اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > منتــدى مُـعـلـمـــي مـصــــــر > الجودة والإعتماد التربـوى

الجودة والإعتماد التربـوى كل ما يخص الجودة و الدراسات التربوية و كادر المعلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 10-08-2010, 02:24 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي


كيف تجعل ابنك مطيعاً
إعداد / عبداللطيف بن يوسف المقرن
رمضان 1423هـ

فضل تأديب الولد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع) الترمذي و قال (ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن ) الترمذي .
كيف تجعل ابنك مطيعا ً؟
نقصد بالولد/الذكر والأنثى, ومن كان دون الرشد و ليس رضيعاً, و إن كان لكل مرحلة سمات و أساليب في التعامل , لكن الحديث هنا عام بسبب صعوبة التفصيل لكل مرحلة على حدة , و منعاً للإطالة .
ما هي صفات الابن الذي نريد ؟
أن يتصف بصفات فاضلة أجمع العقلاء على استحسانها و جاء الشرع حاظاً عليها و أهمها ما يلي :
أ- الدين
نعني الابن صاحب القلب و الضمير الحي , و الابن موصول القلب بالله و المؤمن حقاً .
قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) الطور
و قال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد إذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ), فصلاح القلب بالدين فإذا استقام دين المرء استقامت أحواله كلها .
قال تعالى ( ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً ) الفرقان

ب- كبر العقل
قال الشاعر:
يزين الفتى في الناس صحة عقله و إن كان محظورا عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قلة عقله وإن كرمت أعراقه و مناسبه
يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العقل يجري علمه و تجاربه
و أفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الأشياء شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه و مآربه

وأشد ما يخشاه المرء الحمق, قال الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها

ج - الطاعة :
أن يستجيب لتوجيهاتك ويعمل ما يعلم أنك ترضاه و يترك ـ ما يريده ـ رغبة في تحقيق رضاك (إنما الطاعة بالمعروف ) وبالقدوة الحسنة يتربى الابن على صفات الأب الحسنه
د- حسن الخلق:
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) الحديث فالابن الحسن الخلق كثير الطاعة لله و لوالديه .
من الذي يصنع الرجال؟ من يحدد سمات الابن؟
لاشك أنه الأبوان حيث أنه كلما كانا قدوة حسنة لأبنائهم كلما كان صلاح الأبناء أقرب , ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث
و إذا كانا مسلمين كان الولد مسلماً , فصلاح الآباء سبب لصلاح الأبناء قال تعالى: ( وكان أبوهما صالحاً )الكهف .
1 ـ التنشئة المتدرجة :
- تنشئة الطفل شيئاً فشيئاً حتى يرشد قال تعالى (و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون) آل عمران.
تربيته و تعاهده حتى يشب و يقوى ساعده و يبلغ أشده مثال ذلك تربية إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام , ثم كيف استجاب لطلب والده بتنفيذ رؤياه بقتله إياه .
فلا بد من التنمية المتدرجة (التعليم للفعل المرغوب) ، التقويم للخطأ و الرد الى الصواب , و ذلك بأن تعمل على تعديل ما تراه من خطأ شيئاً فشيئاً , و لا تعجل فإن الإخفاق في التغيير الشامل ثقيل وله عبء على النفس قد يقعد بها عن السعي بما ينفع ولو كان هذا السعي قليلاً سهلا.

2 - بذل الحقوق للطفل ( اختيار الأم، التسمية الجيدة ، التعويد على الفضائل )
3- حفظ القرآن
فحفظ القرآن الذي به أكبر مخزون من المعارف التي تهذب النفس وتقوم السلوك و تحيي القلب لأنه لا تنقضي عجائبه, فكلما زاد مقدار حفظ الولد للآيات و السور زاد احتمال معرفته بمضامينها التي هي إما عقيدة تقود السلوك أو أمر بخير أو تحذير من شر أو عبر ممن سبق أو وصف لنعيم ( أهل الطاعة أو جحيم أهل المعصية ) .
4- التعليم قبل التوجيه أو التوبيخ :
( حيث أن البناء الجيد في المراحل المبكرة من حياة الطفل تجنبه المز الق وتقلل فرص الانحراف لديه مما يقلل عدد الأوامر الموجهة للطفل فمن الأوامر ما يوافق هواه وخاطره وباله ما يخالف ذلك,تدل الدراسات أن هنالك ما يقارب من 2000 أمر أو نهي يوجه من الجميع للطفل يومياً !! لذا عليك أن تقلل من المراقبة الصارمة له, و من التحذيرات, و من التوجيهات, و من الممنوعات, ومن التوبيخ التلقائي
نعم الطفل يحب مراقبة الكبار له لكنه ليس آلة نديرها حسب ما نريد !! . فلماذا نحرم أنفسنا من رؤية أبنائنا مبدعين ؟؟
و هناك أهمية بالغة في تربية الطفل الأول ليقوم هو بمساعدتك في تربية من بعده , لكن احذر (( كثرة الأوامر له و قلة خبرتك في التعامل مع الصغير لأنها التجربة الأولى لك و لأمه في تربية إنسان !!! )) .

وأنت تتعامل مع أخطاء ابنك تذكر ذلك:
أن الجزء الأفضل من ابنك لمََـا يكتمل بعد , و أن عقله وسلوكه وتعامله لم يكتمل بعد !!
هل فات الوقت المناسب للتربية ؟؟؟
الوقت باقي مادام الإبن دون سن الرشد.
ما الذي يقطع عليك الطريق إلى اكتمال ابنك بالصورة التي ترغب؟
هناك عدة أمور أهمها:
- ترك المبادرة إلى تقويم الأخطاء.
- القدوة السيئة
إذا شاهد الولد الأب أو الأم _ القدوة _ يكذب فلن يصدق الابن أبداً !! .
- إبليس
قال تعالى على لسان إبليس (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)
- النفس الأمارة بالسوء
((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)) يوسف .
- أصدقاء السو ء
ورد في الحديث ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير) هناك الكثير من أصدقاء السوء أوصلوا أصاحبهم إلى المهالك .
إذا سارت الأمور على طريق مختلف
أو تُرك الابن و أهمل و حدث الخلل !!

فما موقفك...؟ عند الخلل في..؟؟؟ فلذة كبدك !!
ابنك من استرعاك الله إياه تذكر أنه صغير – ضعيف - قليل الخبرة – بسيط التجربة- يعايش ظروف تجعله غير مستقر بسبب مرحلته العمرية !
هنا لابد أن تلاحظ مايلي :
1- الأحداث مؤقتة.
2- ليس المهم ما الذي حصل لكن المهم كيف تفكر في الذي حصل
3- حاول أن تقلل التفكير في الإساءات أو الإزعاجات .
4- لا تترك وتتجاهل الأمور التي يفعلها وتزعجك .
5- لا تجعل رضاك متوقفا على أمر واحد .
6- أحذر النقد القاسي للأسرة والأبناء .
7- تذكر الذكريات الإيجابية .
8- لا تركز على صرا عات خاسرة .
9- علمه و لا تعنفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) الحديث
10- تقبل ابنك مرحلياً بلا شروط .
11- الرضا التام قليل و نادر .
أدرك كل هذا حتى ترى طريق التربية الهادئة بوضوح .

ما لذي يفيد في جعل طاعة الابن لأوامر الأب أكثر ؟
هناك عدة وسائل أهمها :
أولاً: التربية على الاستقامة
مهم تربيته على الفرائض و محبة الخير وأهله و بغض المنكر و أهله , ورد في الحديث ( مروا أولادكم بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي , فذلك وقاية لكم و لهم من النار ) .
ثانياً: أدنو منه
عند ما تريد توجيهه فاقترب منه أولاً حتى تلامسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى ( أدن مني ثم مسح على صدره ) الحديث .
إذا شعرت بقربك من الآخرين فانك سوف تشعر بالرضا عن نفسك .

ثالثاً : قويٍ العلاقة به
لا بد من بناء العلاقة الجيدة معه وتنميتها و صيانتها مما يعكر صفوها, فالعلاقة القائمة على الرحمة و الشفقة و التقدير و الصفح لها أثر كبير .
عندها ستقول : علاقاتي قربت مني الناس قاطبة !! وسوف تزيد من شبكة العلاقات الطيبة ؟
وجد أن العلاقة السامية لها ميزات كثيرة منها :
سرعة إنجاز العمل ، تسهيل الخدمة دون ضرر ، الاستعداد لأداء العمل برغبة، تذليل المشاكل إن وجدت .
و أن العلاقة العادية لها آثار منها :
تبادل الخبرات، حرارة اللقاء ، اكتساب عدد من الأصدقاء .
و العلاقة المؤقتة لها آثار منها :
إنجاز بطيء ، عدم الاكتراث بالمتكلم, تبادل الخبرات
أما العلاقة السيئة فأضرارها :
عدم أداء الخدمة برغبة, عدد قليل من الأصدقاء ,الترصد الأخطاء ، إنهاء اللقاء بأسرع وقت، عدم بروز العمل الجماعي .
رابعاً: قابله بالابتسامة و بطلاقة وجه :
تبسمك في وجه ابنك صدقة وقربى وتقارب للقلوب , فإن عمل الابتسامة في نفس الابن لا حدود لها في كسبه و استجابته لما تريد منه .
خامساً : مارس طلاقة الوجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) الحديث . تعود على طلاقة الوجه مع أبنائك لأنه كلما كنت سهلا طليق الوجه كلما ازدادت دائرتك الاجتماعية معهم أو مع غيرهم, وكلما كنت فظا منغلقا كلما ضاقت دائرتك حتى تصبح صفراً . قال تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) آل عمران
الدور الذي تجنيه عندما تملك مهارة طلاقة الوجه :
1- تبعث هذه المهارة روح التجديد و النشاط . 2- تقضي على التوتر و الضغوط النفسية .
3- ينجذب إليك الناس . 4- تجعلك مقبولا لدى الناس .
5- تذيب السلوكيات غير المرغوبة مثل (الكبر ، الحسد، الحقد و العناد) .
6- تضفي روح التواضع . 7- تشعر عند تمثلك هذه المهارة بسهولة المؤمن و ليونته
8- تعيد روح الود و تبث روح المداعبة . 9- تكسبك الجولة في النقاشات الحادة .
سادساً: امنحه المحبة
المحبة تفعل في النفوس الأعاجيب و رسول الله خير قدوة في ذلك لأنه تحلى بأفضل خلق يتحلى به بشر فأحبه أصحابه محبة لم يشابهها محبة من قبل و لا من بعد , فهل يستطيع أحد أن يجاري فضائل النبي صلى الله عليه وسلم و أخلاقه و سجاياه التي حببته للناس و الدواب حتى الجماد , و يدل على ذلك قصة ثوبان رضي الله عنه ففي الحديث (أن ثوبان رضي الله عنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه أتاه ذات يوم و قد تغير لونه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما غير لونك فقال يا رسول الله ما بي من مرض و لا وجع غير أني إذا لم أراك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين و إني إن دخلت الجنة فإن منزلتي أدنى من منزلتك , و إن لم أدخل الجنة لم أراك أبداً فنزلت الآية : ( و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً) النساء .
غريب أمر الحب في حياة الناس فلا أحد يشبع منه , وكل من يحصل عليه يشع بدفئه و صفائه على من حوله .
- ليس هناك أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاًً ما مقدار اهتمامك به لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال : أنه يحب فلاناً " هلاَ أخبرته أنك تحبه " الحديث .
- الدراسات بيَنت أن الذي لا يفعل ذلك قد تكون علاقته مع الآخر تنافسية و أفضل مكافأة للولد هو شعوره أن أمه و أبو يحبانه ويثقان به فعلا !!! عندها سوف يحبهما فعلاً لا لمصلحة ما.
- إذا أحبك الناس فانك بأعينهم كحديقة فيها شتى أنواع الزهور ذات الرائحة الفواحة .
كل طفل يحب أن يكون محبوباً و مُحباً و إلا فإنه سوف يلجأ إلى إزعاج من حوله لتنبيههم لحاجته إلى الحب

سابعاً: عليك بالهدوء
تحلى بالهدوء و الحلم و الرفق ورد في الحديث ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شي إلا شانه)
لا تجعل جفوة والدك _ أن وجدة _ عليك صغيراً سبباً في تعاسة ابنك مستقبل

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 10-08-2010, 02:25 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

ثامناً : عامله بالثقة و التقدير و التقبل.
أشعره بمدى أهميته بالنسبة لك , و بثقتك به , فإن شخصيته تتحدد بحسب ما يسمع منك من أوصاف تصفه بها فإذا كنت تصفه دائما بالذكاء فإنك ستجده ذكياً , و إن كنت تصفه بالبخل فستجده مستقبلاً بخيلاً شحيحاً و هكذا فكن واثقاً من نفسك و اجعل ابنك واثقاً من نفسه حتى يكون لنفسه مفهوماً جيداً و ايجابياً .
فقد ثبت أن الأيمان الراسخ في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا في الحياة بنسبة 30 % و يجعلنا أكثر سعادة ! و أقدر على النجاح , و كن متفائلاً..!ّ و واقعياً في توقعاتك ......... إن السعداء من الناس ...
لا يحصلون على كل ما يريدون !!! و لكنهم يرغبون في كل ما يحصلون عليه
فنظرتك لنفسك سوف تجدها واقعاً بفعل الإيحا النفسي , سواء اعتقدت أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق في كلتا الحلتين فاجعل ابنك واثقاً من نفسه و في قدراته و لا تحطمها _ بقلة الثقة به _ قبل أن يبرزها للوجود .
و لكن لا تكن مفرطا في الثقة !! و اعلم أن التقدير الإيجابي للذات مهم في تربية الرجال ليحققوا ذوات هم على حقيقتها بعيداً عن تحطيم الشخصية الذي قد يمارسه الكبار مع الناشئة .
تاسعا : اجعل لابنك هدفا في الحياة
تشير الدراسات أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي...... فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدف في حياته ؟؟؟ , بلا أهداف محددة نجد أن سبعة أشخاص من بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم .
عاشراً: احرص على تماسك أسرتك
فـعبارة _ إنني أعيش مع زوجي من أجل الأطفال _ احذر أن يسمعها ابنك من أمه حتى لا يشعر بمدى التفكك الحاصل بين والديه _أن وجد _ فيضعف بسبب ضعف الأسرة ذلك الركن الذي يركن إليه_ بعد الله _ و يرتاح .
حادي عشر : تعرف على صفات ابنك :
لابنك صفات تختلف عن صفات الكبار أهمها :
1- يميل الصغير دائماً إلى أن يحصل على رضى الكبار المهمين في حياته .
2- الثناء و الثقة و التقدير تؤثر على سلوكه أكثر من التوبيخ و الزجر .
3- عادة ما يستقبل الابن أوامر الوالدين بمنتهى الحب والرغبة في التنفيذ و لكن قد يرتبك عندما يتلقى الأوامر بعصبية أو فتور أو استهجان فيتخيل أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن والديه قد قررا التخلي عنه أو أنهما ضاقا ذرعاً به و أنه مصدر إزعاج لهما , و هذا الارتباك قد يؤدي به إلى عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عنهما .
4- و الولد يُحبُ أن يقوم هو بالجز الأكبر من العمل فإذا زاد عليه الإلحاح ظهر عليه العناد
5- و يحارب كثير من الأبناء من أجل أن يلعب باللعب المحبب لديه .
6- الكبار عندما يصرخون في وجه الصغير هي دعوة له ليتحدى الكبار _ خاصة إذا كانت الأوامر متناقضة , و أن يستمر في السلوك السيئ ويتمادى فيه ليعرف لأي درجة يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار .
7- الطفل يمتلك قدرة هائلة على تحمل والديه فهو أطول منهما نفساً عند العناد و التحدي.
8- الأولاد يحتاجون قدراً من الحرية ليختاروا نوع النشاط الخاص بهم .
9- الولد بحاجة أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه .
10- الطفل يدرك مشاعرك تجاهه ويركز عليها ولا يهتم للتوجيه إذا كانت المشاعر تجاهه سلبية _ وقت لخطأ الذي يرتكبه _ مثل الغضب منه أو الحيرة تجاه سلوكه .
مثال ذلك :-
عند ما يجري أمامك ليفتح الباب ثم تصطدم رجله بإناء فينكسر الإناء إذا كان رد فعلك أن تغضب تنفعل فإنه لن يستقبل أي معلومة أو توجيه . أمَا إذا ضبطت نفسك و حاورته بهدوء ووجهته كيف يجب أن يجري مستقبلاً داخل الصالة فإن الرسالة سوف تصل إليه و معها احترامك له وتقديرك لأخطائه التي لا يجد هو نفسه مبرراً لها. و قد يكون منزعجاً منها ولا يرغب في تكرارها دون أن تحدثه عن الخطأ الذي ارتكبه !!! .
11- يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة فلا تكن مفرطاً في الوقاية له من أخطار ما يتعامل معه من ألعاب أو مهام .
12- الصغار لا يحبون ما يشعرهم بالعجز أمام الكبار , و من ذلك إثارة العواطف عند الحديث معهم كقولك إني أخاف عليك من كذا إني مشفق عليك من كذا , فلا نجني من إثارة العواطف معهم إلا الإعراض أو العناد.
13- الولد تتوسل إليه فيعاندك و تتحدث معه كصديق فيطيعك !!! بسبب المنافسة على قلب الأم و البنت على قلب الأب .
14- يحب الصغار أن تتضمن الأوامر الصادرة من الكبار معنى إمكانية المساعدة منهم له .
15- النفاق مع الابن لا يفيد لأنه قادر على اكتشاف حقيقة الأمر !!! .
16- استجابة الولد تتأثر بالوقت و العبارات , فاختر الوقت المناسب للتوجيه أو النقد... وكذلك العبارات المناسبة .
اعلم !!!
أن هناك من هو أقدر منك على كسب ود ابنك فالجد و الجدة أقدر على التعامل المعقول مع الأبناء بسبب أن الوقت بالنسبة لهم وقت حصاد و لعدم تأثرهم بالانفعالات الناتجة عن تصرف الصغير و لقدرتهم على النزول لمستواه و لوجود الخبرة الكافية لديهما , وعلى أساس أن الصغير عندهما صاحب حق في إجابة رغبته المعقولة , و الآباء و الأمهات ينتابهم الخوف على مستقبل الولد و فيختلط لعبه _ الأب / الأم _ مع الابن برغبته / رغبتها في التوجيه و عدم الصبر و ضيق الوقت فتصدر الأوامر المختلطة بالتهديد , وكذلك الأقارب والغرباء يستطيعون أن يحققوا تواصلاً جيداً في الغالب مع الصغير فيكون مطيعاً لهم فما هو السبب !! تأمل ستجد أن نوع العلاقة التي أنشئت تختلف عن العلاقة التي بينك وبينه غالباً.
لاحظ !!!
أنك لست دائماً على حق و أنت تتعامل مع مشكلات أبنائك , فاجعل عقلك هو ارتكاز السهم !!! .......و ليس عاطفتك ؟ .
ثاني عشر : عوده على الحوار :
تفاهم فالحوار الهادئ هو أساس الامتزاج و الاندماج لا بد أن يُعطي فرصة لسماع ما لديه ثم محاورته بهدوء و بمنطقية و عقلانية , لأنه قد لا يعرف الكثير من المعلومات عن سلبيات الأمر الذي و قع فيه و لا ايجابيات تركه , لأنه لم يخبر من قبل بذلك , أو أنه قد نسي ما تعلم , أو كسل عنه .
حدد ما الذي يجعلك حزيناً أو سعيداً وبلغ به في وقت الهدوء فقط
ابحث عن مراكز القوة لديه و أبرزها له و امتدحه فيها و لا تشعره بالضعف أبداً.
البدء بالثناء عليه و مدحه و التركيز على الأمور التي يتقنها
افتح المجال للحوار و افتعال المواقف لذلك .
ابحث عن السبب الحقيقي لما دفعه لفعل ذلك الأمر ثم وجه أو وبخ أو عالج و قد تلوم نفسك على تقصيرك إذا كنت منـصفاً . مهم إيجاد جو مناسب للحديث عن المخالفات , و ذلك بعد أن تهدأ الأمور لأن الولد لا يدرك سلبيات فعله للصواب ولا إيجابيات تركه للخطأ .
إذا أخطأ لا تركز على إظهار مشاعر السخط أو الضجر, بل ركز على إيضاح التصرف المطلوب منه مستقبلاً في مثل هذا الموقف مع مراعاة أن تكون هادئ وغير منفعل.
مثال:
( سلوك رفع صوته في وجهك متذمراً ) فعل لابد أن تُعرِفه بسلبياته و إيجابياته ثم تناقشه في وقت هدوءه وارتياحه و إقباله , و ابدأ بالثناء عليه يما يستحق الثناء بأي فعل آخر , و طالبه بأن يكون في موضوع احترام الوالدين كما هو في ذلك الأمر ( الممدوح فيه ) لاحظ أنه من الضروري أن يكون إدراكه للموضوع محل الحوار مشابه لإدراكك أنت و أنه فهم منك ما تعنيه فعلاً و أن تركيزه على ما تقول مناسب جداً حتى تستطيع أن تطالبه مستقبلا بتنفيذ ما عرفه منك من صواب في هذا السلوك .
من المفيد أن يسمع حوارا عن المشكلة _ محل النقاش _ من شخص أخر محايد و قد يفيد افتعال موقف يجعله يسمع الحوار على أنه من غير قصد منك , أو أن يشعر أن الحديث ليس موجها إليه هو بالذات .
إذا لا تواجه المشكلات منفرداً فمساهمة أي شخص آخر في معالجة الأمور مهم .
كمخلوق اجتماعي تحتاج إلى أن تناقش مشكلاتك مع أشخاص آخربن ممن يولونك و توليهم اهتماما خاصا , أو ممن مر بنفس المشكلة أو من أصحاب الخبرة .
مستشارو القروض المالية يقولون :
إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة غيرك لك في الحل .
اسمع ما لديه أو اجمع معلومات ....... ماذا يدور في خلده ؟ ما هي رؤيته للمشكلة ومن يؤثر عليه ؟ و ما هي المعلومات التي تصل إليه ؟
ثالث عشر: استغل الصداقة.
لماذا الصداقة ....؟ , الصداقة لا بد له منها , وأنت تستفيد منها , كإيصال رسالة لا تستطيعها , و قد تجد عند الصديق الكثير من الدعم و المشاركة للأفراح و الأحزان .الصداقة على التقى تهزم المال , و إذا أردت أن تعرف هل فلان سعيد فلا تسأله عن رصيده في البنك ولكن سله عن علاقته بربه ثم عن عدد أصدقائه الذين يحبهم ويحبونه ؟ .
رابع عشر : أغلق التلفاز
و لكن بحكمة و أوجد بديلاً يساعد على تحقيق أهدافك....!!!
التلفاز ما هو إلا حشوت الكريمة التي تبعدك عن جوهر الطعام , يقطع فرص التواصل الطبيعية , يسرق وقتنا ولا يعيده أبداً , افتحه عندما يكون هناك ما يستحق المشاهدة , إنه يفرض علينا ما نشاهد ولا نختار ما يجب أن نشاهد !! مثل من يدخل السوق و يشتري كل ما يراه أمامه ثم عندما يعود لداره يكتشف ضعف نفسه وقلة عقله .
لا تقبل الصورة التي ينقلها لك التلفاز أو الناس من حولك .
خامس عشر : آخر العلاج الكي
عندما تسير الأمور على خلاف ما تراه ... ! ولم تتيقن الخطأ ..! , لا تفترض أن هناك خطأ كبيراً يستحق العقاب ...! أو أنه فعل ذلك لتحقيق مصلحة شخصية فردية له ...!, أو أنه كان يريد النيل منك... !,
افترض أنه محق....! أو مجتهد معذور ....! , أو مخطئ يحتاج التوجيه.... !
و أحذر العقاب وقت الغضب فلا تجعل كتفه ملعباً تلهو فيه _ بكرة القلق الزائد الموجود لديك , العقاب المثمر هو ما تضمن التالي:
1- تعليم السلوك المرغوب فيه و التحذير من السلوك المرفوض وذلك قبل الوقوع في الخطأ .
2- الاتفاق على العقوبة حال الخطأ , بحيث تكون مناسبة لحجم الخطأ .
3- أن يفهم أن هذا خطأُ يستحق العقوبة عليه .
4- أن يدرك أن العقوبة متجهة للسلوك و ليس لشخصه هو .
وأخيراً تأكد من أنه أدرك خطأه حتى لا يكون للعقوبة أثر سلبي يجلب العناد أو التمرد .
كن حكيماً في عقدك للمقارنات
في الواقع أنه لم يتغير شيء نتيجة للمقارنة ...!!! الاَ أن شعورنا تجاه حياتنا يمكن أن يتغير بشكل كبير بناء على تلك المقارنة , فكثير من حالات الشعور بالرضا أو عدم الرضا تعود إلى كيفية مقارنة أنفسنا بالآخرين من هم أفضل منا أو قل حظاً منا ! في تربية أولادهم .
فوض غيرك ينكر عليه بالأسلوب المناسب إذا وقع في منكر .
عليك أن تبقى دائماً مع الحقيقة و تسعى جاهداً على تحسين الأمور !... كل يحلم بأسرة مثالية ولكن ينجح في تحقيق شيئاً من ذلك الواقعيين منهم !! .
إذا لم تكن متأكداً .... ليكن تخمينك على الأقل ..... إيجابيا انتبه فقد تحصل على ما تريد بأبسط طريق.
افعل ما تقول أنك ستفعله . لا تكن عدوانياً . لا تفكر في مبدأ ( ماذا لو ) . طور اهتماماً مشتركاً مع الابن و لاعبه . اضحك معه ومازحه . لتكن حمامة سلام . لا تساوم على أخلاقياتك . لا تشتري السعادة بالمال فقط .
أخيراً تذكر أن مشوار التربية طويل و البداية الصحيحة تختصره و وتضفي عليه طعماً مختلفاً ,
و اطلب العون من الله و استعن ولا تعجز و لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا و لكن جدد و و اصل العمل و قل قدر الله و ما شاء فعل ثم ابذل السبب .
و الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 12-08-2010, 12:29 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الإهداء
الإهداء

