#31
|
||||
|
||||
•سأرتدي الحجاب يعد أن يتقدم الشاب المناسب لخطبتي
ومن هو الشخص المناسب في نظرك؟ الدَّيوث الذي مقره النار لأنه يرضى أن يرى الغير عورات زوجته؟ إن من يتقدم لخطبتك وأنت سافرة يعنى-في الغالب- رضاه عن ذلك ،وإن حاولت ارتداء الحجاب بعد الزواج،فسوف يعترض ويحاربك،لأنه يريدك كما رآك أول مرة،فهل تفضلين رضاه على رضا الله عز وجل؟ وهل تبيعين الجنة بزوج لا يطيع الله فيك؟ أما إن اختارك الشاب وأنت تزهين بحجابك، فهذا يعني موافقته الضمنية على ذلك ويعني أنه تقي إن أحبك أكرمك ،وإن كرهك لم يظلمك. وتذكَّري أنك إن بنيت حياتك الزوجية على أساس من معصية الله ،فهل تعتقدي أن تنجح هذه الزيجة؟؟ كما أن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من محجبة تزوجت، وكم من سافرة لم تتزوج!!! وإذا قلتِ: "إن عدم ارتدائي للحجاب هو وسيلة لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج، فإني أقول لك:إن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة غير الطاهرة في الإسلام، فإذا شَرُفت الغاية فلا بد من طهارة الوسيلة؛ لأن قاعدة الإسلام تقول: "الوسائل لها أحكام المقاصد")(23) •سأرتدي الحجاب بعد ليلة زفافي كي أستطيع ارتداء ما أريد من الثياب ولماذا لا تتطهري من ذنوبك وتبدأي حياتك الزوجية وأنت طائعة مستريحة البال والضمير ؟ وهل تظني أن تأجيل طاعة الله من أجل أمر دنيوي ينتج عنه توفيقا في ذلك الأمر؟!!! إن ضمنت أن يطول عمرك لما بعد ليلة زفافك ،فلك أن تنتظريه ثم تتوبي و ترتدي الحجاب. أما إذا كان المدعوون إلى حفل زفافك يقتصرون على النِّساء المسلمات ،والأقارب المحارم كالأبِ والأخ والعم والخال-وذلك بمَعزِل عن الرجال الأجانب- فلا بأس من الظهور بكامل زينتك،مع مراعاة حدود العورة الشرعية أمام هؤلاء. •إن زوجي (أو خطيبي ) يرفض أن أرتدي الحجاب نعم إن هذا يحدث للأسف، ولكن هل يضمن لك زوجك الجنة؟ إن كانت الإجابة هي نعم ،فلا بأس من طاعته،ولكن أن يكون الزوج سلمك لجهنم،فهذا مالا أرضاه لك ولا ترضينه لنفسك بالطبع! وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" (***) ،فزوجك عبد ضعيف فاني عاجز لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا ًولا موتاً ولا حياةً ولا نُشورا،ناصيته بيد الملِك،فسِيري في طاعة الملِك يطعك كل شيء ، فقلوب العباد -ومنهم زوجك- بيده تعالى...أما إن أصر هذا الزوج على موقفه فلا تربطي مستقبلك في الدنيا و مصيرك في الآخرة به،فلا خير فيه إن كان عاصيا لله؛ والله قادر على أن يعوضك خيراً منه، إن لم يكن في الدنيا الفانية ففي الآخرة الباقية إن شاء الله. •سأفقد زوجي إن أنا ارتديت الحجاب لأنه سيرى غيري أجمل مني لعلك تعلمين أن الحجاب مطلوب أمام غير المحارم فقط؛وأنك في بيتك تستطيعين أن تظهري جمالك لزوجك كما تشاءين،بل هو فرض عليك،كما أن جمال وجهك ليس هو كل المطلوب للاحتفاظ بحب زوجك،فجمال الروح، والعقل ،وحسن الطبع يزيدونك جمالاً وجاذبية. و للشيخ محمد متولي الشعراوي-رحمه الله- قول لطيف في هذه المسألة،يقول:" لو أن كل امرأة التزمت بالحجاب الشرعي –كما أراد الله- وسترت مفاتنها إلا عن محارمها،لظل كل زوج معجباً بزوجته ،و لأصبحت الزوجة أجمل من يرى من النساء،لأنه لا يرى مفاتن الأخريات،وفي هذا حماية لزوجك وأزواجهن! فإن صانت المرأة أزواج الأخريات بستر محاسنها ،ستر الله عن زوجها محاسن الأخريات فأصبحت في عينيه أجمل النساء!!! • إنني أخجل من الظهور بالحجاب أمام زملائي، أو أمام أناس بعينهم عجباً لك يا أبنتي كيف تخجلين من العفة والاحتشام،وإرضاء الله ولا تخجلين من ظهور عوراتك أمام كل من هب ودب ،ومعصية الله ؟!!! أما علمت أن من أرضى الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس،ومَن أرضى الله بسخط الناس،رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؟!!! • سأفقد وظيفتي إن ارتديت الحجاب نعم، قد يحدث ذلك ولكني أرى أن فقدان وظيفتك أفضل من فقدان رضا الله عنك،وخير لك من أن تفقدي الجنة ونعيمها الذي لا ينفد...ولا تنسي أن فقدان الوظيفة لا يعني إطلاقاً فقدان الرزق،فابن آدم لا يموت قبل أن يستوفي أجله ورزقه،فإذا هربت من رزقك لطاردك حتى يصيبك،كما أن الله تعالى قد ضمن الرزق للمؤمن والكافر على السواء ،فهل ينساك وأنت تطيعينه؟! وتذكري أن ذلك لا يحدث كثيرا،وقصة الكابتن طيار "نيرين سالم"- وهي واحدة من 10 سيدات يعملن في مجال قيادة الطائرات بمصر -التي فصلت من عملها بسبب ارتداء الحجاب لا زالت حديثة العهد، وقد نصرها الله سبحانه وعادت إلى عملها مرفوعة الرأس تزهو بحجابها،بعد أن اعترضت وقاضت الشركة التي تعمل بها إستناداً إلى أن قانون عملها لا ينص على منع المرأة من الحجاب مادام لا يعوق عملها. وقصة "رانيا علواني" التي تعد أشهر سباحة مصرية حصلت على 77 ميدالية على المستوى الدولي والإفريقي والعربي وتم تصنيفها ضمن أفضل 11 سباحة في سباق 100 متر على مستوى العالم ،والتي تنازلت عن عرشها بكامل اختيارها-وهي لا تزال في ريعان شبابها- فارتدت الحجاب وظلت تتقرب إلى ربها تدريجياً، وتركت المال والشهرة والأضواء،دون أن يرغمها أحد.(و الغريب أن رانيا لم تهتد على يد أحد الدعاة في مصر ممن يُتهمون بالدعوة بين الفنانات لمحاربة الفن ! بل على يد أسرة مسلمة مهاجرة تعيش في أمريكا؛ وتلك واقعة تحتاج إلى تمحيص : فالحقيقة أن هناك أسراً مسلمة في الغرب تمثل نماذج مضيئة للمسلمين من حيث الالتزام والعلم والقدوة والدعوة مما يغري الكثير من الغربيين باعتناق الإسلام اقتداء بهذه النماذج )(24) • (أخاف أن أخلع الحجاب بعد ارتدائه هذه-بالفعل- مشكلة... ولكن لا تستسلمي لهذه الفكرة؛فإذا كنت مترددة بطبيعتك أو ترين أن الدنيا لا تزال تملأ قلبك ،فتدرجي في الحجاب واعطِِ نفسك فرصة لكي تتقبله شيئا فشيئا،وتحدثي إلى نفسك لتذكريها بضرورة طاعة الله قبل فوات الأوان ،وأن متع الدنيا ومباهجها مهما كثرت وتنوعت وزاد جمالها فهي لا تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة ....فإذا منَّ الله عليك بارتدائه ، فاحرصي على مصاحبة الصالحات،وحضور دروس العلم الشرعي،وتلاوة القرآن ؛وأكثري من الدعاء لله تعالى أن يثبتك، و يعينك على الاستمرار على طاعته؛ وتذكري أن الحجاب توبة،وأن الله يحب التوابين!!! ومن ناحية أخرى فإن العائد في توبته كالمستهزىء بربه والعياذ بالله ،فاحرصي على ألا تكوني كذلك)(25) واحرصي دائما على الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،اللهم كما هديتني للحجاب فثبتني عليه حتى الممات،"ربنا لا تُزِغ قلوبنا بعد أن هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" • (أنا أفعل الكثير من الطاعات وقلبي مطمئن بالإيمان، فما دخل اللباس ؟ إن الحجاب حجاب القلب ! لعلك تعلمين أنه:" لا يقوم بهذا الدين إلا من أحاطه من جميع جوانبه" أي أنه عليك أن تتقبلي كل أوامر الله ورسوله وتنتهي عن نواهيهما،ولا تكوني كالذين قال الله تعالى عنهم:" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا،ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب"(البقرة-85) ثم (أما تقرئين قوله تعالى : { و إذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن } . أطهر لقلب عائشة و فاطمة و خديجة... - رضي الله عنهن - فهل أنت أطهر قلبا منهن ؟؟ (26) وتذكري أنك تشبهين –بعدم حجابك مع فعل الطاعات-مَن تحمل قِربة من الحسنات ولكنها مثقوبة بعدم الحجاب،فلا تضيعي أعمالك الصالحة بسبب كل من يراك بغير الحجاب في كل مكان،ولك أن تقارني عدد من رأوك من غير المحارم كل يوم بعدد ما اكتسبت من الحسنات،هل يستويان؟!!!)(27 ) و لعلك تلحظين أن أمر المرأة بالحجاب فيه( إلماح إلى معنى أصيل في الفطرة الإنسانية وهو أن الأصل الستر بينما الكشف هو الاستثناء؟!! ولم لا، وقد كانت أول فتنة إبليس لآدم وزوجه في الجنة في اللباس، حتى لقد طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة؟ إذن فالحياء معنى من معاني الحياة ،وهو مركب في ذلك المخلوق المكرَّم؛الذي أُنزل الله إليه اللباس ستراً والرياش زينة ؛كما أُنزل له الهدى برا وتقوى، فقال تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتِكم وريشا ولباسُ التقوى ذلك خير)(28) • (أنا غير مقتنعة بالحجاب، ثم هل هو فرض أم سنة؟ أولاً: إن عدم اقتناعك بالحجاب ينقض إسلامك ويُنقصه والعياذ بالله،لأنك بانتسابك لدين الإسلام أعلنت استسلامك لأوامر الله،ولقد اختبر المولى سبحانه سيدنا إبراهيم في ابنه الذي رزقه به على كبر،بعد أن حُرم من الولد،فلما بلغ أشده أمره بذبحه،فهل تردد وطلب من أحد أن يقنعه؟ هل كذَّب نفسه وقال تلك الرؤيا كانت أضغاث أحلام؟وهل تردد إسماعيل أو حاول الهرب؟ وهل اعترضت هاجر المؤمنة الصابرة؟ على الرغم من محاولات الشيطان معهم جميعا؟وهل كانوا يعرفون السبب؟! لقد اختُبر إبراهيم في في فلذة كبده فاستسلم وأطاع، أفلا تطيعين في الحجاب؟!!! من الأفضل أن تعترفي بضعف إرادتك أو عدم قدرتك على ارتداء الحجاب ؛وتطلبي من الله العون؛ فذلك أهون من أن تردي على الله أمره وتقولي:" أنا غير مقتنعة" فنحن لسنا مكلفين بالاقتناع بأوامره سبحانه وإنما بطاعته؛يقول الله سبحانه وتعالى:" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخِيَرَة من أمرهم"؛ فلا تكوني كالذين قالوا " سمِعنا وعصينا" والعياذ بالله!! أما مسألة الفرض والسنة ،فلك أن تطالعي آيات الحجاب الواضحة الصريحة التي فصّلها الله سبحانه في القرآن تفصيلاً ،يقول الله تعالى:" وليضربن بخمرهن على جيوبهن ،ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )(29) ولعلك لا تريدين التخلف عن ركب المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم: ((إنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)) [النور: 51]. فإسلامك يعني الاعتراف بالبعث بعد الموت والحساب يوم القيامة ،فماذا أعددتِ لهما؟ • أنــا مـقـتـنـعـة بوجوب الحجاب، ولكن والدتي(أو والدي) تمنعني لبسه، وإذا عصيتها دخلت النار (يجـيـب على هذا القول أكرم خلق الله، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بقول وجيز حكيم: ("لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" فإن مكانة الــوالــدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة، بل ان الله (تعالى) قرنها بأعظم الأمور ـ وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات، كما قال (تعالى): ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَاناً)) [النساء: 36]. فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله ، قال تعالى : ((وَإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا)) [لقمان: 15]. ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية من الإحسان إليهما وبرهما؛ قال (تعالى): ((وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)) . ،ولكن-مع كل هذا - طاعتها في معصية الله غير جائزة... فكيف تطيعين أمك وتعصين الله الذي خلقك وخلق أمك ؟((30) • أنا أريد ان أتشبه بالغرب المتحضر حتى لا يقال عني متخلفة تعود إلى العصور السحيقة إذا كان رأي هؤلاء يهمك، فلعلك - إن كنت قد تعاملت مع بعض هؤلاء الغربيين- قد اكتشفت ِ أنهم يبحثون لدينا عن الجديد الذي لا يعرفونه،فإذا اكتشفوا أن محدثهم يتكلم بألسنتهم ويفكر بعقولهم، أعرضوا عنه على الفور ؛وبحثوا عن غيره ممن يدلهم على الجديد مما لا يعرفونه عن التراث والحضارات الأخرى... ولعلك لاحظت أنهم يحترمون من يحترم بيئته، ويفخر بتراثه، ويعتز بمعتقداته،فنراهم يتعجبون من قوة إيماننا ،وعزوفنا عن الدنيا،و ينبهرون بقدرتنا الهائلة على ضبط النفس و طاعة الله ؛وفي نفس الوقت حرصنا على العمل والإنجاز؛والأعجب من ذلك أنهم يبحثون عن الحقيقة وراحة النفس والسكينة التي لا يجدونها في معتقداتهم البالية،بدليل تزايد أعداد المسلمين عندهم،وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حين أقبلوا على القراءة عن الإسلام لمعرفته ومعرفة خصائص أتباعه،فاكتشفوا أنه دين الفطرة السليمة، الذي يحترم العقل، وحرية الإرادة؛وأنه ضالتهم المنشودة...بل أن الكثير منهم يعيش دون الانتماء إلى أي دين،لا لشيء إلا لأنه غير مقتنع بالأديان الأخرى،وفي نفس الوقت لم تُتح له الفرصة للتعرف على الإسلام! ولعلك سمعت قولهم المأثور: Be yourself""،وهو يعني : كُن نفسك، وتصرف على طبيعتك وفطرتك،وتعامل مع الآخرين بشخصيتك الفريدة التي خلقها الله لك، فما اختلاف الطبائع والشخصيات إلا آية من آياته سبحانه و هو من ضروريات عمارة الكون وصلاحه...ولا تنسي أن حضارتهم قامت على حضارتنا العربية الإسلامية ؛ التي تدهورت بسبب بعد المسلمين عن دينهم ،وانحرافهم عن صراط الله المستقيم. وإذا كنت تفضلين موقف الغرب من المرأة،فلا تنخدعي بالمظاهر الزائفة؛ (ولك أن تتأملي:من أكرمها ومن أهانها؟هل الغرب الذي جعل منها أداة رخيصة لتسويق السلع، فلا يكاد يخلو منتج لديهم إلا وعليه صورها الخليعة ؟ أ م الإسلام الذي أعزَّها وصانها كاللؤلؤة المكنونة؟حتى ولو كان شكل المحارة لا يعجبنا ؛فهي ضرورية لصيانة اللؤلؤة!!!)(31 ) فلو لم تكوني غالية على الإسلام لما حرص على صيانتك كما تصوني جواهرك وأشياءك النفيسة داخل علبة ثم علبة أخرى ثم في الخزانة،ثم تغلقينها بالمفاتيح!!! أم أنك تتركينها عرضة لأن يصيب منها كل من غدا أو راح؟!!!)(32) وإذا كنت لم تقتنعي بما أقوله بعد، فإليك أهدي مقالة بعنوان:"نساء غربيات يعشقن الحجاب" |
#32
|
||||
|
||||
• (إن الله لم يهدِني بعد
أرجوك ،لا تنتظري الهداية التي قد تأتي أولا تأتي ؛ فالله سبحانه يريدك أن تأتيه بملء إرادتك،كما أنه يقول :" إن الله لا يغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم" ؛فلا تطيلي الانتظار فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يزال المرء يتأخر حتى يؤخره الله"،فلا تبيعي سعادتك الأبدية في الجنة ،بهذه الدنيا الفانية، ودعي عنك هذه الوساوس.)(33) (ولابد من السعي لمرضاة الله،كما تركبين الدابة للسفر دون أن تعرفي هل ستبلغين مقصدك أم لا،وكما تتناولين الدواء ،والشافي هو الله؛كذلك خذي بأسباب الحجاب،وقلبك يدعوه تعالى:" إهدنا الصراط المستقيم") (34)) • (أنا أكره الحجاب لأن بعض المحجبات سلوكهن سيء. أكره أن أُقر لك بهذ ه الحقيقة... ولكنها واقع، و لا حول و لا قوة إلا بالله. ولكن هناك أيضاً من يحافظون على الصلوات الخمس ويفعلون الفواحش !!! وهناك من يحجُّون وهم ينوون التجارة أو يتسترون وراءه ليفعلوا أشياء أخرى... فهل هذا يعني أن نكره الصلاة أو الحج ؟ أو أن نتوقف عن الصلاة أو الحج بسبب هؤلاء المخطئين؟ فالخطأ إذن ليس في الحجاب أو الصلاة أو الحج وإنما في تصرفات هؤلاء ؛فاكرهي تلك التصرفات كما تشائين ،ولكن لا تكرهي الحجاب. يقول الله تعالى :" ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى"... فكلٌ منَّا محاسَبٌ على أفعاله وليس على أفعال غيره....فتذكري يوم ينادَى عيك باسمك : " فلانة،هَلُمِّي للعرض على الجبار"،حين تجدين نفسك وحيدة لا يصحبك إلا عملك ،فمن يدافع عنك يومئذٍ؟)(35) • سأرتدي الحجاب بعد أن أؤدي العمرة ؛أو الحج حتى أرتديه على نقاء وطهارة من الذنوب إعلمي أنك بارتداءك الحجاب تكونين قد تُبتي،والتوبة تمحو ما قبلها،بل ويبدِّل الله تعالى سيئاتك حسنات إن أنت أحسنت فيما بينك وبين ربك بعد الحجاب؛كما أن الذهاب للحج والعمرة ليس بيدك وإنما هي دعوة من الله لمن يشاء من عباده،و ما أدراك ،فلعلك إن تقربت إليه بالحجاب اصطفاك من بين عباده لتنالي شرف زيارة بيته وقبر رسوله!!! • أنا من أنصار تحرير المرأة إن كنت تعتقدين فيما فعله "قاسم أمين"،و"هدى شعراوي" فلك أن تقرأي المقالة المعنونة:" هدى شعراوي تكتوي بنيران تحرير المرأة! " المتاحة على الموقع التالي :http://akhawat.islamway.com/ أما قاسم أمين فلك أن تقرأي عنه القصة التالية: أراد المؤرخ " رفيق العظم " أن يداعب" قاسم أمين" بأسلوب عملي مفحم فطرق منزله يوماً ولما رآه الخادم أسرع فأخبر قاسم أمين فخرج لاستقباله فقال له رفيق العظم : أنا في هذه المرة إنما جئت لزيارة حرمكم لأسألها في بعض مسائل اجتماعية أنا معني بها ، فأجابه قاسم أمين : أن زوجتي حرمي لا تقابل الرجال ! فقال رفيق العظم : عجباً كيف تدعو إلى شئ وتمنع أهلك منه؟ إذن فأنت تدعو الأمة إلى غير ما تريد لنفسك ؟ قال قاسم أمين : أن زوجتي تلقت تربيتها وعاداتها من والديها وهي لم تألف ما أدعو إليه وأنا غير مسؤول عن ذلك . فقال رفيق العظم ( كلنا هكذا والخير في ذلك ، وتهذيب المرأة لا يتوقف على لقائها بالرجال ، فقد أردت أن أبرهن لك أن ما تدعو إليه يمجه الناس جميعاً حتى أهل بيتك ) انتهى بنصه (36) • ( أخشى إن التزمت بالزي الشرعي أن يطلق علي اسم جماعة معينة وأنا أكره التحزب لعلك تعلمين يا ابنتي ( أن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله العظيم في كتابه الكريم ، الحزب الأول: هو حزب الله ، الذي ينصره الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب معاصيــه، والـحــــــزب الثاني: هو حزب الشيطان الرجيم، الذي يعصي الرحمن، ويكثر في الأرض الفساد، وأنـت حـيـــن تلتزمين أوامر الله ـ ومن بينها الحجاب ـ تصيرين مع حزب الله المفلحين، وحين تـتـبـرجـيـن وتُبْدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من المنافقين والكفار، وبئس أولئك رفيقاً. أرأيتِ كيف تفرِّين من الله إلى الـشـيـطان، وتستبدلين الخبيث بالطيب، ففري يا ابنتي إلى الله، وطبقي شرائعه ((فَفِرُّوا إلَى اللَّـــــهِ إنِّي لَـكُــــم مِّـنْـهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)) [الذاريات: 50]، فالحجاب عبادة سامية لا تخضع لآراء الناس وتوجيهاتـهــم واخـتـيــــاراتهم؛ لأن الذي شرعها هو الخالق الحكيم. وفي سبيل إرضاء الله تعالى ورجاء رحمته والفوز بجنته: اضــــربي بأقوال شياطين الإنس والجن عرض الحائط، وعضي على الشرع بالنواجذ، واقتدي بأمــهـــــات المؤمنين والصحابيات العالمات المجاهدات.)(37) وماذا بعد الحجاب ؟؟؟ ينبغي أن تسمع منك ابنتك مثل هذه الكلمات: ( إبنتي: إنني والله لينشرح صدري كلما رأيتك و قد استسلمت لأمر الله وسعدت بجحابك، كما تطيب نفسي كلما رأيت مسلمة جديدة و قد حباها الله -مثلك-بالحجاب الشرعي، و أشعر أن زيادة عدد المحجبات ما هي إلا بشارات لعودة الفطرة السوية للطفو فوق ما علا قلوبنا من جهل و بعد عن ديننا !!!! )(38) فالحجاب يا بنيتي خطوة واسعة على طريق الفوز بمحبة الله تعالى ورضوانه؛ولكنها ليست نهاية الطريق. فأن وقفت عندها ،فالخوف عليك من الشيطان أن يعيدك إلى ما كنت عليه قبل الحجاب...وإن مشيت في طريقك قُدُماً هيأ الله لك من أسباب الخير وفتح لك من أبواب الطاعة ما تقر به عينك وتهنأ معه نفسك وتسكن به جوارحك؛فاستمري ولا تلتفتي إلى الوراء،بل اشكري المولى القدير بأن تحاولي إنقاذ من حولك من صويحباتك وغيرهن من النار،وتشجيعهن على اتخاذ هذه الخطوة المباركة ،بالرفق ،ولين الجانب ،والحكمة والموعظة الحسنة؛ وواظبي على ذكر الله وحضور مجالس العلم الشرعي،فهناك ستجدين الكثير من الأخوات الصالحات اللاتي يتفق طبعك مع طباعهن،وتعين كل منكن الأخرى على المزيد من الطاعة، وعلىالثبات إن شاء الله؛فتفُزن جميعا بثواب الأخوة في الله،وتجتمعن على منابر من نور حول عرش الرحمن يوم القيامة إن شاء الله! والآن أهمس إليك بما يلي، لأذكِّر نفسي و إياك-استجابة لقوله تعالى: "إن الذِكرى تنفع المؤمنين": (1- بارك الله فيك ،لقد أصبحت الآن - من أول لحظة لارتداءك الحجاب - رمزاًِ للإسلام ... ويا له من شرف؛فبالله عليك أحسني إلى إسلامك. 2- إن كونك قدوة لا يعني أنك لا تذنبين، ولكن إياك و الجهر بالمعاصي. 3- إن آلاف المحجبات لا يعطين أثراً في النفس كواحدة تعلن اعتزازها التام بل و فخرها بحجابها و حبها له. 4- إن حجابك فضل ٌمن الله عليك و ليس تفضلاً منك،فاحمدي الله الذي عافاك مما ابتلى به كثيرا من خلقه،وادعيه-سبحانه- أن يَمُنَّ به على أخواتك المسلمات. 