اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #406  
قديم 25-01-2013, 02:26 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


[تحريم *** الهرة]

20 - وقال :
البخاري أحاديث الأنبياء ، مسلم البر والصلة والآداب ، الدارمي الرقاق . دخلت النار امرأة في هرة حبستها ؛ لا هي أطعمتها ، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض .
قال الزهري قول الزهري ذكره مسلم . لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد .
أخرجاه .
20 - رواه البخاري كتاب الخلق ، ومسلم كتاب السلام .
خشاش الأرض : بفتح الخاء ويجوز ضمها وكسرها ، المراد : هوام الأرض وحشراتها من فأرة ونحوها .
قال الحافظ في " الفتح " : وظاهر الحديث أن المرأة عذبت بسبب *** هذه الهرة بالحبس .
قال عياض : يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بالنار حقيقة أو بالحساب لأن " من نوقش الحساب عذب" . ثم يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بكفرها وزيدت عذابا .
ومعنى قول الزهري أنه لما ذكر الحديث الأول خاف أن سامعه يتكل على ما فيه من سعة الرحمة وعظم الرجاء فضم إليه حديث الهرة الذي فيه من التخويف ضد ذلك ليجتمع الخوف والرجاء
__________________
رد مع اقتباس
  #407  
قديم 25-01-2013, 02:29 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[إثبات صفة التعجب لله سبحانه وتعالى]

21 - وعنه مرفوعا :
أبو داود الجهاد ، أحمد . عجب ربنا من قوم يقادون يقادون : لفظ أبي داود ، ولفظ البخاري : يدخلون الجنة ، أما أحمد فلفظه : يجاء بهم . إلى الجنة بالسلاسل . رواه أحمد والبخاري .
21 - رواه البخاري كتاب الجهاد ، وأحمد .
قال الحافظ في " الفتح " :
قال ابن الجوزي : معناه أنهم أسروا وقيدوا فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعا فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مكان السبب .
__________________
رد مع اقتباس
  #408  
قديم 25-01-2013, 02:32 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[صبر الله سبحانه وتعالى على الذين يدعون له ولدا]

22 - وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
البخاري الأدب ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أحمد . وما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ؛ يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم .
رواه البخاري .
22 - رواه البخاري كتاب الأدب ، وكتاب التوحيد : ومسلم كتاب التوبة .
هذا الحديث فيه إثبات صفة الصبر لله سبحانه وتعالى .
قال الحافظ في " فتح الباري" :
أصبر : أفعل تفضيل من الصبر ، ومن أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى الصبور ، ومعناه الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة . . .
وفي الحديث إشارة إلى القدرة على الإحسان إليهم مع إساءتهم بخلاف طبع البشر فإنه لا يقدر على الإحسان إلى المسيء إلا من جهة تكلفه ذلك شرعا ، وسبب ذلك أن يحمله على المسارعة إلى المكافأة بالعقوبة والله سبحانه قادر على ذلك حالا ومآلا لا يعجزه شيء ولا يفوته بتصرف يسير .
__________________
رد مع اقتباس
  #409  
قديم 25-01-2013, 02:34 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[إثبات صفة الحب لله]

23 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
البخاري الأدب ، مسلم البر والصلة والآداب ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد ، مالك الجامع. إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى : يا جبريل! إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض .
23 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
في هذا الحديث إثبات صفة الحب لله سبحانه وتعالى وصفة الكلام له سبحانه ، والمراد بالقبول في هذا الحديث : قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه .
ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله ، ويؤيد حديث " أنتم شهداء الله في الأرض "
__________________
رد مع اقتباس
  #410  
قديم 25-01-2013, 02:37 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة للمؤمنين ]

