اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات و نقاشات هادفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 03-06-2011, 09:53 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي


(28) صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة
أعمل بمدرسة يمتلكها رجل دؤوب ، سواه الدأب صاحب مدرسة و أخرى . ينمو ماله و عمله و رعيته فيربو موظفوه على الألف .
و الآن يزيد الاتساع سعة فنضيف طاقماً جديداً للتدريس . يتعين علي أن أختار مدرسة جديدة تعمل في قسمي . تتقدم للوظيفة المتاحة شابة في أواخر العشرينات بلا خبرة في التدريس لكن شهادتها العلمية تؤهلها للوظيفة .
تثبت جدارة على من تقدمن فتستحق الوظيفة .
تلفت انتباهي بأناقتها ، بدلة سوداء تبرز جمال قوامها و طرحة جميلة تخفي شعرها.
ألفت انتباهها إلى أننا لا نرتدي بنطلونا في العمل فتأتيني تالياً بجيبة و قميص طويل متسعين.
كان ذاك قبل بداية يوليو أي نهاية العام الماضي .
********************
يمنحنا أغسطس بداية عام جديد فأجدها معنا .
تأتيني مرتبكة ، تحكي لي عن مشكلة ، تقول برجاء لا يضايقك كلامي .
تخبرني أنها علمت بوجوب ارتداء ثوب في العمل مع طرحة غير مزخرفة. أمر لا يقبله والدها الذي قبل الطرحة بصعوبة . تحكي عنه أنه رجل مسن في الثمانين و أنها لا تحب أن تغضبه لأنه مريض .
أترفق بها فانصت و افكر باحثة عن حل ، مؤكد أفهم ما تمر به فقد أحضر الحجاب زوبعة خلاف مع والدي . خلاف طال بيننا زمناً خلته الأبد حتى رحمني الله.
فأبناء زمن زعموا له الجمال جملوا حياتنا بمبادىء لا تعرف للحرية هامشاً ، قلق يجر خلاف ، يحضر معه القذى فيملأ العيون عمى و يثقل الأنفس حزناً .
جذر شيطاني ، أحسبني خلعته فأجده يتجدد حتى تجتثه يد المولى فنرتاح جميعاً .
افكر في حل عملي حتى لا يعصرنا عناد الرجال : أب كبير لا يعجبه الحجاب و صاحب عمل لا يعجبه ارتداء البنطلون و الجيبة في العمل .
أقول ما عليك لو وضعت ثوبك في حقيبة و ارتديته في المدرسة ، ثم خلعته بعد يوم العمل حتى يأذن الله بتغيير ذلك كله .
تقول لي إنها ستفكر في الأمر و تخاطب والدها بشأنه.
يربك هذا الأمر كلتانا .
تتردد في الاستمرار في عملها حتى تأخذ رأي أبيها .
أقول سأصلي و أسأل ربنا كيف نتصرف فالأمر حقاً عصيب لنا .
لعل الطرف ناحيتي أيسر حالاً . أمامي خيارات أخرى غيرها إن هي قررت عدم الحضور غداً . عليها أن تحسم موقفها حتى اتصرف في ضوئه.
*************************
أصلي بعد العشاء فأطيل . أستخير مولى بنا رؤوف رحيم . دينه اليسر ، لكن أخلاق عباده العسر . و إذ أسأله و أكل الأمر إليه وحده ، يفك كربنا .
يخطر ببالي أنني سأدبر أموري بغيرها .
بل أريدها معي طبعاً . مهنتي يرتبط فيها العمل بالشخصي رباطاً وثيقاً . ثم لماذا يحرموني من كل ما أحب؟ من حقي التشبث بما أريدهــ(ا) .
أحب لها ما تحبه لنفسها أن تختار وظيفتها .

أثناء الصلاة ، يلحقني ألم شديد لا أعرف مصدره.كأنما قيد يطوق رقبتي يكاد يسحقها ، انزعج منه فألجأ لربي لفكه عني .
تنتهي الصلاة فأتحسس رقبتي بيدي . لا ألم مطلقاً . ما هذا الذي أحسسته ؟
تنتهي الصلاة و أنا أدرك شيئاً ما .
