#46
|
||||
|
||||
(35) يَـــحــــيَـــــــى بْـــنُ سَـــعِـــيْـــــــدٍ الأَنْـــصَـــــــــارِيُّ هُـــــــوَ: يَحيَى بْنُ سَعِيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، أَبُو سَعِيْدٍ المَدَنِيُّ. القَاضِي، الإِمَامُ الحَافِظُ، الفَقِيهُ العَلاَّمَةُ، عَالِمُ المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ، وَتِلْمِيْذُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وقَاضِي الدَّوْلَتَيْنِ: الأُمَوِيَّة والعَبَّاسِيَّة. أَخَذَ الفِقْهَ والحَدِيثَ مِن: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ والسَّائِبِ بْنِ يَزِيْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بَكْرٍ وسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ وعُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِبْنِ العَوَّام وسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ الهِلاَلِيِّ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وأَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدِ الأَنْصَارِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ ونَافِعٍ العُمَرِيِّ والزُّهْرِيِّ والأَعرَجِ وأَبِي صَالِح السَّمَّان، وغَيْرِهِم الكَثِير. - وكَانَ مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ ومُتْقِنِيهِم. - وكَانَ قَاضِياً عَلَى المَدِينَة فِي أَيَّامِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ الأُمَوِيِّ. - وكَانَ قَاضِياً عَلَى الهَاشِميَّة -وهِي مَدِينَة بِقُربِ الكُوفَة- فِي زَمَنِ أبِي العّبَّاس السَّفَّاح وأبِي جّعفَر المَنصُور العَبَّاسِيَّيْنِ. - مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وعَدَالِتِهِ وتَوْثِيقِهِ. وأَخَذَ مِنْهُ العِلْمَ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: شُعبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ وحَمَّادُ بنُ زَيْدِ وإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدهَم وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وعَبْدُ الرَّحمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وعَبْدُ المَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ ومَالِكُ بْنُ أَنَسٍ واللَّيْثُ بْنُ سَعدٍ وعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وعَمْرُو بْنُ الحَارِثِ المِصْرِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقٍ ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ ومَروَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَارِيُّ ووُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ويَحيَى بْنُ أَيُّوبٍ المِصْرِيُّ ويَحيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان ويَزيدُ بْنُ هَارُونَ وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ البَصْرِيُّ وثَوْرُ بْنُ يَزِيدٍ الكَلاَعِيُّ وجَرِيْرُ بنُ حَازِمِ الأَزْدِيُّ وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الضَّبِّيُّ وحَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ الكُوْفِيُّ وزُهَيْر بنُ مُعَاوِيَةَ الجُعْفِيُّ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَزَارِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ السَّعْدِيُّ وسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ المَاجَشُوْنُ؛ وخَلْقٌ كَثِيرٌ جِداً غَيْرُهُم. ثَــنَـــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيـــهِ: - قَالَ سُفْيَانَ الثَّورِيُّ: أَدرَكتُ مِنَ الحُفَّاظِ ثَلاَثَةً: إِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي خَالِدٍ، وعَبْدَ المَلِكِ بنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، ويَحيَى بنَ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيَّ؛ وكَانَ يَحيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ. - وقَالَ جَرِيْرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَنْبَلَ مِنْ يَحيَى بنَ سَعِيْدٍ. - وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: قَدِمَ أَيُّوْبُ مِنَ المَدِيْنَةِ، فَقِيْلَ لَهُ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ خَلَّفتَ بِهَا؟ قَالَ: يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ. - وقَالَ يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانِ: يَحيَى مُقَدَّمٌ عَلَى الزُّهْرِيِّ. - وقَالَ وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَلَم أَلقَ بِهَا أَحَداً إِلاَّ وَأَنْتَ تَعرِفُ وَتُنكِرُ، غَيْرَ يَحيَى بنِ سَعِيْدٍ. - وقَالَ سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مُحَدِّثُو الحِجَازِ: ابْنُ شِهَابٍ، ويَحيَى بنُ سَعِيْدٍ، وابْنُ جُرَيْجٍ. - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: يَحيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ أَثْبَتُ النَّاسِ. ومِـــن أَقـــوَالَـــــهِ: - قَالَ يَحيَى: أَهْلُ العِلْمِ أَهْلُ وَسْعَةٍ، وَمَا بَرِحَ المُفْتُوْنَ يَخْتَلِفُوْنَ، فَيُحَلِّلُ هَذَا وَيُحَرِّمُ هَذَا، وَإِنَّ المَسْأَلَةَ لَتَرِدُ عَلَى أَحَدِهِم كَالجَبَلِ، فَإِذَا فَتَحَ لَهَا بَابَهَا، قَالَ: مَا أَهْوَنَ هَذِهِ. - وكَانَ يَقُوْلُ فِي مَجلِسِهِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. - وقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَشُكُّ فِي تَفْضِيْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ، إِنَّمَا كَانَ الاخْتِلاَفُ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ. قُلتُ (حاتم): لَم يَكُن هُنَالِكَ ثَمَّةُ إِخْتِلاَفٍ بَينَ الصَّحَابَةِ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُم) عَلَى تَفضِيلِ عُثْمَان عَلَى عَلِيٍّ (رَضِيَ اللهُ عَنهُما)، وحَتَّى لَو وُجِدَ اِخْتِلاَفٌ فَهُوَ يَسِيرٌ ولَيْسَ بِإِجمَاعٍ، ودَلِيلُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ وغَيْرُهُمَا... عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنهُما) قَالَ: "كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم". وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو سَعِيدٍ بِالهَاشِمِيَّةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (143 هـ).
