اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > معلمي مصر > منتدى معلمى التربية والتعليم

منتدى معلمى التربية والتعليم ملتقى معلمى التعليم العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2010, 04:22 AM
الصورة الرمزية ammorrrr
ammorrrr ammorrrr غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 95
معدل تقييم المستوى: 16
ammorrrr is on a distinguished road
افتراضي

اللهم تقبل منا واهدنا الى الخير
__________________
من جد وجد ومن زرع حصد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-09-2010, 05:17 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

الى هذا المدعو الليثى :
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أقسام:
(1) أن يتوسل بالإيمان به وإتباعه، فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول: "اللهم آمنت بك وبرسولك فاغفر لي" وهذا لا بأس به، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى: {ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} [آل عمران:193]. ولأن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً. (وهذا جائز في حياته وبعد مماته).

(2) أن يتوسل بدعائه، أي بأن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له فهذا جائز في حياته ( لا بعد مماته لأنه بعد مماته متعذر)، وهذا النوع -أي التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم- هو الذي جاء في قصة توسل الأعمى. انظر جامع الترمذي (3578)، وسنن ابن ماجه (1385).

(3) أن يتوسل بجاهه ومنزلته عند الله، فهذا لا يجوز لا في حياته ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة، إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله. [ابن عثيمين، الفتاوى (2/343-348)]. فلم يرو عن الصحابة ولا عن أحد من أئمة الدين أو علماء المسلمين المقتدى بهم ولا نُقل أن أحداً منهم قال: "اللهم إني أسألك بحق نبيك أو أنبيائك أو بجاه أو حرمة فلان أو أتوسل إليك بنبيك" ونحو هذا، ولم يفعلوه في الاستسقاء ولا في غيره، لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا عند قبر غيره، ولم يرد هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما نقله المتأخرون الذين وقعوا في الغلو والشرك، وينقلون في ذلك أحاديث ضعيفة أو موضوعة لا تقوم بها حجة، [الكنز الثمين (1/315/316)].

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/202) عن أبي حنيفة وأصحابه أنهم صرحوا عن ذلك، وقالوا: لا يسأل بمخلوق، ولا يقول أحد: أسألك بحق أنبيائك، ثم نقل عن أبي حنيفة قال: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: بمعاقد العز من عرشك أو بحق خلقك. وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله أن القول بجواز الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وانعقاده قول ضعيف شاذ وكذا ما بني عليه من جواز القسم على الله به وما يناسبه من التوسل به كذلك، وما قاله شيخ الإسلام هو الصواب، وهو قول جمهور أهل العلم، وهو مقتضى الأدلة الشرعية، والله ولي التوفيق. [اللجنة الدائمة (1/225)].

وما نقل (ابن تيمية عن الإمام أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بصيغة التمريض فلا نعلم له طريقاً صحيحاً عن الإمام أحمد رحمه الله ولو صح عنه لم يكن به حجة بل الصواب ما قال غيره في ذلك وهم جمهور أهل السنة؛ لأن الأدلة الشرعية في ذلك معهم [اللجنة الدائمة (1/530)].

وكذلك مَنْ نقل عن مالك أنه جوز سؤال الرسول أو غيره بعد موتهم، أو نقل ذلك عن إمام من أئمة المسلمين غير مالك -كالشافعي وأحمد وغيرهما- فقد كذب عليهم ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك، ويستند إلى حكاية مكذوبة عن مالك ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذي فيها هو هذا، بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة، بأن يدعو المسلم ربه عز وجل أن يشفع فيه نبيَّه صلى الله عليه وسلم وهذا هو المشروع) [فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (1/255)].

http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=33553
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-09-2010, 05:21 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

أما بخصوص الحديث الذى ذكرت عن عمر رضى الله عنه :

قال ابن أبي شيبة في مصنفه (12/31) :
حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال : وكان خازن عمر على الطعام قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقيون وقل له : عليك الكَيس ! عليك الكَيس ! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه .
وقد أخرجها البيهقي في دلائل النبوة (7/47) .
وقد اغتر بعض الناس بكلام الحافظ ابن حجر في الفتح (2/575) الذي نصه : وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة .
وقد رد العلماء على الحافظ ابن حجر هذا القول .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - في التوسل (ص132) : لا حجة فيها ، لأن مدارها على رجل لم يسمَّ فهو مجهول أيضا ، وتسميته بلالا في رواية سيف لا يساوي شيئا ، لأن سيفا هذا هو ابن عمر التميمي ، متفق على ضعفه عند المحدثين بل قال ابن حبان فيه : يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا : إنه كان يضع الحديث ، فمن كان هذا شأنه لا تُقبل روايته ولا كرامة لاسيما عند المخالفة .ا.هـ.
وقد علق العلامة ابن باز - رحمه الله - على الفتح (2/575) على كلام الحافظ عند تصحيحه للأثر فقال :
هذا الأثر على فرض صحته كما قال الشارح ليس بحجة على جواز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لأن السائل مجهول ولأن عمل الصحابة رضي الله عنهم على خلافه وهم أعلم الناس بالشرع ولم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها بل عدل عمر عنه لما وقع الجدب إلى الاستسقاء بالعباس ولم يُنكر ذلك عليه أحد من الصحابة فعُلم أن ذلك هو الحق وأن ما فعله هذا الرجل منكر ووسيلة إلى الشرك بل قد جعله بعض أهل العلم من أنواع الشرك .
وأما تسمية السائل في رواية سيف المذكور بلال بن الحارث ففي صحة ذلك نظر ، ولم يذكر الشارح سند سيف ، وعلى تقدير صحته عنه لا حجة فيه ، لأن عمل كبار الصحابة يخالفه وهم أعلم بالرسول وشريعته من غيرهم والله أعلم .ا.هـ.
وفي كلام هذين العالمين كفاية لنسف القصة وردها ، نسأل الله أن يجنبنا وسائل الشرك وطرقه ، آمين
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-09-2010, 05:26 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

وإليك هذا الرد الذى ينسف القصة من جذورها
ومما يدل على نكارة المتن ما جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا قال فيسقون.

فهذه هي عادة عمر رضي الله عنه .

ومن أقوى العلل للحديث كون ذكوان السمان لايعرف له سماع من مالك الدار

ومتن هذه القصة فيه نكارة
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت عائشة رضي الله عنها قبل أن يدخله يزيد بن الوليد في المسجد.

فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل في المسجد بل كان في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولم تتوقف على الدخول اليها لتغيير ملابسها إلا بعد دفن عمر رضي الله عنه فيها
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;

آخر تعديل بواسطة Mr.Trueman ، 08-09-2010 الساعة 05:30 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-09-2010, 05:32 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

أما ما ينقله القبوريون عن شيخهم الجفري لا بارك الله له:
يقول الجفري: يشتد القحط فيأتي كما ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني ، في فتح الباري ، في المجلد الثاني ، في كتاب الاستسقاء ، ورواه البيهقي والحاكم وابن خزيمة بسند صحيح ، أن بلال بن الحارث المزني ، وهو من أصحاب المصطفى ، جاء إلى قبر رسول الله ، في سنة مقحطة في عهد عمر ، ووقف على القبر الشريف ، وقال يا رسول الله لقد هلك .......

أولاً ـ لكي تعلموا مدى أمانة النقل عند الداعية علي الجفري ، وكيف أنه يستخف بعقول من يخاطب ، أفيدكم بأنه قد كذب على الحاكم ، وعلى ابن خزيمة ، لأن أحداً منهما لم يرو هذا الحديث في أي من كتبهما ، ولم ينقله أحد عنهما .!!!!!!

ثانياً ـ إن الذي في فتح الباري ، مخالف لما نقله الجفري ، ففي فتح الباري /2ـ495/ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وروى ابن أبي شيبة ، بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار ، وكان خازنَ عمر ، قال: أصاب الناسَ قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله استسق لامتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام ، فقيل له: ائت عمر .. الحديث ، وقد روى سيف ، في الفتوح ، أن الذي رأى المنام المذكور ، هو بلال بن الحارث المزني ، أحد الصحابة. اهـ. بحروفه

قلت: قال ابن أبي شيبة ، في المصنف ، رقم /31993/ حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ـ وكان خازنَ عمر على الطعام ـ قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله استسق لأمتك ، فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام ، فقيل له: إيت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقون، وقل له: عليك الكيس ، عليك الكيس ، فأتى عمرَ فأخبره ، فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه .

ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ، رواه البيهقي في دلائل النبوة /7ـ47/ .

وفي هذا نقاط:

أولاً ـ عدم تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح ، وهو مدلس ، وعليه يحكم على الإسناد بالانقطاع ، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.

ثانياً ـ إن قولَ الحافظ (بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار) ليس نصاً في تصحيح جميع السند ، بل إلى أبي صالح فقط ، ولولا ذلك لقال بإسناد صحيح ، والعلماء إنما يفعلون هذا لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة ، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله ، لما فيه من إيهام صحته ، خاصة إذا علمنا أن الحافظ ابن حجر ـ وهو سيد من كتب في تراجم الرجال ـ لم يعرف مالك الدار ، ولم يأت له بترجمة ، في أي من كتبه ، وكما أن البخاري في كتابه التاريخ /7ـ304/ وابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل /8ـ213/ لم ينقلا توثيقاً في ترجمته مالك ، عن أي أحد من علماء الجرح والتعديل ، مع كثرة اطلاعهما ، وقال الحافظ المنذري ـ وهو من المتأخرين ـ في كتابه الترغيب والترهيب /2ـ29/: ومالك الدار لا أعرفه.

ثالثاً ـ إن هذه الرواية وعلى فرض صحة السند فيها إلى مالك الدار ، وعلى فرض أن مالك الدار ، ثقة ثبت ، فإنه يرويها عن رجل أتى القبر ... ، وبإبهام هذا الرجل يحكم على السند أيضاً بالانقطاع ، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.

وأما بالنسبة للتصريح بكون بلال بن الحارث ، هو الذي جاء إلى القبر ، فهذا مما لا يصح بمرة ، حيث لم يأت التصريح بكونه بلال بن الحارث ، إلا من طريق سيف بن عمر ، وهو أخباري غير ثقة ، فضلاً عن بقية السند ، والذي فيه ما فيه ، ولكن ما قيل في سيف وحده يكفي لرد السند أصلاً ، وإليكم ما قاله علماء الجرح والتعديل ، في سيف .

قال الحافظ الذهبي ، في ميزان الاعتدال /3ـ353/ في ترجمة سيف بن عمر: إن يحيى بن معين ، قال فيه: فِلسٌ خيرٌ منه ، وقال أبو داود: ليس بشيء ، وقال أبو حاتم: متروك ، وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة ، وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر ، وقال مكحول البيروتي: كان سيف يضع الحديث ، وقد اتهم بالزندقة .

