اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات و نقاشات هادفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 16-05-2011, 05:07 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي


(17) لحسن حظهم أنها تعمل !
اليوم إجازتي ، أستريح من عمل مضني ، يطرقن بابي : برجاء أن تذاكري لابني فتفلته يشقيني ، لا يجلس لكتاب و لا يحفظ كثيراً و الإمتحان مقبل ، لا أرد طالباً و لا آخذ أجراً و لا يمر ببالي أن أمه التي لا تعمل أولى به مني .
اليوم درست 5 أولاد ، مناهجهم متنوعة ، ثلاثة في الصف الأول الإعدادي ، و صغير في الرابع الإبتدائي جلست معه 3 ساعات حتى احتقن حلقي ، أحدهم صغير لا دراسة عليه بعد ، لكنه ظل أخيه لم يعجبه أن يستأثر أخوه بانتباهي فلفته بأن أتلف ما حوله ، و أنا عالجت ذلك برفق ، أحدهم في الشهادة الإعدادية المقدسة و لم يجتز الامتحان ، ظل يشكو لي كرامته المبعثرة جراء علقة سخنة جزاء نتيجته العكرة ، تركني بعد ساعة من التشكي لأنه مشغول .
أول ما يخطر ببال الصبيان إذ يجلسون لإمرأة أن يجعلوا منها تسلية أو يستعرضوا أمامها ، و أنا أريهم جانب خشن لا أحبه لكنه يؤدي المهمة حين أحتاجه.
أرأيتم تلك الأسطر ، أسوار حبسوا فيها الحروف ، أرأيتم كيف ننطق كل حرف و كيف تستوي كل كلمة في نظم مع أهل بيتها ؟
صوت المؤذن يقطع درسي ، الصلاة أولى من نبض القلب ، وقفت على وضوئهم و صلاتهم في الجماعة حتى انتظموا تركتهم يؤمون و تناولت القيادة وراءهم ، حركتهم حيث أريد ، صلاة و أخرى ، و درس تلو أخيه .
سبع ساعات متواصلة ، الإرهاق يسلبني أنفاسي .. أما الرجل فيقال له بعد عناء يوم شغل : يعطيك العافية ، أما أنا فقيل لي تسليت أليس كذلك ؟!!!

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 17-05-2011, 09:02 AM
الصورة الرمزية الأستاذة ام فيصل
الأستاذة ام فيصل الأستاذة ام فيصل غير متواجد حالياً
مديرة الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 16,606
معدل تقييم المستوى: 10
الأستاذة ام فيصل is just really nice
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة مشاهدة المشاركة
(17) لحسن حظهم أنها تعمل !

اليوم إجازتي ، أستريح من عمل مضني ، يطرقن بابي : برجاء أن تذاكري لابني فتفلته يشقيني ، لا يجلس لكتاب و لا يحفظ كثيراً و الإمتحان مقبل ، لا أرد طالباً و لا آخذ أجراً و لا يمر ببالي أن أمه التي لا تعمل أولى به مني .
اليوم درست 5 أولاد ، مناهجهم متنوعة ، ثلاثة في الصف الأول الإعدادي ، و صغير في الرابع الإبتدائي جلست معه 3 ساعات حتى احتقن حلقي ، أحدهم صغير لا دراسة عليه بعد ، لكنه ظل أخيه لم يعجبه أن يستأثر أخوه بانتباهي فلفته بأن أتلف ما حوله ، و أنا عالجت ذلك برفق ، أحدهم في الشهادة الإعدادية المقدسة و لم يجتز الامتحان ، ظل يشكو لي كرامته المبعثرة جراء علقة سخنة جزاء نتيجته العكرة ، تركني بعد ساعة من التشكي لأنه مشغول .
أول ما يخطر ببال الصبيان إذ يجلسون لإمرأة أن يجعلوا منها تسلية أو يستعرضوا أمامها ، و أنا أريهم جانب خشن لا أحبه لكنه يؤدي المهمة حين أحتاجه.
أرأيتم تلك الأسطر ، أسوار حبسوا فيها الحروف ، أرأيتم كيف ننطق كل حرف و كيف تستوي كل كلمة في نظم مع أهل بيتها ؟
صوت المؤذن يقطع درسي ، الصلاة أولى من نبض القلب ، وقفت على وضوئهم و صلاتهم في الجماعة حتى انتظموا تركتهم يؤمون و تناولت القيادة وراءهم ، حركتهم حيث أريد ، صلاة و أخرى ، و درس تلو أخيه .
سبع ساعات متواصلة ، الإرهاق يسلبني أنفاسي .. أما الرجل فيقال له بعد عناء يوم شغل : يعطيك العافية ، أما أنا فقيل لي تسليت أليس كذلك ؟!!!
موضوع جميل ومن حياتنا اليوميه وعجبني كثير وهو رد جميل الى الذين يرفضون عمل المرأة
صديقني بعض الرجال ينظر للمرأة على انها خلقت من اجله ولراحته فقط وهذه انانية كبيرة
وهناك امثلة كثيرة لدور المراة وماتقوم به بالاضافه الى خروجها للعمل
المراة العامله تستفيد اكثر من الوقت وهي تسخره في خدمة الاخرين سواء في عملها او بيتها
ولايوجد عندها فراغ لكي ت***ه في مراقبة الجيران او المسلسات التلفزيونية اللي معظمها فارغه
لااحب ان اطول
بارك الله فيك وجزاك الله الف خيرا
مع مودتي ومحبتي وتقديري
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 17-05-2011, 07:39 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة نغم محمد مشاهدة المشاركة
موضوع جميل ومن حياتنا اليوميه وعجبني كثير وهو رد جميل الى الذين يرفضون عمل المرأة
صديقني بعض الرجال ينظر للمرأة على انها خلقت من اجله ولراحته فقط وهذه انانية كبيرة
وهناك امثلة كثيرة لدور المراة وماتقوم به بالاضافه الى خروجها للعمل
المراة العامله تستفيد اكثر من الوقت وهي تسخره في خدمة الاخرين سواء في عملها او بيتها
ولايوجد عندها فراغ لكي ت***ه في مراقبة الجيران او المسلسات التلفزيونية اللي معظمها فارغه
لااحب ان اطول
بارك الله فيك وجزاك الله الف خيرا
مع مودتي ومحبتي وتقديري
أدعو إلى أن يعامل البشر بعضهم بإنسانية و أن يفكر الجميع قبل أن يصدروا أحكامًا عامة لا تنطبق على الجميع.
