اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #556  
قديم 23-06-2013, 11:26 AM
الصورة الرمزية amerkhan
amerkhan amerkhan غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
العمر: 29
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 13
amerkhan is on a distinguished road
افتراضي


بارك الله فيك موضوع جميل
رد مع اقتباس
  #557  
قديم 21-07-2013, 05:36 PM
الصورة الرمزية Mr.Optimistic
Mr.Optimistic Mr.Optimistic غير متواجد حالياً
طالب جامعي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,222
معدل تقييم المستوى: 19
Mr.Optimistic is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيراااااااااا
موضوع راااااااااااااائع
__________________
The End

not receiving messages , The Membership disrupted
رد مع اقتباس
  #558  
قديم 18-08-2017, 07:32 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

الرد على شبهة المطالبة بمساواة الرجل بالمرأة فى الميراث
الشبهة

الشبهة ليست حديثة التواجد بل كثيراً ما تغنى بها كل معادى للإسلام يرتدى عبائة الدفاع عن المرأة وحقوقها ولن أنشر أو أساهم فى نشر نص الشبهات باسماء من دعو إليها ولكن سأكتفى بالرد عليها
وسأبدأ بالفيديو التالى للعالم الفاضل محمد عمارة
https://www.youtube.com/watch?v=fkd3mcwp4nU

http://https://www.youtube.com/watch?v=fkd3mcwp4nU

الشيخ عثمان خميس

https://www.youtube.com/watch?v=fq7Hh-LhN9M

الشيخ سالم

https://www.youtube.com/watch?v=47escTlc9H0

الدكتور عمر عبد الكافى

https://www.youtube.com/watch?v=ATZZo5XI804

الشيخ العرافى

https://www.youtube.com/watch?v=rjnuGkWpGFU

والأن مزيد من التوضيح
تقديم


فإن الشبهات التي أثارها البعض من هنا وهناك حول ميراث المرأة ، وادعائهم أن الإسلام قد هضمها حقها حين فرض لها نصف ما فرض للذكر- ينمُّ عن جهل تام بأحكام وقواعد الميراث في الإسلام عامة وميراث المرأة على وجه الخصوص من طرف هؤلاء المتعالين على الدين الإسلامي وعلى منطق العلم والواقع. وإذا أراد هؤلاء أن يطعنوا في الإسلام اعتمادا على شبهة الدعوة إلى المساواة في الإرث.فسيكون هذا البحث جوابا كاشفا لزيف ادعائهم "وهو إن الإسلام ظلم المرأة بإعطائها نصف حصة الذكر " لأنهم يعتبرون الأنثى محصورة في البنت والأخت إذا وجدن في تركة مع من هم في مستواهن واقصد الابن والأخ. والأمر ليس كذلك: حيث الأنثى في الميراث الشرعي تعني البنت والأخت وإلام والزوجة والجدة وبنت الابن والأخت للأب والأخت للام مع من يقابلها أو لا يقابلها من الذكور والرجال في الأسرة ممن يرثون، وسوف نفصل الحديث عن كل ذلك. ولكن يستحسن أن نجعل لهذا البحث مقدمة تمهيدية نستعرض فيها أوضاع المرأة وارثها في المجتمعات ما قبل الإسلام وعند بعض الأمم السابقة وفي باقي الديانات.. ونعالج الموضوع في محاور أربعة كما يلي:

ميراث المرأة قبل الإسلام، وفي بعض الديانات وعند بعض الأمم الأخرى :

أولاً : ميراث المرأة عند اليهود

يتميز نظام الميراث عند اليهود بحرمان الإناث من الميراث ، سواء كانت أماً أو أختاً أو ابنة أو غير ذلك إلا عند فقد الذكور، فلا ترث البنت مثلاً إلا في حال انعدام الابن .
فيه تكلم نبي إسرائيل قائلاً : أيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى ابنته .سفر العدد إصحاح 27 : 1-11. أما الزوجة فلا ترث من زوجها شيئاً مطلقاً .

ثانياً : ميراث المرأة عند الرومان

إن المرأة عند الرومان كانت تساوي الرجل فيما تأخذه من التركة مهما كانت درجتها ، أما الزوجة ، فلم تكن ترث من زوجها المتوفى ، فالزوجية عندهم لم تكن سبباً من أسباب الإرث ، حتى لا ينتقل الميراث إلى أسرة أخرى ، إذ كان الميراث عندهم يقوم على استبقاء الثروة في العائلات وحفظها من التفتت ، ولو ماتت الأم فميراثها الذي ورثته من أبيها يعود إلى أخوتها ، ولا يرثها أبناؤها ولو ترك الميت أولاداً ذكوراً وإناثاً ، ورثوه بالتساوي .

ثالثاً: الميراث عند الأمم السامية أو الأمم الشرقية القديمة

ونعني بهم الطورانيين والكلدانيين والسريانيين والفنيقيين والسوريين والأشوريين واليونانيين وغيرهم ممن سكن الشرق بعد الطوفان الذي كانت أحداثه جارية قبل ميلاد المسيح عليه السلام فقد كان الميراث عندهم يقوم على إحلال الابن الأكبر محل أبيه، فإن لم يكن موجوداً فأرشد الذكور، ثم الأخوة ثم الأعمام.... وهكذا إلى أن يدخل الأصهار وسائر العشيرة وتميز نظام الميراث عندهم فضلاً عما ذكرنا بحرمان النساء والأطفال من الميراث .

رابعاً: الميراث عند قدماء المصريين:

أما المصريون القدماء، فقد بينت الآثار المصرية، أن نظام الميراث عندهم كان يجمع بين كل قرابة الميت من آباء وأمهات، وأبناء وبنات، وأخوة وأخوات، وأعمام، وأخوال وخالات، وزوجة، فكلهم يتقاسمون التركة بالتساوي لا فرق بين كبير وصغير ولا بين ذكر وأنثى .

خامساً: الميراث عند العرب في الجاهلية:

نستطيع القول : إن العرب في الجاهلية ، لم يكن لهم نظام ارث مستقل أو خاص بهم ،إنما ساروا على نهج الأمم الشرقية .

