اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 31-10-2008, 01:35 AM
الصورة الرمزية اوركيديا
اوركيديا اوركيديا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,176
معدل تقييم المستوى: 19
اوركيديا is on a distinguished road
افتراضي


جميله قوى يا بت يا ايمى
تحفه بجد
و متابعه معاكى بس بلاش ضرب

يللا فى رعايه الله
__________________

In God's care
HaPpiLy eVeR aFtEr
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 31-10-2008, 02:40 AM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بورسعيدى مشاهدة المشاركة
ايه ده ؟؟؟

فين التعيين

والله انا داخل مخصوص هنا علشان خاطر الحلقة الجديدة

وبعدين بقااا
مع اني مش فاهمة حضرتك تقصد بكلمة التعيين
بس لو حضرتك تقصد الحلقة الجديده انا نزلتهاقبل مارد على حضرتك
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 31-10-2008, 02:42 AM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asdat مشاهدة المشاركة
جميله قوى يا بت يا ايمى

تحفه بجد
و متابعه معاكى بس بلاش ضرب


يللا فى رعايه الله
لا يالو
انتي مش هتتضربي
بس في واحدة ليها معايا تلات ايام مش يوم واحد بس

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 31-10-2008, 06:32 AM
الصورة الرمزية بورسعيدى
بورسعيدى بورسعيدى غير متواجد حالياً
عضو له إمتياز خاص ( أسد المنتدى العجوز )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
العمر: 56
المشاركات: 5,808
معدل تقييم المستوى: 0
بورسعيدى is an unknown quantity at this point
افتراضي

آسف انا ماكنت عملت تحديث للصفحة

الحلقة دى قويه جدا

وهاتغير اكيد مجريات الامور

يعنى وليد اصبح قاتل بدل ما يطلع رجل اعمل

الحكاية عمالة تتلخبط

وانا مش عارف والله كاتب القصة ناوى يعمل فينا ايه بالظبط

لكن انا معجب جدا باسلوبة فى سرد احداث القصة


ايوه انا اقصد بالتعيين يعنى الجرعة اليومية
__________________
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 31-10-2008, 02:15 PM
الصورة الرمزية Dr.diamond
Dr.diamond Dr.diamond غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: May 2008
العمر: 33
المشاركات: 807
معدل تقييم المستوى: 17
Dr.diamond is on a distinguished road
افتراضي

ارجوكى الحلقه اللى بعديها ضرورى


القصه بدات تاخد منحنيات صعبه اوى
__________________
رد مع اقتباس
  #51  
قديم 31-10-2008, 05:15 PM
الصورة الرمزية msamido
msamido msamido غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
العمر: 38
المشاركات: 2,701
معدل تقييم المستوى: 0
msamido is an unknown quantity at this point
افتراضي

التعيين مصطلح جيشى يعنى حصة الأكل اليومية
وبالنسبة لنا هنا الحلقة اليومية

بالنسبة بقى للقصة
الموضوع بدأ يطلع بره إطار المألوف وده أجمل ما فيها
وزى ما قال الإستاذ بورسعيدى الكاتب اسلوبة روعه فى سرد الأحداث
هتودينا على فين يا رغد.
.
.
__________________
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 31-10-2008, 05:44 PM
الصورة الرمزية CoMMaNdo
CoMMaNdo CoMMaNdo غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: May 2008
العمر: 33
المشاركات: 797
معدل تقييم المستوى: 17
CoMMaNdo is on a distinguished road
افتراضي

الله ينور يا بنت الاسلام
قصه اكتر من رائعه
متابعها ومنتظرين الباقى
__________________

تعبان بجد لو فيه حد لسه بيحبنى ياريت يدعيلى ان ربنا يهدينى
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 31-10-2008, 05:48 PM
Sharp Nails Sharp Nails غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 3,405
معدل تقييم المستوى: 0
Sharp Nails is an unknown quantity at this point
افتراضي

