#406
|
||||
|
||||
نموذج لحالة فردية مع الشرح
نموذج لحالة فردية بيانات التاريخ الاجتماعي تاريخ التحويل : السبت حول إلي مدير المدرسة الطالب ( صلاح ( لدراسة حالته بعد أن تم ضبطه وهو يحاول الهروب من المدرسة بعد طرده من الفصل من قبل مدرس اللغة الإنجليزية . وعن طريق الإطلاع على تقارير الطالب بالمدرسة وتقاريره الدراسية في المرحلة الإبتدائية ومن خلال إجراء بعض المقابلات مع الطالب والاتصال برائد الفصل وبعض المعلمين ثم الحصول على المعلومات التالية : ١- البيانات الأولية : الاسم : ص. ح . ش السن : ١4 سنة المرحلة الدراسية : الإعدادية . الصف الدراسي : الأول . مكان الإقامة : قرية اريمون . ٢- السمات الشخصية للطالب : السمات الجسمية : طويل القامة ، نحيف البدن يميل إلى السمرة ، شعره كثيف وأطول من اللازم صحته العامة جيدة . السمات النفسية : يبدو عليه الإعتداد بالنفس لا تظهر عليه أي أعراض نفسية بخلال ميله إلى الإنفراد. السمات العقلية : تفكيره منطقي يتمشى مع سنه تبدو عليه الفطنة وسرعة البديهة ، ولديه قدرة على تذكر الأحداث وسردها ، حديثه يبدو متسلسلاً . السمات الإجتماعية : صداقاته محدودة داخل المدرسة وخارجها ، لا يميل إلى تقبل التوجيهات ، مولع بمشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية وقراءة القصص البوليسية . ٣- طبيعة المشكلة : تتمثل المشكلة التي أحيل الطالب بسببها إلى الأخصائي الاجتماعي في تأخره الدراسي وغيابه المستمر عن المدرسة وعدم أداء الواجبات المنزلية ، وهذا فضلاً عن اضطراب سلوكه المدرسي حيث لا يتبع السلوك النظامي داخل الفصل مع كثرة التشاجر مع الزملاء بالإضافة إلى أنه نادرًا ما يشارك في المناقشات داخل الفصل . ٤- صورة الأسرة : الطالب ترتيبه الخامس بين سبعة من الأخوة والأخوات ، الأخ الكبير من العمر ( ٢٨ ) سنة ويعمل في أحد المصانع ويلي هذا الأخ شقيقتان إحداهما تقيم بمدينة جدة والأخرى في أبها ، والأخ الرابع يبلغمن العمر ( ١٩ ) سنة وهو ملتحق بكلية حاسبات ومعلومات ويأتي بعد الطالب في ترتيب الميلادشقيقتان : الأولى تبلغ من العمر ( ١١ ) سنة مقيدة بالصف الخامس الإبتدائي وهي متفوقة دراسيًا . أما الشقيقة الصغرى فتبلغ من العمر حوالي ( ٧ )سنوات بالصف الأول الابتدائي . والد الطالب متوفي منذ حوالي ( ٣) سنوات وكان عندئذ في الصف الخامس الإبتدائي ، والطالب كان مرتبطًا بوالده ارتباطًا شديدًا وكثيرًا ما كان يذهب معه في جولاته التجارية داخل المحافظة . والطالب يقيم حاليًا هو ووالدته وأخوته مع شقيقه الأكبر المتزوج حديثًا بابنه عمه ، والاخ الكبير يعتقد في أهمية أسلوب القسوة والشدة في معاملته لأخوته خاصة صلاح فكثيرًا ما يضربه لأتفه الأسباب . وعلاقة الطالب بوالدته طيبة وكذلك مع باقي أخوته باستثناء شقيقته المتفوقة دراسيًا حيث أنه دائم العراك معها والتطاول عليها . ب- الطالب كان متفوقًا دراسيًا في المرحلة الإبتدائية وبدأ مستواه في التردي اعتبارًا من الصف الخامس الذي شهد تطورًا مفاجئًا في انخفاض مستواه الدراسي وكثرة غيابه عن المدرسة واجتاز هذاالصف وكذا الصف السادس بصعوبة بالغة وبمعدل درجات منخفض والطالب حاليًا باق للإعادة بالصف الأول الإعدادي ، وتشير نتيجة اختبار الفصل الأول إلى ضعفه في ( ٣)مواد هي التربية الدينية والرياضيات واللغة الإنجليزية كما أنه لم يحصل على تقدير ممتاز أو جيد جدًا في أي مادة من المواد .والطالب عزف عن المشاركة في انواع النشاط المدرسي حتى أنه في العام الماضي سجل اسمه ضمن الراغبين في زيارة لمدينة صنعاء ولكنه عاد واعتذر عن الذهاب في آخر لحظة ، ومن آن لأخر كان يلاحظ اهتمامه بمشاهدة بعض مباريات كرة القدم التي تجري داخل المدرسة ، كما تشير تقاريره الدراسية إلى إرتفاع معدلات غيابه ، حيث أنه غاب ( ٤) أيام منذ بداية الفصل الدراسي الثاني وحتى الآن أي خلال مدة لم تتعد الشهر الواحد . من خلال سؤاله عن تاريخ حياته في فترة حمله وطفولته أفاد في ضوء المعلومات التي أفادت بها أسرته بأن فترة حمله وولادته كانتا معتادتين ورضاعته طبيعية لمدة سنتين وتلقى كافة التطعيمات المقررة لمرحلة الطفولة وقد بدأ الطالب المشي والكلام في سن مبكرة مقارنة بباقي أخوته ولقد كان الطالب شديد التأثر بوفاة والده حتى أنه مكث ( ٣) أيام في الحجرة لا يغادرها إلا للضرورة وتدهورت صحته كثيرًا بسبب فقدان شهيته ورويدًا رويدًا عادت إليه صحته واستوعب الصدمة ، وما زال حتى الآن يحتفظ بصورة كبيرة للوالد كما أنه يقتني بعض أدواته مثل حافظة النقود وبعض الأقلام . المقابلة الأولى مع الطالب في 23/2/2013 بينما كان الطالب يسير أمام مكتبي في طريقه إلى حجرة الدراسة استوقفته قليلاً وأوضحت له أني أود مقابلته لبعض الوقت فقال بعد شيء من التفكير إنه ليس لديه مانع في ذلك ولكن ليس الآن حيث أن لديه درساً في الرياضيات علقت قائلاً إن هدفي الآن هو مجرد الاتفاق على الموعد الذي يناسبه لإجراء المقابلة . وتم الإتفاق على أن تتم المقابلة مع بداية الفسحة ووافقني على الإستئذان من معلم التربية الرياضية الذي سوف يكون لديهم في الحصة التي تعقب الفسحة . اتصلت بمعلم التربية الرياضية وأعلمته بوجود الطالب معي أثناء حصة اليوم فوافق مشكورًا ، ولقد كان الهدف الرئيسي من هذه المقابلة هو التعرف على وجهة نظر الطالب في المشكلة وجمع بعض البيانات التي تزيد من فهم المشكلة . وقد حضر الطالب إلى المكتب بعد بداية الفسحة بحوالي خمس دقائق وبمجرد أن لاحظ وجود بعض الطلاب في الصف الثاني معي عاد أدراجه خارج المكتب وقبل أن ينصرف طلبت منه الجلوس قليلاً لحين خروج الطلاب الموجودين . وبعد خروج الطلاب أغلقت الحجرة ورحبت به وشكرته على إهتمامه بالحضور وأوضحت له بأنني أستأذنت من مدرس التربية الرياضية فسكت ولم يعقب ولقد بدأ الطالب متهيبًا المقابلة بعض الشيء والتي استهللتها في كأس حديث عام عن فوز ناديه المفضل لكرة القدم في بعض المباريات الحاسمة في دوري ابطال افريقيا استجاب الطالب لذلك بالقول هذا إنجاز طيب وسنفوز بالبطولة هذا العام بمشيئة الله كعادتنا وردًا على سؤالي أوضح الطالب أنه رغم عدم إتقانه لعب الكرة إلا أنه حريص على مشاهدة المباريات التي يخوضها ناديه المفضل ومنتخب المملكة الوطني لكرة القدم . وفي أعقاب ذلك عرفته بنفسي ووظيفتي فبدأ أن لديه فكرة عن دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة بادرت بسؤاله عن أحواله الدراسية فأطرق بوجهه إلى الأرض ولم يجب وهنا أكدت له على سرية ما يدلي به من بيانات ) فسكت أيضًا ولم يعقب فأوضحت له أنني أطلعت على تقاريره الدراسية كما وقفت على سلوكه داخل الفصل وما يثيره من مشاكل وطلبت منه أن يتجاوب معي في الحديث لمساعدته في التغلب على هذه المشاكل وبعد لحظة صمت استفسر الطالب عن الجانب الذي أراده ليتحدث عنه فأوضحت له أن هذا الأمر متروك له وأن عليه أن يتخير الجانب الذي