بارك الله أفكارك الناضجة و مداخلاتك الطيبة.
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 17-05-2011, 07:42 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(18) لا تعمل قطعياً ، انتبهي .. حفرة ..
استلقيت فيها ، أتخفي من البشر ، أحيا فيها بلا مقاومة . لعل الستر أفضل مزاياها هو أسوأ عيوبها . اليوم تمردت قليلاً ، تململت في مكاني ، أنظر لفوق .
فزعوا من قلقي : ما الذي يجرى ؟ كل شيء على ما يرام !
و أنا تظاهرت بأنني لم أتخذ قراراً بعد ، مرت بسلام .
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 18-05-2011, 07:58 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(19) لماذا هي بالذات ؟!
تناهت إلى ضحكات شباب الجامعة و حديثهم ، حيوية و قوة ، يجلسون أمام الدار حيث أتطوع بالتدريس . بينما جلست إلى ثلاثة أولاد في حوالي الثانية عشر من عمرهم ، أعيد لهم درس العلوم الذي تعلموه في المدرسة أساعدهم في حفظه .
قطع حديث الشباب درسي عن سمكة لها زعانف و خياشيم و ذيل ، و الدروس كانت أصعب بكثير في الماضي لكنها حظيت برجيم وزاري إجباري لتناسب خفتها عقول جيل اليوم ، و هكذا يفعلون .
تملكني خاطر بقوة ، فرض نفسه على أفكاري بجرأة أملاها الجو الذكوري حولي .
_ الشباب ذوي البطالة أولى منك بهذا العمل ، ألا يملأ أحدهم الكرسي الرابع ؟ فيطلع الفتيان على الموتور المختبىء أسفل غطاء السيارة ، أو يعلمهم كيف يصيرون رجالاً يكسبون أرزاقهم في عصر العولمة و المنافسة بين أسماك القرش ؟
لفت أحد الفتيان انتباهي ، كي أصحح ما كتب ، طردت الكراسة خواطري : استخدامك الخاطىء للغة أضاع المعنى ، نحوت هذا المنحى معهم جميعاً .... هذه واحدة .
عقلي يدبر الكثير بينما أعمل معهم ، أمر يشغل جزء غير هين من تلافيف قشرة المخ ، الآذان نقض كل نية عزمتها أبدلها بالتي هي أولى ، لنصل ِ مع الجماعة في المصلى ... (2)
عدنا ، و معنا الخلافات ، يحتج أحدهم : يغش مني .
شكواهما صوت العجز ، عجز عن الأخذ و عجز عن العطاء .
حلها المؤاخاة كتلك التي نفذها نبي الصحراء الكريم (صلوات الله و سلامه على خير بشر) ، هذا صاحبك و أخوك ، نخصص وقت لتعيد شرحها له ، ينصلح حال كلاهما بالعطاء و الأخذ (3) .
أما الرابعة فكانت بالحديث عمّا يعنيهم ، تعاطف أثمر تفاهم . لطف مزاجي و ابتسامتي أصابتهم بالعدوى ، فتبسموا .
أسباباً جعلت المكان لي و ليس لأحد الشباب النابه الذي قضى ساعتين في ما لايصح قوله في مجلس خاص أو عام . أسباب كافية كي لا أزدري مكاني و عملي .
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 19-05-2011, 02:29 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(20) كل يعمل على شاكلته ، فيم المقارنة إذاً ؟!
بدأت هذه الفقرة لأختم بها مقالي ثم هجرتها زمناً حتى كتبت يد القدر لها نهاية طريفة بالأمس . رجاء ، لا تملوا بساطتي ، أنا في قلب القضية فعلاً .
حضر أستاذ اللغة العربية و القرآن ، حركة و صوت يتبعان حضوره، استعداداً للدرس . له صوت مليح إذ يتغنى بكتاب الله ، تعلم في الأزهر ، هذا الأزهر ينتشر نوره في الأرجاء .
هو من بنى بيتنا مع أخيه و هما يرددان القرآن و الأناشيد الحلوة ، صداها في الأنحاء .
أما اليوم فهو مدرس ، حضر يصقل نطق الولدين للغتهم المهدرة .
استمع له بعيداً عن مجال الرؤية : يتلو الولدان خلفه ، حازم ، لا يتنازل ، صواب النطق كذا و صواب الكتابة هكذا ، يتصرف الصبيّـان حوله كالرجال ، تفر منهما الجرأة على الخطأ .
تنضبط الأمور ، يترفق بهما ، يشتد إذ يرى منهما خروجاً عن جادة الصواب .
درس أصغرهما صغير . أما الكبير فيطول درسه ، الجملة الإسمية و الفعلية و الفعل الناقص و اسمه و خبره ......
الكبير ، تعجزه الكتابة و القراءة ، يجاهدها أربع سنين فتصرعه ، يسبب لنا هذا العجز الكوارث ، تفر المشاكل أمام الصغير ، شجاع له قلب رجل ، لا يضايقه أمر كما يضايقه أن يقال له أنت لا تقدر على ذلك لأنك صغير ، يزمجر و يقبض يده و يلكم بها من أعلن عجزه ! يأخذ الدنيا غلاباً ، مؤكد سيتعرض لعلقة سخنة من الكبير إذا أظهر مهارة في الدرس ، لكنه لن يداري قدرته ، فحبه للفخر يملأ المكان وهجاً .
المشكلة أن الكبير يجيد الإستماع و الحفظ ، ملكة يراوغ بها تنين القراءة ، و هو درس مصمّـم بحيث تسهل مراوغته ، تحكي جملة خبراً فترد أختها : أجل هو كما تقولين .