وقال ابن الجوزي في كتابه ، الضعفاء والمتروكين /2ـ35/ رقم: 1594: سيف بن عمر الضبي ، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث ، فِلسٌ خير منه ، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث ، وقال النسائي والدارقطني: ضعيف ، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات ، وقال إنه يضع الحديث. اهـ

ومن أراد مراجعة سند سيف بن عمر ، فليراجع ، تاريخ الطبري /2ـ508/ والبداية والنهاية /7ـ104/.
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-09-2010, 05:44 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعد وبعد

يستدل الصوفية بقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } [النساء : 64] على جواز الاستغاثة بغير الله تعالى وهنا في نذكر رد العلماء المحدث محمد بشير السهسواني الهندي على هذه الاستدلال من كتابه صيانة الانسان عن وسوسة الشيخ دحلان [ ص 26 فما بعدها ] الذي يريد فيه على الشيخ أحمد زيني دحلان وهذا نص الرد :

وقوله: "أما الكتاب فقوله تعالى:  وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ . الخ.

أقول: في هذا الاستدلال فساد من وجوه:

(الأول) : إن قوله دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم، ماذا أراد به ؟ إن أراد حث جميع الأمة فغير مسلم، فإن الآية وردت في قوم معينين كما سيأتي، وليس هناك لفظ عام حتى يقال العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص المورد، بل الألفاظ الدالة على الأمة الواقعة في هذه الآية كلها ضمائر، وقد ثبت في مقره أن الضمائر لا عموم لها ، ولذا لم يتشبث أحد من المستدلين بهذه الآية على القربة من التقي السبكي والقسطلاني وابن حجر المكي بعموم اللفظ، حتى إن صاحب الرسالة( 12) أيضاً لم يذكره. وأما ما قال صاحب الرسالة تبعاً للتقي السبكي والقسطلاني وابن حجر المكي من أن الآية تعم بعموم العلة ففيه أنه على هذا التقدير لا يكون الدليل كتاب الله بل القياس، وقد فرض أن الدليل كتاب الله، على أن المعتبر عند من يقول بحجة القياس قياس المجتهد الذي سلم اجتهاده الجامع للشروط المعتبرة فيه المذكورة في علم الأصول، وتحقق كلا الأمرين فيما نحن فيه ممنوع، كيف وصاحب الرسالة من المقلدين، والمقلد لا يكون من أهل الاجتهاد، مع أن الاجتهاد عند المقلدين قد انقطع بعد الأئمة الأربعة، بل المقلد لا يصلح لأن يستدل بواحد من الأدلة الشرعية، وما له وللدليل ؟ فإن منصبه قبول قول الغير بلا دليل، فذكرُ صاحب الرسالة الأدلة الشرعية هناك خلاف منصبه، وإن أراد حث بعض الامة فلا يتم التقريب.

و(الثاني) : أن صاحب الرسالة جعل المجيء إليه صلى الله عليه وسلم الوارد في الآية عاماً شاملاً للمجيء إليه صلى الله عليه وسلم في حياته وللمجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم بعد مماته، ولم يدر أن اللفظ العام لا يتناول إلا ما كان من أفراده، والمجيء إلى قبر الرجل ليس من أفراد المجيء إلى عين الرجل، ولا يفهم منه أصلاً أمر زائد على هذا، فإن ادعى مدع فهم ذلك الأمر الزائد من هذا اللفظ فنقول له: هل يفهم منه كل أمر زائد، أو كل أمر زائد يصح إضافته إلى الرجل، أو الأمر الخاص أي القبر ؟

والشق الأول مما لا يقول به أحد من العقلاء.

فإن اختير الشق الثاني يقال: يلزم على قولك الفاسد أن يطلق المجيء إلى الرجل على المجيء إلى بيت الرجل وإلى أزواجه وإلى أولاده وإلى أصحابه وإلى عشيرته وإلى أقاربه وإلى قومه وإلى أتباعه وإلى أمته وإلى مولده وإلى مجالسه، وإلى آباره وإلى بساتينه، وإلى مسجده وإلى بلده وإلى سككه وإلى دياره، وإلى مهجره، وهذا لا يلتزمه إلا جاهل غبي، وإن التزمه أحد فيلزمه أن يلتزم أن الآية دالة على قربة المجيء إلى الأشياء المذكورة كلها، وهذا من أبطل الأباطيل.

وإن اختير الشق الثالث فيقال: ما الدليل على هذا الفهم ؟ ولن تجد عليه دليلاً من اللغة والعرف والشرع، أما ترى أن أحداً من الموافقين والمخالفين لا يقول في قبر غير قبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أحد أنه جاء ذلك الرجل، ولا يفهم أحد من العقلاء من هذا القول أنه جاء قبر ذلك الرجل.

فتحصل من هذا أن المجيء إلى الرجل أمر، والمجيء إلى قبر الرجل أمر آخر، كما أن المجيء إلى الرجل أمر، والمجيء إلى الأمور المذكورة أمور أخر، ليس أحدها فرداً للآخر.

إذا تقرر هذا فالقول بشمول المجيء إلى الرسول: المجيء إلى الرسول والمجيء إلى قبر الرسول، كالقول بشمول الإنسان الإنسان والفرس، وهذا هو تقسيم الشيء إلى نفسه وإلى غيره، وهو باطل بإجماع العقلاء، وهكذا جعل الاستغفار عنده عاماً شاملاً للاستغفار عند القبر بعد مماته، مع أن الاستغفار عند قبره ليس من أفراد الاستغفار عنده.

فإن قلت: لا نقول إن المجيء إليه صلى الله عليه وسلم شامل للمجيء إليه في حياته وللمجيء إلى قبره بعد مماته حتى يرد ما أوردتم، بل نقول إن المجيء إليه شامل للمجيء إليه في حياته الدنيوية المعهودة والمجيء إليه في حياته البرزخية، ولما كان المجيء إليه في حياته البرزخية مستلزماً للمجيء إلى قبره ثبت من الآية المجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم الذي هو المسمى بزيارة القبر.

قلنا: لا سبيل إلى إثبات الحياة البرزخية من لغة ولا عرف، فلا يفهم من هذا اللفظ – بحروف اللغة والعرف – إلا المجيء إليه في حياته الدنيوية المعهودة، فلا يكون المجيء إليه في حياته البرزخية فرداً للمجيء إليه بحسب اللغة والعرف، إنما تثبت الحياة البرزخية ببيان الشرع، لكن يبقى الكلام في أن كون المجيء إليه في حياته البرزخية فرداً من المجيء إليه هل يثبت من الشرع أم لا ؟ وعلى مدعي الثبوت البيان، وفي أن المجيء إلى قبره هو عين المجيء إليه في حياته البرزخية أو مستلزم له أم لا ؟ وعلى المدعي الدليل، لم لا يحوز أن لا يكون المجيء إلى قبره عين المجيء إليه في حياته البرزخية ولا مستلزماً له بل يتوقف المجيء إليه في حياته البرزخية على أن يموت الجائي وينتقل إلى عالم البرزخ، فلابد من نفي هذا الاحتمال بدليل من الشرع، ويؤدي هذا أنا إذا قلنا جئنا زيداً، إنما نريد به أنا جئنا إلى مكان يُرى منه زيد ويسمع كلامه بحسب العادة، والمجيء إلى القبر ليس مجيئاً إلى مكان يُرى منه المقبور ويسمع كلامه، ويسمع المقبور كلام الجائي، أما تعلم أن الحي لو دفن في القبر كما يدفن الميت لن يرى أصلاً ولن يسمع كلامه، ولا هو يسمع كلام الجائي، وأما سماع الموتى خفق نعالنا وغير ذلك مما ثبت في الأحاديث فليس بحسب العادة، إنما هو بإسماع الله تعالى، يخلق قوة فيه هي خارجة عن العادة، أو بطريق آخر لا علم لنا بتعيينه، إنما نجزم أنه بطرق غير عادي.

يرشدك إلى هذا أن الزوار لا يرون المقبور ولا يسمعون كلامه، والمقبور يرى الزائر ويسمع كلامه، وهذا أدل دليل وأوضح برهان على أن رؤية المقبور وسماعه ليس بطريق عادي بل بطريق غير عادي، وإلا لسمع الزائر أيضاً كلام المقبور ورآه، على أن المجيء إليه قد انقطع بعد موته كما انقطع سائر الأحكام التي سيأتي ذكرها في الوجه الثالث، والفرق بين المجيء إليه وسائر الأحكام لا يقبل بغير بيان فارق شرعي، وأنى لك ذلك ! وأما ما قال السبكي في تعليله وتبعه القسطلاني تعظيماً له فيرد عليه أنه على هذا يلزم أن لا تنقطع جميع الأحكام المذكورة أيضاً تعظيماً له، على أنه ما الدليل على أن التعظيم يوجب عدم انقطاع هذا الحكم بالموت من كتاب وسنة ؟!

و(الثالث) : أن قوله "وهذا لا ينقطع بموته" قول لا دليل عليه، فإن انقطاع هذا الحكم لا استبعاد فيه، كما أن سائر الأحكام – من الإمامة الصغرى والكبرى، والجهاد، والصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحريض المؤمنين على القتال، والمشاورة،وتجهيز الجيوش، وحفظ الثغور – قد انقطعت بعد موته، فإن زعم زاعم أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره فما معنى انقطاعه بعد الموت ؟ إن الحياة البرزخية هل هي مساوية للحياة الدنيوية في كل الأحكام عندكم أم لا ؟ والأول بديهي البطلان لإطباق الأمة على انقطاع الأحكام المذكورة من الإمامة الصغرى وغيرها، وعلى الثاني فلا استبعاد في انقطاع حكم المجيء إليه بعد موته صلى الله عليه وسلم.


-------------
(12) أي رسالة دحلان المردود عليها.
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;

آخر تعديل بواسطة Mr.Trueman ، 08-09-2010 الساعة 05:47 AM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-09-2010, 05:48 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

(الرابع) قوله : "فأما استغفاره صلى الله عليه وسلم فهو حاصل لجميع المؤمنين بنص قوله تعالى: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ . فاسد.

بيانه أن المراد باستغفار الرسول الواقع في آية: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ } . الاستغفار بعد وقوع الظلم استغفاراً مستأنفاً، فإن "استغفر" [ في قوله ] { وَاسْتَغْفَرَ لَهُـمُ الرَّسُولُ }. معطوف على {فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ }. وهو الظاهر، أو على{جَاءُوكَ } كما زعم السبكي في شفاء السقام، وعلى كلا التقديرين يكون بعد وقوع الظلم، أما على المعطوف عليه، فيكون استغفر لهم الرسول متأخراً عن جاءوك، وجاءوك متأخراً عن الظلم، والمتأخر عن المتأخر عن الشيء متأخر عن ذلك الشيء، وأما على الثاني فلأن استغفر لهم الرسول على هذا التقدير معطوف على جاءوك والمعطوف في حكم المعطوف عليه، وجاءوك متأخر عن الظلم فاستغفار الرسول متأخر عن الظلم، فعلم بذلك أن الاستغفار العام المأمور به صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } لا يكفي فيما هنالك، وتدل عليه الآية الأخرى والسنة:

أما الآية فقوله تعالى في سورة الممتحنة: { إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . فعلم أن الاستغفار العام المأمور به صلى الله عليه وسلم لا يكفي بل كان صلي الله عليه وسلم مأموراً باستغفار آخر وقت أخذ البيعة والتوبة من الشرك والمعاصي.