5- تذكري أن غير المحجبة ضحية لشياطين الإنس والجن؛ وأن وقت هدايتها لم يحِن بعد؛ فرفقاً بها،وتذكري قول الله تعالى :" كذلك كُنتم من قبلُ فمنَّ الله عليكم" 6- لا تجعلي من حجابك زينة لأي سبب و لو كان السبب هو الدعوة) (39) (وتذكري دائماً يا بنيتي أنك عندما ترتدين حجابك فأنت تحتسبين: 1. ثواب السمع والطاعة.. والرضا والتسليم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أي الفوز بالجنان التي تجري من تحتها الأنهار . قال تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [النساء 13] 2. عبادة تتقربين بها إلى الله محتسبة قوله تعالى في الحديث القدسي: (... وإن تقرب مني شبراً, تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً, تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) [رواه مسلم 2675] 3. أن الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابَّه... قال تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه..." [صحيح البخاري 6021] 4. أجر الصبر على: طاعة الله تعالى... والصبر عن معصية الله... وعلى السخرية من حثالة القوم... وحرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من جبينك لتملأ وجهك النقي عندما تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً! لأن المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة الطقس سبباً في تهاونك بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله تعالى: "قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة:81] 5. ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع. فأبشري بالعز والظفر، قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:40) 6. ثواب الاقتداء بالصالحات والتشبه بهن،عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب" البخاري-الفتح 10 (6169) 7. ثواب العفاف فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك، وهي عبادة تؤجرين عليها، والحجاب يعينك على أداء هذه العبادة... 8. أجر صون المجتمع من الاختلاط المؤدي إلى الرذيلة وتفشي الفاحشة،فإنك بالتزامك بالحجاب الشرعي الكامل تقفين مع أخواتك المحجبات سدا منيعا دون تقدم الفساد في بلادك...أما إن كان عدد المحجبات قليلاً في بلدك فالسيل يبدأ بقطرة واحدة... فارتدي الحجاب واحتسبي أن تكوني أنت تلك القطرة. 9. ثواب إحياء الفضيلة ونشرها، فمجتمع نساؤه جميعهن محجبات أحرى بأن تسوده الطهارة والعفة، وحجابك لبنة أساسية في بناء الفضيلة فتمسكي به بقوة لأن العواصف حولك شديدة وإن لم تكوني قوية بإيمانك فسيطير حجابك مع الأوراق والغبار... 10. ثواب تعزيز أحد المظاهر التي تُميز الأمة الإسلامية، وفيه مخالفة اليهود والنصارى وغيرهم" [نضرة النعيم/ 4] ،واحمدي الله أن اختارك لهذه المهمة دون الرجل. 11. أجر التعاون على البر والتقوى قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2) ذلك أنك بارتدائك الحجاب الإسلامي تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاونة الشاب المسلم على حفظ نفسه حتى لا يفتتن بك وتفسدي عليه دينه وصفاء قلبه، وما يتبع ذلك من فساد أخلاقه فتأثمي لأنك كنت السبب في ضلال شاب مسلم شعرت أم لم تشعري والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" البخاري -الفتح 1 (13) ولا أظنك تحبين أن يفتنك أحد في دينك لتخسري آخرتك... فكيف ترضيه لغيرك؟)(40) |
#33
|
||||
|
||||
كيف تعالج فلتات لسان طفلك؟!
عندما يبدأ ابنك بتلفظ كلمات نابية محرجة، تنم عن وقاحة وسخرية وبذاءة .. ينشأ لدى الوالدين شعور بالأسف والألم اتجاه سلوك الابن غير الواعي بما يخرج من فمه من ألفاظ مزعجة . والحقيقة التي لا ينبغي تجاهلها أن الألفاظ اللغوية لدى الطفل يكتسبها فقط من خلال محاولته تقليد الغير. لذلك كان لزاما على الوالدين مراقبة عملية احتكاك الطفل ابتداء بعلاقاته الإنسانية واللغة المتداولة بين من يختلطون بالأسرة عمومًا وبالطفل خصوصا ومراقبة البرامج الإعلامية التي يستمع إليها ويتابعها، والأهم من ذلك اللغة المستعملة من طرق الوالدين اتجاه أبنائهما وفيما بينهما.. الوقاية من المشكلة 1ـ عامل الطفل كما تحب أن تعامل وخاطبه باللغة التي تحب أن تخاطب بها. 2ـ استعمل اللغة التي ترغب أن يستعملها أبناؤك. من هنا البداية وهكذا يتعلم الطفل. قل 'شكرًا' ومن فضلك و لو سمحت و أتسمح وأعتذر.. يتعلمها ابنك منك .. مهم أن تقولها والأهم كيف تقولها؟ قلها وأنت مبتسم بكل هدوء وبصوت منسجم مع دلالات الكلمة... 3ـ تأكد أن اللفظ ـ فعلاً ـ غير لائق!: حتى لا تنجم عن ردة فعلك سلوكيات شاذة وألفاظ أشد وقاحة تأكد فعلاً أن اللفظ غير لائق وليس مجرد طريقة التلفظ هي المرفوضة.. فمثلاً لو نطق بكلام وهو يصيح، أو يبكي، أو يعبر عن رفضه ومعارضته كقوله: 'لا أريد' لماذا تمنعونني' 'لماذا أنا بالضبط' وهذه كلها كلمات تعبر عن 'رأي' وليس تلفظًا غير لائق!! فعملية التقويم تحتاج إلى تحديد هدف التغيير وتوضيحه للطفل! هل هو اللفظ أو الأسلوب؟ 4ـ راقب اللغة المتداولة في محيطه الواسع. كيف تعالج المشكلة؟! 1ـ لا تهتم بشكل مثير بهذه الألفاظ: حاول قدر المستطاع عدم تضخيم الأمر ولا تعطه اهتمامًا أكثر من اللازم، تظاهر بعدم المبالاة حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحًا يشهره الطفل متى أراد سواء بنية اللعب والمرح أو بنية الرد على سلوك أبوي لا يعجبه. وبهذا تنسحب من الساحة.. ,اللعب بالألفاظ بمفرده ليس ممتعًا إذا لم يجد من يشاركه. 2ـ مدح الكلام الجميل: علم ابنك ما هو نوع الكلام الذي تحبه وتقدره ويعجبك سماعه على لسانه .. أبد إعجابك به كلما سمعته منه.. عبر عن ذلك الإعجاب بمثل 'يعجبني كلامك هذا الهادئ' 'هذا جميل منك' 'كلام من ذهب'. 3ـ علمه فن الكلام: علمه مهارات الحديث وفن الكلام من خلال الأمثلة والتدريب وعلمه الأسلوب اللائق في الرد .. 'لا يهمني' تعبير مقبول لو قيل بهدوء واحترام للسامع .. وتصبح غير لائقة لو قيلت بسخرية واستهزاء بالمستمع.. 4ـ حول اللفظ بتعديل بسيط: لو تدخلت بعنف لجعلت ابنك يتمسك باللفظ ويكتشف سلاحًا ضدك أو نقطة ضعف لديك .. ولكن حاول بكل هدوء اللعب على الألفاظ بإضافة حرف أو حذفه، أو تغيير حرف، أو تصحيح اللفظ لدى الطفل موهمًا إياه بأنه أخطأ فلو كانت مثلاً كلمة 'قلعب' غير لائقة فقل له: لا وإنما تنطق 'ملعب' وهكذا. ـ إن من أكثر ما يعانيه الآباء والأمهات تلفظ أبنائهم بألفاظ بذيئة وكلمات نابية ويحاولون علاجها بشتى الطرق، ومن أهم طرق العلاج هي توجيه شحنات الغضب لدى الأطفال حتى يصدر عنها ردود فعل صحيحة ويعاد الطفل ويتدرب على توجيه سلوكه بصورة سليمة، ويتخلص من ذلك السلوك المرفوض. وللوصول إلى هذا لابد من اتباع التالي: 1] التغلب على أسباب الغضب: ـ فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم وعلينا نحن الكبار عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه فاللعبة بالنسبة له مصدر متعة ولا يعرف متعة غيرها فعلى الأب أو الأم أن يهدئ من روع الطفل ويذكر له أنه على استعداد لسماعه وحل مشكلاته وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير عن مسببات غضبه. 2] إحلال السلوك القومي محل السلوك المرفوض: البحث عن مصدر الألفاظ البذيئة في بيئة الطفل سواء من [الأسرة ـ الجيران ـ الأقران ـ الحضانة]. ـ يعرف الطفل عن مصدر الألفاظ البذيئة. ـ إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علنًا. ـ التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة. ـ مكافأة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بطريقة سليمة. ـ إذا لم يستجب الطفل بعد 4 ـ 5 مرات من التنبيه يعاقب بالحرمان من شيء يحبه. ـ يعود على 'الأسف' كلما تلفظ بكلمة بذيئة ويكون هنا الأمر بنوع من الحزم والاستمرارية والثبات. ـ أن يكون الوالدان قدوة صالحة لطفلهما وأن يبتعدا عن الألفاظ البذيئة. ـ تطوير مهارة التفكير لدى الطفل وفتح أبواب للحوار معه من قبل الوالدين، فهذا يولد لديه قناعات ويعطيه قدرة على التفكير في الأمور قبل الإقدام عليها |
#34
|
||||
|
||||
كيف تجعل ابنك مطيعاً
فضل تأديب الولد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع) الترمذي و قال (ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن ) الترمذي . كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟ نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة . ما هي صفات الابن الذي نريد ؟ أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي : أ- الدين نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً . قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها . قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان ب- كبر العقل قال الشاعر: يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبه يشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبه يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ج - الطاعة : أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه د- حسن الخلق: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه . من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟ لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف . 1 ـ التنشئة المتدرجة : - تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران. تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه . فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا. 2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل ) 3- حفظ القرآن فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) . 4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ : ( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟ و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) . وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك: أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !! هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟ الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد. ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟ هناك عدة أمور أهمها: - ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء. - القدوة السيئة إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! . - إبليس قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) - النفس الأمارة بالسوء ((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف . - أصدقاء السو ء ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك . إذا سارت الأمور على طريق مختلف أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !! |
#35
|
||||
|
||||
فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !!
ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية ! هنا لابد أن تلاحظ مايلي : 1- الأحداث مؤقتة. 2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل 3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات . 4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك . 5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد . 6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء . 7- تذكر الذكريات الإيجابية . 8- لا تركز على صرا عات خاسرة . 9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث 10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط . 11- الرضا التام قليل و نادر . أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح . ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟ هناك عدة وسائل أهمها : أولاً: التربية على الاستقامة مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) . ثانياً: أدنو منه عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث . إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك . ثالثاً : قويٍ العلاقة به لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير . عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟ وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها : سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت . و أن العلاقة العادية لها آثار منها : تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء . و العلاقة المؤقتة لها آثار منها : إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات أما العلاقة السيئة فأضرارها : عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي . رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه : تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه . خامساً : مارس طلاقة الوجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه : 1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية . 3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس . 5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) . 6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته 8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة . سادساً: امنحه المحبة المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء . غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله . - ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث . - الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما. - إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة . كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب سابعاً: عليك بالهدوء تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه) لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل. أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً . فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ... لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود . و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة . تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم . عاشراً: احرص على تماسك أسرتك فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح . حادي عشر : تعرف على صفات ابنك : لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها : 1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته . 2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر . 3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما . 4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد 5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه . 6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار . 7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي. 8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم . 9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه . 10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه . مثال ذلك :- عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! . 11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام . 12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد. 13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب . 14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له . 15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! . 16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة . اعلم !!! أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً. |
#36
|
||||
|
||||
لاحظ !!!
أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس عاطفتك ؟ . ثاني عشر : عوده على الحوار : تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه . حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً. البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك . ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ . إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل. مثال: ( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك . من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات . إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم . كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة . مستشارو القروض المالية يقولون : إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل . اسمع ما لديه أو اجمع معلومات ....... ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟ ثالث عشر: استغل الصداقة. لماذا الصداقة ....؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه ؟ . رابع عشر : أغلق التلفاز و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!!! التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله . لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك . خامس عشر : آخر العلاج الكي عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ... ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له ...!, أو أنه كان يريد النيل منك... !, افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور ....! , أو مخطئ يحتاج التوجيه.... ! و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي: 1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ . 2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ . 3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه . 4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو . وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد . كن حكيماً في عقدك للمقارنات في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة ...!!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم . فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر . عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور !... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! . إذا لم تكن متأكداً .... ليكن تخمينك على الأقل ..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق. افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط . أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً , و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب . و الحمد لله رب العالمين |
#37
|
||||
|
||||
بعض طرق علاج الكذب والسرقة
فمن الخصال الحميدة التي يتربى عليها الطفل الصدق والبعد عن الكذب وكذلك قول الحق في أي موقف وعدم الكذب بأي حال من الأحوال ولو كان مازحا فعلمه الصدق في هزله وجده ولعبه ومعاملته ودراسته واختلاطه بالآخرين وقبل أن أدخل في الموضوع لا بد من أمرين هامين وهما : صدقك أنت أمامه وكذلك صدقك ياأختي المربية فقد رأى رسول الله امرأة تقول لولدها تعال أعطك فقال الرسول :ما تعطيه قالت :تمرا فقال أرأيت إن لم تعطه كتبت عليك كذبة ، فمن المستحيل أن يراك كاذبا ويصدق أو يراك خائنا ويكون أمينا وقد قال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا ............ على ما كان عوده أبوه فالأب قدوة في الخير أو الشر وكذلك الأم لا تنتظر منه إكراما للآخرين وهو يراك تستهزئ بهم أو تطلب منه الحلم ويراك في عجلة من أمرك أو تطلب من الإحسان للجيران وأنت أمامه تسيء للجيران وغيرها وغيرها المهم إن أردت تأسيس مبدأ لدى طفلك فعليك القيام به أولا ، وانتبه من الممكن أن تحافظ على الخلق الحسن أمامه ثم يختل وضعك مرة فتأتي بالقبيح فتكون قد هدمت ما بنيت في وقت طويل ويصبح الأمر عليك شاقا جدا ، أيضا لا تبرر له كذبك فهو أيضا يستطيع التبرير والأدهى من ذلك أن تعلمه الكذب فقد خرقت قي بناء الإسلام خرقا تحاسب عيه أمام الله فأنت راع وكل راع مسؤول عن رعيته ملخص هذه الفقرة لا تأمره بخلق وتأتي بغيره لأنك أمامه مثال عظيم وهو يقلدك في كل شيء حسن أو قبيح معاقبته علي الكذب وهذه النقطة فيها تفصيل : العقاب والثواب سنة كونية وقاعدة إلهية قال تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) وقال (( هل جراء الإحسان إلا الإحسان )) وعلى العكس هل جزاء الإساءة إلا الإساءة ــ وهذا في التربيةــ أما مع المسلمين فالعفو وارد وكذلك الإحسان لمن أساء إليك ابتغاء رضوان الله وغير ذلك . نعود إلى كيفية العقاب ومتى ؟ الكيفية ضرب خفيف جدا على اليد أو الرجل تحت الركبة أكرر خفيف جدا فالمقصد ليس التعذيب ولكن الإهانة والإهانة تحصل بصيحة أو عبوس في الوجه أو ضربة خفيفة يحسبها الكبير حكة جلد وأقول خفيف لأن الطفل إن تعود الضرب الشديد أو التعذيب ألفه وأصبحت عنك مشكلة كبيرة وهي العناد وأيضا حب الضرب لدى الطفل ومن الممكن أن تترك أنت تربيته من أجل هذا الأمر فانتبه ، مرحلة الضرب هذه آخر أمور التربية كما يقولون: آخر الدواء الكي . فمثلا :أنت ذهبت مرة بولدك البقالة ورأيته يأخذ شيئا ليس من حقه لا تبدأ في الضرب ولكن قل له برفق وأنت تضحك هذا ليس من حقنا يابني فنحن معنا نقود نشتري بها وإذا لم يكن معنا نقود لا نأخذ من حق الناس شيئا فالله يرانا ويعلم ما نفعل فإن عاد فعد للنصيحة وانتبه له فقد ينسى أو قد يشجعه أحد أقرانه على فعل ذلك فعد إلى نصيحته وإن عاد فعد واذهب به لرد ما أخذ مكانه والاعتذار من صاحب المحل بعد التكرار عدة مرات ثم ن حصل عبس في وجهه فإن فعل لمه لوما شديدا فإن فعل قل سأعطيك هدية إن ابتعدت عن هذا الخلق وأعطه على استقامته فإن عاد قل له سأضربك بالمنزل عند عودتنا وفي الطريق خذ منه وعدا بعدم العودة لمثل هذا الفعل وأنت لن تضربه فإن عاد فاصنع أنك تضربه وتمنعك الوالدة وأنت توافق على شرط عدم العودة لهذا الخلق وبين الفينة والأخري ذكره بحب الله لمن ترك الخلق الحسن فمن الممكن أن يفعل هذا الخلق إشباعا لرغباته وليس لجوع أو عطش إلى أن يستقيم فاحمد الله ودائما ادعو الله له بالهداية وأن يعينك على تربيته وهنا أقول لك قولة تقول : ( عرامة الصبي نجابة ) والعرامة كالمشاغبة فالولد المشاغب تقويمه أسهل من المنطوي الجبان. وعلمه هذه القصيدة: بين الجنينة والنهر ................. وجمال ألوان الزهر سارت مها مســـرورة .............. مع والد حـان أبـر فـرأت هنـاك نـخلـة ............... معـوجة بـين الشجر فناولت حبــلا وقالت ................ ياأبي هيا انتــظر حتى نـقوم عــودهـا .............. لتكون أجمل في النظر فأجـاب والـدها لـقد ........... كـبرت وطـال بها الـعمــر ومن العسيـر صـلاحها ............... فات الأوان ولا مـفر قد ينفع الإصـلاح والتـهذيـب ................ في عـهد الـصـغـــر و النشء إن أهـملته .............. طفلا تعسر في الكبر هنا وهنا فقط يمكن الضرب الخفيف فشعوبنا مشكلتهم الجبن ـ في تقديري ـ فال تخلق منه إنسانا جبانا لا قيمة له بضربك فيه وخذ من وقتك له ولا تظن الزواج متعة فقط فالمتعة آخر أهدافه والهد ف الأول والأسمى هو هذا الغلام وتلك الفتاة فعليك إذن أخي المربي مهمة ثقيلة ولا تهرب منها فالحساب شديد ومن الممكن أن تدخل الجنة بتربية هذا الطفل أو هذه الفتاة فقد قال الرسول فيما رواه البخاري ( من ابتلي بثلاث من هذه الجواري - يعني البنات فأدبهن فأحسن أدبهن ورباهن فأحسن تربيتهن كن له سترا من النار )أو كما قال صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة واثنتان يارسول الله قال واثنتان فقالت : وواحدة فقال : وواحدة . لأن الواحدة هذه كانت أم صلاح الدين وكانت أم المعتصم وكانت أم الشهداء والأبطال في غزوة مؤتة والقادسية و حطين وغيرها وكذلك الطفل هو إن أحسنت تربيته أحد الأبطال أو أحد الآباء الصالحين ويكفيك أن يدعو لك بعد موتك فترفع الدرجة فتقول يارب من أين لي هذا فيقول الله : باستغفار ولدك لك أو بدعاء ولدك لك . أخي المربي : الكذب هو خلاف الحقيقة ، والصدق هو الحقيقة إن رزقك الله ولدا أو بنتا لا يكذبان فاحمد الله ولا تكن أمامهما إلا أبا مثاليا حتى تنعم بهما ، أما إذا كذبا فهناك أمور دفعتهما للكذب السرقة فيأخذ ما ليس له ولو منك فتسأله فيكذب فعند ذلك لا تسأله بتخويف له ولكن ضمه إليك وأمنه من الخوف وعندها سيجيب بصدق ،فإن لم يفعل فرغبه في الصدق وأنه عظيم والكذب نقص في الإنسان ورغبه بجائزة إن قال الصدق فإن لم يصدق فحذره بالحرمان من كذا وكذا مما يحب ثم قل له سوف تذهب به إلى ملهي أو ألعاب يحبها إن صدق فإن لم يفعل فراقبه فإن عاد فعد للوم وتوبيخ ولكن بحذر حتى لا تفسد شخصيته وإياك من اللوم أمام زملائه إلا عند الضرورة القصوى . من دواعي الكذب الخوف الشديد من الوالدين وقد اتفقنا على أن هذا الأسلوب في التربية خطأ فقد يكبر ولا تستطيع إخافته وعندها تندم . الحرمان يدفع الولد أو البنت للكذب و الحرمان الحرمان بمعناه الحقيقي إما لبخل شديد يدفع الوالد للتقصير وهو يملك في حق الأولاد فعندها يأكل الطفل ويأخذ ويقول ما أخذت ولا أكلت ومن كذب في الشيء الصغير كذب في الكبير . الأصدقاء يعلمون الطفل كل شيء حسن وقبيح فاختر لولدك أصدقاء صالحين وإن شاء الله لن تعدم الخير في الأمة ولا بد من وجود أصدقاء لطفلك أو طفلتك فأسعد ما يكون الطفل وهو مع أترابه وبخاصة إن كانوا في مثل سنه وعلى شاكلته أخيرا ممكن يكذب لعدم معرفته بخطر الكذب وأنه شر وسوء أو رأى الآخرين يكذبون ولا لوم يقع عليهم . أخيرا اقصص عليه بعض قصص الكذابين وجزاؤهم ولو كانوا كبارا وإليك قصة قرأتها منذ زمن : فر أحد التجار من بعض أشرار أرادوا أخذ ما لديه من مال فمر هذا الهارب على رجل طيب يعمل خواصا __ يصنع من سعف النخيل زنابيل كبيرة وصغيرة حسب حاجة المشترين __ فقال الهارب للصالح خبئني عندك سيأخذون مالي فقال له الصالح الخواص : اجلس ووضع فوقه إحدى الزنابيل الكبيرة وستره بها فجاء الأشرار فقالوا له هل رأيت هاربا مر من هنا منذ قليل فقال لهم هو تحت هذا فضحكوا وتركوه ظنوا أنه يسخر منهم وبعد رحيلهم قال : يا رجل اخرج فخرج الرجل وهو يرتعد من الخوف قائلا كيف تقول لهم عن مكاني فقال الصالح ما يكون لي أن أكذب يا بني ثم قال : إن كان الكذب جنة أي وقاية فالصدق أنجى . وعلمه حديث الرسول وردده له ليحفظه (( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وأن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)) وعلمه يدعو الله أن يجعله من الصادقين ويكفيه شر الكذب والكذابين وقل له أن رسول الله كان صادقا أمينا وكان يحبه الناس لصدقه وأمانته وشجاعته وحسن خلقه وإكرامه للناس جميعا . |
#38
|
||||
|
||||
كيف نربي أبنائنا على التطوع و حب الصدقة أولاً: نذكرهم بالآيات و الأحاديث التي تحث على التطوع و الصدقه ثانيا: نذكر لهم بعض القصص الموثرة في جزاء المتصدق مثل قصة الأعمى و الأبرص و الأقرع من بني إسرائيل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (( إن ثلاثة من بني إسرائيل، أبرص و أقرع و أعمى. أراد الله أن يبتليهم، فبعث الله ملكاً، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن و جلد حسن، و يذهب عني هذا الذي قد قذرني الناسن فمسحه فذهب عنه قذره، و اعطي له لوناً حسناً وجلداً حسناً، ثم قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: اِلإبل، أو قال: البقر-شك الراوي- فأعطي ناقة عشراء فقال بارك الله لك فيها. ثم اتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، و يذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس، فمسحه فذهب عنه و اعطي شعراً حسناً، قال: أي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملاً وقال: بارك الله لك فيها. ثم أتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إليَ بصري فأبصر الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره، قال أي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فاعطي شاة والدة فأنتج هذا وولد هذ، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، و لهذا واد من الغنم، ثم أتى الأبرص في صورته و هيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك باذي أعطاك الون الحسن و الجلد الحسن والمال، بعيراً أتبلغ به في سفري، فقال الحقوق كثيرة، فقال: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيراً فأعطاك الله، فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت، و أتى الأقرع في صورته و هيئته فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت، و أتى الأعمى في صورته و هيئته فقال: رجل مسكين و ابن سبيل، انقطعت بي السبل في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك باذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله علي بصري، فخذ ما شئت و دع ما شئت، فوالله لاأجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل، فقال أمسك عليك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك و سخط على صاحبيك. (( رواه البخاري)) ثالثاً: نذكر لهم بعض القصص الواقعية حتى يتأثروا بها و منها القصة التي حدثت في الكويت. كان رجلاً معروفاً بطيبته و صلاحه و حبه للخير، ولما من الله عليه بالمال أراد ان يشتري له داراً، فذهب يسأل عن السماسرة عن الدور المعروضه للبيع. قال احدهم: إن لك عندي بيتاً يعجبك فهل تريد أن تراه فبل تشتريه؟ قال الرجل: لا مانع عندي، لكن متى نذهب لرؤية البيت؟ قال السمسار: غداً أن شاء الله. و في صباح اليوم التالي ذهب السمسار مع الرجل لكي يشاهد البيت، فإذا امرأة جالسة في زاويه من زواياه وأولادها الصغار حولها وهي تبكي و تدعو الله قائلة : ( حسبي الله على اللي يبي يطلعنا من البيت غصباً علينا) فنظر إليها الرجل ثم خرج مسرعاً و خرج خلفه السمسار قائلاً: هل أعجبك البيت؟ قال الرجل دع عنك وأخبرني ما قصة هذه المرأة وأولادها ؟ قال السمسار: هذه زوجه صاحب البيت وقد توفي زوجها و تركها مع أولادها الصغار، وله أولاد من امرأة اخرى، وهم يريدون بيع البيت حتى يأخذوا نصيبهم من الميراث، وهي في حيرة من امرها، فليس لها بيت غيره ولا تدري ماذا تفعل، والورثه مصرون على بيع البيت، قال الرجل: هذه القصه إذاً .. اسمع لقد اشتريت البيت بالمبلغ المطلوب، وغداً إن شاء الله اسلمك النقود. و اشترى الرجل البيت وأخذ الورثة المال ووزعوه بينهم كل أخذ نصيبه من الميراث حتى الزوجة الثانية وأولادها أخذوا نصيبهم، ولما استلم كل نصيبه غير منقوص جاء الرجل الطيب إلى المرأة في بيتها، فخافت منه و ظنت انه سيطردها من البيت بعد ان اشتراه، واخذت تبكي، فقال لها الرجل: لا تخافي ولا تحزني، خذي هذا صك البيت وهي وثيقه إمتلاك البيت، وقد سجلت البيت بأسمك فهو ملك لك، فزاد بكاء المرأة من الفرحة، فأخذت تشكره و تدعوا الله عز وجل أن يوفقه و يعوضه خيراً منه، ويرزقه من حيث لا يحتسب. ولقد من الله عز و جل على هذا الرجل الطيب بالخير الوفير و المال الكثير، وصار بفضل الله من أغنياء البلد، وكذلك صار ابناؤه من بعده، ولا يزال بنعم أولاده و احفاده بما ورثه لهم هذا الرجل الطيب وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. قال تعالى ((وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً و اعظم اجراً)) رابعاً: الحوار معهم في فوائد الصدقه في الدنيا و الآخرة خامساً: نبين لهم فلسفة المال في الإسلام و كيف انه حارب الفقر وليس الفقراء، و حارب العجز و الكسل و حث على الإنجاز و العمل و الغنى. سادساً: إذا اراد احد الوالدين ان يتصدق فيعطي الصدقة للابن حتى يوصلها للفقير سابعاً: عمل مسابقة بين الأبناء ايهم اكثر صدقة ثامناً: نضع لهم حصاله في البيت فنعودهم على الصدقة اليومية. |
#39
|
||||
|
||||
التربية الجنسيّة السؤال يتردد الحديث عن التربية الجنسية للطفل، فما هو المقصود بها؟ وكيف يمكن تعليم أبنائنا الجنس خصوصا في مرحلة المراهقة وقبيل الزواج؟ لا سيما وأننا إن تركناهم دون علم، علمهم الشارع والأصدقاء، ومع التغيرات الهرمونية في المراهق فإنه سيشبع فضوله بأي وسيلة، أفيدونا أفادكم الله. الاجابة يجدر بنا بداية أن نوضح مفهومين رئيسين: الأول "الإعلام الجنسي" والثاني "التربية الجنسية". الإعلام الجنسي هو إكساب الشخص (الطفل هنا) معلومات معينة عن موضوع الجنس، أما التربية الجنسية فهي أشمل وأعم، حيث تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الشخص من هذا الموضوع في المستقبل. ويتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية والمحرجة، أو حتى يتهربون من شرح الموضوع لهم، إما لأنهم تعرفوا على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية"، أو لأنهم يشعرون بأن عملية "التربية الجنسية" والخوض في الموضوع قد يتعرض في آخر المطاف إلى حياة الآباء والأمهات الخاصة، مما يثير لديهم تحفظا. والأبناء لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا طبيعيا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة. ويفضل بدءا من سن العاشرة عند الابن، والثامنة عند البنت، أن يتم شرح التغيرات الهرمونية التي ستطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة، وتقدم هذه التحولات لهما على أنها ترقية ومسؤولية. ويمكن أن يتم الشرح بالشكل التالي: - بالنسبة للفتيات: يجب على الأم أو المربية أن تؤكد على الناحية الإيجابية من لبدء الحيض، وأن تشرع في تعليم الفتاة الجوانب الشرعية للحيض، وكيف تتعامل معه، وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ثم كيف تتطهر منه، وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية بالنسبة للصلاة والصيام ومسّ المصحف وغير ذلك.. وتتابعها عن كثب، وتجيبها على أسئلتها التي ترد على ذهنها بعد هذا الحوار بدون حرج وبصورة مفتوحة تماما، ولا تتحرج من أي معلومة، لأن الفتاة إذا شعرت أن الأم أو المربية لا تعطيها المعلومة كاملة فإنها ستبحث عنها وتصل إليها من مصدر آخر لا نعلمه، وسيعطيها لها محملة بالأخطاء والعادات السيئة والضارة، فنحن لن نستطيع وقتها أن نعلم ماذا سيقول لها هذا المصدر والذي غالبا ما يكون هو زميلاتها، أو وسائل الإعلام. - بالنسبة للفتى: من واجب الأب أو المربي أن يعلماه بكافة التغييرات التي سيشهدها جسده، في الفترة المقبلة. ولا بد من إعلامه بأن السائل المنوي قد يقذف في أثناء نومه، وأن القذف الذي ترافقه لذة هو ظاهرة طبيعية، لأنها دلالة على رجولته، ولكن يستتبع ذلك آداب شرعية خاصة بالطهارة والغسل، وإن الميل إلى الجنس الآخر شيء وارد، ولكن الإسلام حدد لنا سبل التلاقي الحلال في إطار الزواج، وشرع لنا الصيام في حالة عدم القدرة على الزواج، لتربية النفس على تحمل الصعاب والتي منها الرغبة في لقاء الجنس الآخر - على أن يكون ذلك بنبرة كلها تفهم - ولا يغفل هنا القائم بالشرح ذكر "المودة والرحمة" التي يرزقها الله للأزواج. أما بالنسبة لأسئلة الأبناء الجنسية، فلا مانع من الإجابة عليها، ولكن هناك عدة شروط يفضل توفرها في الإجابة: 1- أن تكون مناسبة لسن وحاجة الابن: فيجب التجاوب مع أسئلة الابن في حينها وعدم تأجيلها لما له من مضرة فقدان الثقة بالسائل، وإضاعة فرصة ذهبية للخوض في الموضوع ، حيث يكون الابن متحمسا ومتقبلا لما يقدم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضى. 2 - متكاملة: بمعنى عدم اقتصار التربية هنا على المعلومات الفسيولوجية والتشريحية، لأن فضول الابن يتعدى ذلك، بل لا بد من إدراج أبعاد أخرى كالبعد الديني، وذلك بشرح الأحاديث الواردة في هذا الصدد، مثل سؤال الصحابة الكرام له صلى الله عليه وسلم: "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" (رواه مسلم). بمعنى أن لا نغفل بعد اللذة في الحديث، ولكن يربط ذلك بضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها الشرعي (الزواج) حتى يحصل الأجر من الله تعالى. 3 - مستمرة: هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي تترسخ في ذهنه تدريجيا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله. 4- في ظل مناخ حواري هادئ: المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله، كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد "الجنس" والوصول إلى نضج جنسي، متوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحاء، وأحكام ديننا الحنيف. |
#40
|
||||
|
||||
كيف أتصرف عندما يخطأ طفلي؟! >>> التأديب الصحيح لطفلك من وجهة نفسية >>> كيف أتصرف عندما يخطأ طفلي؟! قبل الإجابة يجب أن تعلم أيها المربي الفاضل أن: التعامل الصحيح مع الطفل يكون وفق مثلث: قاعدته الحب ، وضلعاه: العدالة و الفهم. 1- من الحب للطفل أن يكون العقاب موجه لسلوك الطفل وليس لشخصه ، بل يجب أن تصله رسالة مفادها: سلوكك غير جيد وغير محبوب وتستطيع أن تغييره، وأنا دائماً محبوب وبغير شروط. 2- من الحب للطفل أن أبتعد عن الصراخ والضرب والشتم وعبارات التبرؤ ( لست ابني ، لم أعد احبك ... ) ، وكذلك عبارات المقارنة مع إخوته. 3- من العدالة مع الطفل أن يكون هنالك وقاية من السلوك السيء قبل أي موقف ، وذلك بتبيان للسلوك الجيد والسلوك السيئ مع شرح كافي لنتائجهما، واتفاق واضح. 4- من العدالة مع الطفل أن يملك الطفل الاختيار: أي أن يكون العقاب نتيجة لاختيار الطفل لسلوك محدد بعد أن سبقت الموقف بتبيان واتفاق. 5- من العدالة مع الطفل احترام شخص الطفل وخصوصيته : بأن يكون العقاب بعيداً عن أنظار كل الناس، أي بينك وبين الطفل فقط. 6- من الفهم لنفس الطفل أن يكون عقب السلوك السيئ مباشرةً دون تأجيل. 7- من الفهم لنفس الطفل أن يكون شكل العقاب مختلف حسب نوع السلوك ودرجته، ومن أفضل أنواع العقاب الجيد هو العزل المؤقت ، وله أنواع: a) العزل المكاني: يقدر كل عام من عمر الطفل بدقيقة عزل. ( كرسي العقاب ، في زاوية الغرفة ، في غرفة لوحده ، في السيارة ... ) b) العزل النفسي العاطفي: قطع العلاقة بينه وبين الأبوين والإبقاء على العلاقة الروتينية ( أطعمه ، أعطيه كل احتياجاته ولكن دون أي تواصل عاطفي) c) العزل الجسدي: أثبته في حجري ، أو أثبت يديه وانظر في عينيه لمدة دقيقة معاتباً. 8- من الفهم لنفس الطفل أن الطفل يحتاج وقتاً حتى يعتاد الأسلوب الجديد يتراوح ما بين 3-6 أشهر، حسب المربي أولاً والطفل ثانياً. وخلالها يكون العمل على سلوك المربي أولاً حتى يتعدّل سلوك الطفل. ملاحظة هامة جداً: إن العقاب لا يؤتي ثماره إذا كانت العلاقة بين الطفل والمربي سيئة ومضطربة، ويشعر فيها الطفل بمشاعر سلبية تجاه المربي كمشاعر الكره أو الخوف أو مشاعر متناقضة ما بين الحب والكره. لذلك ابدأ بتحسين العلاقة ثم طبق العقوبة . ترقب مقالة قادمة بعنوان ( كيف أجود وأمتن العلاقة النفسية بيني وبين طفلي ؟! ) . |
#41
|
||||
|
||||
عشر خطوات لتتخلصي من عصبية طفلك تشكو بعض الأمهات من عصبية أطفالهن وتوالي صراخهم وصدور بعض التصرفات مثل قرض الأظافر أو شد الشعر أو ضرب أقران أو مص الإصبع أو اللعب بالشعر بشكل مستمر وملفت أو عض كل ما يقع في يده من أقلام أو ممحاة أو فلين أو حركات مستمرة من هز الرجل وعض الشفاه .... وللوصول إلى العلاج لابد من معرفة الأسباب فهناك أسباب نفسية و أسباب طبية و أسباب تربوية : * أما الأسباب النفسية كما يرى علماء النفس فهي كثيرة ومنها : - فقدان الطفل الدفء الأسرى والعاطفي . - عدم إشعار الطفل بالقبول والحب. - اضطهاد الطفل من أحد أقرانه. * أما الأسباب التربوية وهي أكثر ما يؤثر على سلوك الطفل وأعصابه فمنها : - سيطرة الوالدين حيث التفرقة بين الإخوان و إجبار الطفل أن يكون كما يريدون ولا يدعون له مجال أن يختار بعض من الأمور البسيطة كلعبة أو لون حقيبته الدراسية وغيرها. - عصبية الوالدين أو أحدهما فالعصبية مكتسبة وليست فطرية - إشعار الطفل انه مصدر قلق للأسرة أو داخل الفصل. - الدلال الزائد حيث يجعل الطفل ذا روح عدوانية وأنانية يحب أن يمتلك كل شيء فعندما يدخل معترك الحياة يشعر باضطهاد . - مشاكل الوالدين أمام الأطفال وهي من أهم الأسباب . - كبت مشاعر الطفل من قبل الوالدين فمثلا إذا أراد أن يبكي اجبر على السكوت وهكذا. * أما ما يخص المشاكل الطبية فمنها : - نقص فتامين dخلال الأشهر الأولى . - زيادة نشاط الغدة الدرقية ويصحبها زيادة التعرق واضطراب في النوم . - نقص الحديد ( فقر الدم ) . - الصرع. - الإمساك المزمن - التهاب البول. - التوحد وتزداد عصبية الطفل المصاب مع الكبر. - التهاب اللوز والجيوب الأنفية . - صعوبة النطق توتر بعض الأطفال إذا وجهوا بالاستهزاء أو عدم مقدرته على إيصال المعلومة بشكل صحيح. - الإصابة بالديدان. وقد ترجع الأسباب لمستوى عقل الطفل ؛ فالطفل الذكي يعاني من عدم الاستقرار لأنه يفهم كل ما يدور حوله فيشعر بالوحدة أو الغرور مما يجعل الجو المحيط به لا يعجبه فيعبر بطريقة عصبية عن رفضه واحتياجاته وغضبة من عدم الإجابة عن أسئلته. فيجب عليك أن تنمي ذكائه بإجابتك على أسئلته بشكل دقيق ومناسب لعمره؛ شراء حاسب آلي ليزيد من مهارته وإدراكه مع توفير بعض الكتب المناسبة وتكون تحت إشرافك . من ناحية أخرى فإن من يعاني من ضعف في المستوى العقلي كل ما زاد عليه الضغط من قبل الأسرة أو المدرسة أو الأصدقاء والمقارنة بين ما يقومون به وغيرهم يزيد من عصبيته وتوترهم. * العلاج:- - إذا كانت الأسباب مرضيه فلابد أن تعرضيه على طبيب مختص. - أما إذا كانت الأسباب تربوية فيمكنك علاجها بعدة طرق من أهمها : * إشعار الطفل بالقبول والحب والحنان وعدم التوبيخ والزجر ولابد أن تطولي بالك!. * حاولي دمج ابنك مع من هم في سنه. * حينما ترينه متوترا حاولي تحريك جسمه بشكل رياضة أو قفز خفيف وغيرها لتخرجي الطاقة الموجودة داخله بصورة إيجابية. * إذا كان في المدرسة شجعيه على الدخول في الإذاعة المدرسية أو النظام أو غيرها من الأنشطة. * اجعليه يلعب ولا تكوني كبرج مراقبه بل راقبيه وهو لا يشعر كما قال الشاعر: ليس الغبي بسيد قومه *** ولكن سيد قومه المتغابي * اهتمي بالألعاب التي تنمي الذهن مثل الصلصال والمكعبات فهي تساعد على بناء ذكائه ويفرغ فيها طاقاته بصورة ايجابية. * دعيه يعبر عن أحاسيسه ومشاعره. * دعيه ينام ويأكل بشكل كافي لان نقص هذه الاحتياجات تؤثر عليه سلبا وتزيد من قلقه وتوتره. * الحبس لمدة بسيطة لا تتعدى العشر دقائق لكي يعلم انه مخطئ وان كان اقل من أربع سنوات كوني معه في نفس الغرفة . * عند معاقبته اخبريه بسبب العقاب ولا تتكلمي معه وهو يصرخ أو منزعج رددي عليه(( مادمت تصرخ فلن أكلمك ولن اسمع منك حتى تهدأ)) حيث انك عندما تجارينه في عصبيته تصبح الوسيلة ليحصل على ما يريد فهو لم يميز فتصبح مع الوقت عادة يحصل بها على ما يريد . * كوني قدوة فهو يتعلم منك الكثير وفاقد الشيء لا يعطيه . |
#42
|
||||
|
||||
أثر غياب الرقيب على المراهق ان مرحلة المراهقة من اخطر المراحل في حياة الشباب والفتيات لمافيها من التغير وشدة الأنفعالات واكتمال تكوين الشخصية وغير ذلك من التحولات. والمراهق في هذة المرحلة يكتنفه ويحوط به سلوكيات مضطربة ومتنافرة من حب الفضول وفوران الشهوة , واثبات الذات, والأنانية المفرطة واللامسئوليه, ويختلف ذلك من مراهق لآخر بحسب قوة شخصيته وتأثره وجبلته وكل من عاشر المراهق أو تعامل معه..ادرك تلكم التغيرات بكل سهولة. وينضم إلى التغير الذاتى من قبل المراهق وجود البيئة الخاصة والعامة من المدرسة والحى ومحيط الأسرة, فلها تأثير بالغ في اهتمامات المراهق وميوله وتوجيه سلوكه ونزعه للخير او للشر.. وهناك عنصر خطير له دور بارز في انحراف الشاب والفتاة وهو الفراغ, وعدم وجود ما يشغل المراهق فيما ينفعه قال الرسول صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"رواه البخاري. ان الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أى مفسدة . ويغلب على المراهق في هذه المرحلة الإندفاع نحو الشهوات وحب الدنيا , والإنشغال باللهو الباطل , وقلما يوجد مراهق ليس فيه هذاالسلوك ولذلك يحب الله من الشاب النسك وترك الصبوة, قال الرسول صلى الله عليه وسلم" يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة" رواه أحمد ،وورد ان الشاب المقبل على الطاعة له ثواب عظيم كما في الحديث" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل الا ظله , وذكر منهم شاب نشأ في عبادة الله" متفق عليه وقد لوحظ أن كثيرا ممن تورطوا في ادمان المخدرات والجرائم الجنائية والعلاقات المحرمة أعمارهم ما بين سن الثامنة عشر ة والأربع وعشرين سنة وهذا ما يؤكد خطورة هذه المرحلة ووجوب اهتمام المسؤولين والمربين بها . والمتأمل في كثير من حالات الأنحراف وقصص الضياع يجد بينها قاسماً مشتركا له دور كبير في انحراف الشاب والفتاة هو غياب الرقيب ولي الأمر عن متابعة المراهق وتو جيهه , وتوظيف طاقته فيما ينفع دينه ودنياه, وعزله وحمايته عن وسائل الشر وجنود الشيطان وغياب ولى الأمر له صورتان: 1/ غياب حسيً, كأن ينشأ المراهق في كنف أم أرملة توفى زوجها , أو أم مطلقةانفصل عنها زوجها , او ينشأ فاقد الأبوين يتيماً. 