#31
|
||||
|
||||
اعجاز القران الكريم ( الرياح لواقح) :
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾[الحجر: 22]. اعتقد بعض المفسرين أن المقصود بالرياح لواقح هو دور الرياح في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار, وهو دور معروف وثابت علمياً, ولكن الجملة التي تليها لا تؤيد هذا التفسير فعبارة: ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ وهو المطر تدل على أن عملية إرسال الرياح لواقح لها علاقة مباشرة بنزول المطر, واستخدام حرف العطف (ف) الذي يدل على الترتيب والتعقيب, يوحي بسرعة نزول المطر بعد إرسال الرياح لواقح, ولما لم تكن هناك أية علاقة بين تلقيح النباتات وحمل حبوب اللقاح ونزول المطر فلابد أن يكون للآية معنى آخر. التفسير اللغوي لقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾[الحجر: 22]. يقول ابن فارس: «اللام والقاف والحاء أصل صحيح يدل على إحبال ذكرٍ لأنثى, ثم يقاس عليه ما يشبه, ومنه لِقاح النَّعَم والشجر, أما النَّعم فتُلقِحها ذُكرانها, وأما الشجر فتُلقحه الرياح, ورياح لواقح: تُلقِح السحاب بالماء, وتلقح الشجر»(1), ويقول صاحب مختار الصحاح: «ل ق ح: ألْقَحَ الفحل الناقة والريح السحاب ورياح لَوَاقِحُ, ولا تقل مَلاَقِح وهو من النوادر, وقيل الأصل فيه مُلْقِحَةٌ ولكنها لا تُلقح إلا وهي في نفسها لاَقِحٌ, كأن الرياح لَقِحَت بخير فإذا أنشأت السحاب وفيها خير وصل ذلك إليه»(2). وقال صاحب اللسان: «ومعنى الملقوح المحمول, ومعنى اللاقح الحامل, واللَّقَحُ اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في الآخر, واستعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة فقال يصف سحاباً: لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يقول قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل, وقد يُستعمل ذلك في كل أُنثى, فإِما أَن يكون أَصلاًو وإِما أَن يكون مستعاراً, وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل, واللَّواقِحُ من الرياح التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب, فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً, ومعنى قوله أَرسلنا الرياح لواقح أَي حوامل, جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه ثم تَسْتَدِرُّه, فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى»(3), وفي القاموس المحيط: «وأَلْقَحَتِ الرِّياحُ الشَّجَرَ فهي لَواقِحُ ومَلاقِحُ»(4). أقوال المفسرين في قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾[الحجر:22]. يقول الطبري: «واختلف أهل العربية في وجه وصف الرياح باللقح وإنما هي ملقحة لا لاقحة, وذلك أنها تلقح السحاب والشجر, وإنما توصف باللقح الملقوحة لا الملقح, كما يقال: ناقة لاقح, وكان بعض نحويي البصرة يقول: قيل: الرياح لواقح فجعلها على لاقح, كأن الرياح لقحت لأن فيها خيراً فقد لقحت بخير, قال: وقال بعضهم: الرياح تلقح السحاب فهذا يدل على ذلك المعنى؛ لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه, وكان بعض نحويي الكوفة يقول: في ذلك معنيان: أحدهما: أن يجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللقاح, فيقال: ريح لاقح, كما يقال: ناقة لاقح, قال: ويشهد على ذلك أنه وصف ريح العذاب فقال: ﴿عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ [الذاريات:41], فجعلها عقيماً إذا لم تلقح, قال: والوجه الآخر أن يكون وصفها باللقح وإن كانت تلقح كما قيل: ليل نائم والنوم فيه, وسر كاتم. والصواب من القول في ذلك عندي: أن الرياح لواقح كما وصفها به جل ثناؤه من صفتها, وإن كانت قد تلقح السحاب والأشجار فهي لاقحة ملقحة, ولقحها: حملها الماء, وإلقاحها السحاب والشجر: عملها فيه»(5). ويقول ابن كثير: «وقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ أي تلقح السحاب فتدر ماء, وتلقح الشجر فتفتح عن أوراقها وأكمامها, وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج, بخلاف الريح العقيم فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج؛ لأنه لا يكون إلا من شيئين فصاعداً»(6). وقال القرطبي: «ومعنى لواقح: حوامل؛ لأنها تحمل الماء والتراب والسحاب والخير والنفع, قال الأزهري: وجعل الريح لاقحاً لأنها تحمل السحاب, أي تقله وتصرفه, ثم تمريه فتستديره أي تنزله»(7). وقال الوحدي: «﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ السحاب تمج الماء فيه فهي لواقح, بمعنى: ملقحات, وقيل: لواقح: حوامل؛ لأنها تحمل الماء والتراب والسحاب»(8). وجاء في تفسير الجلالين: «﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ تلقح السحاب فيمتلئ ماءً»(9). إرسال الرياح لواقح في منظور العلوم الحديثة: كشف العلم الحديث عن عدد من أنواع التلقيح التي تتم في النبات, وقد أصبح من المقرر عند علماء النبات أن التلقيح عملية أساسية للإخصاب وتكوين البذور، حيث تنتقل حبيبات اللقاح (Pollen Grain) من العناصر الذكرية للزهرة (Anthers) إلى العناصر الأنثوية فيها (Stigmas) حيث يتم الإخصاب. والتلقيح قد يكون بين العناصر الذكرية والأنثوية للزهرة الواحدة أو النبتة الواحدة, ويسمى عندئذ بـ (التلقيح الذاتي Self Pollination) وقد يكون بين نبتتين منفصلتين ويسمى حينئذ بـ (التلقيح المختلط Cross Pollination). وتختلف طرق انتقال حبيبات اللقاح باختلاف نوع النبات، فهناك فضلاً عن التلقيح بواسطة الإنسان –كما في تأبير النخل مثلاً- ثلاثة طرق أخرى، وهي: 1- التلقيح بواسطة بعض الكائنات الحية: كالحشرات (Insect Pollination) والطيور (Bird Pollination). 2- التلقيح بواسطة المياه (Water Pollination). 3- التلقيح بواسطة الرياح (Anemophily). (10) إنّ للرياح -كما تذكر الموسوعة العالمية- دوراً هاماً في عملية نقل اللقاح في النباتات التي تفتقد الأزهار ذات الرائحة والرحيق والألوان الجاذبة للحشرات, حيث تقوم الرياح بنشر اللقاح على مسافات واسعة، فعلى سبيل المثال: تنشر الرياح لقاح الصنوبر (Pine) على مسافة قد تصل إلى 800 كيلومتراً قبل أن يلتقي اللقاح بالعناصر الأنثوية ويتم التلقيح. ومن جملة النباتات التي تعتمد على التلقيح الريحي بشكل أساسي: الصنوبريات والقراص والحور والسنديان والقنّب والبندق. كما جاء في الموسوعة البريطانية الجديدة أن مما يسهل انتشار اللقاح بواسطة الرياح، كون عناصر الزهرة الذكرية التي تتولى إنتاج اللقاح معرضة للهواء بحيث يسهّل انتشار اللقاح, وكون الزهرة ما أورقت بعد، أو كونها في أعلى الشجرة أو النبتة(11). هذا بالنسبة لتلقيح الرياح للنبات, وهناك تلقيح آخر تقوم به الرياح ولكنه للسحاب, وهو أكثر مناسبة للآية الكريمة. فقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثلاثة أنواع من التلقيح تتم في السحب: 1. تلقيح السحب الحارة بالسحب الباردة مما يزيد عملية التكاثف, وبالتالي نزول المطر. 2. تلقيح السحب موجبة الشحنة بالسحب سالبة الشحنة, ويحدث تفريغاً وشرراً كهربائياً, فيكون المطر مصحوباً بالبرق والرعد وهو صوت تمدد الهواء الناجم عن التفريغ. 3. التلقيح الثالث وهو أهم أنواع التلقيح جميعاً, وهو أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر, إذ أن نويات التكاثف وهي النويات التي يتجمع عليها جزيئات بخار الماء لتكون نقطاً من الماء نامية داخل السحب, هي المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح, إلى مناطق إثارة السحب, وقوام هذه النويات هو أملاح البحار, وما تذروه الرياح من سطح الأرض, والأكاسيد والأتربة كلها لازمة للإمطار, أي أن الرياح عامل أساسي في تكوين السحب, وتلقيحها ونزول المطر(12). والسحاب نوعان: نوع ممطر, ونوع غير ممطر, والفرق بين السحابة التي تمطر والسحابة التي لا تمطر هو: أن الأولى لها مدد مستمر من بخار الماء، ونوى التكاثف بواسطة الرياح أو الهواء الصاعد، أما الثانية فليس لها أي مدد. ومن هنا تكون (الفاء) في قوله تعالى: ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ هي فاء السببية، أي نَجَمَ عن هذا التلقيح نزول المطر(13).