِ" تُعْلَم بِنُزُولِهِ "فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا" أَيْ تَشُكُّنَّ فِيهَا حُذِفَ مِنْهُ نُون الرَّفْع لِلْجَزْمِ وَوَاو الضَّمِير لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ "وَ" قُلْ لَهُمْ "اتَّبِعُونِ" عَلَى التَّوْحِيد "هَذَا" الَّذِي آمُركُمْ بِهِ "صِرَاط" طَرِيق {62} وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ "وَلَا يَصُدَّنكُمْ" يَصْرِفَنكُمْ عَنْ دِين اللَّه "الشَّيْطَان إنَّهُ لَكُمْ عَدُوّ مُبِين" بَيِّن الْعَدَاوَة {63} وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ "وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ" بِالْمُعْجِزَاتِ وَالشَّرَائِع "قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ" بِالنُّبُوَّةِ وَشَرَائِع الْإِنْجِيل "وَلِأُبَيِّن لَكُمْ بَعْض الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ" مِنْ أَحْكَام التَّوْرَاة مِنْ أَمْر الدِّين وَغَيْره فَبَيَّنَ لَهُمْ أَمْر الدِّين {64} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ "إنَّ اللَّه هُوَ رَبِّي وَرَبّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاط" طَرِيق {65} فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ "فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَاب مِنْ بَيْنهمْ" فِي عِيسَى أَهُوَ اللَّه أَوْ ابْن اللَّه أَوْ ثَالِث ثَلَاثَة "فَوَيْل" كَلِمَة عَذَاب "لِلَّذِينَ ظَلَمُوا" كَفَرُوا بِمَا قَالُوهُ فِي عِيسَى "مِنْ عَذَاب يَوْم أَلِيم" مُؤْلِم {66} هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ "هَلْ يَنْظُرُونَ" أَيْ كُفَّار مَكَّة أَيْ مَا يَنْتَظِرُونَ "إلَّا السَّاعَة أَنْ تَأْتِيهِمْ" بَدَل مِنْ السَّاعَة "بَغْتَة" فَجْأَة "وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" بِوَقْتِ مَجِيئِهَا قَبْله {67} الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ "الْأَخِلَّاء" عَلَى الْمَعْصِيَة فِي الدُّنْيَا "يَوْمئِذٍ" يَوْم الْقِيَامَة مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ "بَعْضهمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إلَّا الْمُتَّقِينَ" الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّه عَلَى طَاعَته فَإِنَّهُمْ أَصْدِقَاء وَيُقَال لَهُمْ : "يَا عِبَاد لَا خَوْف عَلَيْكُمْ الْيَوْم وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ" {69} الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ "الَّذِينَ آمَنُوا" نَعْت لِعِبَادِي "بِآيَاتِنَا" الْقُرْآن {70} ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ "اُدْخُلُوا الْجَنَّة أَنْتُمْ" مُبْتَدَأ "وَأَزْوَاجكُمْ" زَوْجَاتكُمْ "تُحْبَرُونَ" تُسَرُّونَ وَتُكْرَمُونَ خَبَر الْمُبْتَدَأ {71} يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "يُطَاف عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ" بِقِصَاعٍ "مِنْ ذَهَب وَأَكْوَاب" جَمْع كُوب وَهُوَ إنَاء لَا عُرْوَة لَهُ لِيَشْرَب الشَّارِب مِنْ حَيْثُ شَاءَ "وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيه الْأَنْفُس" تَلَذُّذًا "وَتَلَذّ الْأَعْيُن" نَظَرًا {73} لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ "لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَة كَثِيرَة مِنْهَا" أَيْ بَعْضهَا "تَأْكُلُونَ" وَكُلّ مَا يُؤْكَل يَخْلُف بَدَله |
#730
|
||||
|
||||
الزخرف