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 13-07-2015 الساعة 03:27 AM |
#47
|
||||
|
||||
(36) أَبُـــو شُـــبْـــرُمَـــــةَ الــقَـــاضِـــــيُّ هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ شُبْرُمَةَ بنِ طُفَيْلِ بنِ حَسَّانٍ بْنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، قَاضِي الكُوْفَةِ. أَخَـذَ الـفِـقْــهَ والـحَـدِيــثَ مِــن: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ومِـن كِـبَـارِ الـتّـَابِـعـِيــنَ: أَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ وعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ وإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ وإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر والحَسَنِ البَصْرِيِّ وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ وسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ وأَبِي زُرْعَةَ البَجَلِيِّ. - كَانَ مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ الكُوفَةِ وجِلَّةِ مَشَايِخِهَا. - وكَانَ شَاعِراً، كَرِيْماً، جَوَاداً، مُمَدَّحاً. - وكَانَ فَطِناً لَبِيباً، سَرِيعَ البَدِيهَةِ، حَاضِرَ الذِّهْنِ. وأَخَـذَ مِـنْـهُ الـعِـلْـــمَ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ والحَسَنُ بنُ صَالِحٍ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ ووُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ وعَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ وعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ وشُعَيْبُ بنُ صَفْوَانَ، وخَلْقٌ سِوَاهُم. ثَـنَـــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ: - قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ كُوفِياً أَفْقَهَ مِن ابْنِ شُبْرُمَةَ. - وقَالَ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسرعَ جَوَاباً مِنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ. - وقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ رَجُلا عَرَبِيًّا حَسَنَ الخُلُقِ. - وقَالَ العِجلِيُّ: كَانَ عَفِيْفاً، صَارِماً، عَاقِلاً، خَيِّراً، يُشبِهُ النُّسَّاكَ. مِـن كَـلاَمِـــهِ: عَجبتُ لِلنَّاسِ يَحْتَمُوْنَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ، وَلاَ يَحتَمُوْنَ مِنَ الذُّنوبِ مَخَافَةَ النَّارِ!!! وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (144 هــ).
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 06-09-2014 الساعة 01:03 AM |
#48
|
||||
|
||||
(37) عَــمْـــرُو بْــنُ الـحَـــارِثِ الـمِـــصْـــــرِيُّ هُـــــوَ: عَمْرُو بنُ الحَارِثِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ، المَدَنِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ الثَّبْتُ، عَالِمُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، ومُفْتِيْهَا، مَعَ اللَّيْثِ بْنِ سَعدٍ. مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتِسْعِيْنَ (92 هــ). أَخَــذَ الــعِـــلْـــمَ مِــن: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وقَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، وعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، ويَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وحَبَّانَ بنِ وَاسِعٍ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، ودرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، ورَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، وزَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وسَعِيْدِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، وَعَامِرِ بنِ يَحْيَى المَعَافِرِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَن بنِ القَاسِمِ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ، وهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ؛، وغَيْرِهِم. - وكَانَ بَارِعاً فِي العِلْمِ، مَشْهُوراً بِهِ... فَكَانَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِه، فَيَرَى النَّاسَ صُفُوْفاً، يَسْأَلُوْنَهُ عَنِ القُرْآنِ، والحَدِيْثِ، والفِقْهِ، والشِّعرِ، والعَرَبِيَّةِ. وأَخَــذَ مِـنـــهُ الــعِــلْــمَ: صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ - وهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ - وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وأَسَنُّ - وَمَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَمُوْسَى بنُ أَعَيْنَ، وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرٍ؛، وخَلْقٌ كَثِيرٌ جِدّاً. ثَـنَــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ: - قَالَ رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ: لاَ يَزَالُ بِمِصرَ عِلْمٌ مَا دَامَ بِهَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ. - وقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعتُ مِن ثَلاَثِ مائَةِ شَيْخٍ وَسَبْعِيْنَ شَيْخاً، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحفَظَ مِنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قَد جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ يَحفَظُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ؛ ولَو بَقِيَ لَنَا، مَا احتَجنَا إِلَى مَالِكٍ. - وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرٌو أَحفَظَ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَم يَكُن لَهُ نَظِيْرٌ فِي الحِفظِ فِي زَمَانِهِ. - وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: كَانَ أَخطَبَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَأَبلَغَهم، وَأَرَوَاهُم لِلشِّعرِ. - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ قَارِئاً، فَقِيْهاً، مُفْتِياً، ثِقَةً. - وقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ قَارِئاً، مُفْتِياً، أَدِيْباً، فَصِيْحاً. مِـن كَــلاَمِـــهِ: الشَّرفُ شَرَفَانِ: شَرَفُ العِلْمِ، وشَرَفُ السُّلْطَانِ؛ وشَرَفُ العِلْمِ أَشْرَفُهُمَا. وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ، مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (148 هــ)؛ وقَد عَاشَ سِتًّا وخَمْسِيْنَ سَنَةً (56).