- إلى من كل من يسهم في خدمة كتاب الله عز وجل بإخلاص .
- إلى كل برعم من براعم الإيمان يعمل جهده لحفظ القرآن الكريم .
- إلى كل من يحفظ كتاب الله عز وجل عن ظهر قلب .
- إلى أئمة الحرمين الشريفين جميعاً وفقهم الله .
أهدي هذا البحث



الإبداع في تعليم القرآن الكريم

مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد الذي علمه ربه القرآن الكريم فعلمه لأصحابه رضوان الله عليهم ، وتوالى حفظه عنهم جيلاً بعد جيل إلى وقتنا هذا ، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أوحى لعبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم قرآناً تكفل بحفظه بذاته سبحانه فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ([1]) ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، رغبنا في حفظ القرآن وتعليمه فقال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ([2]) ، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وخطاه إلى يوم الدين .
فقد تشرفت بتدريس القرآن الكريم في قرية وادعة في قلب الصحراء ، أهلها جميعاً عطشى بلهفة وشوق إلى تعلم كتاب الله عز وجل وحفظه ، وقد كلفت مع زملائي المعلمين في محافظة الطائف من قبل الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أن نكتب بحوثاُ نافعة في مواضيع مختلفة فهداني الله عز وجل لاختيار موضوع ( الإبداع في تعليم القرآن الكريم ) فأرجو الله أن يوفقني في كتابته على الوجه الصحيح الذي يحقق بعونه تعالى النفع لكل من يطلع عليه ممن يشتغل في تعليم كتاب الله عز وجل .
منهج الكتابة
لقد سلكت في كتابة هذا البحث بين القديم في أصالته ، والحديث في معاصرته في الأسلوب وأعترف بداية بوجود هفوات هنا وهناك فالكمال لله وحده ، واتبعت في كتابة الخطة التي رأيتها تستوفي أطراف هذا البحث فكانت كما يلي :
خطة البحث
التميهد : ويشتمل على موضوعين :
1- الإبداع في تعليم القرآن الكريم – مقدمة - .
2- الحاجة إلى موضوع الإبداع .
الفصل الأول :
1- مفهوم الإبداع في تعليم القرآن الكريم .
2- مجالات الإبداع في تعليم القرآن الكريم .
3- وسائل وطرق معينة تساعد على الإبداع وهي :
أ – المكان المناسب .
ب – المدرس المناسب .
ج – نظام الحوافز والتشجيع .
د – عقد لقاءات مع أولياء الأمور .
هـ- الاتصال بالمبدعين في علوم القرآن .
و – اتباع طرق جديدة وتجنب الروتين .
ز – بث روح المنافسة الشريفة بين الطلاب .
الفصل الثاني : أنماط وأساليب جديدة للإبداع .
1- الاهتمام أكثر بتحفيظ القرآن الكريم في الإذاعات المسموعة والمرئية .
2- تخصيص قناة تلفازية لعلوم القرآن الكريم .
3- فتح موقع خاص على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) لتعليم القرآن الكريم .
4- تطوير حلقات التحفيظ بشكل مستمر .
الخاتمة :
أثر الإبداع على المستوى العملي للطالب .
وأطلب من الله العون في أن يوفقني لكتابة هذا البحث وإخراجه بالشكل الذي يليق بجمعية تحفيظ القرآن الكريم وبمدرس القرآن الكريم إنه سميع مجيب .
التمهيد
أولاً : الإبداع في تعليم القرآن الكريم
إن من يمعن النظر في أعمال الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم سواء في الطائف أم في سائر مدن المملكة يستنتج أنها من الوسائل التي سخرها الله عز وجل لتساعد على حفظ القرآن الكريم ، وأي دارس لحال القائمين على تدريس القرآن الكريم في أقطار العالم الإسلامي يستنتج أن الجمعيات المنتشرة في سائر مدن المملكة تمتاز عن غيرها في تلك الأقطار بوجود جهاز كامل متكامل يقوم على شباب يقضون الكثير من أوقاتهم على تنظيم سير حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومتابعة المشرفين عليها ورعاية الطلاب وتشجيعهم وحل كافة المشاكل التي قد تعيق تقدم تلك الحلقات ، لذلك لا نستغرب إذا حققت هذه الحلقات النتائج الطيبة وآتت الثمار المباركة اليانعة وفعلا فقد تخرج من هذه الحلقات مئات إن لم يكن الآلاف من خيرة الحفاظ والحمد لله ، وذلك كله بفضل الله عز وجل ثم بجهود القائمين على تلك الحلقات والجمعيات فجزاهم الله عز وجل خير الجزاء وجعل أعمالهم في موازين حسناتهم بإذن الله .
ثانياً : الحاجة إلى موضوع الإبداع
مما لا شك فيه أن تدريس القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه عمل عظيم ، فالأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام لم يورثوا الذهب ولا الفضة ولكنهم ورثوا العلم ، وقد أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ( العلماء ورثة الأنبياء ) ([3]) ومن هنا فإن تعليم القرآن الكريم وتدريسه يحتاج إلى إبداع مستمر منذ التحاق صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه عشر آيات حتى إذا حفظوها وطبقوها علمهم غيرها ، فما أن أكمل الله دينه عم الإسلام جزيرة العرب حتى كان من بين الصحابة آلاف الحفاظ لكتاب الله الكريم ، فذلك الأسلوب النبوي مع أصحابه الكرام وهم خير من حمل القرآن وبلغ الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت ( طريقة التلقين والتلقي ) هي الوسيلة الوحيدة لتدريس كتاب الله وحفظه ، فلم يكن القرآن مجموعا في ذلك الوقت ، ولكن نقاء نفوسهم وسلامة سليقتهم جعل منهم بإذن الله القادرين على حفظ القرآن الكريم بمجرد السماع والتلقي وصدق الله العظيم القائل : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ([4]) فقد جعل الرسالة في بيئة خصبة مناسبة لها من حيث الزمان والمكان ، فسبحانه هو العليم الخبير .
أما وقد تغيرت أحوال الناس وفسدت ألسنتهم وتشعبت فروع العلم فإن الحاجة أصبحت ملحة إلى الإبداع في تعليم القرآن الكريم ، مع التأكيد على أن طريقة الحفظ ( بالتلقي ) من أفواه العلماء مباشرة هي الوسيلة الباقية الصحيحة لتعليم كتاب الله عز وجل ، وأسباب الحاجة إلى الإبداع كثيرة منها :
1- اختلاط العرب بغيرهم من الأمم والأعاجم منذ الفتوحات الإسلامية وحتى عصرنا الحاضر أفسد اللسان العربي القويم كما أفسد السليقة التي كانت تجعل من العربي يحفظ النص بمجرد سماعه .
2- تشعب فروع العلم واختلافها ، فبعد أن كان المسلم في صدر الإسلام وما بعده يصرف همه إلى تعلم القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو علم الأصول أو الفقه نجده اليوم يعوم في بحر متلاطم الأمواج من العلوم التي تنتشر في العالم كله بطريقة يصعب اللحاق بكل فروعها ولكن لا بد من قطف بعض ثمارها .
3- انتشار وسائل اللهو المختلفة في هذه الأيام يؤدي إلى صرف الكثير من شباب المسلمين عن حفظ وتعلم كتاب الله وخاصة أن تلك الوسائل تنتشر من خلال وسائل إعلام رسمية وغير رسمية وأكثرها موجهة لصرف الشباب عن الفضائل والانغماس في مجاري اللهو والفساد .
4- ضعف الروابط الأسرية داخل الأسرة الواحدة ، يجعل من الصعب السيطرة على الأبناء وتوجيههم نحو دراسة وحفظ كتاب الله ويعود ذلك الضعف إلى عدة عوامل أهمها :
أ‌- انشغال الأب وهو رب الأسرة في وظيفته أو تجارته وبعده عن الأبناء وعدم صرف الوقت الكافي لرعاية أسرته ومتابعة أبنائه .
ب‌- جهل كثير من الأمهات بالأساليب التربوية الحديثة وعدم الاهتمام بالأبناء بسبب انشغال كثير منهن في سفاسف الأمور مما يؤدي إلى صرف الأبناء عن حفظ القرآن .
ج- اختلاف نمط المعيشة اليومية ، مما أدى إلى عدم اجتماع أفراد الأسرة معا في أوقات معينة كما كان يحدث سابقاً ، وكمثال على ذلك انتشار المطاعم في الأسواق والأحياء جعل الأبناء يتناولون أكثر وجباتهم خارج منازلهم .
فتلك الأسباب وغيرها جعلت الحاجة ماسة وملحة إلى ابتداع وسائل ملائمة وموائمة ومناسبة لمعطيات ومفردات هذه الأيام .
الفصل الأول :
أولاً : مفهوم الإبداع في تعليم القرآن الكريم
الإبداع لغة : هو الخلق ( الايجاد ابتداء علىغير مثال سابق ) انظر قوله تعالى ( بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) وانظر كذلك تفسير هذه الآية في ( التفسير الميسر ) نشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية .
أما الإبداع اصطلاحاً : فهو ابتكار واستحداث طرق وأساليب جديدة في مجال معين فإبداع المعلم في الحلقات القرآنية يعني ابتكار طرق وأساليب جديدة لتعليم القرآن الكريم بحيث لا تكون مسبوقة بمثلها من الوسائل والطرق وبحيث تتمشى وتنسجم مع مستجدات الأمور ومعطيات العصر الذي يعيشه المعلم من حيث الزمان والمكان .
وحسب نظرتي المتواضعة فإنه مهما تطورت الأزمان والأساليب والأماكن فإن الحلقة هي الأساس وإن طريقة التلقي من الأفواه هي الأصل في تعليم وحفظ القرآن الكريم ، فمن تلك الحلقة قام محمد صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن الكريم وأمور دينهم ومنها تخرج كبار الصحابة والتابعين وفيها كان أحمد بن حنبل وسائر الأئمة الأعلام يدرسون تلاميذهم ويخرجون العلماء النابغين كأبي يوسف والأوزاعي وحفص وعاصم والترمذي والبخاري والبيهقي فكانوا بحق أعلام هدى لهذه الأمة المباركة .
إذن ، الحلقة هي الأساس ولكن لا بد من الإبداع في إطار المحافظة على هذه الحلقة ، فمثلاً إذا علمنا أن حلقة ما كانت تدرس تحت ظلال الأشجار أو في الخيام في زمن مضى فلا ضير في إعطائها هذه الأيام في قاعة فسيحة مكيفة مفروشة بالفراش الوثير النظيف ، وإذا كان المدرس في سالف الأيام يستخدم عصا طويلة تمتد لتصل جميع التلاميذ في حلقته فلماذا ؟ وما الذي يمنع أن يستخدم هذه الأيام وسيلة مناسبة كقرص أو اسطوانة حاسوب أو لوحة نظيفة يكتب عليها القرآن الكريم وأحكامه فيشار إليها بمؤشر ليزر لبيان مواضع المد والإدغام وغيرها من أحكام القرآن الكريم ؟ .
ومثال آخر على الإبداع في تعليم القرآن الكريم توظيف المدرس المناسب الذي يتمتع بمزايا تليق بوظيفته فقد كان المدرس سابقاً هو هو لا يتغير مهما كان عنده من السلبيات فقد لا يوجد من عنده القدرة على تدريس القرآن الكريم غيره ، وقد يكون ذلك المدرس الوحيد حريصا على عدم إيجاد مدرس آخر قادر على التدريس لأنه يرى في ذلك الآخر مزاحماً له على لقمة عيشه ، أما في هذه الأيام – ولله الحمد – فالمدرسون المتقنون لفن التجويد والمتمتعون بالمزايا التي تليق بمعلم القرآن الكريم كثيرون ، ويستطيع من يقوم على تحفيظ القرآن الكريم أن يختار منهم الأصلح والأفضل .
ومن هنا فالأمثلة على الإبداع في تعليم القرآن الكريم كثيرة كثيرة تتلخص في ابتكار الوسائل والطرق الحديثة التي تلائم الوسائل التربوية والإعلامية المنتشرة في كل مكان ، واستخدام المدرس القادر على مواكبة الأساليب التربوية الحديثة بشرط أن لا تتناقض مع مقتضيات تدريس القرآن الكريم ، وسوف أبين بإذن الله تعالى في فقرة لاحقة بعض الوسائل والطرق التي تساعد على الإبداع في تدريس القرآن الكريم .
ثانياُ : مجالات الإبداع في تعليم القرآن الكريم
بعد أن عرفنا معنى الإبداع لغة واصطلاحاً فإنه يحق لنا أن نسأل : هل الإبداع محصور في مجال واحد أم أن هناك مجالات عديدة ؟
والواقع أن الإبداع في تعليم القرآن الكريم له عدة مجالات يمكن حصرها في ما يلي :
1- مع الطلاب : أ ) داخل الحلقة ، ويتمثل إبداع المعلم هنا في مظاهر مختلفة تكمن في حسن إدارتهم وضبطهم ، فلا يسمح المعلم أن تكون الحلقة مسرحاً للفوضى من بعض الطلاب فإذا ما صادف وجود طالب أو أكثر يؤثر على حسن سير الحلقة فلا بد من معالجة الأمر معالجة حكيمة وبشتى الوسائل التي تعيد أولئك الطلاب إلى جادة الحق وتضعهم في مصاف الطلبة المثاليين في حضورهم وأخلاقهم .
ومن الأمور التي تساعد على إبداع المعلم داخل الحلقة أن تتوافر فيه صفات المعلم القدوة لطلابه في ألفاظه ومعاملته واستعداده .
ب ) خارج الحلقة ، فإذا كان المعلم متواصلاً مع طلابه بشكل جيد في الشارع والمنزل والمدرسة فإن هذا التواصل ولا شك سيكون رافداً هاماً من روافد الإبداع في تعليم القرآن الكريم .
2- وهناك مجال آخر لا يمكن إغفاله أو تجاهله بل قد يكون هو الأهم من مجالات الإبداع ألا وهو التواصل بين المعلم وبين أولياء الأمور حسب إمكانية التواصل معهم ، فمن الطبيعي أن أي طالب يحضر الحلقة بعلم أهله وخاصة والديه و، ومن هنا يجب أن يحاط الوالدان بما يصدر عن أبنائهم سواء من النواحي الإيجابية أو من النواحي السلبية ، وفي كلتا الحالتين سينعكس ذلك بإذن الله على مستوى أولادهم وبالتالي على مستوى الحلقة الي يزيد من فرص الإبداع في تعليم القرآن الكريم .
فكم من ملاحظة قد يبديها أولياء الأمور تؤدي إلى كثير من الخير وإلى رفع مستوى الحلقة وجني الثمار الطيبة المباركة بإذن الله .
3- وجمعية التحفيظ أيضاً لها دور كبير ومجال هام في الإبداع ، فإذا ما حصلت الثقة بين المعلم من طرف والمشرفين والموظفين والرئيس من طرف آخر وحصل بينهم التعامل الحسن والنصح المتبادل والمشورة والاستشارة والاستفادة والإفادة فلا بد من حصول الفوائد العظيمة والنتائج التي تؤدي إلى الإبداع بعون الله تعالى .
4- أما إمام المسجد وجماعته فهم بعون الله تعالى أكبر مؤازر للمعلم في حلقته إذا أحسن هذا المعلم استثمارهم لصالح الحلقة وهنا أسوف تجربة خاصة حدثت في إحدى الحلقات التي أدرسها بالفيضة حيث أن الطلاب أنفسهم أسهموا بتنظيف المسجد وترتيبه ودهانه وتببيضه على نفتهم الخاصة مما كان له الأثر الطيب عند الإمام وجماعته بل عند أهل الحي جميعاً مما زاد من حرص الآباء على حضور أبنائهم ومتابعتهم فكان سبباً في رفع مستوى الطلاب وزيادة حرصهم على الاستغلال وقت حضورهم في ما يجلب لهم العلم والحفظ الجيد والثواب العظيم من الله تعالى .
5- والمعلم المبدع لا بد أن تكون يومياً وقفة بل وقفات مع ذاته ، فلا بد له من محاسبة نفسه أولاً بأول ، ولا بد من مناقشة عطائه وطرق تدريسه في كل يوم ، ويحرص كل الحرص على تطوير ذاته وتحسين مستواه ولا يتم ذلك إلا بنهل العلم من منابعه الصافية ، والمدوامة على تلاوة ومراجعة كتاب الله عز وجل فإذا تم ذلك فإنه سوف يحصل لديه الإبداع في تعليم كتاب الله كل ذلك بإذنه عز وجل .
ثالثاً : وسائل وطريق معينة على الإبداع
إن الوسائل والطرق التي تساعد على الإبداع في تعليم القرآن الكريم كثيرة حسب ما أرى ، وليس المهم بيان تلك الوسائل والطرق ، ولكن المهم هو تطبيقها و إخراجها إلى حيز الوجود إذا حصلت القناعة بها ضمن الإمكانيات المتاحة ، والتي أعتقد أنها متيسرة والحمد لله إذا وجدت النوايا الصادقة لأنها تخدم أولاً وآخراً كتاب الله عز وجل ، ومن تلك الوسائل والطرق الإبداعية :
أولاً : توفير المكان المناسب بحيث تتوفر فيه الشروط التي تساعد على استمرار الحلقات ، ومن الواقع العملي المشاهد أن بعض الحلقات وخاصة في القرى والبحر تعقد في المسجد في وقت شديد الحر ولا تتوفر فيه وسائل التكييف والتبريد بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يزود به القرية متعهد لفترات محدودة ، فكيف سيكون حال الدارسين ومدرسهم في مثل تلك الظروف ؟ .
ومثل هذا الأمر يعالج في حال توفر النوايا الصادقة عن أهل الخير ، فلا يستهان بمثل تلك الثغرات المشاهدة في القرى فمن يدري فلعل الله عز وجل يخرج من تلك الحلقات خيرة الحفاظ ؟ فإذا وجدت القاعة المتواضعة ، ومولد الكهرباء المناسب ، وأجهزة تبريد الماء وتكييف الهواء فلا شك أن ذلك سينعكس إيجابا على مستوى الحلقة ونتائجها .
ثانياً : توفير وتوظيف المدرس الناجح الذي يتمتع بصفات سنوردها بعد قليل بإذن الله .
ويتم ذلك عن طريق الدقة في التحري والبحث عن سلوكيات المدرس قبل توظيفه ، فلكل شخص أقران وزملاء وجيران وهؤلاء أفضل من يعطي الصورة الصادقة عن سلوكياته ثم يأتي بعد ذلك دور لجان المقابلات الشخصية والاختبارات ، وإليكم أهم تلك الصفات الواجب توفرها في مدرس القرآن الكريم المبدع :
1- مخافة الله قبل كل شيء والإخلاص في العمل ، فالمدرس هو المسؤول المباشر عن سير الحلقة ومتابعة الطلاب حفظا ومراجعة وسلوكا إذ يصعب تواجد الموجهين في كل حلقة في أي وقت فيبقى العبء الأكبر على كاهل المدرس الذي يجب أن يعلم أن الله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سبحانه .
2- المظهر اللائق من حيث ارتداء الثوب النظيف من غير ابتذال ومن حيث اتباع السنة المطهرة في إطلاق اللحية وبشاشة الوجه بما يرضي الله ورسوله .
3- حسن العشرة والتعامل مع جميع الناس في البيئة التي يدرس بها وخاصة إذا وجد في تلك البيئة من المشكلات التي قد تحدث بين الناس ، فهنا يتجنب الانحياز إلى أي فئة بل يجب عليه أن يعمل على بذر المحبة ونزع الشر من بينهم أي يكون واسع الأفق يتحلى بالصفات التي تليق بمعلم القرآن الكريم .
4- التمكن من أحكام تلاوة كتاب الله عز وجل وحفظه ، وهذا يعتبر من الأساسيات في أي مدرس إذ لا يعقل أن يتم التعاقد مع أي أحد لا يمتلك هذين الشرطين بمعنى آخر يجب أن يكون المعلم المبدع مفيداً لغيره مستفيداً من أسلافه وأقرانه .
5- قوة الشخصية : فهي أيضا من عناصر المعلم الناجح المبدع الذي تكون لديه القدرة على فرض النظام داخل الحلقة من غير تنفير للطلاب ، والمقدرة على تعويد الطلاب على الحضور المبكر وعدم التغيب عنها والصبر على الحضور امتثالاً لقوله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذي يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) ، فلا بد من أن يكون قوي الشخصية بعيد النظر حتى يتسنى له الإبداع في تعليم كتاب الله عز وجل .
ولعل الصفات الخمس المذكورة سالفاً يمكن جمعها في قوله تعالى على لسان ابنة يعقوب : ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) .
ثالثاً : نظام الحوافز والتشجيع : من المعروف أن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها والله عز وجل أعد لعباده المؤمنين جنات النعيم التي وصفها في كتابه الكريم وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم جزاء لما يعملون في الدنيا ، ومن هنا فإن طالب التحفيظ يفرح عندما تقدم له هدية تقديرا لصفة أو مجموعة من الصفات التي يتمتع بها ، ولذلك يجب اختيار الهدايا والجوائز بناء على خطة مدروسة بحيث تؤتي ثمارها وبالتالي تؤدي إلى الإبداع لدى جميع الطلاب مما يؤدي إلى نتائج أفضل وتخريج حفظة أكثر بعون الله تعالى .
والناظر إلى الجوائز المقدمة للطلاب في حلقاتهم فإنه لا يسعه إلا أن يقول بداية : جزى الله عز وجل كل الخير كل من يساهم في تقديمها ، غير أنه يجب أن ننبه إلى وجوب إمعان النظر دوما في طبيعة تلك الهدايا المقدمة وقيمتها ونفعها للطلاب فنلاحظ قلة الأشرطة المسجل عليها أجزاء من القرآن الكريم بأصوات أئمة الحرمين الشريفين على سبيل المثال ونكرر أنه لا ينبغي الانتقاص من أهمية الجوائز المقدمة حالياً ، ولكن الأمل معقود على تحسينها ومن تلك الوسائل المقترحة :
1- شريط مسجل عليه جزء عم وأجزاء أخرى تتناسب والمستوى الذي وصلت إليه الحلقة .
2- كتيبات أو كتب تعالج قضايا تمس هموم الشباب والطلاب وتعالج مشكلاتهم .
3- أشرطة تسجيل متنوعة لعلماء أجلاء لهم سمعتهم الطيبة داخل المملكة وخارجها بالإضافة إلى ما تقوم به الجمعية مشكورة من توزيع لمثل هذه الأشرطة .
4- هدايا لها خصوصيات معينة ، فهناك طلاب فقراء يعرفهم المشرف على الحلقة ، فما أجمل أن يقدم لأمثالهم هدية يستفيدون منها وذلك مثل ثوب أو عمامة أو غيرها .
رابعاً : عقد لقاءات مع أولياء الأمور :
لا شك أن ولي الأمر هو الطرف الرئيس المهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم وعندما يكون القصد هو الإبداع في طرق التدريس فيجب أن لا يغفل دور ولي الأمر في هذا الموضوع ، لذلك يجب التخطيط لعقد لقاء موسع مرة على الأقل في كل شهر أو في كل شهرين ، بحيث يتم فيه مناقشة مشكلات الأبناء الطلاب مثل الغياب وقلة الحفظ ونسيان ما يحفظ وغيرها من المشكلات ولا بأس أن يصاحب ذلك اللقاء برامج ترفيهية وترويحية للطلاب يتبعها غداء يسهم به الطلاب أنفسهم وتقديم جوائز حتى لو كانت من إسهامات أولياء الأمور .
خامساً : الاتصال بالمبدعين من الحفاظ والمتعلمين :
لعل الاتصال بالمبدعين في علوم القرآن الكريم وخاصة في حفظه وتلاوته وكذلك بالدارسين الذين تكتشف فيهم عناصر الإبداع من أنجح الوسائل التي تنمي الإبداع عند الطلاب ، وفي هذا السياق ليته يصبح عند الحلقات عادة في التواصل فيما بينها وزيارة خاصة لمكة المكرمة والمدينة المنورة من المناطق الأخرى ، بالإضافة إلى ذلك فإن زيارة الحلقات التي يشار إليها بالبنان يؤدي إلى إحياء روح التنافس الشريف بين الدارسين للحصول على فوائد كبيرة .
سادساً : اتباع طرق جديدة بين الحين والآخر تبعد الطلاب عن شبح الروتين ومنها :
1- إبقاء الطلاب في أماكنهم في الحلقة والبدء في التسميع لهم واحدا بعد الآخر .
2- المناداة على الطلاب من واقع كشف الحضور إلى أن ينتهي الجميع من التسميع .
3- استدعاء أحد الطلاب ليجلس أمام المدرس فيتلو حصته من الحفظ مع بقاء الطلاب في أماكنهم يستمعون إلى تلاوته مستفيدين من تقويم المدرس له .
4- تقسيم الطلاب إلى مجموعات ثنائية ( كل مجموعة من طالبين فقط متقاربين في الحفظ ) بحيث يسمع أحدهما للآخر وينادي المدرس على الطلاب ليقوم حفظهم .
5- تقسيم الطلاب إلى مجموعات غير ثنائية ( رباعية أو خماسية ) بحيث يكلف الطالب الأكفأ منهم بالتسميع والمراجعة لما يحفظه طلاب تلك المجموعة تحت إشراف المدرس ومراقبته .