(14) ودائماً ما يربط القرآن الكريم بين الرياح والمطر, فيقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾[الأعراف: 57]. وجه الإعجاز: أشار القرآن الكريم إلى وظيفة هامة تقوم بها الرياح, هذه الوظيفة هي عملية التلقيح, يقول تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر: 22], فتقوم الرياح بالتلقيح الريحي للنباتات, وكشف العلم عن نوع آخر من التلقيح هو تلقيح السحاب, فالرياح بمشيئة الله تعالى تثير السحاب بتزويد الهواء بالرطوبة اللازمة, وإن إرسال الرياح بنوى التكثف المختلفة يعين بخار الماء الذي بالسحاب على التكثف, كما يعين قطيرات الماء المتكثفة في السحاب على مزيد من النمو حتى تصل إلى الكتلة التي تسمح لها بالنزول مطراً أو ثلجاً أو برداً بإذن الله, كما أن الرياح تدفع بهذه المزن الممطرة بإذن الله تعالى إلى حيث يشاء, وهذه حقائق لم يدركها الإنسان إلا في أوائل القرن العشرين,(15) وورودها في كتاب الله بهذه الدقة والوضوح والكمال العلمي مما يقطع بأن مصدرها الرئيسي هو الله الخالق العليم, ويجزم بأن القرآن الكريم هو كلامه سبحانه وتعالى, كما يجزم بالنبوة والرسالة لهذا الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم, فلم يكن لأحد من الخلق أدنى إلمام بدور الرياح في حمل دقائق المادة إلى السحاب حتى تعين على تكثف هذا البخار, فينزل بإرادة الله مطراً, في زمن تنزل الوحي ولا لقرون متطاولة من بعده, فسبحان منزل القرآن الذي أنزل فيه قوله الحق: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر:22]. http://www.youtube.com/watch?feature...&v=7txgCsC7VqE |
#32
|
||||
|
||||
معجزات القرآن الكريم - نسبة الأمطار
حدى المعلومات التي يعطينا إياها القرآن الكريم عن المطر هو أنه ينزل من السماء إلى الأرض بقدر و هذه الحقيقة مذكورة في سورة الزخرف كما يلي : قال تعالى : (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ {18}[ سورة المؤمنون : 18]. هذه الكمية المحسوب من المطر اكتشفت مرة أخرى من خلال الأبحاث الحديثة ، وتقدر هذه الأبحاث أنه في الثانية الواحدة يتبخر من الأرض تقريباً 16 مليون طن من الماء و هذا يعني أن الكمية التي تتبخر في السنة الواحدة تبلغ 513 تريليون طن من الماء . هذا الرقم مساو لكمية المطر التي تنزل على الأرض خلال سنة . وهذا يعني أن المياه تدور دورة متوازنة و محسوبة عليها تقوم الحياة على الأرض ، و حتى لو استعمل الناس كل وسائل التكنولوجيا المتوفرة في العالم فلن يستطيعوا أن يعيدوا إنتاج هذه الدورة بطريقة صناعية . و بمجرد حدوث خلل بسيط في هذه المعادلة سوف يؤدي ذلك إلى خلل بيني ينهي الحياة على الأرض . و لكن ذلك لا يحدث أبداً و في كل عام تنزل نفس الكمية من الأمطار تماماً كما يذكر القرآن الكريم . المرجع : معجزة القرآن الكريم تأليف هارون يحيى . http://www.youtube.com/watch?feature...&v=cDmZZo6Lz8A |
#33
|
||||
|
||||
:معجزات القرآن الكريم - حركة الجبال
تعلمنا إحدى آيات القرآن الكريم أن الجبال ليست جامدة كما تبدو بل هي في حركة دائمة { و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون } [ النمل / 88 ] إن حركة الجبال تعود إلى حركة الأرض التي تتواجد عليها، حيث إن القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة الأوشحة الأعلى منها كثافة. في بداية القرن العشرين افترض العالم الألماني الفرد واغنر أن القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها ولم يدرك الجيولوجيون أن واغنر كان على حق إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد خمسين عاماً على وفاته. وكما يشير واغنر في مقالة له نشرت عام 1915 فإن الكتل الأرضية كانت مجتمعة مع بعضها البعض قبل 500 مليون عام، وهذه الكتلة الكبيرة من الأرض التي سميت البانجيا كانت متواجدة في القطب الجنوبي. وقبل 180 مليون عام تقريباً انقسمت البانجيا إلى قسمين انجرفا باتجاهين مختلفين، فسميت إحدى هذه القارتين العظيمتين الغوندوانا وتضمنت أفريقيا واستراليا والأنتاركتيكا والهند، فيما سميت الأخرى اللوراسيا وشملت أوروبا وأميركا الشمالية واسيا باستثناء الهند وبعد مرور 150 مليون عاماً على هذا الافتراق انقسمت الغوندوانا واللوراسيا إلى أقسام اصغر. والقارات التي انبثقت عن انقسام البانجايا هي في حركة دائمة على سطح الأرض تقدر ببضع سنتيمترات سنوياً، وهذه الحركة تحدث تغييراً في نسبة اليابسة إلى الماء في الكرة الأرضية وبعد اكتشاف هذه الحقيقة في بداية القرن العشرين شرحها العلماء بما يأتي: ‘’ القشرة الأرضية والقسم العلوي من الأوشحة اللذين تبلغ مساحتهما 100 كلم تقريباً مقسمان إلى ستة صفائح أساسية، ومجموعة أخرى أصغر، ووفقاً للنظرية المسماة: تشوه الصفائح، فإن هذه الصفائح تتنقل في الأرض حاملة معها القارات وقاع المحيطات. وحركة القارات هذه قد تم تقديرها ب 1- 5 سنتيمترات في السنة. وفيما تستمر الصفائح بالتنقل فإنها سوف تحدث تغيراً في جيولوجية الأرض، فكل سنة على سبيل المثال يتسع المحيط الأطلسي قليلا’’ هناك نقطة مهمة يجب ذكرها هنا وهي أن الله سبحانه وتعالى قد أشار في الآية الكريمة إلى حركة القارات على أنها عملية انجراف. واليوم استعمل العلم الحديث مصطلح الانجراف القاري للتعبير عن هذه الحركة وبالطبع فإن ذلك كله أحد وجوه إعجاز القرآن الكريم الذي كشف هذه الحقائق العلمية، في حين أن العلم الحديث لم يستطع اكتشافها إلا مؤخراً. http://www.youtube.com/watch?feature...&v=BILU-s6HIDM |
#34
|
||||
|
||||
معجزات القرآن الكريم - طبقات الغلاف الجوي
القرآن يكشف لنا بأن السماء مكونة من سبع طبقات " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " البقرة: ٢٩ " فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا " فصلت: ١٢ كلمة سماوات نجدها في عدة آيات من القرآن الكريم و هي مستعملة لتدل على السماء و الكون كله و نفهم من خلال ذلك بأن السماء أو الغلاف الجوي مكون من سبع طبقات و كل طبقة لها مهمتها الخاصة. منذ 14 قرن عندما كنا نفكر بأن السماء كانت جسم موحد كان القرآن الكريم و من خلال المعجزات الكثيرة التي يحتويها يقول بأن السماء تتكون من سبع طبقات. و العلوم الحديثة لم تكتشف هذا إلا مؤخرا و قالت بأن الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يتكون من سبع طبقات مهمة و هي: 1- الطبقة السفلى من الغلاف الجوي 2- الستراتوسفير 3- أوزونو سفير 4- ميزو سفير 5- الحراري 6- لونو سفير 7- إقزوسفير سبع طبقات بالضبط و لكل طبقة مهمتها لتأمين الحياة فوق الأرض كما ذكرها القرآن الكريم http://www.youtube.com/watch?feature...&v=AQpy3OMolds |
#35
|
||||
|
||||
والأرض ذات الصدع :