يشغل تفكيره ويحظى بإهتمامه فسكت ولم يعقب بأي شيء وتنهد تنهيدة طويلة فتدخلت قائلاً يبدو أن هناك أمورًا تضايقك في المدرسة فأمن على كلامي وقال بإقتضاب أنها مدرسة ليست مناسبة ثم لاذ بالصمت وبسؤاله عن أسباب ذلك قال بصوت منخفض إن تلاميذ فضله هم الذين يضايقونه ثم يتسابقون بالشكوى لإدارة المدرسة وتكون النتيجة عادة أكيالاً من الإهانات والشتائم فضلاً عن تأخره اليومي عن تمارين الصباح وضعفه في المواد الدراسية مما أثار غضب معلمه عليه . ووصف نفسه بأنه ( مظلوم ) واستطرد قائلاً إنه ذات مرة بادر بالشكوى لمعلم الفصل لمنع احتكاك بعض الطلاب به ولكنه لم يفعل شيئَا عقبت قائلاً : يبدو أن عدم إكتراث المعلم لمبادرتك بالشكوى إليه قد أغضبك فأجاب بالإيجاب تساءلت عما يعتقده تفسيرًا لذلك فقال بصوت متهدج إنه مجرد إنطباع سيء أخذه المعلمون عنه ورسخ لديهم وعلى ذلك يعاقبونه ... واغرورقت عيناه بالدموع وطلب مساعدته في نقله إلى مدرسة أخرى غير هذه المدرسة . وبعد أن استعاد الطالب هدوءه قلت له إن المعلمين اجمعوا على أن إمكاناته العقلية جيدة وفي استطاعته استعادة تفوقه الدراسي المفقود وتساءلت برفق عما إذا كان يظن أن المدرسة الأخرى التي يريد الإنتقال إليها لن تحاسبه حتى لو أخطأ فسكت لحظة ثم أجاب بالنفي . ونظرًا لقرب إنتهاء حصة التربية الرياضية وبدء موعد الحصة التالية انتهت المقابلة حيث قمت بتلخيص ما أمكن التوصل إليه ومؤاده أن هناك بالفعل بعض المشاكل التي يعاني منها وأن علينا أن نفكر سويًا فيما يجب عمله لمواجهتها وأن الأمر على هذا النحو يتطلب لقاءات أخرى مع التأكيد على أن فكرة التحويل إلى مدرسة أخرى غير مطروحة وتم الإتفاق على أن تتم المقابلة الثانية في الغد – إن شاء الله – بعد إنتهاء الدراسة على أن يخبر أسرته بتأخره بعض الوقت . تعليق على المقابلة الأولى للإيضاح : ١- إستخدام الأخصائي فنيات المقابلة واستراتجياتها في التعامل مع حالة هذا الطالب . ٢- استهلال الأخصائي للمقابلة بحديث عام يتمشى مع اهتمامات الطالب بعد أن تبين اهتمامه بمشاهدة بعض مباريات كرة القدم وذلك حتى يزيل عنه الرهبة والتخوف لينطلق بعد ذلك في مناقشة جزئيات المشكلة . ٣- الواقعية التي لجأ إليها الأخصائي في مواجهة الطالب بمشكلاته خاصة بعد أن استنفذ كل السبل في محاولة إيجاد الدافعية لديه للحديث والتجاوب كان لها بعض الفعالية في فتح الطريق أمام التفاعل بين الأخصائي والطالب . ٤- إستخدام الأخصائي بعض أساليب التشجيع لدفع الطالب للحديث عن مشكلته وبدا ذلك في إعادة بعض مقاطع من حديثه والإيماء بالرأس ومتابعة ما يقول باهتمام . في نهاية المقابلة قام الأخصائي بتلخيص النقاط الرئيسة التي أمكن التوصل إليها كنوع من الإتفاق النهائي عليها وإبرازًا لأهميتها وتأكيدًا على ما حققته المقابلة من فوائد . كما لم يشأ الأخصائي أن ينهي المقابلة قبل تحديد مكان وزمان المقابلة التالية والذي تحدد في اليوم التالي مباشرة وهذا دليل آخر على إهتمام الأخصائي بالحالة وحتى يكون التواصل مستمرًا . المقابلة الثانية مع الطالب في 24/2/2013 لقد كان الهدف الرئيسي من هذه المقابلة هو استكمال جمع البيانات والمعلومات عن الظروف الأسرية للطالب ومحاولة التوصل إلى بعض الأسباب والعوامل المؤدية إلى حدوث المشكلة وتدعيم العلاقة المهنية مع الطالب . وقد حضر الطالب في الموعد المحدد للمقابلة حيث بدا عليه الهدوء وعدم التهيب حتى أنه جلس أمامي دون أن أطلب منه ذلك . أوضحت له بداية المقابلة أننا تحدثنا بالأمس عن أحواله المدرسية واستفسرت منه عما إذا كان يريد أن المجال فأجاب بالنفي ، وهنا سألته إن كان يوافق على أن نتحدث عن أحواله و يضيف جديدًا في هذا فأومأ برأسه بالإيجاب . بدأ الطالب الحديث عن ظروفه الأسرية بقدر من التحفظ ثم ما لبث أن انطلق في الحديث موضحًا حبه الشديد لوالدته التي تعامله بحنان زائد وافتخر بأنها لم تضربه قط طوال حياته . أما عن علاقته بشقيقته المتفوقة دراسيًا فقد أوضح أنها كثيرًا ما تكون السبب في إهانته وضربه من أخيه الأكبر لأنها دائمًا ما تدعي عليه إدعاءات غير صحيحة وأشار بارتياح إلى أن الفضل في تفوقها يرجع إليه – بعد الله سبحانه وتعالى – لأنه هو الذي علمها مبادئ القراءة والكتابة وكثيرًا ما كان يساعدها في مذاكرة دروسها وبسؤاله عما إذا كان مستمرًا في مساعدتها أجاب بالنفي وعلل ذلك بأنها أصبحت في غير حاجة إليه . وعن علاقته بشقيقه الأكبر أوضح أنه يختلف تمامًا عن الوالد حيث يتصف بالشدة والعنف حتى أنه أصبح يرتعد خوفًا منه ومن غضبه وكثيرًا ما يقول إنه ولد مدلل واستطرد الطالب قائلاً إن الغريب في الأمر أن شقيقه لم يضربه فقط بسبب رسوبه أو درجاته المنخفضة وإنما يضربه لأتفه الأسباب وعدد الطالب كثيرًا من المواقف التي لا تلقى قبولاً لديه منها أنه أثناء المناسبات التي تقيمها الأسرة المتمثلة في اقامة العزائم الكبيرة ليتفرغ لخدمتهم حتى وقت متأخر من الليل حتى أنه مثل هذه الليلة نادرًا ما يستيقظ مبكرًا ومن ثم لا يذهب إلى المدرسة وإذا ذهب تكون قدرته على التركيز والاستيعاب منخفضة . وعبر الطالب عن مشاعره تجاه أصدقاء شقيقه بالقول إنهم أيضًا أشداء وقد أبديت تقديري لموقف الطالب وأستأذنته في مقابلة الأخ الأكبر فوافق بعد تردد . تطرق الحديث بعد ذلك إلى أحواله الدراسية مرة أخرى حيث ذكرته ثانية بإمكاناته العلمية وأن تأخره الدراسي هو أمر عارض وأوضحت له المستقبل الطيب الذي ينتظره – بإذن الله – لو أنه أعطى دراسته ما تستحقه من إهتمام علق الطالب قائلاً أنه بعد أن تدبر الأمر في أعقاب مقابلة الأمس وحين خلا إلى نفسه استشعر بعض الخطأ في سلوكه وتصرفاته واعترف بصراحة بأن المعلمين كثيرًا ما نصحوه بالمذاكرة والاهتمام بمستقبله ، وشكرت الطالب على صراحته وأوضحت له أن الإعتراف بالخطأ دليل النضج والبداية الصحيحة للتخلص من هذا الخطأ وفي هذا الصدد أسترشدت بالحديث الشريف ) كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ( وبعد ذلك أوضحت للطالب بأن علينا الإنتقال إلى مرحلة التنفيذ من خلال الإتيان بأفعال وسلوكيات تؤكد حسن النوايا فقال الطالب إنه على استعداد لذلك وهنا اقترحت عليه أن تكون البداية هي قص شعره الذي قد لا يكون هناك مبرر لإطالته بهذه الصورة وأنه قد آثار انتباه معلميه فقال الطالب (. إن شاء الله( . وفي نهاية المقابلة طلبت من أنه يبلغ شقيقه الأكبر بأنني أود مقابلته في المدرسة في الوقت الذي يراه مناسبًا ، أبدى الطالب تخوفه مما قد يترتب عليه هذه المقابلة من متاعب وزيادة في تعنت أخيه معه طمأنته إلى أن الأمر لن يصل إلى هذ االحد – إن شاء الله – طالما أن النية خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وبناء على رغبة الطالب ثم تحرير استدعاء إلى الأخ الأكبر تسلمه الطالب لتوصيله . أثناء الفسحة وانتهت المقابلة بالإتفاق على أن يكون موعد المقابلة