من السهل التنبؤ بما سيكون و حفظ الأسئلة و أجوبتها ، دون المرور بمنحدر القراءة الوعر ، داء يصيب أولاداً كثّـر .
أرسلته أمه لطبيب ليتأكد من سلامة قواه العقلية فوجده الطبيب أنبه ممن حوله ، و لكنها عين المشكلة بلا حل ، تطول أربعة سنين ، تأخذ منّـا جهداً جهيداً .
ترسله أمه تجاهي وقت العلوم ، إليكم معطيات الوضع هذه الناحية (وضع كل إمرأة إذ تعمل سواء كانت تنظف بيتاً أو تدير مؤسسة) :
1. افتش عن القوة و الحيوية ، أين تذهبان عند الحاجة ؟ لا أثر لهما بالجوار .
2. فجأة ضاق الوقت ، انجزي المطلوب في الوقت المستقطع ؟!!! أو بعد نهاية كل الأشواط و انصراف اللاعبين و الجمهور !!
3. التمرد يدك سفينتي ، يدفعني لإستخدام أسلحة لا أريدها لأخمد الثورة قبل أن أبحر لشاطئ أمان .
4. فجأة قرر الجميع مد يد المساعدة : الجدة : سأحضر له العشاء بينما تذاكرين معه ، دعيه قليلاً يستريح أمام التلفاز ، المسكين نعسان (هذا الخلاف يحدث أمامه) ، لا ينبغي أن يعلو صوتك على هذا النحو ، ما الذي جرى ؟ و هل تمر الأمور بسلام ؟
من الواضح أنها لا تمر ، سؤال يتخذ ذريعة لكل القوات الأجنبية للتدخل .
أصفق الباب صفقاً عنيفاً ، تكاد تنهد معه الحجرة و أملأ صوتي غضباً جباراً ، استحضره من فرقي عليه، فزع نسج إشفاقاً تجعد في حنايا عقلي على توأم روحي ، حب لا يعرف الإهانة و لا المخاتلة.
يرى المولى جزعي .... لا تخافي إنا رادوه إليك .
يصرخ حبيبي : ألا ترين أنني قضيت أربعة سنين أحاول فيها تلك المستحيلة : القراءة ، لا أقدر أن أتجاوزها ، تنزل دموعه ، تختلط بدموعي ، أقول لا عليك يا حبيبي ، أقبل رأسه امسح حزنه بيدي ، لا كان من يهينك .
ابذل جهدك كائناً ما كان ليكن قطرة و أنا علي ّ الباقي ، نتحمل بعضنا يا صغير و تمر .
أقرأ أنا ، بينما تستمع ، فكّـر معي .
أغيّـر محطة الإرسال إذ يعلن استسلامه .
أحدثه عن نبات ذي جذور و ساق و أوراق فيسألني ما الليزر ؟ يراه في الكارتون يفعلون به الأعاجيب ، و أولادي كانت دائماً لديهم هذه العقبة : كم من هذا الذي يرونه في التلفاز حقيقي، كم منه سراب ؟ عادة ما تكون لدي المعرفة التي تضع حداً بين الوهم و الواقع .
اترك النبات و أشرح ، أفتح النت و أريه صور الأجهزة و التطبيقات ، قليلاً ثم أزرع نباتاً في عقله ، هذه المرة يتقبله ، يرسمه و يكتب أجزاؤه و يستذكر وظائفها ، نطبق القاعدة التي اعتمدناها ، سيبذل أقصى ما عنده ، أحاسبه فقط على ذاك .
يقول : حين أكبر ، سيكون لدي مختبر لليزر .
أقول عن الإنضباط الذي يحقق هكذا حلم ، يفتح عينيه و يستوعب ، أخبره عن الجهد و الوقت الذي يبذله عالم يحمي به أمته على نحو مغاير ، فيريني قدراً عالياً من الهمة و الإنضباط ، يطالب براحة ، أما الآن فنعم ، اغمره احتراماً و مودة إذ انجز بعض المطلوب ، يعود الهدوء للمكان ، يضحك بينما يأكل ، ينصرف عن التلفاز و يحكي عمّـا يحدث له في المدرسة ، يذهب إلى بيته مع دعوات السلامة ، يتركني مكدودة ..... محتارة .....أفكر .....
أرادت أمه أن يستمر معه الأستاذ في الصيف ، جهد يلزمه ليجتاز امتحانات المدرسة بنجاح ، أما الآن فلا، يعلن الرجل انشغاله ، يدلهم المولى على من تكفله ، ينجزني وعده .
هذه المرة أزيل ركام الكتب المدرسية من الطريق ، ركاماً أثار غباراً خنق أرواحنا (لا سلّـم الله من آذانا على هذا النحو ، اللهم آمين عدد ذرات الحياة و جزئيات المادة و ضدها) .
لدي مادة تنبّـه الأذهان ، صائدو الأعاصير ، مغامرة جميلة لفتى صغير ، أجمل ما فيها أنها آمنة و علمية و مفيدة و المخاطرة بها محسوبة ، صورة و موضوع و أشخاص و هدف و نهاية جميلة .
ننتهي منها لنذهب في مغامرة صغيرة خاصة بنّـا ، نصعد طوابق البناية كلها حتى السطح وسط انقطاع الضوء و تواصله .... نصل السطح و نحن في حالة خفقان .... إثارة و ضحك ، ترى أين يضعون الستالايت ؟ فقدنا الإرسال و صائدو الستالايت في مهمة لإصلاحه ، نصعد نهبط ، نناقش التفاصيل بينما ضوء الكشّـاف يضيء وجهه الوسيم ، وجده و وجد سلكاً منفصلاً و توقع أن تكون هذه الإجابة فوصله ثم نزلنا لنرى ، هكذا مراراً حتى توصل للحل السليم بمفرده ، صفقت له طويلاً ، المهندس الصغير .