يقول تبارك وتعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [الطارق: 12-13]. هذه آية عظيمة حيث يقسم الله تعالى بالأرض وبظاهرة جيولوجية عظيمة وهي (الصدع)، والصدع في اللغة هو الشِّق، فأين هذا الصدع الذي أقسم الله به؟! منذ بداية القرن العشرين بدأ العلماء يلاحظون أن القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها، ليست قطعة واحدة، بل مقسَّمة إلى ألواح، وتفصل بين هذه الألواح شقوق تمتد لآلاف الكيلومترات. وبدأوا يرسمون الخرائط الخاصة بشبكة الشقوق أو الصدوع والتي توضح هذه الألواح. ولكن الذي يثير العجب أنهم اكتشفوا صدعاً ضخماً، فقد اكتشف العلماء صدعاً يمتد لأكثر من 40 ألف كيلو متر، وأسموه حلقة النار Pacific Ring of Fire ، هذه الحلقة موجودة في قاع المحيط الهادئ وتمتد على طول الساحل الغربي لأمريكا مروراً بآلاسكا ثم اليابان والفيلبين وأندونيسيا ثم جزر المحيط الهادئ الجنوبية الغربية ثم نيوزيلندا. إن النشاط الزلزالي في هذه الحلقة ينتج عن اصطدام الألواح الأرضية بعضها بعض. ويؤكد العلماء أن 90 بالمئة من براكين العالم تتركز في هذه الحلقة، وكذلك 90 بالمئة من زلازل العالم تتركز في هذه الحلقة (حسب وكالة الجيولوجيا الأمريكية USGS). نرى في هذه الصورة أكبر صدع في العالم وهذا الصدع يمتد لمسافة 40 ألف كيلو متر، ويحدث فيه معظم زلازل وبراكين العالم، ومن رحمة الله تعالى أنه جعل هذا الصدع تحت قاع المحيط فلا نراه ولا نحس به، ولكن الله تعالى حدثنا عنه بل وأقسم بهذه الظاهرة العجيبة فقال: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ). إن هذه الحلقة تمثل أطول صدع في العالم، وهي من المناطق الأكثر خطورة ويعتبرها العلماء ظاهرة جيولوجية غريبة وفريدة من نوعها على سطح الأرض، ولذلك فإن الله تعالى قد حدثنا عن هذا الصدع بل وأقسم بهذه الظاهرة التي لم يكن لأحد علم بها وقت نزول القرآن، يقول تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [الطارق: 12-13]. والسؤال أيها الأحبة، ما هو الهدف من ذكر هذه الحقيقة الجيولوجية في القرآن؟ الجواب نجده في الآية الكريمة: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ)، أي أنكم أيها الملحدون المشككون بصدق هذا القرآن، عندما تكتشفون هذا الصدع وتعتبرونه من أهم الظواهر الجيولوجية على سطح الأرض، وتعترفون بأنه لم يكن لأحد علم بهذا الصدع من قبل،وأنه من أسرار الكون الخفية، ثم يأتي كتاب الحقائق ليذكر لكم هذا الصدع في آية عظيمة (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)، عندما تدركون ذلك فلابد أن تدركوا أن الكتاب الذي يذكر هذه الحقائق ليس بكلام بشر، بل هو قول فصل أنزله الذي يعلم أسرار السموات والأرض، (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ). اللهم انفعنا بهذه الحقائق، واجعلها وسيلة نرى من خلالها نور الحق والإيمان. http://www.youtube.com/watch?feature...&v=fhxZ3b6x1WA |
#36
|
||||
|
||||
البحر المسجور :
تمتد التصدعات الأرضية لتشمل قاع البحار والمحيطات، ففي قاع البحار هنالك تصدعات للقشرة الأرضية وشقوق يتدفق من خلالها السائل المنصهر من باطن الأرض. وقد اكتشف العلم الحديث هذه الشقوق حيث تتدفق الحمم المنصهرة في الماء لمئات الأمتار، والمنظر يوحي بأن البحر يحترق! هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6]. إن القرآن لو كان صناعة بشرية لامتزج بثقافة عصره، فمنذ أربعة عشر قرناً لم يكن لدى إنسان من الحقائق إلاَّ الأساطير والخرافات البعيدة عن الواقع، وإن خلوّ القرآن من أيٍّ من هذه الأساطير يمثل برهاناً مؤكداً على أنه كتاب ربِّ العالمين، أنزله بقدرته وبعلمه. ولكن قد يتساءل المرء عن سرّ وجود هذه الصدوع. ولماذا جعل الله الأرض متصدعة في معظم أجزائها؟ إن الجواب عن ذلك بسيط، فلولا هذه الصدوع، ولو كانت القشرة الأرضية كتلة واحدة لا شقوق فيها، لحُبس الضغط تحتها بفعل الحرارة والحركة وأدَّى ذلك إلى تحطم هذه القشرة وانعدمت الحياة. لذلك يمكن القول إن هذه الصدوع هي بمثابة فتحات تتنفس منها الأرض، وتخرج شيئاً من ثقلها وحرارتها وضغطها للخارج. بتعبير آخر هي صمام الأمان الذي يحفظ استقرار الأرض وتوازنها. إن حقيقة البحر المشتعل أو (البحر المسجور) أصبحت يقيناً ثابتاً. فنحن نستطيع اليوم مشاهدة الحمم المنصهرة في قاع المحيطات وهي تتدفق وتُلهب مياه المحيط ثم تتجمَّد وتشكل سلاسل من الجبال قد يبرز بعضها إلى سطح البحر مشكلاً جزراً بركانية. هذه الحقيقة العلمية لم يكن لأحد علم بها أثناء نزول القرآن ولا بعده بقرون طويلة، فكيف جاء العلم إلى القرآن ومن الذي أتى به في ذلك الزمان؟ إنه الله تعالى الذي يعلم السرَّ وأخفى والذي حدثنا عن اشتعال البحار ويحدثنا عن مستقبل هذه البحار عندما يزداد اشتعالها: (وإذا البحار سجّرت) [التكوير: 6]، ثم يأتي يوم لتنفجر هذه البحار، يقول تعالى: (وإذا البحار فجّرت) [الانفطار: 3]. وهنا نكتشف شيئاً جديداً في أسلوب القرآن أنه يستعين بالحقائق العلمية لإثبات الحقائق المستقبلية، فكما أن البحار نراها اليوم تشتعل بنسبة قليلة، سوف يأتي ذلك اليوم عندما تشتعل جميعها ثم تنفجر، وهذا دليل علمي على يوم القيامة. والآن مع بعض الصور التي تشهد على قدرة الخالق عز وجل، لنتأمل ونسبح الله تعالى: كيف تختلط النار بالماء وعلى الرغم من ذلك لا تطفئ الماء النار ولا تبخر النار الماء، بل يبقى التوازن، فسبحان الله! صورة حقيقية للبحر المسجور الذي أقسم الله به، ولم يكتشف العلماء حقيقته إلا بعد أربعة عشر قرناً، وهذا المشهد يؤكد صحة ما جاء في القرآن بعكس ما يدعيه الملحدون من أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم. بعد تراكم الحمم المنصهرة تتشكل الجزر البركانية، ويؤكد العلماء إن جميع بحار الدنيا يوجد في قاعها شقوق تتدفق منها الحجارة المنصهرة، وأن هذه الظاهرة من الظواهر الكونية المرعبة، ولذلك أقسم الله بها أن عذابه سيقع: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 6-8]. وأخيراً لنقرأ النص كاملاً: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8]. http://www.youtube.com/watch?feature...&v=o1AIh1o19ec |
#37
|
||||
|
||||
آيات الإعجاز: قال الله عز وجل: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]. التفسير اللغوي: الحرج: المتحرّج: الكافّ عن الإثم. الحرج: أضيق الضيق. قال ابن الأثير: الحرج في الأصل: الضيق. رجل حرج وحرِجٌ: ضيّق الصدر. وحِرجَ صدرُه يحرج حرجاً، ضاق فلم ينشرح لخير. حقائق علمية: كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس. التفسير العلمي: يقول الله عز وجل في كتابه المبين :{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}. [ الأنعام: 125]. آية محكمة تشير بكل وضوح وصراحة إلى حقيقتين كشف عنهما العلم. الأولى: أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً. الثانية: أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض ضغط الهواء وقلت بالتالي كمية الأوكسجين، مما يؤدي إلى ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس. ففي عام 1648 م أثبت العالم المشهور بليز باسكال ( Blaise Pascal ) أن ضغط الهواء يقل كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر. جاء في الموسوعة العالمية ما ترجمته : إن الكتلة العظيمة للجو غير موزعة بشكل متساوٍ بالاتجاه العامودي، بحيث تتجمع خمسون بالمئة من كتلة الجو (50 %) مـا بين سطح الأرض وارتفـاع عشريـن ألف قدم (20.000 ft) فوق مستوى البحر، وتسعون بالمئة (90 %) ما بين سطح الأرض وارتفاع خمسين ألف قدم (50,000 ft) عن سطح الأرض. وعليه: فإن الكثافة ( Density ) تتناقص بسرعة شديدة كلما ارتفعنا بشكل عامودي، حتى إذا بلغنا ارتفاعات جد عالية، وصلت كثافة الهواء إلى حد قليل جداً. كما جاء في المرجع نفسه ما ترجمته: جميع المخلوقات الحية تحتاج إلى الأوكسجين، ما عدا المخلوقات البسيطة المكونة من خلية واحدة (one celled organism). وعلى