فالميراث عندهم خاص بالذكور القادرين على حمل السلاح والذود دون النساء و الأطفال ، ذلك لأنهم أهل غارا ت وحروب ، بل أكثر من ذلك كانوا يرثون النساء كرها، بأن يأتي الوارث ،ويلقي ثوبه على أرملة أبيه ثم يقول : ورثتها كما ورثت مال أبي.فإذا أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر، أو زوجها من أراد، وتسلم مهرها ممن يتزوجها أو حجر عليها لا يزوجها ولا يتزوجها .فمنعت الشريعة الإسلامية هذا الظلم حين نزل قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) [النساء/19] ، وفي حالات قليلة كان منهم من يورث الإناث ويسويهن بالذكور في النصيب كما هو الحال عند قدماء المصريين والرومانيين.

المحور الأول: ميراث المرأة في الإسلام :

بعد أن اطلعنا على ما كان عليه حال ميراث المرأة قبل الإسلام ومبلغ الظلم الذي لحق بها من جراء تلك التشريعات والأنظمة الفاسدة، والتي كان للطمع والهوى فيها دور كبير ، جاء الإسلام بنوره وعدله ليرفع عنها ما لحق بها من البغي والإجحاف ، وليقرر أنها إنسان كالرجل، لها من الحقوق ما لا يجوز المساس به أو نقصانه، كما عليها من الواجبات ما لا ينبغي التفريط أو التهاون به ، وبمقارنة سريعة بين نظام الإسلام في توريث المرأة وبين الشرائع والأنظمة القديمة والحديثة نجد :

1- أن الذي تولى أمر تقسيم التركات في الإسلام هو الله تعالى وليس البشر، فكانت بذلك من النظام والدقة والعدالة فيالتوزيع ما يستحيل على البشر أن يهتدوا إليه لولا أن هداهم الله ، قال تعالى : ((آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )) [النساء/11]

2- الإسلام نظر إلى الحاجة فأعطى الأكثر احتياجا نصيباً أكبر من الأقل احتياجا ولذلك كان حظ الأبناء أكبر من حظالآباء ، لأن الأبناء مقبلون على الحياة والآباء مدبرون عنها؛ولذلك كان للذكر مثل حظ الأنثيين في معظم الأحيان فلا شك أن الابن الذي سيصير زوجاً باذلا لمهر زوجته ، منفقا عليها وعلى أولاده منها أكثر احتياجا من أخته التي ستصير زوجة تقبض
مهرها ، ويرعاها وينفق عليها زوجها .

3- إن الإسلام قد حصر الإرث في المال ولم يتعداه إلى الزوجة كما كان في الجاهلية ، بل كرم رابطة الزوجية ، وجعل مابين الزوجين من مودة ورحمة حال الحياة سبباً للتوارث عند الوفاة ، فلم يهملها كما فعلت بعض الشرائع .

4- الإسلام لم يهمل حق القرابة كسبب من أسباب التوارث كما فعل القانون الروماني واليوناني بل إعتبر أن قرابة الرجل من الروابط الوثيقة بينه وبين أسرته، ولها حق طبيعي من الشعور الخالص والصلة الموفورة، والمرء يقوى بقرابته، ويأنس بها في حياته، ويبذل في سبيلها ما يمكنه من عطاء وخدمة ونصرة، ويجعلها في الدرجة الأولى من الرعاية .

5- أما المساواة بين الأقارب في القانون المصري القديم فأمر يرفضه الإسلام أيضاً لتعلق توارث الأقارب بمفهوم القرب والبعد من المورث، وعليه فالبنوة مقدمة على الأبوة وهذه مقدمة على الأخوة وهكذا... كما لم يقر الإسلام المساواة في الإرث بين الأخوة بالشكل الذي ذهب إليه القانون الفرنسي والروماني بل جعل الأخوة على درجات ثلاث ( لأبوين، للأب،لأم ) وقد راعى تلك الدرجات وورث الأقوى والأقرب .

6- إيثار أرشد الذكور وتمييزه عن باقي أخوته في النصيب الإرثي مبدأ لم يقره الإسلام كما درجت عليه شرائع الأمم الشرقية القديمة والعرب في الجاهلية .

7- ليس للابن كونه بكراً أية أفضلية على باقي الأبناء في الإسلام، على النحو الذي ذهبت إليه الشريعة اليهودية ، حيث خصت البكر بنصيب اثنين من أخوته .

8- لقد ضمن الإسلام حق مشاركة البنات للأبناء في الإرث من والدهن ولم يحجبهن بالأبناء كما ذهبت إليه الشريعة اليهودية ، قال تعالى ((لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا )) [النساء/7] .

و بعد هذه المقارنة يتبين لنا حقيقة ساطعة وهي أن نظام الإسلام في الميراث عامة وما يتعلق منه بالمرأة خاصةً هو النظام الوحيد الذي يوافق حركة السعي والنشاط في الجماعات البشرية ، ولا يعوقها عن التقدم الذي تستحقه بسعيها ونشاطها .

المحور الثاني: المقاصد الشرعية في أحكام ميراث المرأة

يتميز نظام الإرث في الإسلام بخصائص – كما سبق- تميزه عن غيره من أنظمة التوارث التي ذكرناها في التمهيد.وهي الربانية والشمولية والعدالة والواقعية وانه نظام متوازن.وانطلاقا من هذه الخصائص وغيرها يمكن استخلاص مجموعة من المقاصد التى قصد ها الشر عواء هذه الأحكام الارثية الخاصة بالمرأة بالإضافة إلى المقاصد العامة في تشريع أحكام الإرث.وهي:

إن المتأمل في مسألة تشريع الميراث للمرأة يجد لذلك حكماً كثيرة نورد منها :

1- التأكيد على إنسانية المرأة وأنها شق الرجل ، وأنها أهلاً لاستحقاق والتملك والتصرف كالرجل تماماً ، وفي هذا من التكريم للمرأة ما فيه.

2- ثم إن الله عز وجل قد جعل الإنسان في الأرض خليفة ، وشرفه فوكل إليه مهمة عمارتها واستنباط خيراتها ، وزوده بقدرات تمكنه من القيام برسالته ، ولفظ الإنسان عام يشمل الذكر والأنثى على حدٍٍّ سواء .

3- تلبيةً لنداء الفطرة التي فطر الله الناس عليها ذكوراً وإناثا من حب التملك للمال .

قال تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ )) [العاديات/6-8]

وقال تعالى : ((وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )) [الفجر/19، 20] .

4- تمليك الإسلام للمرأة فيه عون لها على قضاء حوائجها .