*************************
في اليوم التالي ، لا أجدها في فصل القرآن فينتابني القلق .
اتصل بها بعد الدرس لأطمأن عليها .
_ تعتذر أنها لم تخبرني أنها ذهبت تجهز الأوراق المطلوبة للتعيين.
_ لا عليك ، أقلقني غيابك .
_ متفائلة خيراً بشأن موافقة أبي على ارتدائي ثوباً .
***********************
يحضرها اليوم الثالث بثوب أزرق ذو نقوش و حافة مزخرفة أنيقة يزينها فيزيدها بهاء .
تبهر الجميع بأناقتها و ذوقها اللطيف فيقبلن عليها مهنآت .
لكل من يحبون النهايات السعيدة : تالياً ، تتبوأ مكانها في العمل تكلؤها عين الرضا .
***********************

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 04-06-2011, 04:16 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(29)نساء الزمن الجميل
الحكاية حقيقية و العهدة على الرواة ، الأسماء منتحلة .
تحكي أمي : العمة رتيبة و العمة رجاء في السبعينات من أعمارهن.
أما العمة رجاء فيأتيها بالغ الشح في أول شبابها فترفضه ، ليذهب إلى ابنة عمها رتيبة فتقبله .
يحيل شحه و غضبه البيت مراراً ، كان يغضب فيترك البيت بلا طعام أو شراب و هذا ليس لقلة المال كل ما هنالك أنه يوفره ليوم لا يكون فيه مال حقًا !
أشهر عباراته : ليس هناك مال ، رده لكل طلب من أي أحد .
كان يمنع الأولاد عن التعليم يريد لهم العمل حتى يكونوا رجالًا ، طبعاً تركهم للشارع فهو أولى بهم . أما البنات فقد ظهر جمالهن مبكرًا فسارعت العمة رتيبة بتزويجهن في سن مبكرة (حول السادسة عشر)، زيجات لم تعمر بضعة أشهر إلى عام (لأن الزوج لا يبالي بالمرأة إذ يغيب وليها و علمها و عقلها).
ثم ينفقن أعمارهن جالسات حول أمهن يطالعن التلفاز و يلكن أخبار البشر ، هذا تزوج و ذاك سافر و هذا تعلم و هذه تعمل و تلك لديها مال و عيال ، ثم تتساءل إحداهن لماذا ليس لنا مثل ما لهم ؟ تجيب أختها على عجل : خطيئة أمنا إذ لم تعلمنا و عجلت بزواجنا سدت أبواب الخير عنّـا . عجزها أعجزنا ، شغلها تجهيز الطعام نهار يطول يعقبه ليل تطعم الأبناء الطعام فيه . حال اليوم كابن أخيه البارحة و ابن عمه الغد ، كلهم سواء!
أرطة عيال أعياها تدبيرهم حتى شاء الله لبكرها البركة فنوره بالعلم و العمل فساعد البيت و نهض بإخوته الصغار .
أما العمة رجاء فتزوجت بآخر و اكتفت بثلاثة أبناء . و حين بخل الأب عن أن يكون له دور في حياة أبنائه و تزوج بأخرى ، نبذته العمة رجاء و عملت بالخياطة فكان لها مال . إمرأة منمقة و جميلة لا تطهو من الطعام إلا ما فيه الصحة .
أرسلت أكبر أبنائها للتعلم في ألمانيا و هذا أعان من بعده . تفوق الشباب و نجحوا و كونوا أسرًا يفخرون بها بفضل الله ثم أرسلوا لأمهم فأحضروها إلا بلاد الغرب و كان لها مكان في أسرتها و في حياتها .
في زيارة لها ، كانت تجلس مبتسمة في صحة وافية بين عائلتها الممتدة فترى الرضا على وجوه الجميع، ثمرة العلم و العمل .
يعي عقلي الدرس ، أعيده لنفسي كل حين : كائنًا ما كان نصيبي من عطايا الزمان ، لا صبر على ضيم . عانقي حياتك و اعتصمي بمولاك و من يتوكل على الله فهو حسبه .