24 - وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه- قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال :
البخاري مواقيت الصلاة ، مسلم المساجد ومواضع الصلاة ، الترمذي صفة الجنة ، أبو داود السنة ، ابن ماجه المقدمة، أحمد . إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ، ثم قرأ : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
رواه الجماعة .
24 - رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة ، وكتاب التفسير ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب المساجد .
هذا الحديث يثبت رؤية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين يوم القيامة ، وهي أعظم نعمة تعطى لأهل الجنة ؛ فقد أخرج مسلم وغيره عن صهيب - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مسلم الإيمان ، الترمذي صفة الجنة ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد . إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟! فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل .
__________________
رد مع اقتباس
  #411  
قديم 25-01-2013, 02:39 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[انتقام الله لمن عادى له وليا]

25 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
البخاري الرقاق . إن الله تبارك وتعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه .
رواه البخاري .
25 - رواه البخاري كتاب الرقاق .
قال الحافظ في " الفتح " :
المراد بولي الله : العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته .
آذنته : أي : أعلمته ، والإيذان الإعلام .
قال الفاكهاني : في هذا تهديد شديد لأن من حاربه الله أهلكه ، وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة ، فمن والى أولياء الله ؛ أكرمه الله . . .
ويستفاد من الحديث أن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله ، قال الطوفي : الأمر بالفرائض جازم ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين ، وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب فكانت الفرائض أكمل ، فلهذا كانت أحب إلى الله وأشد تقريبا ، وأيضا فالفرض كالأصل والأس ، والنفل كالفرع والبناء ، وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية ، فكان التقرب بذلك أعظم العمل ، والذي يؤدي الفرض قد يفعله خوفا من العقوبة ، ومؤدي النفل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة فيجازى بالمحبة التي هي غاية مطلوب من تقرب بخدمته .
قال الحافظ : قال ابن هبيرة : يؤخذ من قوله : " ما تقرب . . إلخ " ، أن النافلة لا تقدم على الفريضة لأن النافلة إنما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة ، ومن أدى الفرض ثم زاد عليه النفل وأدام ذلك تحققت منه إرادة التقرب .
__________________
رد مع اقتباس
  #412  
قديم 25-01-2013, 02:42 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[نزول الله سبحانه وتعالى]

26 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
البخاري الجمعة ، مسلم صلاة المسافرين وقصرها ، الترمذي الصلاة ، أبو داود الصلاة ، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها ، أحمد ، مالك النداء للصلاة ، الدارمي الصلاة . ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له .
متفق عليه .
26 - رواه البخاري كتاب التهجد ، وكتاب الدعوات ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب صلاة المسافرين ونزول الله سبحانه وتعالى ثابت وهو نزول يليق بجلاله وعظمة سلطانه ، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
وللإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب مطول ، شرح فيه صفة النزول البينة ، بالأدلة الشرعية والحجج ، فليراجع .
__________________
رد مع اقتباس
  #413  
قديم 25-01-2013, 02:46 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

[وصف الجنان والنظر إلى الله سبحانه وتعالى]

27 - وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
البخاري تفسير القرآن ، مسلم الإيمان ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن .
رواه البخاري .
27 - رواه البخاري كتاب التفسير والتوحيد .
ورواه مسلم كتاب الإيمان .
قال الحافظ في " الفتح " :
وقوله : جنتان ، إشارة إلى قوله تعالى : ومن دونهما جنتان وتفسير له ، وهو خبر مبتدأ محذوف أي : هما جنتان وآنيتهما مبتدأ ومن فضة خبر . . . وظاهر الأول أن الجنتين من ذهب لا فضة فيهما وبالعكس ، ويعارضه حديث أبي هريرة : قلنا : حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ ، قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، الحديث أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان .
ويجمع بأن الأول صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها ، والثاني صفة حوائط الجنان كلها ، ويؤيده أنه وقع عند البيهقي في "البعث" من حديث أبي سعيد : الترمذي صفة الجنة . أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة .
وقال الحافظ عن رداء الكبرياء بعد ذكر أقوال العلماء :
وحاصله أن رداء الكبرياء مانع عن الرؤية فكأن في الكلام حذفا تقديره بعد قوله إلا رداء الكبرياء فإنه يمن عليهم برفعه فيحصل لهم الفوز بالنظر إليه ، فكأن المراد أن المؤمنين إذا تبوءوا مقاعدهم من الجنة لولا ما عندهم من هيبة ذي الجلال لما حال بينهم وبين الرؤية حائل ، فإذا أراد إكرامهم حفهم برأفته وتفضل عليهم بتقويتهم على النظر إليه سبحانه .
__________________
رد مع اقتباس
  #414  
قديم 25-01-2013, 02:56 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قول الله تعالى
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
[ الزمر : 67]
[قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه]