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 09-04-2016 الساعة 09:49 PM |
#49
|
||||
|
||||
(38) أَبُـــــو حَـــنِـــــيْـــــــفَـــــــــــةَ هُـــــوَ: النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ بنِ زُوْطَى، الفَارِسِيُّ الأَصْلِ، التَّيْمِيُّ بِالوَلاَءِ، الكُوْفِيُّ المَوْلِدِ والمَنْشَأ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، والمُعَظَّمُ فِي الآفَاقِ، إِمَامُ أَهْلِ الرَّأْيِّ، وإِمَامُ الحَنَفِيَّةِ، وأَحَدُ أَعلاَمِ فُقَهَاءِ المُسْلِمِينَ. فَأَمَّا زُوْطَى: فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ كَابُلَ، وكَانَ مَمْلُوْكاً لِبَنِي تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ، فَأُعتِقَ، فَوَلاَؤُهُ لَهُم. وأَمَّا ثَابِتٌ: فَقَد وُلِدَ عَلَى الإِسْلاَمِ، وذَهَبَ -وهُوَ شابٌ- إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ فِيْهِ وفِي ذُرِّيَتِه. مَــوْلِـــدُهُ: وُلدَ أَبُو حَنِيفَةَ بِالكُوْفَة، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ (80 هــ)، فِي نِهَايَةِ حَيَاةِ الصَّحَابَةِ، ورَأَى: أَنَسَ بنَ مَالِكٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الكُوْفَةَ، وَلَمْ يَثبُتْ لَهُ حَرفٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم؛ وعُنِيَ بِطَلَبِ الآثَارِ، وارتَحَلَ فِي ذَلِكَ، وأَمَّا الفِقْهُ والتَّدْقِيْقُ فِي الرَّأْيِ وغوَامِضِهِ، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى، والنَّاسُ عَلَيْهِ عِيَالٌ فِي ذَلِكَ. أَخَــذَ الـفِـقْــهَ والحَـدِيــثَ مِــنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، وعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بنِ نَافِعٍ، ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، والقَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، ومُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، والحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِيُّ، وعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام. وأَخَــذَ مِــنْـــهُ الـفِـقْــهَ والحَـدِيــثَ: أَئِمَّةٌ كُثُرٌ، مِنْهُم: ابْنُهُ؛ حَمَّادُ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ. وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ؛ وعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ المُقْرِئُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنَعَانِيُّ، وإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَهُشَيْمُ بنُ بَشِيرٍ، ووَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ، ويَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المِصْرِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ الفَقِيهُ، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ القَاضِي، وعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، والفَضْلُ بنُ مُوْسَى، والقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ العُرَنِيُّ، والقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، وقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وعَبْدُ الوَارِثِ التَّنُّوْرِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ القُرَشِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، والقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، ومُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ ودَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ،وجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ المَخْزُوْمِيُّ،؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ جِدّاً. صِــفَــتُـــهُ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ جَمِيْلاً، تَعلُوْهُ سُمْرَةٌ، جَهُورِيُّ الصَّوْتِ، حَسَنَ الهَيْئَةِ، كَثِيْرَ التَّعَطُّرِ، وَرِعاً، تَقِيّاً، هَيُوْباً، كَرِيماً فِي أَخْلاَقِهِ، جَوَاداً، طَوِيْلَ الصَّمْتِ، وَافِرَ العَقْلِ، لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ جَوَاباً، ولاَ يَخُوضُ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْهِ. عِـبَــادَتُـــهُ: - كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يُسَمَّى الوَتِد؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِه. - فَقَد صَلَّى العِشَاءَ والفَجْرِ بِوُضُوْءِ أَربَعِيْنَ سَنَةً!!! فَكَانَ لاَ يَنَامُ اللَّيلَ، وإِنَّمَا يُحْيِيهِ صَلاَةً، وتَضَرُّعاً، ودُعَاءً، وخَتَمَ القُرْآنَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ. - وقَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ!! - وقَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَه تَعَالَى: ((بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ. وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}. [القَمَرُ: 46]، ويَبْكِي، ويَتَضَرَّعُ إِلَى الفَجْرِ. وَرَعُــــهُ: - كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ إِذَا أَنفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً، تَصَدَّقَ بِمِثْلِهَا. - وقَد جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللهِ صَادِقاً أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِيْنَارٍ. - وقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْماً: اتَّقِ اللهَ. فَانْتَفَضَ، واصْفَرَّ، وأَطرَقَ، وقَالَ: جَزَاكَ اللهَ خَيْراً، مَا أَحوَجَ النَّاسَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُوْلُ لَهُم مِثْلَ هَذَا. - وقَد أَرَادَهُ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَة (أَمِيرُ العِرَاق) عَلَى القَضَاءِ، فَامْتَنَعَ أَبُو حَنِيْفَةَ وَرَعاً. - وأراده المَنْصُورُ العَبَّاسِيُّ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى القَضَاءِ بِبَغْدَادَ، فَأَبَى، فَحَلَفَ عَلَيْهِ لَيَفْعَلَنَّ، فَحَلِفَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنَّهُ لاَ يَفْعَلُ، فَحَبِسَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ. أَقْـــوَالُ الأَئِــمَّـــةِ الــعُــلَــمَـــاءِ فِــيـــهِ: - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: أَبُو حَنِيْفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ؛ ومَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَوقَرَ فِي مَجْلِسِهِ، ولاَ أَحْسَنَ سَمتاً وحِلْماً مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ. - وقَالَ القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ؛ ومَا جَلَسَ النَّاسُ إِلَى أَحَدٍ أَنْفَعَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَبِي حَنِيْفَةَ. - وقَالَ مَالِكٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ؛ وهُوَ رَجُلٌ لَوْ كُلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَباً، لَقَامَ بِحُجَّتِه. - وقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيْفَةَ. - وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا سَمِعنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيْفَةَ. - وقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ. - وقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ: حُبُّ أَبِي حَنِيْفَةَ مِنَ السُّنَّةِ. - وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيْفَةَ إِلاَّ حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ. - وقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كَلاَمُ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ، أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، لاَ يَعِيبُه إِلاَّ جَاهِلٌ. - وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ ثِقَةً، لاَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُه، ولاَ يُحَدِّثُ بِمَا لاَ يَحْفَظُ. - وقَالَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيْفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَرَجَحَ عَلَيْهِم. - وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا. ومِــنْ أَقْــوَالِـــهِ: - قَالَ: مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَى الرَّأْسِ والعَيْنِ، ومَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ، اخْتَرْنَا؛ ومَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُم رِجَالٌ ونَحْنُ رِجَالٌ. - وقَالَ: إِذَا ارْتَشَى القَاضِي، فَهُوَ مَعْزُوْلٌ، وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ. - وقَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ. وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ ومَائَةٍ (150 هــ)، وَلَهُ سَبْعُوْنَ (70) سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 09-04-2016 الساعة 09:47 PM |