نصل البيت لنجد أخاه الأصغر قد عاد من الخارج و إذ يعرف ما حصل ، يرتمي على الأرض على بطنه و يأخذ في البكاء : كيف لم تنتظروني حتى أشارك معكم ؟
- الثياب النظيفة المكوية ؟!!
بالطبع الغد كان أمر آخر ، لا عليكم ، لنقف هنا بينما دفق الزمن لا ينقطع .
بعض مفردات كتاب الحياة ، أولى بالقراءة من منمقات كتبها نابهون تصوروا الأمور على نحو كامل في عقولهم ..... تيار الحياة يفيض على نحو مغاير .
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 22-05-2011, 05:57 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(21) رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً
التاريخ : الأمس ، الحدث : تتخاطفني غيلان الهم ، تودعني سجن الألم ، تشغلني عمّـا حولي.
المكان : البيت ، المشهد : نساء المنزل يناقشن أمر النظافة فقد خسرنا الخادمة لعلل كثيرة ، نحن بعضها
النتيجة : يقع في قسمتي من الأعمال نصيب يتم تحديده لي على غير ما اختيار منّـي .

آه لو تعرف نفسي في هذه اللحظة أن لها يدان ، لعملت بهما ما تتحاكى به الأساطير ! تناديان : مجرد كهرباء ... ثم المزيد من الكهرباء ، أنين و ألم ، لا أدرك الرسالة ، ماذا يهم فليس بوسعي أن أنجدهما .
ينتفض الألم داخلي ، يصر : لا ، لن أشارك ، أحضروا خادمة أخرى . لا ألحق رفضي بأي مذكرة تفسيرية .
يتممّن المهمة بدوني بينما أغرق في النوم حتى المساء ، أتيقظ كي أضع في حياتي حياة : أصلي . ثم ينادون من هناك ثانية هيت لك ؛ الشوشرة في عقلي هذا المساء لا تُقاوم، استسلم .
أرتمي في أمان فراشي و أنادي النوم كي يعدم ما بقي من وجودي ، لكنه لم يحضر و أرسل بدلاً منه العتاب و الفكر و الهم . كلهن حضرن : الذوق و اللياقة و الكياسة و حسن التصرف و أخوات لهن غاية في التهذيب ، تساءلن ألم تجدي طريقة أخرى لحل الأمور ؟!!
أتعلل لهن : أعجبتني للحظة تلك الهيئة المنتظمة التي للرجال ، كيف ينتصف الواحد منهم لنفسه ، فيدين له الكل بالولاء و الإحترام بلا نقاش .
يبالغن في العتاب ، و أنا ألتمس الأعذار لنفسي ، يغلبنني ،
فأبكي ،
صدقتن .
أبحث عمّـا جعلني أتجاهل تلك الكيانات الراقية ،
أشد عزيمتي و أفتح كنزي و أردد : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء قدير .
يرد ببالي السبب ، لم آخذ التلبينة هذا اليوم .
اليوم التالي ، أنهض من نومي مسرعة إلى المطبخ فأعدها على عجل على أي حال . لا لن ينهب أحد مني يومي و لاعقلي و لا كياستي .
عند عودتي أصلح الأمور ، أصنع طعاماً شهياً لأهل البيت كلهم ، يقضي هذا المشروع على ما بقي من يومي و أمسيتي حتى النوم ، لا بأس راضيت الجميع .
أما الخادمة ، تأتينا واحدة عمّـا قريب تحضرها الروية بأمره .
بين النظرية و التطبيق عدة ملايين سنة ضوئية .
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 24-05-2011, 09:03 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(22) إلى أين من هنا ؟!
أحاول أن أغلق هذا الموضوع نهائياً!! لكنه يتعطش للظهور ، لن يهدأ له بال حتى يقرأه أحدهم.
أقف الآن على مفترق طرق ، الفرع الأول يؤدي لتدريس الصف الأول الثانوي لعله ينتهي بتدريس الثانوية العامة ، حلم لم يراودني لغير ما سبب محدد أو لكل الأسباب التي تعرفونها ، أعرف أكثر منكم .
و ما أدراكم ما هذا ؟ طيف المشاكل يلون الوجود كل يوم ، طريق نهايته وادي يسكنه الجنون . و حس الكرامة العالي هذا الذي يعتق وجودي ، الذي لا يتناغم مع سيل الإهانات الذي نتحمله بصمت ، حتى يمر.
الفرع الآخر يفضي لوظيفة إدارية مكتبية ، لا ترضي ذوقي . عالم الورق كئيب حد الملل . تهمس فكرة الخلاص من المشاكل في أذني فيعلن الإدراك التمرد .
يقول العقل : لا مشاكسة ← لا تغيير ← لا رزق واسع كهذا الذي عندك ليس لغيرك .
و هناك الأصل : أن لا أعمل لسوء الأحوال الإجتماعية و الإقتصادية و كل العلل و العاهات التي تكون حول البشر، تكثر المشاكل إذ يكثرون .
كيف أمد البصر فأرى المستقبل قبل أن يقع ؟ أولي وجهي للذي فطرني مسلـمة : أنزلني منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين .
ربي أين المسار ؟ أين موضع الخطوة المقبلة ؟
أكثر الفكر ، لا أرى شيئاً . لا يهدأ لي بال حتى أتذكر أنه لازال قيد الإنشاء . تشكله خطواتي!
******
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 26-05-2011, 05:05 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

تنازل disclaimer
أيها العابرين بهذه الحواشي ، لسبب أو لإنتفاء سبب ، لخطأ أو لملل ، يا من تقرأون سطراً فلا يعنيكم أن تقرأوا التالي : لا جناح عليكم إن قررتم أنه سقط المتاع . ثم لتكملوا يومكم على ما هداكم . و إن أعدتم النظر ثم لزمكم منه شيء فكلوه هنيئاً مريئاً .
لكنكم بالطبع تعرفون ذلك!