سابعاً : بث روح المنافسة الأخوية الشريفة بين الطلاب :


وهذه بعض الاقتراحات في هذا المجال

أ‌- تقديم جائزة قيمة لكل من يتم حفظ جزء من أجزاء القرآن الكريم هذا بالإضافة إلى الجائزة المقدمة من جمعية تحفيظ القرآن الكريم .
ب‌- إخبار ولي الأمر تباعا بمستوى ابنه بحيث يداوم على تشجيع ابنه وتكريمه ووعده بالمزيد من الهدايا في حال مداومة ابنه على الحفظ وتميزه في الحلقة .
ج- تكريم أي طالب يتم حفظ جزء لزملائه في الحلقة ، وقد شاهدت في طلابي الفرح والسرور عندما يتم أحدهم حفظ جزء فيقدم لهم الحلوى والشراب ، ولعل ذلك يذكرنا بالاحتفال الذي كان يتم لكل من يختم جزء عم مثال حيث كان يحمل على الأكتاف ويطاف به القرية إلى أن ينتهي المطاف إلى المسجد .

الفصل الثاني :
4- أنماط وأساليب جديدة للإبداع
لقد ذكرت حتى هذه الفقرة بعض ما هداني الله إليه من وسائل وطرق تسهم في الإبداع في تعليم القرآن الكريم وتدريسه ، وحيث أن كتاب الله عز وجل هو المعجزة الباقية الخالدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها فلا بد من وسائل وأنماط وأساليب جديدة تسهم في الإبداع في تدريسه وحفظه وبحيث تتلاءم مع معطيات هذا العصر الذي نعيشه والعصور التالية .
ولا أدعي الكمال في هذا المجال فالكمال لله وحده ولكني أجتهد فيه معتمدا على الله سبحانه وتعالى وداعيا إياه أن يوفقني إلى إيضاح بعض الأنماط والأساليب الجديدة ومنها :
أولاً : زيادة البرامج المتخصصة بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكام تلاوته في إذاعة القرآن الكريم أكثر مما هي عليه الآن ، وبث تلك البرامج في مواعيد مناسبة مع أوقات الطلاب بشكل عام وأوقات راحتهم وإجازاتهم بشكل خاص مع عدم إنكار الدور الكبير الذي تقوم به إذاعة القرآن الكريم ، غير أن مواعيد تلك البرامج غير معروف بالدقة لدى أكثر الطلاب بالإضافة إلى عدم شموليتها .
ثانياً : تخصيص قناة فضائية تلفازية لعلوم القرآن الكريم مع التركيز على التحفيظ وأحكام تلاوته ، وقد أصبح وجود مثل هذه القناة ضروريا أمام ما نشاهده من وفرة هذه المحطات الفضائية التي تبث الكثير من الغث والقليل القليل من السمين وتسهم في صرف شباب المسلمين عن كتاب الله عز وجل .
ومن هنا يجب تنبيه الموسرين وحثهم وكذلك المتخصصين في الإعلام على إنشاء مثل هذه المحطة القرآنية ، لا شك أنها تحتاج إلى جهود إعلامية ضخمة ونفقات مالية كبيرة ولكن كل شيء سيتيسر بإذن الله في حالة وجود النوايا الطيبة والجهود المخلصة وتظافرها .
ثالثاً : فتح موقع خاص بالقرآن الكريم على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) بحيث يختلف عن المواقع الحالية والتي لا تخلو من التحريف كما نسمع ونقرأ عنها وبحيث تتوفر فيه الشروط التالية :
أ‌- أن يقوم ببث المعلومات علماء أجلاء متخصصون في علوم القرآن الكريم .
ب‌- أن ينال الشباب والطلاب الحظ الأوفر من تلك البرامج الموجهة .
ج- أن تكشف ما تقوم به بعض الشبكات من تحريف لكتاب الله عز وجل .
رابعاً : تطوير حلقات تحفيظ القرآن لما فيه الأفضل باستمرار وسوف أركز في هذا الجزء على تلك الحلقات الموجودة في القرى والتي تفتقر إلى وسائل معينة ومن أساليب ذلك التطوير :
أ – تزويد كل حلقة بمكتبة صوتية متخصصة في تدريس القرآن الكريم تحتوي على أشرطة لكامل أجزاء القرآن الكريم وجهاز تسجيل عالي الجودة والتحمل .
ب-تزويد كل حلقة ( حسب الإمكانات ) بجهاز كمبيوتر مع أقراص وأسطوانات خاصة بتعليم القرآن الكريم .
ج- تأمين الحلقات القروية في فترة انقطاع الكهرباء بعد العصر بأجهزة تكييف هواء تعمل على الشحن أثناء انقطاع التيار .
د- تكليف المشرف على الحلقة بكتابة تقرير شهري شامل عن حلقته ومتابعة مثل تلك التقارير .
الخاتمة
5- أثر الإبداع على المستوى العلمي للطالب
إن مثل تلك الوسائل والأنماط والأساليب التي ذكرتها في سطور هذا البحث إذا أتيح لها التطبيق الجيد سوف تؤتي أكلها بإذن الله عز وجل وسوف يكون لها بحول الله الأثر الإيجابي الطيب على الطلاب .
فالطالب في هذه الأيام منشغل بيومه الدراسي وحتى أثناء عطلته بمناهج مدرسية كثيرة وواجبات يومية واختبارات متتالية ، وبعد ذلك تلاحقه قنوات فضائية مزدحمة فلا بد إذن من التفكير الجاد المخلص في كيفية ترغيب الطالب في الحضور إلى حلقات التحفيظ والإقبال على كتاب الله عز وجل .
وأعتقد أن ما سردته في هذا البحث بتوفيق من الله سيؤدي أيضاً بحول الله إلى رفع كفاءة الطالب ورفع مستواه العلمي لما في تلك الأمور من تنمية لمهاراته وتنمية لشخصيته وإثراء لمعلوماته وتوسيع لمداركه .
وفي ختام هذا البحث أسأل الله عز وجل أن يجزي القائمين على هذه الدورة خاصة وكل منتسبي جمعية تحفيظ القرآن الكريم خير الجزاء وأن يجعل أعمالهم هذه في موازين حسناتهم .
كما أدعوه سبحانه أن يهدي شباب المسلمين وطلابهم للإقبال على حفظ كتاب الله عز وجل وأسأله أن يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين ولتعليم كتاب الله والحمد لله رب العالمين .
المراجع
1- التفسير الميسر : إعداد نخبة من العلماء ، إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية 1419هـ .
2- كتب الحديث النبوية الشريف الصحيحة .
3- من علوم القرآن : عبد الفتاح القاضي ، ط 2 ، إصدار الكليات الأزهرية ، مصر 1396 هـ .
4- كيف تحفظ القرآن الكريم ؟ ، عبد الرب نواب الدين ، إصدار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1408هـ .
5- طلائع البشر في توجيه القراءات العشر ، محمد الصادق قمحاوي ، ط 1 ، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
6- المدرس ومهارات التوجيه ، محمد بن عبد الله الدويش ، ط 2 ، دار الوطن بالرياض 1416هـ ز
7- التبيان في آداب حملة القرآن ، النووي ، ط 1 ، 1413هـ ، مكتبة المؤيد ، الطائف ، ومكتبة دار البيان ، دمشق .
8- المدخل إلى علم التجويد ، عبد الودود الزراري ، ط 1 ، 1985م ، الوكالة العربية للتوزيع ، الزرقاء الأردن .

















فهرس الموضوعات
م

الموضوع
الصفحة
1
المقدمة
2
2
الإبداع في تعليم القرآن الكريم ( مقدمة )
4
3
الحاجة إلى الإبداع
4
4
مفهوم الإبداع في تعليم القرآن الكريم
6
5
مجالات الإبداع في تعليم القرآن الكريم
7
6
وسائل وطرق معينة على الإبداع
9
7
أنماط وأساليب جديدة للإبداع
11
8
الخاتمة
13





( [1]) آية 9 من سورة الحجر .

( [2]) صحيح البخاري .

( [3]) حديث صحيح .

( [4]) الأنعام ( 124 ) .
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 12-08-2010, 12:32 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
لمحات في أدب الطفل
إبراهيم بن سعد الحقيل

عرفت البشرية منذ وجودها أدب الطفل ـ وإن لم يكن مكتوباً ـ فهو من أنواع الأدب المختلفة، يعبر عن الأمة: عقيدتها، وهويتها، وآمالها، وأساليب عيشها.

والإسلام ذو عناية بالطفل قبل أن يكون إلى أن يكون، وبعد أن يكون إلى أن يبلغ مرحلة التكليف، وكانت عناية القرآن الكريم بالطفل ظاهرة، واهتمام رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلم - به ساطعة.

وسنلقي الضوء في هذه العجالة على الأدب الخاص بالطفل؛ من منظورنا نحن ـ أهل التوحيد والسنة ـ لا من منظور غيرنا المستعار.

ما أدب الطفل؟
إن أفضل تعريف وأيسره هو: أن كل ما كُتب وصُوِّر وقُرئ ليقرأه ويراه ويسمعه الطفل فهو أدب للطفل.

ونحن ماذا نريد من أدب الطفل؟ إننا نريد منه أن يحقق لنا عدداً من الأهداف الكثيرة التي تدخل تحت أربعة أهداف رئيسة هي:
1 - أهداف عقدية.
2 - أهداف تعليمية.
3 - أهداف تربوية.
4 - أهداف ترفيهية.

وذلك التقسيم لكيلا تتداخل الأفكار، وإلا فكل الأهداف تدخل تحت الهدف العقدي؛ لأننا أمَّةٌ عقيدتنا تشمل جميع شؤون الحياة الكبيرة منها والصغيرة.

1 - الهدف العقدي:
أهل كُل أمَّة كتبوا أدبهم مستمدين ذلك من عقائدهم، فتجد آثار تلك العقائد ظاهرة في آدابهم جليَّة، وبما أن ديننا الإسلام خاتم الأديان والمهيمن عليها وجب علينا أن يكون هذا الأدب معبراً عن تلك الحقيقة، فنجعل عقيدتنا تصل إلى الأطفال عن طريق الربط بينها وبين جميع حواسهم وملاحظاتهم ومداركهم؛ لأنه لا خوف من ذلك؛ فعقيدتنا لا تصطدم بشيءٍ من الحقائق العقلية، فتكون كلمة التوحيد موجودة في ذلك الأدب حتى تنمو معه. ولقد حرص الإسلام على أن يكون أولَ ما يطرق سمع الصبي الشهادتان، وكان سلفنا أول ما يحرصون عليه أن يتكلم الطفل بالشهادة، فتنمو معه ويزداد حبُّه لها.

يقول الغزالي: «اعلم أن ما ذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يقدم إلى الصبي في أول نشوئه ليحفظه حفظاً لا يزال ينكشف له معناه في كِبَرِه شيئاً فشيئاً»(1).

لا بد من ترسيخ حب الله ـ سبحانه وتعالى ـ ومعرفة قدرته، وأنه خالق الإنسان ومسيِّر الكون، وأن المرجع والمآل إليه، فينشأ الطفل غير مشوش التصور وضعيفه، تهزُّه أول كلمة شك، أو ينساق وراء الجهل، فيقع في الشرك أو البدع المهلكة.

وما أجمل تلك الأناشيد التي تمجد الخالق وتحث على التدبر في مخلوقاته، أو تلك القصص والصور التي تزيد الطفل يقيناً بعظمة الخالق وقدرته، فيزداد حباً لربه ويقيناً بعقيدته التي تدعوه إلى التضحية في سبيل الله كما فعل سلفه الصالح.

