#46
|
|||
|
|||
تفوق خطيبتي عليّ دراسياً... هل هو سبب كاف لفسخ الخطبة؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عمري 25 عاماً، أشتغل مدرس لغة عربية، وكان مجموعي في الثانوية العامة 85% شعبة أدبي، وأنا الآن خاطب لفتاة عمرها 23 عاماً، وكان مجموعها في الثانوية العامة 90% شعبة علمي، فهل - يا شيخ - هذه الفتاة أذكى مني؟ لأن بطبيعة الأمر الشعبة العلمية أصعب في التحصيل - أظن ذلك - لأن بها مادة الرياضيات والفيزياء والكيمياء. وهذا وسواس كبير جداً؛ لأني أعتقد أنها أذكى مني، فهل أتركها؟ وهل حديث ( ناقصات عقل ) يعطيني أملاً ولو بسيطاً أني أفضل في هذا الجزء، أني أكمل منها في العقل؟ وهل حديث ( من ترك شيئاً لله ) يعطيني أملاً أني إذا تزوجتها وتركت مسألة أنها أذكى مني وأفضل مني، سيعطيني ربي أفضل من الذكاء أو ذكاء مثله؟ آسف على الإطالة، أنا تعبان جداً من ذلك، أفيدوني وفقكم الله وجزاكم الله خيراً. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فمرحبًا بك - أيها الحبيب - ابتداءً نقول: إن الذكاء لا يُعرف قطعيًا بما يحصل عليه الشاب أو الشابة من معدل في الثانوية العامة، فقد يكون الشاب ذكيًّا قادرًا على التحصيل لكن يوافق الامتحان ظروفاً غير مناسبة له، فيحصل على درجة أدنى، فهذا المجموع أمارة بلا شك على استيعاب الشخص وحسن تحصيله، ولكنه ليس دليلاً قطعيًا على مقدار ذكائه، هذا أولاً. ثم الناس يتفاوتون في ميولهم للعلوم، فبعضهم يميل للعلوم العلمية التي تحتاج إلى فهم، وبعض آخر يميل للعلوم العلمية التي تحتاج إلى حفظ. والقدرة على الفهم أو القدرة على الحفظ هي أرزاق يقسمها الله سبحانه وتعالى بين العباد، رجالاً كانوا أو إناثًا، وهذا كله لا أثر له على الزواج من قريب أو من بعيد، فنحن نرجو أن تزيح عن كاهلك هذه الهموم، وهي في الحقيقة هموم وهمية لا ينبغي أن تعيرها اهتمامًا، فكن واثقًا من نفسك، وأن القِوامة وضعها الله عز وجل في يد الرجل لحسن تدبيره للأمور، وليس لكونه رجلاً فقط، ولكن لأنه أقدر على القيام على شؤون الأسرة بتحقيق مصلحة الجميع. وإذا رأت المرأة في زوجها الكفاءة في قيادة الأسرة وحسن تدبيره للأمور، وحسن تعامله مع الزوجة، فإنها بلا شك تشعر بالطمأنينة والأمان، وهي بنفسها أيضًا تشعر بأنها تحتاج إلى ظل زوجها وتشعر بضعفها أمامه، فهذه فطرة المرأة التي فطرها الله عز وجل عليها. فنرجو أن لا يحمل هذا الهم لديك جزءاً من اهتماماتك، وهو هل الزوجة أذكى منك أم ليست أذكى منك؟ فإن هذا لا يؤثر على العلاقة الزوجية إذا كنت قادرًا على القيام بشؤون الأسرة على الوجه الذي ينبغي. نحن نوصيك - أيها الحبيب - أن تحسن علاقتك بزوجتك إذا تزوجت، وأن تكون قائمًا عليها بما أمرك الله عز وجل بالقيام به من أداء الحقوق لها وحسن المعاشرة لها، وهذا كافٍ - إن شاء الله - لإقامة حياة أسرية سعيدة، وإن كانت الزوجة تتميز بعد ذلك عنك ببعض الميزات في جوانب دراستها، كما أنك تتميز عنها في جوانب أخرى، فنرجو أن لا يكون هذا محلاً للاهتمام منك والمبالغة فيه. نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
__________________
|
#47
|
|||
|
|||
غيرت وظيفتي وزوجتي تكره هذا التغيير وأصبحت مكتئبة
السؤال
الحالة : شاب متزوج حديثا الذي يقيم في كندا. الذي يعمل سائق شاحنة. الإشكالية : -- لقد غيرت وظيفتي مؤخرا (كنت المشرف على الخدمات اللوجستية). -- والآن ، زوجتي تقول لي أننا يجب أن لا أقول هذا للعائلة وانها يجب ان تبقى سرية. لأن هذا عمل غير مناسب. -- زوجتي تكره هذا التغيير في مهنتي. وقالت إنها أصبحت مكتئبا جدا وتبكي. -- زوجتي تقول لي بأنني خدعت. أنا لا أعرف حلا لهذه المشكلة لأنني لا أقبل رد فعل زوجتي؟ وأتساءل أيضا ، هل تستحق هذه العلاقة الاستمرار؟ شكرا جزيل الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ hassan el maghdour حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فإنه ليسرنا أن نرحب بك، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يشرح صدرها لقبول مهنتك ووظيفتك، وأن يعينك على الصبر عليها واحتمالها، وأن يرزقها الرضا بما قدر الله تبارك وتعالى لك، وأن يجعلها عونًا لك على طاعته، وأن يديم بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام. وبخصوص ما ورد برسالتك أنك تعمل سائقًا لشاحنة ولكنك مؤخرًا غيّرت وظيفتك، إلا أن زوجتك تقول إنه يجب علينا أن لا نخبر العائلة بهذا التغير، وأن يبقى الأمر في سرية تامة، لأن هذا العمل غير مناسب كما تذكر. وأنت حاولت إقناعها إلا أنها لم تستجب لهذا الكلام، وقلت لها: إن هذا العمل عمل طيب، إلا أنها تكره هذا التغير في مهنتك، وحتى أصبحت مكتئبة جدًّا وتبكي وتقول لك بأنك خدعتها، ولا تعرف حلاً لهذه المشكلة لأنك لا تتقبل رد فعل زوجتك، وتتساءل: هل يستحق هذا استمرار العلاقة؟ أقول لك أخي الكريم الفاضل: إنه يبدو لي والله أعلم أن زوجتك قليلة الخبرة وأنها صغيرة السن، وليست لديها خبرة بظروف الحياة، ولذلك تتمنى أن تعيش حياة رومانسية كما يقولون وحياة كلها ورود ورياحين، وليس لديها الخبرة التي تجعلها تقبل الواقع وترضى بما قسم الله تبارك وتعالى لك، لأنها لا تعرف غير ذلك، فيبدو أنها صغيرة السن كما ذكرت وأنها متأثرة بالأفلام والمسلسلات العربية التي تتكلم عن فارس الأحلام وهو هو إلى غير ذلك من الأمور التي تصيب عقول كثير من الفتيات الصغيرات في السن. وأنا أعتقد أن المسألة مع شيء من المرونة من قبلك وشيء من التهدئة، ولا مانع أيضًا أن تأخذ بكلام زوجتك ما دام هذا يريحها بأنك لا تخبر العائلة بطبيعة عملك، ومن الممكن أن تستعمل التعريض، يعني تقول (الحمد لله نعمل في عمل طيب ودخلنا ممتاز) وأعتقد أنهم قد لا يسألونك عن ذلك ما دامت ابنتهم لا تشتكي شيئًا من قلة ذات اليد أو غيره، فأعتقد أن الأمر سهلاً ميسورًا بإذن الله تعالى. فأنا أرى بارك الله فيك أن تصبر عليها لأنها كما ذكرت لك فيما يبدو أنها صغيرة السن وأنها تأخذ الأمور على ظاهرها، وقلة خبرتها في الحياة تجعلها تنظر لها نظرة سطحية، وليس لديها نظرة عميقة أو نظرة طويلة المدى، وإنما هي تنظر تحت قدميها، تريد أن يكون زوجها رجلا يعمل مثلاً في مهنة كبيرة ودخله كبير حتى تتباهى أمام الناس بأن زوجي كذا أو كذا أو كذا، ولكن قدر الله تعالى أن تكون أنت على هذا الوضع، ولذلك هي متأثرة، لعلها كما يبدو لي أنها صُدمت بهذا الواقع، والدليل على ذلك أنها تقول لك بأنك خدعتني، وأنت تقول لا أعرف حلاً لهذه المشكلة لأنك تقبل رد فعل زوجتك، فأنا أرى أن تصبر عليها، وأن لا تتعجل في علاج هذا الموضوع، لأنه مع الأيام بإذن الله تعالى سوف تُحبك وسوف تحب عملك، خاصة إذا وجدت أنك لا تقصر وأن طلباتها مجابة وأن ما تحتاجه متوفر ولله الحمد والمنة، وأنك تعاملها معاملة كريمة وتعاملها برفق ورحمة وتراعي ظروفها السنية وظروفها المعيشية، ولا تحاول أن ترد مثلاً على كل كلمة تقولها ترد عليها رد عنيف أو قاسي، وإنما حاول أن تلطف الجو دائمًا. يعني أنا أطلب منك أخي الكريم (حسان) أن تلطف الجو على قدر استطاعتك وأن تستعمل أسلوب القرآن الكريم، فالله تبارك وتعالى يقول: {وعاشروهنَّ بالمعروف} والعلماء يقولون: إن العشرة بالمعروف ليس معناه أن تحسن معاملتها وإنما تصبر على أذاها. فإذن اصبر على أذاها واحتسب الأجر عند الله تعالى، وبإذن الله تعالى سوف ييسر الله تبارك وتعالى أمرك، وسوف يصلحها الله تبارك وتعالى لك. المسألة تحتاج لشيء من الوقت، ولكن أنا واثق إن شاء الله أنك ستنجح بإذن الله تعالى في احتوائها في المستقبل بإذن الله عز وجل، ولا يقتضي الأمر إلى أن تفكر في قطع العلاقة أو غيره، لأن هذا الكلام كما ذكرت لك كلام لا ينبغي أن يُقال؛ لأن الحكم على الحياة من أول خلاف أو مشكلة يكون صعبًا، فأرى كما ذكرت لك الصبر الجميل وأن تصبر على أذاها وأن تحتملها، لأن الزواج أولاً مكلفًا، ثانيًا هذه امرأة مسلمة وطلاقها الآن يعرضها لمشاكل عظيمة وقد لا تجد من يتزوجها من بعدك إذا طلقتها لا قدر الله تعالى، وبذلك تتشتت وقد تنحرف وقد تتعرض لأشياء كثيرة جدًّا، ولكن حاول بارك الله فيك أن تأخذها إلى دروس ومحاضرات إذا كنت مثلاً في مكان يوجد فيه نشاط كالمسجد، حاول أن تأخذها معك إلى المسجد، وحاول أيضًا أن تتكلم مع الأخ المسئول في الدعوة في المسجد أن يتكلم عن الرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وأن يبين بركة العمل المبارك الحلال، وإلى غير ذلك حتى يعينك بطريقة غير مباشرة، ولا مانع أيضًا أن تطلب مثلاً من بعض الأسر الملتزمة أن يزورك النساء في بيتك وأيضًا يكون لديهم فكرة، بشرط أن لا يعالجوا الموضوع بطريقة مباشرة حتى لا تظن أنك شكوتها لغيرها من النساء، وإنما تأتي الأمور بطريقة كما لو كانت عرضية في الكلام ليست مقصودة، ومن الممكن أن يغير فكر زوجتك تمامًا، لأني أعلم أن هذا الأمر ممكن ونحن نستعمله كثيرًا في حل مشكلات يعجز عنها الزوج يستعين بعد الله تعالى بأخوات صالحات يتكلمن مع زوجته فيصلح الله حالها. فإذن أنا أرى أن تظل أولاً دائرة الخلاف فيما بينكما، وأنصحك بعدم إدخال أي طرف آخر من أهلك أو أهلها في الخلاف، لأن دخول هذه الأطراف يوسع دائرة الخلاف ويعمق الجرح ويجعل أحيانًا الحل مستحيلاً، ولكن استعن بعد الله تعالى ببعض الأخوة البعيدين عنكم، لأن هؤلاء في الغالب ليست لهم مصلحة في أن تنتصر أنت أو أن تنتصر هي، وإنما هم سيقدمون النصيحة على قدر استطاعتهم بتجرد وبدون تحيز لا لك ولا لها، وكما ذكرت لك أوصيك بالصبر عليها، وأيضًا عليك بالدعاء لها أن يصلحها الله تبارك وتعالى وأن ييسر أمرها وأن يشرح صدرها لقبول هذا العمل ولقبولك كزوج أيضًا، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة. أسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أموركم وأن يقضي حوائجكم وأن يمنَّ عليكم بنعمه التامة وأن يشرح صدرك للصبر عليها واحتمال أذاها، وأن يعينها أيضًا على استيعابك ومراعاة ظروفك وتقدير وضعك، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.