سبيل المثال الإنسان -عادة- لا بد أن يتنفس الأوكسجين، ليبقى حياً ومحافظاً على مستوى معين من الضغط. فوجود الإنسان على ارتفاع دون عشرة آلاف قدم (10,000 ft) فوق مستوى البحر لا يسبب له أية مشكلة جدية بالنسبة للتنفس. ولكـن إذا وجـد على ارتفاع ما بين عشـرة آلاف وخمس وعشرين ألف قـدم (10,000 - 25,000 ft) سيكون التنفس في مثـل هذا الارتفـاع ممكنـاً، حيث يستطيع الجهـاز التنفسي للإنسـان (respiratory system) أن يتأقلم بصعوبـة وبكثير من الضيق. وعلى ارتفاع أعلـى لن يستطيع الإنسان أن يتنفس مطلقاً مما يؤدي -في العادة- إلى الموت بسبب قلة الأوكسجين ((Oxygen Starvation. وجاء في الموسوعة الأميركية ما ترجمته : " يجب على الطائرة إذا كانت على علو شديد الارتفاع، أن تحافظ على مستوى معين من الضغط الداخلي لحماية الركاب، فإن الضغط الجوي في تلك الارتفاعات يكون أدنى بكثير من الحد المطلوب لتأمين الأوكسجين الكافي لبقاء الركاب على قيد الحياة. كما أن التغير السريع في الضغط الجوي الناتج عن تغير الارتفاع يؤدي إلى انزعاج جسدي حاد. هذه الحالة سببها ارتفاع نسبة النيتروجين في الدم عند الانخفاض السريع في الضغط ". هذا، ومن المسلم به أن الإنسان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على أية معرفة بتغير الضغط وقلته كلما ارتفع في الفضاء، وأن ذلك يؤدي إلى ضيق في التنفس، بل إلى تفجير الشرايين عند ارتفاعات شاهقة. ومع ذلك، فإن الآية الكريمة : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}. [الأنعام: 125] تشير صراحة إلى أن صدر الإنسان يضيق إذا تصاعد في السماء وأن هذا الضيق يشتد كلما ازداد الإنسان في الارتفاع إلى أن يصل إلى أشد الضيق، وهو معنى " الحرج " في الآية، كما فسره علماء اللغة. ولقد عبّرت الآية عن هذا المعنى بأبلغ تعبير في قوله تعالى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ} إذ إن أصلها "يتصعدُ " قلبت التاء صادا ثم أدغمت في الصاد، فصارت يْصّعدْ ومعناه أنه يفعل صعودا بعد صعود. فالآية لم تتكلم عن مجرد الضيق الذي يلاقيه في الجو، المتصاعد في السماء فقط، وإنما تكلمت أيضاً عن ازدياد هذا الضيق إلى أن يبلغ أشده. فسبحان من جعل سماع آياته لقوم سبب تحيرهم، ولآخرين موجب تبصرهم. وسبحان من أعجز بفصاحة كتابه البلغاء، وأعيى بدقائق خطابه الحكماء، وأدهش بلطائف إشاراته الألباء. وسبحان من أنزل على عبده الأُمِّيّ : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. مراجع علمية: جاء في الموسوعة العالمية ما ترجمته : إن الكتلة العظيمة للجو غير موزعة بشكل متساو بالاتجاه العامودي، بحيث تتجمع خمسون بالمئة من كتلة الجو ( %50 ) ما بين سطح الأرض وارتفاع عشرين ألف قدم (20.000 ft) فوق مستوى البحر، وتسعون بالمئة (90%) ما بين سطح الأرض وارتفاع خمسين ألف قدم (50.000 ft) عن سطح الأرض. وعليه: فإن الكثافة (Density) تتناقص بسرعة شديدة كلما ارتفعنا بشكل عامودي، حتى إذا بلغنا ارتفاعات جد عالية، وصلت كثافة الهواء إلى حد قليل جداً. كما جاء في المرجع نفسه ما ترجمته: جميع المخلوقات الحية تحتاج إلى الأوكسجين، ما عدا المخلوقات البسيطة المكونة من خلية واحدة (one celled organism). وعلى سبيل المثال : الإنسان - عادة - لا بد أن يتنفس الأوكسجين، ليبقى حياً ومحافظاً على مستوى معين من الضغط. فوجود الإنسان على ارتفاع دون العشرة آلاف قدم (10.000 ft) فوق مستوى البحر لا يسبب له أية مشكلة جدية بالنسبة للتنفس.ولكن إذا وجد على ارتفاع ما بين عشرة آلاف وخمس وعشرين ألف قدم (10.000 - 25.000 ft) سيكون التنفس في هكذا ارتفاع ممكنا، حيث يستطيع الجهاز التنفسي للإنسان (respiratory system) أن يتأقلم بصعوبة وبكثير من الضيق. وعلى ارتفاع أكثر لن يستطيع الإنسان أن يتنفس مطلقاً مما يؤدي - في العادة - إلى الموت بسبب قلة الأوكسجين (Oxygen starvation). وجاء في الموسوعة الأميركية ما ترجمته : " يجب على الطائرة إذا كانت على علو شديد الارتفاع، أن تحافظ على مستوى معين من الضغط الداخلي لحماية الركاب، فإن الضغط الجوي في تلك الارتفاعات يكون أدنى بكثير من الحد المطلوب لتأمين الأوكسجين الكافي لبقاء الركاب على قيد الحياة. كما أن التغير السريع في الضغط الجوي الناتج عن تغير الإرتفاع يؤدي إلى انزعاج جسدي حاد. هذه الحالة سببها ارتفاع نسبة النيتروجين في الدم عند الانخفاض السريع في الضغط ". وجه الإعجاز: وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو دلالة لفظ "يصّعّد" على أن الارتفاع في السماء يسبب ضيقاً في التنفس وهو ما كشفت عنه دراسات علم الفلك في عصرنا. لقد أثبت علم طب الطيران أن تعرض الإنسان للارتفاعات العالية عندما يصعد من سطح الأرض إلى الطبقات العليا في السماء فإنه تحدث له أعراض (فسيولوجية) تتدرج من الشعور بالضيق الذي يتركز في منطقة الصدر- كما ذكر في الآية الكريمة: من أنه عندما يصعد الإنسان في السماء يشعر بضيق الصدر- ثم إذا استمر الإنسان في الارتفاع في السماء ، بمعنى أنه إذا استمر في التعرض للارتفاعات العالية وانخفاض الضغط الجوي ونقص الأوكسجين فإنه يدخل في مرحلة حرجة - كما ذكر في الآية الكريمة - أنه بعد أن يشعر الإنسان بضيق الصدر يصل إلى المرحلة الحرجة . الآية الكريمة ذكرت أن ضيقا يحدث بالصدر عند الصعود في السماء ، أي : الارتفاعات العالية ، وقد وجد الأطباء في أبحاثهم على الطيارين أن الإنسان يشكو في هذه المرحلة من الإجهاد والصداع، والشعور بالرغبة في النوم، وصعوبة التنفس ، وضيق الصدر ، وهذا يتفق مع ما ورد في الآية الكريمة . إن قوله تعالى : {... يجعلْ صدره ضيقاً } يقدم لنا - بإشارة دقيقة ، وكلمات معجزة - شرحاً لما يحدث «فسيولوجياً» للإنسان في الارتفاعات العالية ، وهي إشارة تسترعي انتباه الطبيب المتخصص في طب الطيران والفضاء، وقد تخفى على القارئ العادي . وجه الإعجاز تفصيلاً : من المسلم به أن الإنسان في عهد الوحي بالقرآن لم يعرف بقضية التركيب الغازي للغلاف الجوي في طبقاته المختلفة وبالتالي حالة انخفاض الضغط في الطبقات العليا منه وانخفاض معدل تركيز غاز الأوكسجين الضروري للحياة كلما ارتفع الإنسان في الفضاء؛ وبالتالي لا يعرف أثر ذلك على التنفس وبقاء الحياة، بحيث ينتهي إلى فشل الجهاز التنفسي والموت، بل على العكس كان الناس يظنون أنه كلما ارتقى الإنسان إلى مكان مرتفع كلما انشرح صدره، وازداد متعة بالنسيم العليل. تشير الآية الكريمة بكل وضوح إلى حقيقتين كشف عنهما العلم حديثاً؛ الأولى هي ضيق الصدر وصعوبة التنفس، كلما ازداد الإنسان صعودا في طبقات الجو, والذي تبين أنه يحدث بسبب نقص الأوكسجين وهبوط ضغط الهواء الجوي. والثانية هي حالة الحرج التي تسبق الموت اختناقا حينما يجاوز ارتفاعه في طبقات الجو ثلاثين ألف قدم وذلك بسبب الهبوط الشديد في الضغط الجوي والنقص الحاد للأكسجين اللازم للحياة إلى أن ينعدم الأكسجين الداخل للرئتين فيصاب الإنسان بالموت والهلاك. ناهيك أن التعبير (يصعد) حيث تضيف صيغته في العربية معنى الشدة مع الصعود, وهذا وصف دقيق للمعاناة والآلام المصاحبة للحدث. هل يمكن أن يكون الإخبار عن هذه الحقيقة إلا وحيا من العليم الخبير!! http://www.youtube.com/watch?feature...&v=gSoVvN0dk1Y |
#38
|
||||
|
||||
مَرَجَ الْبَحْـــــــرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بـــــــــــَرْزَخٌ لا يَبْغ