ومن تلك الأهداف العقدية محبة رسول الله - صلى الله عليه و سلم - والأنبياء والرسل، وذلك عن طريق السيرة النبوية وقصص الأنبياء المستمدة من القرآن الكريم والسنة الكريمة لا من الإسرائيليات، فما أروع تلك القصص عندما تكون تفسيراً مبسطاً لقصص الأنبياء والمرسلين التي وردت في القرآن، فيزداد ارتباطه بالقرآن، ويعلم علم اليقين أنه المصدر السابق لتلك القصص، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فيكون ذلك درعاً للدفاع عندما يصل إليه المشككون، كما يصبح له ذلك طريقاً لتعلم القرآن وقراءته ومحبته والارتباط به. ومن الأهداف كذلك تحبيب الأطفال بالرسول - صلى الله عليه و سلم -، ومعرفة حقه، ووجوب طاعته؛ ففي عرض سيرته مجملة أو مقسمة خير مرسخ لتلك المحبة، والتركيز على صلته بأصحابه وعرض محبتهم له وفدائهم له، وما أكثر تلك المواقف القصصية في سيرته وسيرهم.

كما تعرض لهم علاقته مع أهل بيته، وليكون الطفل على دراية بدور الأم والأب والأولاد، فلا يكون ذلك غرضاً يرمى به عند الأقلام المسمومة.

ولا بد في أدب الطفل من استلهام كل أمرٍ عقدي من القرآن الكريم؛ حتى يعرف الطفل عن طريق تلك الآداب أن القرآن مصدر عقيدته لا يدخله شك ولا شبهة ليكون ذلك خير دفاع في نفسه في وجه تيارات الكفر والضلال، فينشأ الطفل قادراً على التكيف لا تتنازعه الأهواء، ويكون أكثر اتزاناً؛ لأن العقيدة الصحيحـة غُـرسـت في قلبه وفكــره بتمثلهـم لها عـن طـريق تلك الآداب.

يقول الإمام الغزالي: «ويرسل إلى المكتب مبكراً فيتعلم القرآن وأحاديث الأخيار، وحكايات الأبرار ليُغرَس في نفسه حب الصالحين»(2).

وليس الأمر في ذلك بحشو أدب الطفل بتلك الأسس حشواً، بل تكون أسساً يركز عليها ذلك الأدب. فقد تكون القصة أو التلوين أو الفيلم أو الأنشودة في بابها أو تحوي بين ثناياها تلك الأسس لتصل إلى الطفل مقرونة بشيء من المحسوسات؛ لتكون أسرع رسوخاً في ذهن الطفل، مبسطة حتى يمكن لعقل الصغير إدراكها، وفي القرآن الكريم أمثال لذلك من ضرب الأمثال على التوحيد، وعظمة الخالق، وقصص النبيين.

2 - الهدف التعليمي:
لا بد أن يضيف الأدب إلى أهله شيئاً قد يكون مفيداًَ أو ضاراً؛ وأُمَّـةُ الإسلام يجب أن يضيف أدبها ـ أيًّا كان نوعه ـ ما يفيد سوادها ـ ومن ذلك أدب الأطفال الذي يجب أن يستغل حب الأطفال للاستطلاع والمعرفة. يقول عبد الفتاح أبو مِعال(3): «ولما كان الإحساس بالحاجة إلى المعرفة عند الأطفال جزءاً من تكوينهم الفطري لأن غريزة حب الاستطلاع تنشأ مع الطفل وتنمو معه، ومحاولة الطفل التعرف على بيئته تعتبر من العوامل الهامة التي إذا عولجت بحكمة؛ فإن ذلك يؤدي إلى تنمية ما يمكن أن يكون لديه من إمكانات وقدرات».

ومن ذلك أن يكون هذا الأدب يدرب الطفل على قراءة القرآن، وإجادة تلك القراءة مع فهم مبسط لمعاني ما يقرأ لكي يتذوق القرآن ويفهم ما يقرأ. وفي القرآن رصيد ضخم للمعارف بأنواعها مما يفتح عقل الطفل ويزيد تعلقه بكتابه؛ ففي بعض سور القرآن كسورة الفيل، والمسد، والشمس، قصص مبسطة وقصيرة تناسب الأطفال. وكلما تقدم الطفل كان الأدب مراعياً لذلك التقدم، كما يتعلم عن طريق الأدب ما يُقوّم لسانه من لغته العربية، فيزداد تعلقاً بها ومحبة لها، مع مراعاة القاموس اللفظي للطفل، ولذلك لا يستطيع كل أديب الكتابة للأطفال.

وليكن الأدب محفزاً الطفل على اكتشاف كل جديد، ومعرفة خفاياه من علوم دنيوية تحيط به كمكونات جسم الإنسان وآليته، وخلق الحيوانات والأرض والأفلاك وغيرها، ليعرف إبداع الخالق وعظمته مع ربط ذلك بالقرآن الكريم الذي يحوي الكثير منها. كما يعلمه الأدب علوم الإنسان كالتاريخ والجغرافيا والفيزياء والحاسب الآلي والأقمار الصناعية؛ ليشبع في نفسه حب المعرفة ولتنمية ما لديه من هوايات لتصبح مهارات يتميز بها. قال محمد بريغش: «وأدب الطفل يعين على اكتشاف الهوايات والحصول على المهارات الجديدة، ويعمل على تنمية الاهتمامات الشخصية عند الطفل».

ويمكن تشجيعه على استعمال تلك المعارف في حديثه مع غيره، وفي إلقائه ومخاطبته للجمهور، ولنعلم مدى فائدة تلك الآداب للطفل لننظر إلى الأفلام المتحركة المدبلجة أو المنتجة؛ فلغتها الفصحى علمت أكثر الأطفال هذه اللغة المحببة، وأصبح السواد الأعظم من أطفالنا المتابعين لها يعون ويفهمون لغتهم الفصحى وإن لم يستطيعوا الكلام بها بشكل جيد، وظهر أثر ذلك في كتاباتهم، فزادت مفردات الفصحى وأساليبها، وأثَّرت في حديثه وكتابته.

3 - أهداف تربوية:
إن التربية التي يتلقاها الطفل عن طريق الأدب ليست بأقل مما يتلقاها في مدرسته أو على يد والديه أو عن طريق مجتمعه؛ لأن الطفل عندما تكون هذه التربية بالأدب أياً كان نوعه يقرؤها أو يسمعها أو يراها؛ فإنها ترسخ في ذهنه؛ فابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عندما أوصاه الرسول - صلى الله عليه و سلم - بالوصية الجامعة كان غلاماً، ورغم ذلك طبق تلك النصيحة ونقلها إلى غيره من الناس، وطبعت حياته بطابعها الإيماني.

فالطفل بطبعه ميال إلى تقليد غيره من الكفار بالحسن وبالقبيح؛ فالتربية لا بد أن تراعي ذلك الجانب؛ فإنه عندما يرى فيلماً أو يقرأ أو يسمع قصة يتمثل أو يحاول أن يتمثل دور البطل أو الشخصية التي تناسبه فيها، فيحاول قدر الإمكان تقليدها؛ لذلك وجب علينا أن نستفيد من ذلك وخاصة في الأدب المرئي للطفل؛ لأنه أســهل طريــق للتربية لا يحتاج إلى كبير جهـد وعناء.

إذن يجب أن يكون هذا الأدب مربياً للطفل على الأخلاق الحسنة الفاضلة متصفاً بالتوحيد؛ فما أحسن تلك الأفلام المتحركة أو غيرها التي تصور طفلاً ينشأ على الفطرة الإلهية موحداً متصفاً بأخلاق حسنة وصفات نبيلة يتمثلها الطفل ويعجب بها أيما إعجاب، وما أكثر ما بلينا بتقليد أطفالنا لكل بطل أجنبي بسبب قصور أدب الطفل المرئي لدينا، إن لم نقل انعدامه، فجلب لنا جيلاً منفصلاً عن أمته، بل وعن محيطه الصغير ممن هم أكبر منه سناً، وما أعظم تأثير قصص أبناء الصحابة والصغار الصالحين؛ لأنه سيتمثل تلك المواقف لتصبح جزءاً من تكوينه.

لا بد أن تكون الأهداف التربوية في هذا الأدب أهدافاً سامية منتقاة من تاريخ أمتنا، لا بد أن ننمي فيهم عن طريق أدبهم روح الجهاد وبذل النفس والمال في سبيل ديننا؛ لأن التربية الأنانية وحب الذات قادنا لنكون أمة كغثاء السيل الذي أخبرنا به النبي - صلى الله عليه و سلم -، كما ننمي فيهم روح المبادرة والقيام بالأعمال المفيدة، بل أن ننمي فيهم انتظار المعجزات التي لن تكون، ونربي بهذا الأدب الاعتماد على القرآن والسنة لتصديق أمر ما بدلاً من تحكيم غيرنا الذي قادنا لنؤمن بالخرافات والخزعبلات، فانتشر كثير من المسلمين بين القبور والقباب، وضاعت هممهم بين الأناشيد والأذكار الصوفية، ونجعل هذا الأدب يطبعهم بطابع العزة والأنفة وعدم الانحناء أمام ملذات الدنيا، ويصور لهم أن الحياة خير وشر وسعادة وعناء، حتى نبعدهم عن اليأس والضغوط والتشاؤم، ولا زلنا نتذكر تلك القصص المفزعة عن السحالي والوحوش والعفاريت التي جبلتنا على الخوف والرهبة من كل شيء، فلا بد أن يكون هذا الأدب منمياً لأطفالنا على حب الجهاد وعدم الخوف؛ لأن تلك التربية قادت المسلمين لأن يكونوا أيتاماً على مأدبة اللئام.

4 - الهدف الترفيهي:
لا بد أن يكون هذا الهدف داخلاً في الأهداف السابقة؛ لأن الطفل يحب التسلية والترفيه ويمل من الجد؛ فعندما نقدم له العقيدة والتعليم والتربية عن طريق الترفيه فلا بد أنه سيُقبل عليها وتنغرس في ذهنه أكثر مما لو كانت خالية من التسلية والترفيه. ولا أدل على ذلك من تعلق التلاميذ بالأفلام المتحركة، رغم أهميتها في التعليم والتربية إلا أننا نجعلها للترفيه. قال عبد الفتاح أبو مِعال: «والفيلم المصور المسجل بالصوت والمصاحب للحركة يساعد الأطفال على إيصال المادة التعليمية إلى جميع فئات الأطفال؛ فهذه العناصر: الصوت والصورة والحركة، تقوي سرعة البديهة والذاكرة، وتغرز القدرة على الفهم والحفظ»(4).

لكن طلب تلك التسلية والترفيه للطفل لا يصرف هذا الأدب إليه خاصة بدون نظر إلى الأهداف السابقة؛ لأنها المهمة وهو الوسيلة، لننظر إلى واقعنا حينما صرفنا أطفالنا نحو التسلية؛ فكثير من آداب الطفل نقصد بها التسلية والترفيه لكنها غرست في نفوسهم ما يصادم الدين والأخلاق؛ لأنه لا يوجد أدب ترفيهي منعزل عن الأهداف الأخرى؛ فالطفل عندما يلون قصة أو يشاهد فيلماً أو يقرأ فإنه يستمتع بذلك ويتسلى به، ولكنه يكتسب من تلك التسلية قيماً ومفاهيم إن صيغت بما نريد أفادت، وإن صاغها غيرنا قد تفيد ولكنها تضر أيضاً، فهي كالخمر والميسر حينما قال عنهما الله ـ تعالى ـ: {وَإثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة: 219].

واقع أدب الطفل:
هل حققنا هذه الأهداف؟ لا شك أننا لم نحقق للطفل تلك الأهداف ما عدا هدفاً واحداً هو الهدف الترفيهي. لماذا؟ لأنه هدف لا يحتاج إلى عمل وعناء وفكر كبير، نقوم بحشو الخيال الكاذب في قصة أو خلافها ثم نعطيه الطفل رغم خطورته. يقول باحث(5) : «هناك فارق بين الخيال من جانب، وبين الكذب وعدم الصدق من جانب؛ فالأطفال يحبون سماع الحكايات التي يعتقدون أنها ممكنة الحدوث وهم لا يرفضون الأحداث الخارقة».

أو نقوم باستيراد ما يطرح لنا من مزابل الأمم الأخرى النصرانية (أمريكا) والوثنية (اليابان) وغيرهما ونسرع به إلى أطفالنا؛ فنحن نقصد به الترفيه، وغيرنا له أهداف أخرى يغرسها فيه.

يقول حازم العظم: «إن معظم ما تنشره دور النشر للأطفال مترجم أو مؤلف بغير خبرة كافية؛ فالأدب الخاص قليل ويمر بأزمة وجود، وهذه الأزمة أتاحت لبعض الناشرين في غيبة الرقابة والنقد: البحث عن مجلات وكتب الأطفال الرائجة [أقول والأفلام المتحركة ولعب الكمبيوتر] فقدموها لأطفالنا مترجمة بالصور نفسها بغير تمحيص، مع أنها تحوي قيماً تربوية غير ملائمة لعقيدتنا وقيمنا الروحية، أو مرفوضة حتى في البلاد التي تصدر عنها»(6).

ويقول عبد التواب يوسف: «والأطفال لدينا اليوم ضاقوا بسذاجة الكتب التي تسمى: (كتب الأطفال)، وضاقوا ببساط الريح وسندريلا وغيرها»(7).

بل بُلينا بمن يكتب قصصاً للأطفال تهدي إلى الخوف والجبن بدل أن تهدي إلى الشجاعة والجهاد، وتدعو إلى الركون إلى الحظ كقصص السحرة والشياطين والعفاريت.

يقول الدكتور محمد شاكر سعيد: «إن كثيراً مما كتب للأطفال في واقعه ليس صالحاً للأطفال لتجاوزه مستويات الأطفال، أو لتجاوزه الجانب التربوي المناسب للأطفال، أو لعدم تضمنه قيماً أخلاقية تسهم في تربية الأطفال وتنشئتهم»(8).

ولاحظ حازم النعيمي في تحليله لقصص مجلة عربية للأطفال فقال: «إن كثيراً من هذه القصص يسيطر عليها اتجاه ينقص دور المرأة في مجتمعنا العربي، كما أن الأفكار الواردة فيها تعبر عن تبني مفاهيم خاطئة عن قدرات المرأة ووظيفتها الاجتماعية وسماتها الشخصية وسلوكها»(9).

وأدب الطفل مجال واسع لنشر التبعية الثقافية والإعلامية؛ إذ يستخدمه الاستعمار لغزوه الثقافي والإعلامي، ويتلقى الطفل المنتوجات الأدبية والفنية الغزيرة في شتى الفنون والوسائط بقصد التأثير على تكوين الناشئة، والترويج للنمط الثقافي التابع.

لذلك أفرز لدينا مفاهيم خاطئة أنتجت انفصالاً بين الطفل وعقيدته ومجتمعه؛ لأنه يرى ما يصادم ما يقال له وفي النهاية يكون عقل الطفل مجالاً للصراع.

كما يركز كثير من كتاب الأطفال على النزعة الفردية التي تسير الحدث دون ذكر للمجتمع المحيط بالبطل؛ مما يجعل الطفل معتزاً بذاته ميالاً للانفراد برأيه مهملاً آراء الآخرين. وكما أن الكتابة موهبة فهي أوضح في الكتابة للصغار؛ لأنك تتعامل مع مصدق لما يراه أو يسمعه أو يقرؤه، ولقد بُلي المسلمون بحفنة من الجشعين الذين لا يحتسبون لله شيئاً مما يعملون، فلم يشجعوا أصحاب المواهب في الكتابة للأطفال، ولم يسمحوا لهم بالنزول إلى الميدان؛ مما جعل الكتاب المتخصصين نادري الوجود. ولكننا نلحظ منذ عقد من الزمن أن جيل الشباب المسلم بدأ بنشر ما كتبه المتخصصون قبل ردح من الزمن وبنشر الجديد مما كان له أطيب الأثر؛ حيث يجد الأب المسلم ما يطلب في كثير من الأحيان لأطفاله، ولا بد أن نعي أننا نصارع عدواً شرساً له باع طويل في التعامل مع أدب الطفل إن لم نشمر ساعد الجد لم نلحق به، ناهيك عن أن نسبقه.

والله ولي التوفيق.

-----------------------
(1) إحياء علوم الدين، ج 1، ص 94.
(2) المصدر السابق، ج 3، ص 57.
(3) مجلة التوثيق التربوي، وزارة المعارف السعودية، عدد 36، ص 86.
(4) المصدر السابق، ص 85.
(5) هو عبد التواب يوسف من أوائل المبرزين في الكتابة للطفل، نقلاً عن أدب الطفل في ضوء الإسلام، لنجيب الكيلاني، ص 166.
(6) الكتابة للأطفال، للدكتور محمد شاكر سعيد، ص 12.
(7) أدب الطفل في ضوء الإسلام، نجيب الكيلاني، ص 165.
(8) المصدر السابق، ص 38.
(9) المصدر السابق، ص 39.

المصدر : مجلة البيان السنة السابعة عشرة * العدد 179
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 12-08-2010, 12:33 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما فعله لاعبوا البرازيل بعد انتهاء مباراة كأس العالم

قدّر لي ان أتواجد أثناء أجازتي في مكان ومع أناس كانوا يشاهدون نهائي كاس العالم وبالتالي فقد تسنى لي مشاهدة أجزاء من اللقاء الختامي ثم بعضا من مراسم تتويج بطل العالم .. إلى هنا والأمور طبيعية جدا
ولكن لا ادري هل تابع البعض ما حدث عقب نهاية المباراة فورا أم لا ؟؟؟ هل لاحظتم تلك الفانيلات البرازيلية التي استبدلت بفانيلات بيضاء مكتوب عليها جملا وعبارات باللغة الإنجليزية ربما لم ينتبه إليها البعض وربما لم يفهمها البعض الآخر

ولكن هل تدرون ماذا كانت تقول
we belong to jesus....... Jesus loves you
وغيرها
والعبارات تعني بالعربي " نحن ننتمي للمسيح .. المسيح يحبكم .. "
وغيرها مما لم يتسنى لي رصده في تلك اللقطات العابرة ولكن من المؤكد وجودها حيث كثرت تلك القمصان البيضاء واختلفت الرسومات والكلمات التي فيها
ربما ظن البعض ان ذلك كان حدثا فرديا عابرا لا دلالة فيه أو غاية من ورائه ولكن يخطئ من يظن ذلك وليسوا دعاة النصرانية من على تلك الدرجة من الغباء ..
فهم يعلمون جيدا ان اليابان بلد لا ديني ومعظم سكانها ملحدون وفي نفس الوقت هم يعلمون تعلق الشباب والنشء العالمي بالأداء البرازيلي الكروي الرفيع
ولذلك كانت أحسن فرصة للدعوة إلى النصرانية بإبراز تلك العبارات أمام اليايانيين والعالم أجمع حتى تكون بداية انطلاقة وتفكر ونقطة تحول لكثير ممن تأثر بأحداث المونديال وأيضا لكل من عاش محتارا يبحث عن دين ليجد المسيح يستقبله بكل عبارات الحب والترحيب في الوقت الذي نام المسلمون وانشغلوا إما برغيف خبزهم او بالبحث عن مصارف لشهوتهم او بتفاهات وكماليات لا عد لها ولا حصر وآخرها المتابعة والتصفيق وبحرارة لهؤلاء الدعاة إلى النصرانية أصحاب السامبا والقمصان الصفراء

والى عشاق السامبا والكرة البرازيلية ... والي معاشر الشباب عامة وإلى اللاعبين العرب والمسلمين خاصة نقول ..
هل استوعبتم ما يدور حولكم واستفدتم ؟؟؟ الدعوة إلى النصرانية والدعاة إليها لا يكلون ولا يملون ولا يدعون فرصة أو أنصاف الفرصة إلا ويستغلوها أيما استغلال لدعوة كل ما يمكنهم الوصول إليه من العالم الآخر

أما عربوه .. ولاعبو الكبسة والسلطاااا ( على وزن البن والسامبا ) فهم في العالم الآخر
فكم من أموال ؟؟ وكم من معسكرات وكم من مباريات وكم من سفريات فماذا فعلنا لدين الحق ؟؟؟؟
هل دعونا إليه بآية واحدة أو حديث أو كلمة أو نصيحة أو حتى بإهداء كتيب واحد أو شريط بلغة من نسافر إليهم ونعيش في معاقل ديارهم أياما وليال ؟؟؟ ... ليس المقصود أبدا كتابة آيات أو أحاديث على الفانيلات فديننا الإسلامي ارفع من ذلك بكثير ولكن كما ذكرت في المقال بتوزيع أشرطة وكتيبات بنفس اللغات المسافرين إليها وقبل كل هذا وذاك بالقدوة الحسنة وحسن التعامل وإبراز أخلاق الإسلام ثم الدعوة إليه .