وقوله تعالى في سورة الفتح: {سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا }. وقوله تعالى في سورة المنافقين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } .

فإن هاتين الآيتين تدلان على أن المسلمين كانت عادتهم أن أحدهم متى صدر منه ما يقتضي التوبة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله فعلتُ كذا وكذا فاستغفر لي، وكان هذا فرقاً بينهم وبين المنافقين، وهذا الاستغفار كان غير ما أُمر به صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:  { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }.

وأما السنة فما روى عن كعب بن مالك حين تخلف عن غزوة تبوك في حديث طويل فيه: فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبداً بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً – وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس – فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله، وفي ذلك الحديث: وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنباً قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك الحديث قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه. رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري، فعلم من هناك أنه كان من عادته صلى الله عليه وسلم أنه إذا جاءه مذنب وتاب واستغفر يستغفر له النبي صلى الله عليه وسلم استغفاراً مستأنفاً، ولا يقنع بالاستغفار العام.

على أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }. بالاستغفار لأهل الإيمان، وآية أخرى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ }. الآية. وردت في شأن المنافقين، فالاستغفار الذي فعله صلى الله عليه وسلم بامتثال قوله تعالى : {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }. لا يكون شاملاً للاستغفار لأهل النفاق، بل قد نهى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم عنالاستغفار للمنافقين فقال تعالى : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } . وقال تعالى : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ }. وقال تعالى : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ } . فلابد من أن يراد باستغفار الرسول – الذي ورد في شأن المنافقين – غير ما ورد في قوله تعالى : {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} . فإن المنافقين داخلون في آية: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ }. دخولاً أولياً، وإن سلم دخول غيرهم فيها بعموم العلة وما ضاهاه دخولاً ثانوياً.

وههنا نظر وعنه جواب فتأمل. وهكذا فهم جمهور أهل التفسير من الاستغفار الاستغفار الخاص ولم يقل أحد منهم إن الاستغفار العام يكفي هاهنا، قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ }. بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك جاءوك  متوسلين إليك متنصلين عن جناياتهم ومخالفاتهم  فاستغفروا الله . لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعاً فاستغفرت لهم.

وقال الإمام الرازي في مفاتيح الغيب: يعني أنهم عندما ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت والفرار من التحاكم إلى الرسول جاءوا الرسول وأظهروا الندم على ما فعلوه وتابوا عنه واستغفروا منه واستغفر لهم الرسول بأن يسال الله أن يغفر لهم عند توبتهم: {لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }. انتهى.

وقال أيضاً (المسألة الثانية) لقائل أن يقول: أليس لو استغفروا الله وتابوا على وجه صحيح لكانت توبتهم مقبولة ؟ فما الفائدة في ضم استغفار الرسول إلى استغفارهم ؟
(قلنا) الجواب عنه من وجوه : (الأول) أن ذلك التحاكم إلى الطاغوت كان مخالفة لحكم الله، وكان أيضاً إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإدخالاً للغم في قلبه، ومن كان ذنبه كذلك وجب عليه الاعتذار عن ذلك الذنب كغيره، فلهذا المعنى وجب عليهم أن يطلبوا من الرسول أن يستغفر لهم. (الثاني) : أن القوم لما لم يرضوا بحكم الرسول ظهر منهم ذلك التمرد، فإذا تابوا وجب عليهم أن يفعوا ما يزيل عنهم ذلك التمرد، وما ذاك إلا بأن يذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه الاستغفار.اه‍.

وقال أبو السعود: جاءوك من غير تأخير، كما يفصح عنه تقديم الظرف متوسلين بك في التنصل عن جناياتهم القديمة والحادثة، ولم يزدادوا جناية على جناية بالقصد إلى سترها بالاعتذار الباطل، والأيمان الفاجرة، فاستغفروا الله بالتوبة والإخلاص، وبالغوا في التضرع إليك حتى انتصبت شفيعاً لهم إلى الله تعالى واستغفرت لهم. اه‍.

وقال في المدارك(13) : ولو وقع مجيئهم في وقت ظلمهم مع استغفارهم واستغفار الرسول لوجدوا الله تواباً. اه‍. وقال البيضاوي: فاستغفروا الله بالتوبة والإخلاص، واستغفر لهم الرسول واعتذروا إليك حتى انتصبت لهم شفيعاً. اه‍.

وقد علم من تلك العبارات أن عامة أهل التفسير قد فهموا من الآية أن استغفار الرسول يكون بعد استغفارهم. وأما ما قال السبكي في شفاء الأسقام: وليس في الآية ما يعين أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم بل هي محتلمة والمعنى يقتضي بالنسبة إلى استغفار الرسول أنه سواء تقدم أم تأخر فإن المقصود إدخالهم بمجيئهم واستغفارهم تحت من يشمله استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يحتاج إلى المعنى المذكور، إذا جعلنا {واستغفر لهم الرسول }. معطوفاً على {فاستغفروا الله }  أما إن جعلناه معطوفاً على  { جاءوك } لم يحتج إليه. هذا آخر ما في الشفاء(14)، ففيه نظر من وجوه :

( الأول ) أن عامة المفسرين قد فهموا من الآية أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم، فالقول بأن ليس في الآية ما يعين أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم تخطئة للجمهور ومخالفة لهم.

( الثاني ) أن تقديم استغفارهم على استغفار الرسول في الآية يستدعي أن يكون استغفارهم قبل استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن الشافعية استدلوا على وجوب الترتيب في الوضوء بالترتيب المذكور في الآية والسبكي أيضاً منهم، ويقويه ما ورد عن جابر بن عبدالله في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: "ابدءوا بما بدأ الله به". أخرجه النسائي.

و (الثالث) أنه لو سلم أنه ليس في الآية ما يعين أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم، فلا شك أن في الآية ما يعين أن يكون استغفار الرسول بعد وقوع الظلم منهم، وهذا القدر يكفي لإثبات مرامنا، فإنه يدل دلالة واضحة على أن الاستغفار العام غير كاف فيما هنالك.

و (الرابع) أن في قوله (15)أما إن جعلناه معطوفاً على { جاءوك } لم يحتج إليه اه‍ فإن ذا العطف لا يضرنا أصلاً، فإنه يدل على أن استغفار الرسول بعد وقوع الظلم منهم إذا المعطوف في حكم المعطوف عليه، ولا شك أن جاءوك بعد وقوع الظلم منهم.

(الخامس) من وجوه: الأصل أن قوله(16) "فإذا وجد مجيئهم واستغفارهم فقد تكملت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ورحمته". مردود بأنا لا نسلم أنه إذا وجد المجيء إلى القبر واستغفارهم عنده وجدت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ورحمته، فإن الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ورحمته هي المذكورة في الآية، وإنما هي المجيء إليه صلى الله عليه وسلم في الحياة بعد الظلم، واستغفارهم عنده في الحياة بعد الظلم، واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم في الحياة بعد الظلم، وفي زيارة القبر لا يوجد واحد منها.

(السابع) قوله: "وقد علم من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم أنه لا يترك ذلك لمن جاءه مستغفراً ربه، ظن محض وتخمين صرف ليس عليه أثارة من كتاب ولا سنة فلا يسمع، على أن لنا أن نعارض فنقول: إنه لو كان استغفاره لمن جاءه مستغفراً بعد موته ممكناً أو مشروعاً لكان كمال شفقته ورحمته يقتضي ترغيبهم في ذلك وحضهم عليه، ومبادرة خير القرون إليه، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرغب في ذلك، ولم يبادر خيرُ القرون إليه، فتبين أن الاستغفار بعد موته صلى الله عليه وسلم ليس ممكناً أو مشروعاً، وهذا التقرير مستفاد من الصارم(17).

(الثامن) قوله: "والآية الكريمة وإن وردت في قوم معينين في حال الحياة تعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في حال الحياة وبعد الممات.

قلت: الأمر كما أقر به الخصم في هذا المقام من أن الآية وردت في قوم معينين من أهل النفاق، يدل عليه قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً }. وورد نظر ذلك في حقهم في سورة المنافقين: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ }. ولكن عمومها بعموم العلة قد تقدم ما فيه في الوجه الأول، وبعد تسليم ذلك العموم يقال: إن الآية تعم ما وردت فيه وما كان مثله، فهي عامة في كل منافق قيل له تعالى إلى ما أنزل الله وإلى الرسول فصد عن الرسول صدوداً، وتحاكم إلى الطاغوت، ثم جاء الرسول في حياته فاستغفر الله واستغفر له والرسول في حياته وأما المؤمن الذي عصى فجاء قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فليس مثله.

(التاسع) قوله: "ولذلك فهم العلماء منها العموم للجائين واستحبوا لمن أتى قبره صلى الله عليه وسلم أن يقرأها مستغفراً الله تعالى، واستحبوها للزائر ورأوها من آدابه التي ليس(18) له فعلها، وذكرها المصنفون في المناسك من أهل المذاهب الأربعة.

قلت: هذا مما أورده السبكي في الشفاء ورد عليه العلامة ابن عبدالهادي رحمه الله ف الصارم، فلنذكر هنا عبارة الصارم بلفظها، قال في الصارم "وقوله: ولذلك فهم العلماء من الآية العموم في الحالتين" فيقال له: من فهم هذا من سلف الأمة وأئمة الإسلام ؟ فاذكر لنا عن رجل واحد من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أو الأئمة الأربعة أو غيرهم من الأئمة أو أهل الحديث والتفسير أنه فهم العموم بالمعنى الذي ذكرته أو عمل به أو أشد إليه، فدعواك على العلماء بطريق العموم هذا الفهم دعوى باطلة ظاهرة البطلان. اه‍.

ومن عجائب فهم صاحب الرسالة(19) أنه زعم أن ضمير "حكاها" في الشفاء راجع إلى الآية فقال: وذكر المصنفون. مع أن مرجعه حكاية العتبى، ولفظ الشفاء هكذا: ولذلك فهم العلماء من الآية العموم في الحالتين، واستحبوا لمن أتى إلى قبره صلى الله عليه وسلم أن يتلوا هذه الآية ويستغفر الله تعالى. وحكاية العتبى في ذلك مشهورة، وقد حكاها المنصفون في المناسك من جميع المذاهب. اه‍.