التالية يوم 27/2/2013 الدراسية وقبل أن ينصرف الطالب أوضحت له أنه بمقدوره مراجعتي في أي وقت يشاء فشكرني الطالب وانصرف . المقابلة الثالثة مع الطالب يوم 26/2/2013 كانت هذه مقابلة سريعة حيث حضر الطالب إلى مكتبي بعد انتهاء تمارين الصباح وهو في طريقه إلى حجرة الدراسة وبمجرد أن لاحظت تغير مظهره شكرته على استجابته السريعة بقص شعره ، وربت على رأسه قائلاً له بشيء من الدعابة ( أليس ذلك أفضل ؟! ) فابتسم الطالب ولم يعلق . أوضح الطالب بعد ذلك أن شقيقه وافق على الحضور إلى المدرسة فطلبت منه أن يبلغه أنني في انتظاره مقابلة المعلمين 26/2/2013 اتصلت برائد الفصل وبمعلمي مواد التربية الدينية والرياضيات واللغة الإنجليزية وناقشت معهم مشكلات الطالب واطلعتهم على الخطوات التي قمت بها . وتم الاتفاق معهم على إعطاء الطالب خلال الفترة القادمة مزيدًا من الاهتمام وتهيئة جو نفسي مناسب لتعديل سلوكه مع مقابلة كل تغيير يطرأ على مستواه المدرسي العلمي وسلوكه بالتشجيع سواء بالكلمات أو الدرجات . ولقد كان هناك شبه اتفاق من جميع هؤلاء المعلمين حول إمكانية علاج مشكلات الطالب لما يملكه من مقومات ذلك مقابلة الأخ الأكبر 27/2/2013 أهداف المقابلة : ١- التعرف على المشكلة من وجهة نظره . ٢- إحاطته علمًا بحقيقة المستوى الدراسي للطالب وما يثيره من مشاكل داخل الفصل وما قد يترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة لو أنها لم تتدارك . ٣- محاولة كسب ثقته وتشجيعه على تحسين معاملته لأخيه وتوفير جو أسري مناسب لمتابعة دروسه . حضر الأخ متأخرًا عن الموعد المحدد بحوالي عشر دقائق ولم يبد لذلك أي اعتذار ولقد بدا أن الأخ الأكبر من سنه كما بدت عليه علامات الصرامة والحدة . رحبت به وعرفته بنفسي ووظيفتي وشكرت له استجابته بالحضور إلى المدرسة وهنا قال بشيء من الإنفعال أنه سأل ( صلاح ) عما وراء هذا الإستدعاء من مشاكل والذي قال له أنه مجرد تشاور فقط ، وهنا أوضحت له أن ( صلاح ) كان صادقًا معه وأن تخوفه هذا أمر طبيعي بسبب حرصه على مستقبله وأضفت موضحًا أن القصد من استدعائه هو مناقشته في أمور شقيقه وأحواله حتى يمكن تدارك الموقف قبل أن يستفحل أمره وأطلعته على حقيقة المستوى العلمي لأخيه وسلوكه داخل الفصل وشكوى بعض المعلمين منه ، وقد لاذ الأخ بالصمت ولم يعقب وهنا أكدت له أنه أبدى استعدادًا طيبًا تجاه الجهد المهني الذي بذلته معه وأن علينا مساعدته للبدء في أحداث التغيير المطلوب واستعادة تفوقه الدراسي لاسيما أن جميع المعلمين أجمعوا على أنه مؤهل لذلك . علق الأخ قائلاً إنه كان لا يتصور أن أمر أخيه قد وصل إلى هذا الحد وأسهب كثيرًا في الجهود التي يبذلها تجاه أخوته واهتمامه بهم وحرصه على مستقبلهم جميعًا وأنه يضحي من أجلهم بالكثير ولم يقصر أبدً ا معهم وبعد أن قدرت له موقفه هذا استطرد الأخ قائلاً إن شدته مع أخوته مقصودة وبخاصة(صلاح) حتى لا يفلت الزمام . سألته إن كانت هذه المعاملة قد حققت ما يؤمل منها فنظر إلي بدهشة ولم يجب وهنا أوضحت له المخاطر المتوقعة من إجراء هذا النوع من التعامل والذي قد يجعل من أخيه شخصية عدوانية متمردة رافضة وأضفت قائلاً : إنه في الإمكان الآن تجربة أسلوب آخر أكثر تفهمًا ولم يعقب تطرق الحديث بعد ذلك إلى موضوع سهر الطالب حتى وقت متأخر من الليل مما يترتب عليه غيابه كثيرًا عن المدرسة وعدم قدرته على التركيز ومتابعة دروسه في الفصل ، وقاطعني الأخ قائلا إنه لم يدفعه أبدًا إلى السهر بل إنه هو الذي يسهر بإرادته تسائلت عما إذا كان يظن أن أخاه في حاجة إلى توجيه ومتابعة وحثه على استذكار دروسه والنوم مبكرًا فأجاب أن هذا بالإمكان واتفقت معه في النهاية على أن تخصص حجرة مستقلة للطالب لكي يذاكر فيها وفي نهاية المقابلة التي استغرقت حوالي ( 30 ) دقيقة شكرني الأخ على اهتمامي بالطالب وطلب مني أن أبلغه فورًا بأي مشاكل قد يثيرها في المستقبل فعلقت قائلاً إنه لو حدث التغيير المطلوب الذي تم الاتفاق عليه فمن المتوقع إلا تكون هناك مشاكل إن شاء الله . المقابلة الرابعة مع الطالب 2/3/2013 أهداف المقابلة : ١- الوقوف على وجهة نظر الطالب في التغييرات المتوقع حدوثها في المنزل وفي الفصل . ٢- الوقوف على مدى إدراك الطالب لهذه التغييرات والإستجابة لها . ٣- معرفة مدى تنفيذ الطالب لبعض الخطط العلاجية التي أمكن التوصل إليها في المقابلات السابقة خاصة فيما يتعلق بنومه مبكرًا ومذاكرة دروسه وأداء واجباته المنزلية . حضر الطالب في الموعد المحدد للمقابلة وتوجه إلى مكتبي على الفور دون أن يقرع الباب – كعادته في المرات السابقة – وبعد أن ألقى التحية وهو مبتسم أنه يشكرني على ما بذلته من جهد على ما بذلته من جهد فذكرت له أن هذا هو واجبي وعلقت قائلاً أنني أحب أن أعرف نتائج هذا الجهد فقال على الفور إنه لم تحدث أي عواقب وخيمة نتيجة زيارة شقيقه إلى المدرسة كما كان يتوقع بل لقد بدأ يعامله بشيء من الرفق وأنه قد جهز له حجرة مستقلة واشترى له طاولة جديدة وفهمت منه أنه أصبح ينام مباشرة بعد مشاهدة التمثيلية اليومية في التلفزيون وبعد أن يكون قد راجع دروسه وأدى واجباته المنزلية وهنا وجدت الطالب قد أستأذن وغادر المكتب متجهًا إلى حجرة فصله وعاد على الفور ومعه كراسة الإنجليزي وأراني تعليق المدرس( أشكرك على هذا التقدم ) علقت قائلاً إن هذا ليس بمستغرب عليه وهذا هو المأمول منه دائمًا فبدت عليه علامات الإرتياح والغبطة ، وسألته بعد ذلك عن مستواه في باقي المواد فقال إنه يبذل جهاد وطلب مني سؤال الملعمين للتأكد من ذلك ومن سلوكه داخل الفصل وبسؤاله عما إذا كان يجد صعوبة في مذاكرة بعض المواد أجاب بالنفي ووصف المواد بأنها سهلة وعندما يستعصي عليه الأمر يرجع إلى معلم المادة . وبسؤاله عن علاقة بشقيقته المتفوقة قال ( كل واحد أصبح في حاله ) ولم يزد شيئًا أشرت بعد ذلك إلى موضوع قراءة القصص البوليسية فقال وهو يبتسم أنه شغوف بذلك حتى أنه عندما يبدأ في قراءة أي قصة يجد نفسه مدفوعًا لقرائتها حتى النهاية وردًا على سؤالي أوضح الطالب أنه نادرًا ما يقرأ أي أنواع أخرى من الكتب ، وعلقت قائلاً بأن حب القراءة والإطلاع هو أمر طيب ولكن ينبغي ألا يشغله ذلك عن مذاكرة دروسه وأن أمامه فترة الصيف يستطيع قراءة ما يريد ، حبذا لو وسع دائرة القراءة لتشمل كذلك الكتب الدينية والثقافية والتاريخية .. وما إلى ذلك . وبعد ذلك لاحظت أن الطالب أطرق بوجهه إلى الأرض ووضع يده على فمه وبدا وكأنه يعاني من شيء ما بادرت بسؤاله عما حدث فقال بصوت منخفض إنه يشعر بآلام حادة في أحد أضراسه العلوية مع صداع شديد ، وردًا على سؤالي أوضح أن هذه الآلام تنتابه منذ حوالي أسبوع ولكنه يتحامل على نفسه حتى لا يتعرض لالآم الخلع وحقنة البنج ، وبعد أن بدا أن حدة الآلام قد خفت نسبيًا أوضحت للطالب أهمية عرض نفسه على طبيب الأسنان حتى لا يترتب على ذلك أي مضاعفات خطيرة