كم كان من الممكن ان يتأثر الشباب بقدواتهم من اللاعبون السابقون الذين لم يبقى شاب إلا ويعرفهم أمثال ......... و......... و....... وغيرهم من الذين انفقوا جهدهم ووقتهم واعتزلوا وتركوا المجال لأجيال من بعدهم ولم يخلفوا إلا ذكريات الأهداف والأقدام ولكن ليتهم خلفوا لنا أثرا وقدواتا يسير عليها شباب المجتمع

لا ننكر أبدا أؤلئك الذين هداهم الله وباتوا يدعون إليه أمثال خالد الدايل وعبد الله عبد ربه ومنصور بشير وغيرهم وأسال الله ان يثبتنا ويثبتهم وان ينفع بجهودهم

ولذلك فعلى كل من يعرف لاعب من لاعبي اليوم إيصال فكرة هذا الموضوع إليه لعله في يوم ما يحمل معه بعض الكتيبات والأشرطة ويوزعها في بلاد بعيدة سافر إليها من اجل إقامة لقاء رياضي

وهذه أمانة علينا جميعا وعلى كل من يسافر القيام بذلك وعلى كل من يعرف لاعب عدم البخل عليه بالتذكير والتنبيه

لا نطالبهم بأن يكونوا علماء أو دعاة ولكن بإمكانهم الدعوة من حيث مهمتهم ومن ثغرهم هذا وعلى نفس الطريقة البرازيلية ولكن بالحق ولدين الحق ؟؟؟!!!!!

واختم الموضوع بقصة يرويها احد الدعاة الذين اعتادوا التجول والسفر في كل أصقاع العالم من اجل رفع كلمة لا اله إلا الله .. حيث يقول عن رحلة قام بها هو ومجموعة معه إلى بلاد بعيدة جدا في داخل روسيا وفي مناطق جبلية وجليدية وعرة جدا لا تصل إليها السيارات ولا يمكنهم الوصول إليها إلا بالأقدام
يقول .. عندما شارفنا على وصول تلك القرية كأنه بدأ يدخلنا شئ من العجب ظنا منا إننا أول من وصل إلى هذا المكان داعين إلى الله ، وظننا ان هناك استقبالا حافلا واستغرابا من أهل القرية لوصول أغراب أليهم .
وما ان وصلنا هناك حتى فؤجئنا بأن شيئا من توقعاتنا لم يحدث وعندما بدأنا الحديث مع أهل القرية ذكر لنا احدهم السبب في عدم إستغرابهم للزيارة حيث قال لنا ما أذهلنا
" وهو أن هذه القرية لا يزال دعاة التنصير يترددون عليها منذ عشرون سنة على فترات متقطعة وان هؤلاء المسلمون لم يكونوا أول من يقدم إليها للدعوة "

اذا ... الدعوة إلى الله في كل مكان وزمان ومع كل الظروف والأحوال والنصارى سبقونا إليها بمراحل .
فهل نحن مستيقظون ومستفيدون ومتحركون والى الله داعون
أسال الله تعالى ان يبرم لأمتنا أمر رشد وان يصلح أحوالنا جميعا
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 12-08-2010, 12:35 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نعالج الشقاق بين الأطفال؟

غالباً ما يتشاجر الأطفال داخل البيت الواحد وقد تصل المشاحنات بينهم إلى حد الإيذاء أحياناً ما يؤدي إلى حال من الشعور بخيبة الأمل عند الآباء والأمهات، وتصورهم بأن تقويم سلوك الأطفال ونشر عنصر الحب بينهم غدا أمراً مستحيلاً وصعباً ما يؤدي إلى جوٍّ من الكآبة داخل البيت، وهذا الشعور هو شعور خاطئ لأن المشاحنات والشجار بين الأطفال هو حال طبيعية يجب علينا ككبار أن نراقبها ونوجههم باتجاه التصرفات السليمة ونغرس فيهم القيم السامية، وظاهرة الشجار هي حال تظهر في الشارع وفي المدرسة ولا تقتصر على المنزل فقط، ويعتبر بعض علماء النفس والتربية أن الشجار ذو طابع غريزي وفطري لدى الطفل... فإذا زادت الحال عن حدها وتكررت ورافقها عنف عندئذ تستدعي القلق والمعالجة النفسية السريعة، وللمشاحنات بين الإخوة جانب إيجابي إذ يتعلمون من خلالها كيفية الدفاع عن النفس، كما يمكن من خلالها التعبير عن المشاعر الكامنة... ومعروف أن الطفل يميل للعنف عادة عندما يكون غاضباً أو خائفاً أو قلقاً أو يشعر بتهديد ما أو نقص في الثقة بنفسه أو بالآخرين وتكون استجاباته العدوانية موازية لردود فعل الآباء

وعلى الأم في حال الشقاق والعنف بين الإخوة أن تعلم أن الأطفال يجب أن يدركوا أن المشاعر العدوانية العنيفة مشاعر طبيعية موجودة داخل كل إنسان وأن عليهم أن يتعلموا كيفية التحكم والسيطرة على هذا الشعور في تعاملهم مع الآخرين ولكن كيف يتم إقناع طفل صغير بهذه الأمور الصعبة والمعقدة؟!.
والجواب على السؤال هو أنه يجب على الأم أن تحافظ على هدوئها لتقنع الطفل أن اعتراضها على عنفه وليس على شخصه وأنها تُحبه، ولكن لا تحب تصرفاته العنيفة، ويجب على الأم أن تصرَّ دائماً على نهيه وتأنيبه على السلوك غير المحبب، وعندما تكون ردود فعله على ذلك قوية وعنيفة يجب على الأم تجاهله تماماً حتى يعود لهدوئه وعند ذلك تضمه لصدرها وتُشْعِره بحبها الشديد له.
كما يجب على الأم لعلاج مشكلة الشقاق والعنف أن تعدل في معاملة الأطفال بكل شيء، وأن تراعي الفوارق الفردية بينهم في أثناء التعامل معهم، وأن تسمع لآرائهم وتناقشهم فيها، وأن تتجاهل النزاعات البسيطة بينهم، وأن توجد جواً من التفاهم من خلال توزيع المسؤوليات والحقوق داخل المنزل.

ليلى عبدالرحمن
مجلة الوعي الإسلامي
المصدر ركن الأخوات
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 12-08-2010, 08:58 PM
الصورة الرمزية faten forever
faten forever faten forever غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 9,096
معدل تقييم المستوى: 25
faten forever is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل الخير على تلك المقالات الرائعه


وعلى تلك الزمره المختاره من الموضوعات التى تتناول نواحى عديده
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 15-08-2010, 10:51 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

المسجد والمدرسة وأثرهما في التربية


الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يخفى على أحد كيف أدى المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم دوره في تربية جيل الصحابة رضوان الله عليهم، وكيف اتخذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ينبوعاً تتفجر الأرض من خلاله عيوناً وأنهاراً وجداول طالما سُقيت الأمة منها عَللاً بعد نَهَل، وأصبح المسجد مدرسة يتخرج منها العلماء والعباقرة الذين لا يسع التاريخ إلا أن يشيد بهم؛ بما جعلوه في جبينه من غُرةٍ بيضاء لا يزال الناس يرونها إلى اليوم.
ولا زلنا نلمس الآثار التربوية من خلال المسجد وشقيقته المدرسة اللذان تبادلا الجهود لتحقيق هدف الترقي بالعنصر الإنساني من خلال أدوار مختلفة، وهموم مشتركة؛ ليصلا بذلك الطفل إلى الرجولة، وبالجاهل إلى الرسوخ، وبالساذج إلى مدارج الفطن، فهما مصنع الرجال، ومنبع الماء الزلال، ومجمع الكمال، ومرجع السؤَّال، ومطمع الآمال، وهما يؤديان دوراً لا تؤديه الأم بحنانها، ولا الأب بعطفه.
فحين تصحب الأم ابنتها إلى المسجد وهي تتعهدها في كل حين بلمسات الحنان وهمساته؛ تصنع منها أمّاً بصيرة بدورها لتكون مدرسة المستقبل
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ
وحين يصحب الأب ولده إلى بيت الله فهو يربيه على الصلاة والطهارة، وارتياد المسجد، وأداء شعائر المسلمين
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوَّده أبوهُ
وحين يصل الطفل إلى سن الخامسة من عمره، ويبدأ بالتطلع إلى ما وراء البيت؛ فيكاد لا يتجاوب على الوجه المطلوب مع تعاليم البيت، وتوجيه الوالدين، ويتجه إلى المدرسة ليعرف أناساً كثيرين، وموجهين من غير الأبوين، بل ربما كانت المدرسة اليوم أكبر جهة تهتم تربوياً بالطفل إلى فترة رجولته، فتتعلق روحه بهذا الجو المنعش؛ ليرى كل ما فيها جميلاً، ويشتاق إليها بكرة وأصيلاً؛ حين يجد من المدرِّس أباً ومعلماً ورفيقاً.
وبهذا فإن الناشيء يكتسب من المسجد والمدرسة (لأنهما وجهان لعملة واحدة) الأخلاق الحميدة بصورة تكاملية،
وحين يحرص المسجد والمدرسة كليهما على روادهما وأبنائهما فإنهما يبعثان إلى قلب هذا الطفل شعوراً بالنمو، وإحساساً بضرورة التزود من الآداب والأخلاق، فهو يجد رفق التعامل، ولين القول؛ في تلطف وتبسم، وطلاقة وجه من المدرس وإمام المسجد على السواء.
إن المسجد والمدرسة يمثلان فيما يمثلان الحصن الحقيقي الذي يحوط المسلم صغيراً إلى أن يكبر، ويستمران به إلى أن يموت بما بذرا فيه من أيام الصغر، ولذا فإن دورهما ليس مقتصراً على إلقاء الحب في الطاحون لتهشيمه وإخراجه قابلاً للطبخ فحسب، بل حماية ذلك الحب أيضاً مما يشوبه من أخلاط، ولو أن "صاحب رحا يطحن فيها جيد الحبوب؛ أتاه شخص معه تراب وبعر وفحم وغثاء ليطحنه في طاحونته؛ فإن طرده ولم يُمكِّنه من إلقاء ما معه في الطاحون استمر على طحن ما ينفعه، وإن مكَّنه من إلقاء ذلك في الطاحون أفسد ما فيها من الحب، وخرج الطحين كله فاسداً"1.
وصحَّة الغذاء وحدها لا تكفي في مواجهة الأمراض؛ إذ لا بد من الوقاية، ولا تنفع التحلية إلا بعد التخلية، والثوب الوسخ أحوج إلى الصابون منه إلى البخور.
وبهذا فإن المدرسة والمسجد يحققان أهدافاً سامية تسعى في ترقية ذات المتربي منها:
التربية العقدية والفكرية الصحيحة بما يتناسب مع سن المتربي وعقله وإدراكه، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والعقائد المنحرفة، وصونه عن الشبهات.
الترقية الخُلقية ابتداء من تعاليم التعامل مع الأسرة والناس بجميع فئاتهم، والاهتمام بالفضائل ومكارم الأخلاق، واجتناب العادات السيئة، والأخلاق الرديئة لفظاً وفعلاً، وسلوكيات وذوقيات شاملة.
الترقية الاجتماعية ببناء فهمه لمكانته في المجتمع، وموقعه منه؛ ليتسنى له حسن العلاقة الاجتماعية، فكونه ابناً يتطلب أموراً تختلف عن كونه أخاً، وكونه طالباً أو زميلاً.. إضافة إلى دوره في الواقع حالاً ومآلاً، وما يتعلمه من خلال القدوة الحسنة، والأسوة الحميدة.
وهذه مجالات عظيمة تشمل تفاصيل حياة كريمة رافلة في ثوب التربية الإسلامية بنسيج ناعم اتفقت فيه حبال المدرسة، ومغزل المسجد.
والمسجد يحقق أهدافه من خلال:
- حَلقة التحفيظ.
- حَلقة التحفيز المتصلة بالمتربي.
- دور الإمام الشخصي، ودعوته الفردية والعامة.
- خطبة الجمعة.
- الدروس اليومية عقب الصلوات.
- المحاضرات العامة.
- اللوحة الحائطية.
- توزيع الوسائل الدعوية المقروءة والمسموعة.
- الدورات الصيفية.
وقبل هذا كله: فإن الاهتمام من قبل أولياء الأمور يعطي الأبناء ثقة تدفعهم إلى المسجد.
أما المدرسة فلها في واقع اليوم دور أكبر من دور المسجد، وهي تعد المؤسسة التربوية الثانية لأنها تحتوي الطفل مدةً أطول، وتتيح له فرصة الحصول على أقران.
وحتى تقوم المدرسة بدورها فإنه يجب على الوالد أن يعوِّد أبناءه على احترام المدرسة والمعلّم وتوقيره.
وتستطيع المدرسة أن تحقق أهدافها عبر وسائل عدة منها:
- جماعة التوعية في المدرسة.
- المسابقات الثقافية.
- النصائح المباشرة، والتكاليف العملية ببعض السلوكيات الحميدة.
- تكريم النماذج المتميزة بالفضائل.
- الاستفادة من برامج الإذاعة الصباحية.
- الاستفادة من معلمي التربية الإسلامية وذلك باستقطاع خمس دقائق لطرح بعض المفاهيم.
- اللوحات الوعظية والإرشادية المعلقة داخل ساحة المدرسة.
- تكوين لجنة نصيحة ويكون عملها في الفسحة لمعالجة الأخطاء والسلوكيات المخالفة، وتوجيه الطلاب وإرشادهم.
- الاهتمام بمكتبة المدرسة، وجودة اختيار الكتيبات المفيدة.
- تطبيق بعض الأخلاقيات عملياً كزيارة مريض، أو المساعدات المالية للمحتاجين، أو حل المشكلات، وتنظيف الفناء...إلخ.
- توجيه دعوات إلى أولياء الأمور، وتكريم المهتمين منهم بأولادهم.

وما أجمل أن يقوم الإنسان بالدور الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولا نقصد من ذلك شخصاً واحداً فحسب؛ وإنما مجموعة متكاملة تتمثل قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فصلت:33)، فمن جنبات المسجد وأركان المدرسة ينشأ الجيل المنشود الذي يحمل المواصفات العليا من العلم والدين بما يحملان من مضامين.

وفق الله أمتنا إلى الخير والهدى، وهداهم إلى سواء السبيل، آمين.
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 15-08-2010, 10:54 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

معلمتي .. خذي بيدي !!
هذه أسطر تعبر عن معاناة طالبة .. كتبت بلسان حالها .. تمثل واقعاً يعيشه بعض الطالبات ، وليست هذه الصورة عامة في جميع المجتمعات ..
عفواً معلمتي.. بكل احترام وتقدير أحسبك اليوم من سيأخذ بيدي فإني أحتاج إلى من هو منصت إليَ منصف نحوي.

يوم ضاعت القيم في بيتنا .. فأصبحت لا أرى أمي سوى شكلاً جميلاً يخاف على جسمه من الترهل والتسمن والتنحف والتهزل والتجعد !!!.. وأبي غارق في أسواقه وأعماله وأصدقائه وأمواله وسهراته وسفراته وعقاراته مغلفة بقيثارة من سجائر !!!
وبين إخوة وأخوات تقف تلميذتك هذه حيرى في بيت لا يعرف ركنا لصلاة ولا زاوية لتلاوة قرآن ولا سجدة على الأرض يعظم فيها عظيم ويمجد فيها مجيد .. ولا رطب ولا يابس من حثالة قيم تموج سكرى وتنتحر الفضيلة والأخلاق كما ينتحر اليائس المحبط من قثة خيط رفيع يوشك أن يتهاوى مع أول نسمة هواء على الفلق.
معلمتي .. قرأت أنك بوظيفة الأنبياء والرسل أقرب ...وبينك وبينهم رسالة أطهر .. وهناك جنة تنتظر كل معلم أخلص.
عفوا معلمتي هكذا أنتِ صُورتك في نظري فلا تلوميني إن رأيتك في سمو ورفعة .. فالعالم من حولي امتلأ بزخرف من القول.
معلمتي:
لما رأيتك تبتسمين في وجوهنا داخل الصف في أول حصة دراسية نلتقي فيها بك قلتُ في نفسي ليتها أمي تبتسم في وجهي يوماً!!
ولما سمعت اسمي على لسانك لكي أجيب على سؤالك قلت في نفسي ليتك يا أبي تناديني باسمي إن كنت تتذكر !!
ولما رأيتك تختمين على دفتري بكلمة (ممتازة) كم تمنيت في نفسي أن يختتم بها أعمالي في المطبخ !!!
معلمتي أبحث عن قدوة في واقعي فما وجدتها سواك فأرجوك لا تحسبي أني بالمعلمة صاحبة آخر تقليعة شكلية أنني بها معجبة.

تلميذتك المحبة لكِ.

كتبها:
رابعة المقبالية - مشرفة تربوية
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 15-08-2010, 11:00 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الصفات الأساسية للمربي


