#46
|
||||
|
||||
التربيـــة .. .. بالحــــب وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية ... 1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،، 3- لقمة الحب 4- لمسة الحب ،،،، 5- دثار الحب ،،،، 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب ,,,, 8- بسمة الحب الأولى : كلمة الحب كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة ) إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ] الثانية : نظرة الحب اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يا فلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا فلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية الثالثة : لقمة الحب لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول ] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي ) بعد هذا سيقبلها الرابعة : لمسة الحب يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه الخامسة : دثار الحب ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة ... إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا السادسة : ضمة الحب لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له السابعة : قبلة الحب قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام الثامنة : بسمة الحب هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع |
#47
|
|||
|
|||
أخى الكريم \ محمد
نفع الله بك وأعزك ، وجعل ما قدمت زادا لك فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
__________________
|
#48
|
||||
|
||||
اقتباس:
آمين آمين واياكم اخى الكريم بارك الله فيك ورضى عنك |
#49
|
||||
|
||||
هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-)) إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأن يحسن أدبه)). وقد شكا أحد الآباء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب عقوق ابنه، فقال عمر للابن: "ما حملك على عقوق أبيك"؟ فقال الابن: يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه؟ قال: "أن يحسن اسمه، وأن يحسن اختيار أمه، وأن يعلمه الكتاب"، فقال: يا أمير المؤمنين إن أبى لم يفعل شيئاً من ذلك، فالتفت عمر للأب وقال له: "عققت ولدك قبل أن يعقَّك"! إن تسمية الأبناء هي قضية هامة في كل بيت فقبل أن ترزق الأسرة بطفل جديد يبدا أفرادها بالبحث عن اسم يناسب مولودهم القادم، البعض يستقى الاسم من اسماء معينة في العائلة وأخرون يحبذون بأن تكون اسماء ابنائهم كاسماء الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم جميعاً، والبعض يجد في شخصية عالمية مثال يحتذى به لكي يسمي اسم مولوده الجديد والبعض يجد في شخصيات برامج التلفاز تشبة وقدوة حسنة أو قد يستعان بالأصدقاء أو بالبحث في الشبكة (الانترنت)، وهكذا لكل عائلة وجهة نظر في الاسم الذي سوف يحمله مولودهم الجديد، وفي نهاية المطاف فإن ثقافة الأسرة والبيئة التي ينتمي اليها الأبوين هي التي تحدد الاختيار في هذه القضة، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح: هل وضع الأبوين أنفسهم في موضع المسائلة لقضية اعتبروها حساسة منذ البداية ؟ فالطفل نفسه إن لم يرق له هذا الأسم سيبدا بالسؤال: ما ذنبي بأن احمل هذا الاسم ؟ طبعا إن كان الاسم غريب وغير ملائم مع البيئة التي سينشأ فيها هذا الطفل مما يجعله يعيش في عقدة نفسية من جراء تسميته بهذا الاسم والتي يعود معضمها الى التسمي بأسماء الأولين التي ورثناها تحت مسميات عدة كالاحترام والتقدير الشديدين للآباء والأجداد والعرفان بالجميل وتخليدا للذكرى بعد الوفاة، فهو عرف ساد لوقت طويل، ويبقى السؤال: هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟ كم من قادة عظام كانت أسمائهم غريبة وأفعالهم عظيمة؟ وكم من مستبدين عرفهم التاريخ بأسماء جميلة تدندن لها الآذان وأفعال يندى لها جبين البشرية ، يشير الإمام ابن القيم رحمه الله إلى أن هناك علاقة وارتباط بين الاسم والمسمى، وأن للأسماء تأثيراً على المسميات، وبالعكس، ويذكر رحمه الله جانباً تربوياً هاماً فى اختيار الاسم، إذ أن صاحب الاسم الحسن يحمله اسمه ويدفعه إلى فعل المحمود من الأفعال وذلك حياءاً من اسمه لما يتضمنه من المعاني الحسنة، ويلاحظ فى العادة أن لسفلة الناس ولعليتهم أسماء تناسبهم وتوافق أحوالهم. فالاسم ذو الملمح الإسلامي يكون بمثابة الإقرار على أن صاحبه من أهل الإسلام، وليس هذا فقط بل المعتزين بإسلامهم، الفخورين بهويتهم الإسلامية، ولذلك أرشدنا النبي إلى أحب الاسماء فقال: ((تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمّام، وأقبحها حرب ومرّة)) إذا لتكن أسماء أبنائنا أسماء العبودية لله تعالى وكل اسم حمل معنى من المعاني النبيلة الدافعة لكل خير والحاجزة لصاحبها عن رديء الأخلاق والفعال, ولتنطبع في نفوسهم كل معاني الخير والاعتزاز بالدين الذي تحمله أسماؤهم، كما علينا أن نُعلم ابنائنا معاني اسمائهم فإن كان الاسم لنبي او صحابي ، فعلينا أن نذكر قصة هذا النبي الكريم او حياة الصحابي الجليل أو حياة العلماء حتى يتعزوا بهذا الاسم ويقتدوا به في حياتهم. |
#50
|
||||
|
||||
كيف تربي أبنائك على البر؟! حين تلتقي عينا الأم لحظة بعيني وليدها الباسمتين فتترسم على ثغره أسرار بسمة عذبة، تصخب في قلب الأم بهجة عظيمة وسرور عارم، وتنهال من أعماقها دعوات صالحات لوالدها بالصلاح والهداية، وأن يجعله الله باراً بوالديه محسناً إليهما! هذه الدعوات الطيبات، ودعوة الوالد لولده لا ترد، هي في الحقيقة إكليل يتوج كل خطوة نحو تربية الابن على بر والديه، والاعتراف بفضلهما، والإحسان إليهما، وبذل الوسع في القيام بحقهما.. في البدء، تذكري أن كل جهد تبذلينه، سيروح هباءً إن لم يعزز أركانه قدوة صالحة يقتفون آثارها، فكوني المبادرة باحترام والدهم، وكن أيها الزوج مظهراً لزوجتك التقدير والاهتمام، احرصي أمامهم على تلبية طلبات الأب دون تذمر، رحبي به عند دخوله، اسأليه عما يحتاجه، واجهري بالدعاء له بالبقاء على الطاعة، والعافية والجزاء الحسن. عودى صغارك - منذ سن مبكرة- على السلام على والدهم منذ دخوله، وتحيته بحرارة، وتقبيل رأسه إجلالاً وإكراماً، وإظهار الفرح بمجيئه، لقنيهم عبارات الترحيب والإكرام والاحتفاء، ولا يبدأ أحد من أبنائك الأكل على سفرة الطعام حتى يبدأ والدهم، معللة ذلك بعظيم حقه عليهم، وجزيل ثواب الرب في الإحسان إليه، وكذلك لا يدخل أحدهم مكانا وهو يمشي أمامه، أو يجلس في صدر مجلس دونه، أو يبدي إزعاجاً ولعباً وقت نومه وراحته. عوديهم على الشكر له إذا ما أحضر شيئاً، والثناء عليه، والدعاء له، وامتداح ذوقه، وتقدير جهوده وتعبه وكدحه في سبيل تحصيل الرزق، ولا يزل لسانك رطباً بذكر محاسن الأب دائماً، معترفاً بفضله، دائم الدعاء له بالتوفيق والحفظ والرعاية، واحذري من غيبة أبيهم وتنقصه وازدرائه، فإنه حينئذ لن يجني العقوق وجليد المشاعر وهباء التجاهل غيرك! بالنسبة إلى علاقتك مع زوجك، قد تفلت من أفواه الزوجين عبارات تحتوي على تنقص الآخر والسخرية به مزاحاً ومداعبة، وهذا لا بأس به بين الزوجين -باحترام طبعاً-، لكن حذار حذار أن يكون ذلك أمام صغارك، فهم لا يدركون هدفه، وربما اجترأ أحدهم على والده تقليداً لك، أو على أقل تقدير زعزع ذلك من هيبته واحترامه في قلبه. أيضاً لا يخلو بيت من خلافات، فإذا ما قدح أوارها، فأبقيها في غرفتكما ولا تخرج نفحة منها إلى أبنائكما، فالزوجين سرعان ما ينسيان المشكلة من أساسها، أما الصغار فتظل ذاكرتهم تحتفظ بالنظرات الحانقة والكلمات الحارقة، مما يوهن الاحترام لكما، ويضعف التقدير لحقكما!. |
#51
|
||||
|
||||
كيف تجعل ابنك مطيعاً فضل تأديب الولد كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟ نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .ما هي صفات الابن الذي نريد ؟ أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي : أ- الدين نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً . قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها . قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان ب- كبر العقل قال الشاعر: يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبه يشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبه يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ج - الطاعة : أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه د- حسن الخلق: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه . من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟ لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف . 1 ـ التنشئة المتدرجة : - تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران. تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه . فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا. 2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل ) 3- حفظ القرآن فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) . 4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ : ( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟ و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) . وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك: أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !! هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟ الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد. ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟ هناك عدة أمور أهمها: - ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء. - القدوة السيئة إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! . - إبليس قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) - النفس الأمارة بالسوء ((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف . - أصدقاء السو ء ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك . إذا سارت الأمور على طريق مختلف أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !! فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !! ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية ! هنا لابد أن تلاحظ مايلي : 1- الأحداث مؤقتة. 2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل 3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات . 4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك . 5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد . 6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء . 7- تذكر الذكريات الإيجابية . 8- لا تركز على صرا عات خاسرة . 