وطمأنته إلى أن عملية خلع الضرس هي من العمليات السهلة البسيطة وحتى لو ترتب على ذلك بعض الآلام الوقتية فهذا أفضل من استمرار الآلام بهذا الشكل ووافق الطالب بعد تردد على الذهاب لطبيب أسنان ، ودعته متمنيًا له السلامة ووعدته بالإطمئنان عليه هاتفيًا في المساء اتصال تليفوني : في حوالي الساعة السابعة مساءًا اتصلت هاتفيًا بمنزل الطاالب وقد رد علي شقيقه الأكبر الذي شكرني كثيرًا على اهتمامي بالطالب وأرجع إلي الفضل في تقدم مستواه الدراسي وتنبيهه إلى ما يجب عليه القيام به ، علقت قائلاً إن الفضل في ذلك يعود أولاً وأخيرًا إلى الله سبحانه وتعالى وإلى تعاونه الصادق وحرصه الواضح على مستقبل أخيه وأضفت قائلاً أن الطالب يحمد له هذه المواقف ويقدرها . تحدثت بعد ذلك مع الطالب الذي أفاد بأنه قام بخلع الضرس وأنه أصبح الآن في حالة أفضل وأضاف بأنه ينوي الذهاب إلى المدرسة في الغد إن شاء الله . مقابلة عرضية مع الطالب( صدفة) 4/3/2013 بينما كنت في طريقي إلى مكتب مدير المدرسة أثناء الفسحة المدرسية تقابلت مع الطالب الذي أسرع إلى بمجرد أن رآني وبادر بتوجيه الشكر لي على اهتمامي بالسؤال عن صحته وأوضح أنه حضر إلى مكتبي في بداية الفسحة المدرسية وحاول مقابلتي ليشكرني على المكالمة الهاتفية إلا أنه وجد بعض الطلاب في المكتب . وبعد الإطمئنان على أحواله الدراسية والأسرية أوضحت له أن المدرسة تنوي تنظيم رحلة إلى مدينة القاهرة وسألته إن كان يوافق على الاشتراك في هذه الرحلة فقال إنه يوافق بشرط أن أذهب معهم وبعد أن أوضحت له الفوائد الكثيرة التي يمكن أن تحقق من جراء مثل هذا الأنشطة الاجتماعية أعلمته أن قرار اشتراكي في هذه الرحلة لم يحسم بعد ، فوافق الطالب على المشاركة في الرحلة متمنيًا أن أكون معهم . وقبل أن تنتهي هذه المقابلة تسائل الطالب عن الميعاد الذي سوف يراني فيه فقلت له إنه يمكنه الاتصال بي في أي وقت عندما يكون هناك مبرر لذلك . تعليق على المقابلة العرضية ( الصدفة ) للإيضاح : إن المقابلة العرضية أو ( الصدفة ) هي من المقابلات الشائعة في الحالات الفردية وتسمى مقابلة صدفة لأنها تتم مصادفة دون تخطيط مسبق لها وعادة يستثمرها الأخصائي في تدعيم علاقته بالطالب نتيجة لإشعاره بالإهتمام الشخصي به ويمكن أن تستخدم مثل هذه المقابلات في الاتفاق على موعد المقابلة في المكتب في وقت لاحق إذا كانت الحالة جديدة وفي بداية مرحلة التعامل ، أما إذا كان الأمر يتعلق بموضوع محدد يحتاج إلى البت السريع أو الاستفسار عن شيء ما فلا مانع من أن تتم المقابلة بالكيفية السابقة . الاتصال بمشرف الرحلة 9/3/2013 تم الاتصال بالزميل مشرف الرحلة الذي أوضح أن تصرفات الطالب كانت طبيعية إلى حد كبير أثناء فترة الرحلة وأنه لم يثر أي مشاكل كما كان متعاونًا غير أن مشاركته في الأنشطة كانت محدودة فهو لم يشارك إلا في نشاط المسابقات الترفيهية لبعض الوقت واعتذر عن الاستمرار حتى نهاية الفقرات ، كما أنه قام بالموافقة على اقتراح مشرف الرحلة وأدار مبارة في كرة القدم بين الطلاب الاتصال بالمعلمين 13/3/2013 تم الإتصال برائد الفصل وغيره من المدرسين الذين أفادوا بأنهم لمسوا تحسنًا ملحوظً ا في المستوى التحصيلي للطالب والاهتمام بأداء الواجبات المنزلية مع الحرص على المشاركة في المناقشات داخل الفصل ، كما أنه لم يعد يثير أي مشاكل تذكر داخل الفصل وأصبح أكثر تقبلاً للتوجيهات . أما مشاركته في الأنشطة المدرسية فما زالت محدودة وبقدر ضئيل ، وأشار التقرير النصفي للطالب إلى تفوقه في جميع المواد وحصل على تقدير ( مقبول ) في مادة اللغة الإنجليزية ، أما مادتي التربية الدينية والرياضيات فلقد حصل على تقدير ( جيد ) ، كما أنه لم يتغيب يومًا واحدً ا عن المدرسة طوال هذا الشهر . ج- العبارة التشخيصية : الطالب ( ص . ح . ش( يبلغ من العمر ) ١٥ ( سنة باق للإعادة في الصف الأول إعدادي يعاني من مشكلة تبدو أعراضها في تخلفه الدراسي وكثرة غيابه عن المدرسة وإهماله لواجباته المنزلية ، فضلاً عن اضطراب سلوكه داخل الفصل وقد ارتبط ذلك فيما يبدو بعوامل بيئية ( إجتماعية) أكثر منها ذاتية ) نفسية( .فالطالب يعيش في كنف شقيقه الأكبر هو ووالدته وباقي أخوانه وكان للظروف الأسرية التي يعيشها الطالب إسهام فيما يعانيه من مشاكل ، فشقيقه الأكبر البديل للأب غير متفهم لحاجات الطالب ويعامله معاملة قاسية لم يعتدها الطالب من والده ليس هذا فحسب بل إن الأخ الأكبر غير مبال بتحصيله الدراسي وبدا ذلك في دفعه إلى السهر وحتى وقت متأخر من الليل ليقوم على خدمة زواره مما كان يترتب عليه عدم ذهابه إلى المدرسة وحتى عندما يذهب إلى المدرسة فهو غير قادر على التركيز والاستيعاب هذا فضلاً عن عدم قيام الأخ الأكبر بدوره وواجبه في توجيه الطالب ومتابعة تحصيله الدراسي . ومما زاد موقف الأخ الأكبر تعقيدًا وإسهامًا في حدوث المشكلة أنه يفرق في المعاملة بين أخوته ودائمًا ما يناصر الأخت الصغرى على الطالب ولم يحسم أي خلاف بينهما لصالحه مما كان له أثره في إحياء الغيرة الأخوية بينهما وعبر الطالب عن ذلك بقوله أن هذا يحدث رغم أنه السبب في توفقها والأم هي الأخرى رغم حنوها على الطالب إلا أنها لم تقم بدورها في الإشراف عليه ودفعه إلى الإهتمام بدروسه بل كان موقفها سلبيًا إلى حد كبير . وساعدت هذه الظروف الأسرية على إهمال الطالب لدروسه وغيابه عن المدرسة بل وانغماسه في قراءة القصص البوليسية ومشاهدة البرامج التلفزيونية دون ضابط أو رقيب . والظروف المدرسية للطالب لم تكن أحسن حالاً من ظروفه الأسرية فعدم تفهم بعض المعلمين لحقيقة ظروفه الأسرية والشخصية ومعاقبته لأقل شكوى من بعض الطلاب منه زاد من إحساسه بالظلم وساعد ذلك على تحويل مشاعره السلبية تجاه الأخ الأكبر إلى بعض المعلمين بل إلى المدرسة كلها وبدأ في رغبته في التحويل إلى مدرسة أخرى . وقد يكون لمرحلة المراهقة الي يجتازها الطالب – حيث لا يتناسب التكوين الجسمي مع التكوين النفسي – أثرها في اضطراب سلوكه وعدم تقبل التوجيهات كنوع من الرفض لما يتلقاه من معاملة وفي محاولة منه لإثبات الذات . ولقد ارتبطت حياة الطالب ببعض المواقف التي أسهمت فيما يعانيه من مشاكل فلقد توفى والده وهو في الصف الخامس الإبتدائي والوالد بالنسبة للطالب وكما هو واضح لم يكن فقد مصدرًا للأمن والسلطة الضابطة بل كان يمثل مصدرًا كبيرًا للعطف والإهتمام الزائد بالطالب ولم يتفهم الأخ الأكبر أو أحد من أفراد الأسرة والمعلمين حقيقة موقف الطالب ومشاعره بل كانوا يعاملونه بشيء من الشدة ولعل احتفاظ الطالب بصورة الأب وبعض أدواته الشخصية لدليل على أن ارتباطه الشديد بوالده ما زال قائمًا وأنه لم يجد حتى الآن البديل المناسب للأب حتى يحول إليه هذه المشاعر . هذا ولقد اسهمت طبيعة شخصية الطالب وميله الفطري إلى الإنفراد في قله صداقاته داخل المدرسة وخارجها مع عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية خاصة أن أحدًا لم يشجعه على ذلك . ورغم ذلك فالطالب ذكي وقادر على التعلم بل وقادر على التفوق كما كان في المرحلة الابتدائية والشقيق الأكبر رغم تشدده الواضح مع الطالب وعجزه عن إدراك حاجاته إلا أنه متعاون وراغب في مساعدة أخيه ويملك القدرة على ذلك . تعليق على العبارة التشخيصية) الإيضاح( : من الواضح أن العبارة التشخيصية السابقة قد التزمت بالمكونات الأساسية للتشخيص المتكامل في خدمة الفرد . فالفقرة الأولى الإستهلالية اشتملت على اسم الطالب والمرحلة الدراسية والصف الدراسي ثم التصنيف العام للمشكلة ( كمشكلة مدرسية ) والتصنيف الطائفي للمشكلة ( تخلف دراسي واضطراب سلوكه المدرسي ) وأخيرًا عرضت أسباب المشكلة في صورتها العامة اجتماعية ثم شخصية . والفقرة الثانية قدمت تفسيرًا منطقيًا للمشكلة الحاضرة من خلال الأحداث والضغوط الحالية دون التغلغل في الماضي . والفقرة الثالثة ركزت على العوامل النفسية حيث من المفيد تتبع الخبرات الماضية لما قد يكون لها من أثر على المشكلة الحاضرة . أما الفقرة الرابعة فلقد وضحت اتجاهات العلاج من خلال إبراز مناطق القوة لاستثمارها ومناطق الضعف لمحاولة تلاشيها . خطة التدخل المهني المستخدمة مع الحالة : تمثلت الاستراتيجية العامة لعلاج هذه المشكلة في الآتي : ١- تأمين واستقرار وانتظام(صلاح) في مدرسته تحصيله الدراسي مع محاولة استعادة تفوقه الدراسي المفقود إليه وجعله أكثر تكيفًا مع الجو المدرسي . ٢- محاولة تخفيف الضغوط الأسرية الواقعة على الطالب عن طريق تحسين معاملة الأخ الأكبر له والاهتمام به وتوجيه سلوكه مع تهيئة جو أسري مناسب لمتابعة دروسه . ٣- محاولة تعديل بعض الأنماط السلوكية المضطربة خاصة فيما يتعلق بسلوكه داخل الفصل وعدم الإمتثال لتوجيهات المعلمين . ٤- إزالة العقبات التي قد تحول دون تحقيق الأهداف السابقة . وحيث أن العبارة التشخيصية أشارت إلى أن الظروف المدرسية والأسرية للطالب كونتا ارتباطًا بالمشكلة من العوامل الذاتية لذا فسوف نبدأ بالعلاج البيئي . العلاج البيئي : ١- الأخ الأكبر : لما كان الأخ الأكبر هو المصدر الرئيسي لرعاية الطالب وعليه يتوقف إلى حد كبير الاستقرار الأسري ، كما كان لموقفه حيال الطالب أثره الواضح فيما يعانيه من اضطراب ، لذا كان من الضروري السعي نحو تكوين علاقة مهنية معه وكسب ثقته واستثارة همته واستثمار حرصه على المستقبل الطالب وما يتمتع به من إدراك عام في مواجهته بمسؤولياته وتوضيح خطورة موقفه على الطالب حتى يقوم بدوره كبديل للأب خاصة فيما يتعلق بالإهتمام بالطالب وتوجيه أفعاله ومتابعته داخل المنزل وفي المدرسة ، ولقد كان للتغير الواضح الذي طرأ على موقف الأخ أثره الطيب في التحصيل الدراسي للطالب وفق ما أشارت إليه تقاريره الدراسية 2-كذلك اتجهت خطة العلاج البيئي إلى توجيه الطالب لتحسين علاقته بشقيقيته المتفوقة دراسيًا لما لذلك من انعكاس على الجو الأسري ولقد تحقق قدر من التحسن في هذه العلاقة بدت في قول الطالب إن ( كل واحد أصبح في حاله ) الأمر الذي يشير إلى أنه على الأقل لم تعد توجد مشاحنات نشطة دائمًا بينهما . ٣- المدرسة : كان من المهم في هذه الحالة إيجاد بيئة علاجية من المعلمين لتهيئة الجو النفسي حول الطالب ليعدل من اتجاهاته المضطربة ذلك أن عدم إدراك أو تفهم أحد المعلمين لحالة الطالب قد يفسد من الخطة العلاجية ، ولقد كان لتفهم المعلمين لموقف الطالب والاهتمام به واستخدام أساليب التشجيع المختلفه معه سواء بالقول والفعل قد يفسد من الخطة العلاجية أو الدرجات أثره الواضح فيما وصل إليه من تقدم في دروسه . ٤- وبغية مساعدة الطالب على التكيف مع الجو المدرسي وتوسيع دائرة صداقاته كان لابد من تشجيعه على المشاركة في الأنشطة المدرسية اللامنهجية بعد توضيح الفوائد الكثيرة التي يمكن جنيها من وراء ذلك ورغم أن شخصية الطالب قد حالت دون تحقيق هذا الهدف إلا أنه من المتوقع في هذا الاهتمام بالطالب وتشجيعه أن يحرز تقدمًا في هذه الناحية . ٥- ونظرًا لما قد يؤدي إليه انخراط الطالب في قراءة القصص البوليسية والتفرغ لمشاهدة البرامج التلفيزونية من مشاكل متوقعة كان من المناسب العمل على تنظيم أوقات مشاهدته للتلفاز وإعطاء جل وقته للمذاكرة ، أما هواية القراءة فمن الممكن أن تؤجل لفترة الإجازة الصيفية مع توسيع دائرتها بحيث لا تقتصر فقط على القصص البوليسية . العلاج الذاتي : الواقع أنه كان للعلاج البيئي السابق أثره الكبير في التخفيف من حدة المشكلة ، ومع ذلك فلقد كان من المفيد أيضًا ممارسة بعض أساليب العلاج الذاتي على النحو الآتي : ١- السعي نحو تكوين علاقة مهنية مع الطالب ورغم ما تعرضت له هذه العلاقة من دوافع وحيل دفاعية في بداية التعامل إلا أنه عن طريق اهتمام الأخصائي بالطالب والرغبة الأكيدة في مساعدته والتزامه الواقعية والأصول المهنية أن تحطمت هذه الحيل ووصلت العلاقة بين الخصائي والطالب إلى معدلها المطلوب وكان لزامًا بعد علاج المشكلة أن يمهد الأخصائي لإنهاء هذه العلاقة التي من ضمن خصائصها أنها مؤقتة تنتهي بانتهاء العلاج أو تحويل الحالة ولقد بدا التمهيد لإنهاء هذه العلاقة في التباعد الزمني بين المقابلات مع إتاحة الفرصة أمام الطالب لمعاودة الاتصال كلما كانت هناك ضرورة لذلك 2-استثمار قوة الذات لدى الطالب في تدعيم جهود الأخصائي الاجتماعي لتعديل أسلوب معاملة الأخ الأكبر له وكذا بعض المعلمين ولقد كانت استجابة الطالب الطيبة للتغيرات التي طرأت على موقف الأخ وبعض المعلمين أثرها في تدعيم هذا التغيير واستمراره . ٣- إتاحة الفرصة كاملة للطالب بتعبير عن مشاعره وأحاسيسه بحرية وطلاقة مع مقابلة ذلك بالتفهم والتقدير والانصات الواعي وكان لذلك أثره الواضح في الحصول على بيانات دراسية هامة ذات معنى تشخيصي فضلاً عن إحداث الراحة النفسية للطالب . ٤- المبادرة كأحد الأساليب التي تحقق المعونة النفسية وتزيل مخاوف الطالب ، ولقد بادر الأخصائي الاجتماعي بالتدخل لجذب الطالب إلى طلب المساعدة مع تشجيعه على الاستمرار في طلبها ، كما بادر الأخصائي أيضًا بالاتصال هاتفيًا بمنزل الطالب في أعقاب ذهابه إلى الطبيب للإطمئنان على صحته . ٥- الاستبصار : وذلك عن طريق مساعدة الطالب على تفهم المشكلة وأبعادها المختلفة ودوره في إحداثها مع مساعدته على تفهم إمكاناته وقدراته ومحاولة استثمارها ، وكذا مساعدته على إدراك ما وراء كراهيته للمدرسة ، ولقد بدأ وعي الطالب بمشكلته حين اعترف صراحة بخطأ بعض تصرفاته وهذا دليل أيضًا على قوة ذاته العليا . ٦- واستثمارًا لما يتمتع به الطالب من ذكاء وفطنة فلقد تم ممارسة أسلوب الإقناع معه وبدا ذلك واضحًا في موافقته على قص شعره وكذا الاقتناع بأهمية مراجعة طبيب الأسنان . ٧- استخدام أسلوب التعاطف حيث قام الأخصائي الاجتماعي بتقدير موقف الطالب عندما دمعت عيناه ودون أن ينجرف معه فيما يسمى بالمشاركة الوجدانية أو التحيز الوجداني . ٨- كذلك تم ممارسة أسلوب التشجيع مع الطالب حيث أن التشجيع كما هو يؤدي إلى التدعيم ومن ثم إلى التعميم ، ولقد بدت أساليب التشجيع واضحة في اهتمام الأخصائي بالطالب والتفرغ له واستخدام كلمات التشجيع المختلفة وإعادة بعض مقاطع من فقراته مع استخدام الإيماء بالرأس واليدين ، وكان لذلك أثره الواضح في إحساس الطالب بقيمته وأهميته لاسيما وكما أوضحنا أنه يجتاز مرحلة المراهقة كمرحلة هامة في حياة الإنسان