القيام بالعمل التربوي هو من أعظم الأعمال التي تنتظرها الأمة من أبنائها الدعاة والعاملين لهذا الدين، والناظر عبر التاريخ إلى الشخصيات الفعالة والمؤثرة يعلم أن هذه الشخصيات قد تربت على يد مربين ناجحين، وفي المقابل نجد أن الشخصيات الناكصة على أعقابها، المهزوزة في مواجهاتها؛ لم تتعرض لمتابعة تربوية ناجحة - هذا في الأغلب وهو الذي يحكم عليه -، ويدفعنا كل ذلك إلى الوقوف مع من يقوم بالعملية التربوية للبحث عن أبرز وأهم الصفات التي لا بد أن يتصف بها المربي، حتى لا نفاجأ بوجود من يطلق عليه اسم "مربي" مع فقدانه للصفات الأساسية للمربي، أو من يقحم في العمل التربوي وليس أهلاً لذلك، ومن يشكو عدم جدوى محاولاته في أعماله التربوية وهو لم يحاول أن يتصف بالصفات التي تكون - بإذن الله - سبباً فيما يصبو إليه من نجاح وتفوق.
ونأتي الآن إلى الصفات الأساسية للمربي:
1- العلم: ويذكر الشيخ محمد الدويش أن هذه الصفة هي أول الصفات العلم فيقول: "والعلم الذي يحتاجه المربي يشمل جوانب عدة منها:
أ- العلم الشرعي: فالتربية في الإسلام إعداد للمرء للعبودية لله - تبارك وتعالى -، وذلك لا يُعرف إلا بالعلم الشرعي، والعلم الشرعي يعطي المرء الوسيلة للإقناع والحوار، ويعطيه القدرة على مراجعة المسائل الشرعية وبحثها، وهو يمنعه من الانزلاق، أو الوقوع في وسائل يمنعها الشرع.
والعلم الشرعي الذي يراد من المربي لا يعني بالضرورة أن يكون عالماً، أو طالب علم مختص؛ لكن أن يملك القدرة على البحث والقراءة، والإعداد للموضوعات الشرعية، وأن يملك قاعدة مناسبة من العلوم الشرعية، ويبقى بعد ذلك التطلع لمزيد من التحصيل لزيادة رصيده من العلم الشرعي.
ب- الثقافة العامة المناسبة، وإدراكه لما يدور في عصره.
ج- العلم بما يحتاج إليه من الدراسات الإنسانية كطبيعة المرحلة التي يتعامل معها (أطفال، مراهقين، رجال….)، وطبيعة الإنسان ودوافعه، وغرائزه واستعداداته، واطلاعه على عدد من الدراسات التي تخص الفئة التي يتعامل معها، وهذا أيضاً لا يلزم منه أن يكون مختصاً بعلم النفس أو التربية؛ لكن أن يملك الأسس العامة، وأن يكون قادراً على فهم الدراسات والبحوث المتخصصة في هذا المجال.
د- المعرفة بالشخص نفسه من حيث قدراته واستعداداته وإمكاناته، ويظهر هذا الأمر لمن يتأمل سيرة النبي - صلى الله عليه وسلّم - ومعرفته لأصحابه، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: ((أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي، ولكل أمة أمين؛ وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح))1، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: ((لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه))2، وأوصى - صلى الله عليه وسلّم - صاحبه أبا ذر - رضي الله عنه - بوصية تنبئ عن معرفته به فعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - قال: ((يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ لا تأمرنَّ على اثنين، ولا تولين مال يتيم))3.
هـ- المعرفة بالبيئة التي يعيشها المتربي بصفة عامة؛ إذ هي تترك آثارها الواضحة على شخصيته، ومعرفة المربي بها تعينه على التفسير الصحيح لكثير من المواقف التي يراها"4 أ.هـ.
2- حسن السمت: وهي القدوة الحسنة، وقد تجلت القدوة الحسنة وأثرها في واقعة حدثت للنبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية "وذلك لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قضية الكتاب (يعني الصلح) قال لأصحابه: ((قوموا فانحروا، ثم احلقوا))؛ فلم يقم منهم رجل، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثلاث مرات؛ فلم يقم أحد، فدخل على أم سلمة - رضي الله عنها - فأخبرها الخبر، فقالت له: اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكلم منهم أحداً حتى فعل ذلك، فلما رأوا فعله - صلى الله عليه وسلم - قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً"5، وفي الصورة السابقة نعلم كيف أن القدوة العملية كان لها الأثر العظيم على النفوس، وهكذا يكون الأثر إذا ترجمت الشريعة إلى صورة تطبيق عملي من قبل الصالحين.
ويعدد أحمد فهمي بعض الآثار التربوية للقدوة الحسنة فيقول: "ومن الآثار التربوية المفيدة لتمثل المربي مستوى القدوة الحسنة:
أ‌- توفير الجهد التربوي عن طريق انتقال مفاهيم كثيرة - انتقالاً غير مباشر - بالمحاكاة والتقليد.
ب‌- تكون حال المربي تلك بمثابة المحفز والمنشط للكثيرين لمحاولة الوصول إليها، وبذل الجهد في ذلك؛ فإن النفس كلما اقتربت من الكمال في جانب؛ صارت لها قوة جذب بحسب حالها تشد الناس إليها؛ "فهذا عبد الله بن عون - رحمـه الله - من أعلام السلف؛ كانت حاله نموذجاً يُحفز الكثيرين لمحاكاته، عن معاذ قال: حـدثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد أنه قال: إني لأعرف رجلاً منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلَمَ له يوم من أيام ابن عون، فما يقدر عليه"6، وورد مثل ذلك عن كثير من السلف في محاولتهم التأسي بحال ابن عون.
ت‌- يكون له أثر عام يتعدى من يرتبط بهم من المتربين ارتباطاً مباشراً، فينتفع به آخرون بمراقبته، أو بمعرفة حاله ونحوه؛ فيُسهم ذلك في إيجاد بيئة تربوية راشدة قال يونس بن عبيد: "كان الرجل إذا نظر إلى الحسن انتفع به، وإن لم يرَ عمله، ولم يسمع كلامه"7.
ث‌- اكتساب كلامه وتوجيهاته قوة نفسية مؤثرة بحسب حاله، فقد "كان أبو العباس السرّاج من علماء نيسابور وعُبَّادها، وكان رجلاً تقياً حسن السيرة، وكان الناس يسمعون كلامه، قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني، وأظهر خلق القرآن: سمعت السرّاج يقول: العنوا الزعفراني، فيضجُّ الناس بلعنه، فنزح إلى بُخارى"8.
ولأن سوء سيرة المربي تُذهب بركة علمه وتفقده تأثيره، فقد "كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء، وقال: اللهم استر عيب شيخي عني، ولا تُذهب بركة علمه مني9"10.
3- ومن الصفات المهمة التي لابد للمربي أن يتصف بها الصبر: فكل ما يقوم به المتربي يحتاج إلى صبر، فهو يصبر على المتربين، وعلى الظروف التي يربي فيها، وعلى العوائق التي تقابله أثناء التربية، إلى غير ذلك.
4- متابعة المتربي: وهي أيضاً من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها المربي، فإن الثمرة تضيع إن لم تُتابَع، ولم تُحفَظ، ولم يعرف المستوى الذي وصلت إليه، يقول محمد قطب - رحمه الله تعالى -: "فالتربية عملية مستمرة لا يكفي فيها توجيه عابر - مهما كان مخلصاً، ومهما كان صواباً في ذاته - إنما يحتاج الأمر إلى المتابعة، والتوجيه المستمر"11، ويقول أيضاً: "والشخص الذي لا يجد في نفسه الطاقة على المتابعة والتوجيه المستمر شخص لا يصلح للتربية، ولو كان فيه كل جميل من الخصال، وليس معنى التوجيه المستمر هو المحاسبة على كل هفوة؛ فذلك ينفر ولا يربي، فالمربي الحكيم يتغاضى أحياناً أو كثيراً عن الهفوة وهو كاره لها، لأنه يدرك أن استمرار التنبيه ضار كالإلحاح فيه، وحكمة المربي وخبرته هي التي تدله على الوقت الذي يحسن فيه التغاضي، والوقت الذي يحسن فيه التوجيه، ولكن ينبغي التنبه دائماً من جانب المربي إلى سلوك من يربيه، سواء قرر تنبيهه في هذه المرة، أو التغاضي عما يفعل؛ فالتغاضي شيء، والغفلة عن التنبيه شيء آخر؛ أولهما قد يكون مطلوباً بين الحين والحين، أما الثاني فعيب في التربية خطير"12.
5- وأعظم صفة يتصف بها المربي، وقد أُخِّرت لأهميتها هي: الإخلاص لله - عز وجل -، فبالإخلاص يحصل التوفيق والسداد من رب العالمين، فلا ينظر المربي في عمله التربوي إلى المقابل؛ بل يحتسب ما يقدمه عند الله - تعالى -.
فاللهم أصلحنا وأصلح بنا، واهدنا واهد بنا، وكن معنا ناصراً ومؤيداً ومعيناً، والحمد لله رب العالمين.

------------------------------------------
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 15-08-2010, 11:02 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أخلاق طلاب الحلقات


الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والصلاة والسلام على المبعوث هادياً وبشيراً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيراً، أما بعد: فجميل أن يحفظ أبناء المسلمين القرآن الكريم، ورائع أن ينضموا إلى حلقات تحفيظ القرآن المنتشرة في مساجدنا في كل قطر ومصر والحمد لله على ذلك، وجميل أن يتسابقوا ويتنافسوا في حفظ كتاب الله تلاوة وتجويدا، ولكن هل هذا هو المطلوب فقط؟ وهل إقامة حروف القرآن كافية في تنشئة الأجيال على معاني القرآن وحدوده وآدابه؟!
إننا نريد جيلاً متخلقا بآداب القرآن...
نريد أجيالاً تلتزم أخلاق القرآن...
نريد أجيالاً تقف عند حدود القرآن عاملة بأحكامه...
نريد أجيالاً تقيم الحروف والحدود معاً...
لانريد حافظاً لكتاب الله يكذب، أو يغش ، أو يلعن، أو يشتم، أو يسخر، أو يلمز، أو يستهزىء بإخوانه المسلمين، فلا يوقر كبيراً، ولا يرحم صغيرا، ولا يعطي كل ذي حق حقه.
سئلت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها عن خُلُقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ((كان خلقه القرآن))رواه مسلم ...


وحذر الله تعالى عباده من هجر القرآن الكريم فقال :
( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) (الفرقان : 30 )
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - : " وترك الإيمان به وترك تصديقه منهجر انه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره من الشعر أو قول أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه "

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله - : هجر القرآن أنواع :
أحدها : هجر سماعه والإيمان به ، والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به ، والوقوف عند حلاله وحرامه ، وإن قرأه وآمن به .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .
والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم منه.
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها .
وكل هذا داخل في قوله :
{ وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا }( الفرقان : 30 )

فيا طالب الحلقات ! لا أدعوك للتكاسل عن الحفظ والتلاوة والتنافس مع زملائك في الحلقات، ولكني أدعوك بأن يكون للقرآن أكبر الأثر في حياتك .

ينبغي أن يظهر أثر القرآن الكريم في أخلاقك ..
ينبغي أن يكون للقرآن الكريم أثر في تعاملك مع والديك .
ينبغي أن يكون للقرآن الكريم أثر في تعاملك مع أساتذتك .
ينبغي أن يكون للقرآن الكريم أثر في تعاملك مع زملائك.
ينبغي أن يكون للقرآن الكريم أثر في تعاملك مع جيرانك .

أما إذا كانت أخلاقك في واد وأخلاق القرآن في واد آخر ، فهذا دليل على نقصك وإهمالك لهذا الجانب المهم، وعلامة ٌ على وقوعك في هجر القرآن دون أن تدري ويُخشى عليك يا ولدي أن يتقدم بك السن وتستمر في الإعراض عن التخلق بأخلاق القرآن، فيكون القرآن عند ذلك حجة عليك لا حجة لك ...
قال النبي صلى الله عليه وسلم " أكثر منافقي أمتي قراؤها " ( رواه أحمد وصححه الألباني )

أخلاق طلاب حلقات التحفيظ :-
وإذا سألت – أخي المبارك – عن أخلاق القرآن التي ينبغي أن يتخلق بها طلاب الحلقات فهي كل خلق فاضل ورد في القرآن مدحه أو الأمر به أو الثناء على أهله، وكذلك ما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسام وما أجمعت الأمة على حسنه من الأخلاق الكريمة 0
قال سفيان الثوري – رحمه الله -: لا ينبغي لحامل العلم والقرآن أن يكون جافياً ولا ممارياً، ولا رافعاً صوته بالحديث والعلم 0
ويروى عن الفضيل – رحمه الله – انه قال : حامل القرآن مقامه يجل عن أن يعصى ربه، وكيف يصح له أن يعصى ربه ، وكل حرف من القرآن يناديه : بالله عليك لا تخالف ما أنت حامله مني فلا ينبغي لحامل القرآن أن يغفل مع الغافلين؛ ولا يسئ مع المسيئين، وقد كان مالك بن دينار يقول : يأهل القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟
فإن القرآن ربيع القلوب، كما أن الغيث ربيع الأرض فمن أخلاق صاحب القرآن:
1- الصدق :
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة : 119 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " (متفق عليه ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" (متفق عليه )
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ألا إن الصدق والبر في الجنة، ألا وإن الكذب والفجور في النار.
وقال الفضيل : مامن مضغة أحب إلى الله تعالى من لسان صدوق، وما من مضغة أبغض إلى الله تعالى من لسان كذوب 0
أخي الطالب :
عود لسانك قول الخير تحظ به
إن اللسان لما عودت معتاد
موكل يتقاضى ما سننت له
فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد
2 – الأمانة :
قال تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } : ( النساء : 58 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك " ( رواه أحمد وصححه الألباني )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة " ( رواه الطبراني وصححه الألباني )
• وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا صيامه ، وانظروا إلى صدق حديثه إذا حدث وإلى أمانته إذا اؤتمن ، وإلى ورعه إذا أشقى .
• وقال أنس رضي الله عنه : البيت الذي يكون فيه خيانة , لا يكون فيه بركة .
3 – التواضع :
قال تعالى: { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ( الشعراء : 215 )
وقال تعالى: { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً } ( الفرقان : 63 )
وقال تعالى :{ ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) ( الشعراء : 3 )
وقال تعالى :{ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } ( المائدة : 54)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ".....وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " ( رواه مسلم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على احد، ولا يبغي أحد على أحد" ( رواه مسلم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
أخي الحبيب :
إن التواضع من خصال المتقي
وبه التقي إلى المعالي يرتقي

4 – العفو عن المخطئ :-
قال تعالى : { ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم } ( آل عمران :159)
وقال تعالى : { حذا لعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } ( الأعراف : 199 )
وقال تعالى : { فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين } ( المائدة : 13 )
وقال النبى صلى الله عليه وسلم لعقبةرضى الله عنه: "صل من قطعك, وأعط من حرمك, واعف عمن ظلمك" (رواه أحمد وصححه الألباني )
وقال صلى الله عليه وسلم : " وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا " ( رواه مسلم )
وقال ابن عباس رضى الله عنهما : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب , والحلم عند الجهل , والعفو عند الإساءة .
فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان , وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم .
5 – الرفق :-
قال تعالى : { اذهبا إلى فرعون إنه طغى (43) فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى }(طه: 44,43 )
وقال تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك }(آل عمران : 159 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيءإلا شانه" ( رواه مسلم )
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف , ومالا يعطي على ما سواه " ( رواه مسلم )
وقال عروة بن الزبير : مكتوب في الحكمة : الرفق رأس الحكمة .
وقال قيس بن أبي حازم : من يعط الرفق في الدنيا , نفعه في الآخرة .
6 – الصبر :-
قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ( الزمر : 10 )
وقال تعالى : { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } ( الشورى : 43 )
وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا .......}الآية (آل عمران : 200 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" الصبر ضياء " ( رواه مسلم )
وقال صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له "( رواه مسلم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وما أعطي أحد عطاء خيراً من الصبر " ( رواه مسلم )
قال الشاعر :-
تنكر لي خصمي ولم يدر أنني
أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الظلم كيف عتوه
وبت أريه الصبر كيف يكون
7 – الشكر :-
قال تعالى : { فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون } ( البقرة : 152 )
وقال تعالى : { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } (إبراهيم :7 )
وقال تعالى : { واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون } ( البقرة :172 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها " ( رواه مسلم )
وكان النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أصبح وإذا أمسى قال :" اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحدمن خلقك فمنك وحدك , لا شريك لك , فلك الحمد ولك الشكر " وأخبر أن من قالها حين يصبح فقد أدى شكر يومه , ومن قالها حين يمسي فقد أدى شكر ليلته " ( رواه أبو داود وحسنه النووي )
وقال فضيل : كان يقال : من شكر النعمة التحدث بها .
وجلس ليلة هو وابن عيينه يتذاكران النعم الى الصباح



8 - الاستقامة :-
قال تعالى { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك} (هود: 112 ) .
وقال تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } ( فصلت : 30 ) .
وقل النبي صلى الله عليه وسلم : " استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" ( رواه أحمد بسند صحيح ).
والاستقامة هي : إخلاص التوحيد لله عزوجل‘ ولزوم الأمر، وترك النواهي والثبات على ذلك دون غلو أو تفريط.
9 – الحياء :-
قال تعالى : { ألم يعلم بأن الله يرى } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الحياء شعبة من الإيمان " ( متفق عليه ) .
وقال النبي صلى الله عليه ويسلم " استحيوا من الله حق الحياء " . قالوا : إنا نستحيي يا رسول الله . قال: " ليس ذلكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء " ( رواه أحمدوالترمذي وحسنه الألباني ) .
وقال الفضيل بن عياض : تغلق بابك ، وترخى سترك ، وتستحيي من الناس ، ولا تستحيي من القرآن الذي في صدرك ، ولا من الجليل الذي لا يخفى عليه خافية ! !
وقال الراغب : الحياء انقباض النفس عن القبائح ، وهو من خصائص الإنسان؛ ليرتدع به عما تنزعه إليه الشهوة من القبائح ، فلا يكون كالبهيمة .
10 – سلامة الصدر:-
قال تعالى{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رءوفٌ رحيم } ( الحشر: 10) .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان قد ينس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم " . ( رواه مسلم ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " تعرض الأعمال في كل جمعة مرتين : يوم الإثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد مؤمن ، إلا عبد بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : اتركوا هذين حتى يصطلحا " ( رواه مسلم ) .
11 – الرحمة :-
قال تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( الأنبياء 107 ) .
وقال تعالى : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }
( الإسراء : 24 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم " من لا يرحم لا يرحم "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل بها فشرب ، ثم خرج ، وإذا بكلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ! فنزل البئر ، فملأ خفه ماء ، ثم أمسكه بفيه حتى رقى ، فسقى الكلب ، فشكر الله تعالى له فغفر له "قالوا : يا رسول الله : وإن لنا في البهائم لأجرا ؟! قال : " في كل كبد رطبة أجر " ( متفق عليه ).
هذا أخي الطالب :_
بعض أخلاق القرآن الكريم التي ينبغي عليك التخلق بها، ولو تدبرت كتاب الله عزوجل لوجدت المزيد والمزيد ، فاقرأ ، وتدبر ، وتفهم ، واعمل وارتق ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين "( رواه مسلم ) .

فاللهم اجعلنا ممن رفعتهم بهذا القرآن ، وممن هديتهم بالقرآن، وممن زكيتهم بالقرآن الكريم
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 15-08-2010, 11:05 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الحوار مطلب تربوي


الحوار في اللغة من (المحاورة) بمعنى المجاوبة، والتحاور: التجاوب. وحاورته أي راجعته الكلام، وهو حسن الحوار، وما أحار جواباً أي ما رجع.

وفي الاصطلاح: هو تفاعل لفظي أو غير لفظي بين اثنين أو أكثر من البشر بهدف التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملها للوصول إلى نتائج مفيدة، بعيداً عن الخصومة والتعصب وبطريقة علمية إقناعية.

وقد أولى القرآن الكريم الحوار أهمية بالغة في المواقف التربوية، وجعله وسيلة لتوجيه الناس وإرشادهم وجذب عقولهم، فالحوار في القرآن الكريم يمتاز بالسهولة ويبتعد عن الفلسفات المعقّدة، ويتضمن ألواناً من الأساليب حسب عقول ومقتضيات أحوال المخاطبين الفطرية والاجتماعية، غلّفت بلين الجانب وإحالة الجدل إلى حوار إيجابي يسعى إلى تحقيق الهدف بأحسن الألفاظ وألطف الطرق، قال تعالى: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)، وقوله تعالى في موقف نوح عليه السلام مع ابنه: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِ>vidرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).

واستخدم رسولنا صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار في تعامله مع القضايا والملمات التي حدثت أثناء بناء الأمة الإسلامية، وفي دعوته وتربيته وتعليمه لأصحابه رضي الله عنهم، وتميّز هذا الحوار النبوي بالقوة والدقة وحسن الخطاب والصبر، والشمول والتوازن والالتزام بآداب الحوار. وعلى هذا الهدي النبوي سار العلماء المسلمون في تربيتهم وتعليمهم للطلاب والناس، واعتبروا عدم استخدامه أحد أهم أسباب الضعف العلمي والجدل العقيم لدى الطلاب. وتعد المدرسة المؤسسة التربوية الأولى التي تسهم مع الأسرة في بناء الأفراد وتربيتهم وتعليمهم، وباستخدام إدارة المدرسة والمعلمين للحوار التربوي في العملية التربوية والتعليمية تسهم في ترسيخ آداب الحوار في نفوس الطلاب وتحقيق العديد من الأهداف التربوية المنشودة، إذ تعتبر الطريقة الحوارية إحدى أهم طرق التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإدارة حوار تفاعلي خلال الموقف التدريسي، بهدف الوصول إلى حقائق ومفاهيم ومعلومات جديدة. ولذا فإن للحوار التربوي العديد من الفوائد، منها:

- تشجيع الطلاب على المشاركة الفاعلة والإيجابية في عملية التعلم، والتأكيد على الاحترام المتبادل بين الطرفين المتحاورين.

- تنمية أفكار الطلاب، لأنهم بأنفسهم يتوصلون إلى المعلومات بدلاً من أن يدلي بها إليهم المعلم.

- إثارة اهتمام الطلاب بالموضوع عن طريق طرح المشكلات في صورة أسئلة ودعوتهم للتفكير في اقتراح الحلول لها.

- تكوين شخصية سوية للطالب تجعله يعتمد على نفسه في التعبير عن آرائه وأفكاره.

- اكتساب مهارات الاتصال والتواصل والتفاعل مع الآخرين، مثل مهارات: الحديث والكلام والتعبير وإدارة الحوار.

- توثيق الصلة بين المعلم وطلابه، لأن الحوار يعتمد على احترام وتقدير كل طرف للآخر.

- تدرب الطلاب على حسن الاستماع لآراء الآخرين واحترامها.

- تكسب الطلاب اتجاهات سليمة كالموضوعية والقدرة على التكيّف.

- تشجع الطلاب على الجرأة في إبداء الرأي مهما كانت نوعيته وزيادة تفاعلهم الصفي.

- تولّد عند الطلاب مهارة النقد والتفكير، من خلال تحريك قدراتهم العقلية، والربط بين الخبرات والحقائق.

- تساعد على إتقان المحتوى من خلال تشجيع الطلاب على الإدراك النشط لما يتعلمونه في الصف.

أخيراً: الحوار من أساليب التربية التي استخدامها الإسلام في تربية العواطف الربانية والعقل الإنساني، والتفكير المنطقي السليم، والسلوك البشري الرباني السديد المستقيم، لذا سعدت الدنيا بنور الإسلام، وقادت أمم الأرض إلى نور العلم وفضائل الأخلاق، وتحرير العقل من الخرافات والأوهام، وتحرير الإنسان من الظلم إلى العدل. واليوم تزداد حاجة طلابنا للحوار في ظل المتغيرات العالمية التي جعلت العالم كالغرفة الواحدة، ونوّعت أساليب الحصول على المعلومات، ووسعت الأفق للمشارب والاتجاهات الثقافية والفكرية.

