|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أيام بآلاف الأيام من الأعمال الصالحةالعشرمن ذى الحجه
إن من عظيم فضل الله وكرمه أن جعل لعباده الصالحين اياما مباركه يستكثرون فيها من الخيرات والعمل الصالح، ومن هذه الايام العشر الاوائل من ذي الحجة. هذه الايام فاضلة، وليال مباركة، جعلها الله موسمًا للخيرات، فيها تضاعف الحسنات، وتمحى السيئات، وتتنزل الرحمات، وتجاب الدعوات، فالسعيد من تعرَّض لهذه النفحات، واغتنم فيها الأوقات، واشتغل فيها بالصالحات.روى البخاري رحمه الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"؛ يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء". وروى الإمام أحمد رحمه الله، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ، قال: "ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". وروى ابن حبان رحمه الله في صحيحه، عن جابر ، عن النبي ،، قال: "أفضل الأيام يوم عرفة". [IMG][/IMG] وروى مسلم رحمه الله، عن أبي قتادة، عن النبي ، قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده" قد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة، منها: 1- قال تعالى: {وَالْفَجْرِ(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} . قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم". 2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «مَا الْعَمَلُ فِى أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِى هَذِهِ. قالوا: ولا الجهاد. قال: وَلاَ الْجِهَادُ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَىْءٍ». (رواه البخاري). 3- قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} . قال ابن عباس وابن كثير: يعني "أيام العشر". 4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «ما من أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». (رواه الطبراني في المعجم الكبير). 5- كان سعيد بن جبير -رحمه الله- إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يَقْدِرُ عليه. (الدارمي). 6- قال ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشرذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره". الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل؛ فإنّها من أفضل القربات. روى ثوبان قال: سمعت رسول الله يقول: «عليك بكثرة السجود لله؛ فإنّك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة». (رواه مسلم). وهذا في كل وقت. 2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنبدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي قالت: «كان النبي يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر». (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم). وقال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: إنه مستحب استحبابًا شديدًا. 3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: «فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد» صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة، لما ثبت عنه أنّه قال عن صوم يوم عرفة: «أحتسبُ على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده». (رواه مسلم). وقد دلت الأحاديث السابقة على أن العمل الصالح في عشر ذي الحجة أحب إلى الله، وأفضل عنده من العمل نفسه لو عُمل في غيرها من الأيام، وأن العبادة فيها أزكى عند الله وأعظم أجرًا من العبادة نفسها لو فُعلت في غيرها من أيام العام. فإذا تصدقت في هذه العشر، فإنه أعظم أجرًا وأحب إلى الله من التصدق في شهر شعبان أو رمضان أو شوال، أو غيرها، وإذا صليت ركعتين في هذه العشر فإنهما أحب إلى الله من ركعتين مثلهما تصليهما في غير هذه العشر. وعلى ذلك فقِسْ بقية الأعمال. أقوال وأحوال السلف الصالح في هذه الأيام: - كان سعيد بن جبير رضى الله عنه إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه، أي: يجتهدون اجتهادًا عظيمًا لا يستطيع أحدٌ أن يلحق بهم بهذا الاجتهاد في تلك الأيام، وروي عنه أنه قال: (لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر)، تعجبه العبادة. - وجاء أن السلف رضي الله عنهم كانوا يعظمون (ثلاث عشرات) عشر رمضان الأخير، وعشر ذي الحجة الأول، وعشر المحرم الأول. وكانوا يعدون عمل اليوم فيه بأعمال أيامٍ كثيرة كما ذُكِر عن بعضهم، يعني: هذه الأيام بآلاف الأيام من الأعمال الصالحة. سُئل ابن تيمية رحمه الله تعالى، عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فقال: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة. قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيًا كافيًا، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وفيها: يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم التروية. وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر.فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة. - قال ابن رجب -رحمه الله-: إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيها وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيرها وإن كان فاضلاً، ومعنى ذلك: أن العمل المفضول الذي رتبته أقل يمكن أن يصبح هو الأفضل عندما يؤدى في هذه الأيام؛ لعموم فضيلتها، وعظمة فضيلتها، وتأكيد هذا التفضيل بالمقارنة بالجهاد. منقول آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 02-09-2016 الساعة 02:58 PM |
العلامات المرجعية |
|
|