لا يقال إن الغمام مالكاً من الأئمة الأربعة فهم العموم كما سيأتي في حكاية مناظرة الخليفة المنصور والإمام مالك، لأنا نقول: هذه الرواية ليست مما يعتمد عليه كما سيأتي، على أن من فهم العموم فمناطه حكاية الأعرابي وهي ليست بثابتة، كما ستطلع عليه عن قريب(20)

-------------
(13) هو تفسير النسفي.
(14) أي شفاء السقام للسبكي.
(15) أي السبكي في شفائه.
(16) أي المردود عليه دحلان تبعاً للسبكي في شفائه.
(17) يعني الصارم المنكى في الرد على السبكي للحافظ ابن عبدالهادي رحمه الله.
(18) كذا، وصوا به ينبغي بالإثبات لا بالنفي.
(19) أي الشيخ دحلان المردود عليه.
(20) وانظر (التوسل والوسيلة) لابن تيميه طبع السلفية ص67-82 و 154 الخ.


__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-09-2010, 05:49 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

(العاشر) قوله: "ودلت الآية أيضاً على أنه لا فرق في الجائي بين أن يكن مجيئه بسفر أو غير سفر، لوقوع "جاءوك" في حيز الشرط الدال على العموم.

قلت: هذا ذكره ابن حجر المكي في الجوهر المنظم، وهو فاسد. بيانه أن عموم الفل الواقع في حيز الشرط ليس إلا عموم النكرة في موضع الشرط. قال الإمام المحلى في شرحه على جمع الجوامع: لتضمن الفعل المنفي لمصدر منكر. وقال السعد في حاشيته على العضدي: والمحققون من النحاة على أن المراد بتنكير الجملة أن المفرد الذي يسبك منها نكرة، وعموم الفعل المنفي ليس من جهة تنكيره بل من جهة ما يتضمنه من المصدر نكرة، فمعنى "لا يستوي زيد وعمرو" لا يثبت استواء بينهما. اه‍.
وعموم النكرة في موضع الشرط ليس إلا عموم النكرة في موضع النفي، قال السعد في التلويح: يريد أن الشرط في مثل "إن فعلت فعبده حر أو امرأته طالق، لليمين على تحقق نقيض الشرط إن كان الشرط فيها مثل "إن ضربت رجلاً فكذا" فهو يمين للمنع، بمنزلة قولك "والله لأضربن رجلاً"، وإن كان منفياً مثل "إن لم أضرب رجلاً فكذا" فهو يمين للحمل بمنزلة قولك "والله لأضربن رجلاً"، ولا شك أن النكرة في الشرك المثبت خاص يفيد الإيجاب الجزئي فيجب أن يكون في جانب النقيض للعموم والسلب الكلي، والنكرة المنفية عام يفيد السلب الكلي فيجب أن يكون في جانب النقيض للخصوص والإيجاب الجزئي، فظهر أن عموم النكرة في موضع الشرط ليس إلا عموم النكرة في موضع النفي. اه‍.

فتحصل من هذا أن عموم الفعل في سياق الشرط لا يكون إلا في موضع يحصل فيه نكرة في سياق النفي، وهذا لا يحصل إلا في مثل شرط يكون لليمين التي للمنع، ولذا قال السعد في حاشيته على العضدي: قوله "أو في معناه" يعني النكرة الواقعة في الشرط المستعمل موضع اليمين التي للمنع، مثل "إن أكلت فأنت طالق" فإنه للمنع عن الأكل، إذ انتفاء الطلاق مطلوب وذلك بانتفاء الأكل، فهو في معنى لا آكل البتة، وهذا معنى قوله: "إذا ينتفي الطلاق بأن لا يأكل". اه‍.

وقال في التوضيح: والنكرة في موضع الشرط إذا كان مثبتاً عام في طرف النفي، وإنما قيد بقوله إذا كان الشرط مثبتاً، حتى لو كان الشرط منفياً لا يكون عاماً كقوله إن لم أضرب رجلاً فعبدي حر، فمعناه أضرب رجلاً، فشرط البر ضرب واحد من الرجال، فيكون للإيجاب الجزئي. اه‍.

وفي الآية الكريمة كون الشرط لليمين التي للمنع غير مسلم، وأيضاً قد علم أن في قوله "إن لم أضرب رجلاً فعبدي حر" الفعل واقع في سياق الشرط مع أنه ليس عاماً، فالقول بعموم الفعل الواقع ف سياق الشرط عموماً فاسد.

(الحادي عشر) : أن جميع الأمة عصاة مذنبون، وخطّاء ظالمون، ورد في الحديث القدسي "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار"ز رواه مسلم من حديث أبي ذر، وفيه "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته". وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون" رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي، وعن ابن عباس في قوله تعالى:  إلا اللمم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن تغفر اللهم تغفر جما = وأي عبد لك لا ألما " ؟

رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وفي حديث أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم مذنب إلا من عافيت". رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وفي حديث ابن مسعود قال: "لما نزلت:  الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم . شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله، أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس ذاك، إنما هو الشرك". رواه البخاري ومسلم.

فلو كانت الآية تعم كل ظالم سواء كان مؤمناً أو كافراً أو منافقاً، وسواء كانت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مدة سفر أو لم تكن، وسواء كان يدعي أو لا يدع، وسواء كان مجيئه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أو إلى قبره بعد وافته كما زعم صاحب الرسالة(21) يلزم أن يكون مجيء كل أحد من أمته بعد كل ظلم ومعصية صغيرة كانت أو كبيرة إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده قربة مطلوبة بالكتاب، وهذا مما لم يقل به أحد من المسلمين، ولا يطيقه أحد، وأيضاً يلزم أن يكون جميع مسلمي زمانه صلى الله عليه وسلم الذين لم يجيئوا إليه صلى الله عليه وسلم بعد كل ظلم تاركين لهذه القربة، وأيضاً يلزم أن لا يكون المجيء إلى القبر مرة كافياً، بل يكون المجيء بمرات غير محصورة على قدر ذنوبهم قربة مطلوبة، كيف وذنوبنا غير محصورة ولا واقفة عند حد، وأيضاً يلزم مزية زيارة القبر على الحج، فإن حج بيت الله فرض في العمر مرة وتكون زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قربة في كل سنة بل في كل شهر بل في كل أسبوع بل في كل ساعة بل في كل لمحة، فإنا لا نخلو في لمحة من اللمحات من الذنوب، بل يلزم سكنى المدينة فيلزم أن يكون جميع الأكابر الذين لم يقيموا في المدينة من السلف والخلف تاركين لهذه القربة، وأيضاً يلزم أن يكون الزاد والراحلة غير مشروط في الزيارة مع أنهما شرطان في الحج، وهذه المفاسد مما لا يلتزمها إلا جاهل غبي.

(الثاني عشر) أن في الآية تقبيحاً لضرب من المجيء، أي إتيانهم حالفين بالله حلفاً كاذباً كما جاء المنافقون، وتحسيناً لضرب آخر منه وهو أن يجيء مستغفراً فالمقصود الحث على تقدير المجيء على المجيء مستغفراً، فالثابت منها أنه على تقدير المجيء الإتيان مستغفراً قربة، لا أن نفس المجيء مع الاستغفار قربة، والمطلوب الثاني لا الأول فلا يتم التقريب.

(الثالث عشر) أنه لو صح الاستدلال المذكور بالآية المذكورة لصح بالأولى الاستدلال بالآية الواقعة في سورة الحجرات: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . على عدم كون زيارة القبر المعهودة في زماننا قربة الذي هو نقيض مطلوب صاحب الرسالة(22) فإن الآية دلت على ذم نداء النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، وهذا لا ينقطع بموته صلى الله عليه وسلم تعظيماً له كما قال الخصم في تقرير الآية بل هو أولى، فإن النداء من وراء الحجرات بعد الموت بيارسول الله وغيره من الألفاظ فرد من أفراد نداء النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات بلا ريب ولا شبهة، بخلاف المجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم، فإن كونه فرداً من أفراد المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاسد كما تقدم، ودلت أيضاً على تعليق ثبوت الخيرية لهم بالصبر على النداء من وراء الحجرات، والآية الكريمة وإن وردت في قوم معينين ف حال الحياة تعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في حال الحياة وبعد الممات كما قرر الخصم في الآية، بل عمومه أولى بالنسبة إلى الآية التي استدل بها الخصم فإن في هذه الآية  الذين  لفظ موصول وهو من الألفاظ العامة، بخلاف الآية المتقدمة فإن فيها ضميراً وهو ليس من العموم في شيء، ولذلك فهم العلماء منها العموم للمنادين.

قال القاضي عياض في الشفا: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوماً فقال:  {لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ }. ومدح قوماً فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ } الآية، وذم قوماً فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الحُجُرَاتِ } . وبأن حرمته ميتاً كحرمته حياً، فاستكان له أبو جعفر اه‍. وهذه الرواية وإن كان فيها مقال كثير ولكنها من مسلمات الخصم.

وأيضاً قال القاضي فيه: ولما كثر على مالك الناس قيل له: لو جعلت مستملياً يسمعهم، فقال: قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } . وحرمته حياً وميتاً سواء. اه‍.

وقال القطسلاني في المواهب: روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: إنه لا ينبغي رفع الصوت على نبي حياً ولا ميتاً، وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تسمع صوت الوتد يوتد والمسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فترسل إليهم: لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وما عمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه مصراعي داره إلا بالمناصع توقياً لذلك، نقله ابن زبالة. اه‍.

ودلت الآية أيضاً على أنه لا فرق في الصابر بين أن يكون صبره بحيث تكون بينه وبين قبر النبي صلى الله عليه وسلم مدة سفر أو لا لوقوع "صبروا" في حيز الشرط الدال على العموم كما قرر الخصم، على أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم المعهودة في زماننا هل يرفع فيها الصوت ويجهر له بالقول أم لا ؟ والأول منهي عنه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }. وعن أبي هريرة قال: لما نزلت: إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله . قال أبو بكر: والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار(23) حتى ألقى الله، أخرجه عبد بن حميد والحاكم وصححه، وفي صحيح البخاري: قال ابن الزبير فما كان عمر يُسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر. قال القسطلاني: وإن أكابر الصحب ما كانوا يخاطبونه إلا كأخي السرار. اه‍.

