#31
|
|||
|
|||
الحالة .. مخنوق بدرجة إمتياز
السلام عليكم .. مشكلتي بتتلخص في اني محبط جدا يمكن بسبب الأحداث يمكن بسبب ان عندي مشاكل كتيرة , بس اللي انا ملاحظه ان المشكلة اللي بتهل علية مش بتنتهي وبييجي غيرها في مدة زمنية قصيرة وتفضل المشاكل تتكوم ولا حاجة بتخلص , في وسط ده كله بغوص في تفاصيل الكلام ده واللي مزود المصيبة اني حاسس ان النحس ملاحقني مش عارف ليه كل ما آجي اقرب على قبول مشكلة معينة الاقي نفسي غرست في غيرها وابدأ من أول وجديد اعود نفسي عليها .. هل الحظ مخالفني ولا انا اللي مش بفكر بطريقة معقولة ؟ مش عارف .. وبعدين انا من النوع اللي مش بحب يشاركني همومي نوع من مراعاة مشاعر البشر انتو عارفين دلوقتي محدش طايق نفسه خصوصا ان الحالة الإقتصادية لما بتقول باي باي الكل بينهار وبيعطل .. ياريت لو ألاقي عندكم ولو كلمة توجهني الواحد في الظروف دي بيعمل ايه ؟.. وشكرا ليكم مروان فضفضة صديقي العزيز أعتقد ان حالتك ليست غريبة بالنسبة للكثيرين وأولهم أنا .. أرى من المفترض أن يبدأ الإنسان في مثل هذه الأشياء اللجوء للمقربين وليس بالضرورة ان يكون لديهم الحل بل لديهم الأهم من ذلك وهو المشاركة المعنوية والتي تمنع الإنسان في الغوص بأحزانه بدرجة ربما تعوقه بشكل كبير .. أنصحك بالكلام أو الفضفضة كما نقول وكي لا تظن في هذا الحل التقليدية فأحب أن أوضح لك أنها طريقة علمية وطبية يتم إستخدامها خاصة في المشاكل التي يصعب حلها أو بعض الأزمات التي يمر بها الإنسان , أما عن مسألة الحظ فهناك قدر وليس حظ .. القدر آت آت .. إذن نستوعبه ونرضى به ونكسب عند الله الصبر بدلا من خسارتنا لهذا الأجر العظيم ففي كل الأحوال نحن مخيرون في الأفعال ومسيرون في النتائج .
__________________
|
#32
|
|||
|
|||
زوجتي تحبني .. لماذا لا أحبها ؟
أنا متابع جيد لردود حضرتك علي كل القراء ومعجب بفكر وعقلانية وحكمة الرد علي رسائل القراء وأتمني لحضرتك دوام التميز أنا رجل في منتصف الثلاثين-طموح وناجح وحققت كل طموحي الكبير (العلمي والمالي ), منذ الصغر وانا كل هدفي الدراسة وبعد الجامعة هدفي السفر -وخلال السفر كان هدفي دائما النجاح اي لا وقت عندي للغراميات او الحب مع اني املك كل مقومات الرجولة والوسامة والشخصية وملتزم دينيا -وخلال الجامعه احبوني بعض الفتيات ولكن انا لم احب ابدا,ووضعت تصور لفتات احلامي ونظرا لسفري وبعدي لم اتمكن من العثور عليها ولكن وفقني الله لزوجتي وهيا عندها اقرب المواصفات التي كنت اطلبها في زوجتي .
تزوجنا من 5 سنوات وليدنا طفلين ماشاء الله هما كل حياتي ولكن المشكله انني حتي الان لا احس بالحب مع زوجتي فانا لا اكرها وهيا تحبني جدا, وانا لا استشعر كلمات الحب والغزل لكي اسمعها او اثني عليها في الجانب العاطفي وهيا غير راضيه وعندما تزعل اتصنع الكلمات واقولها لها وكنت اتمني ان احبها واعشقها وان ينزلق الكلم تلقائيا منى بدافع الاحساس بالحب تجاهه لا اريد ان اطيل عليكي ولكن لديا اكثر من سؤال هل يمكن ان تكون شخصيتي الجاده والعمليه هيا سبب عدم حبي حتي الان عموما ؟ هل عدم اقتناعي بزوجتي بالدرجه التي رسمتها لنفسي هوا السبب لعدم حبي لها ؟ وهل لو واجهت الحب واستطعت الزواج هل هذا صح ام خطا مع العلم ان بيتي لن اسمح بهدمه مهما كانت النتائج ؟ وفي النهاية لي رجاء الا تطلبي من ان احاول احب زوجتي , لاني حاولت واصلا غير مقتنع بان الحب ياتي بالمحاولات ؟ وايضا لا تقولي لي لماذا تزوجتها وانت لا تحبها ؟ لاني وصلت لسن 30 ولم اتزوج وانا مقتدر وملتزم وهي كانت افضل البنات التي وجتها في تلك الفترة وايضا هي وافقت وهي الان تحبني جدا . انا اعلم ان رسالتي طويله ولكن انا واثق ان قلبكي وصدركي يتسع لاكبر من ذلك وشكرا. محمد- مصري في دبي لا تفسير لدي لحالتك سوي انها نوع من البطر علي نعمة كبري وهبها الله لك الزوجة المحبة العطوف المخلصة ورغم ذلك فأنت لا ترضي عنها ، أنا أقدر حالتك والأتمس لك اكثر من عذر فكما يبدو من رسالتك استقامتك الشديدة التي منعتك من أن تكون لك علاقات عاطفية قبل الزواج ، فتزوجت وفي سن شبه متأخرة ودون أن تعطي نفسك الفرصة لتحب زوجتك ، فتصورت أنها قد فرضت عليك فرضاً دفعك لإغلاق قلبك ناحيتها رغم كل ما تبذله من حب من أجلك ، لكن هل تعرف الحل برأيي الحل هو أن تتركهها فترة تختبر فيها نفسك وعواطفك وتقرر بعد ذلك ماذا أنت فاعل . من آفات الإنسان أنه لا يقدر دوماً قيمةالنعم التي تحي به خاصة لو كانت ملك يديه ، ويعرف باستقرارها معه ، والمشكلة ليست فيك انت بقدر ما هي في زوجتك التي تحبك وتقدرك وأنت غير عابيء بها ، فلو أنها كانت غير ذلك لفعلت المستحيل لأجل إرضائها ، وهي نصيحة أوجهها لكل زوجة بل وكل زوج أيضاً ، لكل طرف يحب الطرف الآخر دون ألا يبالغ في محبته ، فمن الحب ما يقتل ويخنق ويؤدي إلي النفور ، وخطأ زوجتك للأسف هي انها تحبك فلو أنها كانت غير ذلك لكنت قصدت ودها وبالغت في إرضائها ، لكن لما لا تجرب أن تبتعد عنها بالسفر أو الهجر أو أي أسلوب تراه مناسباً لما لا تجرب الحياة بدونها فترة ، فالتعود امر قد يرهق الكثيرين خاصة ممن لا يرون في الدنيا مشكلات فيتعمدون خلق المشكلات ليشعروا أنفسهم بالتعاسة وانت واحد من هؤلاء ، إن كنت تري نفسك محتاجاً إلي التغيير . فاجلس إليها وصارحها بما يعتمل في نفسك ، ويجيش في صدرك ويجعلك غير قادر علي مبادلتها حباً بحب ، افتح لها قلبك وصارحها ، وقبل ذلك صارح نفسك أولاً لتعرف ما الذي لا يعجبك فيها ، لما لا تجرب التغيير لن أقول لك حاول أن تحبها ، لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء لكنني أقول حاول أن تظر إليها نظرة مختلفة ، حاول أن تبتعد عنها وتجرب الحياة من دونها ، لتري كيف يكون حالك ، فنحن بتعلقنا بالمفقود ننسي دوماً الموجود ، ورغبتك في أن تعيش الحب الملتهب والعواطف الجياشة أنستك نعمة الاستقرار والزوجة الوفية المحبة ، لكن العلاج يكون بالرضا والاقناعة بأن الله لم يحرمنا من شيء إلا ليعوضنا بما هو أفضل منه ، ولم ينقص لدينا شيء إلا لفضل في آخر فاحمد لله علي نعمه ولا تكثر الشكوي فالشكوي تذهب النعم وتفتح باباً للهم انت عنه غني .
__________________
|
#33
|
|||
|
|||
هل للرهية التي أعيشها الآن علاقة بالعنف الذي تعرضت له من والدي؟
السؤال أحمد الله أن ساقني إلى هذا الموقع ... مشاكلي كالتالي: 1- أني أحب أن أشارك الناس، وأتفاعل معهم في أمور الحياة العادية، ولكني لا أقدر على ذلك، منذ سنوات طويلة، أصبحت كأني صغير أمام الناس حتى أمام من هو أصغر من، لا أستطيع الكلام معهم، فأختار العزلة، فليس لي علاقة حتى مع أقرب الأقرباء، لكني مشتاق أن أشاركهم وأصلهم... 2- موضوع اللغة، والكلام أصبح عندي صعبا حيث لا أستطيع أن أعبر عن ما في نفسي كما يعبر الناس عموما بسهولة وبانتظام. 3- النسيان الكثير. 4- تلقائيا أقع في التفكير عن شيء ما، ولو كنت بين الناس. 5- إذا تكلم معي أحد في موضوع فبعد أكثر من دقيقتين، أو ثلاثة لا أستطيع أن أركز معه، بل يطير فكري إلى شيء آخر، ولا أسمع إلى من يكلمني وهو يظن أنني سامع له. 6- عندي احمرار على الوجه مستمر منذ أكثر 5 سنوات بعد أن كان أبيض. 7 - أشعر بآلام في أنحاء الجسم، ونحيف لا أزيد، ولا أنقص، يحرجني سؤال الناس لماذا أنت نحيف؟ 8- كان الناس في السابق يحبونني كثيرا، ويرشحنوني لبعض الرئاسات، لأنهم ينظرون إلى ظاهري فقط، ولا يعرفون مشاكلي الداخلية، فلما لم أتقن الإدارات الناس تركوني، وأنا أيضا قررت أن لا أترأس الإدارات مع وجود أقوى مني، وليس ذلك مشكلة عندي، لكن الناس عموما ذهبوا عني وتركوني بسبب عدم تفاعلي معهم كما ينبغي. *كل ما أريده الآن أن أجد قدرة أن أتكلم، أن أتفاعل ، أن أشارك الناس. أود أن أشير إلى بعض الظروف التي مررت بها في حياتي لعل لها علاقة مع هذه المشاكل: 1- نشأت في بيت لم أجد فيه حنانا، كان والدي عنيفا بكل معنى الكلمة، فكان هناك قهر ورعب طوال الليل والنهار، وطوال سنوات الصغر، وكذا الضرب لأتفه الأسباب حتى أذكر (أعزكم الله) أني كنت أبول خوفا منه، ومن ضربه...(لا أريد أن أتوسع فأنا لا أدعو لوالدي إلا بالخير لآن له فضائل وما ضربني إلا ليؤدبني في اعتقاده، فلله الفضل). 2- كان والدي أكثر عنفا على والدتي من عنفه علي، وأبصرت المسكينة كيف ...وأحيانا نضرب جميعا في آن واحد، بل إن عنفه ضد والدتي كان حتى وأنا موجود في بطن أمي..لا أريد لا أتوسع ( عفا الله عن والدي؛ لأن له جوانب خيرة كثيرة). 3- بعد عمري 12 سنة ألحقني والدي بمدرسة خارج القرية لمدة 6 سنوات كنت أدرس مقيما فيها، واجهت هنا أيضا مشاكل من أهمها: أن زملاء فصلي قرروا أن يهجروني جميعا لخطأ فعلته كما يظنون، ولكني لم أفعله (وهو شكوى عن أحدهم عند المدير) عاقبوني على ذلك بهجري إلى أن تخرجت من المدرسة، فتضايقت من هذا كثيرا كثيرا، فكنت في عزلة عن الزملاء في هذه الفترة. فهل لهذه الظروف التي مررت بها علاقة بمشاكلي الحالية؟ وما العلاج إذا؟ جزاكم الله الجنة. (أرجو ممن يقرأ هذا أن يدعو لوالدي بالخير فقط؛ لأنه والدي مهما فعل). الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أبو سامح حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب. أخي ما عددته من أعراض منها الآن هي في الحقيقة دليل على أنك تعاني من قلق اجتماعي هذا القلق أو الخوف الاجتماعي أفقدك الثقة في نفسك والمقدرات لديك متوفرة، وكذلك الكفاءة النفسية، لكن نسبة لضعف تقدير الذات لديك بدأت تجد صعوبة كبيرة جداً في التعامل مع الآخرين، وبدأت تظهر عليك الأعراض الفسيولوجية للرهاب الاجتماعي، والتي تتمثل في الشعور باحمرار الوجه، ولديك مشاعر سلبية كثيرة أنك ليس محطة ثقة الآخرين، وإن الناس قد تنتقدك . أيها الفاضل الكريم هذه صورة واضحة جداً لخوف اجتماعي بسيط مع أفكار سلبية تلقائية سيطرت عليك، إذا نظرنا إلى الأسباب فليس من الضروري أن تكون هناك أسباب، ربما تكون بعض العوامل قد لعبت دوراً في الإصابة في مثل هذه النوع من القلق الاجتماعي. وأهم عامل أراه هو أن بعض الناس لديهم نوع من الاستعداد الجيني أو الغريزي أو الوراثي لمثل هذه الحالات، وفي ذات الوقت ربما يكون قد مروا بخبرات سلبية سالبة في أثناء الطفولة وهذه قد تكون متعلقة بالتنشئة، أو التعرض لخوف في أثناء الصغر أو هكذا، لا أريدك أبداً أن تنظر إلى عوامل التنشئة التي مررت بها نظرة سلبية، فلا شك أن والدك، وكذلك والدتك لم يريدا بك سوء، إنما هو اختلاف في المنهج التربوي، وهذا شائع جدًا في مجتمعاتنا عموماً الأسباب أو العوامل قد تكون غير موجودة. ما ذكرنه من عوامل ربما ساهم في هذه الحالة التي تعيشها الآن، وهي ليس بحالة سيئة كل المطلوب منك هو أن تنظر لنفسك نظرة إيجابية صحح مفاهيمك الخاطئة، ولا أعتقد أن الناس ينظرون لك بالسلبية التي تتصورها، وفي ذات الوقت ضع لنفسك برامج يومية تقوم على مبدأ الفاعلية، وغير نمط الحياة، وأهم وسائل لتغيير نمط الحياة هي التواصل الاجتماعي، هذا التواصل يكون في نطاق محصور في بداية الأمر في محيط العمل، والجيران، والتفاعل مع المصلين حين تؤدي الصلاة، زيارة الأرحام، الانخراط في أي نشاط ثقافي، أو اجتماعي، ممارسة رياضة جماعية وعلى الأقل برامج مشي يومية، أو كل يومين مع أحد الأصدقاء، وهكذا، وهذه مداخل جيدة للتفاعل الاجتماعي، وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا ينظرون لك سلبياً. ما تلاحظه من احمرار في الوجه، وخلافه هذه تفاعلات فسيولوجية بسيطة تحدث للناس، من المهم جداً أخي الكريم أن تكون لك مقدرة جيدة لإدارة الوقت، الإنسان إذا أدار وقته بصورة صحيحة، ولم يدع مجالاً للفراغ يستطيع أن يغير حياته كلها بصورة إيجابية جدا. إذا تمكنت من مقابلة أحد الأطباء النفسيين، فهذا جيد، وإن شاء الله فيه خير، وإن لم تتمكن أعتقد أن تناولك لأحد الأدوية المضادة للمخاوف، والقلق والمحسنة للمزاج سوف يكون ذا فائدة وجدوى في حالتك، وأفضل هذه الأدوية عقار يعرف باسم لسترال، واسمه العلمي سيرتللين، ويسمى تجارياً باسم زولفت، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية، الجرعة المطلوبة في حالتك هي صغيرة، وهي نصف حبة أي ( 25) مليجرام يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء. الدواء هو دواء سليم، والجرعة التي وصفنها لك صغيرة جداً، طبعاً لكل دواء آثاره الجانبية – السيرتللين ربما يزيد درجة الاسترخاء والنوم لديك قليلاً في الأيام الأولى للعلاج، أيضا ربما تتحسن شهيتك للأكل بعض الشيء، وبعض الناس قد يزداد الوزن لديهم لكنه ازدياد قليل، وقد يحدث لك أيضا تأخر في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكن قطعاً الدواء لا يؤثر على هرمون الذكورة لدى الرجال. أسأل الله لك العافية والشفاء التوفيق والسداد.
__________________
|
#34
|
|||
|
|||
كبرت وأبي لا يزال يخاف علي من المجتمع!!
السؤال
السلام عليكم. أعاني من مشكلة عويصة جداً، ومع أني لا أعرف أسرد مشكلتي؛ لأني لا أستطيع التعبير عنها، لكنني سأحاول على قدر استطاعتي. أنا شابٌ -والحمد لله- أملك المال وجمال الخلقة والأخلاق والنسب، وكل شيء، ولا أعاني من نقص داخلي، مشكلتي أنني من أيام الطفولة كان أبي يخاف علي كثيراً، ونشأت وأنا غير جميع الأطفال، لا أملك أصدقاء ولا ونيساً، أيامي كلها وأنا وحيد، ألعب وحيداً، وأتكلم لحالي، وأقضي وقت فراغي في البيت والوحدة والنت، ولا أعرف إلا إخواني وأخواتي فقط، حتى أنني لا أتكلم معهم جميعهم؛ لأني خجول، وكبرت على هذا الحال حتى وصلت سن الـ21، ودخلت الجامعة -والحمد لله- وأبي لا يزال يخاف علي من المجتمع، ولا يريدني أن أختلط بالمجتمع والخروج، ولا يريد الأصدقاء، ويعجبه حالي وأنا هكذا! أنا لا أستطيع البوح بذلك لأبي ولا لأمي؛ لأنني خجول، ولا أريد أن أزعجهم؛ لأني مطيع لهم، ولأنني أيضا أعرف أن أبي لا ولن يرضى بذلك حتى لو بحت له. والآن أنا على وشك الإجازة الصيفية، ويوجد لدي وقت فراغ حاد لا أستطيع تملئته بشيء؛ نظراً لأن أبي يمنعني من الخروج من المنزل. أرى جميع الناس يفرحون بقدوم الإجازة، والشباب يضيِّفون أصدقائهم، والعائلات تتهيب للسفر، وأنا غير ذلك، وأبي من النوع الذي لا يحب السفر ولا الخروج من البيت بداعي الترفيه؛ لأنه يعتبرها مضيعة للوقت، حتى أنني بدأت أفقد لذة الحياة، ولا أحس بلذة الشباب، ولا شيء، أرى جميع الشباب يشترون الأجهزة الحديثة والأمور الشبابية، وأنا لا أهتم بهذه الأمور مع أنه لدي المال. فكرت أن ما أصابني هو من الخمول والاكتئاب ، وفكرت بتناول البروزاك، وخاصةً أنني بدأت أحس بوسواس الموت وأنني سأموت قريباً، وبالفعل استخدمت بروزاك؛ لأني رأيت من موقعكم أنه مفيد وسليم، واستخدمته لمدة أسبوعين كل يوم حبة، وبدأت أحس بوجع في منطقه الكلى (جانب العمود الفقري ) فخفت فتوقفت عن العلاج، واستشرت أطباء نفسيين، ونصحوني بعدم المجازفة بالأدوية، وأن الأدوية النفسية لها علاقه بالكلى والقلب، ولا بد من الذهاب لطبيب نفسي حتى يشخص حالتي. هذه قصتي الطويلة، وأتمنى أن لا تنزعج مني يا دكتور، وأتمنى أنك تفهمت الموضوع. استفسار أخير: هل أستطيع تناول الفافرين للقلق والاكتئاب البسيط؟ وما هي الجرعة المناسبة لي؟ مع العلم أني أعاني من آلام في الكلى، وأخاف أن يؤثر علي ويسبب لي فشلاً كلوياً وحصوات في المدى البعيد، وأيضاً: ما مدى تأثيره على الشعر والقلب والضغط؟ وشكراً. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب. أخي، كثير من الآباء والأمهات قد يميز شخصياتهم ومناهجهم التربوية فرض الحماية المطلقة على أبنائهم، وهذا ناشئ من عدة أسباب، أهمها: أن المجتمع الآن أصبح لا يؤتمن في كثيرٍ من الأشياء، فمشاكل الانحرافات، وتعاطي المخدرات وسط الشباب هذا يجعل الكثير من الآباء لأن يكونوا في جانب الحذر الشديد، ويفرضوا حمايةً كبيرة على أبنائهم، ربما يكون هذا تصور والدك، وأرجو أن لا تلومه على ذلك. هنالك وسائل كثيرة جداً يمكن أن تطمئن الوالد وتكون أنت محل ثقته، وتعيش نوعاً من الاستقلالية، ومن خلالها أيضاً تبني إمكانياتك ومهاراتك الاجتماعية، منها: التواصل، وهو بالطبع مطلوب، وأنا متأكد أن والدك سوف يطمئن كثيراً إذا أرى أن صحبتك ورفقتك من الشباب أصحاب الخلق والدين، ولذلك أنا أرى أن تربط نفسك بالمسجد، اذهب مع والدك للصلاة، وارتبط دائماً بالمسجد، صل صلواتك الخمس مع الجماعة بقدر المستطاع، هنا سوف تستطيع أن تبني علاقات وصداقات طيبة ومتميزة، وسوف يطمئن لها والدك، وهؤلاء يمكن أن تخرج معهم، ويمكن أن تدعهم إلى منزلك، ويمكن أن تمارس معهم الرياضة والذهاب إلى المنتديات أو اللقاءات والمحاضرات والدروس الجيدة والمفيدة، والانخراط في الأنشطة الثقافية وكذلك الرياضية كما ذكرت لك، وأعتقد كل الذي يريده والدك أن يرى فعلاً أنك يمكن أن تكون وسط رفقة آمنة؛ لأن ضغط الزملاء أو ما نسميه بضغط الأنداد، ونقصد بذلك أن الإنسان حين يكون وسط مجموعة، هذه المجموعة إن كانت من أصحاب الأخلاق وتسير على النهج السلوكي الصحيح سوف يأخذ الفرد نفس سلوكهم والعكس تماماً، فالإنسان يتأثر برفاقه، وتأثير الرفاق أو الأنداد أو ما نسميه بالزمر في بعض الأحيان معروف من الناحية التربوية والسلوكية، فأنا أرى أن تأخذ هذه الخطوة بكل جدية، وهي البحث عن الرفقة الطيبة في أي مكان، وأعتقد أن والدك سوف يطمئن لذلك تماماً، ولا مانع أبداً أن تناقش والدك بصورة طيبة ولطيفة وتقول له برفق: (يا أبي أنا أقدر تماماً درجة شفقتك علي، ولكن الحمد لله تعالى أنا على درجة كبيرة من الإدراك والوعي، وأعرف المخاطر الاجتماعية والسلوكية، وأنا أصدقائي هم فلان وفلان بن فلان، تعرفت عليهم هنا وهنالك في المسجد ...الخ) هذه هي الرسالة التي يجب أن توصلها لوالدك، وأعتقد أنك من خلال ذلك تستطيع أن تبني شبكة اجتماعية جيدة جدًا. الأمر الآخر الذي تحتاجه هو: إدارة الوقت بصورةٍ فعالة، وأن تشارك في الأنشطة الأسرية، هنا سوف يشعر والدك فعلاً أنك تستطيع أن تتحمل المسؤولية، ويمكن أن تعيش حياة فيها شيء من الاستقلالية، إذاً: المشاركات على النطاق الأسري أيضاً ذات فائدة كبيرة. اذهب لزيارة الأرحام والأقرباء، وأقرباء والدك على وجه الخصوص، وأقرباء والدتك، هذا أيضا يشعر والدك بالأمان كثيراً، ويجعله أيضاً يثق فيك أكثر. هذه هي المناهج التي يجب أن تنتهجها، وأنا لا أرى حقيقة أنك في نكد أو في كدر، فحياتك طيبة والحمد لله تعالى، وأنت الآن في مرحلة الدراسة الجامعية، ركز على دراستك كما ذكرت لك، وأدر وقتك بصورة صحيحة، ولا أرى أنك في الأصل في حاجة إلى علاج دوائي، البروزاك سليم وغيره سليم أيضاً، ولكن أنا لا أرى أنك في حاجة إلى علاج دوائي، حالتك هي حالة ظرفية، وتصحيح المفاهيم، وبناء شبكة اجتماعية طيبة، وتغيير نمط حياتك، والتفكير بصورة إيجابية سوف يكون كافياً، وإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا أيضاً سوف يكون -إن شاء الله تعالى- فيه إضافة إيجابية جداً.