جميلة اوى ياايمى
كملى ياجميل وانا معاكى
تسلم ايدك
__________________
laugh at the time when people wait ur tears
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 31-10-2008, 07:01 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بورسعيدى مشاهدة المشاركة
آسف انا ماكنت عملت تحديث للصفحة

الحلقة دى قويه جدا

وهاتغير اكيد مجريات الامور

يعنى وليد اصبح قاتل بدل ما يطلع رجل اعمل

الحكاية عمالة تتلخبط

وانا مش عارف والله كاتب القصة ناوى يعمل فينا ايه بالظبط

لكن انا معجب جدا باسلوبة فى سرد احداث القصة


ايوه انا اقصد بالتعيين يعنى الجرعة اليومية
لولا انا انا اللي منزلة القصة كنت حرقتها
اصل انا بحب اوي احرق القصص للناس
بس في مفاجأت غريبة هتحصل
شكرا لمتابعتك يااستاذ بورسعيدي
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 31-10-2008, 07:04 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr.juliut مشاهدة المشاركة
ارجوكى الحلقه اللى بعديها ضرورى


القصه بدات تاخد منحنيات صعبه اوى
هنزلها ناو
منورة ياقمر
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 31-10-2008, 07:07 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamido مشاهدة المشاركة
التعيين مصطلح جيشى يعنى حصة الأكل اليومية
وبالنسبة لنا هنا الحلقة اليومية

بالنسبة بقى للقصة
الموضوع بدأ يطلع بره إطار المألوف وده أجمل ما فيها
وزى ما قال الإستاذ بورسعيدى الكاتب اسلوبة روعه فى سرد الأحداث
هتودينا على فين يا رغد.
.
.
معلش اصل انا لسة مدخلتش الجيش
لما ادخل هعرف
نورت تاني ياماسميدو
دانا قولت انك زهقت من القصة
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 31-10-2008, 07:10 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mcommando مشاهدة المشاركة
الله ينور يا بنت الاسلام
قصه اكتر من رائعه
متابعها ومنتظرين الباقى
شكرا لمتابعتك يامحمد
نورتنا
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 31-10-2008, 07:12 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alias&buffy مشاهدة المشاركة
جميلة اوى ياايمى
كملى ياجميل وانا معاكى
تسلم ايدك
كويس انها عجبتك يانسوم
كملي بأه
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 31-10-2008, 07:16 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 19
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي الحلقة السادسة


الحلقةالسادسة










وقفت جامدا في مكاني ، و أنا أراقب عمّار يترنح ، ثم يهوي ، و تسكن حركاته ...
كان دوي الطائرة يزلزل طلبتي أذني ... دققت النظر إليه ... لم يحرّك ساكنا
رفعت قدمي بصعوبة و حثثتها على السير نحو عمّار
بصعوبة وصلت قربه فرأيت عينيه مفتوحتين ، و الدماء تسيل من أنفه ، و صدره ساكنا عن أية أنفاس ...
أدركت ... أنه مات ... و إنني أنا ... من قتله
استدرت للخلف و عيناي تفتشان عن رغد ...
صغيرتي الحبيبة ...
مدللتي الغالية ...
مهجة قلبي ...
رأيتها تقف بذعر عند سيارتي ، و تنظر إلي و دموعها تنهمر بغزارة ، فيما يستلقي حزامها القماشي على الرمال الناعمة بكل هدوء ...

بتثاقل و بطء ، بانهيار و ضعف شديدين ، سرت باتجاهها ...
نفذ كل ما كان في جسدي من طاقة ، فكأنما كنت أعمل على بطارية انتزعت مني و تركتني بلا طاقة و لا حراك ...

في منتصف الطريق ، انهرت ...