وبما جاء في صحيح البخاري عن السائب بن يزيد قال: كنت نائماً في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: اذهب فائتني بهذين، فجئته بهما فقال: ممن أنتما، ومن أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن مالك قال: بنى عمر رحبة في ناحية المسجد تسمى البطحاء وقال: من كان يريد أن يلغط أو ينشد شعراً أو يرفع صوته فليخرج إلى هذه الرحبة. رواه في الموطأ، كذا في المشكاة، وعن أبي هريرة في حديث مرفوع في أشراط الساعة فيه "وظهرت الأصوات في المساجد"، وفي رواية "وارتفعت الأصوات في المساجد". وعن مكحول في حديث في أشراط الساعة "وأن تعلو أصوات الفسقة في المساجد". رواه ابن أبي الدنيا مرسلاً، هكذا في الترغيب والترهيب للمنذري. ففي هذا الشق يلزم ثلاث محذورات: (الأول) رفع الصوت في المسجد، و(الثاني) رفع الصوت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، و(الثالث) رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال القسطلاني في المواهب: ومنها أنه حرم على الأمة نداءه باسمه، قال تعالى: { لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً }. أي لا تجعلوا دعاءه وتسميته كدعاء بعضكم بعضاً باسمه ورفع الصوت به، والنداء وراء الحجرات، ولكن قولوا: يا رسول الله، يا نبي الله، مع التوقير والتواضع وخفض الصوت. اه‍. قال الزرقاني بحرمة رفعه عليه، والظرف أي "بينكم" متعلق بتجعلوا لا حال من الرسول، لأنه يوهم أنه لا يحرم نداؤه باسمه بعد وفاته مع أن الحرمة ثابتة مطلقاً. اه‍.

وقال القسطلاني في المواهب أيضاً: ومنها أنه يحرم الجهر له بالقول، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ }. اه‍، قال الزرقاني: أي خشية ذلك بالرفع والجهر المذكورين، روى البخاري عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا: أبو بكر وعمر. لما قدم وفد بني تميم قال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر: أمر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي. فقال عمر: ما أردت خلافك. فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ – قول قوله – عَظِيمٌ . قال ابن أبي مليكة عن ابن الزبير: فكان عمر بعد إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه. ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر اه‍.

وقال القسطلاني في المواهب: وقال ابن عباس لما نزل قوله تعالى: { لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ }. كان أبو بكر لا يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كأخي السرار. اه‍.

وقال في المواهب: وينبغي للزائر أن يستحضر من الخشوع ما أمكنه، وليكن مقتصداً في سلامه بين الجهر والإسرار اه‍. وأيضاً في المواهب: ثم يقول الزائر بحضور قلب وغض طرف وسكون جوارح وإطراق: السلام عليك يا رسول الله .. الخ.

وقال ابن حجر في الجوهر المنظم: إذا وقت أو جلس ثم سلم لا يرفع صوته، بل يقتصد فيقول: السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته .. الخ. وقال السيوطي في (موجز اللبيب في خصائص الحبيب) : ويحرم التقدم بين يديه، ورفع الصوت فوق صوته،والجهر له بالقول، ونداؤه من وراء الحجرات، والصياح به من بعيد اه‍.

والشق الثاني أيضاً باطل، فإن السلام المشروع عند القبر سلام تحية لا سلام دعاء، وسلام التحية لابد فيه من أن يفعل بحيث يسمعه المسلم عليه حتى يرده على المسلم.
قال في المواهب وشرحه للزرقاني: ويكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرته الشريفة حيث يسمعه ويرد عليه، بان يقف بمكان قريب منه ويرفع صوته إلى حد لو كان حياً مخاطباً لسمعه عادة اه‍. وقال الزرقاني: والظاهر أن المراد بالعندية قرب القبر بحيث يصدق عليه عرفاً أنه عنده، وبالبعد ما عداه وإن كان بالمسجد اه‍. ولما سدت حجرة عائشة رضي الله عنها التي هي مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنيت على القبر حيطان مرتفعة مستديرة حوله ثم بنى عليه جدران من ركني القبر الشماليين تعذر الوصول إلى قرب القبر، فالزائرون اليوم إنما يسلمون من مسافة لو سلم على حي من تلك المسافة لما سمعه، فكيف يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم ويرد عليه ولو سلم حياته صلى الله عليه وسلم في القبر ؟ فإن قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الممات يمكن أن يزداد قوة سمعه فيسمع من تلك المسافة ؟ فيقال: أي دليل على هذا من كتاب وسنة ؟ ومجرد الإمكان العقلي لا يغني من شيء، على أنه هل لذلك تحديد أم لا ؟ على الثاني يستوي المسلم من بعيد والمسلم عند القبر، وهذا باطل عند من يقول بقربة الزيارة فإنهم فضلوا السلام عند القبر على السلام من بعيد كالسبكي وابن حجر المكي، وعلى الأول فلابد من بيانه بدليل شرعي، وأنى له ذلك ؟

(الرابع عشر) أنه لو صح الاستدلال بالآية المذكورة لجاز أن يستدل على جواز بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الموت، لقوله تعالى في سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }. وبقوله تعالى في سورة الفتح: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }. وهذا لا ينقطع بموته صلى الله عليه وسلم تعظيماً له صلى الله عليه وسلم كما قال الخصم، ودلت الآية على أنه لا فرق في الجائية بين أن يكون مجيئها بسفر أو غير سفر، لوقوع "جاءوك" في حيز الشرط الدال على العموم كما قال الخصم، ولكون "الذين" من الأسماء الموصولة وهي من ألفاظ العموم، مع أن أحداً من الأمة لم يقل بجواز بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الموت، ولم يفعلها أحد من السلف والخلف.

(الخامس عشر) أنه لو دلت الآية على كون زيارة القبر قربة، وعلى أنه شرع لكل مذهب أن يأتي إلى قبره ليستغفر له، لكان القبر أعظم أعياد المذنبين وأجلها، وهذه مضادة صريحة لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تجعلوا قبري عيداً".

(السادس عشر) أن أعلم الأمة بالقرآن ومعانيه وهم سلف الأمة لم يفهم منهم أحد إلا المجيء إليه في حياته ليستغفر لهم، ولم يكن أحد منهم قط يأتي إلى قبره ويقثول يا رسول الله فعلت كذا وكذا فاستغفر لي، ومن نقل هذا عن أحد منهم فقد جاهر بالكذب والبهت، أفترى عطل الصحابة والتابعون – وهم خير القرون على الإطلاق – هذا الواجب الفرية التي ذم الله سبحانه من تخلف عنها وجعل التخلف عنه من أمارات النفاق، ووفق له من لا يؤبه له من الناس، ولا يعد في أهل العلم(24). ويالله العجب ! أكان ظلم الأمة لأنفسها – ونبيها حي بين أظهرها – موجوداً وقد دعيت فيه إلى المجيء إليه ليستغفر لها وذم من تخلف عن المجيء، فلما توفي صلى الله عليه وسلم ارتفع ظلمها لأنفسها بحيث لا يحتاج أحد منهم إلى المجيء إليه ليستغفر له، وهذا يبين أن هذا التأويل الذي تأول عليه المعترض هذه الآية تأويل باطل قطعاً، ولو كان حقاً لسبقونا إليه علماً وعملاً وإرشاداً ونصيحة، ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة(25). وهذان الوجهان الأخيران مأخوذان من الصارم.


------------
(21) أي المردود عليها وهو دحلان.
(22) أي دحلان.
(23) هي المسارَّ، أي كصاحب السرار أو كمثل المساررة، لخفض صوته، والكاف صفة مصدر محذوف. اه‍ مجمع البحار.
(24) زاد في الصارم المنكى هنا ما نصه: وكيف أغفل هذا الأمر أئمة الإسلام، وهداة الأنام، من أهل الحديث والفقه و التفسير ومن لهم لسان صدق في الأمة، فلم يدعوا إليه، ولم يحضوا عليه، ولم يرشدوا إليه، ولم يفعله أحد منهم البتة، بل المنقول الثابت عنهم ما قد عرف مما يسوء الغلاة فيما يكرهه وينهى عنه من الغلو والشرك، الجفاة عما يحبه ويأمر به من التوحيد والعبودية، ولما كان هذا المنقول شجي في حلوق البغاة، وقذى في عيونهم وريبة في قلوبهم، قابلوه بالتكذيب والطعن في الناقل، ومن استحيى منهم من أهل العلم بالآثار قابله بالتحريف والتبديل، ويأبى الله إلا أن يعلي منار الحق ويظهر أدلته ليهتدي المسترشد وتقوم الحجة على المعاند، فيعلي الله بالحق من يشاء، ويضع برده وبطره وغمص أهله من يشاء. اه‍.
(25) يعني أن أحكام العبادات العملية المنصوصة في القرآن لا يعقل أن يجهلها أو يترك العمل بها الصحابة والتابعون وسائر علماء السلف، ثم ينفرد بعملها وفهمهها مثل السبكي وابنحجر المكي بعدهم ببضعة قرون، وليس معناه أنه ليس لأحد بعد الصدر الأول أن يفهم من علوم القرآن وحكمه ما لم ينقل عنهم، فإن هذا باطل لم يقل به أحد، فعلوم القرآن وحكمه كدرر البحار لا تنفد، ولا تفتأ تتجدد، وكتبه محمد رشيد رضا.

__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;

آخر تعديل بواسطة Mr.Trueman ، 08-09-2010 الساعة 05:51 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-09-2010, 06:15 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : (( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) قال فيسقون . رواه البخاري وغيره .

الشبهة : حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما:

يحتجون على جواز التوسل بجاه الأشخاص وحرمتهم وحقهم بحديث انس

( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون).

فيفهمون من هذا الحديث أن توسل عمر رضي الله عنه إنما كان بجاه العباس رضي الله عنه ، ومكانته عند الله سبحانه، وأن توسله كان مجرد ذكر منه للعباس في دعائه، وطلب منه لله أن يسقيهم من أجله، وقد أقره الصحابة على ذلك، فأفاد بزعمهم ما يدعون.

وأما سبب عدول عمر رضي الله عنه عن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم - بزعمهم – وتوسله بدلاً منه بالعباس رضي الله عنه ، فإنما كان لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل ليس غير.


وفهمهم هذا خاطىء، وتفسيرهم هذا مردود من وجوه كثيرة اهمها:

1 – إن القواعد المهمة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الشرعية يفسر بعضها بعضاً، ولا يفهم شيء منها في موضوع ما بمعزل عن بقية النصوص الواردة فيه. وبناء على ذلك فحديث توسل عمر السابق إنما يفهم على ضوء ما ثبت من الروايات والأحاديث الواردة في التوسل بعد جمعها وتحقيقها، ونحن والمخالفون متفقون على أن في كلام عمر: (كنا نتوسل إليك بنبينا.. وإنا نتوسل إليك بعم نبينا) شيئاً محذوفاً، لا بد له من تقدير، وهذا التقدير إما أن يكون: (كنا نتوسل بــ (جاه) نبينا، وإنا نتوسل إليك بــ (جاه) عم نبينا) على رأيهم هم، أو يكون: (كنا نتوسل إليك بــ (دعاء) نبينا، وإنا نتوسل إليك بــ (دعاء) عم نبينا) على رأينا نحن.