__________________
|
#35
|
|||
|
|||
وهبني الله زوجة صالحة تحضني على الخير لكني أكره ذلك!!
السلام عليكم
أنا شاب متزوج منذ عام, قبل الزواج كانت لي علاقات نسائية كثيرة, فكنت أتعرف على الفتيات وأوهمهن بالحب والكلام المعسول وببعض الهدايا, وأوعدهن بالزواج لأحصل على المتعة, وكانت تكون بيننا قبلات ومداعبات خارجية فقط دون إيلاج, إلى أن صادفت فتاة مال لها قلبي, وحاولت استدراجها ولكنها أبت وقالت لي إن كنت جادا تحدث مع أهلي, فاعتذرت لها بأنني لست مستعدا ماديا, فقالت عندما تكون مستعدا بيت أهلي مفتوح, ورفضت أن تقيم أي علاقة من أي نوع. هي إنسانة متحجرة جدا بالرغم من أنها جامعية, ومع ذلك ليست متفتحة, المهم فشلت كل محاولاتي معها ولم أجد لها سبيلا غير الزواج, فتقدمت لها وتم القبول ثم الخطوبة, حتى في فترة الخطوبة كانت ترفض الخروج معي أو أن أنفرد بها, وكنت أفكر جديا أن أفسخ الخطبة بسبب تلك التصرفات, فأنا لست معتادا على هذا, ولكن حبي لها جعلني استمر, لا أنكر أني كنت سعيدا أحيانا بتلك التصرفات, فعجلت الزواج لأتفادى أي خلافات. بعد الزواج عشنا فقط شهرين في قمة السعادة ثم بدأت الخلافات, فأصبحت عديمة الثقة بي, وكلما خرجت من البيت تريدني أن أصطحبها معي, ولو رأتني أقف مع أي فتاة أو امرأة تتشاجر معها ومعي, وتسبب لي كثيرا من المشاكل والاحراجات, فهي لا تريد أن تنسى علاقاتي السابقة ومحاولاتي معها قبل الزواج, فقلت لها لماذا وافقت بالزواج مني وأنت لا تثقين بي؟ فقالت كنت أحبك وخشيت أن أعترف بذلك فتطمع في. وفي كل يوم مشاكل بسبب الماضي, ولأني أحبها ما زلت متمسكا بها وهي أيضا تحبني كثيرا, ولا تهدأ إلا إذا عدت من العمل, ولا أخرج من البيت وأقضي معها اليوم كاملا فتهدأ وتكون إنسانة مختلفة تماما, وأنا لا أطيق الجلوس في البيت, ولا أعلم ماذا أفعل, والطامة الكبرى أنها تمتنع عن معاشرتي بسبب الصلاة, تريدني أن أصلي الصلوات الخمس في المسجد, وأنا لا أستطيع فعل هذا في الوقت الحالي, وإن لم أفعل ذلك تمتنع عني, وهذا الأمر يزعجني كثيرا. فعلت كل هذا لأحصل عليها وفي الأخير تمتنع عني, تحاورت معها في هذا الموضوع فقالت حرام شرعا أن أملكك نفسي وأنت لا تصلي, عرضت عليها الطلاق فرفضت رغم أني أصلي ولكن بصورة غير منتظمة, وتقضي اليوم واعظة, هذا حرام وهذا حلال, ولا تجد غيري حتى تعظه, فأنا محتار معها جدا, ولا أريد أن أتعامل معها بقسوة لأني أحبها, وهي حامل أيضا. في أكثر من مرة أعيدها لبيت أهلها وأقضي السهرة مع أصدقائي وأعود إلي البيت فأجدها في انتظاري, تعود من تلقاء نفسها وتكذب على أهلها عندما يسألوها عن سبب الزيارة تقول لهم للاطمئنان عليكم, وتجلس عند أهلها قرابة الساعتين وتطلب من أخيها أن يعيدها, ولا تقول لهم الحقيقة. الكذب حرام شرعا فكيف تحاسبني على الصلاة وهي تكذب, فأنا أستطيع أن أحضر إحدى صديقاتي إلى المنزل وأعاشرها أمام عينها إذا استمرت في هذا, أنا بصراحة أحن إلى الماضي أحيانا, ولا أريد مشاكل معها, خصوصا أن والدي يحبها كثيرا ويعدها مثل ابنته, ووالدي رجل شديد, ولا يتفهم ومتحجر أيضا, ويفرض علي قيودا بعد أن تزوجت لعلمه بعلاقاتي السابقة, وقد وعدته بعدم تكرار ذلك, ولكنه لا يثق بي هو الآخر, فهو يسأل زوجتي يوميا إن كنت أتأخر خارج المنزل أم لا. تتعمد أن توقظني منذ الساعة 3.30 صباحا وتقول والدك ينتظرك لصلاة الفجر, وعندما أستيقظ لا أجده, أسألها فتقول ينتظرك في المسجد, أذهب إلى المسجد فأكتشف أن والدي لم يمر علي, تشتكي له مني كثيرا فيوبخني كثيرا بسببها, فأنا كنت أسعد حالا قبل الزواج, ولا أعلم كيف أتصرف معها لكي تتركني بحالي. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبًا بك، ومن أعماق قلوبنا نحن سعداء يقينًا بأنك رغم ظروفك التي تمر بها إلا أنك تذكرت إخوانًا لك في الله بمقدورهم - بحول الله وقوته - أن يساعدوك على الأمن والأمان والاستقرار، خاصة وأنك تعلم أن هذا الموقع موقع إسلامي ليس موقعًا كغيره من المواقع الأخرى. ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يمنحك القدرة على اتخاذ القرار الصعب الجريء, وهو التخلص من تلك العلاقات المحرمة، وأن يشرح صدرك للمحافظة على الصلاة في أوقاتها، وأن يبارك لك في هذه الجوهرة المكنونة والدرة المصونة التي أعتبرها – بحقٍ – كنزا من أعظم كنوز الجنة وهبك الله إياه وإن كنت لا تعرف قيمته. وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل مُهند – أُقسم لك بالرب الذي رفع السموات عن الأرض بلا عمد أن الله قد منحك منحة من أعظم منح الله تبارك وتعالى للعبد في هذه الحياة الدنيا، امرأة بهذا المستوى من العفة والنظافة والفضيلة والصلاح والتُقى، مُثلها لا تُطلق – أخِي مُهند - . أنا معك أن ماضيك صعب ومؤلم وعنيف وقاسٍ، ماضٍ مزعج، ماضٍ سيقض مضجعك في قبرك، ماضٍ سيجعل موقفك حرجًا بين يدي جبار السموات والأرض يوم القيامة، كل تصرف فعلته في الحرام سوف ينتقم الله منك انتقامًا عظيمًا يوم الزحام، إلا إذا تبت إلى الله تبارك وتعالى وسرت وراء هذه الجوهرة المرأة الصالحة العفيفة الفاضلة. أخِي مهند: قسمًا بربي أن هناك ملايين من الشباب يتمنون رُبع امرأة كامرأتك هذه، في عفتها وفضيلتها، وفي حفاظها على نفسها، وحرصها على عدم الوقوع في الحرام، وحبها لك، هي تضطر أن تكذب من أجل حبها لك، هذه امرأة نعمة، نعمة – أخِي مهند – بمعنى الكلمة، أنتَ توصلها إلى أهلها وهي غضبانة على ألا ترجع، وهي تخبرهم بذلك محبة فيك وحرصًا عليك، وتقول لهم (إني جئت للزيارة) وتقول أنت هذا كذب. هذا الكذب جائز يا أخِي، هذا من الكذب الذي حث عليه الإسلام، هذا نوع من الإصلاح، امرأة تساوي ملء الأرض من هؤلاء اللواتي تتعامل معهم أنت – أخِي الكريم مُهند - . صدقني ورب الكعبة، لقد منحك الله منحة عظيمة، وأنا لا أريد أن أقول أنت لا تستحقها فعلاً بمعنى الكلمة، لأنها لولا أنك دخلت معها في رهان عندما فشلت في الوصول إليها ما أعتقد أنك فكرت فيها، ولولا أنها أحبتك ما أعتقد أنها فكرت فيك أيضًا، لأن مثلها يختلف عنك تمامًا. يا عبد الله: لقد منحك الله منحة عظيمة، والدك يحبها، لأنه رجل واعي، رجل فاهم، صالح، نقي، يعرف أن المرأة النقية العفيفة تساوي ملء الأرض ذهبًا، بل أغلى من الأرض ذهبًا، وخاصة أنك عندما تكون معها في البيت تراها امرأة في قمة الروعة، ماذا تريد، بالله عليك أتريد أن تظل – أجلَّك الله – كاللاهث الذي يلعق ويلهث في الطرقات ويجري وراء كل غانية وساقطة وكل امرأة تُبدي له بعض التغنج أو بعض الميوعة، هل هذه رجولة؟ هل هذه التصرفات تُرضي الله سبحانه وتعالى؟ كونك تقول أنها تفرض عليك أن تصلي في جماعة، أليست هذه نعمة عظيمة أن تعينك على القيام بأعظم حق فرضه الله عليَّ وعليك – وهو الصلاة – ألا تعلم بأن ترك الصلاة يؤدي إلى الخروج من الملة كما أخبر النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - ؟! أخي الكريم مهند: أريدك أن تتعقل، أن تعود إلى رشدك وصوابك. والله يا أخِي إنك في نعمة عظيمة، أُقسم برب الكعبة هذه أعظم من الحور العين في الجنة، امرأة بهذا المستوى – يا رجل – حاول أن تغيّر نفسك لتصل لمستواها، ولا تطلب منها أن تغير نفسها لتصل إلى مستواك، لأن مستواك في الحضيض، وهي فوق السحاب، وهي تريد أن تأخذ بيدك إلى العلياء – يا رجل – تريد أن تبني لك مجدًا في جنات الله تعالى، تريد أن تجعلك رجلاً طاهرًا نقيًّا عفيفًا عظيمًا فاضلاً، تريد أن تجعلك وليًّا من أولياء الله، إنها تأخذ بيدك إلى الجنة – أخِي الكريم مُهند – إنَّ مثلها (والله) لا ينبغي أبدًا أن تفرط فيها أبدًا، أن تضعها في عينيك، في سويداء قلبك. كونك تقول لا أعرف أن أتصرف معها؟ أنت حاول أن تترك الحرام من أجل الله تعالى، ثم إكرامًا لها، حاول أن تقطع هذه العلاقات، امرأتُك فاضلة – يا رجل - . أنا أسألك (بالله) هل ترضى أن تكون لها علاقات من ورائك وأن تمشي مع الرجال وأن يقبّلها الرجال – كما تفعل أنت – هل ترضى بالله عليك ذلك؟ والله ستقول (لا أرضى) والله ستقول (لا أرضى) فاحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة. النساء اللواتي تمشي معهنَّ: أليس بعضهنَّ متزوجات؟ هل يرضيك أن امرأتك مثلهنَّ خائنة فاجرة تعرض جسدها وتعرض بدنها على رجل لا يحل لها؟! يا رجل: أنت في نعمة، يا رجل (والله) أنت في نعمة، حاول أن تغير من واقعك، وأن تستجيب لطلبات امرأتك، لأنها (والله) تدعوك إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة، تدعوك إلى كل خير، إلى كل فضيلة، ولذلك تقول والدك يحبها لأنه متحجر، بالعكس، والدك يحبها لأنها فاضلة، لأنها تستحق ذلك، والله تستحق أن تضع نعلها على رأسك، لأنك لن تجد مثلها في هذا الزمان، والله أنا أقول (نعمة) والله نعمة عظيمة أكرمك الله بها. أخِي الكريم مُهند: امرأة بهذا المستوى من النقاء، بهذا المستوى من العفاف، بهذا المستوى من الطهر تقول (لا أدري كيف أتصرف معها) حاول أن تغير نفسك لتصل إليها، امرأة كنز – يا أخِي – والله، أعظم من كنوز الأرض، امرأة عفيفة فاضلة، لا تنظر إلى ما حرم الله، ولا تتكلم مع رجل أجنبي أي كلام حتى وإن كان قليلاً، وتريد أن تتنظف مثلها، تريد أن تكون نظيفًا فاضلاً عفيفًا، هل مثلها يفكر أحدًا في طلاقها؟! تذهب إلى المسجد وتكتشف أن والدك لم يمر عليك، هذه نعمة أنها تعينك على طاعة الله تعالى، لأنها تعلم أن والدك يصلي في المسجد وتريدك أن تكون عبدًا صالحًا. أنت تقول بأن والدك لا يثق فيك: لتصرفاتك السيئة، وأحوالك العجيبة، فهي كذلك أيضًا، ولكنك عندما تترك الحرام من أجل الله - ليس من أجلها – وعندما تحافظ على الصلاة ستجد كل أمورك طيبة وبخير، وستسعد بزوجتك وبصلاحها، قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمةً منا وذكرى لأولي الألباب} وقال تعالى: {وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين}. هذه امرأة تعينك على الخير، تعينك على طاعة الله، وخير النساء من قامت في الليل فصلت ثم نضحت في وجه زوجها الماء فصلى، وخير الرجال من قام من الليل فصلى ثم نضح في وجه زوجته الماء فصلت. أسأل الله لكم التوفيق والسداد، والثبات على الحق، والعصمة من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يؤلف على الخير قلوبكم، وأن يصلح ذات بينكم، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن. هذا وبالله التوفيق.