5- وفيه إعطاء المرأة فرصة لتتعبد الله عز وجل بمالها كالرجل عن طريق إنفاقه في وجوه الخير المختلفة.

6- إن حصر الميراث بالذكور قد يؤدي بهم أو ببعضهم إلى الشعور بالعظمة ، ويربي لديهم الإحساس بالأنانية والتسلط فيقعون في ظلم النساء ، إما بإنقاصهن حقوقهن أو بحرمانهن مم لهن مطلقاً.

7- التنصيص على حق المرأة في الميراث - كبيرةً كانت أو صغيرة - في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم يشكل رادعاً للمسلم يمنعه من التهاون في إعطائها ما لها من حق في مال المتوفى .

8- القضاء بتوريث النساء مع الرجال كل حسب درجته من المتوفى ، فيه تفتيت للثروة ، وتوزيع لها على أكبر عدد ممكن من الذرية ، وهذا يوسع دائرة الانتفاع بها ، ويمنع تكديسها وحصرها في يد فرد أو أفراد معدودين .

9- كما ويحقق معنى التكافل العائلي ، فلا يحرم ذكراً ولا أنثى ، لأنه مع رعايته للمصالح العملية يراعي مبدأ الوحدة في النفس الواحدة ، فلا يميز جنساً على *** إلا بقدر أعبائه .

المحور الثالث: حالات ميراث المرأة في مقابل الرجل:

من المعلوم من خلال النصوص الواردة في حق ميراث الأنثى في الإسلام أن ميراثها يختلف باختلاف حالها و لهذا سنتعرض في هذا الجزء إن شاء الله تعالى حالات ميراث المرأة باختلاف أنواعها .

فالشائع لدى العديد من المتناولين لهذا الموضوع هو أن مسألة المواريث محكومة بالقاعدة التالية: للذكر ضعف نصيب الأنثى واعتبارها القاعدة الأصل.وفقط.

والحال؛ أن هذه القاعدة -وان كانت هي الأصل- فإنها لا تعدو أن تكون مجرد صورة لوضعية قانونية معينة لا تسري على كافة حالات المواريث؛ إذ بالرجوع إلى أحكام المواريث في الإسلام، نجد بأن هناك:حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل، وحالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، وحالات أخرى ترث فيها المرأة ولا يرث فيها الرجل، حالات أربع فقط ترث فيها المرأة نصف حصة الذكر.

حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل

-ميراث الأم والأب مع وجود ولد ذكر أو بنتين فأكثر أو بنت أحيانا.لكل منهما السدس.

-الإخوة للأم مع أخوات الأم. فلكل واحد منهما السدس على الانفراد وإذا تعددوا اقتسموا الثلث.

-زوج وأم وإخوة للأم وأخ شقيق فأكثر.للزوج النصف وللام السدس وللإخوة للام مهما تعددوا والأخ الشقيق ومن معه الثلث يقتسمونه بالتساوي.وهذه الفريضة تسمى بالحمارية والحجرية واليمية عرضت على عمر فسوى بين الإخوة كلهم.
-عند انفراد الرجل أو المرأة بالتركة.فإذا مات شخص وترك أمه فقط أخذت التركة فرضا وردا وكذا إذا مات وترك أباه.
-الأخت الشقيقة مع الأخ للأب فللشقيقة النصف فرضا والباقي نصف يأخذه الأخ للأب.
-الجد والجدة لكل منهما السدس
-البنت والعم للبنت النصف والباقي نصف للعم
-بنت الابن مع الأخ الشقيق لبنت الابن النصف فرضا والباقي نصف للأخ الشقيق وهذه حالات على سبيل التمثيل لا الحصر فقط.
حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل:
لقد تطرق إلى هذه الحالات بإسهاب المتخصصون في فن الميراث ونحن نذكر منها بعض للتمثيل لا الحصر:
- ومنها الحالة التي خلفت فيها امرأة زوجا وأبا وأما وبنتين فإن الثلثين للبنتين يمكنهما من أن يأخذ أكثر من الابنان إذا وجد مكان البنتين،
- وكذا الحالة التي تخلف فيها امرأة زوج وأم وأخت شقيقة فإن الفارق يكون كبير جدا إذ تأخذ الأخت الشقيقة أكثر من ضعف نظيرها الأخ الشقيق.
- أضف حالة كون الزوج مع البنت فان الزوج ذكر يأخذ الربع والبنت أنثى تأخذ النصف
- إذا وجدت بنت واحدة مع عشرة أخوة للميت فإنها تأخذ النصف وحدها والنصف يقسمه الإخوة بينهم.
حالات ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل:
وهذه الحالات تتميز أيضا بتعقد العمليات الحسابية، نمثل لها بالحالة التي توفيت فيها امرأة عن زوج وأب وأم وبنت وبنت ابن ترث بنت الابن بالفرض، ولو جعلنا ابن الابن مكان بنت الابن فإنه لا يرث شيئا، وكذا حالة ميراث الجدة أم الأم فكثيرا ما ترث ولا يرث نظيرها أب الأم من الأجداد، وقد ترث الجدة ولا يرث معها زوجها الجد.أضف حالة وجود البنت أو بنت الابن ومعها أخت شقيقة أو أكثر ووجود إخوة لأب فللبنت النصف والباقي للأخت أو الأخوات ولا شيئ للإخوة للأب حيث حجبتهم الأخت الشقيقة لوجودها مع البنت.
الحالات التي ترث فيها المرأة نصف الرجل حصرها القرآن الكريم في أربع حالات فقط وهي:

1-وجود البنت مع الابن. وان تعددوا
2-وجود الأخ والأخت الشقيقة وان تعددوا.
3-وجود الأخت للأب مع الأخ للأب.وان تعددوا.
4-وجود بنت الابن مع ابن الابن وان تعددوا

وعموما فإن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر منه أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال في مقابل أربع حالات واردة على سبيل الحصر ترث فيها المرأة نصف الرجل، والأكثر من ذلك أن القرآن الكريم لم يجعل مسألة الأنصبة وتقسيم الإرث مجرد عملية تقنية حسابية خاضعة لقواعد قانونية جافة، بل إن أمر الإرث وقضاياه ترتبط بالنظام المالي للأسرة في الإسلام.فيوزع المال أو التركة بعد موت مالكها توزيعا يراعى فيها القريب والبعيد ويراعى فيها هل الوارث صغير. أم بلغ من العمر عتيا وخير مثال على هذا أن كل من واحد من الوالدين يستحق من تركة ابنهما السدس لكل منهما والباقي وهو الثلثان يستحقه أولاده لان الولد لا زال في حاجة إلى ما يستقبل به الحياة وإما الوالدين فسيكونون في مرحلة من العمر لايحتاجون إلى مال أكثر من الصغير وكذلك لهما أولادهم تجب علهم نفقة أبويهما.