***************************
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 05-06-2011, 06:46 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(30) وظيفة و امرأة لفظان لا يتفقان !!
أو
حاسب آلي ...
أي العنوانين راق لكم
أجلس جوارها ، أعطيها المادة العلمية فتكتبها على الحاسب و تنسقها قبل أن تطبعها فتصبح الأوراق كتاباً جاهزاً للطباعة .
أبدي ملاحظاتي على عملها فتدخل التغييرات في الحاسب و ينقضي الأمر بيننا على أحسن حال .
كاتبة القسم شابة تقترب من الثلاثينات، لطيفة المزاج لم تندمج مع البشر قبل عدة أشهر من وجودها بيننا.
نجلس يجمعنا الكتاب فيأخذنا الحديث فنذكر ربنا ، تخبر إحدانا الأخرى كيف تحب ربها و تعبده و تشتاق إليه. يجمعنا هذا الحب فيجمل الوقت و إلا فإنه يمر عسيراً نكاد نختنق في زحام الضجيج و الفوضى .
سألتها ذات كتابة من أين لها بهذا النور : الرضا ؟
أجابتني أنها تؤمن أن الله يعطيها ما تحتاجه و يرتب لها خطواتها . و أنه يحفظها في كلا الإتجاهين. يدها بركة ، ما تحاول فيه أخرى فيتلف منها، يلامس يدها.
من أين يُـشترى هذا الرضا و رقة المزاج تلك ؟ أيعرف أحدكم ؟ سأشتري منهما كمية وافرة لو تحصلت على المصدر!
لكن مزاجي رغبة حادة في التغيير بقدر العجز عن معظمه ، ما أمره بيدي محوته في فمتو ثانية ، رحل بلا نية رجوع .
ليس لي يد كي يكون لي شيء ، غير أن التغيير لا يلزمه يد بقدر ما يلزمه رغبة حادة فيه .
تتجاذب طبائعنا المتغايرة فيؤلف ذلك بيننا.
يحضرنا أغسطس للمدرسة حيث بداية عام جديد ، نجهز للطلاب بعض ما يلزمهم خلال العام و من ذلك ملازم بالأسئلة التي يتعين عليهم حلها خلال العام تساعدهم على اجتياز امتحاناتهم بيسر .
أجلس جوارها ، كي ننجز العمل سريعاً فقد أزف الوقت .
هذه المرة ، ألمح التغيير ، تتساءل كيف نعمل في مؤسسة بهذا الحجم ، تكسب الكثير ، ثم لا يكون حظها من ذلك إلا القليل؟ تتساءل لماذا لا يوظفون عددًا كافيًا يتحمل عنها جزءًا من الثقل الذي عليها؟
تتساءل ، لماذا يتعين عليها و هي مرهقة أن تقوم بعمل عدة أشخاص في المدرسة و البيت؟
أحاول حل تلك الأحاجي ، أجد إجابات تزيل عقبات فتهدأ . تشكو المرض يجتاحها ، ترتفع حرارتها فترتفع حرارتي أيضاً ، قلما جلست بجوار أحد ، إلا تلبسني من مرضه و مزاجه حد العياء (بعض أكثر ما أكرهه من التواجد مع البشر) .
تغيب الأيام التالية فيتعطل العمل . علينا أن نقدم أوراقًا كثيرة كتبها الحاسب و طبعتها الطابعة . في الحجرة حاسبان يتداولهما عشرون مدرسة كل منهن تعترض عمل الأخرى ، مزاحمة تعطل الجميع . وجودها كان حلقة الوصل بين الجهاز و الأشخاص ، كانت تنسق الفوضى فتخرج المطلوب في أيسر حال.
تخبرني زميلة أن سكرتيرتي اتصلت بإدارة المدرسة تخبرهم أنها لن تعود للعمل لأن صحتها لا تسمح و أنا من ظننته دور برد عابر يحفظها في بيتها أيام حتى تسترد صحتها .