توطئة
كنت أعبر طريقي و إذا ببصري ينطفىء لحظة على حين غرة ، فإذا بيد تقبض على ذراعي تعيدني إلى الرصيف بعيداً عن طريق سيارة مسرعة . انتظرتْ ريثما سألتْ إن كنت على مايرام ، و بينما أهز رأسي مؤكدة سلامتي كانت قد تبخرت في زحام الطريق . غريبة تدخلت فأزالت عني الغفلة ، حفظت حياتي على ما هي عليه.
لكل من قد يفوتهم بعض ما ذكرت ، فتحجب عنهم كلماتي ما قد يغير حياتهم ، إليكم دفعة أخرى.
(23) أخبار التغيير .... جمهورية
لنرجع بالشريط إلى الوراء عام ، ملامح الصورة : البحث عن عمل يفرخ عرضين متقاربين .
الأول
1. أقرب لمنزلي
2. الراتب أعلى
3. مسؤولياته الفعلية بين الطلاب أكثر و ما أدراكم ما هذا ! أمر نتجنبه في المدارس الخاصة فالإحتكاك مع طالب مهما صغر سنه و اشتد حيده أمر ليس بالهين !
4. المكان لازال قيد الإنشاء . خير اختلط بشر ، نقص خبرة قد يفرز أي اتجاه .
الثاني
1. أبعد قليلاً
2. الراتب أقل بقطعة من الأول.
3. أعرف البشر و أعرف الروتين أجل و أعرف ... و المشاكل .
4. عدد الحصص به أقل ، و اعتناء الإدارة فيه بالأعمال الكتابية أعلى .

لب العملين واحد و هو تدريس الصفوف الإبتدائية و الإعدادية و إعداد امتحاناتهم و الباقي يتم تفصيله خلال العام الدراسي حسب المقاس .
ألا يحدوكم طلب الكمال أن تتريثوا فلا تعزموا حتى تتأكدوا لأنفسكم ؟ لعل سعيكم يصيب الكمال في رمية واحدة ؟ هذا حالي ، أود لو يكشف سعيي حجب الغيب فأعرف أين تصيب موضع خطوتي القادمة الخير فلا تزل عنه.
ألم يطرأ عليكم بعد أن رميتم تلك الرمية الموفقة ، أن بدت لكم أمور غيرت رأيكم ، فرأيتم التوفيق عين الفشل و تمنيتم لو أنكم كنتم عدلتم عن الأول إلى الثاني ؟
يحصل لي ذلك ، يجعلني أكثر حيرة و تردداًً إذ اتخذ موضع الخطوة القادمة.
كيف أرسم خطوة على طريق يتهاوى تحت خطواتي فيتغير مساره ؟ و أحياناً تبنيه خطواتي تشكله في اتجاه آخر ؟!!
عالم الغيب و الشهادة ، ذا الجلال و الإكرام ، يا مطلعاً على السرائر والضمائر و الهواجس و الخواطر ، إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم الخير ، ما هو ؟ و أين أرضه ؟ و كيف يحضر ؟ و تعلم يا علاّم الغيوب ذاك الشرير شر . اصرفه عنّـا و اصرفنـا عنه و اجعل لي صبر على الأخ خير حتى يصل في وقته على مهله .
يطول الضباب شهر يلف أفكاري ، يلف المكانين فلا أرى أي منهما .
و أنا إذ أبصر ، لا أتردد ، اتخذ مكاني في السباق . استعد ... انطلق ... بالطبع أنا في المقام الأول .
و لكنني كلما استقصيت ، رأيتها أخلاط لا يتمايز العمل الصالح من السىء و أي محاولة لفصل هذا التوأم تنهي حياة عملي !
لن أقول أنني فضلت أحدهما على الآخر أو أنني رأيت ما أشعرني بارتياح تجاه أحدهما . يكسو الضباب خطاي . أحدب عيناي لأرى فيزداد بياضاً .....
ثم أرسم صورة أخرى : عام قضيته أبني مكاني في المكان . لا يعجبني ما هو موجود فأغيره لمّـا أراه أفضل في حدود صلاحياتي .
لكن ماذا أفعل بعشق البشر للتاريخ و التحف و الأنتيكات (و ال****يب) ؟!
ينظرون لي شذراً : إياك أن تلمسي منها فتفوته !
ثم يزيد الطين بللاً قبل شهرين من نهاية الطريق . يوم مفتوح يلخّـص العام ، يقتطعون شهرين من وقت الدراسة للإعداد له!! هرج عام بأمر الإدارة ! الفوضى تضرب أجناب المكان تحيله إلى نادي عام.
حسناً ، أيضاً لها حل ، استقبل يومي فأرى ما يصلح أن أفعله في عملي ثم آخذ بباقي الوقت إذناً يقتطع قطعة لا بأس بها من أجري ، و لا ضير . هذا هو المتاح حالياً .
و سيقضي البشر ساعات يتحدثون عن المرونة و القدرة على التكيف مع مجريات الأحداث ! بالطبع ما دمنا لا نعمل ، من حقنا أن نتكلم و نناقش كما يحلو لنا ! يتحدثون عن حمار عليّ ربطه حيث يريد صاحبه (لا والله ما علمت له صاحباً ، لعل الأمر إلي و أنا أماطل بحثاً عن صاحبه).
و ستأتي الإمتحانات دون تجهيز كاف و لا ضير . و سيمر ما حصل كما يمر كل شيء لا تدري أين أصحابه عنه .
على بر أمان ، يجلس الجميع يتعجبون كيف مرت الأمور على هذا النحو !
ينتهي العام بسلامة و يثبتني صاحب العمل في مكاني ، أرأس قسم العلوم فأدرب المدرسات و أضع الامتحانات و أراجعها و آمر و أنهى . نقوشات على نقولات و تفسيرات على حواشي هوامش التفسيرات!
لو شئت كانت اليسر ، عمل بمجرد الحديث عن العمل، لكأنما الرقيب يغفل لحظة !