__________________
|
#36
|
|||
|
|||
أقيم في الغربة وزوجتي ترفض القدوم إليّ، فماذا أصنع؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله بركاته عمري 29 سنة، متزوج منذ ثلاث سنوات -ولله الحمد- عندي بنت عمرها سنة، ولكن حياتي الزوجية مدمرة، بمعنى الكلمة، وبها الكثير من الخلافات والمشاكل، وتدخل أهلها، وتعنت والدها معي، وطوال ثلاث سنوات لم أعش معها غير أربعة شهور فقط؛ وذلك لأني أعمل بدولة أخرى، وهي ترفض أن تسافر معي لأنها تعمل، ولا ترغب في ترك عملها، بالإضافة أنها مادية، وكل ما يهمها فقط الأمور المادية، وتطالبني أن أرسل أموالا وهدايا لها ولأهلها. وأنا لا أستطيع الرجوع إلى بلدي في الفترة الحالية؛ لأني لا أريد أن أضيع فرصة العمل في إقامتي، وفي نفس الوقت أنا متأثر نفسيا من عدم رغبتها في العيش معي، وتفضيلها العمل وأهلها علي، ولا أرغب في الطلاق كي لا أضر بابنتي الصغيرة، فما الحل الأمثل؟ مع أني خلال الثلاث سنوات قد قمت بشتى الطرق كي أقنعها ولكن لا جدوى! ولا أملك غير الصبر، ولكني أخشي على نفسي من غضب ربي عز وجل، وأنا أجد كل الطرق مغلقة في وجهي، ولا أعلم هل هذه الزوجة نقمة؟! الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك، ونرحب بابننا الكريم في موقعه بين آباء وإخوة يحرصون على مصلحة شبابنا والفتيات، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الأزمة، وأن يجلب لك الوفاق والوئام، وردد في ثبات ويقين وثقة في الله: { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}. ابننا الكريم الذي يظهر لنا أن تدخل أسرة الفتاة في مشاكلها له علاقة وثيقة بالذي يحدث، وإذا كانت هذه الفتاة وهذه الزوجة طيبة ذات خلق ودين، وفيها امتيازات تميل إليها النفس، فإننا ندعوك إلى أن تصبر عليها إلى أن تحاول أن تعدل في تعاملك بينها وبين أهلها، فعليك أن تستخدم معها الحكمة والأسلوب الجميل حتى لا تتولد عناصر العناد بينك وبينها. وأرجو أن تعلم أن كثيرا من الزوجات ربما تصر على العمل لمصلحة أهلها من أجل أن تنفق على أهلها، وقد يكون السبب في إصرارها على العمل هو عدم الشعور بالأمن، فأشعرها بالأمن والطمأنينة والحب والرغبة في مصلحتها، وحاول أن تكرر المحاولات وتدخل الوساطات من أجل أن تكون هذه الزوجة معك ولو إلى حين، ونقترح عليك أن تطلب منها المجيء في عطلتها الرسمية، وعندها سوف يتغير الوضع؛ لأنك عندما تنعزل معها وتعيش معها في مكان بعيد عن أهلها، بعيدا عن المؤثرات الخارجية فإن الصورة سوف تكون أمامك واضحة جداً، لكن ما دامت الزوجة مع أهلها، وما دام لها عمل ولها راتب، فإن الأمر يكون فيه صعوبة، ودائماً حل المشاكل بالمراسلة بالتواصل بالهاتف قد يكون فيه صعوبة. لكن عندما تكون الزوجة عند زوجها تأنس به ويأنس بها، ويتحاور معها في هدوء فإنهم يصلون بحول الله وقوته إلى حلول كثيرة بعيدا عن المشاكل، فنحن نقترح عليك إذن أن تحاول المجيء بها في عطلتها الرسمية أو تحاول أن تذهب معها إلى بيت الله الحرام في عمرة، وهناك وإلى جوار الحرم المبارك في تلك الديار المباركة تجلس وتحاورها بوضوح في منتهى الوضوح حول هذه المسألة وحول هذه الخلافات التي تحدث. وأرجو كذلك أيضا أن تحسن إليها عند المجيء إليك، وتجتهد في أن تعاملها بالحسنى، وتنجح في أن تشبع رغبتها وحاجتها إليك، وأن هذه المسائل تساعد المرأة أن تكون مع زوجها، ولكن إذا فقدت العطف والحنان، ودخل جانب التحدي والعناد، فإن المرأة عند ذلك على الأقل ربما لن تقهر، والمرأة عندها قدرة على الصبر ربما تفوق الرجل في ذلك كثيراً، فأنت بحاجة إلى المسايسة، إلى المدارة، إلى التعامل مع هذا الوضع بهدوء بمنتهى الهدوء، ونتمنى ذلك، وقد صبرت كثيراً، فواصل مشوار الصبر، وأن يكون لك منهج في أن تكون هنا أو هناك، فأنت تكون معها أو تكون معك هي، وهذه أمور ينبغي أن تنظر إليها من كافة الزوايا، فإذا تبين لك وجه الصواب فعند ذلك يمكن أن تفعل وتنحاز لما تراه صوابًا، وأرجو أن لا تستعجل في الطلاق لأنك لا ترغب فيه؛ لأن الطلاق لا خير فيه غالباً. الظاهر أيضا أن المشكلة لها أطراف خارجية له أثر كبير، وعند ذلك قد يكون في الطلاق ظلم للزوجة لأنك لم تحاول أن تستغرق رأيها بمنتهى الوضوح لتتعرف على رأيها شخصياً وليس رأي أهلها؛ ولذلك أرجو أن تعطي نفسك فرصة وتكرر المحاولات وتنوع في الأساليب، وتحاول أن تلتقي بها بعيداً عن أهلها، وعند ذلك سوف تتعرف على وجهة نظرها الواضحة، والتي يمكن أن تبني عليها حياتك ومستقبل هذه الأسرة. نحن نتمنى أن لا تضيع فرصة العمل، ونتمنى كذلك أن تتيح لها فرصة من أجل أن تعمل فأنتم لا زلتم في بداية تكوين الأسرة، وسوف يكون الأمر سهلا ومفهوما إذا عرفت أسباب إصرارها على العمل وإصرار رغبتها في الاستمرار في وظيفتها، فإن معرفة السبب تزيل العجب، وتعيننا بحول الله وقوته في إصلاح الخلل والعطب. وإذا كانت السبل والطرق مغلقة فنحن ندعوك إلى أن تلجأ الله تعالى وأن تكثر من الاستغفار والتوجه إلى الله تعالى، وعليك أن تحرص على طاعة الله تعالى. نسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجتك على الخير، وأن يستخدم الجميع في طاعته وأن يحسن ختامنا، وأن يحسن خلاصنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وبالله التوفيق والسداد.