#50
|
||||
|
||||
(39) ابْـــنُ جُـــرَيْـــــــج هُــــوَ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ جُرَيْجٍ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ، أَبُو خَالِدٍ المَكِّيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، شَيْخُ الحَرَمِ، وأَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِمَكَّةَ؛ وكَانَ مِن أَعلَمِ النَّاسِ بِعَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ. مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانِينَ (80 ه). طَـلَـبُـــهُ لِـلـعِـلـــم: - قَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: سَأَلْتُ الأَوْزَاعِيَّ، وَسَعِيْدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنَ جُرَيْجٍ: لِمَنْ طَلبتُمُ العِلْمَ؟ كُلُّهُم يَقُوْلُ: لِنَفْسِي. غَيْرَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، فَإِنَّهُ قَالَ: طَلبْتُهُ لِلنَّاسِ. - قَالَ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَتَيْتُ عَطَاءً، وَأَنَا أُرِيْدُ هَذَا الشَّأْنَ، وَعِنْدَه عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَيْرٍ: قَرَأْتَ القُرْآنَ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَاذهَبْ، فَاقْرَأْهُ، ثُمَّ اطلُبِ العِلْمَ. فَذَهَبتُ، فَغَبَرتُ زَمَاناً حَتَّى قَرَأْتُ القُرْآنَ، ثُمَّ جِئْتُ عَطَاءً وَعِنْدَه عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: قَرَأْتَ الفَرِيْضَةَ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَتعلَّمِ الفَرِيْضَةَ، ثُمَّ اطلُبِ العِلْمَ. قَالَ: فَطَلبتُ الفَرِيْضَةَ، ثُمَّ جِئْتُ. فَقَالَ: الآنَ فَاطلُبِ العِلْمَ. فَلَزِمتُ عَطَاءً سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. ثُمَّ جَالَستُ عَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ بَعْدَ مَا فَرَغتُ مِنْ عَطَاءٍ تِسْعَ سِنِيْنَ. - قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُوْلُ: مَا دَوَّنَ العِلْمَ تَدوِينِي أَحَدٌ. أَخَـذَ الـعِـلْــمَ مِـن: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ المَكِّيِّ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، ومُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، وإِسْمَاعِيْلِ بنِ مُحَمَّدِ سَعدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وأَيُّوب السِّخْتِيَانِيِّ، وجَعفَرِ بِنْ مَحُمَّدٍ الصَّادِقِ، وحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وحُمَيْدٍ الطَّوِيل، وزَيْدِ بْنِ أَسْلَم، وسَالِمِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ المَدَنِيِّ، وصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وصَفْوَانِ بْنِ سُلَيْمٍ، وطَاوُوس بْنِ كَيْسَانَ، وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وعَبْدِ اللهِ بنِ كَثِيْرِ الكِنَانِيِّ، وعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مَالِكٍ الجَزَرِيِّ، وعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ الأَسَدِيِّ، وعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ العُمَرِيِّ، ومُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ومَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ الجَزَرِيُّ، وهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وهِشَامِ بْنِ عُروَةَ، ويَحيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ العَبْدَرِيُّ؛، وغَيْرِهِم. وأَخَـذَ مِـنْــهُ الـعِـلْــمَ الأَئِـمَّــةُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وعَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَمْروٍ الأَوْزَاعِيُّ، ورَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، ويَحيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وأَبُو عَاصِم الضَّحَاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، والنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ووَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ، والوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ووَهِيبُ بْنُ خَالِدٍ، وأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، واللَّيْثُ بْنُ سَعدٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ إِدرِيسَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، وعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وعِيسَى بْنُ يُونُسَ، ومُحَمَّدُ بْنُ جَعفَرٍ غُنْدَرُ، ويَحيَى بْنُ أَيَّوب المِصْرِيُّ، ويَحيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، وثَوْر بْنُ يَزِيدَ الحِمْصِّيُّ، وجَعفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ المِصِّيصِييُّ، وحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم. ثَـنَــاءُ الأَئِـمَّــةُ عَـلَـيْــهِ: - قَالَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّان:كُنَّا نُسَمِّي كُتُبَ ابْنِ جُرَيْجٍ، كُتَبَ الأَمَانَةِ. - وقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنَ العُبَّادِ، كَانَ يَصُوْمُ الدَّهرَ، سِوَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ. - وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنَعَانِيُّ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، عَلِمتُ أَنَّهُ يَخشَى اللهَ؛ ومَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ صَلاَةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَقُوْلُوْنَ: أَخَذَ ابْنُ جُرَيْجٍ الصَّلاَةَ مِنْ عَطَاءٍ، وأَخَذَهَا عَطَاءٌ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وأَخَذَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. - وقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الحُسَيْنِ: مَا رَأَيْتُ خَلقاً مِنْ خَلقِ اللهِ، أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ جُرَيْج أَحَدَ أَوْعِيَةِ العِلْمِ. - وقَالَ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: ابْنُ جُرَيْجٍ، ثِقَـةٌ فِي كُلِّ مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الكِتَابِ. - وقَالَ ابْنُ المَدِينِيّ: لَم يَكُنْ فِي الأَرضِ أَحَدٌ أَعلَمَ بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. - وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الحَدِيثِ جِدًّا. - وقال أَبُو زُرعَةَ الرَّازِيُّ: ابْنُ جُرَيْجٍ مِن الأَئِمَّةِ. - وقَالَ ابْنُ حِبَّانٍ: مِن فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وقُرَّائِهِم ومُتْقِنِيهِم. - وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ حَافِظٌ. - وقَالَ قِوَامُ السُّنَّةِ: مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الحِجَازِ وقُرَّائِهِم ومُفْتِيهِم. وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ ابْنُ جَرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (150 ه)، وقَد عَاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً (70)؛ فَسِنُّه وسِنُّ أَبِي حَنِيْفَةَ وَاحِدٌ، ومَوْلِدُهُمَا وَمَوتُهمَا وَاحِدٌ!! رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.