صحيح وحق أن آيات الميراث في القرآن الكريم قد جاء فيها قول الله سبحانه وتعالى للذكر مثل حظ الأنثيين ) (1)؛ لكن كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهـلية المرأة في الإسـلام ، متخـذين من التمايز في الميراث سبيلاً إلى ذلك لا يفقـهون أن توريث المـرأة على النصـف من الرجل ليس موقفًا عامًا ولا قاعدة مطّردة في توريث الإسلام لكل الذكور وكل الإناث. فالقرآن الكريم لم يقل : يوصيكم الله فى المواريث والوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين . . إنما قال : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) . . أى أن هذا التمييز ليس قاعدة مطّردة فى كل حـالات الميراث ، وإنما هو فى حالات خاصة ، بل ومحدودة من بين حالات الميراث .
بل إن الفقه الحقيقى لفلسفة الإسلام فى الميراث تكشف عن أن التمايـز فى أنصبة الوارثين والوارثات لا يرجع إلى معيار الذكورة والأنوثة . . وإنما لهذه الفلسفة الإسلامية فى التوريث حِكَم إلهية ومقاصد ربانية قد خفيت عن الذين جعلوا التفاوت بين الذكور والإناث فى بعض مسائل الميراث وحالاته شبهة على كمال أهلية المرأة فى الإسلام . وذلك أن التفاوت بين أنصبة الوارثين والوارثات فى فلسـفة الميراث الإسلامى ـ إنما تحكمه ثلاثة معايير :-
أولها : درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين المُوَرَّث المتوفَّى فكلما اقتربت الصلة . . زاد النصيب فى الميراث . . وكلما ابتعدت الصلة قل النصيب فى الميراث دونما اعتبار لجنس الوارثين . .
وثانيها : موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال . . فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة . وتتخفف من أعبائها ، بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات . . فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ . . وترث البنت أكثر من الأب ! حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها . . وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التى للابن ، والتى تنفرد البنت بنصفها ! ـ . . وكذلك يرث الابن أكثر من الأب ـ وكلاهما من الذكور . .
وفى هذا المعيار من معايير فلسفة الميراث فى الإسلام حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين ! . .
وهى معايير لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة على الإطلاق . .
وثالثها : العبء المالى الذى يوجب الشرع الإسلامى على الوارث تحمله والقيام به حيال الآخرين . . وهذا هو المعيار الوحيد الذى يثمر تفاوتاً بين الذكر والأنثى . . لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أى ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها . . بل ربما كان العكس هو الصحيح ! . .
ففى حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون فى درجة القرابة . . واتفقوا وتساووا فى موقع الجيل الوارث من تتابع الأجيال - مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً - يكون تفاوت العبء المالى هو السبب فى التفاوت فى أنصبة الميراث . . ولذلك ، لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى فى عموم الوارثين ، وإنما حصره فى هذه الحالة بالذات ، فقالت الآية القرآنية : ( يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) . . ولم تقل : يوصيكم الله فى عموم الوارثين . . والحكمة فى هذا التفاوت ، فى هذه الحالة بالذات ، هى أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى ـ هى زوجه ـ مع أولادهما . . بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكرـ إعالتها ، مع أولادها ، فريضة على الذكر المقترن بها . . فهى ـ مع هذا النقص فى ميراثها بالنسبة لأخيها ، الذى ورث ضعف ميراثها ، أكثر حظًّا وامتيازاً منه فى الميراث . . فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة ، لجبر الاستضعاف الأنثوى ، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات . . وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين . .
وإذا كانت هذه الفلسفة الإسلامية فى تفاوت أنصبة الوارثين والوارثات وهى التى يغفل عنها طرفا الغلو ، الدينى واللادينى ، الذين يحسبون هذا التفاوت الجزئى شبهة تلحق بأهلية المرأة فى الإسلام فإن استقراء حالات ومسائل الميراث ـ كما جاءت فى علم الفرائض ( المواريث ) ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة فى هذا الموضوع . . فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث ، يقول لنا :
1 ـ إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل .
2 ـ وهناك حالات أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً .
3 ـ وهناك حالات عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل .
4 ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال .
أى أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل . .(2) "!!.
تلك هى ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث فى عـلم الفرائض ( المواريث) ، التى حكمتها المعايير الإسلامية التى حددتها فلسفة الإسلام فى التوريث . . والتى لم تقف عند معيار الذكورة والأنوثة ، كما يحسب الكثيرون من الذين لا يعلمون ! . .
وبذلك نرى سقوط الشبهة الأولى من الشبهات الخمس المثارة حول أهلية المرأة ، كما قررها الإسلام .

رد مع اقتباس
  #559  
قديم 05-01-2019, 11:49 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

هل الإسلام مسئول عن تخلف المسلمين ؟

الرد على الشبهة :

1 ـ حقائق التاريخ تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن الإسلام قد استطاع بعد فترة زمنية قصيرة من ظهوه أن يقيم حضارة رائعة كانت من أطول الحضارات عمرًا فى التاريخ . ولا تزال الشواهد على ذلك ماثلة للعيان فيما خلفه المسلمون من علم غزير فى شتى مجالات العلوم والفنون ، وتضم مكتبات العالم آلافًا مؤلفة من المخطوطات العربية الإسلامية تبرهن على مدى ما وصل إليه المسلمون من حضارة عريقة . يضاف إلى ذلك الآثار الإسلامية المنتشرة فى كل العالم الإسلامى والتى تشهد على عظمة ما وصلت إليه الفنون الإسلامية .

وحضارة المسلمين فى الأندلس وما تبقى من معالمها حتى يومنا هذا شاهد على ذلك فى أوروبا نفسها . وقد قامت أوروبا بحركة ترجمة نشطة فى القرنين الثانى عشر والثالث عشر لعلوم المسلمين . وكان ذلك هو الأساس الذى بنت عليه أوروبا حضارتها الحديثة .