9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث 10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط . 11- الرضا التام قليل و نادر . أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح . ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟ هناك عدة وسائل أهمها : أولاً: التربية على الاستقامة مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) . ثانياً: أدنو منه عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث . إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك . ثالثاً : قويٍ العلاقة به لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير . عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟ وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها : سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت . و أن العلاقة العادية لها آثار منها : تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء . و العلاقة المؤقتة لها آثار منها : إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات أما العلاقة السيئة فأضرارها : عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي . رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه : تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه . خامساً : مارس طلاقة الوجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه : 1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية . 3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس . 5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) . 6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته 8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة . سادساً: امنحه المحبة المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء . غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله . - ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث . - الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما. - إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة . كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب سابعاً: عليك بالهدوء تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه) لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل. أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً . فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ... لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود . و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة . تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم . عاشراً: احرص على تماسك أسرتك فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح . حادي عشر : تعرف على صفات ابنك : لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها : 1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته . 2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر . 3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما . 4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد 5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه . 6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار . 7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي. 8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم . 9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه . 10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه . مثال ذلك :- عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! . 11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام . 12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد. 13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب . 14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له . 15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! . 16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة . اعلم !!! أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً. لاحظ !!! أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس عاطفتك ؟ . ثاني عشر : عوده على الحوار : تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه . حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً. البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك . ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ . إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل. مثال: ( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك . من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات . إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم . كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة . مستشارو القروض المالية يقولون : إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل . اسمع ما لديه أو اجمع معلومات ....... ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟ ثالث عشر: استغل الصداقة. لماذا الصداقة ....؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه ؟ . رابع عشر : أغلق التلفاز و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!!! التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله . لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك . خامس عشر : آخر العلاج الكي عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ... ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له ...!, أو أنه كان يريد النيل منك... !, افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور ....! , أو مخطئ يحتاج التوجيه.... ! و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي: 1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ . 2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ . 3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه . 4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو . وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد . كن حكيماً في عقدك للمقارنات في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة ...!!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم . فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر . عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور !... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! . إذا لم تكن متأكداً .... ليكن تخمينك على الأقل ..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق. افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط . أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً , و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب . و الحمد لله رب العالمين |
#52
|
||||
|
||||
كيف تجعل ابنك مطيعاً فضل تأديب الولد كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟ نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .ما هي صفات الابن الذي نريد ؟ أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي : أ- الدين نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً . قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها . قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان ب- كبر العقل قال الشاعر: يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبه يشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبه يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ج - الطاعة : أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه د- حسن الخلق: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه . من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟ لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف . 1 ـ التنشئة المتدرجة : - تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران. تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه . فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا. 2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل ) 3- حفظ القرآن فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) . 4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ : ( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟ و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) . وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك: أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !! هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟ الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد. ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟ هناك عدة أمور أهمها: - ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء. - القدوة السيئة إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! . - إبليس قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) - النفس الأمارة بالسوء ((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف . - أصدقاء السو ء ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك . إذا سارت الأمور على طريق مختلف أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !! فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !! ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية ! هنا لابد أن تلاحظ مايلي : 1- الأحداث مؤقتة. 2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل 3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات . 4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك . 5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد . 6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء . 7- تذكر الذكريات الإيجابية . 8- لا تركز على صرا عات خاسرة . 9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث 10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط . 11- الرضا التام قليل و نادر . أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح . ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟ هناك عدة وسائل أهمها : أولاً: التربية على الاستقامة مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) . ثانياً: أدنو منه عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث . إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك . ثالثاً : قويٍ العلاقة به لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير . عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟ وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها : سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت . و أن العلاقة العادية لها آثار منها : تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء . و العلاقة المؤقتة لها آثار منها : إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات أما العلاقة السيئة فأضرارها : عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي . رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه : تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه . خامساً : مارس طلاقة الوجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه : 1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية . 3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس . 5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) . 6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته 8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة . سادساً: امنحه المحبة المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء . غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله . - ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث . - الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما. - إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة . كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب سابعاً: عليك بالهدوء تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه) لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل. أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً . فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ... لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود . و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة . تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم . عاشراً: احرص على تماسك أسرتك فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح . حادي عشر : تعرف على صفات ابنك : لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها : 1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته . 2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر . 3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما . 4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد 5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه . 6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار . 7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي. 8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم . 9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه . 10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه . مثال ذلك :- عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! . 11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام . 12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد. 13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب . 14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له . 15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! . 16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة . اعلم !!! أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً. لاحظ !!! أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس عاطفتك ؟ . ثاني عشر : عوده على الحوار : تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه . حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً. البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك . ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ . إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل. مثال: ( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك . من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات . إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم . كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة . مستشارو القروض المالية يقولون : إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل . اسمع ما لديه أو اجمع معلومات ....... ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟ ثالث عشر: استغل الصداقة. لماذا الصداقة ....؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه ؟ . رابع عشر : أغلق التلفاز و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!!! التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله . لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك . خامس عشر : آخر العلاج الكي عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ... ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له ...!, أو أنه كان يريد النيل منك... !, افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور ....! , أو مخطئ يحتاج التوجيه.... ! و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي: 1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ . 2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ . 3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه . 4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو . وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد . كن حكيماً في عقدك للمقارنات في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة ...!!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم . فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر . عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور !... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! . إذا لم تكن متأكداً .... ليكن تخمينك على الأقل ..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق. افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط . أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً , و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب . و الحمد لله رب العالمين |
#53
|
||||
|
||||
كيف تجعل ابنك مطيعاً فضل تأديب الولد كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟ نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .ما هي صفات الابن الذي نريد ؟ أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي : أ- الدين نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً . قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها . قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان ب- كبر العقل قال الشاعر: يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبه يشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبه يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ج - الطاعة : أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه د- حسن الخلق: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه . من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟ لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف . 1 ـ التنشئة المتدرجة : - تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران. تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه . فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا. 2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل ) 3- حفظ القرآن فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) . 4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ : ( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟ و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) . وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك: أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !! هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟ الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد. ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟ هناك عدة أمور أهمها: - ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء. - القدوة السيئة إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! . - إبليس قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) - النفس الأمارة بالسوء ((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف . - أصدقاء السو ء ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك . إذا سارت الأمور على طريق مختلف أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !! فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !! ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية ! هنا لابد أن تلاحظ مايلي : 1- الأحداث مؤقتة. 2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل 3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات . 4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك . 5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد . 6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء . 7- تذكر الذكريات الإيجابية . 8- لا تركز على صرا عات خاسرة . 9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث 10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط . 11- الرضا التام قليل و نادر . أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح . ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟ هناك عدة وسائل أهمها : أولاً: التربية على الاستقامة مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) . ثانياً: أدنو منه عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث . إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك . ثالثاً : قويٍ العلاقة به لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير . عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟ وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها : سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت . و أن العلاقة العادية لها آثار منها : تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء . و العلاقة المؤقتة لها آثار منها : إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات أما العلاقة السيئة فأضرارها : عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي . رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه : تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه . خامساً : مارس طلاقة الوجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه : 1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية . 3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس . 5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) . 6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته 8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة . سادساً: امنحه المحبة المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء . غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله . - ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث . - الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما. - إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة . كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب سابعاً: عليك بالهدوء تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه) لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل. أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً . فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ... لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود . و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة . تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم . عاشراً: احرص على تماسك أسرتك فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح . حادي عشر : تعرف على صفات ابنك : لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها : 1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته . 2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر . 3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما . 4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد 5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه . 6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار . 7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي. 8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم . 9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه . 10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه . مثال ذلك :- عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! . 11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام . 12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد. 13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب . 14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له . 15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! . 16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة . اعلم !!! أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً. لاحظ !!! أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس عاطفتك ؟ . ثاني عشر : عوده على الحوار : تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه . حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً. البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك . ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ . إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل. مثال: ( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك . من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات . إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم . كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة . مستشارو القروض المالية يقولون : إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل . اسمع ما لديه أو اجمع معلومات ....... ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟ ثالث عشر: استغل الصداقة. لماذا الصداقة ....؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه ؟ . رابع عشر : أغلق التلفاز و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!!! التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله . لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك . خامس عشر : آخر العلاج الكي عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ... ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له ...!, أو أنه كان يريد النيل منك... !, افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور ....! , أو مخطئ يحتاج التوجيه.... ! و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي: 1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ . 2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ . 3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه . 4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو . وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد . كن حكيماً في عقدك للمقارنات في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة ...!!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم . فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر . عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور !... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! . إذا لم تكن متأكداً .... ليكن تخمينك على الأقل ..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق. افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط . أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً , و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب . و الحمد لله رب العالمين |
#54
|
||||
|
||||
كيف تجعل ابنك مطيعاً فضل تأديب الولد كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟ نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .ما هي صفات الابن الذي نريد ؟ أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي : أ- الدين نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً . قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها . قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان ب- كبر العقل قال الشاعر: يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبه يشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبه يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ج - الطاعة : أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه د- حسن الخلق: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه . من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟ لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف . 1 ـ التنشئة المتدرجة : - تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران. تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه . فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا. 2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل ) 3- حفظ القرآن فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) . 4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ : ( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟ و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) . وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك: أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !! هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟ الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد. ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟ هناك عدة أمور أهمها: - ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء. - القدوة السيئة إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! . - إبليس قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) - النفس الأمارة بالسوء ((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف . - أصدقاء السو ء ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك . إذا سارت الأمور على طريق مختلف أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !! فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !! ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية ! هنا لابد أن تلاحظ مايلي : 1- الأحداث مؤقتة. 2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل 3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات . 4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك . 5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد . 6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء . 7- تذكر الذكريات الإيجابية . 8- لا تركز على صرا عات خاسرة . 9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث 10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط . 11- الرضا التام قليل و نادر . أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح . ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟ هناك عدة وسائل أهمها : أولاً: التربية على الاستقامة مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) . ثانياً: أدنو منه عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث . إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك . ثالثاً : قويٍ العلاقة به لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير . عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟ وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها : سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت . و أن العلاقة العادية لها آثار منها : تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء . و العلاقة المؤقتة لها آثار منها : إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات أما العلاقة السيئة فأضرارها : عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي . رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه : تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه . خامساً : مارس طلاقة الوجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه : 1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية . 3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس . 5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) . 