د. حمد بن عبدالله القميزي - مدرب معتمد في الحوار
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 15-08-2010, 11:11 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

فكرة لبداية رائعــة في التدريس


سواءً بدأنا في التدريس مع طلاب مقررات السنة الأولى, أو مع طلاب مقررات السنوات النهائية فإنه يتوجب علينا أن نبدأ بتدريس المقرر بداية قوية ما أمكننا ذلك. الحماس للعمل في تعليم الطلاب يمكنه أن يعمل تغييرًا كبيرًا في الكيفية التي يستجيبون بها إلى ما يتعلمون وبالتالي في تقييمهم لمقرراتهم ومعلميهم.
القائمة التالية والمكونة من 100 فكرة تقدم عرضًا جيدًا لبداية ممتازة في التدريس. نحن نجزم أن المعلم لا يستطيع تطبيق كامل هذه الأفكار في عملية التدريس, لكنه سيأخذ بالبعض منها وهي بمنزلة وجبة طازجة من شأنها أن تخلق بيئة تعلم إيجابية داخل الفصل.
تكوين جوّ ترحيبي:
٭ ادخل الفصل مبكرًا بدقائق قليلة عن المعتاد وتحاور مع طلابك.
٭ حيّ طلابك في أثناء دخولك باب الفصل.
٭ ابدأ حصصك في وقتها.
٭ قدّم نفسك وطريقة تدريسك عن طريق الشرائح أو العروض التقديمية بالحاسب الآلي.
٭ ناقش تفاصيل توزيع المنهج مع طلابك.
٭ وفر الوسائل التعليمية التي تحتاج إليها.
٭ وضّح الساعات المكتبية وأعلنها لطلابك (خاص بمعلمي الجامعات).
٭ أعلن أسماء الطلاب المشاركين في جماعة النشاط التي ترأسها.
٭ ابحث عن الطالب الذي تلاحظ منه سلوكًا مختلفًا عن زملائه وحاول أن تحصل على معلومات أكثر عنه.
٭ وضح فلسفتك في التدريس لطلابك.
٭ اجعل طلابك يرون حماسك للمادة وحبك للتعلم.
٭ ابذل جهدًا لتحفظ أسماء عدد من طلابك كل يوم.
٭ كن على علم بوظائف طلابك إذا كانوا يعملون، وكم ساعة يعملون في الأسبوع، وما نوع الوظائف التي يعملون بها.
٭ أوجد معلومات أكثر عن طلابك بجعلهم يملؤون بطاقات تعريفية شاملة للمعلومات الشخصية.
٭ أجر استطلاعًا ديموغرافيًا بجعل الطلاب يتحركون إلى الأجزاء المختلفة من الفصل، المدرسة، الريف، المدينة.
٭ شجع طلابك للتواصل مع زملائهم عبر البريد الإلكتروني ليناقشوا الواجبات وأعمال المقرر.
٭ كون مجموعات صغيرة للاطلاع وأعد تشكيل هذه المجموعات مرات عديدة.
٭ نظم مجموعات تعاونية من الطلاب ليساعد بعضهم بعضًا في التعلم.
٭ شجع الطلاب لتكوين مجموعات دراسية تعمل خارج غرفة الصف.
٭ زر مواقع الإنترنت الخاصة بالمعلمين لتقابل طلابك على أرضية صلبة من الخلفية الجيدة عن أساليب التعامل معهم.
تكوين جوّ إيجابي:
٭ اجعل ضمن المحتوى ليس توزيع المنهج فقط بل كثيرًا من التفاصيل من أول يوم تعطي فيه.
٭ تابع حضور الطلاب للفصل من خلال الكشف أو التوقيع على ورقة الأسماء، أو بحصر الكراسي الخالية في غرفة الصف.
٭ اشرح لماذا هذا المقرر ضروري ومهم ومشوق، وأخبر طلابك عن اهتماماتك البحثية في موضوع المقرر.
٭ اجعل الطلاب يكتبون توقعاتهم عن المقرر وما يهدفون إليه من تعلمهم.
٭ ضع عددًا محددًا من الأنظمة الأساسية تأخذ في اعتبارها الغياب، والعمل المتأخر، وإجراءات الاختبارات، والتدرج، والسلوك المتوقع (مثلاً: الشرب، الأكل، استخدام الجوال، الإزعاجات المختلفة) وأكد على تطبيق هذه الأنظمة.
٭ أعط الواجبات من أول يوم واجمعها في اللقاء الذي يليه مباشرة.
٭ ابدأ تجاربك المعملية أو أي تمارين أخرى في أول لقاءات المعمل.
٭ أرسل التنبيهات (المكتوبة والمنطوقة) حول: الذي يجعل التطبيقات المعملية جيدة مثل: إكمال العمل المطلوب إنهاؤه، الإجراءات، التجهيزات، النظافة، الصيانة، الأمان، طلاب الدعم أو المساعدة، الاستخدام الأمثل لوقت المعمل.
٭ أخبر الطلاب كم من الوقت يحتاجون ليدرسوا هذا المقرر.
٭ اشرح كيفية عمل الواجبات التي تعطيها الطلاب، واشرح كيفية تقديرك للأعمال المتوقع الحصول عليها من الطلاب.
٭ ضع عينة من أسئلة الاختبارات ووفر إجاباتها النموذجية لطلابك.
تشجيع التعلم التفاعلي:
٭ تحرّك حول الفصل لتشغل الطلاب وتمنع السلوك غير المرغوب فيه مثل الأحاديث الجانبية بين الطلاب.
٭ استخدم الاتصال العيني مع الطلاب واختر الطلاب بالأسماء للإجابه عن سؤالك، ونبه الآخرين ليكونوا جاهزين للإجابة عن السؤال التالي.
٭ ابدأ المحاضرة بالكلمات المتقاطعة، الأسئلة، العكوس, الصور، اللقطات الكرتونية على شرائح العروض التقديمية لجذب انتباه الطلاب إلى موضوع الدرس. استخدم وسائل متنوعة خلال الحصة: جهاز العرض فوق الرأسي، شريط فيديو, كاسيت، نماذج وعينات لمواد مختلفة.
٭ خذ وقتًا مستقطعًا من الحصة (لا يزيد عن عشرين دقيقة ) تحكي فيه قصة مرتبطة بموضوع الدرس، أو تربط الموضوع بحدث جار يحدث في المجتمع أو العالم.
٭ استخدم طرقًا متنوعة في تقديم الحصة أو الدرس: المحاضرة، التعلم التعاوني في مجموعات صغيرة، المناقشة،..., إلخ.
٭ شجع الطلاب على تقديم آراء مختلفة حول الموضوع الواحد.
٭ إذا كنت تقدم فيلم فيديو، فكر في عمله بطريقة الرواية، مثلًا قم بإعداد أسئلة ووزعها على الطلاب ليفكروا في إجابتها أثناء مشاهدة الفيلم، أوقف الفيلم للمناقشة، استبق نهاية الفيلم بسؤالهم عن توقعاتهم نحوها، وزع أوراقًا على طلابك لانتقاد الفيلم، أعد تشغيل الأجزاء الضرورية من الفيلم.
٭ استخدم لعب الأدوار (التمثيل) لتوضيح نقطة أو مناقشة قضية.
٭ أعط الطلاب الفرصة لطرح الآراء حول موضوع الدرس.
٭ أعط طلابك وقتًا لإجابة الأسئلة، عدّ من واحد إلى عشرة بطريقة صامتة بعد إلقاء السؤال لتمنح طلابك فرصة للتفكير في الإجابة.
٭ اطلب من الطلاب أن يسألوا أسئلة واجعل زملاءهم يجيبون عنها.
٭ اطرح أسئلة لمتابعة الطلاب في الدروس السابقة.
٭ أعط الطلاب بطاقات ملونة يحمل كل لون موضوعًا معينًا، واطلب من الطلاب التصويت لاختيار لون معين لمناقشة ما يحويه من موضوع.
٭ استخدم أسلوب توليد الأفكار أو جلسات العصف الذهني لتوسيع مدارك طلابك.
٭ اعتمد الاختبارات والتمارين المتدرجة في درسك لترفع من مستوى تعلم طلابك.
٭ أعط طلابك أعمالًا جماعية يشترك فيها عدد من الطلاب بعضهم مع بعض.
٭ أعط طلابك مشكلة متعلقة بموضوع الدرس لحلها كواجب منزلي.
٭ اجعل الطلاب يطبقون الموضوع المقرر لحل مشكلة حقيقية.
٭ شجع طلابك على إحضار خبر عن أحداث جارية مرتبطة بموضوع الدرس.
٭ اسأل طلابك عن الذي يحدث في الدولة أو المدينة مما له علاقة بما يدرسون ويمكن أن يكون له تأثير في المستقبل.
٭ اطلب من طلابك كتابة أسئلة على بطاقات لتجمع وتحل في الحصص القادمة.
٭ اطلب من طلابك الاطلاع على الدوريات الأسبوعية المرتبطة بالمادة، أسأل أسئلة ودعهم يجيبون عنها من خلال هذه المنشورات الأسبوعية.
٭ اجعل طلابك ينتقدون أعمال زملائهم، ويوضحون نقاط القوة والضعف لبعضهم البعض.
٭ ضع صندوقًا للمقترحات في آخر غرفة الصف وشجع الطلاب على أن يضعوا فيه ملاحظاتهم المكتوبة
تشجيع الأعمال المبدعة:
٭ أعد التوقعات الجيدة واسأل الطلاب عن رأيهم فيها.
٭ اشرح للطلاب الفرق بين التعاون المشروع أو المسموح به وبين الغش، وضح متى يكون التعاون مناسبًا ومتى يكون ممنوعًا.
٭ ابدأ الدرس بمراجعة سريعة لما سبق، أنهِ كل درس بعرض سريع لما ستقدمه في اللقاءات القادمة.
٭ أثر تساؤلات واهتمامات طلابك في بداية الدرس، واكتبها في قائمة على السبورة لتجيب عنها خلال الدرس.
٭ اجعل الطلاب يدونون ما يرونه مهمًا أو النقاط الرئيسة للدرس الذي ستقدمه.
٭ اجعل طلابك يدونون في نهاية الدرس أهم ثلاث أفكار استفادوها منه.
٭ أعط طلابك اختبارًا قبليًا لتعرف خلفياتهم عن الموضوع الذي ستحدثهم عنه.
٭ حاول إشراك طلابك بالقراءة، والكتابة، والاستماع، والتحدث في كل حصة.
٭ شجع طلابك لينتحلوا دور الخبير في الأنظمة، الفيلسوف، الناقد الأدبي، عالم الأحياء، أو المهندس.
٭ وزّع قائمة من المشكلات التي تحتاج إلى حل واجعل الطلاب يختارون إحدى هذه المشكلات للعمل على حلها.
٭ وضح أهداف التعلم لكل واجب تكلف به طلابك، واشرح شرحًا واضحًا ماذا يتوجب عليهم أن يفعلوا خلال المقرر ككل.
٭ أعط الطلاب قطعتين تتناولان موضوعًا معينًا من وجهتين مختلفتين واطلب منهم المقارنة بين وجهات النظر المختلفة.
٭ ضع الطلاب في مجموعات زوجية (خلايا التعلم) ليختبر بعضهم بعضًا فيما تعلموه من درس اليوم.
٭ أعط دقائق قليلة للطلاب ليشرح بعضهم لبعض موضوع درس اليوم.
٭ أعط دقائق قليلة للطلاب ليشرح بعضهم لبعض موضوع درس اليوم.
٭ أكد على تنقيط وتلخيص موضوعات القراءة الصعبة.
٭ قدم فرصة لعمل «بطاقات استطلاع» عن طريق كتابة ملاحظات على بطاقات مقاس 3x5، واجمعها ثم أعدها لتستخدم في الاختبار.
٭ اعمل مصفوفة ذاكرة (جدول غير مكتمل)، واطلب من الطلاب أن يكملوه بشكل جماعي (اثنين، اثنين)في الفصل.
٭ أعط الطلاب العديد من الفرص للتدريب على الاختبار قبل الاختبار النهائي.
٭ خذ في الاعتبار إعطاء الطلاب مجموعة من الاختبارات لتكون إعدادًا للاختبار.
٭ أعط اختبارًا مبكرًا في بداية الفصل الدراسي، ثم أعد تصحيحه لطلابك وعلق على الأخطاء التي وقعوا فيها بشكل عام.
توفير الدعم:
٭ اجمع أرقام هواتف طلابك (خصوصًا الهواتف النقالة) وأخبرهم أنك ربما تحتاج للتواصل معهم (هذه الفكرة خاصة بمعلمي ما بعد المرحلة الثانوية).
٭ ما أمكن، كن ملمًا بأسماء الطلاب ذوي الغياب المتكرر، اتصل بهم أو بلغ المرشد الطلابي أو الأكاديمي عنهم.
٭ بيّن لطلابك أنك مستعد لمناقشة أي صعوبات تواجههم، خصوصًا الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
٭ وجه طلابك للمراكز العلمية المتخصصة التي تساعدهم على اكتساب المهارات الدراسية.
٭ في حالة توفير تعليمات للدعم في مقررك، شجع طلابك على الأخذ بها.
٭ شخص مستوى طلابك وما يحتاجون إليه من فرص تعلم عن طريق توزيع استبيان أو إجراء اختبار قبلي وإعادة التغذية الراجعة لهم في أسرع وقت ممكن.
٭ سلّم أسئلة الدراسة أو دليل الدراسة لكل ممثل مجموعة في المقرر (خاص بمعلمي ما بعد الثانوية).
٭ كرر قراءة العناوين الرئيسة للمادة ثلاث مرات على الأقل.
٭ اسمح لطلابك بالتقدم في عملية التعلم: اختبار سريع على درس اليوم، انطباعات مكتوبة عما قدم في هذا الدرس.
٭ كافئ الطلاب الذين يصدر عنهم السلوك المرغوب بالشكر والتقدير أو بالكتابات الشخصية.
٭ استخدم اللمسات الخفيفة: ابتسم، قل نكتة جيدة، اكسر روتين الاختبارات من خلال إعطاء الطلاب واجبات بديلة.
٭ وفر جدولًا لاستخدام الوسائل التعليمية.
٭ استخدم أمثلة متنوعة لتوضيح النقاط والمفاهيم المهمة.
٭ شجع طلابك على طباعة مواعيد المقررات المهمة على بطاقات.
٭ كن حاضرًا قبل أو بعد الحصة لتلقي ملاحظات طلابك حول موضوع الدر س.
كن فعالًا ومؤثرًا طول الوقت:
٭ استخدم مجموعة من المصادر في تدريسك: المسرحيات، الحفلات، وكالات الدولة أو المنطقة، المؤسسات الأهلية، الجهات المهنية، والرحلات الخارجية.
٭ افحص جدول المدرسة أو الجامعة الخاص بالعروض التقديمية ومدى ملاءمته لمحتوى المقرر.
٭ اتصل بالإنترنت لأخذ قوائم أسماء الطلاب ومعرفة الحذف والإضافة.
٭ استخدم صور الطلاب للتعرف على أسمائهم في الأعمال المكتوبة.
٭ إذا رغب الطلاب التحدث عن الفرص الوظيفية، أرسلهم لمكاتب الإرشاد المهني أو برامج التأهيل المهني.
٭ خذ مقترحات الطلاب حول المصادر الخارجية والضيوف المتحدثين عن موضع المقرر.
٭ أخبر طلابك عن موعد قراءتك للبريد الإلكتروني المتضمن رسائلهم كل يوم.
٭ استخدم الردود التلقائية لكل الطلاب عندما لا تكون موجودًا على التليفون أو على الإنترنت.
٭ احتفظ بملاحظات مختصرة عن توزيع المنهج وما تخطط لعمله كل يوم.
٭ اجمع ملاحظات التغذية الراجعة لواجبات الطلاب في الأسابيع الأولى من الفصل الدراسي لتحسين عملية التدريس والتعلم.
٭ تحدث مع الآخرين في القسم الذي تدرّس فيه حول المقرر الذي تنوي تقديمه للاستفادة من ملاحظاتهم
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 15-08-2010, 11:13 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