2 ـ يشتمل القرآن الكريم على تقدير كبير للعلم والعلماء وحث على النظر فى الكون ودراسته وعمارة الأرض . والآيات الخمس الأولى التى نزلت من الوحى الإلهى تنبه إلى أهمية العلم والقراءة والتأمل . وهذا أمر كانت له دلالة هامة انتبه إليها المسلمون منذ البداية . وهكذا فإن انفتاح الإسلام على التطور الحضارى بمفهومه الشامل للناحيتين المادية والمعنوية لا يحتاج إلى دليل .

3 ـ أما تخلف المسلمين اليوم فإن الإسلام لا يتحمل وزره ، لأن الإسلام ضد كل أشكال التخلف . وعندما تخلف المسلمون عن إدراك المعانى الحقيقية للإسلام تخلفوا فى ميدان الحياة . ويعبر مالك بن نبى ـ المفكر الجزائرى الراحل ـ عن ذلك تعبيرًا صادقًا حين يقول : " إن التخلف الذى يعانى منه المسلمون اليوم ليس سببه الإسلام ، وإنما هو عقوبة مستحقة من الإسلام على المسلمين لتخليهم عنه لا لتمسكهم به كما يظن بعض الجاهلين " . فليست هناك صلة بين الإسلام وتخلف المسلمين .

4 ـ لا يزال الإسلام وسيظل منفتحًا على كل تطور حضارى يشتمل على خير الإنسان . وعندما يفتش المسلمون عن الأسباب الحقيقية لتخلفهم فلن يجدوا الإسلام من بين هذه الأسباب ، فهناك أسباب خارجية ترجع فى جانب كبير منها إلى مخلفات عهود الاستعمار التى أعاقت البلاد الإسلامية عن الحركة الإيجابية ، وهذا بدوره ـ بالإضافة إلى بعض الأسباب الداخلية ـ أدى أيضًا إلى نسيان المسلمين للعناصر الإيجابية الدافعة لحركة الحياة فى الإسلام.

5 ـ لا يجوز الخلط بين الإسلام والواقع المتدنى للعالم الإسلامى المعاصر . فالتخلف الذى يعانى منه المسلمون يُعد مرحلة فى تاريخهم ، ولا يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أنهم سيظلون كذلك إلى نهاية التاريخ . ولا يجوز اتهام الإسلام بأنه وراء هذا التخلف ، كما لا يجوز اتهام المسيحية بأنها وراء تخلف دول أمريكا اللاتينية .

إن الأمانة العلمية تقتضى أن يكون الحكم على موقف الإسلام من الحضارة مبنيًّا على دراسة موضوعية منصفة لأصول الإسلام وليس على أساس إشاعات واتهامات وأحكام مسبقة لا صلة لها بالحقيقة .

رد مع اقتباس
  #560  
قديم 06-01-2019, 02:00 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

بارك الله فيك أخى الحبيب
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #561  
قديم 07-01-2019, 11:33 AM
forlan7 forlan7 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
العمر: 25
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
forlan7 is on a distinguished road
افتراضي

تابعت بعض ردود الموضوع من عام 2009 و قرأت كتاباتك الحرب التى يشنها بعض العلمانيين على السنه النبوية و صحيح البخارى

و ها هو الان نراه أمام أعيننا

من دعاوى قلع الحجاب
و أيضا المساواه بين المرأة و الرجل فى الاسلام
و تجديد الخطاب الدينى
و احتفال المسلمين بعيد الميلاد و تهنئة الاقباط
و غيرهم
اللهم لك الحمد على نعمة الاسلام
اللهم الثبات ع الحق و دين الاسلام
رد مع اقتباس
  #562  
قديم 29-05-2019, 11:41 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي شبهة زواج النبى من صفية والرد عليها هنا

شبهة زواج النبى من صفية والرد عليها هنا



النصارى أثاروا شبهة زواج النبي عليه السلام من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، وقالوا كيف يدخل بها دون عدة بعد سبيها في غزوة خيبر ؟؟؟

وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد :

إن أصل الإشكال عند أصحاب الشبهة هو جهلهم بعدة المسبية وعدم التفريق بينها وبين غيرها ، فعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تحيض ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء .

وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عقب الحديث (حديث أبي سعيد أخرجه أيضا الحاكم وصححه وإسناده حسن )

وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام في كلامه عن حديث أبي سعيد وأخرج أحمد أيضا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفلا ينكح شيئا من السبايا حتى تحيض حيضة } .

وعند أبي داود عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال ( قام فينا خطيبا قال أما إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين قال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئهاولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ) ورواه أحمد في مسنده .

والحديث حسّنه الألباني في صحيح أبي دواد .

أما إن كانت المسبية حاملاً فعدتها أن تضع حملها وبرهان ذلك حديث أبي سعيد الذي مرّ معنا و ما أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية (أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ) .

والآن بعد هذا الشرح نأتي لزواج النبي عليه السلام من صفية لنرى هل دخل بها النبي عليه السلام دون أن يستبرئها ؟؟؟؟

الجواب لا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد استبرائها ، وبرهان قولنا ما رواه البخاري في صحيحه – كتاب المغازي – غزوة خيبر :

حدثنا ‏ ‏عبد الغفار بن داود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن عبد الرحمن ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو ‏ ‏مولى ‏ ‏المطلب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ :

(( ‏قدمنا ‏ ‏خيبر ‏ ‏فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال ‏ ‏صفية بنت حيي بن أخطب ‏ ‏وقد *** ‏ ‏زوجها ‏ ‏وكانت عروسا فاصطفاها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لنفسه فخرج بها حتى بلغنا ‏ ‏سد الصهباء ‏‏، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم صنع حيسا في ‏ ‏نطع ‏ ‏صغير ثم قال لي ‏ ‏آذن من حولك فكانت تلك وليمته على ‏ ‏صفية ‏ ‏ثم خرجنا إلى ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرأيت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع ‏ ‏صفية ‏ ‏رجلها على ركبته حتى تركب )) .

فكما نرى أنّه يقول ( حَلَّتْ ) أي طهرت ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح :

(( قوله : ( حَلَّتْ ) ‏‏أي طهرت من الحيض )) .

