|
#1
|
||||
|
||||
جزاكِ الله خيراً أستاذتنا الكريمة على الوسام المميز من حضرتك
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
(35) جَزيرة العَرب العَرَب هم الجنـس الأوّل الذي تلقّى الإسلامَ، وحمل ألويته ودعوته؛ فجَدير بنا أن نتعرّف عليهم أوَّلاً. يُطلق مُسمَّى العَرَب على: الأقوام التي عاشت في شبه الجزيرة العربية ... وهذه الجزيرة يمكن أن نقسّمها إلى قسمين: - قلب الجزيرة: وهي بادية، وأهم مناطقها نجد. - دائر الجزيرة: وسُكّانها حضر، وأهم مناطقها: اليمن جنوباً، وغسّان شمالاً، والإحساء والبحرين شرقاً، ثم الحجاز غرباً. أقسام العرب: الجنـس العربي هو أحد الأجنـاس السّامية، ولعله أكثرها محافظة على خصائص السّاميين، واللُّغة العَربية هي إحدى اللُّغات السّامية؛ وقد قسّم المؤرخون العَرب إلى: عرب بائدة، وعرب باقية. أولاً: عرب بائدة: أي المندثرة والفانية؛ ومنهم عاد وثمود وطسم وجديس وأصحاب الرّس وأهل مَديَن.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
(36) هُودٌ عَلَيهِ السَّلاَمُ أرسلَه اللهُ إلى قوم عاد، وهم عَرَب سَكنوا في منطقة الأحقاف "حَضرمَوْت" وهي أول قبيلة عبدت الأصنام بعد الطُّوفان، وكانوا أصحاب قوة ومال ... فعمروا وشادوا وزرعوا، ثم عَتوا عن أمر ربهم، فأَرسَل لهم هُوداً وهو منهم؛ فكذّبوه ... قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ. قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}. (الأعراف: 65، 66) فكثروا وانتشروا حتى إن قحطان بن عاد وذُرّيته انتشروا في اليمن وعُرِفوا بـ (عاد الثانية) واستمروا في طغيانهم وعتوّهم حتى أهلكهم اللهُ عزّ وجلّ. قال تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}. (سورة الحاقة، الآيتان: 6 – 8)
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
(37) صَالِح عَلَيهِ السَّلاَمُ أرسلَه اللهُ إلى قبيلة ثمود، الذين سكنوا في منطقة العلا (بين المَدِينة وتَبوك)، وقد كانوا بعد هَلاك عاد؛ وهم عرب أيضاً، وعبدوا الأصنام. فأرسل اللهُ إليهم نبيَّه صالحاً فدعاهم إلى التوحيد، فرفضوا، ثم طلبوا منه سُخريةً أن يُخرج لهم ناقة من صخرة صمّاء، فحقق اللهُ تعالى المعجزة، ومع ذلك استمر أكثرهم على الكفر! فقتـلوا النّاقة وبعد ثلاثة أيام جاءتهم صَيحة مِن السّماء ورَجفة شديدة من أسفلهم فأهلكتهم ... قال تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا. إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا. فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا. وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}. (سورة الشمس، الآيتان: 11 – 15)
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
(38) شُعَيْبٌ عَلَيهِ السَّلاَمُ أرسلَه اللهُ سبحانه وتعالى إلى أهل مدين "أصحاب الأَيكة"، وقد سَكنوا شمال غرب جزيرة العرب "تبوك وجنوب الأردن"، وكانوا فاسدين عُرفوا بقَطع الطّريق وإنقاص الكَيل والمِيزان وعبدوا شجرة ضخمة وسط الأَيكة، فعُرِفُوا بأصحاب الأيكة ... قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ}. (سورة هود، الآية: 84) فاستمروا في تكذيبهم، فأباد اللهُ جماعةً منهم بعذاب الصّيحة، وجماعةً أخرى بعذاب يوم الظُّلَّة ... قال تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}. (سورة الشعراء، الآية: 189)؛ وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}. (سورة هود، الآية: 94)
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
ثانياً: عَرَب بَاقِية: وهم الباقون حتى الآن، وهم بنو قحطان وبنو عدنان. فبَنُو قَحطَان: هم العَرب العَارِبة "العرب الأصليين"، ومَوطِنهم الأصلي جنوب الجزيرة ومنهم ملوك اليمن، والمناذرة والغساسنة، وملوك كنده، ومنهم الأزد (الذين تفرع منهم الأوس والخزرج). أمّا بنو عَدنان: فهم العَرَب المُسْتعرِبة "الذين اكتسبوا اللِّسان العربي"؛ وهم عَرب الشمال، وموطنهم الأصلي مكّة المكرّمة، وهم ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأَهمّ أبناء إسماعيل: عَدنَان، ومنه انحدرت القبائل العربية.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 13-06-2016 الساعة 04:11 AM |
#7
|
|||
|
|||
مشكورين مشكورين
|
#8
|
||||
|
||||
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
(39)التّاريخ السِّياسِي للعَرَب قَبْل الإِسْلاَم كان العرب -كما ذكرنا- بدو وحضر، والفِكر السّياسي عند البَدو يختلف عنه عند الحَضَر. أولاً: قبائل البَدو: البَدو عاشوا كقبائل صغيرة متفرّقة في الصّحاري، ووَحدة القَبِيلة تربط بينها الدّم والعَصَبية ... ولم يكن سَهلاً قيام ارتباط بين عدد من القبائل لتكوين ممالِك، لطبيعة التّمرد وعدم الخضوع عند البَدو.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
(40) مملِكة كِنْدَة وهي المملكة الوحيدة التي قامت في أواسط الجزيرة العربية بين الحكم القبلي ... وكانت قصيرة العمر، وأول ملوكها: حجر آكل المرار؛ وكان تابعاً لملوك حِمَير في اليمن، واستطاع حفيده: الحارث بن عمرو أن يمد نُفوذه إلى الحيرة ... ثم انهار مُلكُهم وعادت الحياة القبلية ... ويُنسَب اِمْرُؤ القَيْس "أحد شُعَراء المُعَلّقات الجَاهِليين" إلى مُلوك كِنْدَه، وقد حاول إعادة مُلك آبائه ففشل.