__________________
|
#48
|
|||
|
|||
أرغب بالزواج من ثانية لأن امرأتي ترفض العيش عند والدتي الكبيرة
السؤال
أنا متزوج ولدي طفلان، وأود الزواج من ثانية، والسبب رفض زوجتي العيش مع والدتي الكبيرة في السن في بيت واحد، لدرجة أن أمها وأباها هدداني بالسجن والشرطة، وقد كان ذلك في وجودها؛ مما أدى لتفاقم الخلاف والمخاصمة بينها وبين والدتي. فأفيدوني رحمكم الله. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ طالب الهدى حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنه شريعة الله تطالبك ببر والدتك وبالإحسان إليها، ولا تقبل منك ظلم زوجتك أو انتقاص حقها؛ لأن دين الله عدل ورحمة، ولذلك فنحن نتمنى أن تحاول معالجة الوضع بالحكمة، ولست أدري هل لوالدتك أحد يقوم بشؤونها سواك؟ وما هي رأي الوالدة؟ وما هي أسباب رفض زوجتك العيش مع والدتك؟ وهل ذلك الرفض منها أم بسبب تدخل أهلها؟ ولا شك أن إجابة الأسئلة المذكورة تساعدك وتساعدنا في الوصول إلى الحلول المناسبة، وسوف نكون سعداء إذا وصلنا توضيح أكثر. أما إذا كانت والدتك ليس لها أحد وزوجتك ترفض أن تكون معها وأن تساعدها، فإن شرع الله يقدم حق الأم وأولى الناس بالرجل أمه، وأعتقد أن الزواج بثانية عاقلة فاضلة من الحلول المناسبة، مع ضرورة أن تكون الصورة واضحة أمامك وكذلك التطورات المتوقعة في هذه الحالة. ونحن ننصح كل رجل تقوم زوجته بالسكن مع أهله أن يقدر لها ذلك وأن يكرمها ويواسيها إذا تعرضت لما يضايقها؛ لأن المرأة غالباً تحتاج للدعم المعنوي في مثل هذه الأحوال، كما أن حكمة الزوج وعدله وعقله له أثر كبير في السيطرة على الوضع بعد توفيق الله العظيم. وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بمعرفة رأي زوجتك، ولا تحاسبها على تعنت أهلها، ونسأل الله لكم التوفيق لما يحب ويرضى. وبالله التوفيق والسداد.
__________________
|
#49
|
|||
|
|||
كيف أُسعد زوجتي بعد أن أسأت إليها؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب عقدت عقدا شرعيا على أخت في الله، أسأل الله أن يحفظها ويبارك فيها، وقد أغرقتني بجمائلها ومعروفها وأسأل الله أن يقدرني على إسعادها، ومن فضل ربي أني منذ الصغر لا أقترب كثيراً من الإناث، رغم أن هذا شائع في بلادنا. وما أريد السؤال عنه هو: ما هي الأشياء التي تسعد الفتيات؟ فأنا منذ عقدت على هذه الفتاة أخطأت معها كثيراً -أسأل الله أن يغفر لي- وهي صابرة، ومنذ أفقت من أخطائي وظلمي لها وأنا أسعى لإسعادها، وكلما سألتها عما يسعدها؟ تقول لي: المهم أن تكون أنت سعيدا وراضيا عني. وإني أكتب لكم وعيوني تدمع حرقة على ظلمي لها، وشكرا لله على أنه وهبني كنزا مثلها، وبعض أصحابي نصحني وقال لي لا تظهر لها حبك كاملا ولا تغازلها دائماً؛ ﻷن المرأة تحب أن يكون زوجها قوياً وصاحب كلمة، فاحترت في أمري، فماذا أفعل؟! وعندما أرى فعل النبي عليه السلام مع زوجاته أرى أنه كان دائما يظهر حبه لهن، وخاصة أمنا عائشة رضي الله عنها، وأقول ربما يقصد صاحبي أن لا أظهر لها هذا في فترة العقد فقط، والمهم أني اتخذت قرار بأن أظهر لها حبي وأن أسعى لإرضائها بكل طريقة، فهل ما فعلته في هذه الفترة صواب؟! علما بأني لم أكن أعرف هذه الأخت الفاضلة قبل العقد، بل دلني ربي عليها فعقدت عليها، وبعد العقد أصبحت أحبها حباً جماً، وأريد أن أعرف كيف أدخل السرور إلى قلبها؟ وما هي الأشياء التي تحبها الفتيات؟ فانصحوني وإياها، وادعوا لها بظهر الغيب، فهي والله الذي لا إله إلا هو كنز، وقليل من يجد هذا الكنز. وشكرا. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فهنيئاً لك أيها الأخ الحبيب ما رزقك الله من صالح متاع الدنيا، فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير. وقد أصبت أيها الحبيب حين أدركت ضرورة المعاملة الحسنة لزوجتك وأهمية إدخال السرور عليها، وترك الإساءة إليها أو التقصير في حقها، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنك، وما صدر منك من ظلم لها أو إساءة إليها فيما مضى فعليك أن تستسمحها وتطلب منها العفو عما سلف، وظننا أنها لن تمانع من ذلك. وقد أصبت أيضاً حينما قررت إظهار الحب لزوجتك، وهذا من أعظم الأسباب في تقوية الحب بينكما وإحكام بناء العلاقة بينكما، وليس صحيحاً أن هذا ينافي الرجولة أو ينقصها، فقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يفعله مع زوجته ويصرح بحبها للناس، فقد سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً من أحب الناس إليك؟ قال: (عائشة). وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشدنا إلى إخبار من نحبه بأننا نحبه فكيف بالزوجة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه)، والحكمة من هذا كما قال العلماء أن هذا الإخبار فيه استمالة للقلب واجتلاب للود، فتحصل الألفة وتزيد المحبة. ومن ثم فإننا نرى أن تواصل طريقك هذا ولا تبخل على زوجتك بالكلمات الرقيقة التي تحب سماعها منك بلا شك، وهي من أسباب سعادتها، كما أن من الأسباب التي تجلب لها السعادة وتدخل السرور على قبلها الهدية، حتى وإن كانت صغيرة ومتواضعة، وكذلك الثناء عليها بذكر محاسنها ومواطن الجمال منها. ووصيتنا أيها الحبيب أن تسارع ما أمكنك بالدخول بزوجتك، فهذا خير لك ولها وأدعى لتقوية المودة والحب بينكما. وفقك الله لكل خير.
__________________
|
#50
|
|||
|
|||
الشيطان وتأثيره على حياتي واستقراري الأسري
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الشيطان يدخل بيني وبين زوجتي في شتى الأمور؛ مما يؤدي إلى الشك وعدم الاطمئنان وكثرة المشاكل، فالرجاء نصحي بما يفيد، وما الطرق المؤدية للصد عن كيد الشيطان بيني وبين زوجتي؟! وشكرا. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ هشام على على حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن الرجل إذا دخل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: (لا مبيت لكم ولا عشاء)، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: (أدركتم المبيت)، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: (أدركتم المبيت والعشاء)، ولكن بيوت الغافلين عن ذكر الله فيها طعام ومقيل ومنام للشياطين، فهي تشاركهم في كل شيء حتى إذا عاشر أهله فلم يذكر الله شاركه الشيطان، قال تعالى: {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً}. وأرجو أن يعلم الجميع أن الشيطان ينصب عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فيأتيه من يقول: (ما زلت به حتى فعل كذا، فيقول الشيطان الأكبر لم تفعل شيئا وهكذا ......... حتى يأتيه من يقول: ما زلت به حتى طلق زوجته فيقول أنت أنت فيهنئه ويلتزمه). إذا عُلم هذا فتعوذوا بالله من الشيطان واسألوا الله التوفيق والألفة، فإنه الكريم المنان، وتذكر أن زوجتك شريفة فاضلة اخترتها من بين النساء فلا تترك بغيتك لأجل الأوهام والشكوك، واعلم أن شريعة الله تنهى الرجل عن تتبع عثرات أهله وترفض اتهامهم حتى لا يرميهم الناس بالسوء، وأن من تتبع عورة أخيه أو أخته فضحه الله وهتكه. وأرجو أن تحاور أهلك في هدوء مع ضرورة أن يتفادى كل طرق ما يضايق شريكه، وعليكم بتذكر الإيجابيات وتضخيمها، وإياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث. وكم تمنيت أن تذكروا لنا نماذج للمواضيع المختلف عليها حتى تتضح لنا الصورة أكثر، واعلموا أن المشكل ليس في حدوث الخلاف والمشاكل ولكن المهم هو حسن التعامل معها وحصرها في إطارها الزماني والمكاني وأعطاءها حجمها المناسب ثم تذكر الحسنات فإنها تذهب السيئات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، نسأل الله لكم دوام التوفيق والسداد ومرحباً بكم في موقعكم. وبالله التوفيق والسداد.
__________________
|
#51
|
|||
|
|||
غيرة الزوج على زوجته من أخيها... ونصائح عامة للزوجين
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو الإفادة أو النصيحة. في بداية زواجي كانت زوجتي تحدثني عن أخيها بكل موضوع نتكلم به تدخله بالموضوع، وتتكلم وكأنه لا يوجد رجل غيره! ومع كثرة كلامها عنه بدأت معاناتي! بدأت غيرتي الكبيرة منه حينما أجد اتصاله على جوال زوجتي يجن جنوني. وبدأت المشاكل بيننا، وبعد فترة قالت لي إنها كانت تكذب بكل شيء قالت عنه وإنها كانت تبالغ بحديثها عنه فسألتها لماذا؟ فقالت لكي أنتقم منك! لأنه كان لي علاقة سابقة بفتاة قبل ارتباطي بها. رغم أني تائب، وأحب زوجتي كثيرا، وإلى الآن وغيرتي منه في قلبي. أفيدوني جزاكم الله خيرا. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ابو نايف حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله - تبارك وتعالى - أن يبارك لك في زوجتك، وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يصرف عنكما كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبا وإياك كيد النساء فإن كيدهنَّ عظيم. وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أن زوجتك كانت تحدثك كثيرًا عن أخيها بكل موضوع تتكلمون فيه وتدخله في الموضوعات وكأنه لا يوجد رجل غيره، حتى أدى ذلك إلى غيرتك الكبيرة منه لاعتقادك أن زوجتك فعلاً تقدمه عليك، وأنه عندها هو رقم واحد، إلى غير ذلك من الأمور التي قد تحدث معك ومع غيرك، فهذا أمر طبيعي عندما يرى الإنسان زوجته وحبيبته تتكلم حتى عن أبيها أو عن غيره بطريقة تُشعره بأنه أفضل منه فإنه قد يقع في نفسه شيء. ولكنها بعد فترة قالت بأنها كانت تكذب عليك وأنها كانت تنتقم منك لارتباطك بعلاقة سابقة قبل زواجك منها، رغم أنك الحمد لله قد تبت من ذلك وتحب زوجتك في نفس الوقت كثيرًا. إنها أرادت أن تثير عندك الحافظة وأن تُشعرك بأن هناك تحديا يواجهك، ولكن هي في نفس الوقت أيضًا يدلها هذا الموقف على أنها فيها خير وأنها امرأة فاضلة؛ لأنه يكون الأمر حقيقة يصيب بالجنون إذا كانت تتكلم مع شخص آخر غير أخيها، أو إذا كانت تحدثك عن شخص آخر أجنبي، ولكنها تعلم بأنها امرأة فيها خير وأنك رجل - بفضل الله تعالى - لا تقبل الدونية في دينك ولا في أهلك، ولذلك كانت تتحدث عن أخيها، وقطعًا الحديث عن أخيها حديث عن المشروع، فإن امرأتك تتباهى بأخيها وتتكلم عنه لزوجها، فهذا أمر عادي، ولكن المبالغة في الكلام هي التي أدت إلى وجود هذه الغيرة. ولذلك أنا أقول - بارك الله فيك – أنت تحاول الآن - جزاك الله خيرًا – أن تضع الأمر في نصابه، وأن تجتهد في أن تُخرج من قلبك هذه الغيرة التي وضعتها على نسيبك؛ لأنه لا ذنب له ولا جريرة، وهذا أمر حاكته امرأتك ضدك لتنتقم منك، أما هذا الرجل المسكين لا يعلم عما يدور بينكما شيء. اجتهد - بارك الله فيك – في الدعاء له، إذا كنت أحيانًا تكلمت في بعض الكلام الذي يوهم الانتقاص من شأنه، واجتهد - بارك الله فيك – في أن تدعو الله تعالى أن يعافيك من هذه الغيرة، وأن يعيد إلى صدرك سلامته التي كانت عليه قبل هذه الأحداث، وأن يرزقك محبة هذا الرجل، لأنه خال أولادك قطعًا وهو يعتبر بالنسبة لك ولي أمر امرأتك على اعتبار أنه من أرحامها الكبار. لذا أقول - بارك الله فيك – اصفح عما بدا من امرأتك، فإن الذي دفعها إلى ذلك إنما هو غيرتها أيضًا عليك، فهي من شدة غيرتها عليك افتعلت هذا الكلام الذي لا أصل له، وأنت أيضًا من شدة غيرتك عليها غرت عليها من أخيها حتى أصبحت عندما تجد رقمه في هاتف امرأتك، تغضب. إذن كلاكما عالج الأمر من باب الغيرة الشديدة التي ملأت قلبكما، وعلاجه: الآن امرأتك تعرف أنك - الحمد لله والمنة - رجل تائب وأنك ليس لديك هفوات ولا نزوات، وهذا في حد ذاته كفيل - بإذن الله تعالى – بأن يمحو من ذاكرتها هذه العلاقة القديمة التي كانت موجودة، خاصة وأن موقف المرأة ليس شرعيا، لأن هذه مسألة كانت قبل زواجك منها، وهذا لا يقلل من شأنها ولا يمثل أي اعتداء عليها، ولكنها غيرة النساء، فالمرأة قد تغار حتى من أم الرجل إذا وجدت الواحد منا يضع رأسه مثلاً في حجر أمه لكي تداعب مثلاً خصلات شعره أو يقبل يدها أو يحاول أن يتودد إليها قد تأتيها الغيرة، ولذلك بعض الأخوات تقول لا تفعل هذا مع أمك أمامي، رغم أنها أمه ورغم ذلك هي تغار من شدة تعلقها بزوجها تريد أن يكون لها وحدها. كذلك أيضًا نفس الشيء، فأنت الآن أيضًا تغار من أخي زوجتك وهو أخوها قطعًا، يعني هذا محرمها الأول بعد أبيها، وقطعًا هذا له حق كبير؛ لأنها قبل أن تعرفك عرفته، ورغم ذلك أدى موقفها والكلام الكثير عليه إلى أن تغيرت نفسيتك عليه تغيرًا كبيرًا، ولذلك أقول: كلاكما ضحية هذا الكيد الشيطاني، وما عليكما الآن إلا أن تستغفرا الله تعالى وتتوبا إليه، وأن تجتهد - بارك الله فيك – في الدعاء لأخيك هذا بظهر الغيب أن يكرمه الله - تبارك وتعالى – وأن يعفو عنك ما وقع من تقصير في حقه، وأن تجتهد أيضًا بالدعاء أن يجعل الله بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يغفر لزوجتك أيضًا هذا التصرف الشيطاني، وأن يغفر لك ما سلف من ذنوبك، وأن يجمع بينك وبين أهلك على خير. هذا وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________
آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 17-06-2012 الساعة 10:44 AM |
#52
|
|||
|
|||
بين أمي وزوجتي... خلافات ومشاكل وصلت للطلاق
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر حوالي 24 عاما، متزوج - والحمد لله - أمي وزوجتي في مشاكل دائما، وأنا لذلك قررت السفر إلى الخارج كي أرتاح نفسيا، ولكني لم أرتح، وأنا الآن طلّقت زوجتي بنفس السبب، ولكن المهم هو أن عندي بنتا عمرها 25 يوما، وأصبحت أمي لا تطيق زوجتي، وأنا لا أعرف ماذا أعمل كي أرضي أمي وأرضي زوجتي؟! الكل واقف في صف أمي، وحاليا زوجتي في بيت أبيها، وهذه هي الطلقة الأولى، ولكنني لا أعرف ماذا أفعل؟! الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن شريعة الله تطالبك ببر أمك وبعدم ظلم زوجتك، نقترح عليك أن ترجع زوجتك وتتركها في بيت أهلها لكونك في الخارج، ولعل في ذلك فرصة لرد الأمور إلى نصابها وضوابطها، وأرجو أن تحاول معرفة أسباب الخلاف بين زوجتك ووالدتك، فإن في ذلك عونا لك على العلاج، ومرحبًا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك. ونحن في الحقيقة ننصحك بالاهتمام بوالدتك والاجتهاد في برها، وأرجو أن تشعر زوجتك بتقديرك لها وتطالبها بالصبر على والدتك، فإن العاقل يقول لزوجته إذا صبرت على أمي فسوف أقدرك وأحملك على ظهري، فإن ذلك يطيب خاطرها ويجلب رضاها. وكم تمنينا أن تفهم البنات أن هناك غيرة عند بعض الأمهات، وقد تعذر في ذلك لأن الزوجة جاءت تشاركها في جيب ولدها وفي حبه، وتشتد الغيرة في حالة الولد الكبير أو الوحيد والمفيد البار، ولكن الرجل الحكيم يستطيع النجاح في هذه المعادلة الصعبة ويزيد في بره لأمه بعد الزواج ويظهر لها أمام زوجته الاحترام. وإذا وقف الكل في صف والدتك فكن أنت في الصف الذي فيه الحق حتى لو كنت وحدك، وحاول أن تعطي والدتك حقها الشرعي، ولا تطلق زوجتك إذا كنت تحبها، وأنت تذكر أن عندك منها طفلة، واجتهد في إرضاء والدتك، وردّ لها الاعتبار إذا شعرت بشيء من الظلم أو الانتقاص لقدرها. وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم باللجوء إليه، وأرجو أن تتعامل مع الموقف بحكمة وهدوء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يعينك على إرجاع زوجتك لتواصل معها مشوار الحياة التي لا ولن تخلو من المشاكل، ونسأل الله لكم التوفيق. وبالله التوفيق.