__________________
|
#37
|
|||
|
|||
زوجتي لا تسمع كلامي وترفع صوتها عند الحديث معي، ما نصيحتكم؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. تحية طيبة وبعد: أنا شاب في ال28 من العمر، تزوجت من نحو ستة أشهر، وعندي خلافات متكررة مع زوجتي، ومن خلال هذه الخلافات اكتشفت أنها شخصية غير التي كنت أعرفها! فزوجتي عنيدة ولا تطيع كلامي، في واحدة من خلافاتي معها في يوم من الأيام جاءتني وأخبرتني بأنها تريد أن تصوم، ومع العلم بأنها حامل في شهرها الرابع في ذلك الوقت، فأخبرتها بأن لا تصوم خوفاً عليها وعلى الطفل، ومع العلم بأنها لا تتغذى جيداً، وعندها حالة رعاف متواصل، فخفت عليها وأمرتها بأن لا تصوم، فقالت لي: سوف أصوم .. وذهبت، وعندها جن جنوني فأقسمت عليها لو صمت سوف أطلقك! علماً أنها مهملة في أعمال بيتها، بسبب متابعتها لمسلسلات على التلفزيون، وهي تتابع هذه المسلسلات في أوقات متأخرة من الليل، وفي ذلك الوقت أكون أنا محتاجاً للراحة، لأني أستيقظ في الصباح الباكر للذهاب للعمل، وعندما منعتها من السهر على التلفزيون لمشاهدة هذا المسلسل غضبت واشتد غضبها، وبعد عدة أيام أصبحت تتابع إعادة المسلسل، مع العلم بأن إعادة هذا المسلسل يكون في وقت الظهيرة، وفي هذا الوقت آتي إلى البيت بعد الدوام الأول لتناول وجبة الغداء، وبعدها أخلد للنوم، وبعدها أستيقظ للذهاب للعمل للدوام الثاني، وأيضاً هي دائماً ما ترفع صوتها عندما نتناقش في هذه الخلافات، وترفع صوتها وعندما أخبرها أن تتحدث بصوت منخفض تخبرني بأنها لا تستطيع. هذا: وعندما أخبرها بأن الجيران يسمعون كلامك فتقول لي: لا يسمعون شيئاً، وأنا متأكد أنهم يسمعون كل كلامها وبوضوح. أفيدوني جزاكم الله خيراً، فأنا أصبحت كثير التفكير في أمور كثيرة، ومن هذه الأمور أصبحت أفكر في أنني أخطأت في الاختيار، وكثير من مثل هذه الأفكار أضحت تجوب في خاطري. لكم مني فائق الاحترام والتقدير . الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد المكي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.. وبعد: بداية نرحب بابننا الكريم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح له النية والذرية، وأن يقر عينه بصلاح هذه الزوجة، ونذكره بقول الله تبارك وتعالى: {وأصلحنا له زوجه} ماذا كانوا يفعلون؟ {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم علينا وعليكم العافية والتوفيق والسداد. أعتقد أن مدة ستة شهور غير كافية لاكتشاف شخصية هذه الزوجة، ولذلك لابد من التعامل مع الوضع بمنتهى الهدوء، وغالبًا الأشهر الأولى بل السنة الأولى فيها مشاكل، وتحتاج إلى وقفات، لكون الرجل والمرأة كل واحد جاء من بيئة مختلفة، بطبائع مختلفة، بنمط حياة مختلف، ويخطئ جدًّا عندما يحاول كل طرف أن يغير الطرف الآخر ليكون على برنامجه، ويبرمجه على الوجه الذي يريد، ولكن الصواب هو أن يحصل تنازلا من هنا وتنازل من هناك، حتى يحصل اللقاء في منتصف الطريق. هذه نقطة أرجو أن تكون واضحة، ولذلك الظاهر أنكم تختلفون في أشياء فرعية، وهذا الخلاف يكبر والأصوات ترتفع، وفي النهاية القضية لا تساوي شيئًا، هي قضايا ستصلون فيها بحول الله وقوته إلى حل، وستصبح هذه الخلافات ذكريات جميلة مضحكة، وهذا الذي ينبغي أن يحصل، لأن أي مشكلة ينبغي أن تأخذ حجمها وحيزها المناسب، فما بينكم من العناصر والقواسم المشتركة والأمور الجامعة أكبر آلاف المرات من المشكلات التي عُرضت الآن والتي تحصل عادة في كل البيوت. ليست المشاكل أن تحصل في البيوت، ولكن المشكلة في الكيفية التي نتعامل بها مع تلك المشكلات، فمن الناس من يضخم المشكلة، ويظل يومه متوترًا لأجل مشكلة صغيرة، والصواب هو أن نحصر المشكلة في إطارها الزماني وفي إطارها المكاني، وأن نصطحب المشاعر النبيلة والنوايا الطيبة، وأن نتجنب سوء الظن عند حصول مثل هذه الخلافات. عند تأمل هذه النماذج التي ذُكرت يلاحظ الإنسان أنها فيها خير وأنها تريد أن تصوم وأنت تحاول أن تمنعها، طبعًا الرجل يمنع المرأة إذا كان بحاجة إليها، لكن إذا لم يكن بحاجة إليها وكانت تطيق الصيام فالأفضل أن يجعلها تصوم لله تبارك وتعالى، لأن هذا بمثابة استئذان، فهي لا تصوم وهو حاضر إلا بإذنه، ولذلك أرجو ألا تعطي هذه الأمور أكبر من حجمها. إذا كانت هي حامل وتريد أن تصوم فهي ستعرف عندما تتعب، عند ذلك ستعود إلى الفطر وتستخدم الرخصة التي أعطاها الله تبارك وتعالى للمرأة الحامل، لأن الحامل كما قال ابن عباس: (وهل هناك مرض أشد من الحمل)؟ المسألة تحتاج منك إلى صبر وتعامل مع الوضع بهدوء، والغريب أنها وهي التي تحرص على الصيام تشاهد المسلسلات، هذه المسلسلات التي يجتمع فيها مجموعة من الكذّابين والكذَّابات والدجَّالين والدجَّالات والفاسقين والفاسقات ليطرحوا قضية ربما كان جزءًا يسيرًا منها حقيقي والباقي وهمي عبارة عن كذب في كذب. يؤسفنا أن بعض الناس فعلاً يتواصل مع هذه المسلسلات والمتابعة لها، ولو كانت في أوقات متأخرة، ليكون الثمن هو التأخر في صلاة الفجر أو التقصير في بعض الواجبات، والعلاقة وثيقة بين مشاهدة المسلسلات والسهر فيها وبين التقصير المذكور تجاه بيتها وأسرتها. لكننا دائمًا مثل هذه الأمور ينبغي أن نعالجها بهدوء، ولابد أن تدرك أن المرأة عقلها صغير، وأن الرجل هو الذي ينبغي أن يصبر عليها، قال تعالى: {وعاشروهنَّ بالمعروف فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} قال ابن كثير: هي المرأة يصبر عليها زوجها فيرزقه الله تبارك وتعالى منها الوالد الصالح. نحن نوصيك بالصبر والمداراة وحسن التعامل، والملاطفة لهذه الزوجة، فإن الزوجة العنيدة أيضًا لا نقابل عنادها بعناد. ومسألة رفع الصوت يبدو أنها مسألة طبيعية وهي حيلة الضعيف، وهذا مما ينبغي أن يعرفه الرجال، فإن المرأة عندها خمسة طبقات بخلاف الرجل الذي لا يملك إلا ثلاث طبقات من الصوت، فهي تتكلم وهي الضعيفة، فدائمًا الضعيف تجده يرفع صوته ويصيح ويصرخ، والمرأة كذلك ضعيفة. أيضًا هي لا تشعر بنفسها عندما يرتفع الصوت، ولذلك لعلك لاحظت أنها أنكرت، وقالت إن الجيران لا يسمعون صوتها، هذا من طبعها ومن طبع سائر النساء. إذا رفعت صوتها فلا ترفع صوتك، ولكن بمنتهى الهدوء تقول لها: (لو سمحت أنا قريب منك خفضي الصوت) بهذا اللطف وبهذا النوع من الكلام دون أن يكون هناك إساءة أو جرح للمشاعر. لذلك أرجو أن تنتبه لهذه المسائل وتحاول أن تذكر هذه الزوجة بمحاسنها، بصيامها، بصلاتها، ثم تدعوها إلى أن تقوم بأداء العبادات التي شرعها الله تبارك وتعالى، وأنه إذا حصلت مشكلة ينبغي أن تختار الوقت المناسب والألفاظ المناسبة لتناقشك فيها. الأفكار التي تجول في خاطرك ينبغي أن تُبعدها تمامًا، وينبغي أن تُدرك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر) إذا كان في هذه الزوجة بعض العيوب التي ظهرت لك فينبغي أن تُوقن أن فيها بعض الإيجابيات الكثيرة، وهكذا الرجال والنساء. لذلك هذا من إعجاز هدي النبي – عليه صلوات الله وسلامه – فالإنسان إذا كره من زوجته خُلقًا رضي منها آخر، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذين له الحسنى فقط، إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وكثير من الناس ربما اختلف مع زوجته وطلقها فلما يتزوج الثانية أو الثالثة يدرك أن النساء نمط واحد وأنهنَّ ناقصات عقل ودين يحتجن إلى شيء من الرعاية، لأن جرعة العاطفة زائدة، فجرعة العقل ناقصة وجرعة العاطفة زائدة. ينبغي أن نتعامل مع مثل هذه الأمور بمنتهى الهدوء، ونسأل الله أن يستخدم الجميع في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، وأن يؤلف على الخير قلوبكم، وأن يصلح ذات بينكم.
__________________
|
#38
|
|||
|
|||
زوجتي هربت إلى بيت أهلها عندم علمت أنها حامل، فما نصيحتكم؟
السؤال السلام عليكم. مشكلتي يا سادة أني متزوج منذ سنة من فتاة محترمة وخلوقة، ومن أسرة طيبة، ولكن زوجتي كانت في بيت والدها تأمر فتطاع، وهي تتمتع بعقلية طفلة! فكنت أعطيها مصروفها الشهري لتقضي به احتياجات المنزل فتذهب وتشتري به اكسسوارات خاصة بها، وعندما ألومها تبكي فأرضيها، ومن ثم أصبحت أشتري أنا احتياجات المنزل. وكنت أعمل لمدة 8 ساعات في اليوم، مددت عدد الساعات إلى 12 ساعة لأتمكن من توفير متطلباتها، وأتعامل معها بالفعل على أنها طفلة رغم أن عمرها 20 عاما، وقلت عندما تنجب وتصبح أما سوف تتغير شخصيتها، إنما المشكلة الأكبر أنها لا تريد الإنجاب؛ لأن ابنة عمها توفيت وهي تلد، فاعتقدت أنها سوف تموت إذا أنجبت. حاولت معها مراراً وتكراراً دون فائدة، وأصبحت اصطحب بنت الجيران التي عمرها عامان إلى المنزل كي تقضي معنا بعض الوقت وألعب معها لتراها زوجتي ويرق قلبها، لكن دون فائدة، فهجرتها ونمت في غرفة أخرى ففوجئت بها تقف أمام باب الغرفة وتبكي مثل الأطفال؛ لأنها تخاف أن تنام بغرفة بمفردها! فلم أتحمل بكاءها، فذهبت معها إلى غرفتها وفشل الهجر. وبعد مرور عام فشلت أنا وأهلها في إقناعها ولم أعلم أهلي بأي شيء عن الموضوع، فأظهرت لها موافقتي على عدم الإنجاب ومشيت معها على قدر عقلها! وكانت تستخدم حبوب منع الحمل، فلي صديق شقيقته تعمل ممرضة في عيادة أمراض نساء، اتفقت معها على أن تقنعها بتغيير وسيلة منع الحمل، وتعطيها وسيلة وهمية تمكنها من الإنجاب، وبالفعل جلست معها شقيقة صديقي وأقنعتها بتغيير الحبوب إلى حقن كل 6 شهور، فوافقت زوجتي، واصطحبتها وذهبنا إلى العيادة وأعطتها شقيقة صديقي حقنة فيتامينات بدل حقنة منع الحمل، وبعد فترة حدث الحمل فاستشاطت غضباً وعصبية، واتهمتني أني أريد قتلها وتركت المنزل وذهبت لأهلها. أرجو مساعدتكم لحل المشكلة وهل أنا مخطئ؟! الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك أيها الأخ الحبيب نسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك، ونحن نشكر لك أيها الحبيب حسن خلقك ومعاملتك لزوجتك برفق ولين، وأنت مأجور على ذلك كله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ونتمنى أيها الحبيب أن تستمر على ما أنت عليه من التلطف بزوجتك ومحاولة الإحسان إليها بقدر ما تستطيع، وكن على ثقة بأن ذلك سوف يعود عليك وعلى زوجتك وعلى أولادك - بإذن الله - في المستقبل، بمزيد من الاستقرار والطمأنينة والحفاظ على البيت. أما بشأن الحمل فمما لا شك فيه أيها الأخ الكريم أن من أعظم مقاصد الزواج تحصيل الذرية، وأن هذا حق للزوج كما هو حق للزوجة كذلك، فليس من حق زوجتك أن تمتنع من الإنجاب بهذا العذر الواهي الذي توهمته، فقد أحسنت في التحيل والتلطف بها إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة، ولا ينبغي لك أن تصارحها بما كان منك إذا كنت لم تصارحها إلى الآن، وحاول بقدر الاستطاعة الاستعانة بأهلها وكل من له تأثير عليها. حاول أن تقنع والدتها بأن تستعين بصديقتها، وأنه لن يلحقها بإذن الله تعالى أذى أو ضرر، وألفت انتباهها إلى أن النساء كلهن يحملن ويضعن في ظروف طبيعية والحمد لله، وإلا ما ندر، وحاول أن تشجعها بأن صحتها جيدة ونحو ذلك من التطمينات، وأنها سوف تسعد بإذن الله حين ترى طفلها الصغير يلعب بين يديها، مع إرشادها إلى الإكثار من الدعاء الله تعالى بأن يحفظها ويرعاها ويمتعها بصحتها وولدها. حاول أيها الحبيب بقدر الاستطاعة التلطف بأهل زوجتك، ومحاولة الاستعانة بهم لتتغلب زوجتك على هذه الأوهام التي تعيشها، ولن ترى منها إلا خيرا في المستقبل فنوصيك بالصبر عليها، وقد صبرت كثيراً فواصل على ما أنت عليه. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح زوجتك، وأن يديم الألفة والمحبة بينكما. وبالله التوفيق والسداد!