{75} لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ "لَا يُفَتَّر" يُخَفَّف "عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ" سَاكِتُونَ سُكُوت يَأْس {77} وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ "وَنَادَوْا يَا مَالِك" هُوَ خَازِن النَّار "لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّك" لِيُمِتْنَا "قَالَ" بَعْد أَلْف سَنَة "إنَّكُمْ مَاكِثُونَ" مُقِيمُونَ فِي الْعَذَاب دَائِمًا {78} لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ "لَقَدْ جِئْنَاكُمْ" أَيْ أَهْل مَكَّة "بِالْحَقِّ" عَلَى لِسَان الرَّسُول {79} أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ "أَمْ أَبْرَمُوا" أَيْ كُفَّار مَكَّة : أَحْكَمُوا "أَمْرًا" فِي كَيْد مُحَمَّد النَّبِيّ "فَإِنَّا مُبْرِمُونَ" مُحْكِمُونَ كَيْدنَا فِي إهْلَاكهمْ {80} أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ "أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَع سِرّهمْ وَنَجْوَاهُمْ" مَا يُسِرُّونَ إلَى غَيْرهمْ وَمَا يَجْهَرُونَ بِهِ بَيْنهمْ "بَلَى" نَسْمَع ذَلِكَ "وَرُسُلنَا" الْحَفَظَة "لَدَيْهِمْ" عِنْدهمْ "يَكْتُبُونَ" ذَلِكَ {81} قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ "قُلْ إنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَد" فَرْضًا "فَأَنَا أَوَّل الْعَابِدِينَ" لِلْوَلَدِ لَكِنْ ثَبَتَ أَنْ لَا وَلَد لَهُ تَعَالَى فَانْتَفَتْ عِبَادَته {82} سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ "سُبْحَان رَبّ السَّمَوَات وَالْأَرْض رَبّ الْعَرْش" الْكُرْسِيّ "عَمَّا يَصِفُونَ" يَقُولُونَ مِنْ الْكَذِب بِنِسْبَةِ الْوَلَد إلَيْهِ {83} فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ "فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا" فِي بَاطِلهمْ "وَيَلْعَبُوا" فِي دُنْيَاهُمْ "حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ" فِيهِ الْعَذَاب وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {84} وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ "وَهُوَ الَّذِي" هُوَ "فِي السَّمَاء إلَه وَفِي الْأَرْض إلَه" بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَإِسْقَاط الْأُولَى وَتَسْهِيلهَا كَالْيَاءِ أَيْ مَعْبُود وَكُلّ مِنْ الظَّرْفَيْنِ مُتَعَلِّق بِمَا بَعْده "وَهُوَ الْحَكِيم" فِي تَدْبِير خَلْقه "الْعَلِيم" بِمَصَالِحِهِمْ {85} وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "وَتَبَارَكَ" تَعَظَّمَ "الَّذِي لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا وَعِنْده عِلْم السَّاعَة" مَتَى تَقُوم "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" بِالْيَاءِ وَالتَّاء {86} وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "وَلَا يَمْلِك الَّذِينَ يَدْعُونَ" يَعْبُدُونَ أَيْ الْكُفَّار "مِنْ دُونه" أَيْ مِنْ دُون اللَّه "الشَّفَاعَة" لِأَحَدٍ "إلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ" أَيْ قَالَ : لَا إلَه إلَّا اللَّه "وَهُمْ يَعْلَمُونَ" بِقُلُوبِهِمْ مَا شَهِدُوا بِهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَهُمْ عِيسَى وَعُزَيْر وَالْمَلَائِكَة فَإِنَّهُمْ يَشْفَعُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ {87} وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ "وَلَئِنْ" لَام قَسَم "سَأَلْتهمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّه" حُذِفَ مِنْهُ نُون الرَّفْع وَوَاو الضَّمِير "فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" يُصْرَفُونَ عَنْ عِبَادَة اللَّه {88} وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ "وَقِيلِهِ" أَيْ قَوْل مُحَمَّد النَّبِيّ وَنَصْبه عَلَى الْمَصْدَر بِفِعْلِهِ الْمُقَدَّر أَيْ وَقَالَ "يَا رَبّ إنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ" {89} فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ "فَاصْفَحْ" أَعْرِضْ "عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَام" مِنْكُمْ وَهَذَا قَبْل أَنْ يُؤْمَر بِقِتَالِهِمْ "فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" بِالْيَاءِ وَالتَّاء تَهْدِيد لَهُمْ |