وعند مسلم من طريق ثابت عن أنس :

( ثم دفعها - أي صفية - إلى ‏ ‏أم سليم ‏ ‏تصنعها ‏ ‏له وتهيئها قال وأحسبه قال ‏ ‏وتعتد ‏ ‏في بيتها ) .

قال الإمام النووي في شرح الحديث (( أما قوله : ( تعتد ) فمعناه تستبرئ فإن كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم , فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم )) .

فكما نرى أن النبي عليه السلام لم يدخل على أم المؤمنين صفية حتى استبرئها ، وفي هذا كفاية لردّ هذه الشبهة التي بنيت على جهل قائلها وعدم تفريقه بين المسبية وغيرها .

والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات
رد مع اقتباس
  #563  
قديم 30-05-2019, 01:27 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

بارك الله فيك أخى الحبيب و أعزك الله .
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #564  
قديم 26-06-2019, 07:37 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء a مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخى الحبيب و أعزك الله .
وفيكم بارك الرحمن حبيبنا الغالى أبو إسراء جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #565  
قديم 24-06-2020, 03:57 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

شبهات حول عصمة الأنبياء: يوسف عليه السلام
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1441 ه/ يونيو 2020

وفي قصّةِ يوسف الصديق عليه السلام ، التي قصها علينا القران الكريم ، صورةٌ مشرقة عن نزاهة هذا النبيّ الكريم ، وبراءته وعصمته ، مع ما أعطاه الله عزّ وجلّ من الجمال ، وما كساه من البهاء والجلال ، حتى افتُتنَتْ به امرأةُ العزيز ـ عزيز مصر ـ فصنعت ما صنعت بقصد إغوائه وإغرائه ، ولكنّه عليه السلام كان أصلبَ من الحديدِ ، وأقوى من الجبالِ ، فلم تؤثّر فيه تلك العواصفُ الهوج ، والمكايد التي اصطنعتها النسوةُ مع امرأةُ العزيز ، والتي قصَّ علينا القران الكريم طرفاً منها ، كما قال تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ *فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ *} [يوسف : 30 ـ 31].
ومما تجدرُ الإشارةُ إليه أنّ بعض الناس ممن ليس لهم قدمٌ راسخٌ في العلم ، قد اغترّوا ببعض رواياتٍ إسرائيليةٍ باطلةٍ مكذوبة ، لا يصحُّ أن تروى بَلْهَ أن تذكر في كتب التفسير ، وقد نبه عليها العلماء الأثبات ، والحفّاظ الثقات ، لأنها تصادِمُ النصوص القرانية الكريمة ، وتتنافى مع عصمة الأنبياء الأطهار.
وهذا النصُّ الذي فُسّرَ تفسيراً خاطئاً لا يتفق مع عصمة الأنبياء ، ولا ينسجِمُ مع النصوص القرانية الأخرى هو قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24]. لقد فسروا الهمَّ من يوسف على أنّه مطاوعةٌ منه لامرأة العزيز ، وعزمٌ على قربانها ، وفسّروا البرهانَ على أنّه الصورة التي ظهرَ بها والده يعقوب عليه السلام وهو يعضُّ على أنامله ، حتى تركَ يوسفُ ذلك العمل القبيح ، وهذا التأويلُ باطلٌ ، ولا يجوزُ بحالٍ من الأحوالِ.
وقد نبّه كثيرٌ من المفسرين إلى أمثال هذه الإسرائيليات ، وبيّنوا بطلانها ، لئلا ينخدعَ بعضُ المسلمين بها ، فيظنوا أنّها أخبارٌ حقيقة موثوقة.
إنَّ الاية الكريمة لها مفهومٌ دقيق ، ينبغي ألاّ يغفل عنه واسعُ العلم ، دقيقُ البصر ، ذلك أنَّ الهم الذي وقع من امرأة العزيز كان هَمَّ سوءٍ ، كانت تدعوه إلى نفسها من أجل عمل الفاحشة ، ومن أجل ذلك راودته عن نفسها ، بعد أن أحكمت إغلاقَ الأبوابِ ، وحاصرته في الدار ، كما قال تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *} [يوسف : 23].

أما الهمُّ الذي كان من يوسف الصديق عليه السلام فلم يكن هَمّ سوء ، ولم يكن عزماً على خيانة أو فاحشة ، وما خطر بباله عليه السلام شيءٌ مما يتوهمه بعض الجهلاء من إرادةِ السوء أو عمل الفاحشة ، وإنّما كان همه أن يدفع عنه هذه المكيدة الخبيثة التي دبرتها له سيدته امرأة العزيز ولهذا نجد المقاومة في موقفه ، والمقاومة العنيفة في حديثه: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}.
فالهم منها غير الهم منه ، همت به طلباً ، وهم بها دفعاً ، كما يقول بعض المفسرين.أو كما قال البعض الاخر: إن الهمّ منها وقع فعلاً ، وأما هم يوسف فكان بالطبع ، أي إنه عليه السلام مال إليها بطبيعته الفطرية مع الامتناع عن مقارفةِ السوء ، والإنسانُ غير مواخذٍ بما تشتهيه نفسُه ، أو يميل إليه طبعه ، ما لم يعزم على فعل الشيء ، وهذا ما فسره النسفي حيث قال: هم عزم هم الطباع مع {هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}
ويرى بعض المفسرين أنّ في الاية تقديماً وتأخيراً ، ويصبح المعنى {لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [ :يوسف: 24] المعنى لولا برهان الله أي عصمته ليوسف لهم بها ، ولكنّ عصمة الله تعالى له حالت دون ذلك الهم. وهذا أرجح الأقوال.
الأدلة على عصمة يوسف عليه السلام:
هناك وجوه عشرة على عصمة يوسف وبراءته عليه السلام من تلك التهمة الشنيعة ، التي نسبها إليه مَنْ لا يعرفُ قدر النبوة ، ولا عظمة الرسالة ، ولا صفات الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهي:
الوجه الأول: امتناعه عليه السلام عن مطاوعةِ امرأة العزيز ، ووقوفه في وجهها بكلِّ صلابة وعزم {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *}.
الوجه الثاني: فِرَارُه عليه السلام من امرأةِ العزيز بعد أن حاصرته ، وضيّقت عليه الخناق ، وراودته عن نفسه بالغصب والإكراه ، ولو كان يوسف همّ بالفاحشة لما فرّ منها ، لأن الذي يريدُ عمل الفاحشة يُقْدِمُ ولا يفر قال تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف : 25].
الوجه الثالث: شهادةُ بعض أقرباء زوجة العزيز ببراءة يوسف ، حيث أشار بفحص ثوبه ، لأنه إذا كان هو الطالِبُ لها وهي الممتنعة ، فإنّ ثوبه سيُشَقُّ من أمام ، وإن كانت هي الطالبةُ ، وهو الممتنعُ الهاربُ منها ، فإنَّ ثوبه سيشقُّ من خلفٍ، قال تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ *فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ *} [يوسف : 26 ـ 28].