30 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
البخاري الرقاق ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . يقبض الله الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرض ؟ رواه البخاري .
30 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
ورواه مسلم كتاب صفة الجنة والنار .
يثبت هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى وهما يمينان لربنا سبحانه ، لا شمال له ، تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
31 - وله عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أبو داود السنة ، الدارمي الرقاق . إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه ثم يقول :
أنا الملك .
31 - رواه البخاري كتاب التوحيد من طريق القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ورواه مسلم صفات المنافقين .
32 - وفي رواية عنه البخاري تفسير القرآن ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون سورة الزمر : 67 . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر : " يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم "- فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به - . رواه أحمد .
32 - رواه أحمد في " المسند" وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة في "التوحيد" من طريق حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر . قال الشيخ ناصر : صحيح على شرط مسلم .
33 - ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كيف يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
البخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه الزهد . يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقبضهما ، فيقول : أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول : أنا الملك" حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني لأقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! .
33 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين وابن ماجه من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي . . . الحديث .


__________________
رد مع اقتباس
  #415  
قديم 01-02-2013, 01:23 AM
الصورة الرمزية مستر محمد سلام
مستر محمد سلام مستر محمد سلام غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
العمر: 40
المشاركات: 7,493
معدل تقييم المستوى: 20
مستر محمد سلام is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رافع 52 مشاهدة المشاركة
قول الله تعالى
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
[ الزمر : 67]
[قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه]

30 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
البخاري الرقاق ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . يقبض الله الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرض ؟ رواه البخاري .
30 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
ورواه مسلم كتاب صفة الجنة والنار .
يثبت هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى وهما يمينان لربنا سبحانه ، لا شمال له ، تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
31 - وله عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أبو داود السنة ، الدارمي الرقاق . إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه ثم يقول :
أنا الملك .
31 - رواه البخاري كتاب التوحيد من طريق القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ورواه مسلم صفات المنافقين .
32 - وفي رواية عنه البخاري تفسير القرآن ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون سورة الزمر : 67 . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر : " يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم "- فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به - . رواه أحمد .
32 - رواه أحمد في " المسند" وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة في "التوحيد" من طريق حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر . قال الشيخ ناصر : صحيح على شرط مسلم .
33 - ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كيف يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
البخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه الزهد . يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقبضهما ، فيقول : أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول : أنا الملك" حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني لأقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! .
33 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين وابن ماجه من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي . . . الحديث .


جعله الله في ميزان حسناتك استاذي الفاضل استاذ محمد
رد مع اقتباس
  #416  
قديم 02-02-2013, 12:45 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر محمد سلام مشاهدة المشاركة
جعله الله في ميزان حسناتك استاذي الفاضل استاذ محمد


بارك الله فيك اخى محمد ورضى عنك وعن والديك
__________________
رد مع اقتباس
  #417  
قديم 03-02-2013, 11:27 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

كيف نجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبنا؟



ستجد في هذه الورقة ما يجعلُك من أحباب المصطفى، وهي منزلة عظيمة، إذا وفَّقنا الله لبلوغها، فقد فُزنا وربِّ الكعبة، ومَن منا لا يحب أن يكونَ مع زمرة الفائزين بمحبته؛ فهو يريد الخير كلَّ الخير لأمته، بل هو يفرح أشد ما يكون الفرح أن يرى أمَّته سعيدة، متمسكة بالمبادئ السامية والقيم الرفيعة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ((كُل أُمتِي يدخلون الجنةَ إِلا من أبى))، قالُوا: يا رسُولَ اللهِ، ومن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصانِي فقد أبى))؛ رواه البخاري، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى أن يدخلَ الجنة؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ ابن حبان في صحيحه.