هاتان الآيتان الكريمتان وردتا في آخر الربع الأول من سورة الرحمن, وهي سورة مدنية, وآياتها ثمان وسبعون, وقد سميت بهذا الإسم الكريم لاستهلالها به, وهو من أسماء الله الحسني, وتضمنت عددا من لمسات رحمة الله الرحمن, وعظيم آلائه ونعمه علي عباده, ومنها تعليم القرآن لخاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم ـ وللصالحين من الإنس والجن في زمانه ومن بعده, وخلق الانسان, وتعليمه البيان. وتدعو سورة الرحمن إلي عدد من القيم الدينية العليا, ومنها الإيمان بالله وحده, وبما أخبرنا به من خلقه الغيبي من الملائكة والجن, وبالبعث والحساب, وبالجنة ونعيمها, وبالنار وعذابها, وتوصي بحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض, وإقامة عدل الله فيها فتقول:والسماء رفعها ووضع الميزان* ألا تطغوا في الميزان* وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان*( الرحمن:7 ـ9) وتؤكد السورة الكريمة علي حتمية فناء كل شيء, وعلي حقيقة بقاء الله الخالق( سبحانه وتعالي) فيقول فيها ربنا( تبارك وتعالي): كل من عليها فان* ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام*( الرحمن:27,26) كما تؤكد سورة الرحمن التباين الواضح في الآخرة بين كل من أهل النار وأهل الجنة, فأهل النار يعرفون بسيماهم( أي بعلامات في وجوههم من السواد والزرقة), وأنهم سوف يلقون من صور الإذلال والمهانة ما لخصت السورة الكريمة جانبا منه, وعلي النقيض من ذلك أفسحت السورة في آخرها أكثر من40% من عدد آياتها لتصوير شيء من مقامات التكريم في جنات النعيم التي يلقاها كل من خاف مقام ربه في الحياة الدنيا, وتصف جانبا مما في هذه الجنات من نعيم. وتشير سورة الرحمن إلي أن من طلاقة القدرة الإلهية أن الله( تعالي)... كل يوم هو في شأن, وتستعرض عددا من آيات الله الكونية الدالة علي عظيم آلائه, ونعمه, وعميم فضله وكرمه علي كافة خلقه, وإن كان كثير من عباده المكلفين من الإنس والجن غافلين عن تلك الآلاء والنعم, أو مكذبين بها أو منكرين لها من قبيل الجهل أو الانحراف والتطاول والصلف..!! ولذلك تختتم السورة الكريمة بقول الحق( سبحانه وتعالي): تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ومن الآيات الكونية التي استشهدت بها السورة الكريمة علي صدق ما جاءت به من الحق ما يلي: (1) أن الله( تعالي) هو الذي أنزل القرآن الكريم, أنزله بعلمه, وعلمه خاتم أنبيائه ورسله كما علمه عددا من خلقه. (2) وأنه( سبحانه) هو الذي خلق الانسان, وعلمه البيان, وقضية نشأة اللغات شغلت بال العلماء والمفكرين لقرون طويلة دون جواب سليم. (3) وهو( تبارك اسمه) الذي أجري ولا يزال يجري كلا من الشمس والقمر بحسبان دقيق( وهذا ينطبق علي كل أجرام السماء, وعلي كل لبنات بنائها الأولية). (4) وأن كل ما في الوجود من الجمادات والأحياء غير المكلفة, وقليل من المكلفين يسجد لله( تعالي) ويسبح بحمده. (5) وأن الله( سبحانه وتعالي) هو الذي رفع السماء بغير عمد مرئية, ووضع ميزان التعامل بين الخلائق, وأمر بعدم الطغيان فيه. (6) وأنه( تعالي) هو الذي وضع الأرض للأنام, وهيأها لاستقبال الحياة, وجعل فيها من النباتات وثمارها ومحاصيلها ما يشهد علي ذلك. (7) وأنه( تعالي): خلق الإنسان من صلصال كالفخار* وخلق الجان من مارج من نار*. (8) وأنه( سبحانه): رب المشرقين ورب المغربين* وهي إشارة ضمنية رقيقة لكروية الأرض, ولدورانها حول محورها أمام الشمس. (9) وأن الله( تعالي) هو الذي مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان*.... يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان* وهي إشارة قرآنية دقيقة إلي حقيقة علمية مؤكدة لم يدركها العلماء المتخصصون إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في أثناء رحلة الباخرة البريطانية(Challenger) أو التحدي(1872 ـ1876) مؤداها أن الماء في البحار المتجاورة, وحتي في البحر الواحد يتمايز إلي العديد من البيئات المتباينة في صفاتها الطبيعية والكيميائية, والتي تلتقي مع بعضها البعض دون امتزاج كامل, فتبقي مفصولة علي الرغم من اختلاطها وتلاقي حدودها, وذلك لما للماء من خصائص ميزه بها الخالق( سبحانه وتعالي). (10) وأن من هذه الخصائص المميزة للماء ما جعله قادرا علي حمل السفن العملاقة علي ظهره, وجريها في عبابه, وطفوها فيه كأنها الجبال الشامخات. (11) وأن الفناء من صفات كل المخلوقات, وأن البقاء المطلق هو للخالق وحده. (12) وأن الأرض في مركز الكون لتوحد أقطارها وأقطار السماوات, وأن الكون شاسع الاتساع بصورة لا يستطيع العقل البشري استيعابها, وأن أيا من الجن والإنس لا يستطيع النفاذ من أقطار السماوات والأرض إلا بسلطان من الله( تعالي). (13) وأن السماء الدنيا مليئة بالنيران وفلز النحاس( علي هيئة نوي ذراته). (14) وأن السماء سوف تنشق في الآخرة علي هيئة وردة حمراء مدهنة, وهي حالة تنشق عليها النجوم في زماننا كما صورها مقراب هابل الفضائي. وعقب كل آية من هذه الآيات الكونية يأتي قول الحق( تبارك وتعالي): فبأي آلاء ربكما تكذبان وقد ترددت هذه الآية إحدي وثلاثين مرة بين آيات هذه السورة الكريمة.( أي بنسبة40% تقريبا من عدد آياتها الثماني والسبعين), وفيها من التقريع العنيف, والتبكيت الشديد ما يستحقه المكذبون بآلاء الله من الجن والإنس, الجاحدون لنعمه وأفضاله, وعلي رأسها دينه الخاتم الذي بعث به رسوله الخاتم( صلي الله عليه وسلم) والذي لا يرتضي من عباده دينا سواه, بعد أن أتمه, وأكمله, وحفظه بنفس لغة الوحي كلمة كلمة, وحرفا حرفا علي مدي أربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله( تعالي) الأرض ومن عليها...!! وكل آية من الآيات الكونية الواردة في سورة الرحمن تحتاج إلي معالجة خاصة بها, ولما كان ذلك يحتاج إلي تفصيل لا يتسع له المقام, فسوف أقصر الحديث هنا علي الآيتين(20,19), من السورة الكريمة, واللتين أشير إليهما في النقطة التاسعة من القائمة السابقة, وقبل الدخول في ذلك لابد من استعراض سريع للدلالات اللغوية للغريب من ألفاظ هاتين الآيتين, ولأقوال عدد من المفسرين السابقين في شرحهما. الدلالات اللفظية لبعض كلمات الآيتين الكريمتين: يتوزع الماء افقيا على سطح البحار والمحيطات بتوزع المناطق المناخية كما يتوزع رأسيا بحسب كل من درجات الحرارة ونسبة تركيز الاملاح وتبقى هذه الكتل المائية منفصلة عن بعضها على الرغم من *** التيارات البحرية والأمواج (1)(مرج): الميم والراء والجيم أصل يدل علي المجيء والذهاب, والقلق والاضطراب, ولذلك قيلمرج) الخاتم في الإصبع إذا اتسع, و (مرجت) أمانات القوم وعهودهم أي اضطربت واختلطت, و(مرج) الأمر اذا اختلط ومنه(الهرج والمرج), وأمر(مريج) أي مختلط. و(المرج) في اللغة هو مرعي الدواب, أي: الأرض التي يكثر فيها النبات(فتمرج) الدواب فيه وتختلط, ولذلك قيلمرج) الدابة و(أمرجها) فـ(مرجت) أي: أرسلها ترعي وتختلط بغيرها من الحيوانات في المرعي لأن أصل(المرج) هو الخلط, و(المروج) هو الاختلاط, وقوله( تعالي): مرج البحرين أي أفاض أحدهما بالآخر, وجعلهما يختلطان دون امتزاج كامل, أي دون أن يلتبس أحدهما بالآخر التباسا كاملا, كما تختلط الدواب في المرعي, ويبقي لكل منها وجوده, و(مارج) من نار أي: لهب من نيران مختلطة لا دخان لها. (2)(برزخ): هو حاجز أوجد بين شيئين ماديين, أو معنويين من مثل الفاصل بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلي البعث, فمن مات فقد دخل البرزخ, وفي تفسير قوله( تعالي): بينهما برزخ لا يبغيان قال عدد من المفسرين هو حاجز من الأرض, وقال البعض الآخر هو حاجز أو حائل أو مانع أوجدته القدرة الإلهية المبدعة, لا يراه أحد من الناس. (3)(البغي): هو التعدي ومجاوزة الحد بإفراط واستطالة. من أقوال المفسرين: في تفسير قوله( تعالي): مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان*( الرحمن:20,19) ذكر ابن كثير يرحمه الله ـ ما نصه.. وقوله تعالي مرج البحرين) قال ابن عباس: أي أرسلهما, وقوله( يلتقيان) قال ابن زيد: أي منعهما أن يلتقيا بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما, والمراد بقوله( البحرين): الملح والحلو....