ولا بد من الأخذ بواحد من هذين التقديرين ليفهم الكلام بوضوح وجلاء.

ولنعرف أي التقديرين صواب لا بد من اللجوء إلى السنة، لتبين لنا طريقة توسل الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وسلم .

ترى هل كانوا إذا أجدبوا وقحَطوا قبع كل منهم في دراه، أو مكان آخر، أو اجتمعوا دون أن يكون معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دعوا ربهم قائلين: ( اللهم بنبيك محمد، وحرمته عندك، ومكانته لديك اسقنا الغيث ) . مثلاً أم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ذاته فعلاً، ويطلبون منه أن يدعو الله تعالى لهم، فيحقق صلى الله عليه وسلم طلْبتهم، ويدعو ربه سبحانه، ويتضرع إليه حتى يسقوا ؟


أما الأمر الأول فلا وجود له إطلاقاً في السنة النبوية الشريفة، وفي عمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولا يستطيع أحد من الخلفيين أو الطُّرُقيين أن يأتي بدليل يثبت أن طريقة توسلهم كانت بأن يذكروا في أدعيتهم اسم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويطلبوا من الله بحقه وقدره عنده ما يريدون. بل الذي نجده بكثرة، وتطفح به كتب السنة هو الأمر الثاني، إذ تبين أن طريقة توسل الأصحاب الكرام بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت إذا رغبوا في قضاء حاجة، أو كشف نازلة أن يذهبوا إليه صلى الله عليه وسلم ، ويطلبوا منه مباشرة أن يدعو لهم ربه، أي أنهم كانوا يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليس غير.ويرشد إلى ذلك قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾ [ النساء:64] .

2 – وهذا الذي بيناه من معنى الوسيلة هو المعهود في حياة الناس واستعمالهم، فإنه إذا كانت لإنسان حاجة ما عند مدير أو رئيس , موظف مثلاً، فإنه يبحث عمن يعرفه ثم يذهب إليه ويكلمه، ويعرض له حاجته فيفعل، وينقل هذا الوسيط رغبته إلى الشخص المسؤول، فيقضيها له غالباً. فهذا هو التوسل المعروف عند العرب منذ القديم، وما يزال، فإذا قال أحدهم: إني توسلت إلى فلان، فإنما يعني أنه ذهب إلى الثاني وكلمه في حاجته، ليحدث بها الأول، ويطلب منه قضاءها، ولا يفهم أحد من ذلك أنه ذهب إلى الأول وقال له: بحق فلان (الوسيط) عندك، ومنزلته لديك اقض لي حاجتي.

وهكذا فالتوسل إلى الله عز وجل بالرجل الصالح ليس معناه التوسل بذاته وبجاهه وبحقه، بل هو التوسل بدعائه وتضرعه واستغاثته به سبحانه وتعالى، وهذا هو بالتالي معنى قول عمر رضي الله عنه : ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا) أي: كنا إذ قل المطر مثلاً نذهب إلى صلى الله عليه وسلم ، ونطلب منه ان يدعو لنا الله جل شأنه.


3 – ويؤكد هذا ويوضحه تمام قول عمر رضي الله عنه : ( وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)، أي إننا بعد وفاة نبينا جئنا بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلبنا منه أن يدعو لنا ربنا سبحانه ليغيثنا.

تُرى لماذا عدل عمر رضي الله عنه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس رضي الله عنه ، مع العلم ان العباس مهما كان شأنه ومقامه فإنه لا يذكر أمام شأن النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه؟


أما الجواب فهو: لأن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم غير ممكن بعد وفاته، فأنى لهم أن يذهبوا إليه صلى الله عليه وسلم ويشرحوا له حالهم، ويطلبوا منه أن يدعو لهم، ويؤمنوا على دعائه، وهو قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، وأضحى في حال يختلف عن حال الدنيا وظروفها مما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فأنى لهم أن يحظوا بدعائه صلى الله عليه وسلم وشفاعته فيهم، وبينهم وبينه كما قال الله عز شأنه: ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [المؤمنون:100] .

ولذلك لجأ عمر رضي الله عنه ، وهو العربي الأصيل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولازمه في أكثر أحواله، وعرفه حق المعرفة، وفهم دينه حق الفهم، ووافقه القرآن في مواضع عدة، لجأ إلى توسل ممكن فاختار العباس رضي الله عنه ، لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية، ولصلاحه ودينه وتقواه من ناحية آخرى، وطلب منه أن يدعو لهم بالغيث والسقيا. وما كان لعمر ولا لغير عمر أن يدع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ويلجأ إلى التوسل بالعباس أو غيره لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ممكناً، وما كان من المعقول ان يقر الصحابة رضوان الله عليهم عمر على ذلك أبداً، لأن الانصراف عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بغيره ما هو إلا كالانصراف عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة إلى الاقتداء بغيره، سواء بسواء، ذلك أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يعرفون قدر نبيهم صلى الله عليه وسلم ومكانته وفضله معرفة لا يدانيهم فيها أحد.

فتعلم من هذا أن الإنسان بفطرته يستنجد بالقوة العظمى، والوسيلة الكبرى حين الشدائد والفواقر، وقد يلجأ إلى الوسائل الصغرى حين الأمن واليسر، وقد يخطر في باله حينذاك أن يبين ذلك الحكم الفقهي الذي افترضوه، وهو جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل. وأمر آخر نقوله جواباً على شبهة أولئك، وهو: هب أن عمر رضي الله عنه خطر في باله أن يبين ذلك الحكم الفقهي المزعوم، ترى فهل خطر ذلك في بال معاوية والضحاك بن قيس حين توسلا بالتابعي الجليل: يزيد بن الأسود الجُرَشي أيضاً؟ لا شك أن هذا ضرب من التمحل والتكلف لا يحسدون عليه.

4 – إننا نلاحظ في حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما أمراً جديراً بالانتباه، وهو قوله: ( إن عمر بن الخطاب كان إذا قَحطوا، استسقى بالعباس بن عبدالمطلب)، ففي هذا إشارة إلى تكرار استسقاء عمر بدعاء العباس رضي الله عنهما، ففيه حجة بالغة على الذين يتأولون فعل عمر ذلك أنه إنما ترك التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بعمه رضي الله عنه ، لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل، فإننا نقول: لو كان الأمر كذلك لفعل عمر ذلك مرة واحدة، ولما استمر عليه كلما استسقى، وهذا بيّن لا يخفى إن شاء الله تعالى على أهل العلم والانصاف.

5 – لقد فسرت بعض روايات الحديث الصحيحة كلام عمر المذكور وقصده، إذ نقلت دعاء العباس رضي الله عنه استجابة لطلب عمر رضي الله عنه ، فمن ذلك ما نقله الحافظ العسقلاني رحمه الله في "الفتح" (3/150) حيث قال: قد بين الزبير بن بكار في "الأنساب" صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة، والوقت الذي وقع فيه ذلك، فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: (اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجّه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث)، قال:( فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس).

وفي هذا الحديث:

أولاً: التوسل بدعاء العباس رضي الله عنه لا بذاته كما بينه الزبير بن بكار وغيره، وفي هذا رد واضح على الذين يزعمون أن توسل عمر كان بذات العباس لا بدعائه، إذ لو كان الأمر كذلك لما كان ثمة حاجة ليقوم العباس، فيدعو بعد عمر دعاءً جديداً.

ثانياً: أن عمر صرح بأنهم كانوا يتوسلون بنبينا صلى الله عليه وسلم في حياته،

وأنه في هذه الحادثة توسل بعمه العباس، ومما لا شك فيه أن التوسليْن من نوع واحد: توسلهم بالرسول رسول الله عليه وسلم وتوسلهم بالعباس، وإذ تبين للقارىء – مما يأتي – أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم إنما كان توسلاً بدعائه صلى الله عليه وسلم فتكون النتيجة أن توسلهم بالعباس إنما هو توسل بدعائه أيضاً، بضرورة أن التوسليْن من نوع واحد.


أما أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم إنما كان توسلاً بدعائه، فالدليل على ذلك صريح رواية الإسماعيلي في مستخرجه على الصحيح لهذا الحديث بلفظ: ( كانوا إذ قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا به، فيستسقي لهم، فيسقون، فلما كان في إمارة عمر...) فذكر الحديث، نقلته من "الفتح" (2/399)، فقوله: ( فيستسقي لهم) صريح في أنه صلى الله عليه وسلم كان يطلب لهم السقيا من الله تعالى، ففي "النهاية" لابن الأثير (2/381): ( الاستسقاء، استفعال من طلب السقيا أي إنزال الغيث على البلاد والعباد، يقال: سقى الله عباده الغيث وأسقاهم، والاسم السقيا بالضم، واستقيت فلاناً إذا طلبت منه أن يسقيك) .

إذا تبين هذا، فقوله في هذه الرواية (استسقوا به) أي بدعائه، وكذلك قوله في الرواية الأولى: ( كنا نتوسل إليك بنبينا)، أي بدعائه، لا يمكن أن يفهم من مجموع رواية الحديث إلا هذا. ويؤيده:

ثالثاً: لو كان توسل عمر إنما هو بذات العباس أو جاهه عند الله تعالى، لما ترك التوسل به صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، لأن هذا ممكن لو كان مشروعاً، فعدول عمر عن هذه إلى التوسل بدعاء العباس رضي الله عنه أكبر دليل على أن عمر والصحابة الذين كانوا معه كانوا لا يرون التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا جرى عمل السلف من بعدهم، كما رأيت في توسل معاوية بن أبي سفيان والضحاك بن قيس بيزيد بن الأسود الجرشي، وفيهما بيان دعائه بصراحة وجلاء.

فهل يجوز أن يجمع هؤلاء كلهم على ترك التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم لو كان جائزاً، سيّما والمخالفون يزعمون أنه أفضل من التوسل بدعاء العباس وغيره؟! اللهم إن ذلك غير جائز ولا معقول، بل إن هذا الإجماع منهم من أكبر الأدلة على أن التوسل المذكور غير مشروع عندهم، فإنهم أسمى من أن يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير !


__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-09-2010, 06:19 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

أما بخصوص ما ذكرت عن الشيخ الشعراوي فأليك هذا الرابط وأستحلفك بالله وكل من قرأ هذا أن يحكم عقله :

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=91138
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 08-09-2010, 10:16 AM
muhammad ellithy muhammad ellithy غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 283
معدل تقييم المستوى: 16
muhammad ellithy is on a distinguished road
افتراضي

اللهم سلم سلم
بالله عليكم يا أصحاب العقول دققوا النظر في ما نقله ترومان عن مشايخ الوهابية أو ما كتبه تجد التناقض واضحا
فلقد قال ليس من الأدب الإتيان بلفظ المدعو
فها هو يضيف إليها هذا المدعو الليثي
وقد ذكرت رأيي في كلمة المدعو
و لا أرى فيها إساءة أدب إلا إذا قيلت للاستخفاف و السخرية
و بعدما نقلت عن سلف الأمة الطاهر توسلهم بالنبي رماهم بالبدع
و أنا أعتقد أنه لا يقرأ ما ينقل فهو يقص و يلصق من مواقع تبث سموما لهدم الإسلام و النيل من علماء الأمة قديمهم و حديثهم ليتحفنا بتناقضاته و حججه الداحضة
فها هو عاد ليقول علي لسان أحد المتمسلفة (المتنطعين)
-و هو لم يستشهد إلا بابن تيمية الحراني و أتباعه الذين أخذوا أخطاءه فبنوا عليها منهجم الضال المنحرف -
لم يثبت عن النبي أو أحد من الصحابة أو من الأئمة و قد أوردت الادلة من القرآن و السنة المطهرة و افعال الصحابة و توسل السلف الصالح في كتبهم
و ها هي فئة أخرى من علماء الأمة المعتبرين في توسلهم بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم
1‏ ‏-عبدالرحمن بن زيد بن أسلم :روى حديث توسل آدم عليه السلام بالنبي صلي الله عليه و سلم عندما ارتكب الخطيئة
2‏ ‏-الثعالبي :توسل بقوله "بجاه عين الرحمة "تفسير الثعالبي (4/458)
3‏ ‏- القرطبي :توسل بقوله "بحق محمد و آله "تفسير القرطبي (8/240)
4‏ ‏-النسفي :أثبت التوسل بقصة العتبي
5‏ ‏-الألوسي :توسل بقوله "بحرمة سيد الثقلين "روح المعاني (1/82)
10‏ ‏-ابن الخطيب :توسل بقوله "و من توسل إليه بمحمد نجاه و نفعه " وسيلة الإسلام (1/365)‏
11 ‏-ابن حجر الهيتمي :قال بالتوسل في حاشيته على الإيضاح و في كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم
‏12 -ابن الرفعة :له رد على ابن تيمية و كان هو الذي يناظره في التوسل و الزيارة و كان أحد أسباب سجنه
13‏ ‏-ابن الزملكاني :توسل بقوله "يا صاحب الجاه " شواهد الحق صفحة 383
14‏ ‏-ابن قدامة المقدسي الحنبلي :قال "و يستحب زيارة قبر الرسول "ثم ذكر قصة العتبي وما فيها من توسل بالنبي صلى الله عليه و سلم "المغني (3/298)
15‏ ‏-السيد البكري :توسل بقوله "بجاه سيدنا محمد "إعانة الطالبين (4/344)
16‏ ‏-الشوكاني : توسل بقوله "بجاه المصطفى "البدر الطالع(1/422)
17‏ ‏-تقي الدين الحصني :له كتاب الرد علي من شبه و تمرد و نسب ذلك إلي السيد الامام أحمد في تبديع ابن تيمية في موضوع التوسل و الزيارة
18‏ ‏-ابن منظور صاحب لسان العرب (11/78) توسل بقوله "بمحمد و آله
و والله تطول قائمة سادتنا و سلفنا الصالح الذين توسلوا بسيدنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم
و حسبي الله و نعم الوكيل فيمن تجرأ غلي سلفنا الصالح و رماهم بالبدع لأنهم خالفوا هواه
و حسبي الله و نعم الوكيل فيمن تطاول على السيد الشريف الحبيب علي زين العابدين بن عبدالرحمن الجفري الذي لم أنقل عنه حرفا واحدا في هذه المشاركات و لكني أحبه في الله لأنه من آل البيت و لأنه عالم رباني جليل نفعنا الله به و بجده المصطفى صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم
"قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى "
‏"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا "الأحزاب ٣٣
و لك الله يا أمة محمد فها هم دعاة الغلو و الضلال يتهكمون على إمام الدعاة شيخنا السيد الشريف محمد متولي الشعراوي الذي اجتمعت الأمة
علي حبه إلا من في قلبه ضغينة للصالحين
و لك الله يا أمة التوحيد فها هم أتباع ابن تيمية الحراني و أتباع محمد بن عبدالوهاب يتطاولون على أتباع سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله و سلم فكما قلت في أحد مشاركاتي السابقة أن السواد الأعظم من سادتنا العلماء الأجلاء من القرن الثالث الهجري صوفية وصولا إلي شيخ الاسلام شيخ الجامع الأزهر فضيلة الامام الأكبر السيد الشريف الدكتور أحمد محمد الطيب نفعنا الله به و بآل البيت قاطبة
و مرورا بالشيخ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية
و شيخي السيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح رضي الله عنه
الذي عن طريق كتبه و علمه تعرفنا على ضلالات المتمسلفين
و من أراد الاستزادة فعليه الدخول علي موقع و منتديات سيدي الشريف الدكتور محمود السيد صبيح
www.msobieh.com
اللهم انفعنا بهم اجمعين و اجمعنا معهم و حضرة النبي الأمين صلى الله عليه و آله و سلم و تقبل منا بجاه النبي المختار و آله الأطهار
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-09-2010, 05:15 PM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

اولا:
هذا ما قصدت بالفعل ان الفت نظرك اليه ان كلمة المدعو فيها سخرية وقد احسست انت بها الان.


ثانيا: الادلة امامك وامام الاخوة الاعضاء وكذلك تفنيد ادلتك المشبوهه الغير صحيحة وانا ادعوك ان تخرج كل حديث من الاحاديث التى ذكرتها تخريجا كاملا ليتضح لك ولاخوة اما ضعف او كذب الاثر الذى سقته انت وابلغ دليل هو حديث سيدنا ادم الذى تتشدق به

قال الحاكم في المستدرك: حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أعن أبيه، عن جده عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي... الحديث.
أخرجه الحاكم في المستدرك ج 2 ص 615 . ورواه البيهقي في دلاثل النبوة

قال صاحب كتاب هذه مفاهيمنا
أن إسناد الحديث ضعفه جماعة كثيرون:

فمنهم: البيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 486).
ومنهم: الذهبي في "تلخيص "المستدرك " (2/ 615)، قال: "موضوع "، وفي الميزان: قال: "باطل "، فهو موضوع الإسناد باطل المتن.
ومنهم: الشيخ تقي الدين بن تيمية حكم بوضعه في "الرد على البكري " ص 6 من مختصره.
ومنهم: ابن عبد الهادي الحافظ نصر القول بوضعه في "الصارم المنكي ".
ومنهم: الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/323) قال عن راويه: "وهو متكلم فيه" ونقل كلام البيهقي بضعف راويه.
ومنهم: الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/253).
ومنهم: السيوطي في "تخريج أحاديث الشفاء" (ص 30)
ومنهم: الزرقاني في "شرح المواهب " (1/ 76).
ومنهم الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء (2/242)
ومنهم ملا علي القاري في "شرح الشفاء" (1/215)
ومنهم ابن عراق في تنزيه "الشريعة" (67/1) وذكر القول ببطلانه.
و منهم السيوطي فى "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276)
ثالثا : الاستاذ لما لم يعرف كيف يرد على ضعف اسانيده او كذبها اعاد بالحرف الواحد ما ذكره فى المشاركه السابقة له.وكان كل الادلة السابقة -التى لا اعتقد انه قراها -لم تكن

رابعا :‏ ‏-عبدالرحمن بن زيد بن أسلم -الثعالبى - الالوسى -المقدسى-البكرى ....... وغيرهم لم تذكر لنا فيمن ذكرت صحابى واحد او احد اهل البيت الاوائل قام بالتوسل او الوقوف على قبر النبى والتوسل به وهنا الفيصل بيننا . وقد فندت لك الاثر الذى ذكرته عن سيدنا عمر رضى الله عنه .
سؤال لذوى العقول : هل لو كان التوسل بقبر النبى او بالنبى بعد موته جائزا هل كان الصحابه عليهم رضوان الله تركه او لماذا لم يصل الينا اثر واحد فقط صحيح عن توسل الصحابه بالرسول الكريم بعد موته . كل ما اطلبه دليل واحد فقط على فعل الصحابه لذلك.
خامسا :ما ذكرته انت (((((السواد الأعظم من سادتنا العلماء الأجلاء من القرن الثالث الهجري صوفية وصولا إلي شيخ الاسلام شيخ الجامع الأزهر فضيلة الامام الأكبر السيد الشريف الدكتور أحمد محمد الطيب نفعنا الله به و بآل البيت قاطبة
و مرورا بالشيخ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية
و شيخي السيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح رضي الله عنه
الذي عن طريق كتبه و علمه تعرفنا على ضلالات المتمسلفين
و من أراد الاستزادة فعليه الدخول علي موقع و منتديات سيدي الشريف الدكتور محمود السيد صبيح)))))) بلسانك ولم اتقول عليك ان الصوفيه بدات من القرن الثالث . فلماذا لم ينادى بها النبى فى حياته او الصحابه بعد موته صلى اله عليه وسلم او التابعين ؟ اليس هذا غريبا ؟ تستدل باشياء لم يفعلها النبى او اصحابه او التابعين وتهاجم من يقول انها بدعه. سبحان الله.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (كل بدعه ضلالة ، وكل ضلالة في النار) رواه مسلم
هل كان الدين ناقصا عندما مات النبى لياتى هؤلاء الصوفيه ليكملوه لنا؟؟
(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ((من الايه(3)المائدة
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري و مسلم

وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)البقرة
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)غافر


أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)الزمر


أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) الشورى


إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)الانعام

الادلة امامك والاسانيد امامك_
((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ))من الايه29 سورة الكهف
. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى .اللهم اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم ونعوذ بالله من الشرك واهله.
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;

آخر تعديل بواسطة Mr.Trueman ، 08-09-2010 الساعة 05:29 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-09-2010, 05:59 PM
muhammad ellithy muhammad ellithy غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 283
معدل تقييم المستوى: 16
muhammad ellithy is on a distinguished road
افتراضي

أولا التصوف ليس دين جديد
و من قال إنه دين جديد واحذر هذه الآيات نزلت في غير المسلمين
فاحذر" قد باء بها أحدهما "
فاستشهادك بالآيات ليس في موضعها
و هل تقصد أن التصوف دين جديد أم أنه بدعة ؟
اقرأ كتاب التصوف و الفقراء لشيخكم ابن تيمية
أما كون التصوف نشأ في القرن الثالث الهجري فهذا حق و لا انكره