خررت على الأرض كما تخر قطعة قماش كانت متدلية كالستار المثبت إلى الحائط و ارتطمت ركبتاي بالرمال ... و هبطت أنظاري برأسي نحو الأرض ...
رفعت رأسي بصعوبة و نظرت إلى رغد ، و هي لا تزال واقفة في نفس الموضع و الوضع ...
بصعوبة فتحت ذراعي قليلا ، و قلت بصوت مخنوق خرج من رئتي :

" تعالي ... "

رغد نظرت إلي دون أن تتحرك ، فعدت أقول :

" تعالي ... رغد "

الآن ، أقبلت نحوي بسرعة ، و بقوة ارتمت في حضني و كادت تلقيني أرضا ...
طوّقتني بذراعيها بقوة ، و حين حاولت تطويقها أنا عجزت إلا عن رمي ذراعي المنهارتين حولها بضعف

بكيت كثيرا ... و كثيرا جدا ...
لما ضاع ... و لما انتهى ..
و لما هو آت و محتوم ...

بقينا على هذا الوضع بضع دقائق ، لا أقوى على قول أو فعل شيء ... و السكون التام يسيطر على الأجواء ...

كان طريقا بريا موحشا ، و لم تمر بنا أية سيارة حتى الآن ...

استعدت من القوة ما أمكنني من تحريك يدي قليلا ، فجعلت أمسح على رأس طفلتي و أنا أقول بحرقة و مرارة :

" سامحيني يا رغد ... سامحيني ... "

رغد استردت أنفاسها التائهة ، و قالت و وجهها لا يزال مغمورا في صدري :

" دعنا نعود للبيت "

أبعدت رأسها قليلا عني و سمحت لأعيينا باللقاء ... و أي لقاء ؟؟
لقاء مبلل بسيول عارمة من الدموع الدامية
لم يجد لساني ما يستطيع النطق به ...
حاولت النهوض أخيرا ، و ذراعاي تجاهدان من أجل حمل الصغيرة ، ففشلت

أطلقت صيحة حسرة و ألم مريرة تمنيت لو أنها زلزلت الكون كله ، و حطمت كل الأجرام و الكواكب و من عليها ... و محت الدنيا من الوجود ...

و طفلتي الصغيرة تبكي على صدري مذعورة فزعة ... و عدوّي الوغد جثة هامدة تقطر دما ... و حلمي الكبير قد ضاع و تلاشى كغبار عصفت به ريح غادرة ...
و مصيري المجهول البعيد ... كما وراء الأفق ... و الساحة الخالية إلا من رغد وأنا ... و الشمس تشهد ما حدث و يحدث ... رفعت يدي إلى السماء ... و صرخت :

" يا رب .... "

استطعت أخيرا أن اشحن بالطاقة الكافية ، لأنهض و أحمل صغيرتي على ذراعي ، و أسير بها نحو السيارة ...

لم أجلسها على المقعد المجاور لا ، بل أجلستها ملتصقة بي ، فأنا لا أريد لبضع بوصات أن تبعدها عني ...

رن هاتفي المحمول ، و الذي كان في السيارة ، ألقيت نظرة لا مبالية على اسم المتصل الظاهر في الشاشة ، كان صديقي سيف ، أخذت الهاتف و أسكته ، و ألقيت به جانبا ... فكل شيء قد انتهى ...

انطلقت بالسيارة ببطء ، و أنا لا أعرف إلى أين أتجه ... فكل شيء أمامي كان مبهما و مجهولا ...

قطعت مسافة طويلة في اتجاهات متعددة ، و نار صدري تتأجج ، و دموعي عاجزة عن إطفاء شرارة واحدة منها ...

صغيرتي ، ظلت متشبثة بي ، لا تتكلم ، و تنحدر دمعة من عينها تخترق صدري و تمزق قلمي قبل أن ينتهي بها المصير إلى ملابسها المتعطشة لمزيد من الدموع ...

بعد فترة ، مررت في طريقي بحديقة عامة

و تصورا أي تصرف لا يمت لوضعي بصلة ، هو الذي بدر مني دون تفكير !

" رغد عزيزتي ، ما رأيك باللعب هنا قليلا ؟ "

رغد رفعت بصرها إلي ببراءة و شيء من الاستغراب ... فحتى على طفلة صغيرة محدودة المدارك ، لا يبدو هذا تصرفا طبيعيا ..