لتفهموا قانونًا خاصًا بالمرأة إذ تعمل ، على نحو ما العمل يَـلزم المرأة و يُـلزمها و على النحو الآخر فإنه لا يَـلزمها أو يُـلزمها.
شيء فيّ يختل ، شيء يتعلق بالعمل و لا يتعلق به . مرضها لفت انتباهي لعلاقتي بمن حولي من البشر . كيف أغفلت الدلالات ؟
أكتب الكثير على الحاسب بنفسي ، سأتصرف ، كما أنهم لن يتأخروا كثيرًا في استبدالها ، الكل متعجل لإنهاء العمل .
أصلي معظم اليوم سائلة المولى أن يلهمنا صواب القول و العمل .
للحب في الله حسابات أخرى . أريد لها السعادة على نحو مبهم ، مفهوم لا تحده أبعاد تتضح عندي . الأمر كله بيد الله و لله الأمر من قبل و من بعد . لا أتصرف حتى تبدو لي من مولاي إشارة بعدها لن أتوانى .
أتصل بها فتشكو آلام الظهر و غشاوة على بصرها (كانت تجلس إلى الحاسب 7 ساعات متواصلة يومياً). يبكيني حالها . أتحرك بين البشر أشكو الأمر لمن هم أعلى مني سلطة ، من بيدهم إحضار كاتبة أخرى تساعدها فأعمال القسم في اتساع و حاسب آخر يسند الأخريين .
يحضرون كاتبة أخرى ، موظفة كانت على وشك أن تخسر عملها في قسم اللغة الإنجليزية حيث نطقها لتلك اللغة به أخطاء . مع الحاسب تجيد ، فيرسلونها ناحيتي .
تتحسن صحة الأولى و تشتاق العمل و الصحبة مرة أخرى . هنا حيث تتبدد كل العوائق ، الكل يسمح و يتسامح. فتعود حبيبة قلبي لعملها مكرمة بعد غياب اسبوع .
لقسم العلوم في المدرسة 3 رئيسات لكل منـا اختصاص . أشتري حاسب محمول كي أنجز عملي عليه. أما الثانية فتأخذ الكاتبة الثانية و أحد أجهزة الحاسب و تنفصل في حجرة منفصلة . الثالثة ،يصيبها الحمل بوخم الحاسب فلا تقربه ثانية .
كاتبة رابعة ترفع عنها عبء كتابة ملزمة الأحياء ، فجأة الحاسب لا يختل و الطابعة لا تتوقف و الزمن يسيل مودة و عملاً ، و لله في خلقه شؤون ، و أنا لن أحاول أن أفسر شيئًا ، حتى الآن أتعجب مما صار، حقاً لا يضيع الله أجر من أحسن عملاً .
أستقبل عودتها بحقيبة من صنع يدي ، و صنع يدي هذا مختلف عما يباع في السوق ، لي ذوقي و طريقتي في تنسيق الألوان . تفرح بها فرحاً شديداً ، لا أفهمه . فقد ولىّ أوان شبابي ، حين كان للأشياء متعة في النفس تجعل لها قيمة .
تتباهى بها أمام من تعرفه ، تمر بي بعد قليل لتخبرني أنها أجمل مما في السوق . ثم تخبرني أنها تغيظ أختها بأنها تمتلك شيئاً من صناعة يدي، (لم نخبرهن أن لكل منهن واحدة ذات ذوق مميز) .
تكتب قوله تعالى * (و لسوف يعطيك ربك فترضى ) على ورقة بخط كبير ثم تطبعها و تعلقها قبالتها . ننظر إليها مجددًا كلما اعترانا خلل فيغمرنا رضاه سكينة فتمر . و كثيرًا ما تتعدل .
* الآية 5 من سورة الضحى بالجزء الثلاثين
********************************
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 07-06-2011, 03:24 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(31) كيف تعمل و يدها مغلولة؟!
تيقظت و الشلل يخط في أعصابي رسائل الألم تطغى على الإدراك ، المفاتيح تنفر من أصابعي بينما فتح الباب أمر مهيب ، أما الحدس فيقول عن أمر عصيب (لا حياة أيسر من حياتي ، كلها الهون إن شئت ، فقط أنني لا أشاء !).