__________________
|
#39
|
|||
|
|||
أحببتها كثيرا... لكني لم أعد أطيق الخلاف بيننا
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا إنسان قد واجهت في حياتي الكثير، بالرغم من سني الصغير، وأبلغ من العمر 26 عاماً، ولكني قد واجهت ما يعطيني خبرة في الحياة لا بأس بها، ولكن فوق كل ذي علم عليم -ونعم بالله-. أحببت إنسانة، وأعطيتها من الحب كل ما أستطيع، وكل ما لا أستطيع، وأحاول التضحية بأي شكل، وبأي أسلوب كي أعبر عن حبي لها، وهي أيضا أحست بالاطمئنان، وتحبني حبا شديدا، ولكن بالرغم من هذا يحدث بيننا مشاكل كثيرة، وتحدث على أتفه الأسباب، ولكن سرعان ما يزول الغضب -والحمد لله- ونتصالح، وترجع حالتنا الطبيعية، ولكن بعد أن أظهر أمامها أني غلطان، وأني السبب، ولكن كي لا يطول الخصام والمشاكل كنت أرضى وأسكت، ولكن من داخلي حزين؛ لأني غير معتاد على هذه الأمور، ولكني أحس أنها تضحية وحفاظ على الحب لأجل الرغبة في استكمال الحياة معها! ولكني بدأت بالشعور بالضيق الشديد، والغضب من هذه الأمور، لدرجة أني بدأت أحس أن كرامتي قد أهينت، وأني لا أستطيع التحمل أكثر من اللازم، وأنه يوجد علي ضغط في أمور كثيرة، مثل العمل، وترتيب الحياة، كي أتزوجها، وأمور كثيرة مطلوبة مني، ولا أعرف ما حل هذا؟ وما سببه؟ للعلم بدأت أدخل في حالة عصبية، بالرغم أني غير معتاد على ذلك، وأني هادئ بطباعي، وهي عصبية. آسف للإطالة. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإننا نرحب بك أشد الترحيب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه. وبخصوص ما ذكرت في سؤالك فإني أحب الإجابة في عدة نقاط رئيسية: 1- الحديث عن علاقتك بمن تحب لم تفصله، والأصل كما لا يخفاك أن يكون هذا الحب وفق الأطر الشرعية، والتي تعني خطوبة شرعية، وزواجا ناجحا إن شاء الله. 2- لا توجد امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، ومقياس الاختيار الموفق أن تكون حسنات من تأخذ أكثر من سلبياتها، وألا تكون تلك النواقص في الأصول كما أخبر النبي من حديث أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " فما دام الدين قد سلم، والأخلاق قد رضيت بها، وقد استخرت واستشرت فأقدم بارك الله فيك ولا تجعل من الخطأ الجزئي كلية كبري، بل ضعه في إطاره العام، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبر بذلك، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يفرك مؤمن مؤمنة. إن كره منها خلقا رضي منها آخر" أو قال "غيره". وهذا ضابط لمن أراد الحياة السعيدة المتزنة. 3- المشكلة التي تعاني منها أمر طبيعي، لكن يبدو أن الصواب فيها ضائع؛ مما يضطرك كما قلت إلى الاعتذار عما لا تقتنع به من أجل الرجوع إلى الحياة الطبيعية، وهذا قد يكون بكثرة قبل الزواج، لكنه بعد الزواج يقل وبدرجة كبيرة، ويمكن تجاوز هذه النقطة في الاتفاق على إدارة الخلاف بينكما، بمعنى إذا كانت هناك مشكلة فلتتفقا على عدة أمور: أ- ليس المهم من المخطئ، وإنما الأهم أين الصواب ومعالجة الخطأ. ب - لا تخرج المشكلة في بدايتها من بينكما. ج- يستمع كل طرف بدون مقاطعة إلى الطرف الآخر ليشرح وجهة نظره كاملة. د - تجنب تصيد الأخطاء سيما إذا كانت غير مقصودة. فإذا صعب عليكما الاتفاق على معرفة الصواب من الخطأ، فيمكن ساعتها أن تستشيرا بعض أهل الفضل ممن تتفقان عليه. وبهذا إن شاء الله تتجاوزان هذه المشكلة بسلام، وننصحك أخي الكريم بالهدوء والتريث، وأن تعلم أن المشاكل في كل بيت قائمة، ولكنها تتفاوت من بيت لبيت، وعليك أيها الفاضل أن تستعين علي هذا كذلك بقيام الليل، وكثرة الدعاء لله أن يهدي الله زوجك، وأن يذهب الشيطان من بينكما؛ فإن سهام الليل لا تخطئ. نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصلح ما بينكما فيما يرضي الله. والله ولي التوفيق.
__________________
|
#40
|
|||
|
|||
أنكرت على زوجتي وجود صورة لزوج أختها على هاتفها فغضبت!!
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجتي لها أخت في الخارج للعلاج، قامت بإرسال صورة لزوجها ولها على هاتف زوجتي! وبالقدر رأيت صورة زوج أختها في هاتف زوجتي، وأنكرت عليها وقلت لها هذا لا يجوز. لم أتهمها بالخيانة، وردت علي أنا واثقة من نفسي، وكل أهلي -تقصد أهلها- رأوا الصورة، ولم ينكروا عليها. وهي متعلقة بأختها، وأكثر خلافاتنا بسبب أختها ، وهي غاضبة، وذهبت إلى بيت أهلها من غير إذني، وعندي منها ولد وهي حامل . أفيدوني نفع الله بكم. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يجنبكما الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن. وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – أقول لك: إن المسألة في الواقع بسيطة، ولا تقتضي أبدًا بحال من الأحوال أن يصل الحد إلى أن تترك الزوجة بيتها، وأن تذهب إلى بيت أهلها، لأن هذا نوع من العجلة وعدم التأني، وتحميل الأمور ما لا تحتمل. إن الأمر كان مجرد إنكار، وكان الأولى بالأخت الفاضلة – جزاها الله خيرًا – أن تقول لك (إن هذا الأمر أنا لم أنتبه له، وإنني لم ألق بالاً لصورة زوج أختي، وإنما أنا أركز على أختي فقط) كان من الممكن أن يكون هناك رد ألطف من هذا، ولكن يبدو أن الشيطان قد استحوذ على زوجتك، وجعلها تثأر لنفسها بالإثم دون مراعاة للحق، والذي قلته أنت حقيقة أنت فيه على صواب، لأن مسألة أنها تكون تحتفظ بصورة لزوج أختها حتى وإن كان مع أختها، فإنه أمر يتنافى حقيقة مع غيرة الرجل المسلم. كما أن زوج أختها لا يسمح لزوجته أن تحتفظ بصورة لك حتى وإن كنت مع زوجتك، فإن هذا الأمر كان ينبغي أن يكون بالمثل، ولكن يبدو أن زوجتك حسنة النية، ولم تر في الأمر من شيء، إلا أنه في الغالب هي لا تنظر ما دامت تحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهي امرأة فيها خير. هي لا تركز في الواقع على صورة زوج أختها، وإنما في الغالب هي تحتفظ بالصورة على اعتبار أنها جاءت جماعية، وإلا لو كانت صورة زوج أختها وحدها لكان من الممكن أن تنكر عليها إنكارًا شديدًا. أما والصورة جماعية أو مشتركة فلعلها أرسلتها في الغالب كصورة موجودة عندها قديمة، وصورتها بالجوال ثم أرسلتها. أرى أن الأمر حقيقة قد دخل فيه الشيطان، ونفخ فيه نفخًا شديدًا، حتى وصل الحال إلى أن تذهب الأخت وهي غاضبة إلى بيت أهلها. أرى بارك الله فيك أن تذهب إلى والدها، وأن تتكلم معه، وأن تقول له بأن الأمر بسيط، ما كان يستحق منها أن تترك البيت، وأنا لم أتهمها بشيء، وإنما أنا قلت لها (ما كان ينبغي ذلك، ولا يجوز ذلك، لأن هذه المسائل من المسائل الشرعية، فالمرأة لا يجوز لها أن تنظر إلى رجل غير زوجها أو محارمها، حتى وإن كان زوج أختها، كما أنه لا يجوز لي أن أنظر إلى ذلك، وأنا لم أتهمها بأنها تحتفظ بها لشيء في نفسها، وإنما قلتُ لها بأن الأولى أن لا تكون هذه الصورة بهذه الطريقة) بيّن له أن هذه مسألة شرعية، وأنها مسألة بسيطة، وما كانت تقتضي بأن تقول بأني واثقة من نفسي وغير ذلك، لأني أثق فيها، وأعلم أن مثل هذه الأمور بفضل الله تعالى لن تؤثر فيها، وأنها ما احتفظت بالصورة لشيء في نفسها، وكان من الممكن أن يكون الرد على خلاف ذلك، وأنا ليست عندي مشكلة. أرجو بقدر الاستطاعة أن تحاول أن تبدي نوعًا من المرونة في هذا الأمر حتى لا تفقد زوجتك، لأن المرأة قد تكون على قدر من الرعونة والعزة بالإثم، فينفخ الشيطان في نفسها بأنك تتهمها وغير ذلك، وتكبر الأمور، رغم أنها لا تستحق ذلك كله. من هنا أرى أن تحتوي الأمر أنت بنفسك أخي الكريم، وأن تبدي بأن الأمر بسيط، وأنه ما كان يقتضي ذلك، وأني ما أنكرت عليها متهمًا لها والعياذ بالله بالخيانة، ولكن بيّنت لها الحكم الشرعي، وما كان ينبغي لها ذلك. حاول أن تتكلم مع أبيها، وأن تأتي زوجتك وأن تبيّن لها أن الدافع إلى ذلك غيرتك عليها وخوفك على الشرع من أن تخالف أمر الله تعالى، وأما الثقة فأنت تثق فيها ثقة مطلقة، وتعلم أنها على خير، وتعلم أنها تحب الله ورسوله، وأنها لن تفعل ما يُغضب الله. حاول أن تُثني عليها بعض الثناء الذي يطيب خاطرها، وتعود المياه إلى مجاريها، لأني أرى أن هذه مسألة تافهة جدًّا، وهي لا تستحق بحال من الأحوال أن يكون بينكما خلاف عليها، لأنه لو أن الأخت أبدت بعض المرونة لهان الأمر وانتهى، حتى بصرف النظر عن كونها حامل أو لها ولد، حتى وإن لم يكن لها أولاد، فإن هذه مسألة بسيطة لا تقتضي بحال من الأحوال أن أجعلها سببًا لفراق زوجتي أو الكلام عنها وحولها، أو وجود خلاف كهذا الخلاف. أرى أن الأمر بسيط، وأرى أن تحاول أن تحتويه، وتذهب إلى ولي أمرها، وأن تبين له وجهة نظرك بأنك ما اتهمتها بشيء، ولم تتهمها بشيء بفضل الله، لأنك لا تعلم عنها إلا خيرًا، ولكن فقط أنكرت هذا الأمر على اعتبار أن هذه من الغيرة، وأن هذا أيضًا من الدين، وأنه لا يجوز لامرأة مسلمة أن تحتفظ بصورة رجل أجنبي عنها. كما أنه لا يجوز لي أنا شخصيًا أن أحتفظ مثلاً بصورة أختها عندي، حتى وإن كان فيها زوج أختها، ولا يجوز أيضًا لزوج أختها أن يحتفظ، لأن هذه عورة، خاصة إذا كانت الأخت مثلاً مكشوفة الشعر أو مثلاً على قدر من الزينة، أو الجمال، أو غير ذلك، فهذا قد يُفسد قلب الرجل وقلب المرأة، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تصف المرأة أختها لزوجها، فما بالك بالصورة؟! فإذا كنا قد نُهينا عن الوصف الشفهي فما بالك بالصورة الحقيقية؟! حاول أن تستميل قلبها، وأن تُبدي لها نوعا من المرونة، وأن تبين لها أن هذه مسألة شرعية، وأنه ما ينبغي لك أن تغضبي، أو تخرجي من البيت، لأن خروجك من البيت بغير إذني أيضًا مسألة أكبر مما فعلتِ، لأنه لا يجوز لامرأة أن تخرج من بيت زوجها بغير إذنه، فإن فعلت ذلك فهي ملعونة – عياذًا بالله تعالى - . أسأل الله أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يصرف عنكما كيد شياطين الإنس والجن، وأوصيك بالدعاء لها أن يصلحها الله، لأن في صلاحها صلاح لك واستقرار لحياتك ولأولادك. وفقكم الله لكل خير، وجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.