" سأشتري بعض البوضا لنا أيضا ! هيا بنا "

و أوقفت السيارة ، و فتحت الباب ، و نزلت و أنزلتها عبر الباب ذاته .

أمسكت بيدها و حثثتها على السير معي نحو مدخل الحديقة

هناك ، كان العدد القليل جدا من الناس يتنزهون ، مع أطفالهم الصغار ، فهو نهار يوم دراسي و حار ...

إنني أعرف أن صغيرتي تحب الأراجيح كثيرا ، لذا ، أخذتها إلى الأرجوحة و بدأت أؤرجحها بخفة ...


تخلخل الهواء ملابسها الغارقة في الدموع ، فجففها ، و صافحت وجهها الكئيب فأنعشته ...

تصوروا أنها ابتسمت لي !

عندما كانت رغد تبتسم ، فإن الدنيا كلها ترقص بفرح في عيني ّ و البهجة تجتاح فؤادي و أي غبار لأي هموم يتبعثر و يتلاشى ...

أما هذه الابتسامة ... فقد قتلتني ...

لم أع لنفسي إلا و الدموع تقفز من عيني ّ قفزا ، و أوصالي ترتجف ارتجافا ، و قلبي يكاد يكسر ضلوعي من شدة و قوة نبضاته ...

تبتسمين يا رغد ؟ بكل بساطة ... و كأن شيئا لم يكن !؟

ألا يا ليتني ... قتلتك يا عماّر يوم تعاركنا ...

ليتني قضيت عليك منذ سنين ...

ليتني أحرقتك قبل أن تحرق قلبي و تدمر ماضي و مستقبلي ... و تحطّم أغلى ما لدي ...

" وليد "

انتبهت على صوت رغد تناديني ، و أنا غارق في الحزن المرير ...

مسحت دموعي بلا جدوى ، فالسيل منهمر و الدمعة تجر الدمعة ...

" نعم غاليتي ؟ "

" هل نشتري البوضا الآن ؟ "

أغمضت عيني ...

و أوقفت الأرجوحة شيئا فشيئا ، فنزلت و استدارت إلي ... فأخذتها في حضني و قلت باكيا و مبتسما :

" نعم يا صغيرتي ، سنشتري البوضا و أي شيء تريدينه ... و كل شيء تتمنينه ...
أي شيء أيتها الحبيبة ... أي شيء ... أي شيء ... "

و انخرطت في بكاء قوي ...

رغد ، تبدلت تعابير وجهها و قالت و هي تندفع للبكاء :

" لا تبكي وليد أرجوك "

و أجهشت بكاءا هي الأخرى ...

جذبتها إلى صدري و طوقتها بحنان و عاطفة ممزقة ... و بكينا سوية بكاءا يعجز اللسان عن وصفه ...

و القلب عن تحمله ..

و الكون عن استيعاب فيض عبره

و امتزجت دموعنا ...

و لو مر أحد منا لبكى ...

و لو شهدتم بكاءنا لخررتم باكيين ...

ألا و حسبنا الله و نعم الوكيل ....






بعد ذلك ، مسحت دموعها و دموعي ، و ابتسمت لها :

" إلى البوضا الآن ! "

حملت الطفلة الصغيرة الحجم الخفيفة الوزن الضئيلة الجسم البريئة الروح على ذراعي ، فهي تحب ذلك ...

و أنا سأفعل كل ما تحبه و تريده ... و لو أملك الدنيا و ما عليها لقدمتها لها فورا ...

قبل الرحيل ...

و هل سيعوّض ذلك شيئا ...؟؟

اشترينا البوضا ، و جلسنا نتناولها قرب النافورة ، و حين فرغت من نصيبها اشتريت لها واحدا آخر ...

و كذلك ، أطعمتها البطاطا المقلية فهي تحبها كثيرا !

أطعمتها بيدي هاتين ...