لكنني من النوع النمكي (لا أعرف للكلمة معنى ، فقط يعجبني صوتها) ، يقال لي كثيرًا أنني مثالية (كائناً ما يعنى ذلك أيضاً) غالباً بقصد التجريح والإساءة اللذين أصابا قصديهما حتى ألقيتهما وراء ظهري مع ما ألقيت .
هذا التغيير ، تلاقينا ذات مرة و تصادقنا و منذ ذلك الحين و أنا أعرف سره ، أعرف كيف أستدعيه حين أحتاجه . أصفه لكم . أعرف أنه يقترب ممن يحلمون به ليل نهار ، سيرته على نفوسهم و عقولهم ، خطواتهم تقترب منه تلاقيه ، تستقبله على شوق ، تمنحه مكاناً يستقر به .
لا عليكم من العام الماضي ، كنت فقط أرسم الخلفية . الآن هاكم أهم ما في الصورة : أأرسمني في هذا الموضع العام القادم ؟
أتكفي صورتي أم أضيف لها صور من يحبونني و من لا يطيقونني و من لا يبالون بوجودي و بأي حجم أرسمهم ؟ أترى الصورة تكتمل بغيرهم؟!
مالك الملك و الجبروت ، رب الملائكة و الروح جللت السماوات و الأرض بالعزة و الجبروت ، يا حي يا قيوم ، إني أبرأ إليك من حولي و قوتي و ألجأ إلى حولك و قوتك ، لا أترك ما قلدتنيه حتى تأذن و تلك الحقوق و المسؤوليات منوطة بعنقي . أعلم تصرف الأمور على خير حال ، دبرتني من قبل . أعلم ، لابد من وقت كي يعيدوا حفر الأرض و تغيير معالمها .
و لازال الزمن يسيل ......
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 29-05-2011, 04:37 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(24) محاولة في خاتمة .... لعلها تصلح
مدرسة جديدة ، يبنيها صاحب العمل و ينقل إليها جزء من الطاقم القديم و يترك مجموعة في المدرسة القديمة .
طبعاً أنا مكاني هو مكاني ، بعد أن يموت البشر لا يتغير من حالهم شيء .
أجلس إلى مكتبي فتصلني أخبار التغيير يشمل عاملات النظافة حتى طاقم الإشراف و الإدارة و الحسابات و الناظرة ! في يوم و ليلة ، تتناهى لي أخبارهن من خلف سور يحجزنا فلا تصل مدرسة للأخرى .
و سأتلقى الأخبار ، أخبار التغيير بطيب نفس كعادتي ، لا يعنيني الكثير من أمور هذا العالم. حتى أنفرد بي و أبدأ في مراجعة الحساب . تغيّـرن جميعاً .
أعرفهن ، هذا الطاقم الجديد . بوسعي الآن أن أبتسم فلا يعد ذلك خللاً ، و سأتحدث بعفوية فلا يشحذ كلامي سلاحاً ضدي و لن يعتبر أحد دأبي جريمة أجازى فيها بقصف مرتبي بعد الآن . و لا رقتي خور لا يليق . فأمزجتهن مزجت بمزاجي حتى تساوينا ، لا تعرف أينا أكثر رفقاً !
أترى التغيير يتركني و شأني الآن ؟
مؤكد لن يفعل ، أخبار تتوالى ، يحمل الشهيق أخبار التغيير فيزفر الهواء الخارج بتغييرها . لم نعهد السيد تغيير يأتي بغير الحركة و أشد ما تتضح صورته حين تتقطع العضلات من شد أوتارها لأقصاها!
**********************
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 30-05-2011, 05:35 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(25)حل المعضلة!
المعادلة طرفان متساويان .
و معادلاتي غير متعادلة ، ناحيتي تلف لا أفقه مصدره حتى الآن .
أقلب الكتب بحثاً عن الحكمة ، تلك المتغيرات التي تكمل الشق الخاص بي من المعادلة .
أأخبرتكم بالشق الآخر ؟
ترك جدي فيما ترك من ميراثي ، بعض جيناتي .. نبض أعصابي أو لعله من الروح سرها عند ربي... طموحاً لخلافة المولى في الأرض . أن أكون يد المولى التي ينفذ من خلالها أمره . حينها فقط تنصاع الدنيا لي . حتى الآن فقط أحياناً ما أفعل !
محاولة في حل معادلتي :
الطرف الأول به المتغيرات التالية :
1. فعلي على سخفه و نقصه و إعوجاجه .
2. عامل الغيب بما في الغد من ألوان الطيف، تمتزج بغيرها فتفرز ما لا يعلمه سوى المولى.
3. الآخرين ، بمختلف الوجوه و الأفعال و الأهداف ، تلاقح مستمر يفرز المزيد من تدرجات الطيف .. يستمر في التفاعل و التغيير إلى ما شاء المولى.
أضف تلك العوامل للمعادلة فتصبح معضلة غير قابلة للحل .
أجدد بحثي في الكتب ، ربما أصاب أحدهم حلاً فيما مضى من الزمن ، يكون قبساً فيما يأتي من أيامي.
أجد شيئاً :
7 آلاف رجل و معهم قائد ينطلقون في أرض غريبة لا يعرفونها . يفتحونها ، ينشرون ديناً و فكراً في جبهة جديدة ، يبنون ملكهم ، يأمّـنون وطنهم . لا أفهم كيف حسبوها .
معركة كبيرة قضت على ألفين من رجاله . ثم يأمره القائد الأعلى بالانسحاب .
نقص حاد في الأنصار و الموارد و تأييد رؤسائه .
يقف الرجال مع طارق بن زياد على مشارف طليطلة المنيعة ، لو حاصروها ما حاصروها ما كانوا لينجحوا ، أم تراهم كانوا ينجحون ؟
ببساطة ، تفتح المدينة أبوابها للفاتح الجديد ! ينطلق طارق وفق نفس شروط المعادلة في المزيد من الفتوح فيصافح نفس النتيجة !
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 31-05-2011, 03:21 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(26) ما هي القضية بالضبط؟!!
استقر عملي بمدرسة بجوار بيتي ، أمشي إليها ، فأراهم رائحة غادية . شباب ما بعد الجامعة في مجلسهم ، الشارع العام . المرح و الشباب و الفراغ صديق أيامهم.