وعليه؛ فنحن أحبابه إذا تمسكنا بجملةٍ من الخصال العظيمة، فإنه كان يجلس مع أصحابه فيقول: ((ودِدتُ لو أني رأيتُ أحبابي))، قالوا: يا رسول الله، ألسْنا أحبابَك؟ قال: ((أنتم أصحابي، أحبابي يأتون بعدي، آمنوا بي ولم يروني))، تخيل، بل تأمل، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبك أنت، ويشتاق لك؛ فإليك الخصالَ الثمانية:

أولاً: ذكر الله في كل حين، عطِّر فمَك بذكر الله -تعالى- وابتعد عن كلِّ ما يَشِينه من أقوال؛ كالنميمة والغِيبة والكذب، والمواد السامة؛ كالتدخين والمخدِّرات والمُسكِرات وغيرها، وقل لي - بصراحة إذا كنت تحبُّ النبيَّ -: هل تستطيع أن تضعَ في فمك سيجارة والرسول واقفٌ أمامك ينظر إليك؟

ثانيًا: الصلاة عليه؛ فقد ذكر ابنُ القيم ثمرة ذلك في قوله: "إن الصلاة عليه أداءٌ لأقل القليل من حقه، وشُكرٌ له على نعمته التي أنعم اللهُ بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يُحصى علمًا ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله - سبحانه - لكرمه رضِيَ من عباده باليسير من شُكرِه وأداء حقه"، ومن أحب الكلمات التي يحبها النبيُّ ما ذكره أبو حميد الساعدي قال: قالوا: يا رسول الله، كيف نصلِّي عليك؟ قال: ((قُولُوا: اللهمَّ صلِّ على مُحمد، وعلى أزواجه وذُريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وباركْ على مُحمد، وعلى أزواجِهِ وذريتِه، كما باركتَ على آلِ إبراهيم؛ إنك حميِد مجيد))؛ متفق عليه.

ثالثًا: الطهارة الشاملة: المسلم المحبُّ لرسول الله يحب النظافةَ بكامل معانيها؛ النظافة الحسية والمعنوية؛ فهو يتطهَّر مِن كل المنجسات والمدنسات والأوساخ؛ فهو طاهر البدن، طاهر الثوب، طاهر البيت، طاهر اللسان، طاهر المأكل؛ فلا يأكلُ إلا طيبًا؛ لأنه يعلم بأن اللهَ طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وأن رسولَ الله قدوته في كل ذلك، يقول: ((إن الله طيبٌ يحب الطيب، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، نظيف يحب النظافة؛ فنظِّفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني من حديث سعد بن أبي وقاص.

رابعًا: الرِّفق والحِلم والحياء، أخبرتنا السيدة عائشة أمرًا عجَبًا، قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أراد اللهُ بأهل بيتٍ خيرًا، أدخل عليهم الرفق))؛ لهذا إذا قدتَ سيارةً لا تُسرع؛ فإن حبيبك يقول: ((الأناة من الله، والعَجلة من الشيطان))؛ فميزات القوة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كرم المرء دينُه، ومروءته عقله، وحسبه خُلقه))، وعن أم سلمة قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من لم تكن فيه واحدة من ثلاث، فلا يحتسب بشيء من عمله: من لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم، أو حِلم يكفُّه عن غيه، أو خُلق يعيش به في الناس)).

خامسًا: الشخصية القوية: إن التمسكَ بالدين، والالتزام به، والتقرب إلى الله -تعالى- هو من وسائلِ تقوية الشخصية، ودائمًا المسلم القوي خير من المسلم الضعيف، وفي كلٍّ خير، والقوة تأتي بالإيمان والالتزام.

ومن أعظم الأمور المعينة على قوة الشخصية أن تبحثَ وتتخذ القدوة الصالحة وتتمثل بها، وأفضل قدوة هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام؛ فهذا أسامة بن زيد قاد جيش الإسلام وهو في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة.