6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته 8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة . سادساً: امنحه المحبة المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء . غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله . - ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث . - الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما. - إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة . كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب سابعاً: عليك بالهدوء تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه) لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل. أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً . فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ... لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود . و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة . تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم . عاشراً: احرص على تماسك أسرتك فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح . حادي عشر : تعرف على صفات ابنك : لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها : 1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته . 2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر . 3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما . 4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد 5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه . 6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار . 7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي. 8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم . 9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه . 10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه . مثال ذلك :- عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! . 11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام . 12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد. 13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب . 14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له . 15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! . 16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة . اعلم !!! أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً. لاحظ !!! أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس عاطفتك ؟ . ثاني عشر : عوده على الحوار : تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه . حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً. البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك . ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ . إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل. مثال: ( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك . من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات . إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم . كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة . مستشارو القروض المالية يقولون : إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل . اسمع ما لديه أو اجمع معلومات ....... ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟ ثالث عشر: استغل الصداقة. لماذا الصداقة ....؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه ؟ . رابع عشر : أغلق التلفاز و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!!! التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله . لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك . خامس عشر : آخر العلاج الكي عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ... ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له ...!, أو أنه كان يريد النيل منك... !, افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور ....! , أو مخطئ يحتاج التوجيه.... ! و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي: 1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ . 2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ . 3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه . 4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو . وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد . كن حكيماً في عقدك للمقارنات في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة ...!!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم . فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر . عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور !... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! . إذا لم تكن متأكداً .... ليكن تخمينك على الأقل ..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق. افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط . أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً , و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب . و الحمد لله رب العالمين |
#55
|
||||
|
||||
التربية بالحبّ
د/ عبد المجيد البيانوني بسم الله الرحمن الرحيم مضى زمن كان التعليم فيهِ بالشدّة والضربِ، وتحطيم شخصيّة الطفل، وإلغاء إرادته، وكبت مواهبه وإبداعِه، وعدم الإصغاء له بكلمة .. وأصبح الناس يذكرون ذلك منتقدين متندّرين .. ولكنّ مسالك أكثر المعلّمين والآباء لم تختلف عن ذلك إلاّ قليلاً، ولم يأخذوا البديل المناسب في طرائق التربية والتعليم وأساليبها .. ولا يقتصر اللوم على المعلّمين والآباء فهم جزء من منظُومة المجتمع الثقافيّة والتربويّة، الذي تقوم علاقاته كلّها علَى هذا الأسلوب، وتدور في فلكه .. ومعَ غيبة التصوّر الصحيح للتربية الإسلاميّة المنهجيّة المؤصّلة أخذَ الناس يتّبعون كلّ صيحة في التربية تَأتي من هنا أو هناك، ويلتقطُون جزئيّات متناثرة، ربّما كانت صحيحة بحجمها وحدّ ذاتها، ولكنّها ليست صحيحة إذا اتّخذت عامّةً شاملة، أو كانت منهجاً مستقلاًّ بنفسه .. فسمعنا عن التربية بالترفيه .. والتربية الاستقلاليّة، التي يترك فيها للناشئ الحبل على الغارب .. وتوقّع ما شئت في المستقبل القريب وما بعده .. ونبقى أحوج ما نكون إلى نوع من التربية التي تلاحظ كينونة الإنسان الفطريّة، وطبيعته النفسيّة، وعلاقاته الإنسانيّة .. وليس شيء كذلك إلاّ التربية بالحبّ .! ودون إغفال لمطالب الجوانب الأخرى من كينونته .. فلماذَا التربية بالحبّ .؟ يحظى الحبّ برصيد ضخم من الحضور والتأثير في كينونة الإنسان وسلوكه، فلا نبعد في القول إذا قلنا : إنّ الإنسان مخلوق عاطفيّ بالدرجة الأولى، تغلب عليه العاطفة، وتتحكّم بسلوكه، ويقاد منها أكثر من أن يقاد بعقله، أو مطالب جسده .. وهناك جملة من الحقائق والمعاني تؤكّد ذلك، ينبغي أن تكون حاضرة في تصوّر المربّي، وتعامله مع الطفل والناشئ .. ونجمل هذه الحقائق في النقاط التالية : الحبّ هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير : يُعتَبرُ الحبُّ أرقى أساليب التواصل الإنسَانيّ، الذي يحظى بالقبول العامّ من جميع الناس، على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم وقيمهم .. فلا يختلفُ على تقديره والاعتراف به اثنان، فهو من رصيد الفطرةِ، الذي يأبى التحريف والتشويه .. ففي داخل كلّ إنسان سويّ وهاجسه طلبُ الحبّ والتطلّع إليه، فلا عجبَ إذا قُلنا : إنّه الأداة السحريّة في التأثير والتغيير .! الحبّ راحة للقلب من شتّى المتاعب : إنّ عاطفة الحبّ بصورة عامّة هي حالة منَ الانسجام النفسيّ، والاطمئنان الداخليّ، الذي يضفيه الإنسان على ما حوله، فيعينه على أداء عمله أيّاً كان نوعه بحيويّة وإيجابيّة .. ومَن كان الحبّ هاديه وحاديَه في عمله فلن يشعر بشيء من التعب مهما بذل من جهد، وواجه من عقبات .. |
#56
|
||||
|
||||
الحبُّ يجعلُ العملَ مُتعَة نفسيّة وعقليّة، لا محنة وبلاء : ويرقى الحبُّ بالإنسان درجة أخرى، فيستلذُّ التعب، ويستعذبُ البذل والنصب، فيصبر الإنسان ويجالد، ويستعذب الصبر، ولا يحسّ بمعاناته، وهنا بؤرة الإبداع والتألّق ومنطلقه .. ويكونُ لسانُ حال العامل الُمستمتع بعمله، كحال ذلك المُحبّ العاشق إذ يقولُ : عذابُه فيك عذبُ وبعدُه منك قُربُ وأنت عندي كرُوحي بل أنتَ منها أحبُّ يَكفي منَ الحُبّ أنّي لما تُحِبُّ أحِبُّ وشتّان بين مَن يرى عمله محنة، لا يعرفُ كيفَ يتخلّص منها، ومن يراه متعة نفسه، ولذّة روحه .؟! فكيف يكون عطاؤه وإبداعه، ونجاحه وتأثيره .؟ الحبّ ثروةٌ لك لا تنضب، ورصيدٌ لا ينقُصُ : عندما تبذر الحبّ أيّها المربّي تفتح لنفسك رصيداً لا يُسرق، ولا ينتُقصُ، بل يزيد مع الأيّام وينمو، من حيث لا ِتحتسب ولا تدري .. فالقلوب التي أحبّتك، وكان لك معها مواقف ومواقف .. لن تنساك، ولن تنسى معروفك معها وإحسانك، وإخلاصك وتضحيتك، ومواقفك التربويّة المؤثّرة .. الحبّ يختصر الطريق، ويطوي لك المراحل : ومن منّا من لا يريد إنجاز عمله في أقرب وقت، وأقلّ جهد .؟! ولكنّ الطبيعة المتعجّلة للإنسان تحسب أنّ الحبّ وما يتطلّبه من الرفق والحلم عائق عن سرعة الإنجاز، وتحقيق الأهداف .. وتلك من خدع النفوس وتلبيساتها .. الحبّ ضمانة قطعيّة للنجاح بإذن الله .. والناجحون هم الذين يمنحون الحبّ دائماً، وما لم يتحقّق نجاحه بالحبّ، فهو مستعصٍ على النجاح في أغلب الأحوال .. ولا يعني الحبّ الخروج عن الحكمة في معالجة المواقف، وإعطاء كلّ مقام ما يقتضيه .. الحبّ سبيل اكتشاف المبدعين، ورقيّهم وإبداعهم، فالحبّ يجعل الطفل أو الناشئ يقبل بكلّيّته على العلم، ويستجيب غاية الاستجابة لمعلّمه، ويبذل قصاري جهده في التعلّم، حبّاً بالعلم، وإرضاءً لمعلّمه، فتتفتّح مواهبه، ويظهر إبداعه، وما كان ذلك ليكون لولا حبّه لمعلّمه .. الحبّ يغيّر تفكير المتعلّم وأسلوبه ومواقفه .. فكثيراً ما يتّخذ بعض المتعلّمين موقفاً من التعلّم عامّة، أو من تعلّم بعض العلوم، لسبب من الأسباب، وربّما كان أهمّها موقف بعض المعلّمين منه أو سلوكه معه، وعندما يتهيّأ له المعلّم المحبّ، يغيّر له تفكير وأسلوبه وموقفه ؛ فيقبل على العلم بعد إدبار، ويحبّ المادّة التي كان يبغضها أشدّ البغض، ويكيّف حياته وسلوكه وفق ما يرضي معلّمه المحبوب، ويقرّبه إليه .. وقد رأيت على ذلك من النماذجِ والأمثلة الكثيرَ .. |
#57
|
||||
|
||||
الحبّ دليل العقل وسعة الأفق .. عندما يسلك المعلّم سبيل الحبّ في علاقته بأحبّائه الأطفال والناشئين، فهذا يعني أنّه يعي أهمّيّة الحبّ وثمراته وآثاره، وهذا دليل نضج عقله، وسعة أفقه، لأنّه لا يقف في التعامل معهم عند اللحظة الراهنة ..