2/ غياب معنوي, وذلك ان الأب موجود ببدنه معهم ولكنه قد رفع يده بالكلية عن متابعة أولاده, ولم يلتفت الى هذا الأمر ووكله الى الأم, فهو كثير الأسفار لايستقر في بلده أو كثير الأرتباطات الأجتماعية , والخروج من المنزل يقضي وقته في الإستراحات والرحلات البريه ونحو ذلك ،أوقد فتن بجمع المال وكسبه وهذا من أعظم البلاء الذي يصاب به العبد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت )رواه أحمد وأبوداود. ويجب أن يعلم أن الأم غالبا لا تتمكن من متابعة المراهق وتوجيهه لطبيعتها من غلبة الحنان والعاطفة عليها وسهولة إقناعها وعدم إدراكها للأمور . فهذه الوظيفة تتطلب الحزم والقوة أحيانا والحكمة والقدرة على إتخاذ القرار وملكة الإقناع وغيرها من الصفات القيادية التي يتمتع بها الرجل ، مع التنويه أن قليلا من الأمهات حباهن الله تلكم الصفات وكان لهن دور عظيم في تربية أولادهن عند غياب الأب أو فقده كما هو مشاهد . إن الأب عليه مسؤلية عظيمة في تربية المراهق وتوجيهه، وإن هذا السن يتطلب جهدا مضاعفا من المتابعة والصحبة والتوجيه والإرشاد والغقاب والثواب وغير ذلك من وسائل التربيه ، ولا يعذرالأب في ترك هذه المسؤلية المهمة مهما كانت الأسباب إلا في ظروف طارئة ضرورية تقدر بقدرها. إن مجرد وجود الأب في المنزل وشعور الإبن بالإهتمام يغير كثيرا في سلوكه الى الأفضل ، ويجعله يفكر دائما قبل الإقدام على أي عمل ويجعله أيضا يحسن اختيار الأصدقاء ؛ لأنه يدرك أن جميع تصرفاته مكشوفة لولي امره لا يخفى منها شي .إن حضور الأب في حياة المراهق يجعله يشعر بقرب أبيه وسهولة الوصول إليه يرجع إليه في كل أمر أشكل عليه ويطلب مساعدته في كل عائق يعترض طريقه . إن المراهق له اهتمامات خاصة وتطلعات ، ويواجه أحيانا ضغوطا ومشاكل في محيط المدرسة والحي والأسرة يحتاج من الأب مراعاة ذلك وحينما يفقد المراهق أباه يضطر إلى الرجوع إلى غيره من أصدقاء السوء أعداء الفضيله الذين يستغلون حاجنه وضعفه. ومن المهم أن نعلم أن انحراف المراهق في هذه المرحلة من أسهل الأمور ، فهي ليست عملية معقدة تتبعها خطوات كثيرة وإنما هي اندفاع آني في لحظة شيطانية تحت تأثير الأشرار وغياب الرقيب ثم سقوط في هاوية الرذيلة. أيها الأب الكريم إن أبنائك هم أغلى شي في الوجود وأعز مالديك فلا تفرط فيهم لمجرد متعة عابرة أو دنيا فانية ، فهم ذخرك عز لك في الدنيا وشرف لك في الأخرة فاشكر الله على هذه النعمة العظيمة قال الله عز وجل (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) متفق عليه. |
#43
|
||||
|
||||
فوضى الأسماء وجناية الآباء اسم الشخص هو الرمز اللفظي الدال عليه، وقد يعطي الاسم نوعاً من التأثير أو الانطباع الحسن أو السيئ عن الشخص المتسمي به كما تدل بعض الإشارات قديماً وحديثا، ولذا كانت العناية باختيار الاسم منبعثة من أهميته، فهو يلازم الإنسان حيّاً وميتا، ويظل أيضاً متسمياً به حتى في عالمه الآخر. ولقد نبه نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وسلم لتلك القيمة الرمزية للاسم، فحث على اختيار الأسماء الحسنة، واقترح أمثلة عليها، ولم تعجبه أسماء أخرى، فأنكرها أو أمر بتغييرها. وشيء له هذا الثبات وتلك الديمومة جدير بأن نوليه عناية خاصة، فنحن لن نَعجب من رجل يعتني بمنـزل أحلامه، ويستدين الديون الطائلة من أجل إتمامه، وإظهاره بصورة حسنة يرضاها، وهو عَمَلٌ قد يستحق ذلك؛ لأن حقبة طويلة من عمر ذلك الرجل سترتبط بذلك المكان. فكيف والاسم أكثر أهمية وارتباطاً وبلا كُلْفة؟! أفلا نعجب حينئذ من أولئك الذين يسمون أبناءهم وبناتهم بأسماء لا تدل على الاهتمام، ولا على حسن الاختيار، أو تدل على التبعية العمياء لغير العرب الذين ننتمي إليهم؟! ولعلكم لاحظتم ما شاع في الأعوام الأخيرة من أسماء جديدة وغريبة لا تتصل بلغتنا، ولا بثقافتنا، وبخاصة أسماء الإناث، فغلبت عليها الميوعة المتكلفة، والعبثية غير المسؤولة، وتنافس في اختيارها بعض الآباء والأمهات، مما دَفَعَ فئة منهم إلى اختراع أسماء عجيبة لا وقار فيها، أو ذات دلالة عكسية، أو بلا دلالة مطلقا، لا يهمهم من ذلك كله إلا مواكبة (الموضة المحمومة) للأسماء الجديدة والغريبة. ولأنني وجدت في الأمر ظاهرة تستحق الاستقصاء والعلاج كنتُ -منذ مدة- وما زلت أتتبع مروجي أمثال تلك الأسماء ومخترعيها في الشبكة العنكبوتية بخاصة، فوجدت عدداً من الموسوعات والمؤلفات وجملة من مواضيع المنتديات تتناول هذه الشؤون بالتفصيل والتأصيل، ومن ذلك أطروحات تحمل أمثال هذه العناوين: (أسماء جديدة غريبة جدا وجميلة)، (يا بنات الحقوا على آخر أسماء الدلع)، (أسماء بنوتات روووعة)، (أسماء بنات جديدة لعام 2010) وهي سلسلة تبتدئ بعام 2005. وتحت تلك المواضيع أسماء عجيبة، المناسب منها قليل، وأكثرها باطل في اشتقاقه وفي معناه وفي ادعاء أصله العربي. ومن تلك الأسماء المقرونة بمعانيها التي توحي أنها معان عربية وهي ليست كذلك: (رانسي: اسم الغزال)، (كارمن: اسم زهرة برية)، (ميار: ضوء القمر)، (مادلين: اسم فاكهة صيفية)، (تولين: اسم الزهرة)، والأطرف: (هايدي: اسم فتاة الجبل)، ويبدو أن الذي اخترع هذا المعنى نسي أن يُضيف (سالي) و(أَلِيْس)، ويَدَّعي أن معنى سالي: (فتاة الحزن)، ومعنى أَلِيْس: (فتاة العجائب). وليس هذا وأمثاله فحسب، بل هناك شروحات ومقولات مطولة لا يتسع لها المقال، وحين يقع غير المتخصص على مثل هذا يظن يقيناً أن أصحاب تلك الأطروحات يتحدثون عن علم راسخ، فيسمي بما فيها وهو مطمئن. ومن طريف ما مر بي من ذلك أسماء اسْتُشِرْتُ في معانيها وفي أصولها العربية، فهذا صديق حميم رزقه الله بمولودة، وأحب أن ينتقي لها اسماً عربيّاً جميلاً جديدا، وهذا مطلب حسن، فاستشارني في أن يسميها: (ماهيتاب)، فبينت له أنه اسم غير عربي، ولا معنى له في لغتنا، فاستنكر عليّ، وذكر أن معناه مأخوذ من الهيبة كما أفادته زوجته مهيبة الجَناب، فحلفت له بالذي نزع عنه الهيبة في بعض الأمور أن هذا غير صحيح، ثم عاد مرة أخرى يستشيرني في اسم (رَمِيْس)، فأخبرته أنه اسم عربي يعني (المدفون) (أي المقبور)، ونهيته عن اختيار الاسم، وأكدت له أن في الاسم فألاً غير حسن لابنته البريئة، ولكنه ظل يحاول إقناعي بجمال الاسم، وعذوبة إيقاعه، وكأنني ابن منظور أستطيع تغيير معناه لأجل عينيه، ولما أخفقَتْ محاولاته وخاف على ابنته من الفأل السيئ قرر أن يقع في أقل الضررين، فعاد إلى اسم (ماهيتاب) يسأل عنه غيري لعلهم يجدون له مخرجا. وصاحب آخر استشارني في تسمية ابنته: (رِسَال)، فأخبرته أن معناه (قوائم البعير)، فقال: بل معناه مأخوذ من الرسالة والرسول ومن قولهم: على رِسْلِك، أي تَمَهَّلْ، وظل يقنعني بصحة كلامه، وكأنني أنا طالب الاستشارة لا هو، ولما يئس مني عاد من الغد يستشيرني في اسم (مَيْلاء)، فبينت له أنه وَصْف للأشياء المائلة، فيقال: شجرة ميلاء لكثرة أغصانها، وعمامة ميلاء لما فيها من مَيَل، ووضحتُ أن صفة المَيَل واشتقاقاتها لا تصلح أن تكون اسماً لأنثى، فوصفني بالتعقيد، وتحميل الأمور ما لا تحتمل، ثم سمى ابنته (دِيَالا) مع أنني نهيته أيضا، ولكن أصر؛ لأنه قرأ في أحد المنتديات أن معنى الاسم هو النهر، ولا أدري مَن ورطه بذلك! وهذا صاحب ثالث سألني عن معنى اسم (رَمَاز)، فذكرت له أنه بلا معنى، وألح هو على أن معناه مأخوذ من الرمز، وراح يسوق لي أمثلة من ابتكاره، ثم عرض علي اسم (مُوْهَانا)، فأخبرته أن الاسم أعجمي، ولا معنى له في لغتنا العربية، وأصر هو على أنه اسم نوع من أنواع الطيور الهندية التي تمر على الجزيرة العربية في هجرتها الموسمية، فكيف لا يكون الاسم عربيّا؟!!! ثم عرض علي اسم (رِيْتَاج) فقلت له لا معنى له أيضا، إلا إذا كنت تقصد (رِتَاج) دون الياء، والرِّتَاج الباب الكبير، واسم من أسماء مكة المكرمة، فقال: هذا ما أقصده، ولكن الاسم بالياء أعذب وأجمل، فسمى ابنته (ريتاج) بعد أن أضاع وقتي، وصَدَّع رأسي. ألا تلاحظون أن أصحابي عنيدون لا يستجيبون لاستشاراتي المجانية؟! كما أنهم لا يستشيرونني إلا في أسماء الإناث، وهذا يدل على أن الأسماء التي يستشيرونني فيها مفروضة عليهم من زوجاتهم المصونات، ولذا يحاولون إقناع أنفسهم وإقناعي بصحتها، (هذه الفقرة أنتقم فيها منهم مع كل الود لهم). ومهما يكن من أمر فلن أنتقد وأسكت، أو أطالب بأن نسمي أبناءنا أسماء تقليدية دائما، بل سأسوق جملة من المعايير التي يتحقق من خلالها جمال الاسم وجلاله، وتتأكد فيه صلاحيته الزمانية والمكانية، والمعايير هي: 1- أن يكون الاسم عربيّا، فالأمة المعتزة بذاتها تحافظ على هويتها، ولا تقلد الآخرين فيما لا موجب له، كما أن معاجمنا العربية تتسع لآلاف الأسماء، ومؤهلة للتوالد والاشتقاق، وهذا معيار لا تنازل عنه مطلقا. 2- أن يكون الاسم حسن المعنى، وهذا من البدهيات التي لا يختلف عليها ذوو الوعي؛ إذ لا قيمة لأي اسم مهما كان مغرياً إذا كان معناه غير حسن، مثل اسم (شَجَن وشُجُوْن وأشْجَان)؛ إذ إن أشهر معانيها يدل على الهم والحزن، وذلك ما لا يريده أحد لفلذة كبده، ويجب الانتباه إلى أن بعض معاني الأسماء تبدو حسنة في منظور دون منظور، مثل: (هُيَام)، فالهيام هو منتهى العشق، وفي الجملة يبدو معنى غير سيئ، ولكنه ليس مثاليّا، ولا يناسب فتاة يأمل فيها أهلها أن تكون راشدة حصيفة، وكذلك اسم (غُرُوْب)، فمن دلالات الغروب الانتهاء والغياب، ويقال غربت شمسه وغرب نجمه إذا انتهى عمره ومات، وهو كذلك يُشير إلى مشهد شاعري نراه للشمس أثناء غروبها، ولكن الدلالة الأولى أفسدت الثانية، وجعلت الاسم غير مثالي، ومن الجدير ذكره في هذا السياق نقد قولهم: «الأسماء لا تُعَلَّل»، بل تُعَلَّل وتُعَلَّل، ولا يوجد اسم إلا وهناك معنى له، وسبب في اختياره حتى لو خفي علينا بشكل أو آخر، وتلك المقولة يَحتج به من يَجهل معاني الأسماء، أو من يُرَوِّج لأسماء لا معاني لها. 3- أن يدل الاسم المذكر على مذكر أو صفة يناسبها التذكير، مثل: (مهند) و(مُنذر)، وأن يدل الاسم المؤنث على مؤنث أو صفة يناسبها التأنيث مثل: (أَرْوَى) و(بَتُوْل)، فإذا جرى العرف على أن الاسم المذكر يعود لمؤنث باتفاق فلا بأس، مثل: (غدير) و(أسيل) و(أريج)، فهذه أسماء لا يتسمى بها إلا الإناث مع أنها تعود لمذكر، فيقال: (هذا غدير، وهذا خَدّ أسيل، وهذا أريج طيب)، أما إذا كان الاسم جديداً لم يُتَعارف عليه فإن الأصل أن يَحتكم الناس في تذكيره وتأنيثه إلى اللغة، فمثلاً اسم (الجودي أو جودي) يعود على مذكر، وهو جبل رست عليه سفينة نوح عليه السلام، فمن غير المناسب إطلاقه حاليّاً على أنثى إلا إذا انتشر بين الناس على أنه اسم أنثى، وهناك أسماء مشتركة بين الجنسين، والأسلم تجنبها، مثل: (مَلَك) و(فَرَح). 4- أن يكون الاسم مقبولاً في أعراف البيئة المحلية، فقد نجد اسماً عربيّاً حسن المعنى، ولكن العرف يكاد يحصره على بيئة أخرى غير بيئة المتسمي بالاسم، وهذا من شأنه أن يُعَرِّض صاحب الاسم للنبز واللمز من المراهقين وأمثالهم، ومن تلك الأسماء: (كاظم) و(متولي)، فمن معاني الأول: كظم الغيظ، ومن معاني الثاني: الشخص الذي يتولى القيام بالأمور، والمعنيان جيدان، ولكن الاسمين ارتبطا بأقطار أخرى، وأحياناً تكون للأسماء بعض الخصوصية في مثل هذه الحالات. 