ثم أنت بطعنك في المتصوفة تطعن في علماء الأمة الأجلاء
هل العز بن عبدالسلام مبتدع؟
هل الحسن البصري ،سفيان الثوري ، إبراهيم ابن أدهم
و غيرهم ممن لن تستيطع أنت أو غيرك أن تمسوهم بسوء
الذين حملوا لواء الدين و عنهم وصل إلينا الإسلام
أنا أرمي الكرة في ملعبك
هل قال أحد قبل ابن تيمية بتبديع التوسل بالنبي في القرون السبعة التي تسبقه أم نزل عليه وحي
و الآية التي تقول"و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم
.....الآية
وأنا لم أعد كتابة مشاركتي السابقة
اقرأ جيدا و تمعن و اعترف بخطأ منهجكم
أنا زدتك من علماء الأمة الأجلاء الحفاظ و المحدثين و الفقهاء و علماء اللغة المتوسلين بحضرة النبي
أكل هؤلاء يروون شركا في كتبهم
إذا فلم تصدقهم في جرح أو تعديل أو في متن أو سند ؟
وإن شاء الله سوف أزيدك بقائمة أخري من علمائنا الأجلاء سلفنا الصالح المتوسلين بالنبي في مشاركة لاحقة
جل استشهادك بكلام ابن تيمية الذي ظهر في القرن الثامن الهجري أو أتباعه
أما بخصوص المدعو فأنت من قلت إنها ليست من الأدب ثم ما لبثت استخدامها
كفى تناقضا
وأنا لا أصدق ابن تيمية و أتباعه إلا فيما وافقوا فيه الإجماع
و إن شاء الله سأورد لك مشاركة عن تناقضات ابن تيمية في رأيه عن أحد رواة الحديث حينما خالفت روايته هواه
وصل اللهم و سلم و بارك علي سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-09-2010, 07:31 PM
muhammad ellithy muhammad ellithy غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 283
معدل تقييم المستوى: 16
muhammad ellithy is on a distinguished road
افتراضي

روى الدارامي في سننه ما نصه باب ما أكرم الله به نبيه صلى الله عليه و سلم بعد موته
‏"حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبدالله قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلي عائشة فقالت :انظروا قبر النبي صلي الله عليه و سلم فاجعلوا منه كوى إلي السماء حتى لا يكون بينه و بين السماء سقف ،قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب و سمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق "
قال الحافظ الغماري :و رجال هذا الأثر لا بأس بهم (الرد المحكم ص79‎‏)‏
وأما حديث استسق لأمتك الدي رواه أبي شيبة و البيهقي و ابن عساكر
فلم يقل أحد من الأئمة قبل ابن تيمية أن هذا حديث ضعيف أو أن هذا شرك أو أن فعل ذلك بدعة
فلتأت بمن قال ذلك قبل ابن تيمية في القرن الثامن و أتحداك بفضل الله
ولو كان ذلك بدعة أو شرك أفكان يرويه ابن أبي شيبة و هو من أئمة الحديث و رواه البيهقي وابن عساكر
هذا الأثر الذي جعل مشايخك يلفوا و يدوروا ليضعفوا هذا الأثر الصحيح
و جعلني أشفق عليك لكثرة ما كتبت لتثبت أن الأثر ضعيف
هذا الأثر يهدم ما تقولونه من أساسه
قال الحافظ الذهبي -أحد تلامذة ابن تيمية-في ترجمة الحافظ الرعيني في سير أعلام النبلاء (21/251-253) ما نصه "الحجري الشيخ الإمام العلامة المقرئ المجود المحدث الحافظ الحجة شيخ الاسلام أبو محمد عبدالله بن محمد الرعيني الحجري الأندلسي المربي المالكي
سمعت أبا الربيع بن سالم يقول :صادف وقت وفاته قحط فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله فسقوا و ما اختلف الناس إلى قبره مد الأسبوع إلا في الوحل
قال :و هو رأس الصالحين و رئيس الاثبات الصادقين "
كلام الحافظ الذهبي باختصار
وقد أورد هذه الحادثة أيضا ابن الأبار في التكملة لكتاب الصلة والسيوطي في تذكرة الحفاظ

يقول العتبي "كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله ،سمعت الله يقول "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " و قد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ،ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
‏ ‏ فطاب من طيبهن القاع و الأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
‏ ‏ فيه العفاف و فيه الجود و الكرم
ثم انصرف الأعرابي ،فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم في النوم فقال "يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له "
و العتبي من شيوخ الإمام الشافعي
و ممن استدل بهذه الحكاية المشهورة
القرطبي في تفسيره و الثعالبي و ابن كثير و النسفي
و الكمال ابن الهمام في فتح القدير
و الشر نبلالي في نور الإيضاح
وابن عقيل الحنبلي في تذكرته و عبدالقادر الجيلاني في كتاب الغنية و ابن الجوزي في المنتظم و الإمام النووي في المجموغ و السبكي في شفاء السقام وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم

ولا تنس حديث الضرير الذي أمره النبي بأن يدعو بهذا الدعاء :اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلي ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في"
أخرجه أحمد و البخاري في الكبير و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن خزيمة و الحاكم
و غيرهم
وصحح الحديث ما لا يقل عن سبعة عشر من علماء الحديث منهم الترمذي و ابن ماجة و ابن خزيمة و الطبراني و الحاكم و البيهقي و أقر التصحيح النووي في الأذكار و الحافظ المنذري و الذهبي وابن حجر في أمالي الأذكار و السيوطي و المناوي و غيرهم
وإذا لم تقتنع فهذا شأنك
فأنتم تحرمون أنفسكم من محبة النبي صلى الله عليه و سلم
ولكن لن أدعك تبدع المسلمين بل تبدعون سلف الأمة دون تحرج
و تتشدقون ليل نهار بسلف الأمة فها هم سلف الأمة يتوسلون بالنبي و بالصالحين
و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 09-09-2010, 01:59 AM
الصورة الرمزية Mr.Trueman
Mr.Trueman Mr.Trueman غير متواجد حالياً
معلم اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 565
معدل تقييم المستوى: 16
Mr.Trueman is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahamad_allithy مشاهدة المشاركة
روى الدارامي في سننه ما نصه باب ما أكرم الله به نبيه صلى الله عليه و سلم بعد موته
‏"حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبدالله قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلي عائشة فقالت :انظروا قبر النبي صلي الله عليه و سلم فاجعلوا منه كوى إلي السماء حتى لا يكون بينه و بين السماء سقف ،قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب و سمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق "
قال الحافظ الغماري :و رجال هذا الأثر لا بأس بهم (الرد المحكم ص79‎‏)‏
وأما حديث استسق لأمتك الدي رواه أبي شيبة و البيهقي و ابن عساكر
فلم يقل أحد من الأئمة قبل ابن تيمية أن هذا حديث ضعيف أو أن هذا شرك أو أن فعل ذلك بدعة
فلتأت بمن قال ذلك قبل ابن تيمية في القرن الثامن و أتحداك بفضل الله
ولو كان ذلك بدعة أو شرك أفكان يرويه ابن أبي شيبة و هو من أئمة الحديث و رواه البيهقي وابن عساكر
هذا الأثر الذي جعل مشايخك يلفوا و يدوروا ليضعفوا هذا الأثر الصحيح
و جعلني أشفق عليك لكثرة ما كتبت لتثبت أن الأثر ضعيف
هذا الأثر يهدم ما تقولونه من أساسه
قال الحافظ الذهبي -أحد تلامذة ابن تيمية-في ترجمة الحافظ الرعيني في سير أعلام النبلاء (21/251-253) ما نصه "الحجري الشيخ الإمام العلامة المقرئ المجود المحدث الحافظ الحجة شيخ الاسلام أبو محمد عبدالله بن محمد الرعيني الحجري الأندلسي المربي المالكي
سمعت أبا الربيع بن سالم يقول :صادف وقت وفاته قحط فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله فسقوا و ما اختلف الناس إلى قبره مد الأسبوع إلا في الوحل
قال :و هو رأس الصالحين و رئيس الاثبات الصادقين "
كلام الحافظ الذهبي باختصار
وقد أورد هذه الحادثة أيضا ابن الأبار في التكملة لكتاب الصلة والسيوطي في تذكرة الحفاظ

يقول العتبي "كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله ،سمعت الله يقول "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " و قد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ،ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
‏ ‏ فطاب من طيبهن القاع و الأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
‏ ‏ فيه العفاف و فيه الجود و الكرم
ثم انصرف الأعرابي ،فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم في النوم فقال "يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له "
و العتبي من شيوخ الإمام الشافعي
و ممن استدل بهذه الحكاية المشهورة
القرطبي في تفسيره و الثعالبي و ابن كثير و النسفي
و الكمال ابن الهمام في فتح القدير
و الشر نبلالي في نور الإيضاح
وابن عقيل الحنبلي في تذكرته و عبدالقادر الجيلاني في كتاب الغنية و ابن الجوزي في المنتظم و الإمام النووي في المجموغ و السبكي في شفاء السقام وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم

ولا تنس حديث الضرير الذي أمره النبي بأن يدعو بهذا الدعاء :اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلي ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في"
أخرجه أحمد و البخاري في الكبير و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن خزيمة و الحاكم
و غيرهم
وصحح الحديث ما لا يقل عن سبعة عشر من علماء الحديث منهم الترمذي و ابن ماجة و ابن خزيمة و الطبراني و الحاكم و البيهقي و أقر التصحيح النووي في الأذكار و الحافظ المنذري و الذهبي وابن حجر في أمالي الأذكار و السيوطي و المناوي و غيرهم
وإذا لم تقتنع فهذا شأنك
فأنتم تحرمون أنفسكم من محبة النبي صلى الله عليه و سلم
ولكن لن أدعك تبدع المسلمين بل تبدعون سلف الأمة دون تحرج
و تتشدقون ليل نهار بسلف الأمة فها هم سلف الأمة يتوسلون بالنبي و بالصالحين
و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
كل ده سبق ورديت عليه وابستفاضة لكن هناك من لا يريد ان يرى الشمس وانت يبدو انك لم تقرا ما كتبته وتعيد نفس الكلام الذى سبق وذكرته .
اما بخصوص حديث الضرير فاقول لك مرة اخرى لعلك تفهم

النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا
النبى كان حيا

هو الذى يشرع واسالك هل قال لهم افعلوا كما فعل الضرير فى حياتى وبعد موتى؟؟؟؟؟

واذا كان الامر كذلك فكل انسان لا يستطيع ان يذهب الى قبر النبى فليذهب الى قبر ولى من اولياء الله او احد من ال البيت الاطهار وليساله المغفرة واستجابة الدعاء ؟؟؟؟ ما الاختلاف بيننا اذن والنصارى واليهود

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)التوبة
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)الاسراء
قال الإمام أحمد رحمه الله : أصول السنة عندنا :
1- التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وافقتداء بهم.
2- وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة.
3- وترك الخصومات والجلوس مع اصحاب الأهواء.
4- وترك المراء والجدال والخصومات فى الدين.

انتهت مشاركتى فى هذا الموضوع فافعل ما بدا لك
__________________
`My Prayer and my sacrifice and my life and my death are all for ALLAH, the Lord of the worlds;
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:09 PM.