نعم ... بهاتين اليدين اللتين كثيرا ما اعتنتا بها ... في كل شيء ...

و اللتين قتلتا عمّار قبل قليل ...

و اللتين ستكبلان بالقيود ، و تذهبان إلى حيث لا يمكنني التكهن ...

جعلتها تلعب بجميع الألعاب التي تحبها ، دون قيود و دون حدود ، بل ركبت معها و للمرة الثانية في حياتها ذلك القطار السريع الذي جربنا ركوب مثيله قبل 3 سنوات ...

و كم أسعدتها التجربة الثانية !

نعم ... ببساطة ... أسعدتها !

كأي طفلة صغيرة وجدت فرصة لتلهو ... دون أن تدرك حقائق الأمور ...

لهونا كثيرا ... ، و حين اقترب الموعد الذي يفترض أن أكون فيه عند مدرسة رغد و دانة ، في انتظار خروجهما ...

" عزيزتي ، سنذهب لأخذ دانة من المدرسة ، لا تخبريها عن أي شيء "

نظرت رغد إلي باستفهام ، أمسكت بكتفيها و قلت مؤكدا :

" لا تخبري أحدا عن أي شيء ، أنا سأخبرهم بأنك لم تشائي الذهاب للمدرسة فأخذتك معي ... اتفقنا رغد ؟ عديني بذلك ؟ "

و ضغط على كتفيها و بدا الحزم في عيني ... فقالت :

" حسنا "

قلت مؤكدا :

" أخبريهم فقط أنك ذهبت معي ، و نمت أثناء الطريق و لا تعلمين أي شيء آخر ... لا تأتي بذكر أي شيء آخر رغد ... فهمت ِ عزيزتي ؟ "

" نعم "

" عديني بذلك يا رغد ... عديني "

" أعدك ... وليد "

" إذا أخلفت وعدك ، فإنني سأرحل و لن أعود إليك ثانية "

توجم وجهها ، ثم أمسكت بيدي و شدّت قبضتها بقوة و اغرورقت عيناها بالدموع و تعابيرها بالفزع و قالت :

" لا لا ترحل وليد . أرجوك . لا تتركني . أعدك . أعدك "

وصلنا إلى البيت أخيرا ، بدا الوضع شبه طبيعي ، إلا من سكون غريب من قبل رغد و التي يفترض بها أن تكون مرحة ...

الكل عزا ذلك للحزن الذي يعتريها بسبب سفري المرتقب .

سألتني أمي :

" كيف كان الامتحان ؟ "

قلت :

" سأخبرك بعد الغذاء "

و تركت العائلة تنعم بوجبة هنيئة أخيرة ...

بعد ذلك ، ذهبت إلى غرفة والدي ّ في وقت قيلولتهما الصغيرة ...

" والدي ... والدتي ... لدي ما أخبركما به "

بدا القلق على وجهيهما ، و تلعثمت الكلمات على لساني...

أمي ، حين لاحظت حالتي المقلقة قالت :

" هل الامتحان .... ؟؟ "

قلت :

" لم أحضر الامتحان "

اندهشا و تفاجأا ...

قال والدي :

" لم تحضره ؟ كيف ؟؟ لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟ "

نظرت إليهما ، و سالت دموعي ... و انهرت ... و طأطأت رأسي للأرض ...

هتفت أمي بقلق و فزع :

" وليد ؟؟ "

أخذت نفسا عميقا ... و رفعت بصري إليهما و بلسان مرتجف و جسد يرتعش و شفتين مترددتين قلت :


" لقد .... قتلت عمّار "







~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





الهاتف المحمول الخاص بعمار، و الرقم الأخير الذي تم طلبه ، و الأخير الذي تم استقباله فيه ، و توقيت الاتصال ، و توقيت حدوث الوفاة ، و العراك الذي حصل مؤخرا بيني و بينه و تدخلت فيه الشرطة ، و عدم حضوري للامتحان ، كلها أمور قد قادت الشرطة إلي ّ بحيث لم يكن اعترافي ليزيدهم يقينا بأنني الفاعل ...