__________________
|
#41
|
|||
|
|||
لا أشعر بالاستمتاع في نزهتي مع زوجتي وأبنائي فما الحل؟
السؤال
استمتاعي مع أصدقائي بالخروج معهم للمطاعم والكافيهات والاستراحات نهاية الأسبوع أكثر من استمتاعي مع خروجي مع زوجتي وأبنائي الصغار للتنزه؛ حيث إنه تحدث مشاجرة بيني وبين زوجتي نهاية الأسبوع للخروج بهم للتنزه، إما بالأسواق أو بالمطاعم أو الحدائق، ولا أستمتع بالخروج معهم، وعندما أخرج أفتعل لهم إزعاجاً بالذهاب للمنزل؛ لأن لنا الآن ما يقارب الثلاث ساعات ونحن بالملاهي، وأقول لهم يكفيكم ذلك وأرجعهم للبيت وهم منزعجين -أي نخرج العصر، ونرجع المغرب أو بعد صلاة المغرب-. السؤال: كيف أمتع نفسي بخروجي مع أبنائي؟ أنا من وجهة نظري أنني أكره خروجي مع أبنائي لإزعاجهم لي بالأسواق والملاهي، وبكائهم أحيانا، وهذا يحرجني أمام الناس كثيرا. لذلك أصر أن تخرج زوجتي وأبنائها مع أخواتها وأهلها، وهي ترفض ذلك بتاتا بحجة أنها تريدني أن أخرج معهم للتنزه. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أبونواف حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإنك مأجور على خروجك مع أولادهم، وعلى إدخال السرور عليهم، والمسلم يؤجر على ملاعبة أهله. وحاجة الأطفال إلى اللعب والترفيه لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ولا يمكن أن تحصل تربية ناجحة وصحيحة إلا بوجود الأب والأم مع الأبناء. وتعب الأطفال راحة ومتعة فلا تتحرج من لعبهم وإزعاجهم، وتذكر أن قدوتك في ذلك هو رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يذهب ليبحث عن الحسين ويقول للزهراء رضي الله عنها (أثم لكع) وهي كلمة تطلق للجاهل الصغير فإذا وجدهم سارع إليه وسارعوا إليه وارتموا على صدره ووجهه فيضاحكهم ويقبلهم، ويخرج لهم لسانه، ولم ينزعج عليه صلاة الله وسلامه حتى من ركوب الحسين على ظهره في صلاة الفرض والنافلة، والعجيب أن ذلك كان في الصلاة فكيف ننزعج نحن من إزعاجهم لنا في الأسواق أو المنتزهات التي أعدت أصلاً للعب والمرح؟ ولا شك أن الخروج مع الأصدقاء أيضاً مطلوب، ولكن ليس على حساب حقوق الزوج والأولاد فهم الأصل، وخروجك معهم فيه تربية وصلاح لهم وحفظ وصيانة، ونحن نطالب كل شاب متزوج أن يبحث عن أصدقاء صالحين ويربط أسرته بأسرهم حتى يشاركوهم في الخروج أحياناً، وينصرف كل واحد إلى أسرته في بعض الأحيان، والمشكلة أن بعض من يتزوج يحافظ على ارتباطه مع أصدقائه العزوبية ( غير المتزوجين) . وطبعاً إذا كان الأصدقاء من غير المتزوجين فلن يقبلوا بذهابك عنهم، وربما قالوا اترك الزوجة وتعال عندنا، أو أنت تغيرت بعد الزواج، ونحوها من العبارات التي قد تحرج الرجل، والصواب أن يكون الشباب مع أمثالهم، والمتزوجون مع أقرانهم. وأرجو أن تعلم أن كل الرجال يتضايقون من طول وقت التسوق والتنزه مع الزوجة والأطفال، وهذا في الحقيقة أمر يحتاج أن يفهم الرجال أن التطويل من طبيعة النساء، وعلى الرجال أن يحتملوا ذلك، وأن يقدموا التنازلات. زوجتك محقة وخروجها معك هو الأصل، وبالتالي لو استطعت أن تجعل لأسرتك وقتا خاصا تتفقون عليه ولا تشتغل فيه بغيرهم ، فسوف تجد لذلك أطيب الثمار والآثار على زوجتك وأطفالك. والحقيقة أن الإنسان يستطيع أن يمتع نفسه بخروجه مع أطفاله وأسرته إذا شاركهم اللعب، وأدرك أنه يؤجر على هذا العمل، بالإضافة إلى الفوائد التربوية للأسرة والأبناء. وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد. وبالله التوفيق والسداد.
__________________
|
#42
|
|||
|
|||
طلقت زوجتي وأريد الرجوع إليها... فماذا أفعل؟
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله. لقد تزوجت قبل سبع سنوات ورزقني الله بطفلة من هذا الزواج. استمر زواجي أربع سنوات، وبعدها حصل الطلاق بناء على رغبة زوجتي، لأني كنت وقتها صغيرا في السن، ومعتمد على والدي في الصرف وعلى أسرتي، بالإضافة إلى أني عصبي ومدمن على المخدرات، وأنا الآن ندمت أشد الندم؛ لأني فرطت في زوجتي، فقد كانت عاقلة ومحترمة، وصبرت عليّ كثيرا. وقد حاولت معها والدتي مرتين الرجوع لي بعد أن تبت عن تعاطي المخدرات ولكنها رفضت، وقالت أني أنظر لأب ابنتي كنظرتي لأخي! وكان كلامها قبل أن أتزوج الثانية، وسعيد مع زوجتي ولله الحمد. سؤالي هو: هل من طرق تنصحني بها تفيد بإذن الله في رجوع أم ابنتي لي؟ خاصة وأن الطلاق كان طلقة واحدة فقط، وقد مضى على الطلاق ثلاث سنوات. وجزاكم الله كل خير. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فهنئاً لك بالتوبة، ونسأل الله لك السداد والثبات، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان همهم خدمة أمثالك من الشباب، فأنتم أمل هذه الأمة، ونحن بحاجة إلى عقول الشباب وسواعدهم لنبني أوطاننا، وتخدم قبل ذلك ديننا الذي فيه عزنا وشرفنا. ولا يخفى على أمثالك أن طليقتك قد تحتاج إلى بعض الوقت لتتأكد من صدق عودتك، وتأمن جانبك، وكل هذا بيدك – ومن هنا فنحن ندعوك إلى شدة الاهتمام بالطفلة التي بينكما، وأظهر لأهلها ما عندك من الخير، واطلب مساعدة الصالحين والعلماء والفضلاء، وأكد للجميع أنك على قدر المسئولية. وإذا كانت الطلقة واحدة فإن فرص العودة كبيرة، وعليك بتكرار المحاولات بعد التوجه لرب الأرض والسموات، ولابد لمكثر القرع للأبواب أن يلج. وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالمواظبة على ذكره وشكره، وابتعد عن رفقة المعاصي؛ فإن في البعد عن شياطين الإنس عون على الثبات، واجتهد في توفير الحياة الهادية لأسرتك، واجتهد في بر والديك وفي الإحسان إلى الناس، وخاصة أهل زوجتك الأولى، وكن في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك. نسأل الله لك التوفيق والسداد.
__________________
|
#43
|
|||
|
|||
ترى زوجتي أنه لا يمكن الاعتماد علي، فكيف أستعيد ثقتها بي؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوج منذ خمس سنوات, ولدي طفلة, وأعيش حياتي بسعادة -ولله الحمد- حدثت مؤخراً بعض المواقف التي أحسست بعدها أن زوجتي قد فقدت الثقة بي, فقد تعرضت ذات يوم لمحاولة تحرش ***ي, ولم أكن موجوداً حينها, وحينما عدت أخبرتني, فقلت لها: ربما لم يكن قاصداً, أو بما أنه لم يتحرش فعلاً، فالحمد لله. عنفها البائع مرة وانتظرت مني أن أدافع عنها, أو أرد على البائع, فقلت لها: اعذريه فالجو حار, والمكان مزدحم, ومواقف شبيهة، حتى قالت لي ذات مرة: إنها لن تنتظر مني أي رد فعل لأي موقف يحصل لها, وسوف تدافع عن نفسها, وتأخذ حقوقها بنفسها. والحقيقة أني أتصرف هكذا محاولة مني لإمرار الأمور بسلام, وأبتعد عن المشاكل مع الناس، خاصة إذا لم يكن هناك ضرر واضح. أصبحت تقارن عند هذه المواقف بيني وبين أقاربها وكيف يتصرفون, وتشكل في ذهنها أني إنسان لا يمكن الاعتماد عليه في هذا الجانب, أخاف أن يتطور هذا الأمر إلى الأسوأ, كيف يمكن ألا يحدث ذلك؟ وكيف تستعيد الثقة بي؟ وهل أنا فعلاً مخطئ؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فشكراً لك على السؤال غير العادي، والذي سيكون الجواب عليه نسبياً بسبب ضرورة معرفة تفصيلات أكثر حول شخصيتك، وشخصية زوجتك، وطبيعة العلاقة بينكما. هناك احتمال أنك محق في تصرفاتك من باب الابتعاد عن خلق مشاكل بينك وبين الناس، وخاصة إن كانت الحوادث هذه التي مرّت بكما طفيفة, ولا تستحق أن يبالغ الإنسان في ردة فعله عليها، وخاصة أيضاً إن كانت زوجتك ممن يفعل الأمور, أو يبالغ فيها. وقد تكون زوجتك على حق، وكان الأولى بك وبسبب طبيعة مثل هذه الحوادث أن تتدخل لحمايتها, والدفاع عنها، فأنت زوجها، والموكل إليك رعايتها وحمايتها، وخاصة أن هذا دور طبيعي تتوقعه الزوجة ويتوقعه المجتمع, وطبيعة الأعراف الإنسانية - بالإضافة طبعاً للجانب الشرعي - وخاصة إن تعلق الأمر بالتحرش ال***ي. ولا ننسى أن من الناس من لا يوقفهم عن انحرافهم وسوء أدبهم إلا الحزم والشدة في الأمر، سواء بردة فعل مباشرة منك، أو باللجوء للقانون, وحماة هذا القانون من الشرطة, وغيرها. فإذا كان الأمر الأول: فالحل أن تحاول مع زوجتك في تخفيف طبيعة تفاعلها مع الآخرين، وتنبيهها لخطأ تصرفاتها، وأن تحاول أن تصل معها إلى أن تدرك طبيعة سلوكها، لأنها إن لم تقتنع بهذا الكلام فقد لا يفيد هذا في شيء. وإذا كان الأمر الآخر: فيبقى الحل عندك من باب محاولتك القيام بواجبك من حمايتها ورعايتها، وإذا تعذر هذا عليك شخصياً فلا أقل من اللجوء للشرطة من حولك. وقد يحتاج الأمر لبعض التدريب على الحزم, واتخاذ المواقف المناسبة، الأمر الذي قد يستحق مراجعة أخصائي نفسي ممن يمكن أن يضع لك برنامجاً معرفياً سلوكياً لتصحيح بعض جوانب شخصيتك، أو بالأصح أن نقول: تغيير بعض ردود الأفعال عندك؛ بحيث تكون أكثر حزماً، والحزم طبعاً لا يعني العنف، وإنما أن يكون موقفك واضحاً وجريئاً، بحيث تنقل للإنسان الآخر الرسالة التي تريد من دون الاعتداء عليه. وفقكم الله لما يحب ويرضى.