__________________
|
#53
|
|||
|
|||
زوجتي لا تريدني أن أقسو عليها بالكلام إذا غضبت... فما توجيهكم؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجتي لا تريدني أن أقسو عليها بالكلام، ولكني لا أقسو عليها إلا حين أن أغضب منها، فما الحل عندكم؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فرفقًا – يا أخا الإسلام – بالقوارير، وتلك وصية رسولنا النذير البشير، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يبعد عنك الغضب والتقصير، ومرحبًا بك في موقعك بين آبائك والإخوان. وأرجو أن تعلم أننا مطالبون بحسن عشرة النساء، قال تعالى: {وعاشروهنَّ بالمعروف}، والمعاشرة الحسنة لا تكتمل إلا ببذل الندى، وكف الأذى، والصبر على الهفوات والجفى، وليس الأمر كما يظن كثير من الناس ممن يظنون أن المعاشرة الحسنة هي حسن التعامل فقط. وقد ذكر العلماء أن المعاشرة الطيبة لا تكتمل إلا بالصبر على الأذى، وقد احتمل النبي - صلى الله عليه وسلم – من زوجاته بل زاد على ذلك فعاملهنَّ باللطف، حتى كان يقول لعائشة - رضي الله تعالى عنها وأرضاه -: (والله إني لأعلم إن كنت عني راضية وإن كنت غضبى. فقالت: وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ فقال: أما إذا كنت راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإن كنت غضبى فإنك تقولين لا ورب إبراهيم. فقالت: أجل يا رسول الله، والله ما أهجر إلا اسمك). ومعنى كلامها أن حبه في قلبها لا يقل بل هو ثابت لا يتغير. ولا يخفى عليك أن الغضب من الشيطان، وأن المسلم إذا غضب عليه أن يتعوذ بالله من الشيطان ويذكر ربه الرحمن، ويهجر المكان، ويغير هيئته ويسكت، فإذا لم يذهب الغضب توضأ وصلَّى لله، وأرجو أن تقول لزوجتك ما قاله أبو الدرداء لزوجته ليلة بنائه بها: "إذا غضبت فرضِّني، وإذا غضبتِ رضَّيتك وإلا لم نصطحب". ولا شك أن الحياة تحتاج إلى صبر، وعاقبة الصبر طيبة وهو نصف الإيمان، وقد قال عمر - رضي الله تعالى عنه وأرضاه -: "وجدنا أطيب عيشنا في الصبر". وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالإحسان إلى الزوجة والصبر عليها، فإنها أسيرة عندك، وقدوتك في ذلك هو رسولنا - صلى الله عليه وسلم – القائل: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). ونسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يصلح ذات بينكم وأن يؤلف على الخير قلوبكم. وبالله التوفيق.
__________________
|
#54
|
|||
|
|||
ما هو الأسلوب الصحيح لتعليم الزوجة العلم الشرعي؟
السؤال
السلام عليكم. أريد تعليم زوجتي بعد الزواج مباشرة العلم الشرعي حتى نعبد الله على بصيرة ونبعد عن أنفسنا الشبهات فما هو الأسلوب الصحيح والمنهج الصحيح لذلك ومن أين أبدأ؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك وأن يبارك لك في زوجتك وأن يجعلها عونًا لك على طاعته، وأن يجعلك عونًا لها على طاعته وأن يديم بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام. وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم وليد – فإنه لأمر عظيم حقًا أن تفكر هذا التفكير الطيب الرائع، لأن هذا إنما هو تهيئةٌ لامرأتك أن تكون زوجة صالحةً وأن تكون حسن العشرة معها، فأنت بذلك تحقق عدة أهداف في وقت واحد، المرأة طالبة العلم الشرعي التي تعرف حق ربها وحق نبيها وحق زوجها أبعد ما تكون عن المعاصي وهذا أولاً. ثانيًا: أحرص ما تكون على إرضاء الزوج لأنها تعلم مقامه ومنزلته في دين الله تبارك وتعالى وفضله عليها، ولذلك تجتهد في إرضائه وإسعاده بكل ما أوتيت من قوة. ثالثًا: أنك توفر لأولادك مدرسة مجانية، لأنها الآن عندما تتعلم قبل أن تُرزق بالأولاد - أو ما زال أولادك صغارًا – فإنها ستكون معلمًا مجانيًا، لأن العلم سينعكس على سلوكها وتصرفاتها، وبذلك يتحسن أداؤها ويتطور مستواها الأخلاقي والإيماني فيأتي أبناؤك فيجدون أمًّا صالحة مباركة تقوم على تربيتهم ورعايتهم والعناية بهم وبذلك تكون قد حققت هذا الهدف أيضًا. رابعًا وأخيرًا: أنها قد تمارس الدعوة بين صويحباتها وجاراتها وأخواتها المسلمات، وكلما وجهت نصيحة لأحد أو علَّمت أحدًا من هؤلاء آية من كلام الله أو سنة من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أو أي حكم شرعي صبَّ ذلك في ميزان حسناتك - يا صاحبي – فهنيئًا لك. وأما عن طريقة التعليم أو الأسلوب الصحيح؛ فإن ذلك - أخي الكريم – يتوقف على مستوى امرأتك الحالي الآن، فلابد من تقييم وضعها، هذا ما يعرف بتقييم الوضع أو تقييم الحالة قبل أن تبدأ في العمل، فما هو الذي لديها من العلم؟ وما هو حظها من العلم الشرعي أو الدنيوي؟ وكيف هي قدرتها على التعلم؟ وماذا قرأت وماذا تعرف؟ لأن هذه هي البدايات وهي ضرورية جدًّا، ولأن العلم درجات - كما تعلم – فهناك صغار العلم، وهناك كبار مسائل العلم، وهناك وسط، وهناك كتب متخصصة جدًّا، وهناك كتب للخواص، وهناك كتب للعوام، هناك مطولات، وهناك مبسوطات، وهناك مقتصرات.. فهذا كله متوقف - بارك الله فيك – على المستوى الحالي الآن، فإذا كانت امرأتك لم تطلب العلم من قبل فأنصح بأن تبدأ بصغار العلم – الأشياء البسيطة – التي يسهل هضمها. كذلك أيضًا أن تأتي لامرأتك بكتابٍ كـ (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، وهي امرأة لم تقرأ (ألف باء) في العلم الشرعي، فهذا كأنك أعطيتها شيئًا لا يمكن أن تستفيد منه بحال، وتقول لها: لماذا لا تقرئي؟ عندك مثلاً كتاب (المجموع) للنووي، وعندك (المغني) لابن قدامة، وعندك (فتح الباري في شرح الحديث)، وعندك وعندك.. هذه كتب لا يمكن أن تقرأها مطلقًا، ولذلك أنصحك - أخي الكريم – أن تبدأ بتحديد المستوى أولاً، إذا حددت المستوى فمن السهل عليك - بارك الله فيك – أن تجد الكتب التي تستطيع أن تأخذ بيدك أنت وزوجتك - إن شاء الله تعالى -. وأتمنى أيضًا أن تبدأ معها كذلك إذا كان عندك قدر من العلم الشرعي فسيكون أمرًا طيبًا أن تكون أنت المعلم الذي يخصص شيئًا من وقته لها يوميًا، يعني بمعنى أن تجعل هذه الدروس كالطعام والشراب والعمل - أشياء ثابتة في حياتك – لأنك لو جعلتها حسب الظروف فإنها سوف تتبخر هذه الآمال وتلك الفكرة تموت مع الزمن. أما أهم شيء هو أن تخصص وقتًا معينًا لهذا، وليكن مثلاً بعد صلاة الفجر إذا كانت الظروف عندك مناسبة أو أي وقت لأن ظروفكم قطعًا في أمريكا تختلف عن ظروفنا نحن في العالم العربي، تحدد الوقت الذي تراه مناسبًا لك ولزوجتك وتحدد وقتًا ليس بالطويل حتى لا تملُّوا وتحدد الكتاب الذي تبدءان فيه، وهي تأخذ فكرة عن الدرس قبل أن تشرع فيه، وأنت قطعًا يكون عندك فكرة وتكون جاهزًا، حتى لا تقرأ معها المسائل لأول مرة، لأنها إن وجدت عندك نوعاً من التردد لن تثق في المعلومة التي ستقدمها لها، وإنما تكون قد قرأت وحضرت وقمت بإعداد المادة وأنت رجل مهندس معناه أنك الحمد لله تستعمل أساليب طيبة في حياتك العلمية، هذا ينعكس عليك - إن شاء الله تعالى – في ذلك. فإعداد الموضوع بطريقة جيدة وترتيب عناصر الموضوع بطريقة جيدة وقراءة الكتاب الذي تستطيع أن تشرحه، لأنك قد تقرأ كتابًا يصعب عليك أن تشرحه، ولذلك أنت أيضًا مطالب أن تراعي مستواك العلمي وألا تشرح شيئًا لا تفهمه أو كلامه غامضًا، لأنه إن لم يكن واضحًا أمامك قطعًا لن يكن واضحًا أمام زوجتك. ولذلك أقول: لابد من تحديد مستواك – أيها المعلم – وتحديد مستوى زوجتك المتعلمة، ثم بعد ذلك لكم في تلك الحالة أن تقرءا في الكتب التي تتناسب مع مستواكما. أنا لا أعرف حقيقة المستوى ولذلك أنا بدأت فقط من البداية وشرحت الطريقة، ولكني أنتظر بعد ذلك إذا أكرمتمونا برسالة أخرى أن نبيِّن لك ما هي الكتب التي تبدأ في قراءتها.. هذا هو الأسلوب الصحيح حقيقة: تحديد المستوى لك وتحديد المستوى لأختنا، ثم بعد ذلك تحديد الوقت الذي سوف تجلسان فيه للمذاكرة، ثم الاتفاق على موعد معين وعدم التنازل عنه أو عدم إلغائه لأي ظرف، وعدم إطالة المدة حتى لا تملّ هي ولا تمل أنت، وتكليفها أيضًا أن تقرأ الدرس قبل شرحه حتى تعان، لأن قراءة الدرس قبل الشرح يعطي فكرة طيبة ويحقق حوالي خمسين بالمائة من درجة الاستيعاب. نحن ننتظر - إن شاء الله تعالى – تحديد المستوى منك ومن زوجتك، وإن شاء الله تعالى نبدأ معكما مرة أخرى في وضع البرنامج المناسب والصحيح الذي ينهض بكما نهوضًا طيبًا وتحققان من خلاله وضعًا متميزًا وتحصلان من خلاله على علم نافع في أسرع وقت - بإذن الله تعالى – مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد ونحن في انتظار رسالتك القادمة - أخي الكريم المهندس وليد - . والله ولي التوفيق.