( بينهما برزخ لا يبغيان) أي وجعل بينهما برزخا وهو الحاجز من الأرض لئلا يبغي هذا علي هذا وهذا علي هذا, فيفسد كل واحد منهما الآخر.... وجاء في تفسير الجلالين( رحم الله كاتبيه رحمة واسعة) ما نصه مرج) أرسل( البحرين) العذب والملح( يلتقيان) في رأي العين,( بينهما برزخ) حاجز من قدرته تعالي( لا يبغيان) لا يبغي واحد منهما علي الآخر فيختلط به. وجاء في تفسير الظلال( رحم الله كاتبه برحمته الواسعة) ما نصه:.. والبحران المشار إليهما هما البحر المالح والبحر العذب, ويشمل الأول البحار والمحيطات, ويشمل الثاني الأنهار, ومرج البحرين أرسلهما وتركهما يلتقيان, ولكنهما لا يبغيان, ولا يتجاوز كل منهما حده المقدر, ووظيفته المقسومة, وبينهما برزخ من طبيعتهما من صنع الله.... وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن( رحم الله كاتبه برحمته الواسعة) ما نصه:...( مرج البحرين يلتقيان...) أرسل الله المياه العذبة والملحة في مجاريها أنهارا وبحارا علي سطح الأرض, متجاورة متصلة الأطراف, ومع ذلك لم تختلط, لاقتضاء حكمته تعالي إقامة حواجز بينها من أجرام الأرض تمنعها من الاختلاط, ولولاها لبغي أحد النوعين علي الآخر, فبقي العذب علي عذوبته, والملح علي ملوحته, لينتفع بكل منهما فيما خلق لأجله..., و(مرج) أرسل...( يلتقيان) يتجاوران أو تلتقي أطرافهما.( برزخ) حاجز من أجرام الأرض, وذلك بقدرته تعالي.( لا يبغيان) لا يطغي أحدهما علي الآخر بالممازجة. أو لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما. وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( جزاهم الله خيرا) ما نصه: أرسل الله البحرين العذب والملح يتجاوران وتتماس سطوحهما, بينهما حاجز من قدرة الله, لا يطغي أحدهما علي الآخر فيمتزجان. وجاء في صفوة التفاسير( جزي الله كاتبه خير الجزاء) ما نصه:...( مرج البحرين يلتقيان) أي أرسل البحر الملح والبحر العذب يتجاوران ويلتقيان ولا يمتزجان( بينهما برزخ لا يبغيان) أي بينهما حاجز من قدرة الله تعالي لا يطغي أحدهما علي الآخر بالممازجة.... الدلالة العلمية للآيتين الكريمتين أولا: طبيعة البحرين: يقول ربنا( تبارك وتعالي): مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان*( الرحمن:20,19) ثم يتبع ذلك مباشرة بقوله( عز من قائل): فبأي آلاء ربكما تكذبان*يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان* فبأي آلاء ربكما تكذبان* (الرحمن:21 ـ23) ويروي عن رسول الله( صلي الله عليه وسلم) أنه خرج علي أصحابه, فقرأ عليهم سور الرحمن من أولها إلي آخرها, فسكتوا فقال( صلي الله عليه وسلم): لقد قرأتها علي الجن ليلة الجن, فكانوا أحسن مردودا منكم, كنت كلما أتيت علي قوله تعالي فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا: لا شيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد( أخرجه الترمذي) والنعم في دلالة هذه الآيات الكريمة تستوجب شكر الخالق العظيم عليها؟ وهي عديدة عديدة, ولكنولا يمكن إدراك ذلك إلا بفهم دلالتها العلمية. ونحن نعلم أن لفظة البحر في اللغة العربية يمكن أن تطلق علي كل من البحر الملح والبحر العذب( أي النهر), ولكنها إذا أطلقت بغير تقييد فإنها تدل علي البحر الملح فقط, وإذ قيدت دلت علي ما قيدت به. وفي ذلك قال ربنا( تبارك وتعالي): مرج البحرين يلتقيان* وإطلاق لفظة البحرين هنا دون تقييد يدل علي أنهما البحران المالحان, وليس النهر والبحر كما ذهب إاليه غالبية المفسرين ـ قدامي ومعاصرين ـ, ويؤكد ذلك ما جاء في الآية(22) من نفس السورة بقول الحق( عز من قائل): يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان* واللؤلؤ عبارة عن كريات صلبة ناعمة من كربونات الكالسيوم, لها بريق وتقوز لوني مبهج, تنمو بداخل أصداف طائفة خاصة من قبيلة الرخويات تعرف باسم مزدوجات المصراع, وهي حيوانات مائية تعيش في كل من الماء الملح والماء العذب, ويستخدم اللؤلؤ كأحدي الجواهر النفيسة, ولكن المرجان هو حيوان بحري لا يحيا إلا في الماء الملح, ويتبع طائفة الزهريات, وهي من طوائف قبيلة جوفيات المعي التي غالبا ما تعيش في مستعمرات كبيرة الا أن منها ما يحيا حياة فردية, ويفرز الفرد منها هيكلا كلسيا( من كربونات الكالسيوم), وتكون هياكل المستعمرات الكبيرة شعابا ضخمة تعرف باسم الشعاب المرجانية, وتكثر في البحار الضحلة الدافئة, ومنها المرجحان الأحمر الذي يتخذ ضمن المعادن شبه النفيسة. وعلي ذلك فإن سياق الآيات في سورة الرحمن يؤكد أن البحرين كلاهما مالح, كما أكده إطلاق لفظة البحرين. والقرآن الكريم استخدم كلمة البحر بالإطلاق والتقييد كما جاء في قوله( تعالي): 1 ـ.... وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار*( إبراهيم:32) 2 ـ... وجعل بين البحرين حاجزا...* (النمل:61) 3 ـ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج...*( الفرقان:53) 4 ـ وما يستوي البحران هذا عذاب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج...*( فاطر:12) ثانيا: توزيع الكتل المائية في البحار والمحيطات: بقياس كل من درجات الحرارة ونسبة الملوحة في كتل الماء التي تملأ البحار والمحيطات المختلفة, والتي تغطي حوالي71% من مساحة سطح الأرض المقدرة بخمسمائة وعشرة ملايين من الكيلومترات المربعة, اتضح تباينها تباينا ملحوظا من بحر إلي آخر, وحتي في البحر الواحد( أفقيا ورأسيا) علي الرغم من وجود كتل مائية هائلة متجانسة في صفاتها الطبيعية والكيميائية, وكل منها يمثل بيئة حيوية خاصة لها تجمعاتها الحياتية المميزة, وأنواع الرسوبيات التي تترسب منها. والتباين في كل من درجات الحرارة ونسبة تركيز الأملاح في ماء البحار والمحيطات يؤدي إلي تباين في كثافتها, مما يعين علي تحديد تلك الكتل المائية المتباينة علي الرغم من محاولة الأمواج والتيارات البحرية خلطهما مع بعضها البعض. وتتحرك كتل الماء السطحية بين مساحات كبيرة من خطوط العرض فتتغير صفاتها الطبيعية والكيميائية بتغير الظروف البيئية التي تنتقل إليها من مثل درجات الحرارة, ومعدلات التبخير وسقوط الأمطار وغيرها, وعندما تتغير كثافة الكتلة المائية السطحية فإنها تغوص في وسط ماء أقل كثافة حاملة معها بعض صفات ماء المنطقة السطحية التي كانت فيها إلي أعماق المحيط إن لم تحمل تلك الصفات كلها فتؤدي إلي تغيير كبير في صفات الماء بتلك الأعماق, كما تعين علي تحديد المصادر التي جاءت منها مهما تباعدت مسافات تلك المصادر إلي آلاف الكيلومترات, ومع اختلاط الماء من مصادر مختلفة تتغير صفات الكتل المائية في المحيط الواحد وفي البحر الواحد باستمرار, وبين البحار والمحيطات المختلفة بطريقة مستمرة, وعلي الرغم من ذلك تبقي كتل متمايزة من الماء في تلك البحار والمحيطات ما بقيت, وتسمي كتل الماءـ المميزة علي أسطح تلك المساحات المائية العملاقة في البحار والمحيطات باسم الموقع الجغرافي الذي توجد فيه, فتوجد كتل الماء المتوسط بين التيارات المائية الرئيسية في محيطات الأرض, وتوجد كتل الماء حول القطبين, وكتل غيرها بين هاتين المجموعتين من كتل الماء المتميزة وتعرف باسم كتل الماء شبه القطبي (أ) كتل الماء السطحي في البحار والمحيطات ينقسم الماء السطحي في بحار ومحيطات الأرض علي أساس من التباين في درجات الحرارة ونسبة الملوحة إلي الكتل التالية: (1) كتلة الماء السطحي المتوسط: وتتراوح درجة حرارتها