__________________
|
#407
|
||||
|
||||
خطوات ومراحل تطبيق التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية
خطوات ومراحل تطبيق التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية
الخطوة الأولى: تحديد المشكلة التي يعاني منها العميل: أول خطوات استخدام التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية هي تحديد المشكلة التي يعاني منها العميل، حيث يقوم الأخصائي الاجتماعي بالتحديد الدقيق للمشكلة أو السلوك المراد تغييره أو تعديله، والذي يتمثل في اتجاهات العميل، أو مشاعره واستجاباته، أو أفكاره ومعتقداته، أو ظروفه البيئية، أو أي من العوامل السابقة مجتمعة إذ إن غموض الموقف وعدم تحديده بدقة، يعد من أهم المعوقات لتحديد التدخل المهني الملائم وتعيين أبعاده وتقنياته وأهدافه. ومن الضرورة بمكان أن يكون تحديد المشكلة دقيقاً بما فيه الكفاية مما يسمح بقياسها مباشرة أو قياس مؤشرات تدل عليها، حيث أن المشكلة التي لا يتم تحديدها بشكل دقيق وواضح، يصعب التعامل معها وتحديد التدخـل المهني المناسب لها وبالتالي قياس مدى فاعلية التدخل المهني معها. الخطوة الثانية: إعداد المقياس: تعرف عمليـة القيـاس عـادة بأنها الإجراءات التي عن طريقهـا يجري إعطاء قيم معينـة أو علامات معينة للأشياء تبعاً لمجموعة من الضوابط والنظم التي تحكمها، وهذه القيـم أو العلامات قد تكون أسمـاء أو صفـات (على سبيل المثـال: ذكر، أنثى . . إلخ) أو أرقاما وهي الأكثر شيوعـا (على سبيـل المثـال : أوافـق بشدة = ا، أوافق = 2 ، لا أدري = 3 ، لا أوافق =4 ، لا أوافق على الإطلاق = 5) بعد أن يتم تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً واضحاً، يتم تحديد المقياس المناسب للمشكلة التي يعاني منها العميل. ويفضل استخدام المقاييس المقننة التي سبق إعدادها والتي تتميز بدرجة مطمئنة من الصدق والثبـات. وفي حالة تعذر وجود مقياس مقنن يقيس المشكلة التي يعاني منها العميل، يمكن للأخصائي الاجتماعـي بناء مقياس يتناسب مع مشكلة العميل وبناء المقياس ليس بالعملية السهلة في أي حـال من الأحـوال، بل يجرى عن طريق خطـوات معقـدة وحسـاسـة لا يتسع المجـال لذكرهـا في هذا البحث، إلا أنه يجب التنبيـه عند بنـاء المقيـاس إلى أنه يتميز بالصـدق والثبات إلى درجة مطمئنة الخطوة الثالثة: بناء الخط القاعدي Baseline : الخط القاعدي هو تكوين فكرة ثابتة وواضحة عن المشكلة التي يعاني منها العميل، حيث يقوم الأخصائي بقياس أبعاد الموقف الإشكالي أو السلوك المراد تغييره أو تعديله والذي يعد بمثابة المتغير التابع دون إحداث تدخل مهني أو تقديم مساعدة للعميل، ويتعين أن يكون القياس بصورة متكررة ودورية ولفترة من الزمن تختلف حسب طبيعة المشكلة، بهدف التأكد من ثبـات ذلك المتغير، بمعنى التأكد من أن الموقف الإشكالي أو السلوك المراد تغييره أو تعديله يمثل الواقع الفعلي الذي يتفق العميل مع الأخصائي على أهمية إخضاعه للتغيير المطلوب الخطوة الرابعة: تحديد أهداف التدخل المهني: إن الفرق بين تحديد المشكلة وتحديد الأهداف هو الفرق نفسه بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون، وكما سبق أن ذكرنا، فإن التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية بالإضافة إلى كونها طريقه بحث فهي طريقة ممارسة في الخدمة الاجتماعية، ومن هذا المنطلق فإن تحديد الأهداف يأخذ طابع الأهمية، حيث إن تحديد الأهداف يملي على الأخصائي الاجتماعي اختيار الطرق الملائمة للتدخل، وتحديد تقنيات الممارسة وأساليبها التي تحقق الأهداف المبتغاة الخطوة الخامسة: التعريف الدقيق للتدخل المهني: بعد تحديد المشكلـة وتعريفها تعريفاً دقيقاً والتأكد من ثباتها من خلال عملية القياس التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي، يتم تحديد التدخل المهني (المتغير المستقل)، وتعريفه تعريفاً إجرائياً دقيقاً وواضحاً، بمعنى اختيار النماذج أو الأسـاليب التي سوف تستخدم في التعـامل مع الموقف الذي يكوّن المشكلة – أو السلوك المحدد الذي جرى الاتفاق على تغييره أو تعديله – والتي يجب أن تتسق مع نوعية التعديل أو التغيير المراد تحقيقه حسب الأهداف التي سبق تحديدها. ويرجع ذلك لسببين، أولهما: أنه إذا لم يجر تعريف التدخل المهني تعريفا دقيقا واضحا فلن يكون باستطاعة الآخرين من ممارسين أو باحثين إعادة استخدام التدخل المهني نفسه مع عملاء آخرين مما يفقد القيمة البحثية للتصميمـات التجريبية مع الحالات الفردية أو أي طريقة بحث أخرى، وثانيهما: أنه بدون التعريف الواضح الدقيق للتدخـل المهني لن يكون باستطاعة الممارس المهني تقديم نتيجة جازمة لمدى فاعلية تدخله المهني الخطوة السادسة: التدخل المهني Intervention: بعد أن يتأكد الأخصائي الاجتماعي من ثبات المتغير التابع إلى درجة تسمح بملاحظة أي تغيير قد يطرأ عليه، يقوم الأخصائي الاجتماعي بالتدخل مهنياً مع العميل وتقديم عملية المساعدة. والتدخل المهني هو كل ما يعمله الأخصائي الاجتماعي أو يقوله أو يقدمه للعميل بهدف حل المشكلة التي يعاني منها أو التقليل من حدتها وآثارها السلبية عليه. وتستمر عملية قياس المشكلة (المتغير التابع) خلال فترة تقديم التدخل المهني بالطريقة الدورية نفسها التي جرى إتباعها في مرحلة الخط القاعدي. الخطوة السابعة: التمثيل البياني: يعد التمثل البياني أحد خصائص التصميمـات التجريبية مع الحالات الفردية. ولا يتطلب التمثيل البياني للتصميمات التجريبية مع الحالات الفردية أكثر من ورقـة واحدة يرسم فيها التصميم المستخدم وبعدها يقوم الأخصائي الاجتماعي بتسجيل القياس وتمثيله بيانياً في الحال بعد كل مقابلة مع العميل بدأً من مرحلة الخط القاعدي وحتى يكتمل التدخل المهني، ويحقق التمثيل البياني هدفين، أولهما: يسهل على الأخصائي القائم بالتدخل المهني سرعة استرجاع المعلومات الخاصة بالعميل، والتي يحتاجها قبل البدء بأي مقابلة جديدة مع العميل، فكل ما يحتاجه الأخصائي الاجتماعي هو النظر إلى الرسـم البياني ليعرف حالة العميل. وثانيهما: يسهل التمثيل البياني عملية الإشراف على الأخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات خصوصا تلك التي يوجد بها عدد كبير من الأخصائيين وكل يعمل مع مجموعـة من الحالات، فمن الصعوبة على مدير المؤسسة أو المشرف على الأخصائيين الاجتماعيين متابعة كل حالة على حدة، وقراءة ملف