سادسًا: المحافظة على الصلاة: إن أولَ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاةُ؛ كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((أول ما يُحاسَب عليه العبدُ الصلاةُ؛ فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر))؛ رواه الترمذي وحسنه، والنسائي، وأبو داود.

وماذا يكون جوابك لربِّك حين يسألك عن الصلاة؟ ألا تعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف أمَّتَه يوم القيامة بالغُرَّة والتحجيل من أثر الوضوء؟ كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة وليس عنده هذه العلامة وهي من خصائص الأمةِ المحمدية، بل إن الصلاة راحةٌ وطمأنينة للنفس والقلب، وقد قال فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبلال: ((أرِحْنا بها يا بلال)).

سابعًا: أكْلُ الحلال: هذه صفةٌ عظيمة في زمنٍ كَثُر فيه تعلقُ الناس بالأموال مهما كان مصدرها؛ ولهذا قال ابن رجب: "إن أكل الحلال من أعظم الخِصال التي كان عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه"، وثمة تلازُم بين أكل الحلال، وحلاوة المناجاة لله -تعالى- ولذة الأنس والافتِقار إليه - عز وجل - وقد قرَّر الحافظ ابن كثير - في "تفسيره" - أن أكْلَ الحلال عونٌ على العمل، عند تفسيره لقوله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51].

ثامنًا: إحياء سنَّته، الشباب والشابات في زمننا يُحيُون سنن الممثلين والمغنين والرياضيين ويفتخرون، فعلينا أن نفتخر بإحياءِ سنته؛ فقد قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا بني، إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد، فافعل))، ثم قال لي: ((يا بني، وذلك من سنَّتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبَّني، ومَن أحبني كان معي في الجنة))؛ رواه الترمذي.

فعلينا أن نحييَ سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأن نطبِّقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس، فكم من سنن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- اندثرت؛ نظرًا لتبعيتنا لغيرنا، واللهِ إن إحياء سنَّةٍ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إليها أشدُّ على أعدائنا من المقاطعة والشجب والاستنكار؛ لأن ذلك يُظهِر قوَّتَنا واعتزازنا بهذا الدين، وحبَّنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.


__________________
رد مع اقتباس
  #418  
قديم 03-02-2013, 11:32 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العناد بين السلبية والإيجابية

أحمد مخيمر




العناد بين السلبية والإيجابية



بحثتُ عن معنى العِناد في المعاجم، فوجدتُ أنه مصدر "عاند"، وهو يعكس اضطرابًا وظيفيًّا عقليًّا يتميَّز بانحصاره في موضوعٍ واحد؛ "معجم اللغة العربية المعاصر"، أو هو مجانبة الحق ومُفارقته مع المعارضة والمغالبة وتصلب الرأي؛ "معجم معاني الأسماء".

ويرى علماء النفس أن العناد هو حالة مِن التعبير عن الرفض للقيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا، أو الانتهاء عن عمل ما وإن كان خاطئًا، والإصرار على ذلك وعدم التراجُع، مهما بُذلت محاولات للإقناع أو حتى الإكراه والقسْر.

والعناد يمكن تقسيمه موضوعيًّا إلى نوعين: عناد إيجابيٌّ، وهو تعبير عن التمسُّك بالحق، وقِيَم العدل، ومُقتضيات العِلم والصلابة، في مواجهة الباطل ومُقاوَمة الظلم والانحراف، متى كان هذا المعنى واضحًا جليًّا مصحوبًا بدقة الفهم، وسلامة القصد، وصحَّة وشرعية الوسائل المستخدمة في ذلك.

وربما خير مثال على هذا النوع قادة ودعاة وعلماء رفع الله شأنهم وشأن أعمالهم، وفعالهم الحميدة التي يَجري عليها وصْف العناد، ومِن ذلك إصرار الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" - رضي الله عنه - على محاربة المُرتدِّين ومانعي الزكاة رغم معارضة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكثير مِن الصحابة ومُراجعتهم في ذلك، حتى تبيَّن لهم أنه الحق، وحفظ الله به الإسلام ودولة المسلمين الأولى.