لعله الإلهام ، لعلها العزيمة من تزفر بداخلي كلما مررت بهم ، تحمد الله على عملي على علاته . عمل يأخذني إلى أرض اليأس و أحياناً ما يأخذني لأراض أهلع لذكر طيفها.
كلما مررت بهم خاطبت الواحد الأحد ، اللهم لا تدع يداي فارغتين من عمل أبداً. اللهم آمين. (حتى الآن ، تجدونني اخترع شغلي في مكاني حيثما كنت . و حين تعجز يداي ، كثيراً ما تفعلان ، أسند كتاباً به دعاء للرحمن بذراعي و أقرأ ما فيه بعيني إن ثبتت الرؤية ، و أرسل كل تلك الدعوات لكل من أعرف و من لا أعرف حتى أتساقط نوماً من الإعياء) .
تفتح إمرأة كبيرة في السن شباك منزلها لتهويته ، فتجدهم تحته . تخاطبهم قائلة : شباب لماذا لا تعملون؟
_ يضحكون : لا نجد عملاً.
استمر في طريقي فألمح كل أنواع الشغل ، في نهاية الشارع الكثير من القمامة ، لو وضعوها في كيس لرحموا أنفسهم من الكثير من الذباب . و تلك الأشجار الذابلة ، مقص و يتم تهذيبها ، شيء من الماء يرويها . و هناك تلك العجوز تحمل أشياءها من سوق قريب ، يد مساعدة أو سيارة أحدهم تنقلها مسافة ليست عليها بالهينة.
و لعلهم لو رأوا ذلك يفعله بطل فيلم أمريكي لتاهوا به حباً . لكنهم لن يشغلوا بالهم بعمل كهذا على الأرض .
فيم يفكر الشباب حين يتخيلون العمل ؟ مؤسسة ضخمة و بذة أنيقة و مكتب و حاسب ؟!
و سنستأجر من ينظف الشارع لقاء عدة جنيهات يدفعها كل بيت ، حصيلتها عدة مئات في جيبه كل شهر .
و ستضيف تلك الجنيهات المباركة لقيمة العقار. مال أقبضه فيوفر لي الرفاه و فراغ أملأه بالكتابة عني!
و إلى من يقول أن المرأة نصف المجتمع ، برجاء نصفه و ثلثه و ربعه .... هي الكتلة الأضعف و الأقل تأثيراً في العمل و السياسة و الإقتصاد . و ليفترض من يشاء أننا في الليل أو النهار ، ألا من شمس تشير بوضوح إلى الزمن؟
و الآن إلى البقية الأقوى ، كونهم لا يعملون يخلق فاقة شديدة في المجتمع . و ستتحمل المرأة و أطفالها هذه الفاقة فتقع وطأة الفقر عليها أشد مما تقع على الرجل . الطعام و المال و المصالح و الحب و الفخر ...الخ ، متى رأينا ذلك يذهب لغير الأقوى ؟! و لمن يجادل في ذلك ، أحيله على الشمس لتحدد له معالم يومه.
كيف تراها تُصلح هذا الخلل ؟
_ تخرج للعمل . تعولهم ثم نفسها . عن من ليس لديهم سوى قوت يومهم من النساء أتحدث ، إن كنتم سمعتم بهاتيك الملايين .
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 31-05-2011, 11:50 PM
الصورة الرمزية الأستاذة ام فيصل
الأستاذة ام فيصل الأستاذة ام فيصل غير متواجد حالياً
مديرة الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 16,606
معدل تقييم المستوى: 10
الأستاذة ام فيصل is just really nice
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكرة مشاهدة المشاركة
(26) ما هي القضية بالضبط؟!!

استقر عملي بمدرسة بجوار بيتي ، أمشي إليها ، فأراهم رائحة غادية . شباب ما بعد الجامعة في مجلسهم ، الشارع العام . المرح و الشباب و الفراغ صديق أيامهم.
لعله الإلهام ، لعلها العزيمة من تزفر بداخلي كلما مررت بهم ، تحمد الله على عملي على علاته . عمل يأخذني إلى أرض اليأس و أحياناً ما يأخذني لأراض أهلع لذكر طيفها.
كلما مررت بهم خاطبت الواحد الأحد ، اللهم لا تدع يداي فارغتين من عمل أبداً. اللهم آمين. (حتى الآن ، تجدونني اخترع شغلي في مكاني حيثما كنت . و حين تعجز يداي ، كثيراً ما تفعلان ، أسند كتاباً به دعاء للرحمن بذراعي و أقرأ ما فيه بعيني إن ثبتت الرؤية ، و أرسل كل تلك الدعوات لكل من أعرف و من لا أعرف حتى أتساقط نوماً من الإعياء) .
تفتح إمرأة كبيرة في السن شباك منزلها لتهويته ، فتجدهم تحته . تخاطبهم قائلة : شباب لماذا لا تعملون؟
_ يضحكون : لا نجد عملاً.
استمر في طريقي فألمح كل أنواع الشغل ، في نهاية الشارع الكثير من القمامة ، لو وضعوها في كيس لرحموا أنفسهم من الكثير من الذباب . و تلك الأشجار الذابلة ، مقص و يتم تهذيبها ، شيء من الماء يرويها . و هناك تلك العجوز تحمل أشياءها من سوق قريب ، يد مساعدة أو سيارة أحدهم تنقلها مسافة ليست عليها بالهينة.
و لعلهم لو رأوا ذلك يفعله بطل فيلم أمريكي لتاهوا به حباً . لكنهم لن يشغلوا بالهم بعمل كهذا على الأرض .
فيم يفكر الشباب حين يتخيلون العمل ؟ مؤسسة ضخمة و بذة أنيقة و مكتب و حاسب ؟!
و سنستأجر من ينظف الشارع لقاء عدة جنيهات يدفعها كل بيت ، حصيلتها عدة مئات في جيبه كل شهر .