كل حـالة، أو حتى مقابلة جميع الأخصائيين الاجتماعيين لسؤالهم عن الحالات التي يعملون معها، ولكن بإمكانه وبسهولة الحصول على رسـم بيـاني عن كل حالة لا يحتاج معها إلا إلى إلقاء نظرة واحدة ليعرف آخر ما وصلت إليه حالة العميل. الخطوة الثامنة: تحليل البيانات: يتم تحليل البيانات في التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية بالنظر المباشر لنتائج القياس التي تم تمثيلها بيانياً ويأخذ تحليل البيـانات شكلين رئيسين، أولهما: خلال فترة التدخل المهني نفسها، فخلافاً لتصميمات البحث التجريبية الحقيقية والتي يضطر معها الباحث أو الممارس إلى الانتهاء من تدخله المهني حتى يستطيع أن يقوم مدى فعاليته مع العميل، تمكن التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية الممارس أو الباحث من متابعة التدخل المهني وتقويمه في الحال. أما الشكل الثاني فيتم بعد انتهاء عملية التدخل المهني، حيث يتم التعرف على مدى التحسن العام على حالة العميل وتحديد مدى استفادته أو عدمها من التدخل المهني المستخدم معه. وكما هو ملاحظ، فإن الخطوات والمراحل آنفة الذكر متسقة تماماً مع عمليات خدمة الفرد (الدراسة والتشخيص والعلاج)، حيث لا يتم تقديم التدخل المهني في التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية إلا بعد دراسة المشكلة وتحديدها وتحديد التدخل المهني وتقنياته وأهدافه. ويأخذ تحليل البيـانات شكلين رئيسين، أولهما: خلال فترة التدخل المهني نفسها، فخلافاً لتصميمات البحث التجريبية الحقيقية والتي يضطر معها الباحث أو الممارس إلى الانتهاء من تدخله المهني حتى يستطيع أن يقوم مدى فعاليته مع العميل، تمكن التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية الممارس أو الباحث من متابعة التدخل المهني وتقويمه في الحال. أما الشكل الثاني فيتم بعد انتهاء عملية التدخل المهني، حيث يتم التعرف على مدى التحسن العام على حالة العميل وتحديد مدى استفادته أو عدمها من التدخل المهني المستخدم معه. وكما هو ملاحظ، فإن الخطوات والمراحل آنفة الذكر متسقة تماماً مع عمليات خدمة الفرد (الدراسة والتشخيص والعلاج)، حيث لا يتم تقديم التدخل المهني في التصميمات التجريبية مع الحالات الفردية إلا بعد دراسة المشكلة وتحديدها وتحديد التدخل المهني وتقنياته وأهدافه
__________________
|
#408
|
||||
|
||||
المدرسة السلوكية والحالات الفردية :
استطاعت المدرسة السلوكية بنظرياتها المتعددة أن تلقي بظلالها وتأثيرها على ممارسة الخدمة الاجتماعيةمع الحالات الفردية ، وإن كانت كمدرسة نظرية نمت وتطورت في علم النفس إلا أنه انتقل للخدمة الاجتماعية العديد من فرضياتها ومفاهيمهما وتوجهاتها. والمتتبع لتطور مهنة الخدمة الاجتماعية يجد أن هناك العديد من التطورات التي مرت بها المهنة في الربع الآخير من القرن العشرين، كانت نتيجة لتأثر وتبني العديد من الممارسين للتوجهات النظرية للمدرسة السلوكية. فقد جاءت المدرسة السلوكية بكل ما تحمله من أفكار وأساليب علاجية في وقت كانت فيه مهنة الخدمة الاجتماعية تعاني فيه قصور في قدرتها على إرضاء عملائها من جهة وعلى إرضاء المنتمين لها من جهة أخرى. فقد أجري العديد من الدراسات لتقويم فاعلية المهنة في السبعينيات من القرن العشرين لتي جاءت معظم نتائجها لتؤكد أن المهنة لم تستطع تحقيق أهدافها كما هو متوقع منها في وقت كان هناك ما يشبه الطفرة في نمو نظريات ونماذج المدرسة السلوكية وفي زيادة تأثيرها على اتجاهات العديد من المتخصصين في الدراسات والمجالات الإنسانية كافة. وبأنها النظريات التي اعتمدت المنهج التجريبي والأسلوب العلمي في فهم السلوك البشري ومحاولة التدخل لتعديله وتوجيهه. فقد لقيت تلك الأفكار النظرية قبولاً عند المتخصصين في مهنة الخدمة الاجتماعية حيث وجدوا فيها المعطيات التي قد تُحسِّن من أداء مهنتهم وتوجههم توجيهاً جديداً قد يساعد على تطوير أساليب المهنة ويساعدها على تحقيق أهدافها فالمدرسة السلوكية أمدت الممارسين المهنيين لمهنة الخدمة الاجتماعية بالكثير من المعطيات فعلى الجانب الفكري والنظرة لمشكلات العملاء فقد تغيرت النظرة لمشكلات العملاء على أنها خبرات من الماضي وأصبح ينظر لها على أنها مشكلات وسلوكيات متعلمة يمكن تعديلها بإعادة التعلم، وظهر العديد من الدراسات والأبحاث التي حاولت أن تتفهم مشكلات عملاء الخدمة في إطار النظريات السلوكية ويمكن القول: إن المتأثرين بالمدرسة السلوكية هم أكثر من نادى وينادي بالدراسات التجريبية ويؤكد على أهميتها في تقويم فاعلية ممارسة المهنة وفي تحديد احتياجات عملائها وفي تحديد الأساليب الأكثر فاعلية للممارسة بناءً على ما تسفر عنه نتائج الدراسات التجريبية. فنجد أن الإضافات حول ما يتعلق بدمج البحث بالممارسة وإيجاد الباحث الممارس وظهور التصميمات والدراسات شبه التجريبية كتصميمات النسق المفرد single systems designs، والتركيز على أهمية القياس واستخدام المقاييس في تحديد مشكلات العملاء كانت معظمها من بنات أفكار ومساهمات المتبنين لتوجهات المدرسة السلوكية في مهنة الخدمة الاجتماعية، التي تركز على أهمية التصميمات التجريبية وشبه التجريبية، وإتباع المنهج العلمي في بناء المعرفة، والاعتماد على الملاحظة والقياس من أجل التأكد من الفرضيات والوصول للحقائق العلمية فقد أصبح بمقدور الأخصائيين الاجتماعيين التعامل مع العديد من الاضطرابات السلوكية، لكافة المراحل العمرية، بدءاً من مرحلة الطفولة وصولاً لمرحلة الشيخوخة بالإضافة لتطور أساليب العلاج الجماعي السلوكي عند التعامل مع الجماعات، كما ارتبط العمل في مجالات الإرشاد الاجتماعي social counseling كثيراً باستخدام تقنيات ومعطيات النماذج والمداخل العلاجية السلوكية وإن لم تكن الوحيدة الملائمة، ولكن كان هناك إقبال كبير في أوساط الممارسين الاجتماعيين في التدريب على أساليب العلاج السلوكية وعلى استخدامها في التعامل مع الكثير من مشكلات العملاء كيفية تطبيق الأخصائي الاجتماعي للنظرية السلوكية في العمل مع الحالات الفردية يقوم الأخصائي الاجتماعي بتحمل مسئوليته في العملية الإرشادية وذلك لكونه أكثر تفهمًا للطالب من خلال قيامه بالإجراءات التالية : 1- وضع أهداف مرغوب فيها لدى الطالب وأن يستمر الأخصائي بالعمل معه حتى يصل إلى أهدافه . 2- معرفة الأخصائي للحدود والأهداف التي يتطلع إليها الطالب من خلال المقابلات الأولية معه . 3- توظيف أسس التعلم الاجتماعي وتأثيرها على الطالب من خلال التغيرات التي تطرأ على سلوك الطالب خارج نطاق الجلسات الإرشادية . 4- صياغة أساليب إرشادية إجرائية عديدة لمساعدة الطالب في التعامل مع مشكلاته وإيجاد الحلول المناسبة لها . 5- التوقيت في اختيار التعزيز المناسب من قبل الأخصائي ليكون عاملاً مساعدًا في تحديد السلوك المطلوب من الطالب ، وقدرته على استنتاج هذا السلوك المراد تعزيزه .