__________________
|
#51
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا
__________________
كانت الدنيا حكمها عربى **** بكتاب الله اصدق الكتب
إن للحق رجال **** صدقوا الله تعالى |
#52
|
||||
|
||||
__________________
|
#53
|
||||
|
||||
(40) الأَوْزَاعِـــــــيُّ هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرِو بنِ يُحْمَدَ، أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ. الإِمَامُ القُدْوَةُ، الفَقِيهُ الحُجَّةُ، الحَافِظُ العَلَمُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ، وأَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ عِلْمًا وعَمَلاً. - هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِالشَّامِ، وكَانَ مَعَ بَرَاعَتِهِ فِي العِلْمِ، وتَقَدُّمِهِ فِي العَمَلِ، رَأْساً فِي التَّرَسُّلِ. مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وثَمَانِيْنَ (88 هـــ). - وكَانَ يَتِيْماً فَقِيْراً فِي حَجْرِ أُمِّهِ، تَنقُلُهُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، يَنْهَلُ مِن أَدَبِ وعِلْمِ عُلَمَائِهَا، حَتَّى عَجَزَتَ المُلُوْكُ أَنْ تُؤَدِّبَ نَفْسَهَا وأَوْلاَدَهَا أَدَبَ الأَوْزَاعِيِّ فِي نَفْسِهِ، فَمَا سُمِعْت مِنْهُ كَلِمَةٌ قَطُّ فَاضِلَةٌ إِلاَّ احْتَاجَ مُسْتَمِعُهَا إِلَى إِثْبَاتِهَا عَنْهُ! - وكَانَ لَهُ مَذْهَبٌ مُسْتَقِلٌّ مَشْهُوْرٌ، عَمِلَ بِهِ فُقَهَاءُ الشَّامِ مُدَّةً، وفُقَهَاءُ الأَنْدَلُسِ، ثُمَّ فَنِيَ. - وكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ بِالشَّامِ، مُعَظَّماً عِنْدَ أَهْلِهَا، فَقَد كَانَ أَمْرُهُ فِيهِم أَعَزَّ مِن أَمْرِ السُّلْطَان!! - وقَد أَجَابَ فِي سَبْعِيْنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فِقْهِيَّةٍ مِن حِفْظِهِ!! - ومَا رُئِيَ بَاكِياً قَطُّ، وَلاَ ضَاحِكاً حَتَّى تَبدُوَ نَوَاجِذُه، وَإِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ أَحْيَاناً، وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، وقُرْآناً، وبُكَاءً. - وأُرِيْدَ عَلَى القَضَاءِ فِي أَيَّامِ يَزِيْد بْنِ الوَلِيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ الأُمَوِيُّ، فَامْتَنَعَ. - مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وعَدَالَتِهِ وعِلْمِهِ. أَمْـــرُهُ بـالـمَــعـــرُوفِ: كَتَبَ الأَوْزَاعِيُّ إِلَى أَبِي جَعفَرٍ المَنْصُوْرُ (الخَلِيفَة العَبَّاسِيّ): "أَمَّا بَعْدُ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، وتوَاضَعْ، يَرْفَعْكَ اللهُ يَوْمَ يَضَعُ المُتَكَبِّرِيْنَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ، واعْلَمْ أَنَّ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَنْ تَزِيْدَ حَقَّ اللهِ عَلَيْكَ إِلاَّ عِظَماً، ولاَ طَاعَتَه إِلاَّ وُجُوباً". صَــدْعُـــهُ بِــالــحَـــقِّ: اجتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، والأَوْزَاعِيُّ، وعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ الثَّوْرِيُّ لِلأَوْزَاعِيِّ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَمْرٍو حَدِيْثَكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ، وقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ، جَلَسَ يَوْماً عَلَى سَرِيْرِه، وعَبَّأَ أَصْحَابَهُ أَربَعَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مَعَهُمُ السُّيُوفُ المُسَلَّلَةُ، وصِنْفٌ مَعَهُمُ الجَزَرَةُ (نوع من السلاح له فأس) وصِنْفٌ مَعَهُمُ الأَعمِدَةُ، وصِنْفٌ مَعَهُمُ الكَافِركُوبُ (المقرعة)، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ. فَلَمَّا صِرْتُ بِالبَابِ، أَنْزَلُونِي، وأَخَذَ اثْنَانِ بَعْضُدَيَّ، وأَدخَلُونِي بَيْنَ الصُّفُوفِ، حَتَّى أَقَامُوْنِي مُقَاماً يُسْمَعُ كَلاَمِي، فَسَلَّمتُ، فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟! قُلْتُ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ. قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟! فَسَأَلَ مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيْدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً، فَقُلْتُ: قَد كَانَ بَيْنَكَ وبَيْنَهُم عُهُودٌ. فَقَالَ: وَيْحَكَ! اجْعَلْنِي وإِيَّاهُم لاَ عَهْدَ بَيْنَنَا. فَأَجْهَشَتْ (فَزِعَت) نَفْسِي، وكَرِهَتِ القَتْلَ، فَذَكَرتُ مُقَامِي بَيْنَ يَدَيِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلَفَظْتُهَا، فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُم عَلَيْكَ حَرَامٌ. فَغَضِبَ، وانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! ولِمَ؟! قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ، ونَفْسٍ بِنَفْسٍ، وتَارِكٍ لِدِيْنِهِ». قَالَ: وَيْحَكَ! أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟! قُلْتُ: وكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَلَيْسَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟ قُلْتُ: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ، مَا حَكَّمَ الحَكَمَيْنِ. فَسَكَتَ، وقَدِ اجْتَمَعَ غَضَباً، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي تَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ! فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا. (أَشَارَ بِيَدِهِ لِحُرَّاسِهِ أَنْ أَخْرِجُوْهُ). فَخَرَجتُ، فَرَكِبتُ دَابَّتِي، فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ بَعِيْدٍ، إِذَا فَارِسٌ يَتْلُوْنِي، فَنَزَلتُ إِلَى الأَرْضِ، فَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَ لِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَكَبَّرْتُ، فَجَاءَ -وأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي- فَسَلَّمَ، وقَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيْرِ، فَخُذْهَا. فَأَخَذتُهَا، فَفَرَّقتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدخُلَ مَنْزِلِي. كَــرَامَــتُـــهُ: - قَالَ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيْسِيُّ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ مَلَكَينِ عَرَجَا بِي، وَأَوْقَفَانِي بَيْنَ يَدَي رَبِّ العِزَّةِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الَّذِي تَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ؟ فَقُلْتُ: بِعِزَّتِكَ أَنْتَ أَعْلَمُ. قَالَ: فَهَبَطَا بِي حَتَّى رَدَّانِي إِلَى مَكَانِي. - وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الأَوْزَاعِيِّ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ! أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ لاَ تُحَدِّثْ بِهِ مَا عِشْتُ: رَأَيتُ كَأَنَّهُ وُقِفَ بِي عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَأُخِذَ بِمِصْرَاعَي البَابِ، فَزَالَ عَنْ مَوْضِعِه، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يُعَالِجُوْنَ رَدَّهُ، فَرَدُّوْهُ، فَزَالَ، ثُمَّ أَعَادُوْهُ. فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! أَلاَ تُمْسِكُ مَعَنَا؟). فَجِئْتُ حَتَّى أُمْسِكَ مَعَهُم، حَتَّى رَدُّوْهُ. ثَــنَـــاءُ الأَئِــمَّـــةِ عَــلَـــيْـــــهِ: - كَانَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ مُعْجَباً بِهِ، ويَقُوْلُ عَنْهُ: مَا رَأَيتُ فِي هَذَا البَعْثِ أَهدَى مِنْ هَذَا الشَّابِّ! - وقَالَ أُمَيَّةُ بنُ يَزِيْدَ: كَانَ قَد جَمَعَ العِبَادَةَ والعِلْمَ والقَوْلَ بِالحَقِّ. - وقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ النَّاسَ فِي سَنَةِ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ يَقُوْلُوْنَ: الأَوْزَاعِيُّ اليَوْمَ عَالِمُ الأُمَّةِ. - وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ: الأَوْزَاعِيُّ هُوَ عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ. - ودَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ، فَلَمَّا خَرَجَا، قَالَ: أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْماً مِنْ صَاحِبِه، وَلاَ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ، وَالآخَرُ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ. (يَعنِي: الأَوْزَاعِيَّ لِلإِمَامَةِ). - وقَالَ مَالِكٌ: الأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ يُقتَدَى بِهِ. - وقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ الأَوْزَاعِيِّ، والثَّوْرِيِّ! فَأَمَّا الأَوْزَاعِيُّ فَكَانَ رَجُلَ عَامَّةٍ، وَأَمَّا الثَّوْرِيُّ فَكَانَ رَجُلَ خَاصَّةِ نَفْسِه، وَلَوْ خُيَّرتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، لاَختَرتُ لَهَا الأَوْزَاعِيَّ. (يُرِيْدُ: الخِلاَفَةَ). - وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: لَوْ قِيْلَ لِي: اخْتَرْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، لاَختَرتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، والأَوْزَاعِيَّ. ولَوْ قِيْلَ لِي: اخْتَرْ أَحَدَهُمَا، لاَختَرتُ الأَوْزَاعِيَّ؛ لأَنَّهُ أَرفَقُ الرَّجُلَينِ. - وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: إِنَّمَا النَّاسُ فِي زَمَانِهِم أَرْبَعَةٌ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ بِالبَصْرَةِ، وَالثَّوْرِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَمَالِكٌ بِالحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ. - وقَالَ صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَحْلَمَ ولاَ أَكْمَلَ ولاَ أَحْمَلَ فِيْمَا حَمَلَ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. - وقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: مَا كُنْتُ أَحْرِصُ عَلَى السَّمَاعِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، والأَوْزَاعِيُّ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! عَمَّنْ أَحْمِلُ العِلْمَ؟! قَالَ: (عَنْ هَذَا)، وأَشَارَ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ. - وقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ أَيْضاً: مَا رَأَيتُ أَكْثَرَ اجْتِهَاداً فِي العِبَادَةِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. - وقَالَ بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ: إِنَّا لَنَمْتَحِنُ النَّاسَ بِالأَوْزَاعِيِّ، فَمَنْ ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ عَرَفْنَا أَنَّه صَاحِبَ سُنَّةٍ. - وقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْرَعَ رُجُوعًا إِلَى الحَقِّ مِنْهُ. - وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ: لاَ أَعلَمُ أَحَداً كَانَ أَنْصَحَ لِلأُمَّةِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. - وقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَشْبَهَ فِقْهُهُ بِحَدِيْثِهِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ. - وقَالَ الخُرَيْبِيُّ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ. - وقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: إِذَا اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، والأَوْزَاعِيُّ، ومَالِكٌ عَلَى أَمرٍ فَهُوَ سُنَّةٌ. - وقَالَ الفَلاَّسُ: الأَوْزَاعِيُّ، ثَبْتٌ. - وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، مِن خِيَارِ المُسْلِمِينَ. - وقَالَ ابنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، خَيِّراً، فَاضِلاً، مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ العِلْمِ والحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، حُجَّةً. - وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِمَامٌ مُتَّبَعٌ. - وقَالَ النَّسَائِيُّ: إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ وفَقِيهِهِم. - وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ فَقِيْهَ أَهْلِ الشَّامِ، وكَانَتْ صَنْعَتُهُ الكِتَابَةَ، والتَّرسُّلَ، ورَسَائِلُه تُؤْثَرُ. - وقَالَ يَعقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ. - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَحَدُ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا فِقْهاً وعِلْماً ووَرَعاً وحِفْظاً وفَضْلاً وعِبَادَةً وضَبْطاً مَعَ زَهَادَةٍ. - وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ. - وقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ فِي الحَدِيثِ والفِقْهِ. - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، حَافِظٌ، فَقِيهٌ، زَاهِدٌ. - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، جَلِيلٌ، فَقِيهٌ. ومِــن أَقْــوَالِــــهِ: - قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَنْ أَطَال قِيَامَ اللَّيْلِ، هَوَّنَ اللهُ عَلَيْهِ وُقُوفَ يَوْمِ القِيَامَةِ. - وقَالَ: عَلَيْك بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بِالقَوْلِ، فَإِنَّ الأَمْرَ يَنجَلِي، وَأَنْتَ عَلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ. - وقَالَ: لاَ تَذْكُرْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ إِلاَّ بِخَيْرٍ؛ فَالعِلْمُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَمْ يَجِئْ عَنْهُم، فَلَيْسَ بِعِلْمٍ. - وقَالَ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- إِلاَّ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ. - وقَالَ: كُنَّا والتَّابِعُوْنَ مُتَوَافِرُوْنَ، نَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ فَوْقَ عَرْشِه، وَنُؤمِنُ بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ. - وقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ شَرّاً، فَتَحَ عَلَيْهِمُ الجَدَلَ، ومَنَعهُمُ العَمَلَ. - وقَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ يَقُوْلُ قَلِيْلاً، ويَعمَلُ كَثِيْراً، وإِنَّ المُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ كَثِيْراً، ويَعْمَلُ قَلِيْلاً. - وقَالَ: مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً، إِلاَّ سُلِبَ الوَرَعَ. - وقَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلإِمَامِ أَنْ يَخُصَّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ، فَإِنْ فَعَلَ، فَقَد خَانَهُم. - وقَالَ: كَانَ هَذَا العِلْمُ كَرِيْماً، يَتَلاَقَاهُ الرِّجَالُ بَيْنَهُم، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الكُتُبِ، دَخَلَ فِيْهِ غَيْرُ أَهْلِهِ. - وسُئِلَ عَنِ الخُشُوْعِ فِي الصَّلاَةِ؟! فَقَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَخَفْضُ الجَنَاحِ، وَلِيْنُ القَلْبِ، وَهُوَ الحُزْنُ، الخَوْفُ. - وسُئِلَ: مَن الأَبْلَهُ؟ قَالَ: العَمِيُّ عَنِ الشَّرِّ، البَصِيْرُ بِالخَيْرِ. - وقَالَ: مَا أَخطَأَتْ يَدُ الحَاصِدِ، أَوْ جَنَتْ يَدُ القَاطِفِ، فَلَيْسَ لِصَاحِبِ الزَّرْعِ عَلَيْهِ سَبِيْلٌ، إِنَّمَا هُوَ لِلمَارَّةِ وابْنِ السَّبِيْلِ. - وقَالَ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ المَوْتِ، كَفَاهُ اليَسِيْرُ، ومَنْ عَرَفَ أَنَّ مَنْطِقَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلاَمُهُ. - ووَعَظَ مَرّةً، فَقَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ: "أَيُّهَا النَّاسُ! تَقَوَّوْا بِهَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي أَصْبَحتُم فِيْهَا عَلَى الهَرَبِ مِنْ نَارِ اللهِ المُوْقَدَةِ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ، فَإِنَّكُم فِي دَارٍ، الثَّوَاءُ فِيْهَا قَلِيْلٌ، وأَنْتُم مُرْتَحِلُوْنَ وخَلاَئِفُ بَعْدَ القُرُوْنِ، الَّذِيْنَ اسْتَقَالُوا مِنَ الدُّنْيَا زَهْرَتَهَا، كَانُوا أَطوَلَ مِنْكُم أَعمَاراً، وأَجَدَّ أَجسَاماً، وأَعْظَمَ آثَاراً، فَجَدَّدُوا الجِبَالَ، وجَابُوا الصُّخُورَ، ونَقَّبُوا فِي البِلاَدِ، مُؤَيَّدِيْنَ بِبَطشٍ شَدِيْدٍ، وأَجسَامٍ كَالعِمَادِ، فَمَا لَبِثَتِ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي أَنْ طَوَتْ مُدَّتَهُم، وعَفَّتْ آثَارَهُم، وأَخْوَتْ مَنَازِلَهُم، وأَنْسَتْ ذِكْرَهُم، فَمَا تُحِسُّ مِنْهُم مِنْ أَحَدٍ، وَلاَ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً، كَانُوا بِلَهوِ الأَمَلِ آمِنِيْنَ، ولِمِيْقَاتِ يَوْمٍ غَافِلِيْنَ، ولِصَبَاحِ قَوْمٍ نَادِمِيْنَ، ثُمَّ إِنَّكُم قَدْ عَلِمْتُم مَا نَزَلَ بِسَاحْتِهِم بَيَاتاً مِنْ عُقُوبَةِ اللهِ، فَأَصْبَحَ كَثِيْرٌ مِنْهُم فِي دِيَارِهِم جَاثِمِيْنَ، وأَصْبَحَ البَاقُوْنَ يَنْظُرُوْنَ فِي آثَارِ نِقَمِهِ، وزَوَالِ نِعَمِهِ، ومَسَاكِنَ خَاوِيَةً، فِيْهَا آيَةٌ لِلَّذِيْنَ يَخَافُوْنَ العَذَابَ الأَلِيمَ، وعِبْرَةٌ لِمَنْ يَخشَى، وأَصْبَحتُم فِي أَجَلٍ مَنْقُوْصٍ، ودُنْيَا مَقْبُوْضَةٍ، فِي زَمَانٍ قَدْ وَلَّى عَفْوُهُ، وذَهَبَ رَخَاؤُهُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ حُمَةُ شَرٍّ، وصُبَابَةُ كَدَرٍ، وأَهَاوِيلُ غِيَرٍ، وأَرْسَالُ فِتَنٍ، ورُذَالَةُ خَلَفٍ". وَفَــاتُـــهُ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَجَاءهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ رَيْحَانَةً مِنَ المَغْرِبِ رُفِعَتْ. قَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ، فَقَدْ مَاتَ الأَوْزَاعِيُّ. فَكَتَبُوا ذَلِكَ، فَوُجِدَ كَذَلِكَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ. تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (157 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 13-07-2015 الساعة 03:25 AM |