الفجر صليته و الشمس تطل على شرفتي ، هنا حيث الجََـلَد يفر من تحت جلدي . أنادي على الله الساعة القادمة حتى يأتيني من المدد ما أواجه به ما سيكون !
أدخل حجرة المدرسات ، يصاحبني موجهان من الوزارة كي يتأكدا من مطابقة المواصفات لمعايير الوزارة، عليهما أن يتعاملا مع الجميع خلالي فأنا حالياً أرأس قسم العلوم في مدرستي .
قبل هذا العام ، اعتدت أن أثير الزوابع حولي، يزعمون أنني أغير ما هو راسخ كالأهرام ! لا يهم أنه يعيق الناس عن عملهم !
فقط يقبلني من حولي حين أعلن عزمي على المغادرة و بينما أحزم حقائبي سيقولون عن خلاف لا يخل بود أزلي ! و عن صداقة و أخوة ... أطالع العيون فتصعقني السذاجة تفيض منها .
هذا العام ، أكرمني الله بمجموعة مدرسات ، أمرهن يسر . يفيض علينا فضل الله فأنظم الأمور على أيسر حال (أو هكذا ظننت!). نشد ما بأيدينا من خيوط ، فيظهر نتاج ذلك حركة في اتجاه واضح المعالم أحسبه يروقني . لن أدع احدًا يغير فعلي .
اسمع تعليقات التوجيه فأنكر ما أسمع . لم يعنيهم الجمال الذي صنعناه من الفوضى التي ألقتها في وجوهنا الوزارة بمناهجها السمجة ، فقط لفت انتباهم ما أهملته مدرسة منهن من تصحيح الكراسات.
و كل طالبة لها 3 كتب و كراسة و تصحيح بعضه يكفي والله ، فهو تكرار مكرر و هذا ما كان، لا يستوعبه عقل رغم التكرار .
تُجمع الكراسات بغؤض التصحيح ، حفلة تحني ظهر ساعات يومين عناية ب****يب فصل واحد و لكل مدرسة عدة فصول .
تتوقد تلك النارية في أعصابي ، أود لو أهدم تلك العشش المتهالكة على رؤوس من بناها فيعفيني الشلل من آداء الواجب .
يمضون إلى حال سبيلهم بينما أنا الحزن مداه .
لا شيء أوجب عندي من كرامة البشر ، سوى رعايتهم ، لتمكينهم من آداء أعمالهم على أيسر وجه.
أطالع الساعة فإذا بالعصر يوشك أن يؤذن له بينما قد نسيت المدرسة صلاة الظهر بين أكوام الكراسات . يضايقني أن يشغل العباد عن ذكر الله بهباء منثور.
تشغل المفكرة بالها : ما الذي فات أعصابها أثناء الحساب فأنبت حسابها المختل كل هذا الخلل؟!
يهديني المولى فكرة خير و عزيمة تغيير بإذن البارئ . كل الخيوط ابتداء بيدي لم تركت لغيري بعضها ؟ فأمسكوا لي الخطأ رغم خطوي يغزل اليوم حركة و دأباً؟!
حتى متى أبحث عما أمام عيني ، يبدو كتيه بني إسرائيل. أي كلمة لم أقل؟
أغيب اليوم التالي عن عملي فقد أصابني الحزن بخلل لا يسمح لي بالظهور أمام الناس بشكل لائق . أطيل الصلاة يومي ، أقرنه دعاء حتى تنحل أمور تلقاء ذاتها فضل المولى .
يحضرني الثلاثاء أكثر حزمًا ، أنحي الكتب جانباً أتركها للطالبات ، يعنيني الكراسة فقط تحوي إجابات الأسئلة . نحل من كتاب التدريبات ما لم يسبق حله ، ما يمكن فعله في إطار الوقت المرسوم .
ملاحظة : كتب التدريبات تم إزالتها من لائحة الكتب العام التالي
*****************
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 11-06-2011, 08:16 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

سوا أحلى
الشخصيات الرئيسية مدرسة و كاتبة و حاسبان ، الخلفية ملبدة بالبشر .