ومثال إصرار الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - على الجهر "بعدم خلْق القرآن" في مواجهة المأمون والمعتزلة، وظل قامةً وهامةً وقدوةً لجميع العلماء والقضاة في التمسُّك بالشرع وحقائق العلم.

والأمثلة كثيرة على هذا النوع مِن العناد والصلابة في الحق، ومقاوَمة الباطل والعدوان، مهما كلَّف أصحابَه مِن عنَت وإيذاء، واضطهاد وحصار وتجويع، وتغريب وتشريد، ربما وصل لحدِّ التضحية بالنفس الزكية في سبيل الله ونصرة دينه ونصرة الحق وأهله.

وقد يُطلق على هذا النوع مِن العناد: عناد التصميم والإرادة، خاصةً عند الأطفال عندما تجد أحدهم يُحاول إصلاح لعبته أو إعادتها إلى حالتها الأصلية بعد تفكيكها، ويُصرُّ على ذلك مهما منعه الكبار، وهو عنادٌ وتصميم محمود يَجب تشجيعه وعدم منعه.

والنوع الثاني مِن العناد هو العناد السلبي الذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط.

وبالمشاهدة والتجربة تستطيع أن تُميز بين نوعَين يَندرجان تحت العناد السلبي: عناد عقْلي، وهو ناتج عن غياب المعلومات والأحداث والوقائع والدلائل، بعكْس مَنطِق المعاند ورأيه ورؤيته، وليس لديه المصداقية في جميع ما يُطرح عليه من معلومات وحقائق، بل ويقاوم تصديقها.

والآخر هو العناد النفسي، وهو الأعمُّ الأغلب، والعناد هنا لا يقوم على منطق، ولا يسانده دليل ولا حجَّة، بل هو نزعة عدوانية، وسلوك سلبي، وتمرُّد ضدَّ الآخَرين مهما كانت علاقة المعاند بهم (آباء - أزواجًا - إخوة - أصدقاء - ذوي رحم)، تظهر معه إرادة المخالفة والتصادم وعدم الاستجابة للنصْح والتوجيه.

ومن هؤلاء ما حكاه المولى - عز وجل -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 204 - 206].

والعناد النفسي والإصرار والممانَعة هنا يَنطلِق مِن دوافع نفسية بحتَة، قد تكون الكبر وغمْط الحق، أو الغيرة والمنافسة على المكانة والصدارة، أو محاولة تحصيل مكاسب أعلى في موقف معيَّن (العناد النفعي أو الانتهازي أو الابتزازي)، وقد تكون بدوافع تحقيق الذات والاستقلالية.

أسباب العناد ودوافعه:
خَلص بعض الباحثين إلى أن أسباب العِناد تكاد تنحصر في ثلاثة أمور:
1- انعدام الثقة.
2- افتقاد الحقوق.
3- عدم إشباع الرغبات والاحتياجات.

فأي بيئة (الأسرة - مؤسَّسات العمل - المجتمع) يَسودها انعدام للثِّقة، يَكثُر فيها العناد المتبادَل بين أفرادها، ولذلك يَعرف الإداريون والتنمويون حالةً تُسمى مقاومة التغيير عند استبدال الإدارات أو إجراء عمليات إحلال وتجديد، خاصة إذا لم يَسبقْها نوع مِن التهيئة والدورات الإيضاحية لطبيعة ومرامي التغيير المنشود.

ومِن المُهمِّ جدًّا منْح أفراد الأسرة - خاصة الشباب في سنِّ المراهقة - الثِّقةَ الكافية، وإتاحة الفُرصة لهم للمُشاركة وتحمُّل الأعباء المنزلية، والمشاركة في توجيه المصروف الشهريِّ؛ مما يُقلِّل حالات التمرُّد والعناد، التي مردُّها إلى محاولة إثبات وتحقيق الذات، وإرادة الشعور بالاستقلالية.