__________________
|
#44
|
|||
|
|||
لا يوجد أي تواصل بيني وبين زوجتي...فهل أطلقها أم أستمر على هذا الحال؟
السؤال
متزوج منذ خمس سنوات على حب، ولي بنتان، مشكلتي أني أصبحت لا أجد أي تواصل بيني وبين زوجتي من أي نوع كان ولا أدرى ما السبب! أريد أن أطلقها لأتركها تبدأ حياتها من جديد، لكن محبتي الشديدة لبناتي تمنعني من أن أفعل ذلك. نحن الآن نعيش فى هدوء تام لا يسمع فيه إلا صوت التلفزيون، وكلامنا مع بعضنا البعض لا يكون إلا في ضروريات البيت. السؤال: هل أستمر على هذا الحال؟ خاطبتكم لعلي أجد من ذوي الخبرة فيكم من يرشد إلى علاج. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فمرحبًا بك أيها الحبيب . نسأل الله تعالى أن يديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجتك. أصبت أيها الحبيب كل الإصابة حين أمسكت عن الطلاق ولم تتسرع في الإقدام عليه، فإنه ليس الخيار الأمثل، فإنه أبغض الحلال كما جاء في الحديث وأنت تعرف ذلك، وقد زهد الله سبحانه وتعالى في الطلاق بأكثر من أسلوب، ورغب في الإصلاح بين الزوجين والحفاظ على الأسرة بقدر الاستطاعة، وكانت وصية الله تعالى ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم لكل من رغب عن زوجته أن يُمسكها ما دام يقدر على ذلك. ومما يزيد الأمر تأكيدًا أيها الحبيب أنك مُحب لزوجتك وهي كذلك، وأن حياتكما بدأت على الحب، فلا ينبغي أن يكون العارض الذي عرض من الملل والزهد في الزوجة سببًا داعيًا لتقرير الفراق في هذه اللحظات، وهذه الحال التي أنت فيها أيها الحبيب يمكن أن تُعالج إذا أخذت بالأسباب المعينة على ذلك، وأول هذه الأسباب: أن تبحث بجد عن السبب الذي دعاك إلى هذا الشعور وأن تعيش هذه الحالة: هل هو شيء من قبلك أنت؟ أو شيء من قبل زوجتك كأن تكون مللت منها بسبب عدم اهتمامها بتجمُّلها لك؟ أو لغير ذلك من الأسباب من قبلها، فينبغي أن تبحث عن سبب المشكلة بجد، فإن معرفة السبب أهم خطوات الحل والعلاج. ثم هناك أمور أيها الحبيب معنوية ينبغي أن تخاطب بها عقلك، وهي كفيلة بإذن الله سبحانه وتعالى للقضاء على هذا الشعور بالسآمة والملل، أول هذه الأمور: أن تحاول دائمًا أيها الحبيب أن تتذكر الجوانب الإيجابية في الزوجة، وهي بلا شك كثيرة ومتعددة، فإذا دعاك إلى العزوف عنها شيءٌ فإنه سيدعوك إلى التعلق بها أشياء كثيرة، وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال: (لا يفرك – أي لا يبغض – مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر). فأنت بحاجة أيها الحبيب أن تكلف نفسك تذكر كل الإيجابيات الموجودة في زوجتك، ولو أن تكتبها أمامك في ورقة، وتحاول أن تذكر بها نفسك على الدوام، فإن هذا داعٍ أكيد إلى أن تتجدد في نفسك مشاعر المحبة والتعلق بهذه الزوجة. الشيء الثاني: كلف نفسك أيها الحبيب بالتجديد في حياتك مع زوجتك، فكلف نفسك أن تخرج معها، وأن تعيش بعض اللحظات خارج البيت وخارج جو البيت الذي أصابك بما أصابك من الكآبة، وصارح زوجتك بأنك بحاجة إلى أن تجدد في حياتك وحياتها، فتحاول هي أن تغير من نمط الحياة معك، وأن تجدد في هيئتها أمام عينيك، فإن هذا كله داعٍ بإذن الله سبحانه وتعالى إلى تغيير الشعور الموجود في نفسك. ومما نوصيك به أيها الحبيب أيضًا: التحصن بالأذكار الشرعية، لاسيما الأذكار المؤقتة كأذكار الصباح وأذكار المساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، وكذا دخول الخلاء والخروج منه، فإن هذه الأذكار تنفع بإذن الله سبحانه وتعالى مما نزل للإنسان ومما لم ينزل، وأن تقرأ الرقية الشرعية لنفسك، فإنه لا يبعد أن يكون هذا نوع من تسلط الشيطان على القلب وعلى النفس ليحاول إيجاد الفرقة والبغضاء بين الزوجين، وهي أعظم غاية يحاول الشيطان الوصول إليها. وحاول كذلك أن تنصح زوجتك بمثل هذه النصائح، وخير ما نوصيك به بعد ذلك تقوى الله سبحانه وتعالى وكثرة اللجوء إليه أن يُصلح حالك كله، وأن يُحبب إليك زوجتك ويحببك إليها، فإن الدعاء بإذن الله سبحانه وتعالى سبب أكيد في الوصول إلى المقاصد المحبوبة. نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح شأنك كله، وأن يقدر لك الخير
__________________
|
#45
|
|||
|
|||
زوجتي تتضجر من ظروف المعيشة معي، فما نصيحتكم؟
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أنا متزوج من أربع سنوات، مشكلتي مع زوجتي، فراتبي قليل لا أستطيع أن ألبي به حاجاتها وإنني أعلم أن حاجاتها واجبة عليّ وهي ليست كثيرة، أهمها السفر، ليس باستطاعتي أن أسافر بها بسبب العمل، ليس لدي إجازة رسمية، وإذا أخذت إجازة يخصم من راتبي، وبسبب المادة فراتبي لا يتحمل ذلك، فراتبي 2600 ريال فقط، والحمد لله، وعند ولدين والحمد لله، وإيجار منزل، ولا تحب أن تذهب إلى بيت أهلي لأنها تريد سيارة خاصة بها علما أنه يوجد لدي سيارة العمل ولكن ليست جيدة ولكن تمشي الحال. وإذا بي أتفاجأ أن قالت لي: صبرت عليك أربع سنوات وعمري ضاع بسببك فأنا ما ـ بدي إياك ـ! والله العظيم نزلت علي هذه الكلمات مثل الصاعقة، مع العلم أنها تحبني وأنا كذلك، فماذا أفعل والله تعبت وهي كل يوم تكلمني مليت وأريد أسافر، ومن هذا القبيل. فماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ anas حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فمرحبًا بك أيها الحبيب ، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوسع لك في رزقك، وأن يفتح أمامك أبواب الخير. نوصيك أيها الحبيب أولاً بتقوى الله تعالى وكثرة الاستغفار، فإن الله عز وجل وعد من اتقاه بأن يجعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، فقال جل شأنه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} وكثرة الاستغفار أيها الحبيب سبب جالب للرزق، فأكثر من الاستغفار وخذ بالأسباب المادية بقدر استطاعتك، واستعن بالله سبحانه وتعالى، وكن على ثقة من أن الله عز وجل ما يختاره لك هو خير مما تختاره لنفسك. أما فيما يتعلق بزوجتك أيها الحبيب فنحن ننصحك بجملة نصائح فنتمنى أن تأخذها بجد، ونحن على ثقة بإذن الله سبحانه وتعالى بأن هذه النصائح ستكون سببًا لإزالة أي إشكال في علاقتك بزوجتك بسبب الناحية المادية. أول هذه النصائح أيها الحبيب أن تحاول توسع على الزوجة بقدر استطاعتك، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها كما أخبر الله سبحانه وتعالى بهذا في آيات النفقة، فحاول أن توسع على زوجتك بما تستطيعه وتقدر عليه محتسبًا بذلك أجرك عند الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله). وحاول أيها الحبيب أن تكسب قلب زوجتك بما أتاك الله عز وجل من قدرة، فالهدية المتواضعة البسيطة بين الوقت والوقت الآخر مما لا شك أنها تصنع شيئًا عظيمًا في قلب زوجتك، ويخفف من ضيقها، وربما ما تعانونه من ضيق العيش، فحاول أن تهدي لزوجتك هدية متواضعة ما بين الفترة والأخرى بما تقدر عليه، وهذه أكبر رسالة توصلها إلى قلبها من أنك تحبها وتكن لها الخير، وهي بلا شك ستعرف هذا. الوصية الثانية أيها الحبيب أن تحسن ترتيب النفقة بقدر دخلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما عال من اقتصد) أي (ما افتقر من اقتصد) فحاول أن تكون مرتبًا في نفقاتك بما يتلاءم مع دخلك، ومن خير ما يعينك على هذا ويخفف عنك الضغوط الأسرية في البيت بينك وبين زوجتك أن تشرك زوجتك في تدبير أمور البيت وتدع لها فرصة المشاركة في كيفية سياسة البيت المالية بأن تقدر المصروفات في قدر الدخل ونحو ذلك، وهذا بلا شك سيصنع لدى زوجتك قناعة بالأهميات التي ينبغي أن تقدم، وأيضًا ستعذرك إذا ما عجزت عن تحقيق ما كانت تريده أو تتمناه، فكن واضحًا مع زوجتك واطلب منها أن تشاركك في كيفية وضع الخطة المالية للأسرة بما يتلاءم مع دخل الأسرة. ثالثًا: حاول أيها الحبيب أن تربط علاقاتك مع الأسر المشابهة لك في المستوى المعيشي حتى لا تتطلع الزوجة إلى ما تعيشه نساء أخريات ربما يكن أكثر منكم دخلاً أو نحو ذلك، فحاول أن تربط علاقات بالأسر المشابهة لكم في مستواكم، وأن تشغل زوجتك بما ينفعها من الأنشطة الدينية التي تشغل النفس عن التطلع إلى المتاع الزائد من متاع الدنيا، فإن النفس إن لم تُشغل بالحق شُغلت بالباطل. النصيحة الرابعة أيها الحبيب وهي نصيحة في غاية الأهمية: أن تحسن خلقك مع زوجتك بقدر الاستطاعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما صح عنه الحديث أنه قال: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فأرشدنا في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام إلى ما نكسب به قلوب الآخرين، وما نستطيع أن نقدمه لهم من غير مضرة علينا وهو شيء مقدور عليه وهو حسن الخلق وبسط الوجه والكلمة الطيبة، والاعتذار الجميل للزوجة، أن تعدها إن شاء الله بأن المستقبل قادم بإذن الله تعالى، وأن الله عز وجل كريم وهاب، ونحو ذلك من العبارات الطيبة، وكما قيل: (فليسعف النطق إن لم يسعف الحال) وبهذا أيها الحبيب تنال مودة زوجتك وحبها، وأيضًا ستعذرك بلا محالة فيما لا تقدر عليه. وعليك أيها الحبيب أن توطن نفسك على الصبر على ما قد يبدر من الزوجة بين الوقت والوقت الآخر من التضجر بسبب سوء المعيشة، ولا شك ولا ريب أيها الحبيب بأنك أكثر منها حلمًا وأقوى منها رأيًا، ولذلك جعل الله عز وجل القِوامة للرجال ولم يجعلها للنساء، فحاول أن تسعها بحلمك وأن تسعها بخلقك وأن تتجاوز لها عما قد يبدر منها من بعض الهفوات، وهي مبررة في الواقع ولكنها خارجة عن القدرة فلا ينبغي أن تحمل عليها في قلبك شيئًا من ذلك. ولا شك ولا ريب أيها الحبيب بأنه لا يلزمك أن تسافر بها ما دام ذلك غير داخل في قدرتك، بل لا يلزمك أصلاً، لكن إذا كنت في سعة فإنه بلا شك إحسان ومعروف إلى الزوجة والواجب عليك أن تنفق عليها بما تقدر عليه بالمعروف. ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر لك الخير حيث كان ويسوق لك الأرزاق
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|