مغانمُ الحبّ تستحقّ كلّ نصب .. وعندما يطلق المعلّم لخياله العنان في رؤية ما وراء الحبّ من مغانم وآثار إيجابيّة كثيرة، فإنّه لا يستكثرُ ما يتحمّل في سبيله من عناء ونصب .. الحبّ قفزة من الكمّ إلى الكيف، ومن الصورة إلى الحقيقة .. فالأطفال الذين لا يتجاوبون مع معلّميهم، ويتّقون غضبهم وعقوبتهم بالأداء الظاهريّ للأعمال المطلوبة منهم، فتكون أعمالاً شكليّة غير مثمرة، ويتدنّى مستوى تحصيلهم العلميّ تبعاً لذلك .. هؤلاء الأطفال إذا أحبّهم معلّموهم، وأحبّوا معلّميهم يكون لهم مع التعليم شأن آخر، ولن يقف تعليمهم عند الصورة الظاهرة، والأداء الشكليّ دون تفاعل واستجابة حقيقيّة، وإنّما سيكون أداء نوعيّاً متميّزاً، وإتقاناً مبدعاً .. بالحبّ نحلّ المشكلات، ونستغني عن تدخّل الآخرين : وإنّي والله لأشفق من قلبي على أولئك المعلّمين، الذين لا يزالون يستنجدون بإدارة المدرسة أو بأولياء الأمور لحلّ مشكلاتهم مع طلاّبهم .! وكثير من هذه المشكلات تكون تافهة صغيرة، يعرضها المعلّم وكأنّها كبيرة من الكبائر المستعصية على الحلّ .. والأنكى من ذلك أن يكون هذا الموقف من المرشد الطلاّبيّ نفسه .. فلا عتب على المعلّم بعد ذلك ولا جناح .. وخير لهؤلاء أن يستنجدوا بالحب، ليروا من النتائج العجب .. الحبّ هو السبيل إلى تكوين الشخصيّة السويّة : الأطفال الذين يفتقدون حظّهم من الحبّ يفتقدون حظّاً كبيراً من السواء النفسيّ، ويسهم المعلّمون والآباء، الذين يفتقدون للحبّ في توريثهم عقداً وأزمات نفسيّة هم بغنىً عنها .. فأيّ تعليم هذا الذي يبني من جهة، ويخرّب من جهة أخرى .؟! |
#58
|
||||
|
||||
وأخيراً فالحبّ من أهمّ قواعد التربية المتوازنة : فالتقصير فيه، أو الخروج عنه خلل في التربية كبير يقود إلى الإخفاق، وعدم تحقيق الأهداف .. وتراكم ذلك في عملك يمنحك لقب : معلّم فاشل .! فهل ترضى لنفسك ذلك .؟! هذه المعاني ليست أحلاماً وخيالات، ولا فلسفة تعيش مع الورق، أو تحلّق في السماء .. وإنّما هي ثمرات طيّبة لسلوك عمليّ واقعيّ، لاحظته في علاقة ابنتي الصغيرة، عندما دخلت الروضة، وكانت شديدة التعلّق بأبويها، وقد ظننت أوّل الأمر أنّها لن تألف الروضة مهما عملَت معها من أساليب تربويّة جذّابة للأطفال، إلاّ بعد عدّة أسابيع .. ووطّنتُ النفس على أن أستقبل منها كلّ يوم أفانين من القول والفعل للتهرّب من المدرسة .. ولكنّني فوجئت بها حقّاً وهي تحبّ الروضة وتتعلّق بها منذ الأيّام الأولى .. وبحثت عن السبب .. فكان تلك المُعلّمة الفاضلة المتميّزة .. التي لم تكن تحمل شهادة علميّة عليا، ولم تكن ذات ثقافة واسعة، ولكنّها كانت تحبّ الأطفال من قلبها، وذات روح عالية في التعامل الإنسانيّ الراقي معهم .. عرفت ذلك عنها كلّه من مرآة ابنتي الصافية، التي كانت تتحدّث عنها كلّ يوم على سجيّتها، وبتلقائيّة فطريّة ؛ تنقل كلماتها .. تذكر مواقفها .. تروي لنا معالجاتها للمشكلات .. تتحدّث عن حبّها للأطفال، وحبّ الأطفال لها، حتّى إنّهم ببراءتهم الطفوليّة حوّلوا أنشودة للأطفال، ليضمّنوا فيها اسمها، وتكون أنشودة يتغنّون بها عندما تدخل عليهم .. ولا أذيع سرّاً إذا قلت : إنّني أدعو لها بكلّ خير كلمّا ذكرت مواقفها مع ابنتي .. وأنا لا أعرف عنها سوى اسمها الأوّل .. فماذا فعلت هذه المُعلّمة .؟ إنّها لم تفعل أشياء صعبة أو مستحيلة .. كلّ ما فعلته أنّها قالت لهم بصدق : إنّي أحبّكم .. وترجمت قولها ببعض الأفعال والمواقف المحبّبة .. كانت تفتتح يومها معهم بهذه الكلمة : إنّي أحبّكم .! فهل أنتم تحبّونني .؟ فيجيبونها بصوت واحد : نعم، نحن نحبّك .. وتمسح على رؤوس الأطفال، وتقبّلهم .. وتكرّر هذه الكلمة على أسماعهم في اليوم عدّة مرّات، وتتّكئ عليها فيما تريد منهم، فما يكون منهم إلاّ الاستجابة السريعة لما تطلب .. وعندما ترى طفلة أو طفلاً حزيناً، أو يبكي تحتضنه، وتقبّله، وتمسح دموعه، ثمّ تسأله عن سبب بكائه .. وربّما أعطته شيئاً من الحلوى .. وأوّل الأسبوع تحتفي بأطفالها احتفاء مميّزاً، وتستقبلهم بالحلوى، والهدايا، والقبلات لكلّ طفل وطفلة، وتعبّر لهم عن شوقها الشديد لرؤيتهم .. فلا تسل عن أثر ذلك في قلوبهم .. فهنيئاً لهذه المُعلّمة مثل هذه الروح العالية .! وهل تعجز أخواتنا المعلّمات أن يكنّ مثلها .؟ ومع هذه الحقائق والمعاني كلّها .. فإنّنا كثيراً ما نقصّر وننسى .. ونخرجُ عن مقتضى الحبّ ومطالبه، ونندفع وراء حظوظ النفس ورعوناتها، فنحتاج دائماً إلى استحضار هذه المعاني في علاقاتنا مع الأطفال، وتربية النفس وتدريبها عليها، وضبطها بها، وألاّ نسمح لأنفسنا بتجاوزها، لأنّنا نريد أن يكون الحبّ طبعاً لنا وخُلُقاً ..