بين6 و19 مئوية, ونسبة ملوحتها بين3,4% و3,65%, وتمتد في بحار ومحيطات المناطق شبه الاستوائية, وبين خطوط العرض30 و35 شمالا وجنوبا, وهذه الكتلة المائية الكبيرة تنقسم إلي كتل أصغر لها نفس الكثافة تقريبا ولكنها تختلف في بقية صفاتها الطبيعية باختلاف مواقعها الجغرافية, فعلي سبيل المثال فإن الماء السطحي في الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي يعتبر أكثر أجزاء المحيطات ملوحة, بينما يعتبر الماء السطحي في شمال المحيط الهادي أقلها ملوحة, ويستمر تواجد كتل الماء المتوسط رأسيا في عمق البحر أو المحيط حتي مستوي ثبات المنحدر الحراري. (2) كتل الماء السطحي في خطوط العرض العليا: وهذه تتميز بدرجات حرارة منخفضة ونسب ملوحة أقل مما في كتل الماء المتوسط وذلك لوجودها في مناطق باردة وغزيرة الأمطار, وتمتد بصفة عامة في المناطق المناخية المعتدلة شمالا وجنوبا. (3) كتل الماء السطحي في المناطق حول القطبية: أضخمها المنطقة حول القطب الجنوبي, ويتحرك فيها الماء من الغرب إلي الشرق في اتجاه دوران الأرض, ويمتد إلي أعماق تصل إلي3500 متر, في درجات حرارة تكاد تكون منتظمة بين درجتين مئويتين والصفر المئوي, ونسبة أملاح تتراوح بين3,46%, و3,47%. ( ب): كتل الماء متوسط العمق في البحار والمحيطات: يمتد هذا الماء إلي عمق يصل إلي1500 متر تحت مستوي سطح البحر, وهو يتباين في درجات حرارته, ونسب الملوحة فيه, وذلك لتحركه من مصادر مختلفة, وعلي ذلك يمكن تقسيمه إلي العديد من الكتل بناء علي صفاته الطبيعية ومصادره التي جاء منها. ويبلغ هذا الماء المتوسط العمق أقصي انتشار له في المنطقة حول القطب الجنوبي, وذلك لأنه ينشأ أساسا من الماء السطحي في المنطقة المعتدلة الجنوبية وهي منطقة شاسعة الاتساع عندما يبدأ الماء في الهبوط من السطح إلي أعماق البحر لازدياد كثافته بزيادة برودته أو لزيادة نسبة الأملاح المذابة فيه, وبهبوط هذا الماء يختلط بنسب مختلفة مع كتل مائية ذات صفات متباينة ليكون ما يسمي باسم ماء القطب الجنوبي المتوسط العمق والذي ينتشر في كل أحواض المحيطات, ويتدفق هذا الماء البارد في اتجاه الشمال حتي يصل الي خط عرض20 شمالا في المحيط الأطلسي, ويتحرك جنوبا حتي خط عرض10 جنوب خط الاستواء في كل من المحيطين الهندي والهادي. ويمتد ماء القطب الشمالي المتوسط العمق إلي شمال كل من المحيطين الأطلسي والهادي, ويتركز في أجزائهما الغربية, وهذا الماء تزداد ملوحته نسبيا في شمال غرب محيط الأطلسي وذلك بسبب تركيز الأملاح الناتج عن تجمد الماء في القطب الشمالي وتحرك الركازة الملحية إلي تلك المنطقة التي تشتد معدلات البخر فيها., كذلك يتحرك الماء من البحر الأبيض المتوسط إلي المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق في درجة حرارة حوالي13 م, ونسبة ملوحة تصل إلي3,81% لينزل تحت الماء السطحي للمحيط وتحت كتل الماء المتوسط فيه, ويمكن تتبعه إلي مسافات بعيدة فوق قاع المحيط الأطلسي رغم تغير صفاته الطبيعية بالاختلاط مع غيره من كتل الماء, كذلك يندفع ماء البحر الأحمر إليبحر العرب عبر باب المندب ليختلط بكتل الماء فيه, ويندفع ماء الخليج العربي إلي المحيط الهندي عبر مضيق هرمز. (جـ): كتل الماء العميق في البحار والمحيطات: إن أوضح نموذج لكتل الماء العميق في البحار والمحيطات يقع في الجزء الشمالي الغربي من المحيط الأطلسي, وينتج هذا الماء من اختلاط الماء شديد الملوحة المندفع بواسطة تيار الخليج الذي يضرب شواطيء فلوريدا والماء السطحي القادم من المنطقة شبه المتجمدة الشمالية, وفي فصل الشتاء يبرد هذا الخليط من الماء فيهبط إلي قاع البحر حتي يصل إلي ما دون كتل الماء المتوسطة العمق, وعندما يتحرك هذا الخليط من الماء جنوبا فإنه يرتفع فوق ماء القطب الجنوبي العميق لقلة كثافته عن كثافة الماء القطبي, وعلي ذلك فإن كتلة ماء شمال الأطلسي العميقة تغطي قاع ذلك المحيط إلي خط عرض30 شمالا, ولكنها تتطابق بين كتل الماء العميق والمتوسط العمق كلما اتجهنا إلي الجنوب من هذا الخط من خطوط العرض, وتبقي كل كتلة منها محتفظة بصفاتها الطبيعية والكيميائية وسط حواف من الماء المختلط وتبلغ درجة حرارة كتل الماء العميق في البحار والمحيطات حوالي3 درجات مئوية, ويصل متوسط نسبة الأملاح فيها إلي34.9% ولا توجد كتل عميقة من الماء في كل من المحيطين الهندي والهادي باستثناء بعض الجيوب الصغيرة. (د) كتل الماء شديد العمق في البحار والمحيطات: يحوي المحيط القطبي الجنوبي فوق قاعه كتلة من الماء تعتبر أعلي ماء الأرض كثافة, ويتكون هذا الماء حول القارة القطبية الجنوبية في فصل الشتاء ثم يتحرك شمالا إلي قيعان المحيطات الرئيسية الثلاثة: الهادي والأطلسي والهندي حتي تصل الي خط العرض30 شمالا. وكتل ماء قاع القطب الجنوبي تتكون أساسا من تجمد الماء بكميات كبيرة فوق الرصف القاري تاركا وراءه كمية هائلة من الركازة الملحية, التي تندفع عبر منحدرات الجرف القاري لتختلط مع قدر مساو تقريبا من كتل الماء السطحي حول القطبين, فينشأ هذا الماء الذي يتميز بدرجة برودة شديدة( ناقص0.4 درجة مئوية) ونسبة ملوحة عالية نسبيا في حدود3,47%). وعلي ذلك فقد ثبت أن الماء في محيطات العالم يترتب أفقيا ورأسيا في كتل متمايزة عن بعضها بعضا, تبدأ عند مستوي سطح البحر في المناطق ذات خطوط العرض العليا. وتمتد إلي أعماق البحار والمحيطات حتي تصل الي قاع المحيط في المناطق الاستوائية. والترتيب الأفقي لكتل الماء المختلفة في البحار والمحيطات حسب مناطقها المناخية يعكس الترتيب الرأسي في النقطة الواحدة حسب العمق. وهذه الكتل المائية المتجاورة مفصولة عن بعضها البعض بواسطة الصفات الطبيعية والكيميائية الخاصة للماء, وبتباين صفات تلك الكتل ذاتها, علي الرغم من تحركها عبر بعضها بعضا باستمرار أفقيا ورأسيا( أي مرجها), وذلك بفضل تكون حواجز ذات طبيعة وسطية باستمرار بين الكتل المائية المتفاوتة في صفاتها الطبيعية والكيميائية. ونظرا لأن دورة الماء في المحيط دورة مستمرة فإن الماء يتحرك أفقيا ورأسيا باستمرار فيختلط, ولا يمتزج امتزاجا كاملا أبدا, فالماء علي السطح تدفعه الرياح والتيارات البحرية, والأمواج المختلفة في محاولة لخلط تلك الكتل المائية المتجاورة ولكن ذلك لا يتم بالكامل لضخامة كمياتها, وكذلك فإن هذا الماء السطحي يتعرض للتبخير فتزداد ملوحته وبالتالي تزداد كثافته أو للتبريد فتزداد كثافته مما يؤدي إلي نزوله الي أعماق البحر, وهناك قد يتعرض لشيء من الحرارة عبر النشاطات البركانية فوق قيعان بعض البحار والمحيطات, أو لشيء من إنقاص نسبة الملوحة بترسيب جزء من الملح المذاب, أو تقليل نسبته بالاختلاط بتيار من الماء العذب, فتقل كثافة الماء في الأعماق, ويرتفع إلي أعلي لمعاودة الكرة مرات ومرات ومرات إلي أن يرث الله( تعالي) الأرض ومن عليها. وقد ثبت بدراسة النظائر المشعة أن اختلاط ماء أعماق البحار والمحيطات يحتاج بين الألف والألف وستمائة سنة لكي يتم وذلك في حوض المحيط الهادي, وإلي نصف هذا الزمن في كل من المحيطين الهندي والأطلسي, ولذلك فهو يمثل دائما أقدم الماء في المحيط علي الإطلاق, بينما يمثل الماء السطحي أحدث الماء عمرا لأنه لا يكاد يبقي في مكانه لأكثر من10 إلي20 سنة, والماء يتحرك من المحيط المتجمد الجنوبي في اتجاه الشمال بمعدل نصف ملليمتر تقريبا في كل ثانية. من ذلك يتضح أنه علي الرغم من عوامل الخلط الأفقية والرأسية المستمرة في البحار والمحيطات بفعل كل من الأمواج والتيارات البحرية وبفعل تغير درجات الحرارة ومتوسط الكثافة الا أن العديد من الكتل المائية تبقي محتفظة بصفاتها الطبيعية والكيميائية الخاصة لتوفر البيئات اللازمة