__________________
|
#409
|
||||
|
||||
سيكولوجية الأنا ودراسة الحالة
حظيت نظرية الأنا باهتمام بالغ من قبل المنتمين لمهنة الخدمة الاجتماعية وبالأخص خدمة الفرد، حيث أنها قدمت لهم إطاراً نظرياً وفكرياً استطاع تغيير مفاهيم متعلقة بممارسة خدمة الفرد منذ منتصف القرن العشرين وحتى الوقت الراهن. فأول تأثير ظهر لنظرية الأنا كان من خلال ظهور مدخل للممارسة اعتمد على مفاهيم وفرضيات هذه النظرية وهو الاتجاه النفسي الاجتماعي approach psycho-social. ويعود اهتمام علماء وممارسي الخدمة الاجتماعية بنظرية سيكولوجية الأنا لأنها ساعدتهم كثيراً في فهم المواقف الإنسانية التي يواجهونها، حيث تغيرت تلك النظرة القاصرة على الفرد التي كانت تزودهم بها الأطر النظرية التقليدية لنظرية التحليل النفسي التي كانت تركز على اللاشعور وعلى المواد المكبوتة في اللاشعور، وهذا لا يساعد الأخصائيين الاجتماعيين كثيراً في التعامل مع عملائهم حيث إنه ليس من وظائفهم استرجاع اللاشعور، بل دور الخدمة الاجتماعية يتعامل مع العملاء من خلال الموقف . كما أن تركيز سيكولوجية الأنا على الواقع والشعور وتأثير العلاقات والعوامل الاجتماعية على سلوكيات الأفراد كان مناسباً ومتفقاً كثيراً مع الاتجاه العام لخدمة الفرد التي تولي اهتماماً ببيئة الفرد وبخبراته وتجاربه وتأثيرها على نموه وأدائه لوظائفه الاجتماعية وقد ساعدت نظرية سيكولوجية الأنا الأخصائيين الاجتماعيين كثيراً في عملية التشخيص من خلال تقدير الموقف والعوامل المؤثرة على قصور الفرد في أداء إحدى وظائفه أو في قدرته على التكيف السليم مع البيئة الخارجية وذلك من خلال مساعدة الأخصائيين الاجتماعيين على تحديد دور البيئة في تحديد شخصية العميل في الماضي والحاضر وأثر ذلك على أدائه لأدواره ومهامه كما أنها ساعدت الأخصائيين الاجتماعيين على تقدير وظائف الأنا وتشخيص مستوى تطور هذه الوظائف والمتمثلة في الإدراك والتفكير، والتكيف، والتنفيذ ومدى التكامل بين هذه الوظائف. حيث إن تحديد القصور في أداء هذه الوظائف يساعد على تقديم تشخيص لمشكلة العميل في ضوء أن المشكلة نتيجة لعجز في أداء وظائف الأنا، وتحديد ما إذا كانت تؤدي الأنا وظائفها على وجه سليم أو أنها تعاني من ضغوط سواء كانت نابعة من دوافع الفرد وغرائزه أو من البيئة، وهذا الفهم لذات العميل يساعد في وضع خطة علاجية سليمة كيفية تطبيق الأخصائي الاجتماعي هذه النظرية في الحالات الفردية ويمكن للأخصائي الاجتماعي في المدرسة أن يتتبع بعض المراحل التي تشير إليها النظرية في ضوء الآتي : 1- مرحلة الاستطلاع والاستكشاف : يمكن التعرف على الصعوبات التي تعيق الطالب وتسبب له القلق والضيق والتعرف على جوانب القوة لديه لتعزيزها والجوانب السلبية لتحسينها من خلال الجلسات الإرشادية الفردية ولولي أمره أو أخوته ومدرسيه وأصدقائه وأقاربه وتهدف هذه المرحلة إلى مساعدة العميل على فهم شخصيته واستغلال الجوانب الإيجابية منها في تحقيق أهدافه كما يريد . 2- مرحلة التوضيح وتحقيق القيم : وفي هذه المرحلة يزيد وعي الطالب ويزيد فهمه وإدراكه للقيم الحقيقية التي لها مكانة لديه من خلال الأسئلة التي يوجهها الأخصائي والتي يمكن معها إزالة التوتر الموجود لدى الطالب 3-المكافأة وتعزيز الاستجابات : تعتمد على تعرف الأخصائي لمدى التقدم لدى الطالب في الاتجاه الايجابي وإثباته وتعزيزه وتأكيده للطالب بأن ذلك يمثل خطوة أولية في التغلب على الاضطرابات الإنفعالية ويمكن للأخصائي الاجتماعي من خلال هذا المنظور التعامل مع مشكلات الطلاب التي تتضمن في الاعتداد بالذات وسوء فهم الآخرين والإنجاز أو الإخفاق في المنافسة ... الخ
__________________
|
#410
|
||||
|
||||
استمارة متابعة طالب موهوب ومتفوق
__________________
|
#411
|
||||
|
||||
دراسة عن ممارسة العلاج المعرفى السلوكى فى خدمة الفرد لتعديل السلوك اللاتوافقى للأطفال المعرضين للإنحراف
__________________
|
#412
|
||||
|
||||
شرح كيفية فتح حالة فردية
__________________
|
#413
|
||||
|
||||
كتاب اضطرابات النطق واللغة
__________________
|
#414
|
||||
|
||||
سجل استلام الطلاب لخطابات استدعاء ولي الأمر
__________________
|
#415
|
||||
|
||||
أساليب تعديل السلوك
الأساليب المستخدمة في تعديل السلوك العدواني:
__________________
|
#416
|
||||
|
||||
مطوية عن مشكلات مرحلة المراهقة وعلاجها
__________________
|
#417
|
||||
|
||||
توظيف التصميمات التجريبية مع النسق المفرد فى تطبيق الممارسة المبنية على
البراهين فى الخدمة الإجتماعية
__________________
|
#418
|
||||
|
||||
مقياس ضبط الذات للمراهقين
__________________
|
#419
|
||||
|
||||
العلاج المعرفى السلوكي
__________________
|
#420
|
||||
|
||||
بطاقة ملاحظة لاضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لدى التلاميذ (فرط الحركة لدى الطفل ،تشتت الانتباه لدى الطفل،الاندفاعية لدى الطفل)
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|