|
#59
|
||||
|
||||
ويتبادر إلينا سؤال مهمّ : ما الطريق إلى التربية بالحبّ :
مدخل أساس، وأصل لا معدل عنه : إصلاح العلاقة مع الله .. وأن يكون الله ورسوله أحبّ إليك ممّا سواهما : ( .. والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله .. )، وهذا ما يغفل عنه أكثر الناس .. فالحبّ الأوّل والأكبر ينبغي أن يوجّه إلى الهي تعالى، ومن صدق في توجيه قلبه لله ملأ الله قلبه بحبّه والأنس به، ففاض حبّه على علاقته بالناس .. فكّر دائماً : لماذَا تحبّ .؟ وما البديل عن الحبّ .؟ فالتفكير بذلك يجعلك تستحضر المعاني التي تحدّثنا عنها آنفاً .. كما أنّ التركيز على التفكير بالبديل عن الحبّ يجعلك تعتقد أنّ الحب ضرورة، وليس ترفاً .. الحبّ روح تفيض من الداخل، وليس صورة متصنّعةً، أو مظاهر شكليّة، فالتصنّع لا يثمر ولا يدوم، والمظاهر لا تغني عن الحقائق .. كْن واثقاً بنفسك، إيجابيّاً بعيد النظر، واحذر المتشائمين والمثبّطين، وما أكثر المعلّمين الذين يحملون روح التشاؤم، ويتقنون فنّ التثبيط، وينشرون ذلك في مجالسهم، ولا يتركون فرصة تمرّ دون ذلك .! انقطع عن دنياك وهمومك الخاصّة، فكثيراً ما غلبت على المعلّم همومه الخاصّة وضغوطها، فانعكس ذلك على مواقفه وعلاقته مع طلاّبه .. الحبّ كلمة وسلوك .. فاستحضر الحبّ ومتطلّباته في كلّ موقف .. واتّخذ للحبّ وسائله وأساليبه، ونمّ في نفسك ثقافته، وتفنّن في تطوير نفسك في هذا المجال .. الحبّ عطاء بسخاء، فلا تبخل، ولا تنتظر من الناس جزاءاً ولا شكوراً .. فيكفيك أجر الله وجزاؤه .. ابدأ علاقتَك التربويّة بالتعبيرِ عن الحبّ .. كما رأيت في خبر تلك المعلّمة المتميّزة، فهو استفتاح مبارك، ومقدّمة لا بدّ منها .. لأنّها تحدّد مسار سلوكك، وتقودك إلى متطلّباتها .. الحبّ المطلوب والمظاهر المرفوضة : الحبّ الذي نتحدّث عنه ونريده هو الحبّ الحكيم المتّزن، المقدّرُ بقدره، القائم على المنهج بأصوله ومبادئه، لا على دغدغة العواطف الآنيّة، أو المواقف المريبة .. إنّه عاطفة إنسانيّة سامية، وحبّ أبويّ، تمليه الرحمة والشفقة، بعيد عن أيّ شبهة أو ريبة، ولا بدّ من التنبيه عمّا قد يلتبس به الحبّ المطلوب من أمور تخرج به عن مساره، وتستغلّ شرف مكانته، ونبل دوافعه، فيكون منفذاً لسلوك مريب، ومدخلاً للنفوس المريضة، لتقف مواقف الريبة والتهم، وإن لم تقارفها، ومن هنا فقد وجب التنبيه والتأكيد على ضرورة بُعد المعلّم المربّي غاية البعد عن أيّ موقف أو تصرّف من هذا القبيل، وقد جاء في الأثر : " من سلك مسلك التهم اتّهم " و " من أقام نفسه مقام التهمة فلا يلومَنَّ من أساء الظنّ به "، وفي لفظ " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم " ( ) . فليراقب المعلّم المؤمن ربّه، وليحاسب نفسه، وليعلم أنّ الناقد بصير، وأنّ الله تعالى مطّلع خبير، لا تخفى عليه خافية، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، وليحذر مداخل الريب، ومزالق التهم، فهو مهمّة الأنبياء، فلا يدنّسنّها بأفعال السوقة الأشقياء .. وبعد ؛ فإنّ الاحتياج للحب أهمّ احتياجات الإنسان وأرقاها .. بل إنّه محور احتياجات الإنسان وقطب رحاها .. ( )، فكيف لا يوليه التربويّون الاهتمام المناسب، في وضع البرامج والمناهج، وإقامة الدورات التأهيليّة والتطويريّة .؟! وكيف لا ينال ما يناسب أهمّيّته وقدره من المعلّم الذي هو أهمّ إنسان في حياة الطفل بعد والديه .؟! أيّها المعلّم المربّي عندما تتعامل مع الطفل والناشئ بالحبّ فأنت تزرع الحبّ في مجتمعه وأسرته، وفي سلوكه ومستقبله .. وحريّ بطفل تربّى بالحبّ أن يكون له في المستقبل عطاء لأمّته بلا حدود .. ويتمّم رسالة التربية بالحبّ معان فاضت بها المشاعر منذ مدّة، يناسب أن ألحقها بهذه المقالة، راجياً من الله النفع والأجر .. قد رأيتُ الحبَّ نُوراً .. كُن مُحبّاً .. ألفَ مَرّه .. ذاتَ صُبحٍ .. ذاتَ بُكرَه .. قد رأيتُ الحبَّ سِرَّه يَملأُ الكونَ جمالاً .. وَنُضاراً ومَسَرَّه قد رأيتُ الحبَّ نُوراً .. عبقريَّ الوِردِ ثَرَّه شَعَّ ألواناً حِسَاناً كشَفَت عن قلبِي ضُرَّه لَفَّني مَنه سَناءٌ .. يتدلّى مِن مَجرّه .. ودنا منّي يناجي .. وحباني منه فِكرَه وجِبالُ الحبّ تجري .. ثمّ نادتني مُسِرّه : كُن مُحبّاً .. كُن مُحبّاً .. كُن مُحبّاً .. ألفَ مَرّه .. كُن لهذا الكَونِ زَهرَه كُن سُمُوّاً .. كُن علاءً .. يعرف الأشرافُ قَدرَه .. كُن كتاباً .. يَتبارَى الكونُ نَشرَه .. لا تُبالي مَن مَلا الأحقادَ صَدرَه ربُّكَ الأعلى حَسِيبٌ يَكفِكَ الجبّارُ شَرَّه لا تُخاصِم مَن تَباهى بالمَضرّه لا تقف بين الدنايا .. كُن كلَيثٍ شَامَ هِرَّه كُن كصَقرٍ يتسامى .. حَسبه الجوزاء فَخرَه أنتَ أسمَى مِن حَسودٍ غِلُّه قد زادَ مَكرَه أنتَ أزكى مِن لئيم يتَوَلّى أبا مُرّه .. أنتَ أسمى من سفيه يقطع الأيّام حَسرَه أنتَ أثرى من شحيح يجمع الأوهامَ عُمرَه ازرعِ الحبَّ ابتساماً واملأ الأرجاء عِطرَه ازرعِ الحبَّ عطاءً دُونَ مَنّ وَاجنِ خَيرَه ازرَعِ الحبَّ وفاءً وتنسّم منه نَشرَه ازرَعِ الحبَّ وحاذِر أن تَظُنَّ الحبَّ مَكرَه فصَحَا قلبي سَعيداً .. مذ حباه الحبُّ زَورَه زال عنّي برؤاها .. غُمّةٌ تهتِكُ صَبرَه .. غَرّدَ القلبُ سُرُوراً .. ومَضَى يكتُبُ شِعرَه . الدكتور عبد المجيد البيانوني |