الوجه الرابع: تفضيله السجن على الفاحشة: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ *} [يوسف : 33].
وهذا من أعظم البراهين على براءته عليه السلام ، إذ كيف يُعْقَلُ أن يفضِّلَ شخصٌ السجنَ على شيء يرغبه ويتمنّاه ، ولو أنّه استجاب لدعوتها ، وطاوعها على نفسها ، لما لبث في السجن بضعَ سنين بسبب تلك التهمة التي ألحقتها به ، فدعوى هَمّ يوسف بامرأة العزيز باطلٌ ظاهِرُ البطلان ، يدرك ذلك كلُّ منصفٍ درسَ تاريخ هذا النبيِّ الكريم ، وفهم معاني القران.
الوجه الخامس: ثناء الله عز وجل عليه في مواطن عديدة من السورة كما قال تعالى: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ *} [يوسف : 24] ، وقال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ *} [يوسف : 22 ـ 23].
فقد أخبر الله تعالى بأنّه من المحسنين ، وأنّه من عباده المخلصين ، الذين اختارهم الله لنبوته ، وأخلصهم لطاعته وعبادته ، ولا يكونُ ثناءُ الله تبارك وتعالى إلاّ على مَنْ صفت نفسُه ، وطهرت سريرتُه مِنْ كلِّ نية سيئة ، وكل عملٍ قبيح ، فكان من الأطهار المقربين؟.
وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم له أيضاً بالصلاح والتقى وبالطهارة والاستقامة ، قال صلى الله عليه وسلم: «الكريمُ ابنُ الكريم ابنُ الكريم ابنُ الكريم ، يوسفُ بنُ يعقوب بن إسحاقَ بن إبراهيم»، وكفى بذلك شرفاً وفضلاً.
الوجه السادس: اعترافُ امرأة العزيز نفسِها بعصمته وعفّته أمام جمع من نسوةِ المدينة ، كما قال تعالى:
[يوسف: 31 ـ 32]. فهذه شهادةٌ صريحةٌ واضحةٌ على عِفّة يوسف وبراءته ، صدرت من امرأة العزيز نفسها ، التي اتهمته أمام زوجها بإرادة عمل الفاحشة ، ولفظ يدل على الامتناعِ {فَاسْتَعْصَمَ} ، والتحفّظ الشديد ، كأنّه في عصمةٍ من الأمر ، وهو يجتهد في الاستزادة منها ، وهذا بيانٌ على أنَّ يوسف عليه السلام بريءٌ ممّا فسر به بعضُ الناس الهمَّ والبرهان.
الوجه السابع: ظهورُ أماراتِ البراءة على يوسف عليه السلام بالدلائل الواضحة ، والبراهين الساطعة ، أمام جميع الشهود ، ومع ذلك فقد أقدم عزيزُ مصرَ على سجنه ، إيهاماً للناس ، وستراً على زوجته ، قال تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ *} [يوسف : 35].
الوجه الثامن: استجابةُ الله عزّ وجلّ لدعوة يوسف حين طلب من ربّه أن يصرفَ عنه كيدهن ومكرهن الخبيث به ، ولو كانت له رغبةٌ في مطاوعة زوجة العزيز لما طلبَ من الله أن يصرِفَ عنه كيدهنّ ، وفي ذلك يقول الله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} [يوسف : 34].
الوجه التاسع: عدم قبول يوسف الخروجَ من السجن حتى تظهرَ براءته أمامَ الناس جميعاً ، وذلك يدلُّ على منتهى شهامته وعفته ونزاهته ، ولولا ذلك لما فضل البقاء في السجن بعد أن مكث فيه سبعَ أو تسعَ سنوات ، ولاقى فيه الشدائدَ ، فلم يقبل الخروجَ من السجن حتى يقرَّ الجميعُ ببراءته ، وتتنزّه ساحتُه من تلك التهم الشنيعة: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ *} [يوسف : 50].
الوجه العاشر: وأخيراً الاعترافُ الواضح الصريحُ من النسوة ومن امرأة العزيز التي اتهمته بنفسها ، وذلك لا يدعُ ذرةً من شك في براءة يوسف ونزاهته وعصمته ممّا نُسِبَ إليه ، وذلك حين جمعَ الملك النسوة ، وسألهن عن يوسف الصديق ، فأجبنه بجوابٍ صريحٍ قاطع ، قال تعالى: {نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ *} [يوسف : 51 ـ 52].

يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب :
الإيمان بالرسل والرسالات
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
رد مع اقتباس
  #566  
قديم 25-06-2020, 02:18 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #567  
قديم 26-06-2020, 12:05 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 1egy1 مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
وإياكم أخى الكريم بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #568  
قديم 26-06-2020, 12:06 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء a مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
وإياكم حبيبنا الغالي ابو إسراء بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #569  
قديم 26-06-2020, 12:07 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,294
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