__________________
|
#55
|
|||
|
|||
ما هو الفرق بين الاقتصاد في الإنفاق والبخل؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنا رجل اقتصادي في البيت والمعيشة ولست ببخيل، وزوجتي مبذرة نوعا ما، فما هو الطريق الصحيح لكي أنصحها به؟ علما أنها من النوع النسائي العنيد. ولكم منا فائق الشكر والتقدير. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ قصي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنه ليسرنا أن نرحب بك في، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك للوسطية والصواب، وأن يوفقك وأهلك للتفاهم والاستقرار والسعادة. وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الحياة تكون مشحونة ببعض الصعوبات إذا كان هناك نوع من اختلاف وجهات النظر نتيجة العوامل التربوية المكتسبة والتي تشد كل واحد منا إلى ماضيه، وما تم تربيته عليه، وهنا تأتي أهمية الحكمة والموعظة الحسنة؛ لأنها هي وحدها بعد توفيق الله التي ستعين على تفهم الطرف الآخر ومراعاة مشاعره وظروفه والتماس العذر له. وهذا الذي أتمنى وأدعو الله أن يوفقك له بأن تسلك الطريق الوسط في الإنفاق، فلا إسراف ولا تقتير، وهذا ما مدحه الله في عباد الرحمن حيث قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، ولكي يتحقق هذا لا بد من مناقشة الأمر بنيكما واستماع كل طرف لوجهة نظر الآخر، والاجتهاد أن تخرجوا بخطة وسطية تراعي الطرفين ومصلحة الأسرة، وأن تشرفا معا على تنفيذها حتى تضمنوا لها النجاح، واعتقد أنكما بذلك ستقضيان على هذه المشكلة نهائيا، مع ضرورة عدم اعتداد كل طرف برأيه أو تسفيه أو تحقير أو تهميش الرأي الأخر. وأنا واثق من قدرتكما على ذلك فعجلا بعقد مائدة مستديرة واجلسوا حولها وناقشوا المسألة بعيداً عن أي طرف آخر، ونسأل الله العون. والله الموفق
__________________
آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 17-06-2012 الساعة 10:53 AM |
#56
|
|||
|
|||
إعانة الزوج زوجته لتجنب الغيبة ومساوئ الأخلاق
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فأنا متزوج منذ 6 سنوات، وأعيش في الغربة, جرت العادة أن تستشيرني زوجتي في كل علاقاتها، وعما اذا أحسنت التصرف أو لا أو كيف علي أن تتصرف بالموقف الفلاني، وعلى الدوام أنصحها كي لا تنزلق في مطب الغيبة والنميمة أو دون قصد الانحراف إلى طرف في نزاع أو مشادة تتسبب في خسارتها صديقاتها أو ندم، وإلى نصحهن بالمعروف وكف الأذى, ومنذ يومين التقيت بأحد المثقفين دينيا وأخبرني بأن ما نفعله هو عين الحرام، فإما أن تكون لك ثقة بزوجتك وترخي لها الحبل في علاقاتها أو فلتغلق عليها بابها إذا كانت ليست أهلا لذلك. أرجو إفادتي عن الواجب فيما علينا فعله حتى نتجنب الحرام وأن نحافظ على قيمنا. والسلام عليكم. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عماد الدين حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. وقال جل وعلا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. فهذا هو عين ما يقع لك أنت وزوجتك الكريمة بمنِّ الله وكرمه، فإنك تحرص على أن تقي زوجتك أسباب الشر وأسباب الوقوع في الحرام، لاسيما في أمور الغيبة والنميمة التي قد تصدر من الإنسان والتي قد تكثر في بعض الأحيان في بعض العلاقات الاجتماعية التي لا تخفى على نظرك الكريم، فأنت تحرص على نصحها وعلى بذل الخير لها ونيتك هو إرشادها إلى وجه الصواب بالتعاون على البر والتقوى، ومقصودك حفظها وصيانتها لتتلافى الوقوع في الخطأ أو الوقوع فيما يغضب الله جل وعلا، فكيف يكون هذا من الحرام أو كيف يكون أمرًا مذمومًا، إنه لا يكون - بحمد الله عز وجل – إلا من التعاون على البر والتقوى الذي يحبه جل وعلا ويحثه عليه، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. وأيضًا فهذا استنصاح منك لزوجتك وطلب معونة لترشدها وتعينها برأيك، ولا ريب أن العاقل يحرص على استشارة أهل المعرفة والأمانة حتى يستنير برأيهم؛ ولذلك قيل: (من استشار الناس فقد أخذ بزبدة عقولهم)، وقد خرج الطبراني في المعجم بإسناد: (ما خاب من استخار وما ندم من استشار، وما عال من اقتصد)، فهذا حديث إسناده ضعيف لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وإن كان معناه صحيحا مستقيما، ولا ريب أن من استخار ربه لم يخب، ومن استشار الناس وأخذ زبدة عقولهم فإنه لا يتندم على ذلك بإذن الله عز وجل، وقد كان النبي - صلوات الله وسلامه عليه – يشاور أصحابه وكان ينزل الناس منازلهم في ذلك، بل إن الله جل وعلا حثه على ذلك وأمره بهذا الخلق العظيم فقال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}. وقال جل وعلا: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. فهذا أمر ممدوح بل هو من القربات إلى الله جل وعلا، ومع هذا فلابد من ضوابط في هذا الشأن، فإن زوجتك إذا استشارتك فينبغي لها – إن كانت الاستشارة تتعلق بذكر بعض الأخوات – أن تتحرز من ذكر بعض الأمور التي قد لا تحب صاحبة الشأن الاطلاع عليها، فيمكنها حينئذ أن تقول بعض صاحباتي أو بعض الأخوات قد وقع لي معها كذا وكذا دون أن تصرح باسمها أو تشير إليها فتعرفها من خلال الإشارة، فبهذا تخرجون من أي إشكال من هذا الأمر. وأيضًا فلو اقتضى الأمر التعيين لمصلحة شرعية كدفع مفسدة ظاهرة من فساد ذات البين أو دفع محرم يخشى وقوعه فيجوز التعيين للحاجة لذلك، وقد ثبت في الصحيح أن هند بنت عتبة – رضي الله عنها – سألت النبي - صلى الله عليه وسلم – فقالت له: إنا أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني وولدي إلا ما أخذته منه وهو لا يعلم. فقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). فعينته وذكرته بوصف يدل على مذمة فيه للحاجة إلى ذلك، فهذا أمر لا يتردد بالجزم بجوازه عند الحاجة إليه ودلائل ذلك مبسوطة في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بل وتدل عليها عموم النصوص القرآنية وقواعد الشرع المطهر. والمقصود أن استشارتك زوجتك في أمورها ليس بالأمور المحرمة بالضوابط الشرعية التي لا تهتك ستر الناس ولا تفضحهم ولا تذكر أسرارهم وإنما يكون ذلك بطريق الإشارة والسؤال والاستيضاح ولا يعيَّن المذكور بشيء يسيئه إلا عند الحاجة الضرورية التي تضطرها إلى ذلك فهذا لا مانع منه ولا حرج، بل عليكما بالتواصي والتشاور في شؤونكم فإن هذا أقرب إلى داوم مودتكم وأقرب إلى الحفاظ على بيتكم وأبعد لكم وأسلم عن المشاكل التي قد تأتيكم من الاختلاط الاجتماعي والذي لا غنى لكم عنه - كما لا يخفى على نظرك الكريم – ومع هذا فابذل جهدك أيضًا في أن تنمي من ثقة زوجتك بنفسها، وأن تحاول أن تستشيرها أيضًا لتشعرها بتقدير رأيها واحترامك لوجهة نظرها لينمو في نفسها أيضًا الاعتماد على نفسها، فهذا أمر ينبغي سلوكه وينبغي أن تنميه في نفس زوجتك، والله يتولاكم برحمته ويرعاكم بكرمه. ونسأل اللهَ أن يزيدكم من فضله وأن يجعلكم أكثر حرصًا على اتباع طاعة الله عز وجل والعمل بمرضاته، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحب ويرضى. وبالله التوفيق.