بقي ... شيء حيّرهم ... تركته ساكنا في قلب الرمال ...

حزام رغد

ما سر وجوده هناك ... ؟؟

أنكرت أي صلة لرغد بالموضوع بتاتا ، و لدى استجوابها أخبرتهم أنها لا تعرف شيئا ، حسب اتفاقنا

سيف أيضا تم التحقيق معه ، و أكد للشرطة أنه حين اتصل بي كنت على مقربة من المبنى حيث قاعة الامتحان

و ظل السؤال الحائر :

لماذا عدت أدراجي ؟

ما الذي دفعني للذهاب إلى شارع المطار ، و الشجار مع عمّار ، و من ثم قتله

لماذا قتلت عمّار ؟؟

ما الذي أخفيه عن الجميع ؟؟

والد صديقي سيف كان محاميا تولى الدفاع عني في القضية ، باعتبار أنني قتلته دون قصد ... و أثناء شجار ... و بدافع كبير أصر على كتمانه ...
و سأظل أكتمه في صدري ما حييت ... فإن هم حكموا بإعدامي ... أخبرت أمي قبل تنفيذ الحكم ...
و إن عشت ، سأقتل السر في صدري إلى أن أعود ... من أجل صغيرتي ...

تعقدت الأمور و تشابكت ... و ظلّ الغامض غامضا و المجهول مجهولا ،
و حكم علي ّ بالسجن لأمد بعيد ...

" أمي ... أرجوك ... لا تخبري رغد بأنني ذهبت للسجن ... اخبريها بأنني سافرت لأدرس ... و سأعود حالما أنتهي ... و قولي لها أن تنتظرني "

" أبي ... أرجوك ... لا تقسو على رغد أبدا ... اعتنوا بها جيدا جميعكم ...
فأنا لن أكون موجودا لأفعل ذلك "

كان ذلك في لقائي الأخير بوالدي ّ ، قبل أن يتم ترحيلي إلى سجن العاصمة حيث سأقضي سنوات شبابي و زهرة عمري فيه ... بدلا من الدراسة في الجامعة ... و أعود إن قدرت لي العودة خريج سجون بدلا من خريج جامعات ... و بمستقبل أسود منته ، بدلا من بداية حياة جديدة و أمل ...


هكذا ، انتهت بي الأحلام الجميلة ...


هكذا ، أبعدت عن رغد ... محبوبتي الصغيرة ، و لم يبق لي منها إلا صورتين كنت قد وضعتهما في محفظتي قبل أيام ...


و ذكريات لا تنسى أحملها في دماغي و أحلم بها كل ليلة ...


و صورتها الأخيرة مطبوعة في مخيلتي و هي تقول :


" لا لا ترحل وليد . أرجوك . لا تتركني "

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 31-10-2008, 08:34 PM
الصورة الرمزية *ساسُّو*
*ساسُّو* *ساسُّو* غير متواجد حالياً
طالبه ثانوى( الصف الثانى / أزهر)
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
العمر: 31
المشاركات: 1,140
معدل تقييم المستوى: 18
*ساسُّو* is on a distinguished road
افتراضي

يااااااااااااااااااه
القصة دى انا قرأت منها حلقتين بس للاسف
حبيبه قلبى*بنوته * ياريت تكمليها بسرعه انا عايزة اقراها كلها لانى مش لاقيه الباقى ونفسى اكملها
مرسى كتير ليكى حبيبه قلبى*بنوته* منتتظرة الحلقة الجديدة
__________________
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
*سلاااااااااااااااااام يا ااكتر منتدى فرحت وزعلت اتبسطت وتعبت فيه .... اكتر منتدى قعدت فيه كل ده وسيبته بعد كل ده*
من فات قديمه تاه
وانا من القديم اللى مش بقي ليه مكان هنا
*استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه*
Cl0sD 4 EvEr
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:27 AM.