#54
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#55
|
||||
|
||||
بارك الله فيك يا هندسة اقتباس:
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعليكم السلام ورحمة وبركاته
__________________
|
#56
|
|||
|
|||
مجهود متميز ,, جزاك الله خيرًا
|
#57
|
||||
|
||||
__________________
|
#58
|
||||
|
||||
(41) أَبُــو زُرْعَــــةَ الــتُّـــجِــــيْـــــبــِـــــيُّ هُـــــوَ: حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحِ بنِ صَفْوَانَ التُّجِيْبِيُّ، ثم المِصْرِيُّ. الإِمَامُ الفَقِيْهُ، الرَّبَّانِيُّ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، شَيْخُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. أَخَذَ العِلْمَ مِنْ: يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، ورَبِيْعَةَ القَصِيْرِ، وعُقْبَةَ بنِ مُسْلِمٍ، وأَبِي يُوْنُسَ سُلَيْمِ بنِ جُبَيْرٍ؛، وعِدَّةٍ. - وقَدْ عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ مِصْرَ فَأَبَى! وأَخَذَ مِنْهُ العِلْمَ: ابْنُ المُبَارَكِ، وابْنُ وَهْبٍ، والمُقْرِئُ، وأَبُو عَاصِمٍ، وهَانِئُ بنُ المُتَوَكِّلِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى البُرُلُّسِيُّ؛، وآخَرُوْنَ. ثَــنَـــاءُ الأَئِـمَّــةِ فِـيـــهِ: - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: وُصِفَ لِي حَيْوَةُ، فَكَانَتْ رُؤْيتُه أَكْثَرَ مِنْ صِفَتِه. - وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشَدَّ اسْتِخفَاءً بِعَمَلِهِ مِنْ حَيْوَةَ، وكَانَ يُعْرَفُ بِالإِجَابَةِ. (يَعنِي: فِي الدُّعَاءِ) - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ. - وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُو حَاتِمٍ، وابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، ومَسْلَمَةٌ: ثِـقَــةٌ. - وقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُونُسَ: كَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وفَضْلٌ. - وقَالَ الفَسَوِيُّ: شَرِيْفٌ، عَدْلٌ، ثِقَةٌ، رَضِيٌّ. - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ، وكَانَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ؛ يُقَالُ: إِنَّ الحَصَاةَ كَانَتْ تَتَحَوّلُ فِي يَدِهِ تَمْرَةً بِدُعَائِهِ! - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: فَقِيْهُ مِصْرَ، وزَاهِدُهَا، ومُحَدِّثُهَا. - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، فَقِيْهٌ، زَاهِدٌ. - وقَالَ السُّيُوطِيُّ: الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، أَحَدُ الزُّهَّادِ والعُلَمَاءِ السَّادَةِ. ومِـن كَـرَامَـتِـــهِ: - قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ حَيْوَةُ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ فِي السَّنَةِ سِتِّيْنَ دِيْنَاراً، فَلَمْ يَطْلعْ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَتَصَدَّقَ بِهَا، ثُمَّ يَجِيْءَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَيَجِدَهَا تَحْتَ فِرَاشِه! وبَلغَ ذَلِكَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، فَأَخَذَ عَطَاءهُ، فَتَصَدَّقَ بِهِ كُلَّهِ، وجَاءَ إِلَى تَحْتِ فِرَاشِه، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً. فَشَكَا إِلَى حَيْوَةَ، فَقَالَ: أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِيْنٍ، وأَنْتَ أَعْطَيْتَه تَجرِبَةً. - وقَالَ خَالِدٌ الفَزْرِ: كَانَ حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ مِنَ البَكَّائِينَ، وكَانَ ضَيِّقَ الحَالِ جِدّاً (يَعْنِي: فَقِيْراً مِسْكِيْناً)، فَجَلَسْتُ وهُوَ مُتَخَلٍّ يَدْعُو، فَقُلْتُ: لَوْ دَعَوتَ اللهَ أَنْ يُوْسِعَ عَلَيْكَ؟! فَالْتَفَتَ يَمِيْناً وَشِمَالاً، فَلَمْ يَرَ أَحَداً، فَأَخَذَ حَصَاةً، فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ، فَإِذَا هِيَ تِبرَةٌ فِي كَفِّي، واللهِ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا، وقَالَ: مَا خَيْرٌ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِلآخِرَةِ؛ ثُمَّ قَالَ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصلِحُ عِبَادَه. فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ؟! قَالَ: اسْتَنْفِقْهَا. فَهِبْتُهُ -واللهِ- أَنْ أَرُدَّهَا. وَفَــاتُـــهُ: تُوُفِّيَ حَيْوَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (158 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________
|
#59
|
||||
|
||||
شكرا لك مستر حاتم على هذه المغلومات القيمة
متابع مع حضرتك دائما جزاك الله خيرا و بارك الله فيك |
#60
|
||||
|
||||
اقتباس:
دائمًا أتشرّف وأسعد بتواجد حضرتك بمواضيعي أستاذ/ أيمن فشكرًا جزيلاً لمرور ومتابعة حضرتك جزاكم الله خيرًا أستاذنا الكريم
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|