__________________
|
#57
|
|||
|
|||
خطبت فتاة ثم فسخت الخطبة من قبلهم بدون سبب فهل هم ظلمة؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الجهيد، جعله الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة. مشكلتي أنني خطبت فتاة محجبة جميلة متدينة جدا حافظة لكتاب الله، ومن أسرة على قدر كبير من الصلاح والاستقامة نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله أبدا، واكتشفت بعد الخطوبة أنهم أغنياء أيضا وأنا من أسرة متوسطة شبة ميسورة ولله الحمد والفضل، ووعدناهم بالاستجابة لكل متطلبات ومستلزمات الزواج وتم الاتفاق على كل شيء، وقاموا جميعا بمعاينة شقة الزوجية ولم تعجب خطيبتي ووعدتها أنا بالبحث عن أخرى فورا، إلا أن والدها رفض وقال لي إن الشقة جيدة والإنسان يبدأ حياته صغيرا ثم يكبر وينمو مع الأيام ويأتيه الرزق والسعة من عند الله، وكان الرجل قمة في علمه وتواضعه وأخلاقه وفوق ذلك كان مقتنعا بي ويحبني ويحترمني جدا، دامت الخطبة أسابيع قليلة جدا، ثم فوجئت باتصال تليفوني من والدتها تخبر والدتي أن كل شيء نصيب وشاكرين لكم، وهكذا وبكل بساطة انتهى الموضوع وبدون أي أسباب، أنا لم أحاول الاتصال بهم مرة ثانية، على أساس أن الإنسان لديه كرامة وأن هؤلاء الناس ( غفر الله لهم ) يقولون لك لا نريدك، وبالتالي اتصالي يعتبر تطفلا عليهم، وانتهى الموضوع، ويشهد الله أنني لم أرتكب أي مخالفة معهم سواء أكانت دينية أو دنيوية، وكنت في الأيام القليلة التي قضيتها معهم مثالا لحسن الخلق والأمانة والأدب، لم يؤثر في هذا الموضوع كثيرا وقمت بخطبة فتاة أخرى رشحها أخي من أسرة فقيرة ولكن ذات دين وأخلاق حسنة، كنت أتوسم في فتاتي الجديدة الخير والالتزام وتزوجتها، وللأسف وجدتها عصبية جدا وسيئة الخلق حتى مع أهلها، لا تحافظ على صلواتها ولا تحترم وتقدر زوجها حتى بت أظن أنها تكره نفسها أيضا مع كمية الحقد والغيرة التي تملأ قلبها وتحكم تصرفاتها وسلوكها، وإلى الآن أن صابر عليها وأحاول أن أعالجها بما يرضي الله من وعظ وتذكير أحيانا ومن حب وحنان وإكرام أحيانا أخرى، وأتذكر على فترات متابعة فتاتي الأولى وأقول سامحكم الله، لماذا فسختم الخطبة والتي هي وعد بالزواج بدون أي سبب واضح ديني أو دنيوي معنويا أو ماديا، ـ قدر الله تعالى وما شاء فعل ـ ولله الحمد والفضل والمنة والثناء الحسن. والسؤال هل أنا أعتبر مظلوما في هذه الحالة؟ وهل أثاب على ما حدث معي، وجزاكم الله كل خير وجعلكم في عون إخوانكم المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ طاهر الشيخ حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فقبل الإجابة على سؤالك الكريم الذي ختمت به هذه الرسالة نود أن نهنئك تهنئة من صميم قلوبنا على هذا الموقف النبيل الذي قد قمت به، إنك شاب بحمد الله عز وجل تحترم نفسك وتقدر كرامتك، وأيضًا فأنت لم تحملك العزة على الإثم، فلا زلت تثني على والد مخطوبتك الأولى الثناء العطر الطيب، مما يدل على أن لديك الإنصاف بحمد الله ولديك حفظ المودة. وأيضًا فقد صنت كرامتك بعدم إلقاء نفسك على الناس وقد صرحوا لك بعدم الرغبة في إتمام الزواج، ولا ريب أن هذا القرار عادة لا يتم إلا بعد اتفاق الأسرة، نعم قد يكون هنالك بعض الخلافات بينهم ولكن القرار لا يصدر إلا باتفاق من ولي أمرها مع باقي الأسرة كما لا يخفى على نظرك الكريم. فقد أحسنت بأن سددت باب المشاكل بينك وبينهم وأبقيت ذكرًا حسنًا ومودة في الله عز وجل. ثم لك التهنئة الأخرى على هذا الموقف العظيم الذي جعلك تنظر لمصلحتك، فأنت لم تتشبث بهذه المخطوبة وتجلس واضعًا يدك على خدك كاسفًا حزينًا ولكنك بحثت عن صاحبة الخلق والدين لتعف نفسك ولتجد الزوجة الصالحة التي تقر عينك، وبحمد الله أن هذا قد تم وهأنت الآن صاحب زوجة ولله الحمد وسيأتي التعقيب على كلامك الذي أشرت إليه عن أخلاق زوجتك الكريمة. وأما عن سؤالك هل تعتبر مظلومًا لأن أهل المخطوبة قد ردوك بغير سبب ظاهر، فهذا لا يعتبر من الظلم المحرم لأن لوليِّ الفتاة أن يرد الخطبة على الخاطب حتى ولو لم يكن هنالك سبب ظاهر، فإن الخطبة مجرد مواعدة وإبداء الموافقة المبدئية، وليس هنالك عقد شرعي يلزمهم بذلك. وأيضًا فإن هنالك أمورًا نفسيًّا قد اعتبرها الشرع الكريم، فقد لا تميل الفتاة للخاطب من جهة الرغبة ومن جهة الميل النفسي، وهذا أمر معتد به حتى صرح النبي - صلوات الله وسلامه عليه - في حكمه الشريف العدل الكريم بأنه يجوز للمرأة أن تطلب فراق زوجها إذا ثبت لديها أنها تبغضه ولا تستطيع أن تعيش معه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صحابية كريمة جاءته لا تنقم على زوجها دينًا ولا خلقًا فسألت فراق زوجها لأنها تبغضه ولأنها تخشى على نفسها الوقوع فيما يغضب الله في التعامل معه، فأمرها صلوات الله وسلامه عليه أن تختلع منه، فأخذ الأئمة الفقهاء – عليهم جميعًا رحمة الله تعالى – من هذا أن الكراهة التي قد تكون في النفس من جهة الزوجة للزوج أنها تبيح لها مثل هذا الشأن في فراق زوجها، فكيف بالخطبة التي هي مجرد مواعدة، وليس هذا شرطًا في أن يكون هذا هو السبب ولكن هذا الكلام سيق لك ليبين لك أن الأمور النفسية لها اعتدادها في الشرع، فقد تكون الفتاة غير مرتاحة للزواج من هذا الخاطب، ليس لأمر يعود في منظره أو يعود في أخلاقه، بل قد يكون الأمر مجرد شعور داخلي لديها نظرًا لعدم الألفة أو ظن عدم التوافق وغير ذلك من الأسباب التي قد تكون لدى الفتاة، على أن ترك الخطبة أمر جائز لولي الفتاة إذا رأى مصلحتها في ذلك أو لها إن رأت مصلحتها تتحقق بهذا، فليس في هذا من ظلم ولله الحمد، ومع هذا فأنت مأجور على ما وقع لك وهذا هو جواب الشق الثاني من سؤالك لأن كل ما وقع لك هو من جملة الأمور المحزنة التي يؤجر عليها المؤمن، ولذلك ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما يصيب المسلم من نصب – أي تعب – ولا وصب – أي مرض – ولا هم ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ). فكل أذى يصيب المؤمن في بدنه أو في نفسه يؤجر عليه، ولا ريب أن مثل هذا يسبب لك حزنًا وهمًّا كما هو معلوم بحكم الطبيعة البشرية، فأنت مأجور مثاب - بحمد الله عز وجل – لاسيما وقد صبرت واحتسبت وصنت لسانك عن الوقوع في هؤلاء الناس لا كما يقع من بعضهم عندما يُرد فيبسط لسانه في مخطوبته وفي أهلها، فالحمد لله الذي صانك وعافاك وجعلك من المحسنين. ويبقى ها هنا الإشارة إلى استيائك من أخلاق زوجتك الكريمة، فيا أخي لابد أن تعلم أن هذه الزوجة التي هي الآن في بيتك ويجمعك معها سقف واحد إنما هي زوجتك التي جعل الله لك عليها الرعاية وجعلك قيمًا عليها، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}، فينبغي لك أن تنظر إلى هذه الزوجة على أنها هدية ساقها الله لك لكي تكون سببًا في زيادتها في الدين سببًا في إيمانها، سببًا في تحسين أخلاقها، ألا تكون داعية إلى الله جل وعلا؛ فأحق من بدأت بهم هم أهلك الأقربون، وها هي زوجتك من أهلك وهي أحق من أديت لها النصيحة وأحق من دللتها إلى طاعة الرحمن، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. وقال صلوات الله وسلامه عليه كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته) متفق على صحته. فينبغي أن تتودد إليها وأن تكون مثالاً للزوج الصالح الذي يروي زوجته حبًّا وحنانًا وفضلاً وسعة صدر وخلقًا، هذا عدا ودادك إليها وتقديم الهدايا اللطيفة إليها وإظهار الفرحة بها والسرور والبهجة بقربها، فإن كل هذا يجعلك تملك قلبها، فإذا ملكت قلبها سهل عليك أن تؤدي إليها أفضل الأخلاق وأفضل الإرشادات والنصائح فتجدها مستجيبة - بإذن الله عز وجل – آخذة بما وصلها من الحق، فاعتبر زوجتك غنيمة ساقها الله إليك، واصبر عليها يا أخي، وما تجده من تقصير من جهتها فهذا أمر قد يقع لكثيرًا من الناس، فحاول أن تأخذ الأمر برفق وهدوء وأن تجعل من هذه الزوجة بابًا يفتح لك إلى الجنة بدعوتها والصبر عليها وإيصال الحق لها وإظهار البشاشة في وجهها، وتذكر وصية نبيك الناصح الأمين - صلوات الله وسلامه عليه – الذي يقول: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي في سننه. والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين القائمين بما أمر الله تعالى على الوجه الذي يرضاه عنك وأن يجعلكم أهل بيت مؤمنين وأن يرزقكم الذرية الطيبة، وأهلاً وسهلاً بك وبالله التوفيق.