محور الحكاية كتاب للأحياء للصف الأول الثانوي أعده لصالح تلميذات مدرستي ، غايته النبيلة أن تستوعب الطالبات مادة الأحياء ، بعيداً عن تزاحم المعلومات في كتاب الوزارة الرسمي الذي يملأه غياب التنظيم فراغاً.
الحكاية :
طالما تمنيت أن أعيد صياغة كتاب الأول الثانوي لأعطي المعلومات نسقاً يظهر عظمة الخالق و جمال الخلق و بهاء العلم . فرصة تقاصرت يداي أن تطولها قبلاً حيث إمرأة أقوى تستنسخ كتاب الوزارة ، تضيف له بعض العناوين ، تنقط فقراته و تضيف له بعض الأسئلة (و ذاك جهد بالغ لو تعلمون) .
يتزاحم البشر على المنهل يسقون ثم يقدم الزمن و يؤخر الأمنيات إلى أن يأتي دوري فأجده رائقاً صافياً فأنهل و أسقي . و الصبر حليف و رفيق عرفته على مدى الزمن . لكن أمر ذاك الكتاب أصابه بيأس فاِستصدر جواز سفر راحلاً بلا تذكرة عودة و أنا أيضاً لم أعد أبالي و لا أنوي شيئاً ، وقفت صامتة على حافة الإستسلام .
********************
ثم تصر ناظرتي ذات الإرادة القويمة أن أضع للطالبات هذا الكتاب ، تلقي الفرصة في طريقي ، أماطل الوقت حتى يستقر في إدراكي أنه قد حان أجله .
********************
للقسم كاتبة تكتب ما يخط لها مسودة بخط اليد على حاسب القسم . و قد اعتدت أن أثبت أفكاري في ذاكرة حاسبي الإلكترونية دون المرور بوسيط الورق و القلم .
لكن 110 صفحة و الكثير من الجداول و المعلومات و الصور مهمة تثقل علي ، و كتابته معضلة و الوقت يسرع نحو الفصل الدراسي الثاني قريباً . علينا أن نتقاسم المهمة كي لا ينتقض ظهرينا ، أنا و الكاتبة ، حاسبي و حاسب المدرسة .
لقطة :
كاتبة القسم ينتهي بها الزمن قرب الثلاثين من عمرها ، خريجة كلية التجارة . جاءت تبحث عن وظيفة تتعلق بالحسابات فوجدوا لها وظيفة في الكتابة على حاسب (حسب مبدأ : كله شغّـال) . مقومات الشخصية: هدوء ، و نباهة و إخلاص لرب العباد و ابتغاء مرضاته .
العيوب الشخصية : مهارات إجتماعية محدودة و تهيب من البشر .
مشاكل العمل : لا يدخل الزمن ضمن خطة العمل ، لا موهبة إدارية تقسم المهام على الأفراد فيقطع شعاع الليزر معدن الواقع تماماً كما هو مرسوم على لوحة التصميم .
يزيد السوء حملاً أن حاسباً واحداً يطعم رغائب 12 مدرّسة ، حيث الخطوات تلغي ما قبلها و تتخبط مع من بعدها ، المحصلة تقترب من الصفر !
يعترض عمل حاسب المدرسة سوء تنظيم ملفاته فيعترض على العمل دون سابق إنذار ، تحذير لبني البشر أنهم لن يتجاوزوا قوانين البرمجة الإلكترونية كأنها علاقات بين البشر . لكن كاتبتي النبيهة طوعت نشوزه فاستجابت مفاتيحه للمسات أصابعها طوعاً ، تنساب الكلمات المطلوبة على شاشته .
********************
تجربة 1
سأستخدم الكتاب الذي أعدته مدرسة الصف الأول الثانوي للأولاد و أريح نفسي من عناء كتابة كتاب بأكمله. أحصل على نسخة ورقية منها .. أقلبه طويلاً فلا تعجبني أخطاء الإملاء و أنه لا يختلف عن أخيه ابن الوزارة إلا قليلاً .