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
ثانياً: مَمَالِك الحَضَر تَركّزت في ثلاث مناطق: اليمن؛ والشمال؛ والحجاز. (41 ، 42) مَمْلَكَة مَعِين وَ مَمْلَكَة قِتْبَان: وهما مُتعاصِرتان تقريباً ... وهما أقدم ممالك اليمن؛ ولكنّ المعلومات المتوفّرة عنهما قليلة جدًّا.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
(43) مَمْلِكة سَبَأ قامت سَبَأ على أنقاض معين وقتبان، وانضّمت لها حَضْرَمَوْتَ، وكانت عاصمتها مَأْرِب، وترجع شُهرة هذه المملكة إلى سببين هامّين هما: أ. مَلِكَة سَبَأ (بِلْقِيس): وقِصّتها مع النّبي سُليمان عليه السلام معروفة، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم في سورة النّمل ... قال اللهُ تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ. لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ. فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ. إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ. أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ. قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ. إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ. قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ. قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ. وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ. فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ. ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ. قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ. قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ. قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ. فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ. وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ. قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. (سورة النّمل، الآيات أرقام: 20 – 44) ب. سَدُّ مَأْرِب العَظِيم: الذي كانت نتيجته أن كثر الرَّخاء باليمن وعمّت الخيرات، ثم ضعُف هذا السّد وانهار أخيراً، فكان سَيْل العَرِم ... فهاجر كثير من السُّكان إلى الشّمال، وآذن ذلك بسُقُوط سَبَأ، وقيام حِمْيَر ... قال اللهُ تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ. فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ. ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}. (سورة سبأ، الآيات: 15-17)
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
(44) مَمْلَكَة حِمْيَر قامت هذه المملكة بعد انهيار نفوذ مملكة سبأ، واتّخذت ظفار عاصمةً لها، وكان مُلُوكها يُلقّبون بالتَّبَابِعة؛ وقد خلفت حِمْيَر آثاراً تدلّ على العظمة والرُّقي. ثم ضَعُفت هذه الدّولة في أواخر عهدها، مما أدى إلى احتلال اليمن مِن قِبَل الرُّوم ثم الفُرس.
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
(45) سيطرة الروم على اليمن خَيَّر "ذو نواس" ملك حمير -الذي اعتنق اليهودية- المسيحيين في نجران بين اعتناق اليهودية أو الموت، فاختاروا الموت، فحفر لهم أخدوداً وأحرقهم فيه ... قال الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ. النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ.} (سورة البروج: 4 – 6). فَفرّ بعضهم، واستنصروا بحاكم الحَبشة المسيحي "النّجاشي" الذي طلب مساعدة قيصر الرُّوم "حامي المسيحية" والذي أرسل السُّفن والسِّلاح، فاستطاع النّجاشي إخضاع اليمن بواسطة قائده "أرياط"، الذي سرعان ما تمرّد عليه "أبرهة" أحد مساعديه، فقتـله، وأصبح هو حاكم اليمن، وكان ذلك في زمن عبد المطلب بن هاشم (جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم).
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
(46) سَيْطَرة الفُرس عَلَى اليَمَن ثم فَرّ أحد أولاد ملوك حِمْيَر واسمه: "سيف بن ذي يزن" إلى بلاد فارس، وطلب نجدتهم لإخراج الأحباش من بلاده، فاستجاب الفُرس، فقدموا وانتصروا على الرّوم، ثم أمر كِسرى أن يُتوّج سيف مَلِكاً على اليمن. وبعد مقتـل سيف، أرسل كِسرى "وهرز" ليكون حاكماً لليمن تابعاً للفُرس، وبعد "وهرز" حكم أبناؤه وأحفاده. وعند بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان حاكم اليمن الفارسي "باذان" وهو من ذرية وهرز، وقد دخل باذان في الإسلام عندما دُعِيَ إليه.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|