#731
|
||||
|
||||
سورة الزخرف 1 / 2 بصوت الشيخ أحمد العجمي
|
#732
|
||||
|
||||
سورة الزخرف 2 / 2 بصوت الشيخ أحمد العجمي
|
#733
|
||||
|
||||
|
#734
|
||||
|
||||
تفسير سورة الشورى
{2} عسق سُورَة الشُّورَى [ مَكِّيَّة إلَّا الْآيَات 23 و24 و25 و26 فَمَدَنِيَّة وَآيَاتهَا 53 نَزَلَتْ بَعْد فُصِّلَتْ ] "عسق" اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِهِ {3} كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "كَذَلِكَ" أَيْ مِثْل ذَلِكَ الْإِيحَاء "يُوحِي إلَيْك" أَوْحَى "وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلك اللَّه" فَاعِل الْإِيحَاء "الْعَزِيز" فِي مُلْكه "الْحَكِيم" فِي صُنْعه {4} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض" مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا "وَهُوَ الْعَلِيّ" عَلَى خَلْقه "الْعَظِيم" الْكَبِير {5} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "تَكَاد" بِالتَّاءِ وَالْيَاء "السَّمَوَات يَتَفَطَّرْنَ" بِالنُّونِ وَفِي قِرَاءَة بِالتَّاءِ وَالتَّشْدِيد "مِنْ فَوْقهنَّ" أَيْ تَنْشَقّ كُلّ وَاحِدَة فَوْق الَّتِي تَلِيهَا مِنْ عَظَمَة اللَّه تَعَالَى "وَالْمَلَائِكَة يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهمْ" أَيْ مُلَابِسِينَ لِلْحَمْدِ "وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْض" مِنْ الْمُؤْمِنِينَ "أَلَا إنَّ اللَّه هُوَ الْغَفُور" لِأَوْلِيَائِهِ "الرَّحِيم" بِهِمْ {6} وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ "وَاَلَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونه" أَيْ الْأَصْنَام "أَوْلِيَاء اللَّه حَفِيظ" مُحْصٍ "عَلَيْهِمْ" لِيُجَازِيَهُمْ "وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ" تَحَصَّلَ الْمَطْلُوب مِنْهُمْ مَا عَلَيْك إلَّا الْبَلَاغ {7} وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ "وَكَذَلِكَ" مِثْل ذَلِكَ الْإِيحَاء "أَوْحَيْنَا إلَيْك قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِر" تُخَوِّف "أُمّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلهَا" أَيْ أَهْل مَكَّة وَسَائِر النَّاس "وَتُنْذِر" النَّاس "يَوْم الْجَمْع" يَوْم الْقِيَامَة تُجْمَع فِيهِ الْخَلَائِق "لَا رَيْب" شَكّ "فَرِيق" مِنْهُمْ "فِي الْجَنَّة وَفَرِيق فِي السَّعِير" النَّار {8} وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ "وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَجَعَلَهُمْ أُمَّة وَاحِدَة" أَيْ عَلَى دِين وَاحِد وَهُوَ الْإِسْلَام "وَلَكِنْ يُدْخِل مَنْ يَشَاء فِي رَحْمَته وَالظَّالِمُونَ" الْكَافِرُونَ "مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيّ وَلَا نَصِير" يَدْفَع عَنْهُمْ الْعَذَاب {9} أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونه أَوْلِيَاء" أَيْ الْأَصْنَام , أَمْ مُنْقَطِعَة بِمَعْنَى : بَلْ الَّتِي لِلِانْتِقَالِ وَالْهَمْزَة لِلْإِنْكَارِ أَيْ لَيْسَ الْمُتَّخِذُونَ أَوْلِيَاء "فَاَللَّه هُوَ الْوَلِيّ" أَيْ النَّاصِر لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْفَاء لِمُجَرَّدِ الْعَطْف {10} وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ "وَمَا اخْتَلَفْتُمْ" مَعَ الْكُفَّار "فِيهِ مِنْ شَيْء" مِنْ الدِّين وَغَيْره "فَحُكْمه" مَرْدُود "إلَى اللَّه" يَوْم الْقِيَامَة يَفْصِل بَيْنكُمْ قُلْ لَهُمْ "ذَلِكُمُ اللَّه رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْت وَإِلَيْهِ أُنِيب" أَرْجِع |