أعاود الكر و أطلب منها نسخة الكترونية من كتابها لأضبط بعض الأخطاء ثم أطبعه بعد التعديل .
تناولني بعد عناء ملفات مختلطة كي أفرزها فيضيع وقتاً ثميناً كنت أدخره لحاجة .
أعدل النسخة الورقية فأزداد يقيناً أن صياغة المعلومات بوضوح أيسر طريق للفهم ، و أن أخطاء اللغة عبوات ناسفة تهدم سكنى المعاني . يمنع الردم المتبقي وصول الأفراد لبعضهم ، يتوهون بين الركام. أتساءل أيمكن أن تهدمَ الجسدَ الذي تسكنه الروح فيبقى لها وجود بعده؟
يرفض حاسبنا التعامل مع جزء كبير من ملفات زميلتي و يتعين علينا الكتابة مجدداً .

تجربة 2
أفتش النفس بحثاً : لم التلكؤ ؟ أمنيتك القديمة أن يصمم عقلك الكتاب توشك أن تتحقق ، لمَ تدفعينها بعيداً ؟ يعود بحثي بغبار أمنيات طال اشتياقي لها انتظاراً . فقط أن ما يتأخر لا يأتي لوقته ، يحل محله فراغات في النفـس و جروح تلتهب ثم تتعافى على نحو ما دونما حاجة لما كنت أحسبه إكسير الحياة .
تساءلني الحقيقة مجدداً : لماذا يتعين على الحياة أن تستجيب لهواك ؟ أي شيء أنت في مجرة فسيحة تسبح في فضاء كون لا متناهي بإحكام لا يختل ، بينما الخلل كل ما تصدره إرادتك . أتـظنين القدر أخطأ إذ حرمك فرصة كتلك قبلاً , يصر أن تمتلكيها الآن ؟
أراجع الحساب مرة أخرى (هذا ما توحي به نفسي لا غير) :
المعلومة لدي أكثر انتظاماً مما هو في الكتاب
+
حقي على تلميذاتي الإنصات إلي و العمل معي .
-
الواقع ، تسحب كل طالبة عقلها بعيداً عني ، تعطي أذنها لغيري يكرر لها الكتاب و تلك التي يعلمها الكتاب العصري و الكتاب المتوج .
أيكون للقدر حكمة و حكم لو رفض البشر ما بين أيديهم ففرضه عليهم ؟!
حكم القدر أن يختار البشر ما هم عليه فيؤاخذهم به عدلاً .
حتى متى أحفظ و أحافظ على ملفات في عمق النفس ؟ أداريها بإحكام . تحول بين فعلي وبين البشر.
********************
الخلفية :
يتعين على كلا منا ، تلك التي تآخي الهدوء كل نسائم الحياة ، أن تعمل بين الضجة و خلالها تجاه الكتاب . تقطع نبضات الأعصاب كل صغائر البشر و خلافات أنانيتهم و تجاوزاتهم لمن حولهم ، يفتح مخي ملفات عديدة ليثبت بعض ما يقال و يمحو بعضه و يرد على ما بقي قبل أن يستكمل تلك النبضات التي تحوّل الأفكار حروفاً في حاسب . لا لم يكن سهلاً التركيز بينما أتنفس هواء مثقل بموجات الصوت و الإنفعال حيث الشخصية ذات المقومات الأعلى تجر الوقت و الأدوات و الأشخاص تجاه مهمتها.
اتركي لي الحاسب فأنا أبحث عن صورة .. لا تعالي ساعديني في ايجادها .. لا اذهبي فلم أعد بحاجة إليك .. لا ارجعي فالحاسب متوقف عن العمل (ربما احتجاجاً على عبثية الخبطات على مفاتيحه) .. نطبع ،
لا حبر .. إذاً اذهبي لمسؤل الحاسب بحثاً عن حبر .. لا يوجد .. إذاً اسمعي شكواي بشأن الحبر و الحاسبات و الطابعات ... الخ ، تغفو مسودة الكتاب مؤقتاً ريثما تستفيق ، عليه أن يثبت عمق وجود و صلابة عود و قابلية للحياة قبل أن يظهر للوجود.