لكل مجموعات الحياة في البحار والمحيطات. ثالثا: من الصفات المميزة للماء: تحمل الأرض علي سطحها, وفي كل من قشرتها, وتربتها وغلافها الغازي كما هائلا من الماءيقدر بحوالي1.4 بليون كيلومتر مكعب, وأغلب هذا الماء(97.22%) في البحار والمحيطات, ويتوزع الباقي(2.78%) علي هيئة الجليد فوق قطبي الأرض وعلي قمم الجبال(2.15%), أو يخزن في صخور القشرة الأرضية وتربتها(0.613%), أو يحجز علي هيئة بحار داخلية وبحيرات مالحة(0.0077%), أو بحيرات عذبة(0.0092%), أو رطوبة في التربة(0.0049%), أو علي هيئة أنهار وجداول جارية(00092, ـ%). والماء في الحالة السائلة بهذه الكميات الكبيرة يكاد يكون مقصورا علي أرضنا, لندرته علي ما نعرفه من الكواكب الأخري. ويغطي الماء حوالي71% من مساحة سطح الأرض من تلك المساحة وتكون اليابسة حوالي29% فقط, ولولا هذا التوزيع المعجز لكانت درجة حرارة الأرض حارقة بالنهار, ومجمدة بالليل ويتحرك الماء بين كل من الغلاف الصخري, والمائي, والغازي للأرض في دورة معجزة تعرف باسم دورة الماء حول الأرض. ونظرا لتركيبه الجزيئي الفريد فإن الماء يتميز بعدد من الصفات الطبيعية والكيميائية الخاصة والتي منها ما يلي: (1) البناء الجزيئي ذو القطبية المزدوجة: حيث يتكون جزيء الماء من ذرتي هيدروجين تحمل كل منهما شحنة كهربية موجبة, ويرتبط كل منهما بذرة أوكسيجين( تحمل شحنة كهربية سالبة وذلك بواسطة رابطتين تساهميتين قويتين تشكلان زاوية مقدارها105 درجات. وهذا البناء الجزيئي الفريد جعل للماء من الصفات ما يميزه عن غيره من السوائل والمركبات الهيدروجينية, ويتضح ذلك بجلاء في قطبيته الكهربية الواضحة التي جعلت من الماء أقوي مذيب علي سطح الأرض, وجعلت لجزيئاته قوة تلاصق وتماسك عالية للغاية فيما بينها, وذلك لترابط جزيئات الماء فيما بينها برابطة تعرف باسم الرابطة الهيدروجينية. (2) درجات التجمد والغليان: ينكمش الماء بالتبريد كما هو الحال في أي سائل آخر, وبالتالي تزداد كثافته ولكن اذا وصل الماء الي درجة4 مئوية, فإن عملية الانكماش تتوقف, وإذا انخفضت درجة حرارته عن ذلك فإن حجمه يبدأ في التمدد, وتأخذ كثافته في الانخفاض حتي يصل الي درجة الصفر المئوي فيتجمد الماء, وتنخفض كثافته بمقدار10% تقريبا عن كثافته عند درجة4 مئوية لازدياد حجمه بنفس النسبة. ولولا هذه الخاصية الفريدة لغاص الماء المتجمد علي هيئة جليد الي قيعان البحار والمحيطات في المناطق الباردة, وجمدها بالكامل وقضي علي الحياة فيها, ولكان لتجمد البحار والمحيطات أثره السيء علي مناخ الأرض. ولذلك كان من بديع صنع الخالق( سبحانه وتعالي) ورائع حكمته أن عكس القانون للماء, فجعله أقل كثافة إذا تجمد ليطفو الي السطح في البحار والمحيطات والبحيرات وغيرها من الأسطح المائية في المناطق الباردة, ويعمل حاجزا عازلا للحرارة, يحمي الماء تحته من التجمد, وبالتالي يحمي الحياة فيها من الهلاك. وبالإضافة الي ذلك فإن الله( تعالي) قد جعل للماء طاقة هائلة علي اختزان الحرارة, تعطيه استقرارا حراريا مثاليا يجعله يغلي عند درجة حرارة100 مئوية تحت الضغط الجوي العادي, بينما كل المركبات الهيدروجينية المشابهة تغلي عند درجات أقل بكثير, ولولا ذلك لما أمكن وجود الماء في الحالة السائلة علي سطح الأرض. ومن مظاهر الاستقرار الحراري للماء ارتفاع معامل حرارته النوعية بمعني أنه يحتاج الي كميات كبيرة جدا من الحرارة حتي يسخن, ويحتاج إلي وقت طويل لكي يفقد حرارته, وكذلك ارتفاع معاملي الحرارة الكامنة للتبخر وللانصهار. وعلي ذلك فإن من رحمة الله البالغة بعباده أن غطي حوالي71% من مساحة سطح الأرض بالماء, والا لما كانت صالحة للعمران لأنه لو كان سطح الأرض كله يابسة لكانت حارقة بالنهار, ومتجمدة بالليل مما يقضي علي الحياة قضاء تاما, فمن صفات اليابسة أنها تمتص الحرارة بسرعة وتفقدها بسرعة بينما الماء يمتصها ببطء ويفقدها ببطء. (3) شدة تماسك وتلاصق جزئيات الماء: ترتبط جزيئات الماء مع بعضها بعضا بتجاذب الشحنات الكهربية المختلفة علي جزيئاته القطبية مع بعضها بعضا برابطة تسمي الرابطة الهيدروجينية, ولو أن هذه الرابطة سهلة التفكك( الانقضام) إلا أنها سريعة التكون, ولذلك تبدو كتلة الماء وكأنها مكونة من سلاسل حلقاتها ممغنطة ومرتبطة بأقطابها المختلفة اذا انفكت إحدها من مكانها فسرعان ما تلتئم تلك الحلقات, وتعرف هذه الخاصية باسم اللزوجة الجزيئية للماء, وهي من أهم الصفات المؤثرة في ماء البحار والمحيطات التي تجعله يختلط ولا يمتزج امتزاجا كاملا أبدا. وشدة تماسك وتلاصق جزيئات الماء هي التي أعطته ـ بتدبير من الله( تعالي) ـ العديد من صفاته الطبيعية والكيميائية من مثل شدة توتره السطحي, وميله إلي التكور علي ذاته علي هيئة قطرات بدلا من الانتشار الأفقي علي السطح الذي يسكب عليه, وفي تكوين ذلك الحاجز غير المرئي بين كل ماءين مختلفين في صفاتهما الطبيعية والكيميائية من مثل الماء العذب والملح, والماءين الملحين المتباينين, والذي سماه ربنا( تبارك وتعالي) في محكم كتابه باسم البرزخ. ولما كان ماء البحر يتكون من أكثر من95% ماء فإن صفات الماء العذب تبقي سائدة فيه, بل تزيدها الأملاح المذابة قدرة علي ذلك, والتي يغلب عليها كلوريد الصوديوم( أو ملح الطعام) ويليه في الكثرة عناصر المغنسيوم, والكالسيوم, والبوتاسيوم, والكبريت, والبرومين, والاسترونشيوم, والبورون, بالاضافة إلي آثار طفيفة لثمانين عنصرا آخر, تنتشر أيوناتها المشحونة بالكهرباء الموجبة والسالبة بتركيز متفاوت في كتل الماء المتجاورة في البحر الواحد أو المحيط الواحد فتعطي كلا منها صفاته الخاصة, وتبقيه معزولا عزلا كاملا رغم فعل التيارات البحرية والأمواج. وتظهر صورة هذا العزل للكتل المائية المتجاورة بشكل أوضح بين البحار شبه المغلقة كالبحرين الأبيض المتوسط والأحمر, حينما يتحرك الماء من أحدهما إلي المحيط المجاور فيتكون بينهما ماء له صفات وسطية يفصل كلا من الكتلتين المائيتين فصلا كاملا. فسبحان الذي أنزل هذه الحقيقة العلمية في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة سنة فقال( عز من قائل): (مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان* فبأي آلاء ربكما تكذبان* يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان* فبأي آلاء ربكما تكذبان )وهي حقيقة لم يصل إليها العلم المكتسب إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي, ولم تدون في كتاب قبل منتصف الأربعينيات من القرن العشرين, فسبحان الذي أنزل القرآن بعلمه, وعلمه خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بلغة وحيه إلي يوم الدين وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقي هذا الوحي الإلهي العظيم وبلغه بأمانة وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه إلي يوم الدين. http://www.youtube.com/watch?feature...&v=TFla3O6pixg |
#39
|
|||
|
|||
تبارك الخلاق لا اله الا الله
سبحان الله وبحمده ..... سبحان الله العظيم |
#40
|
|||
|
|||
شكراااااااااااااااااااا
|
#41
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا ياه بقالى ساعة متابع الموضوع
لا اله الا هو الحق هو الله لا اله غيره سبحانك يا رب والله مفيش غير كلمة سبحانك يا رب |
#42
|
|||
|
|||
تبارك الله احسن الخالقين
|
#43
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا
__________________
|
#44
|
|||
|
|||
موضوع رائع يدل على عظمة الخالق فسبحان ربي العظيم الذي ابدع كل شيء خلقه
|
#45
|
||||
|
||||
شكرا على الموضوع الرائع
الهى ما اعظمك
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|