5- أن يكون إيقاع اللفظ مناسبا، فالاسم المذكر يُناسبه الإيقاع القوي أو المعتدل، أما الاسم المؤنث فيناسبه الإيقاع العذب الرقيق، فمن غير المناسب أن يُسمى الولد (وسيم)، والبنت (عائضة). 6- أن يُنطق الاسم باللهجة العامية كما ينطق باللغة الفصحى، مثل: (باسل) و(زياد) و(رزان) و(هتون)، وهناك أسماء جميلة المعنى والنطق بالفصحى، ولكنها لا تنطق كما هي في اللهجة العامية المحلية، مثل: (سُهَيْل) و(عَمْرو) و(مَيْس) و(هَيْفاء)، فبعض كبار السن والموغلين في العامية سينطقونها إما بتغيير الحركات، أو بزيادة الحروف أو نقصانها، وسينطقون (سُهَيْل) (سْهِيل) بتسكين السين وكسر الهاء، و(عَمْرو) سينطقونها بالواو التي لا تُنْطق، وفي (مَيْس) سيقولون (مِيْس) بإمالة فتحة الميم إلى كسرة، وفي (هَيْفاء) سيحذفون الهمزة (هَيْفا)، وقد يُمِيْلون فتحة الهاء إلى كسرة أيضاً (هِيْفا)، وهذا من شأنه أن يُفسد بنية الاسم وإيقاعه. 7- أن تكون حروف الاسم منطوقة في اللغة الإنجليزية، وذلك مطلب عصري، ويجدر بنا الالتفات إليه وإن كان ثانويّا، ولا سيما أن كثيراً من تعاملاتنا الحديثة لا تخلو من اللغة الإنجليزية نطقاً أو كتابة، ومن تلك الأسماء الصالحة للغتين: (وليد) و(هشام) و(أماني) و(هند)، ومن الأسماء التي سيتغير نطقها في اللغة الإنجليزية: (صالح)؛ حيث سينطق: (ساله)، و(عواطف) سينطق: (أواتف). 8- أن يناسب الاسم المراحل العمرية للإنسان، ومؤخراً غفل بعض الآباء عن هذا الجانب وبخاصة في أسماء البنات، وتَصَوَّرَ أن ابنته ستظل طفلة، فاختار لها اسماً لا يناسب مراحلها العمرية المتقدمة، مثل: (وَجْد)، (وَسَن)، والأدهى من ذلك أن يكون الاسم غير عربي، فمن منا يتصور أن تكون له جدة اسمها: (جوَان) أو (جُوليا) أو (فريال)؟! وبعد، فهذه جملة من المعايير المثالية يَحسن الأخذ بها كلها أو بمعظمها، فإن لم يكن فلا تتهاونوا في المعيارين الأول والثاني، وليعلم الآباء أنهم سيختارون لكل مولود اسماً واحدا، ولن يضيرهم لو أطالوا تفتيشهم عن الاسم المناسب الذي يحقق كل المعايير أو أكثرها، ويستطيعون سؤال المتخصصين في علوم اللغة العربية وآدابها، وسيجدون منهم ومن غيرهم من المتخصصين كل ترحيب، ولا تنسوا أن الاسم أجمل إهداء يقدَّم للمولود، فانتقوا هداياكم، وتيقنوا أن أسوأ ما في الهدية بَخْسُها أو رَدُّها، وسيحدث ذلك حين يعي صاحب الاسم أن اسمه غير مناسب، فيصيبه نفور منه، أو يسعى إلى تغييره. بقي أن أُذَكِّر إدارات الأحوال بضرورة الحفاظ على هويتنا العربية في أسماء أبنائنا وبناتنا، ولهم في وزارة التجارة وأمانات المناطق والبلديات أسوة حسنة، فالقائمون عليها يمنعون المنشآت التجارية المحلية من التسمي بأسماء أجنبية أو عديمة المعنى، والمحافظة على هوية أسماء أبنائنا وبناتنا أولى بكثير من المحافظة على هوية أسماء المخابز والمطاعم، وأخشى إن لم تتخذ إدارات الأحوال موقفاً جادّاً من تلك الظاهرة الدخيلة أن تزداد عاماً بعد آخر، فتنعكس الآية، ثم يصير الاسم العربي نشازاً مثيراً للسخرية، ولا أظن أن الاستعانة بمتخصصين في اللغة العربية أمر يشق على إدارات الأحوال، وبإمكان أولئك المتخصصين أن يُسهموا في إقرار الأسماء المناسبة، وفي اقتراح أسماء عربية جديدة توافق أهواء محبي التغيير. |
#44
|
||||
|
||||
أسباب انحراف الولد ما أكثر العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انحراف الأولاد وزيفهم وفساد أخلاقهم :ــ فإليك بعضاً من هذه الأسباب مختصرة كما ذكرها الدكتور عبد الله علوان رحمة الله تعالى :ـ 1ـ الفقر الذي يخيم على بعض البيوت : مما يجعل الولد يلجأ إلى مغادرة البيت بحثاً عن الأسباب وسعياً وراء الرزق فتتلقفه أيدي السوء والجريمة . 2ـ النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات : فالولد حين يفتح في البيت عينيه ويرى ظاهر الخصومة سيترك حتماً جو البيت القاتم ويهرب ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته 3ـ حالات الطلاق وما يصحبها من الفقر: فالولد عندما يفتح على الدنيا عينيه ولا يجد الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه لاشك سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد والانحراف لاسيما عند زواج الأم 4ـ الفراغ الذي يتحكم في الأطفال والمراهقين : من المعلوم أن الولد منذو نشأته مولع باللعب فإنه لم ييسر لهم أماكن اللعب واللهو البرئ ومسابح للتدريب والتعليم فإنهم سيختلطون غالباً بقرناء سوء يؤدي حتماً إلى شقاقهم وانحرافهم 5ـ الخلطاء الفاسدين ورفاق السوء : لاسيما إن كان الولد بليد الذكاء ضعيف العقيدة متمتع الأخلاق فسرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار ويكتسب منهم أحط العادات والأخلاق 6ـ سوء معاملة الأبوين : من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها أن الولد إذا عومل من قبل ابويه ومربية المعاملة القاسية وأدب من قبلهم بالضرب الشديد والتوبيخ القارع فان ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقة مما قد يؤول به الأمر إلى ترك البيت نهائياً للتخلص مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة 7ـ مشاهدتهم أفلام الجريمة والجنس : في القنوات الفضائية الفاضحة والتي تبث السم الزعاف وأيضاً من خلال ساحات الانترنت التي جعلت من عالمنا كقرية صغيرة وغيرها من الرويات الهابطة والمجلات الماجنة والقصص المثيرة ومن المعلوم بداهة أن الولد رغم اكتمال عقلة لاتزال هذه الصورة تنطبع في ذهنه وتتأصل في مخيلته هذه المشاهد فيعمد حتماً إلى محاكاتها وتقليدها بحيث لا ينفع معه نصح الآباء أو توجيه المربين والمعلمين 8ـ انتشار البطالة في المجتمع : من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد انتشار البطالة بين أفراد الأمة فالأب الذي لم تتيسر له سبل العمل ولم يجد من المال ما يسد به جوعته وجوعة أهله وأولاده فإن الأسرة بأفرادها ستتعرض للتشرد والضياع وإن الأولاد سيدرجون نحو الانحراف والإجرام 9ـ تخلي الأبوين عن تربية الولد : إذا قصرت الأم في الواجب التربوي نحو أولادها لانشغاله مع معارفها وصديقتها واستقبال ضيوفها وخروجها من بيتها وإذا أهمل الأب مسؤولية التوجيه والتربية نحو أولاده لانصرافه وقت الفراغ إلى اللهو مع الأصحاب والخلان فلاشك أن الأبناء سينشؤون نشأة اليتامى ويعيشون عيشة المتشردين ليس اليتيم من انتهى أبواه من ***** هم الحياة وخلفاه ذليلاً إن الـيـتيم الــذي تـلقــى لـــه ***** أما تخلت أو أباً مشغولاً 10 ــ مصيبة اليتم : من العوامل الأساسية في انحراف الولد مصيبة اليتم التي تعتري الصغار وهم في زهرة العمر هذا اليتيم الذي مات أبوه وهو صغير إذا لم يجد اليد الحانية التي تحنو إليه والقلب الرحيم الذي يعطف عليه وإذا لم يجد من الأوصياء المعاملة الحسنة والرعاية الكاملة فلاشك أن هذا اليتيم سيدرج نحو الانحراف ويخطو شيئاً فشيئاً نحو الإجرام قال صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى) رواه الترمذي وأخيراً ** أيها الأب الكريم هذه أهم أسباب الانحراف فهي كما ترى عوامل ضارة فإن تداركت الولد في مقتبل العمر وسعيت لتربيته تربية إسلامية حقة وإلا فقد ينشأ على الفساد ويتربى على الانحلال والضلال مما يصعب عليك اقتياده إلى الطريق الصحيح بعد انفلات الزمام قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .... ) وقال صلى الله عليه وسلم ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه مسلم اللهم وفق أبناء الإسلام لما تحب وترضى واهدهم إلى الصراط المستقيم وأحميهم مما يريده أعداء الإسلام لهم |
#45
|
||||
|
||||
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى أي في الأسرة لذا كان م الضروري ان تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع ..... وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل اما لجهل الوالدين في تلك الطرق او لأتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات او لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين فالأب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة او العكس بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم وسأتطرق هنا لتلك الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او احدهما في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلبا على شخصية الأبناء سنتحدث في حلقات متواصلة ان شاء الله عن تلك الأساليب والاتجاهات الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي : 1- التسلط 2- الحماية الزائدة 3- الإهمال 4- التدليل 5- القسوة 6-التذبذب في معاملة الطفل 7-إثارة الألم النفسي في الطفل 8-التفرقة بين الأبناء وغيرها ... فكونوا معنا..... التسلط أو السيطرة ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحاتكأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين ايضا عندما يفرض الوالدين على الابن تخصص معين في الجامعة اودخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي او الأدبي...او .... او ...... الخ ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية ... ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر... وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة ... كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة .. وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز .. وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها. الحماية الزائدة يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرارة بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره :كحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .....الخ وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما . الإهمــــــال يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهمفالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين. التدليل ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في ذلك..عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا الى منزل الجيران او الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا ....... وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل اما لإنه طفلهما الوحيد او لأنه ولد بين اكثر من بنت او العكس او لإن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده او لأن الأم او الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما .. ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته ودائما خير الأمور الوسط لا افراط ولا تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ولا يعطي وان على الآخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه . إثارة الألم النفسي ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئةايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها. التذبذب في المعاملة ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله ) ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين . التفرقة ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها . |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اخلاق, اسماء, تربية, دين |
|
|