__________________
|
#58
|
|||
|
|||
زوجتي لا تتفهمني وتحب أن تخالفني
السؤال
كيف أتعامل مع زوجتي التي تتسرع في الحكم على الأشياء، ولا تقتنع بالجواب عندما يكون الموضوع يخص شيئا تريد فعله؟ كيف أجعلها تسمع كلامي؟ وعندما أكون أنا المخطىء فهي تقتنع بما تسمع من الغير، مثلاً صديقاتها. أما ما أقوله أنا دائما فلا يقنعها، وتقول لي أنت دائما مخالف للآخرين، ماذا أفعل معها كي تصبح صبورة ولا تتسرع في الحكم على الأشياء؟ مع العلم أنها بسرعة تكون متفائلة وبسرعة تصبح غير ذلك، لا تتقبّل مني أي نصيحة، بعض المرات يكون فيها نوع من الاكتئاب. أرجو الإجابة منكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ را ر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فهذا السؤال يبين بوضوح - بحمد الله عز وجل – أنك تحب زوجتك محبة عظيمة، فأنت تريد لها الخير وتحرص على أن توصله إليها، وأيضًا تريد كذلك أن يكون لك قدرك عندها، فأنت تريد منها أن تحترم رأيك وأن تقبل منك الصواب الذي ظهر لها، ولكن لاحظ ها هنا أن زوجتك الكريمة - حفظها الله تعالى ورعاها – لا ترد رأيك على أنه رأي صائب وهي تخالفه، ولكنها تظن أن هذا الرأي فيه نظر وأنه ليس هو الرأي الموافق للصواب، فهي حينئذ تتركه ليس عنادًا لك وليس استهجانًا لرأيك أو استخفافًا بك ولكنها تتركه لظنها أن الصواب في خلاف هذا الرأي، وهنالك أمور ينبغي أن تحرص على النظر إليها وتتأملها لتعينك على الإصلاح مع زوجتك، وهذا سيورد لك في أثناء خطوات الحل فلتنتقل إليها وإلى أولها وهي الخطوة الأعظم وهي: 1- الاستعانة بالله عز وجل؛ فإن هذه الزوجة – وإن كانت حبيبة غالية على قلبك وإن كنت أيضًا حبيبها الغالي على قلبها – إلا أنها لها كيانها ولها نفسها ولها أفكارها ولها مشيئتها التي سبقتك في بيت أهلها ومجتمعها، فأنت إذن تحتاج إلى أن تسأل الله جل وعلا أن يؤلف على الخير قلوبكم وأن يشرح صدوركم وأن يجعلكم أقرب إلى الوفاق وأبعد عن الخلاف؛ ولذلك نوصيك بهذا الدعاء العظيم الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم ارزقنا شكر نعمتك والثناء بها عليك واجعلنا قابلين لها وأتمها علينا)، وقد قال تعالى معلِّمًا عباده على لسان عباد الرحمن الذين هم خاصة الله وأولياؤه: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}.. والخطوة الثانية هي: 2- أن تحاول أن توطد من علاقتك بزوجتك وذلك بأن تظهر لها مظاهر المحبة والرحمة والمودة والعاطفة التي تشعرها بقربك منها، فإن لهذا تأثيره في النفس، فإن الحبيب أقرب إلى الاستجابة إلى رأي حبيبه وإلى تقديم كلامه على كلام غيره، لاسيما مع ظهور وجه الصواب في ذلك، ولو قدر أنه خالفه فسيخالفه برفق وهدوء دون أن يجرحه أو أن يرد ردًّا قاسيًا، فينبغي إذن أن تحرص على المعاملة الراقية الحسنة اللطيفة مع زوجتك، فها أنت تجعل لملاطفتها ومداعبتها ومغازلتها وقتًا، وتجعل كذلك للجد وقته، فإذا سردت عليها أمرًا وقع لك وكان فيه شيئًا من الجد سردته وأنت محافظ على هذه الجدية ليكون الأمر متوازنًا فلا تفرط في المزاح ولا تفرط في الجد بل تكون بين بين، فتكون العلاقة بينك وبين زوجك على أفضل أحوالها، وأيضًا تستفيد فائدة قوية - وهي الخطوة الثالثة - وهي: 3- وضع شخصيتك في المحل المناسب، فهذا الأسلوب يقوي من شخصيتك ويجعلها أكثر حضورًا، وهذا لا يقتضي العنف والقسوة في المعاملة، فإن كثيرًا من الرجال يخطئ في هذا خطئًا بيِّنا ويظن أن إظهار الرجولة إنما يكون بالقسوة والفظاظة وغير ذلك من الأعمال، وهذا في الحقيقة إنما يجلب البغض والتنافر ولا يجلب شخصية الرجل، ولكن الرجل الحق هو الذي يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم – فيكون لطيفًا كريمًا حسن العشرة ولكنه ينزل الأمور منازلها، فللجد وقته وللمزاح وقته ولإبرام الأمور المهمة وقتها وللتشاور وقته، فكل ذلك ينزل في منازله اللائقة به. والخطوة الرابعة هي: 4- إظهار التقدير لرأي زوجتك، فإذا أبدت رأيًّا حاول أن تنظر فيه وأن تنزله منزلة الإكرام والاحترام، ولو قدر أنك تريد أن ترد على رأيها في هذا الأمر فلترده بأدب ولطف كما هو شأنك إن شاء الله، فإن هذا أدعى أن تبادلك بنفس الأسلوب، فإن الإنسان مجبول على الإحسان لمن أحسن إليه فكيف بالزوجة مع زوجها! والخطوة الخامسة هي: 5- تجنب الجدال العقيم الذي لا طائل من ورائه؛ فإن كثرة الجدال تذهب الهيبة بل وتجعل غيبة الإنسان خفيف على النفس وحضوره ثقيلٌ عليها، فحاول ألا تتعود الجدال مع زوجتك في الأمور التي لا طائل من ورائها، وإن كان ولابد من النقاش فلتكن في الأمور المهمة التي يتناقش فيها الزوجان، ومن خير الأساليب التي تتبعها أن تسرد عليها بعض الأمور الحسنة المتفق عليها، وذلك كسرد الأحاديث النبوية – على صاحبها الصلاة والسلام – أو بعض المعلومات ذات الفائدة العالية التي تنفعكم في حياتكم العملية وفي دينكم ودنياكم، لاسيما إن مسكت ورقة ونظرت إليها وتكلمت من خلالها، فإن هذا أدعى للوفاق وأدعى للحصول على التعود على التوافق وعدم الخلاف، واصبر على زوجتك وعاملها بالحسنى وحاول أن تنمي من دينها ومن قربها من الله جل وعلا، فإن الزوجة الصالحة هي أفضل متاع الدنيا وأحسنه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم في صحيحه. فبحسن عنايتك بطاعة الله عز وجل في خاصة نفسك وكذلك بحثك زوجتك على البر والإحسان تكون قد حصلت خير الدنيا وخير الآخرة، مع التماس الأسباب التي أشرنا إليها، والله يتولاكم برحمته ويرعاكم بكرمه، ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يوفقكم لما يحب ويرضى وأن يصلح ذات بينكم وأن يجمع على الخير قلوبكم. وبالله التوفيق.
__________________
|
#59
|
|||
|
|||
هل حب الزوجة كثيراً يتغير بعد الدخلة؟
السؤال
أنا شاب منّ الله عليّ بالالتزام- والحمد الله- وعندما تخرجت من الجامعة فكرت على الفور في الزواج ورحب أبي بالفكرة، وبحثت عن الزوجة الصالحة، ووجدت فتاة فيها كل مميزات الالتزام فهي منتقبة وحافظة لكتاب الله وخلاقة، وتمت الخطوبة. وخلال فترة الخطوبة اكتشفت أن خطيبتي متسرعة جداً في قراراتها، وكثيرة المشاكل لدرجة عندما جاء يوم العقد حدث خلاف بين الأهل على بعض الأمور المادية. وفوجئت بهذه الفتاة الملتزمة تدخل بجراءة عجيبة وتنهي كل شيء وأنها تريد أثاثا فاخراً لايناسب اتفاقنا، وعرفت أنها تحب المادة جداً، وفسخت خطوبتي على ذلك، وبعدها بفترة بسيطة رشح لي الأهل فتاة أخرى، وكنت ممتنع في البداية لبعض الأسباب مثل: أنها كانت غير ملتزمة التزاماً كاملاً، و لها أخت ظابط في الجيش، وعائلتها على قدر التزام ديني لا يتناسب معي. وبالضغط من الأهل ذهبت لهذه الفتاة وتقدمت، وكانوا مرحبين جداً، وعندما اشترط بعض الأمور التي تخصني كأن ترتدي النقاب، ولن أفعل فرحا، ولن أدخل إلى بيتي التلفاز ونحو ذلك، وجدتهم بما فيهم الفتاة مرحبين جداً. واستخرت الله وتمت الخطبة، وبعدها بفترة بسيطة تم عقد الزواج، ووجدت الفتاة بعد العقد عليها فتاة ممتازة، ونمت بيننا علاقة الحب بسرعة، وأصبحت بيننا علاقة حب بلغت حد المعقول وهنا المشكلة هي: أنني أصبحت أحب زوجتي هذه بطريقة فعلا جنونية فهي شاغلة تفكيري طوال ال 24 ساعة، أفكر فيها أثناء الأكل، وأثناء الصلاة، وفي النوم،وأصبح هذا الحب يقتلني، وأنا أيضا في العمل لا أستطيع إلا في التفكير فيها، ولا أستطيع أن أتحكم في مشاعري التي زادت عن الحد أمام تلك الفتاة وبدأت أشعر أن الحياة بدونها لا تكون حياة. فهل هذا حب غير مرغوب فيه؟ وهل سيتغير بعد الدخلة؟ ، وهذا الحب أحسسني بأنني ضعيف فماذا أفعل؟ فهل من الطبيعي مثلاً عندما تغضب زوجتي من أمر معين أجد نفسي لا أستطيع الأكل ولا النوم، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل؟ وجزا كم الله خير الجزاء، ويعلم الله إني أحبكم في الله. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد إبراهيم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فقد ختمت رسالتك الكريمة بأنك تحبنا في الله، ونحن نرد عليك فنقول: أحبك الله الذي أحببتنا لأجله، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا جميعًا من المتحابين في جلاله وأن يجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى برفقة النبي - صلوات الله وسلامه عليه – وأن يثبتنا على الحق جميعاً وأن يجعلنا من عباد الله الصالحين.. آمين. وأول ما نبدأ به هو أننا نهنئك باسم الشبكة الإسلامية على هذا الزواج الكريم الذي تم فنقول لكما: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير، ونهنئك مرة أخرى على حرصك على الفتاة الصالحة صاحبة الدين وصاحبة الخلق، فالحمد لله الذي جعلك ممن يمتثل أمر النبي - صلى الله عليه وسلم – الذي حثنا على الظفر بالفتاة المؤمنة الصالحة؛ فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم في صحيحه. وأيضًا فلك تهنئة ثالثة على هذا التوفيق العظيم بهذه الفتاة التي قد أبدت كل هذا الالتزام وكل هذا الخير والفضل، ونسأل الله عز وجل أن يجمعكما في بيت الزوجية وأن يجمعكما زوجين متحابين وأن يرزقكما الذرية الصالحة. وأما عن هذه المسألة التي أشرت إليها فإنها ليست بمشكلة ولله الحمد، ولذلك عبرنا عنها بأنها مسألة، فهذا الذي يعرض لك هو أمر طبيعي وليس بشيء مستغرب، فإنك قد ملت إلى زوجتك الميل الفطري، فأنت لديك - بحمد الله عز وجل – الشعور الإنساني السوي الذي جُبل عليه كل إنسان سوي، فالإنسان بطبعه مليء بالمشاعر الكامنة في نفسه، ومن أعظم هذه المشاعر الميل إلى الزوج، فهو يجد فراغًا في نفسه في هذا الباب لا يشبعه إلا بأن يجتمع بزوجه الحبيب الذي إذا حصل بذل له مشاعره الفياضة، بذل له الحب والمودة الصادقة، بذل له الأحاسيس التي تعبر عن عميق حبه، فقد صادفت هذه الزوجة الصالحة قلبًا مليئاً بالمشاعر مليئًا بالأحاسيس فتمكنت منه، وهذا هو الذي يحصل عادة بين الزوجين المتحابين، ولذلك أرشدنا النبي - صلوات الله وسلامه عليه – إلى أن نجمع بين المحابين؛ كما قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لن تر للمتحابين مثل النكاح) أخرجه ابن ماجة في سننه. أي أن خير ما تقدمه للمتحابين المتوادين هو النكاح، وهذا - بحمد الله عز وجل – إنما تم لك بعد أن عقدت على زوجتك العقد الشرعي، فهو الحب الحقيقي، وهو الحب الذي يسكن القلب فيفيض عليه بالسكينة، ويغمره بالطمأنينة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، فلاحظ كيف عبَّر جل وعلا بالمودة والرحمة وعبر بالسكينة، وهذا هو الذي يحصل لك - بحمد الله عز وجل – فهذا التعلق ليس بالتعلق المذموم شرعًا وليس هو بالأمر الذي تلام عليه، بل إن هذا أمر طبيعي ولله الحمد، فلا ينبغي أن يحملك على القلق. ونبشرك أيضًا أنك بعد أن تجتمع بزوجتك سوف ترى أن هذا الشوق الشديد قد اعتدل ووصل إلى الفرحة باللقاء، فحينئذ تشعر ببرد الراحة في نفسك - بإذن الله عز وجل – بعد أن تلتقي بزوجتك الحبيبة الغالية على قلبك، فهذا أمر لا ينبغي أن تجزع منه، ولكن أيضًا ينبغي أن تحاول قدر الاستطاعة أن تضبط مشاعرك، فلا تبالغ في إظهارها، وفي نفس الوقت لا ينبغي لك كتمانها، بل اعتدل في هذا الأمر، فابذل مشاعرك الصادقة لزوجتك فإنها حلال عليك، عبر لها عن مشاعرك بألفاظ الحب، نادها بأحب الأسماء إليها وقل لها (يا حبيبتي)، واختر لها اسمًا لطيفًا تدللها به. فهذه كلها من الأمور المشروعة، بل إن هذا من العبادة العظيمة التي تتقرب بها إلى الله، فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إنك لن تنفقك نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجريت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك) متفق على صحته. ومع هذا فليكن لك أيضًا عناية بألا تظهر عليك هذه المشاعر لاسيما أمام الأغراب من الناس، بل حاول أن تضبط هذا الأمر وأن تعتدل فيه، ولا تكثر من ذكرها أمام أهلك، كذلك بل ينبغي أن تكون معتدلاً في هذا، فإن هذا ربما أوجب شيئًا من الظن أنك متعلق تعلقًا زائدًا، أو أوجب شيئًا من الحسد من بعض الناس الأغراب، فهذا أمر لابد أن تراعيه وأن تطمئن نفسك بأنك - بحمد الله عز وجل – على حالة عادية وأن الذي يقع لك يقع لزوجتك، ولكن ومع هذا فلتكن معتدلاً في إظهار هذه المحبة حتى يحصل التوازن في هذا الأمر، وقد أشرنا إلى كيفية هذا الاعتدال في أول الكلام. فعليك بالاطمئنان وهدوء النفس، ولا تقلق من هذا الأمر، ومع هذا فنود أن تحرص على استحضار معاني ذكر الله عندما تذكر ربك وعندما تصلي، فحاول أن تجمع نفسك على طاعة الله وأن تكون من الخاشعين في صلاتك وأن تكون مستحضرًا لمعاني ذكر الله عز وجل؛ فإن هذا يعينك كثيرًا على ضبط هذه الأمور واعتدالها، وعليك بالدعاء الصالح لك ولزوجتك. ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يجعلكم من عباده الصالحين وأن يقر أعينكم بالاجتماع في بيت الزوجية وأن يرزقكم الذرية الطيبة وأن يعينكم على طاعته. وبالله التوفيق.
__________________
|
#60
|
|||
|
|||
متزوج وهي أيضاً وعلاقتنا مستمرة .. ما العمل ؟
بسم الله الرحمن الرحيم أولاً اشكر حضرتك على الباب الجميل ده وعلى مساعدة الآخرين وأدخل في موضوعى.انا شاب عمرى 32 سنه متزوج ولى زوجة يتمناها أى إنسان جميلة ومؤدبه وطيبه وحنونة كل شئ فيها جمبل ورزقنى الله منها بطفلين من أجمل ما يكون وأنا أحبها واحترمها جدا وأعاملها بما يرضى الله ولكن مشكلتي يا سيدتي فى الحب الاول --الذي يطاردني حيث انننى منذ عشر سنوات كنت أحب إنسانه والجميع يعلم اهلها واهلى والجيران واتفقت معها ان أسافر لكي استطيع بناء مستقبلنا .
وما أن سافرت حتى اجبروها أهلها على الزواج من أخر بالقوة والضرب المهم طالت غربتي لمدة 5 سنوات لهذا السبب وبعد نزولي كانت هى أم لطفلين ولكنى فؤجت انها مازلت على العهد وكانت تتصل بى وطبعا حضرتك تعلمين أخلاق أهل القرية في بداية الموضوع كنت رافض تماما وقلت لها أنت ست متزوجة وأنا لا اقبل أن تفعل أختي مثل ما تفعلين المهم خطبت وسافرت بعد إصرار الأهل ولكن بعد سفرى ازداد الاتصال وكنت ارفض وابعد لمدة شهر ثم أرجع مرة أخرى المهم تزوجت فوجدتها تزورني بالهدايا . سافرت بعد الزواج الاتصالات زادت مشكلتي إنني حاليا في عذاب ضمير وخايف ربنا ينتقم منى وكل ما ابعد وأقول مش هكلمها أغيب شهرين واكلمها تانى المهم الموضوع كله لا يتعدى الكلام ولكنني أخاف الله وعاوز اقدر أنساها واقدر مكلمهاش ولا أرد على تلفوناتها علما بأنني خارج مصر رجاء ساعديني ملحوظة اقسم بالله الموضوع لا يتعدى الكلام عن الماضي وذكريات الحب القديم أرجو المساعدة وأنا احترمها جدا ورجاء محدش يفهما غلط علشان هي محترمه جدا. طائر جريح - مصر ليست المشكلة أن نفهمها خطأ أو صح لكن المشكلة هي في تفكيرك أنت ، فليس كل من يخطي من الأراذل المنحطين ، وهي لم تخطيء إلي الآن الخطأ الأكبر لكن الخوف كل الخوف من أن تمتد علاقتك بها وتطول فتسدا عليكما الحياة ، فتخسر هي زوجها وتخسر أنت زوجتك الجميلة وبيتك ، ثم لا يكون لكما معاًَ نصيب ، فلا أنت ولا هي رضيتما بقضاء الله وصبرتما عليه ، فلا تتوقعا من الله جزاء الصابرين ، هي أخطأت كونها تصرفت برعونة وطيش ودفعتها عاطفة المرأة للتشبث بك والعودة إليك من جديد ، لكنك خطأك أنت أكبر لأنك العاقل البعيد عن أهواء وعواطف النساء كان يجب عليك ردعها وكبح جماح نفسك والابتعاد عنها قدر المستطاع ليس لأجلها فقط بل لأجل زوجها البريء الذي لم يرتكب بحقها أية جريرة وجل ذنبه أنه طلب الزواج منها وتزوجها . أنت لا ترضي بهذا الوضع لأمك أو لأختك أو حتى لزوجتك فلماذا ترضاه لغيرهن ، فهل تري أفضل من الطريق المستقيم طرقاً أخري توصل إلي الهدف ، لماذا نقدم علي علاقة أنت تعرف مقدماً أن نهايتها فراق لا محالة ، لماذا تضيع وقتك فيما لا طائل منه كل مشوار في الدنيا وكل طريق نسير إليه في الحياة نعرف علام يوصل وإلي أين مطافه في النهاية ، لا أيد أن اكرر علي مسامعك كلام معروف وهي مصلحة بيتك ومصلحة أولادك ومصلحة هذه الزوجة الأخرى ، حيث إن اتصالك بها لن تجني منه غير الهوان والذلة ، فماذا لو لا قدر الله وانكشف أمركما هل لديك الحجة القوية والمنطق البليغ علي تبرير اتصالك بها . أعتقد أنك يجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة قبل أن تقرر ما الذي يجب عليك فعله ، فهل تنوي أن تصارح زوجتك بقصتك معها ، هل تنوي أن تطلق هذه المرأة من زوجها لتتزوجها ، هل لديك استعداد لأن تضحي بزوجتك من أجلها حال تم كل شيء في صالحك ، بعد أن تجيب علي هذه الأسئلة أعتقد أن الطريق أمامك سيكون واضحاً وستعرف القرار الصواب ، والرأي السليم ، وستعرف أن المسألة كلها ليست أكثر من حالة عارضة ونزوة لا تلبث أن تمر ليحل محلها الحب الحقيقي لزوجتك وأولادك ، انصح نفسك وأنقذها ، من براثن مؤامرة يحكها لك الشيطان ، ولتحصل علي أجر مضاعف ساعد هذه المرأة في أن تعود لزوجها انصحها وكن أميناً معها وأخبرها بعاقبة ما ينتظركما إن استمرت العلاقة بينكما ، ولا بأس من أن تنهرها كلما حاولت الاتصال بك سد في وجهها كل باب يمكنها أن تدخل منه إليك ، واقطع أنت علي نفسك كل سبيل لاتصالاتها ، واحتمي بحب زوجتك وإخلاصك لبيتك وخوفك من الله ، وذكرها بجزاء الصابرين وعذاب الخائنين وخسارتهم في الدنيا والآخرة .
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|