دور احترام شخصية التلميذ في التواصل


دور احترام شخصية التلميذ في التواصل
الدكتور عبد الرحيم الخلادي أكادير
تتم العملية التواصلية بين الأستاذ و التلميذ بواسطة قنوات متعددة ، أبرزها اللغة و الفكر، وفق محتوى المقرر الدراسي و طبيعته، وما يرتبط به من طرائق التدريس في إطار الديداكتيك الذي تتطلبه كل مادة من المواد ...وما يدعمها من عوامل مساعدة كالصوت و حسن التموقع و التحرك داخل فضاء القسم... و كلها مقومات تستدعي شروطا أخرى كانضباط التلاميذ و احترامهم لأستاذهم ...الخ. لكن رغم ما يمكن أن يحققه كل من جهاز البث لدى الأستاذ و جهاز التلقي لدى التلميذ من درجات الانسجام و التجاوب – في هذا السياق – إلا أن التواصل بين الجهازين لا يمكن أن يكتمل إلا في إطار احترام الأستاذ لشخصية التلميذ و كل ما يتصل بها من مرجعيات.
لا ينجح التواصل داخل القسم إلا انطلاقا من مبادئ أكد عليها علماء التربية الكبار، وهي الانسجام والتبادل المستمر و الفعالية، ولا يتم إلا بتبادل المعلومات و الأحاسيس و المواقف بين أطراف يوجدون في وضعية تواصلية، وبطريقة غير أحادية؛ هكذا يمكن للأستاذ أن ينجز درسا متكاملا من حيث المعارف و الخطوات المنهجية و غيرها، ولكن لا يكفي لتحقيق التواصل الذي يقوم على أساس استجابة الطرف الآخر، و هذه الاستجابة تتم بواسطة قنوات تواصلية عديدة، يشترط فيها التلميذ – ضمنيا- احترام الأستاذ لشخصيته، و إحساسه به و تقديره له. فالعلاقة البيداغوجية (عند مارسيل بوستيك مثلا) لا تكون تربوية إلا بانخراط كل الأطراف فيها، وتنشأ في اللقاء بين هذه الأطراف ظاهرة إنسانية يحس فيها الصغير بأنه يتجه نحو الكبير.
فالتلميذ، خصوصا في مراحل الثانوي التأهيلي، يبدأ في ترسيخ معالم شخصيته و تشكيل وعيه، لذا يحتاج إلى العطف و الإرشاد، ويريد الاعتراف و التقدير، و إعطاءه القيمة التي يحس بالحاجة إليها و معاملته ككيان أو شخص مرغوب فيه؛ مثلما تكون له حساسية كبيرة عند مناقشتك لبعض ما يتعلق بشخصيته أو بمرجعياته؛ ومن ثم يرتبط عنده ما يتلقاه عن أستاذه من معارف بما يتلمسه عنده من مواقف. و سن التلميذ في هذا المستوى، يجعلهم حريصين على إثبات الذات بين أقرانهم، فلا يقبلون بما يمس شخصيتهم بسوء، وهذا (بند) ضمني داخل معاهدة التواصل بينهم و بين أساتذتهم. فللفرد حاجات بيولوجية، وأخرى تواصلية، هذه الأخيرة أرجعها العديد من علماء النفس و التربية ( كشوتز مثلا ) إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي الحاجة إلى الاندماج بواسطة علاقات مريحة مع الآخر، ونافعة، و الحاجة إلى الضبط، وهي تؤدي إلى الإحساس بالمقدرة واحترام الآخرين للذات، ثم الحاجة إلى العطف عبر تعاطف متبادل مع الآخرين.
وتكون للفرد توترات متعددة ناتجة عن حوافز فردية كثيرة مرتبطة بقدراته ومواهبه الشخصية ،و بحبه للحركة و التغيير،و بعقده النفسية; ولا تتقلص هذه التوترات إلا بإشباع الحاجات،وهذا ما يضع الأستاذ في موقف حساس،يتطلب منه أن يكون في مستوى الرسالة التربوية التعليمية،و يدعوه إلى تحسس المكونات السيكولوجية لتلميذه واعتبار شخصيته وكل ما يرتبط بها من أسس و خلفيات;فمثلا، لا ينبغي تحسيسه بحدة بالنقص الكامن في شخصيته -إن وجد- بشكل قاس أو مستفز ،وهذا ما يمثل بالنسبة إليه اعترافا ينتظره بشغف، و عند الاعتراف تمتد قناة التواصل وتتسع أكثر،وهو ما يمكن استغلاله لدفعه إلى التغيير بطرق عقلانية وعلمية و سليمة.و من جهة أخرى،على الأستاذ تشجيع التلاميذ بحسن الإنصات إليهم و الاهتمام بإبداعاتهم و أفكارهم ،ولو كان بعضها متواضعا،وذلك بحسن التوجيه و التأطير و الصقل و التصحيح و التشجيع; وقد حدد "الميثاق الوطني للتربية و التكوين "في محور (الغايات الكبرى للإصلاح) مجموعة من الأهداف المرتبطة بهذه النقطة،منها أنه ينص على جعل المتعلم في قلب الاهتمام،و يدعو إلى توفير شروط صقل ملكاته و الوعي بتطلعاته(رغم تحفظاتنا على بعض محاور هذا الميثاق و مواقفه).هكذا يجب على الأستاذ أن ينظم اهتمامات التلميذ وميولا ته و أن يساير رغبته في التحول من كسب خبرة إلى كسب أخرى،وذلك بتنمية المهارات المتعلقة بالكتابة والتعبير والتحليل، والاستجابة لحوافزه باعتبارها قوى داخلية تدفع الفرد إلى الفعل وتحدد تصرفاته وتوجه سلوكه نحو أهداف معينة تشبع حاجات محددة.
كما يجب على الأستاذ احترام الانتماء العرقي والقلبي للتلميذ، فلا يشعر تلاميذته بأي تمييز أو ميول تجاه عرق أو انتماء، وهذا ما ينطبق أيضا على ضرورة جعل التلاميذ سواسية مهما تكن طبقاتهم الاجتماعية ( ابن فلاح – ابن تاجر – ابن غني – ابن موظف عادي – ابن رجل سلطة – يتيم ... ) ؛ وعليه ألا يجعل القلم الأحمر سيفا لتصفية الحسابات الخارجة عن معايير التقييم والتنقيط الواضحة، وعليه ألا يستعمله أداة للمفاضلة بين التلاميذ بمبررات هامشية، فالتلميذ يراقب كل هذه المواقف المتخذة ويتأثر بها؛ و من خلالها تنتج عدة ردود أفعال سلبية تجاه الأستاذ أو المؤسسة التعليمية أو المنظومة التربوية كاملة؛ وقد نص " الميثاق " على مبدأ المساواة بوضوح عند تحديده لحقوق و واجبات الأفراد والجماعات. وغير بعيد عن هذا ينبغي عدم السخرية من الوضع المادي والشخصي للتلميذ والذي ساهمت فيه الظروف الاجتماعية والثقافية. فإذا كان حسن الهندام – مثلا – أمرا مرغوبا فيه، فإنه على الأستاذ ألا ينتج مواقف غير مسؤولة تحدث تشويشا داخل أجهزة التواصل عندما يرى التلميذ بلباس متسخ و متواضع يرتبط بوضعية الفقر، أو بلباس يساير الموضة العصرية، فالتلميذ كيان ينتظر الاعتراف، و يبحث عن مكان بين الناس، و يريد الاحترام لنفسه و لايقبل السخرية منه ... في حين يمكن أن يستجيب إذا كان الأستاذ ممن
يسعى تدريجيا إلى دفع التلاميذ لجعل هندامهم في مستوى المؤسسة التربوية، لأننا لا يمكن أن نتصور مؤسسة تربوية حقيقية تحتضن أشكالا لا أخلاقية من الهندام، والذي نقصد هو كيفية التأثير في سلوك التلميذ حتى يخرج عن النمط ( الشاذ ) من اللباس إلى النمط المقبول تربويا.
و من جهة أخرى، فإن تعامل الأستاذ مع تلاميذته على أساس أنهم سواء في الخلفيات و المنطلقات و السلوكات أمر خاطئ. بل عليه مراعاة هذا الاختلاف و التمايز، و تحويله إلى ظاهرة صحية تخدم التواصل و تسهم في تنمية فكر التلاميذ و قناعاتهم، مما يجعل الأستاذ أبا روحيا و قدوة حقيقية في مجالات التفكير السليم المنفتح. مثلا، فلبعض، التلاميذ ميولات دينية أو تقدمية، متشددة أو منفتحة، فليس ضروريا أن ينتمي الأستاذ إلى نفس اتجاهاتهم كي يتواصل معهم، كما لا يعني اختلافه معهم أن يعلن الحرب عليهم؛ بل للتواصل هنا مسلك واحد هو معاملتهم بموضوعية، و هذا لا يقوم له قائم إلا بفهم العمق الفكري للتلميذ، ثم العمل على حسن تدبير المنظومات الفكرية المؤطرة لتفكيره و معتقده، لأنه في سن يحتاج إلى مؤطر يصحح الأخطاء بتأن و تعقل و يحول تفكيره من الهشاشة إلى الصلابة، و من التعصب إلى الاعتدال؛ فمن مهام المدرسة تطهير الموروث الثقافي عن طريق تنقيحه من الممارسات السلبية. وقد جاء في " المبادئ الأساسية " للإصلاح : ( يقف المربون و المجتمع برمته تجاه المتعلمين عامة، و الأطفال خاصة، موقفا قوامه التفهم والإرشاد والمساعدة على التقوية التدريجية لسيرورتهم الفكرية و العملية و تنشئتهم على الاندماج الاجتماعي، و استيعاب القيم الدينية و الوطنية و المجتمعية ) الميثاق : بند 6 . كما أن موضوعية الأستاذ في التعامل مع الجميع يراقبها التلميذ باهتمام فائق، و يفيض اثرها باحترام الأستاذ / الأب الروحي، وحبه، ثم حين يتأكد منها فإنه يصير مستعدا لتقبل توجيهاته و انتقاداته بصدر رحب، في جو من الثقة التي تعتبر ركائز التواصل الحقيقي، وقد أوضح ذلك علماء التواصل تحت مفهوم " تصديق الرسالة " الذي يعتبر شرطا مهما ليتم العمل بها.
و من واجب الأستاذ – كذلك – ألا يكثر التحريم و التحليل، و أن يتجنب إصدار الفتاوى القطعية، رغم حاجة التلميذ إلى أن يرى أفكاره تحسم من طرف الأستاذ؛ مثلما توجد أشياء كثيرة لا يمكن أن تقنع التلميذ مما يجعل الصرامة في الدعوة إليها مدعاة إلى التظاهر بالتجاوب معها، في حين سيعمل بعكسها. و على الأستاذ أيضا ألا يمارس مبدأ ( حلال علينا حرام عليكم ) في العديد من المواقف، أبرزها استعمال الهاتف المحمول، فنحن نعرف أن استعمال هذا الجهاز ممنوع على الطرفين داخل المؤسسة، لكن طالما يحمله الجميع في جيبه أو محفظته، فإن البعض ينساه دون إقفال، و الخطأ البشري وارد في كل زمان و مكان، لذا فمن غير المعقول أن يعاقب الأستاذ تلميذه على أي رنة هاتف تفلت، في حين يسمح لنفسه بذلك وأحيانا بأكثر منه كإجراء المكالمات الهاتفية ... الخ. و في هذا مافيه من أثر نفسي على التلاميذ و إحساس بالاحتقار و الميز.
و في مظهر آخر، نشير إلى ما يتعلق بجوانب النطق بالكلمات، ذلك أن العديد من الظواهر تسجل في هذا المستوى، و ترتبط بالمخارج الصوتية لكل تلميذ، و بالاختلاف في نطق بعض الأحرف أو الكلمات حسب المناطق، حيث يتم تخفيف بعضها أو تفخيمه أو نبره ... الخ. و في هذه المواقف، على الأستاذ أن يغلب جانب النضج و المسؤولية، فلا يسخر من أحد أو يطلق عليه سهام التعليقات الجارحة، و لا يسمح لبعض التلاميذ بفعل ذلك؛ و قد يزداد الأمر خطورة إذا سخر الأستاذ من المنطقة أو العرق ... و كل ذلك يعرقل عملية التواصل و يؤدي إلى ردود أفعال متعددة. و هو نفس ما يحصل إذا عامل تلاميذه في مواقف متشابهة بصيغ متناقضة. إضافة إلى أن غلظة الأستاذ الزائدة عن حدها تمنع التواصل مع تلاميذ حرموا من الحرية و أحسوا بالخوف و انعدام الأمان... و ليس أمامهم سوى كراهية أستاذهم، و ربما أثر ذلك على الحصص الموالية. فهنا يتحدد الموقف الذي سيتخذه التلاميذ من الأستاذ بالنظر إلى أن الموقف عبارة عن استعداد سيكولوجي يحدد تصرف الفرد تجاه أشخاص ووضعيات قبل أن يكون أسلوبا فكريا يتخذ بصدد موضوع ما.
هكذا فاحترام شخصية التلميذ لا يعني ترك ماهو قائم، بل التعامل مع الآخر بفهم خصائصه النفسية و تفسير سلوكاته عن وعي و حماية كيانه من كل ما يحرمه من الأمان و الثقة ... الخ و ذلك بوسائل كثيرة و متاحة. و قبل هذا و ذاك على الأستاذ أن يبدأ بنفسه أولا، و ينتج معها تواصلا ايجابيا عن طريق الوعي بالذات و المحيط و بالقدرات وحدود القوة و الضعف؛ و إلا فإنه لن يتقبل هذه الأفكار، مما يجعل مهام رجال التعليم نبيلة و خطيرة كلما كانوا في مستوى التواصل الإيجابي مع التلاميذ. هذا دون إهمال الإشارة، في هذه الخاتمة، إلى ما يعانيه الكثير من الأساتذة من تصرفات لا مسؤولة و لا أخلاقية من طرف العديد من التلاميذ، و هي خارجة عن المظاهر التي قدمنا. و هذا موضوع آخر لا يقل أهمية عما ناقشناه أعلاه.
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 15-08-2010, 11:17 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

بناء الأجيال وأي جيل نبني


بناء وتربية الأجيال أمر من الأمور المهمة في الحياة، وهذه التربية لا بد أن تقوم على أساس قوي من المنهج السليم، والعقيدة الصافية التي لا يخالطها أي شائبة؛ لأن التربية قضية من القضايا الجوهرية في الأمة، ولا بد من توفر المربي المتمكن، والناجح الذي يستطيع أن يصنع الأجيال وفق ما تمليه علينا عقيدتنا، ويقرره ديننا.
وتربية الأجيال لها عدة أطراف لا بد من أن تجتمع لتحقق هذا الهدف وهو إخراج الجيل الفريد، وهذه الأطراف هي:
1. الأسرة.
2. المدرسة.
3. المعلم.
فهذه الثلاثة العناصر هي الأركان الأساسية التي تقوم عليها قضية تربية وبناء الأجيال، وإن اختل أحد هذه الأركان، أو ظهر القصور في أحدها؛ أثر ذلك سلباً على عملية بناء وتربية الجيل المسلم.
إن الهدف من تربية الأجيال هو إخراج جيل على منوال السلف الصالح، متمسك بدينه وعقيدته الإسلامية وفق ضوابط ومعايير معينة ليتم إعدادهم الإعداد المناسب الذي يبصرهم بدينهم، ويحميهم من كل مظاهر الغزو الثقافي الذي يسعى الأعداء لنشره في أوساط الجيل بهدف إخراجهم وإبعادهم عن عقيدتهم، ونشر الرذيلة في أوساطهم.
ونحن في هذا المقام لا بد من أن نتطرق لأركان التربية الثلاثة؛ كي نتعرف على الواجبات المناطة على كل ركن من هذه الأركان؛ سعياً منا إلى أن نضع ولو شيئاً يسيراً في هذا الموضوع لننظر إلى الهدف المراد من هذا الموضوع.
أولاً: الأسرة:
الأسرة هي اللبنة الأولى في التربية، والتي تقع عليها المسؤولية العظمى في بناء الأجيال، وتخريجهم إلى الواقع، ولهذا فإن الله أمر على أن يترحم العبد على والديه بسبب تربيتهما له فقال: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}1، وحين تربي الأسرة طفلها فإنها تشكل اتجاهاته وميولاته وفق معايير معينة؛ لتعينهم على تكوين النظرة السليمة للحياة، وهذه التربية مقترنة بالتعليم الذي يصقل ملكات الأفراد، وينمي مواهبهم بهدف تهذيب الأخلاق، وإبعادهم عن كل طرق الانحراف والضياع، وهنا فإن على الأسرة أن تربي الأبناء على عدة أمور منها:
1) على الأسرة أن تربي أبناءها على حب الله - عز وجل -، والأدب معه، ومع كلامه، ومع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومع كلامه، وغرس ذلك في نفوسهم، وتنشئتهم عليه، وفي هذا امتثال لقول الله - تبارك وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}2.
2) المحافظة على شعائر الدين الظاهرة والباطنة، وجعلها من الأمور التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقصر عن أدائها، أو يتنازل عنها: كالمحافظة على الجمعة والجماعة، ونحوها من شعائر الدين.
3) الاهتمام بحفظ كتاب الله - عز وجل -، حفظاً متقناً عن ظهر قلب.
4) التربية على العقيدة السليمة التي لا تخالطها البدع والأهواء، وعلى ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه الكرام - رضي الله عنهم -، وعدم الاستهانة بأمر من أمور العقيدة.
5) التربية على تعظيم حرمات الله - تبارك وتعالى - وشعائره {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}3، {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}4.
6) التربية على عقيدة الولاء والبراء، وعدم موالاة أعداء الله من اليهود والنصارى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}5، وتعريفه بأن هؤلاء هم أعداء حقيقيون لا يريدون للأمة المسلمة الخير ولا الصلاح {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}6، والكشف له عن مخططات العدو الكافر الاستعمارية سواء كانت عبر الغزو الثقافي، أو الغزو العسكري، وكل وسائل الأعداء.
هذه الأمور من أهم الأمور في تربية الأبناء داخل الأسرة المسلمة، وتنشئتهم عليها، وعلى أن تكون من منهج حياته وسلوكه، حتى إذا كبر ودخل إلى المحضن الثاني من محاضن التربية يكون قد ألمّ بأهم الأمور في حياته الدينية، وهنا ننتقل إلى المحضن الثاني.
ثانياً: المدرسة:
على عاتق القائمين على العملية التربوية في مدارس التحفيظ تقع مسؤولية كبيرة في تربية الأجيال، وبناءها بناءً صحيحاً على المنهج الذي أراده الله - عز وجل -، وأراده رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا يكمل دور مدرسة التحفيظ إلا بالتواصل مع المحضن الأول والأساس ألا وهو الأسرة، فبالتواصل مع الأسرة توجد لنا عملية تكاملية في التربية، ودور المدرسة مكمل لدور الأسرة، فالمدرسة تعمل على تأكيد المفاهيم الصحيحة التي تربى عليها الناشئة في الأسرة، لأن دور المدرسة لا يقتصر على التعلم فقط بل هو أكبر من ذلك، فدورها يشمل التربية والتعليم، والتثقيف، وتصحيح العقائد... إلخ، ولهذا فإن على المدرس مراعاة كثير من الأمور منها:
1) أن المدرسة هي المحضن الذي يتلقى الطالب فيه العلم والتربية، فهي مكان القدوة، والتزود بالأخلاق، والتجدد في التفكير.
2) أن الطالب في المدرسة أمانة، وعلى القائمين على هذا المكان استشعار حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - حيث يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته... الحديث))7، وأن على المدرسة غرس المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وإزالة البدع التي تنتشر من خلال ما هو سائد في أوساط المجتمع.
3) واجب المدرسة تنمية الأخلاق الحسنة الفاضلة، والقضاء على الأخلاق السيئة الفاسدة، ومعالجة الأخطاء التي تحصل من قبل الطالب بالإقناع، والإرشاد إلى السلوك السليم.
4) ودور المدرسة يتنوع بتنوع المراحل الدراسية التي يمر بها الطالب، وعلى المدرسة متمثلة في القائمين عليها والمدرسين؛ فهم هذه النقطة ليسهل التعامل مع الطلبة، وفهم نفسياتهم، وميولاتهم.
5) إن المدرسة في نظر الطالب تمثل القدوة والأسوة، وهو ينهل منها بدون تفريق بين الغث والسمين، فإذا علم القائمون هذه القضية فعليهم أن يكونوا قدوة حسنة متمثلين الأخلاق الفاضلة، والمعاملة الحسنة، والتدين الذي يجعل من المدرسة مكاناًً يحبه كل طالب، ويتشوق إليه كل تلميذ.
ثالثاً: المعلم أو المربي:
فالمعلم هو الأب الثاني للطالب، وهو المصدر الأول من مصادر تلقي الطالب المعلومات، والأخلاق، والمعاملات، وغيرها من الأمور الهامة في حياة الطالب، بل إن المدرس هو المربي الذي يستطيع أن يوجه سلوك الطالب سلباً أو إيجاباً؛ لأنه قدوة يقتدي به الطالب في السلوك، والأخلاقيات، والتعامل ... إلخ، ولهذا فإن المدرس أو بالأصح المربي تقع عليه مسؤولية عظيمة في بناء الأجيال؛ لأجل هذا كله ينبغي أن يكون المربي ذو صفات لا بد من توافرها فيه من هذه الصفات:
1. "العلم: فالعلم سلاح، وعدَّة المربي في عملية التربية، فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، إضافة إلى فقه الواقع المعاصر، والثقافة العالية التي تفوق كل تخيلات الطالب؛ حتى إذا أتى سؤال من الطالب عن شيء ما يستطيع المربي أن يجيب، أما المربي الذي تنحصر ثقافته في إطار معين، أو هو محدود الثقافة؛ فإنه يحول بجهله بين تلامذته وبين الحق.
2. الأمانة بشتى صورها ومظاهرها، فمن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات، آمراً بها، ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر والباطن، فيكون قدوة في بيته ومجتمعه، متحلياً بالأمانة، يسلك في حياته سلوكاً حسناً، وخُلُقاً فاضلاً مع القريب والبعيد في كل حال، وفي كل مكان؛ لأن هذا الخُلُق منبعه الحرص على حمل الأمانة بمعناها الشامل.
3. يحتاج المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية، وأن يتعرف على المراحل التي يمر بها الطالب، لأن كل مرحلة لها قدرات واستعدادات نفسية وجسدية، وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي وسائل زرع العقيدة والقيم، وحماية الفطرة السليمة، ولذا نجد اختلاف الوسائل التربوية بين الأطفال إذا اختلفت أعمارهم، بل إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل التربوية؛ إذ يختلف باختلاف الطبائع، وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدَّامة، وتيارات فكرية منحرفة، فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي تَفدُ إلينا؛ ليكون أقدر على مواجهتها ومحاربتها، وتربية الأبناء على الآداب الشَرعية.
4. العدل: والعدل أمر مطلوبٌ في المعاملة وفي كل شيء، حتى أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى عن تمييز أحد الأولاد بعطاء دون الآخر، إلا أن هناك أسباباً تبيح تمييز بعض الأولاد كاستخدام الحرمان من النفقة عقاباً، وإثابة المحسن بزيادة نفقته، وهذا من الأساليب التربوية للطفل.
5. الحرص: وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر والمربين، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده، والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه، والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه، وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه، والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير؛ كلاهما يفسده، ويجعله اتكالياً، ضعيف الإرادة، عديم التفكير، والدليل المشاهَد هو: الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة، والحرص الحقيقي المثمر: إحساس متوقد يحمل المربي على تربية ولده، وإن تكبَّد المشاق، أو تألم لذلك الطفل، وله مظاهر منها:
الدعاء: إذ أن الدعوة في ظهر الغيب من الدعوات المستجابة فعن صفوان (وهو ابن عبد الله بن صفوان) وكانت تحته الدرداء قال: قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء - رضي الله عنه - في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل))8.
المتابعة والملازمة: لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد، ولا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً.
6. الحزم: وبه قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة، ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق، وضابط الحزم: أن يُلزم المربي الطالب بما يحفظ دينه وعقله، وبدنه وماله، وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع قال ابن الجوزي - رحمه الله -: "فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك تأديبه، فيبلغْ جاهلاً فقيراً"9، وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد فيدلّله، وينفذ جميع رغائبه، ويترك معاقبته عند الخطأ، فينشأ ضعيف الإرادة، منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه.
7. الصلاح: فإن لصلاح الآباء والأمهات والمربين أثر بالغ في نشأة الأطفال على الخير والهداية - بإذن الله -، وقد قال سبحانه: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}10 ففيه دليل على أن الرجل الصالح يُحْفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم، ودليل آخر هو أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخرج جيلاً فريداً هم الصحابة - رضي الله عنهم -.
8. الصدق: وهو التزام الحقيقة قولاً وعملاً، والصدق أمر هام في حياة المربي، فالصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد، وشهادة الزور، وخيانة الأمانات، ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على المتربي مهما كان السبب؛ لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به المتربين، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء، وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه.
9. الحكمة: وهي وضع كل شيء في موضع، أو بمعنى آخر: تحكيم العقل، وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال، واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب، وجد وجدة، وإخوان، وبين البيت والمدرسة، والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية، وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وتعاونهما مع المربي في المدرسة.
فهذه بعض الصفات التي ينبغي أن تتوافر في المربي، وتكون من الأمور الجبليِّة لديه، وهنا نشير إلى أن المدرسة لفظ شامل يشمل المدرسة، والتحفيظ، والمسجد، وكل الأماكن التي هي منهل للطالب ينهل منها العلم، والمعرفة، وعلى الأب وولي الأمر أن يحبب المسجد إلى نفس الطفل، وأن يشعره بأنه في أمس الحاجة لهذا المكان المبارك"11.
ختاماً:
حين يتوفر في الأمة الأسرة الملتزمة، المتمسكة بتعاليم ربها، ويتوفر المدرسة الناجحة المنضبطة، وفوق كل هذا يأتي القدوة وهو المدرس الناجح، والمربي الذي يستطيع جذب التلاميذ والمتربين إليه (إلى المنهج لا إلى الشخص)، ويستطيع أن يجعل الطالب محباً لمدرسة التحفيظ، والأستاذ بدوره يقوم على محاربة الأخطاء التي تظهر على الطلاب سواء كانت أخلاقية، أو عقدية، أو أي أخطاء كانت، ويعالجها العلاج الصحيح والسليم، ويستطيع أن يسير بالطلاب على المنهج الذي ربى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أصحابه؛ هنا نستطيع القول بأنا نبني جيلاً مسلماً فريداً على منهج النبوة، سائراً على طريق الصحابة - رضي الله عنهم -، وحينها فقط تعود للأمة مكانتها، ويعود للأمة هيبتها التي فُقِدت منها بسبب بعدها في منهج التربية عن المنهج التربوي السليم، النابع من كتاب الله - عز وجل -، وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
نسأل الله - عز وجل - أن يهدي شباب الأمة، وأن يوفقنا إلى كل خير، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:17 AM.