و ستضيف تلك الجنيهات المباركة لقيمة العقار. مال أقبضه فيوفر لي الرفاه و فراغ أملأه بالكتابة عني!
و إلى من يقول أن المرأة نصف المجتمع ، برجاء نصفه و ثلثه و ربعه .... هي الكتلة الأضعف و الأقل تأثيراً في العمل و السياسة و الإقتصاد . و ليفترض من يشاء أننا في الليل أو النهار ، ألا من شمس تشير بوضوح إلى الزمن؟
و الآن إلى البقية الأقوى ، كونهم لا يعملون يخلق فاقة شديدة في المجتمع . و ستتحمل المرأة و أطفالها هذه الفاقة فتقع وطأة الفقر عليها أشد مما تقع على الرجل . الطعام و المال و المصالح و الحب و الفخر ...الخ ، متى رأينا ذلك يذهب لغير الأقوى ؟! و لمن يجادل في ذلك ، أحيله على الشمس لتحدد له معالم يومه.
كيف تراها تُصلح هذا الخلل ؟
_ تخرج للعمل . تعولهم ثم نفسها . عن من ليس لديهم سوى قوت يومهم من النساء أتحدث ، إن كنتم سمعتم بهاتيك الملايين .
تطرقت الى موضوع جميل ومهم
وانا احب ان اروي هذه الروايه
لما اخرج في الصباح ارى رجل كبير بالسن متقاعد وبيده مكنسه ينظف امام العمارة
ويسقي الزرع ويزرع الزهور وعل محياه ابتسامة جميله وهو يبادر الناس بالسلام والتحيه
لكم احترمت هذا الشخص وتمنيت ان نكون بمثل عطاءه
شكرا لك يامفكرة لان افكارك جميله وواقعيه
تقبلي تحياتي وتقديري
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 01-06-2011, 11:19 AM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

أستاذة نغم
شكرًا للكلمات الطيبة التي أضافت عمقًا لمقالي عن قضية عمل المرأة .
بدأ مقالي ردًا على شاب زعم أن عمل المرأة هو سبب بطالة الشباب ، مع أن الفقر الذي أصابنا بداهية سببه أن الشباب لا يعملون ، لذلك تعمل معظم من يعملن و هناك كل أنواع الأحوال و الأذواق و المنافع في العمل و المضار. أما عن الواقع فلم أكتب إلا ما رأيته لا شأن لي بغيره.
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 01-06-2011, 11:33 AM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(27) دراسة حالة
توطئة : كما لا يجدي طبيباً معظم ما تعلم عندما يعالج مريضاً فلا يشفي إلا بإذن المولى.
و كما كتب المدرسة . تدركون عند حل الأمثلة أنكم لم تستوعبوا نظريات لا تلزم كثيراً لحل المسألة !
إليكم حكاية .... قضية .. مثال من خضم حياة لازالت تتراءى لي . ثم لا عليكم إن شئتم أنه لا يعنيكم . أراه يمس الجميع على نحو ما .
برجاء تجاوزوا عن عاطفة تلتهب اليوم . و متى كان للقضايا معنى بلا وهج من غضب و بصيص من نور الرضا و الحب و الرغبة إلى كره بغيض ؟
**************
تسلم علي بحرارة : أتقبلون أن نستعيد عملنا ثانية ؟
فلاحة جميلة دقيقة الحجم ، أخرجها الفقر من قريتها و وضعها في بيتي . تساعدنا في أعمال النظافة و يقوم زوجها بحراسة البوابة . و لعلها لن تلفت انتباهكم لأنها لا تعرف القراءة، لكن عقلها و حسن تدبيرها في كل أمر تتولاه يكفيني .
كانت تعمل لدينا منذ زمن ثم اختلف زوجها مع بعض أصحاب البيت ، فترك العمل و عاد إلى القرية مع عائلته . أشهراً أعياه فيها تدبير قوت يومه فاستدان .. مالاً يشتري السجائر و موبايل جديد و دراجة نارية ! حتى يصل الفقر مداه فتحتال إلى أن تعود به إلى القاهرة و إلى بيتنا مرة أخرى .
هذه المرة يطلب منه أصحاب البيت أن يهتم بعمله و أن لا يهمله بالخروج طوال النهار كما اعتاد .
تتحمل عملها و عمله و رعاية أولادها بينما يترك عمله معظم الوقت بحثاً عن عمل آخر !
يأتيني في منتصف الليل طالباً باقي أجره كي يرحل . هذه المرة وجد عملاً في مبنى لازال قيد الإنشاء.
_ الصباح رباح . غداً حين يفيق الأطفال فيفطرون و يستعدون للإنتقال على مهلهم .
يفرض اختياره على أسرته فينقلهم من حجرة متسعة و مؤثثة بها الأجهزة الكهربائية الأساسية و حمام نظيف و ماء ساخن إلى ما يشبه الشارع .
يحرمها من عملها و المال الذي يدره عليها . مال كان يأخذ معظمه فلا تمانع . يمنع الصغار عن المدرسة فلا قبل له بدفع مصاريفها. أمر تكفل به أهل البيت كما تكفلوا بثياب جديدة لها و لأولادها . فتذهب و هي تتحسر بسبب (البهدلة) التي ألحقها بها ، تعلم أن لا رجعة بعد ذلك. قصة ننهيها بأكف ضارعة للسماء ... اللهم آمين.
و برجاء احذفوا الفقر و رباط الزوجية من المسألة ، و انظروا لها كما يلي:
هي : لديها فرصة تعطيها بعض مقومات الحياة .
هو : لا يعجبه الأمر فيسوق الجميع وراءه . أتلمحون الديكتاتورية في الأرجاء ؟
حيثما تتقاطع دوائر وجودنا ، سنتقاسم السلطة و المال و الاختيارات . حينها يشتد عود البشر يمتلكون قوة الحب و يدافعون به عن وجودهم الذي ارتضوه ، لن يدوسهم أحد مهما كان قياس حذائه . و هذا لب القضية .
*********
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:19 AM.