#735
|
||||
|
||||
الشورى
{11} فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "فَاطِر السَّمَاوَات وَالْأَرْض" مُبْدِعهمَا "جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا" حَيْثُ خَلَقَ حَوَّاء مِنْ ضِلْع آدَم "وَمِنْ الْأَنْعَام أَزْوَاجًا" ذُكُورًا وَإِنَاثًا "يَذْرَؤُكُمْ" بِالْمُعْجَمَةِ يَخْلُقكُمْ "فِيهِ" فِي الْجَعْل الْمَذْكُور أَيْ يُكَثِّركُمْ بِسَبَبِهِ بِالتَّوَالُدِ وَالضَّمِير لِلْأَنَاسِيِّ وَالْأَنْعَام بِالتَّغْلِيبِ "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء" الْكَاف زَائِدَة لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا مِثْل لَهُ "وَهُوَ السَّمِيع" لِمَا يُقَال "الْبَصِير" لِمَا يُفْعَل {12} لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "لَهُ مَقَالِيد السَّمَاوَات وَالْأَرْض" أَيْ مَفَاتِيح خَزَائِنهمَا مِنْ الْمَطَر وَالنَّبَات وَغَيْرهمَا "يَبْسُط الرِّزْق" يُوَسِّعهُ "لِمَنْ يَشَاء" امْتِحَانًا "وَيَقْدِر" يُضَيِّقهُ لِمَنْ يَشَاء ابْتِلَاء {13} شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّين مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا" هُوَ أَوَّل أَنْبِيَاء الشَّرِيعَة "وَاَلَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْك وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّين وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" هَذَا هُوَ الْمَشْرُوع الْمُوصَى بِهِ وَالْمُوحَى إلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ التَّوْحِيد "كَبُرَ" عَظُمَ "عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ" مِنْ التَّوْحِيد "اللَّه يَجْتَبِي إلَيْهِ" إلَى التَّوْحِيد "مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي إلَيْهِ مَنْ يُنِيب" يُقْبِل إلَى طَاعَته {14} وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ "وَمَا تَفَرَّقُوا" أَيْ أَهْل الْأَدْيَان فِي الدِّين بِأَنْ وَحَّدَ بَعْض وَكَفَرَ بَعْض "إلَّا مِنْ بَعْد مَا جَاءَهُمُ الْعِلْم" بِالتَّوْحِيدِ "بَغْيًا" مِنْ الْكَافِرِينَ "بَيْنهمْ وَلَوْلَا كَلِمَة سَبَقَتْ مِنْ رَبّك" بِتَأْخِيرِ الْجَزَاء "إلَى أَجَل مُسَمَّى" يَوْم الْقِيَامَة "لَقُضِيَ بَيْنهمْ" بِتَعْذِيبِ الْكَافِرِينَ فِي الدُّنْيَا "وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَاب مِنْ بَعْدهمْ" وَهُمْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى "لَفِي شَكّ مِنْهُ" مِنْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مُرِيب" مُوقِع فِي الرِّيبَة {15} فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ "فَلِذَلِكَ" التَّوْحِيد "فَادْعُ" يَا مُحَمَّد النَّاس "وَاسْتَقِمْ" عَلَيْهِ "كَمَا أُمِرْت وَلَا تَتَّبِع أَهْوَاءَهُمْ" فِي تَرْكه "وَقُلْ آمَنْت بِمَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ كِتَاب وَأُمِرْت لِأَعْدِل" أَيْ بِأَنْ أَعْدِل "بَيْنكُمْ" فِي الْحُكْم "اللَّه رَبّنَا وَرَبّكُمْ لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ" فَكُلّ يُجَازَى بِعَمَلِهِ "لَا حُجَّة" خُصُومَة "بَيْننَا وَبَيْنكُمْ" هَذَا قَبْل أَنْ يُؤْمَر بِالْجِهَادِ "اللَّه يَجْمَع بَيْننَا" فِي الْمُعَاد لِفَصْلِ الْقَضَاء "وَإِلَيْهِ الْمَصِير" الْمَرْجِع |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تفسير, قران |
|
|