شبهات حول عصمة الأنبياء: يونس عليه السلام

الحلقة: الخامسة عشر

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1441 ه/ يونيو 2020

قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ *} [الانبياء : 87 ـ 88] وقد سُمّيَ يونُسُ (ذا النون) كما سُمِّي (صاحبَ الحوت) في قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم : 48] ، لأنه عاش في بطن الحوت فترةً ، وبقى فيها حياً بإذن الله.
واللطيفُ أنَّ القران اعتبرها صحبةً بين يونسَ والحوت! وكأنَّ الحوتَ عندما ابتلعَ يونس عليه السلام كان صاحِباً مساعِداً له ، ابتلعه لِحِرْصهِ وإشفاقه عليه ، لأنّه خافَ أن تأكله باقي الحيتان والأسماك ، فأنقذه منهم بابتلاعه ، بهدف حمايته ، لا بهدفِ أكله ، ولهذا صارت بينهما صحبة.
وقد أخبرنا الله أنّ ذا النون عليه السلام ذهبَ مغاضباً {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} ، و: اسمُ {مُغَاضِبًا} ، فعله الماضي رُباعي (غاضَبَ) والألف في الفعل ألفُ مفاعلة ، تدل على المشاركة.
والمشاركة تدل على أنّ الغضبَ كان بين الطرفين: الطرف الأول هو يونس عليه السلام ، لكنْ مَنْ هو الطرفُ الثاني؟ ذهب ناقلو الإسرائيليات إلى أنَّ الطرف الثاني هو الله سبحانه ، أي يونس عليه السلام غادرَ قومه ، وذهبَ عنهم مغاضباً لربّه ، قالت الإسرائيليات: غضب يونس من ربه ، لأنه لم يوقع العذابَ على قومه خلال ثلاثة أيام ، ممّا جعله يبدو أمامهم كاذباً ، وغضبَ الله منه ، لأنّه غادرهم بدون إذن منه ، وهذا فعلٌ لا يجوز أن يصدرَ عن مسلمٍ صالح ، فكيف يصدرُ عن نبي كريم؟
لقد كانت المغاضبةُ بين يونس عليه السلام وبين قومه الكافرين: غضب هو منهم ، لأنّهم رفضوا دعوته ، وأصرّوا على الكفر ، وغضبوا هم منه ، لأنه أنذرهم العذاب ، وأخبرهم أنّه سيقع بهم بعد ثلاثة أيام.
فالمغاضبةُ كانت لقومه ، والمعاتبة كانت لعدم الصبر ، ولخروجه من بين قومه بغير إذنٍ من الله ، ولهذا أمرَ اللهُ رسولَه الكريم صلى الله عليه وسلم أن يصبرَ على تكذيبِ المشركين ، وألا يكونَ ضيّقَ الصدر ، قليلَ الصبرِ ، كما كان شأنُ يونس عليه السلام مع قومه ، حيث ضربه الله تعالى مثلاً فقال عز ومن قائل: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ *لَوْلاَ أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ *فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ *} [القلم : 48 ـ 50].
وقوله تعالى: جواب ومعلوم أن في اللغة العربية هي حرف امتناع {} ، أي إنّها تفيدُ امتناعَ الجوابِ لوجود الشرط.
ومعنى الاية الكريمة: لولا أنّ الله أنعم عليه بإجابة دعائه ، وقبول عذره ، لنبذ من بطن الحوت أي: الفضاء وهو مذموم أي: معاتَبٌ {بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ *} ، لكنّه رُحِمَ فنبذَ غيرَ مذموم.
وأما معنى قوله تعالى: ظنّ يونس أن الله لن يضيّق عليه بإبقائه عند هؤلاء {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} ، المنتظرين للعذاب ، وسيوجّهه إلى قوم اخرين يدعوهم إلى الله.
فالتقدير هنا: التضييقُ ، ومنه قوله تعالى: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} [سبأ : 11] أي: ضيق في الدرع لتكونَ الفتحةُ على قدر المسمار.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أرسل لي معاويةُ بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فقال لي: لقد ضربتني أمواجُ القران. قلت: بماذا؟ قال: في قوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ} ، أيظنُّ عبدٌ من عبيدِ الله أنَّ اللهَ لا يقدِرُ عليه ، فضلاً عن نبيٍّ من الأنبياء؟ قلت له: ليس ذلك من القُدْرَةِ ، إنّما ذلك من التقدير بمعنى التضييق ، قال تعالى: }فَقَدَرَ عَلَيّهِ رِزقَهُ{ أي ضيق عليه رزقه.
والذي فعله يونس عليه السلام خلافُ الأولى ، وعَمِلَ ما يستحق عليه اللوم من الله ، ولذلك قال تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ *} [الصافات : 142].
وفرقٌ بين اللوم والعقاب: العقاب يكونُ عن وقوع في ذنب ، بترك واجب ، أو فعل حرام ، أمّا اللومُ فإنه يكون عن فعل خلافِ الأولى ، مع جواز ذلك الفعل ، لامَ الله يونُسَ ، لأنه فعل خلافَ الأولى ، وقدّر له أن يَمُرَّ بتلك المحنة الشديدة.
وكانت المحنةُ الأولى ابتلاءً من الله له ، والابتلاءُ لا يكونُ بسبب الذنوب دائماً ، فقد يكونُ بهدف رفع درجات المبتلى عند الله ، ومن هذا الباب ابتلاءُ الأنبياء ، كما كانت محنةُ يونس عليه السلام درساً وعبرةً للمؤمنين من بعده ، وأخبرنا الله عنها في القران ، لنقف عندها متدبّرين ، ونأخذَ منها العبرة والعظة ، ونأخذ منها دروساً في العقيدة والإيمان والإقبال على الله ، واللجوء إليه ، والاعتماد عليه عند المحن والمصائب والابتلاءات.
وصف يونس عليه السلام نفسه بالظلم:
عندما وجد يونُسُ نفسَه في الظلمات ، أقبل على الله ، ذاكراً مسبّحاً ، داعياً متضرّعاً ، وكان تسبيحُه ودعاؤه سبباً لنجاته ، قال تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} [الصافات : 143 ـ 144].
أي: سبب نجاته أن سبّح الله في بطن الحوت ، ولو لم يسبّحِ اللهَ لهضمه الحوتُ ، وحوله إلى غذاءٍ له ، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *} [الانبياء : 87] ، وفي وَصْفِ يونسَ عليه السلام لنفسِه بالظلم . هذا معناه أنّ يونس عليه السلام أدركَ وهو في بطن الحوت أنّه تسرّع بالخروج من {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *} ، قبل توجيه الله له ، وأنّ الله عاتبٌ عليه ، ولامه من أجل ذلك ، وقدّر أن يوقع به هذا البلاء ، ويمتحنه بهذه المحنة ، وعند ذلك انطلق لسانُه بأنه كان ظالماً في فعله وتصرفه وخروجه ، وطلب من الله أن يتجاوزَ عن ظلمه ، وهذا من بابِ شعوره بالتقصير في حق الله ، وحيائه من الله ، وطلبه تفريج الهم والكرب والضيق ، فهذا الاعترافُ منه من بابِ ذكره لله وتوسله إليه.

يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب :
الإيمان بالرسل والرسالات
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book94(1).pdf
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:33 PM.