********************
تمر الأشهر و أنا أعيد البحث عن معلومات الكتاب ، أوثقها و أستوثق منها و أعيد ترتيها بشكل أيسر قبل كتابتها . أحياناً ما يطوي الجهد سبع ساعات يومياً أمام الحاسب بينما عظام الظهر تحتج طويلاً .
بين الأسطر تخبرني ..
_ تقدم لي خاطب ..
_ هل قبلتِ ؟
_ لا أعرف ، لكن أمي و خالي يلحان علي كي أقبل .
_ خذي وقتك .
_ الكل متعجل لإتمام الأمر .
_ دعيه يأتي زائراً , اجلسي ، تحدثي معه في وجود العائلة .
_ جاء عدة مرات فدار الحديث بينه و بين خالي عن السفرة و الأنتريه و أثاث باقي الحجرات . في الواقع ، الأمر ينوي أن ينتقض قبل أن ينعقد بسبب تأثيث منزل الزوجية !!!
.....
_ لا يأتي الله إلا بخير و ما يريده الله يكون .
تعانق نهاية الفصل الدراسي الأول نهاية الكتاب و موعد خطبتها . أراجعه بينما تكتمل طباعته بعد إضافة الصور آخر أيام الفصل الدراسي الأول .
أيمم تجاه بيتي ، الإنهاك يصيب أعصابي بخدر عقلي فأقود السيارة بلا وعي واضح الإتجاه . بينما سيارة نقل ضخمة تعترض الطريق و يرفض قائدها أن يمنحني حق الطريق مهما جرى . يلوح رجل بيديه منبهاً إحساسي المخدر ، فأتوقف قبل لحظات من مرور سيارة النقل عبر سيارتي !
********************
هدنة في معركة أو استراحة في مسرحية : (اسمها المتداول إجازة منتصف العام الدراسي):
* تتم خطبتها على خير .
* نفتح للقبول أبوابنا بعد طول تردد فتنساب الألفة بيني و بين كتابي و بينها و بين خطيبها .
********************
الفصل الدراسي الثاني (الهرج يزيد مناوشاته)
المعطيات :
الكتاب حقيقة بين يدي أستخدمه للتدريس و تذاكر منه الطالبات .
+
تزاحم مواد الدراسة بعضها ، تتوه بينها مادة الأحياء ، و تنحو حصصها ناحية نهاية النهار بعد فسحة طويلة.
+
تحتج الطالبات على تلك الأوضاع بالبقاء في منازلهن وقتاً طويلاً .
=
يثير الكتاب قلقاً و إشكالات و تتم مقارنته دوماً بكتاب الوزارة و الكتاب الخارجي . و اللغة الركيكة تفسد قضية المعنى . كيف تلوي الصواب ليتوافق مع الخطأ ؟ أين شريط القياس الذي نحتكم إليه فيحكم لصاحب الحق على غريمه ؟
_ ضاع في تيه الخلاف .
يرتحل الزمن إلى ما هو أكثر انضباط و أعلى قيمة معطياً الكتاب قبولاً و مكانة . أطالع إجاباتهن عن الإمتحان فيسرني أن أصبن هذا العلم بفهم .
********************
خاتمة :
* يمتد الزمن تجاه التغيير فيثمر ظلالًا وارفة و ثمارًا شهية .
* تترك عملها ، لأن بيت الزوجية في حي نائي عن المدرسة ، و لأن زوجها لا يتفق و مبدأ العمل .
********************
رد مع اقتباس
  #51  
قديم 25-06-2011, 02:51 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

بدأ مقالي للرد على شاب أراد للمرأة أن لا تعمل في مؤسسة رسمية و أن تكتفي بتربية أولادها و زعم أن فساد الشباب سببه عمل النساء و تركهم لأولادهم بلا تربية .
ثم مد الزمان المقال عبر موجات عامين التقطت فيها لقطات لما أضفتهُ لغمار الحياة عبر عملي و ما مر بي من قدر من خلاله.
********************
هذا ما كان.
من عقلي لعقل يسأل تعمل أم لا تعمل .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:40 PM.