#60
|
||||
|
||||
تلخيص كتاب (تأسيس عقلية الطفل)
بسم الله الرحمن الرحيم الكل يحب أولاده، فهم زينة الحياة الدنيا، وهم لذة الروح، وأنس الفؤاد.. الكل يحرص على أن يربيهم التربية الناجحة، إنما الخلاف في الوجهات، فالصواب قد يختلط على بعض الناس، وما كل مريد للخير يصيبه، والرحمة أن لكل مجتهد نصيب.. البعض يظن أن التربية سهلة، ولكن الحقيقة أن أصعب مشروع في الحياة هي التربية... ولدان من بطن واحد، الكل له مزاج، وله تصرف، ويحتاج تعامل غير تعامل أخيه.. إنا وجدنا آباءنا على أمة، هذا شعار البعض، و(الهادي الله) دون تقديم أي جهد تربوي لأبنائه..هذا تصرف البعض..والأبناء بين هذا وهذا حتى إذا صلب العود واشتد الحب، قرعت الأسنان، وضرب الكف بالكف، والعوض على الله... ولكن هناك ولله الحمد من همه الأول، ومشروعه الرابح، تربية الأولاد،والحفاظ على الرعية، حتى يجد لذة برهم في الحياة الدنيا، والفوز بالأجر، ولو فقد الدنيا فقد وفّى ما طُلب منه، ولن يضيع الله عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى... وبين أيديكم تلخيص كتاب (تأسيس عقلية الطفل) للدكتور عبدالكريم بكار، إهداء لأولئك الآباء الذين يتعاهدون زرعهم، ويهذبونه..أسأل الله لهم التوفيق وأن يحقق لهم ما يريدون بمنه وكرمه... -أفضل طريقة تجعل الأبناء يحترموننا، ويحترمون أنفسهم هي أن نعاملهم باحترام، وأفضل طريقة تجعلهم عطوفين ومدركين لمشاعر الآخرين هي أن نعاملهم بعطف وحب، وأن يرونا نتعاطف مع الضعيف والمسكين والمظلوم.(صفحة 4) - الإبداعات والانجازات، لا يمكن أن تنشأ، وتنتعش في بيئات يسيطر عليها الجهل، والكسل، والفوضى، والظلم، والاستبداد، والانغلاق، والإهمال.(7) - إ المرء حين يتحدث وهو غاضب فإن من المتوقع أن يفقد شيئا من توازنه، وأن ينساق وراء انفعالاته.(8) -إن العمل الأساسي للأجداد والجدات هو تدليل الأطفال، فدعهم يمارسون عملهم.(12) - في الإمكان أن نعزو الكثير من إخفاقات المربين إلى وجود فجوة كبيرة بين ما يطلبونه من أبنائهم، وبين ما يقومون بممارسته.(14) - لا يصح أن يصرفنا ما نراه من أخطاء لدى بعض الملتزمين عن التمسك بأهداب الدين، وإلا كنا كمن يعاقب نفسه على أخطاء غيره.(15) -أتح للصغير فرصة -ولو مرة واحدة- للتميز على من حوله.(15) - حاول دائما أن تمنح ابنك فرصة ثانية.(18) -لا ينبغي للوالد أن يقلق إذا وجد لدى ابنه بعض التصرفات التي يعد وجودها عاديا لدى الأطفال في مثل سنه، على سبيل المثال: ابن الخامسة كثيراً ما يكذب، وذلك لأن الخيال لديه يختلط بالحقيقة.(19) - لا يصح أن نعامل كل الأطفال بإسلوب تربوي واحد.(20) - النجاح في التربية يتطلب في بعض الأحيان أن نوافق الصغير على نظرته.(21) - حين يتقبل الأب حقيقة أنه ليس مربيا مثاليا، فإنه يخف الضغط عنه وعن ابنه.(22) -لا ينبغي أن نتوقع من الطفل استيعاب ما نلقنه إياه من أول مرة.(23) -دل بعض الدراسات على أن الأطفال يقلدون سلوك الكبار الذين يحترمونهم، ويهتمون بهم، والذين يعاملونهم بعطف ودفء وحنان.(24) -لكل مرحلة عمرية تصرفات تناسبها، فإذا أردنا للصغار أن يتصرفوا وفق مرحلتهم، فعلينا أن نتصرف وفق مراحلنا.(25) -علينا أن نؤكد أنه لا بد للأبناء أن يحرزوا قدراً من النجاح، والتفوق؛ لأن هذا يظل ممكناً، لكن ليس عليهم أن يصلوا للكمال الذي نتخيله.(26) - لنحارب دون الأصل والجوهر، ولنظهر التصلب تجاه الالتزام بهذه الأمور، ولنتساهل تجاه الأشكال والرغبات المباحة، والأمور الطارئة الفرعية، وإن كانت غير مستساغة في ذوق أهل عصرنا.(27) -السلبية والتشاؤم لا يحلان أي مشكلة من المشكلات، وإنما يبعثان على القعود والتهميش، على حين أن التفاؤل والإيجابية يدفعان دفعاً في طريق العمل واكتشاف الإمكانات الكامنة.(28) -أول سمة من سمات المربي الإيجابي هي امتلاك القدرة على السماع.(28) -من معاني الإيجابية التقليل من الشكوى، والتقليل من اللوم.(28) - لنتحدث أمام الأطفال عن آفاق الممكن، وعن الفرص السانحة، والإمكانات الكامنة.(30) -الأب المتفائل يجذب أطفاله إليه، على حين يبعدهم الأب المتشائم عنه.(31) -تصحيح الصغار لأخطائهم يحتاج إلى وقت، ويجب أن نمنحهم ذلك الوقت.(33) - أشعر الطفل أن من الطبيعي أن يمر عليه بعض الأيام العصيبة، فنحن في دار ابتلاء.(36) - علّم الطفل الفرق بين، أنا أولاً، والقول: هذا دوري.(39) - لا ينبغي أن يكون هناك فرق شاسع بين معاملة الطفل داخل المنزل، ومعاملته على الملأ.(40) - أظهر بعض البحوث والدراسات أن هناك قيمة كبيرة لتوقعات الكبار لما يمكن أن يكون عليه الصغار في المستقبل.(40) -لا تجعل ابنك يشعر أنك تراقبه طول الوقت.(45) - ضعف التواصل مع الأبناء سيعني تركهم يسبحون في بحر عميق دون طوق نجاة، ودون وجود منقذ.(47) -على المربي أن يكون على سجيته مع من يربيهم، فكونه مربياً لا يعني أن يدعي ما ليس فيه.(47) - لنتعامل مع أخطاء الصغار على أنها زلات من أشخاص طيبين.(48) - شيء جيد أن نعبر لأبنائنا عن عواطفنا نحوهم، حتى بعد أن يصبحوا كبارا.(51) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اخلاق, اسماء, تربية, دين |
|
|