ولا بد مِن الوقوف مليًّا مع دافع إشباع الرغبات والاحتياجات، خاصةً في حالات العناد الأسري؛ لأنه كثيرًا ما يكون خفيًّا، وفي منحى واتجاه مخالف لموضوع العناد ذاته، والعناد في هذه الحالة مجرَّد ردِّ فعل.

العناد بين الزوجين:
ويُعتبَر العناد بين الزوجَين مِن أحدهما أو كلاهما أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، ولا يَخفى على أحد ما يترتَّب على العناد السلبي مِن آثار نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين وأولادهم.

ولا شكَّ أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم، والوضوح، والتضحية، والتسامح، والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات - تساهم في استمرار الحياة الزوجية وقوَّتها بحبٍّ ومودَّة واحترام، أما إن قامت العلاقة بين الزوجين على الأنانية والعِناد، وتصيُّد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك يُسرع بتصدُّع الأسرة وتهدُّمها، ويُشتِّت شمل أفرادها، وقد يَقضي على كيانها.

والعناد السلبي بين الزوجَين يأخذ أشكالاً مُختلفة، فهناك عناد مُفتقِد للوعي والإدراك والنضْج، مثال إصرار الزوجة على شراء أشياء كمالية لا داعي لها، وظروف زوجها المالية لا تسمَح؛ مما يُورِّط الزوج في مشكلات عديدة، ويُحدِث بينهما فجوَة وشِقاقًا.

وهناك عناد مردُّه إلى الغيرة لا يقوم على أي أسباب أو دوافع منطقيَّة؛ إنما هو تصريف لمشاعر الغيرة عند المرأة أو عند الرجل، خاصة ذلك الذي يرصُد تقدُّم زوجته عِلميًّا أو مِهنيًّا أو ماليًّا، مع بقائه هو على نفس حاله ودرجته.

وهناك مِن الزوجات مَن تعتقد أن إصرارها على مواقفها يدلُّ على قوة شخصيتها، ويزيد مِن قيمتها ومكانتها عند زوجها؛ فيُحقِّق لها ما تريد، وهناك عناد اكتسبته مِن اقتدائها وتشبُّهها بوالدَيها؛ لأنهما كانا يتعاملان بهذا الأسلوب (عناد المحاكاة).

علاج العناد السلبي:
صفة العناد السلبي في الإنسان تُبيِّن عدم القدْرَة على التوافق والتكيُّف مع الظروف البيئية من حوله، وافتقاده لواحد أو أكثر مِن مُقوِّمات الشخصية الإيجابية؛ كالثقة بالنفس وتحقيق الذات، أو عدم استيفاء حقوق أساسية في حياته، أو عدم إشباع رغباتٍ واحتياجاتٍ، والتي غالبًا ما تكون خفيَّة على مَن حوله.

ويرى المتخصِّصون أن العلاج لهذه الظاهرة يتمثَّل في دراسة كل حالة على حِدة، ومعرفة الأسباب التي دفعتها للعناد، ثم معالجتها.

وفي حالات العناد الأسري يُنصح الآباء والأمهات بضرورة اكتساب مهارات وطرُق التعامل اللازمة مع الأبناء، والمراهقين منهم بشكل خاص، وتزويدهم بأسلوب الثواب والعقاب في التربية الإسلامية، وتغليب أساليب الحوار مع اللطف واللين ودفء المعاملة، والمرونة في المواقف، واستخدام الإقناع المبنيِّ على المَنطِق الواقعي؛ حتى يرتقي فكْر المعاند وتَنضج انفعالاته، مع مراعاة التخفيف مِن الأوامر والنواهي والتدخُّل المُستمِر دون مبرِّر.


__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 03-02-2013 الساعة 12:04 PM
رد مع اقتباس
  #419  
قديم 03-02-2013, 12:07 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التعاون العائلي في سبيل الآخرة والجنة


أ. د. عبدالحليم عويس




إنسانية الإسلام في نظرته إلى الأسرة والمرأة (1)

الأسرة المسلمة أسرة تقوم على التكافُل المعنوي والمادي معًا



فليس بالتكافل المادي في أمور الدنيا يتحقَّق التكافلُ الصحيح الذي تشير إليه الآية الكريمة: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]؛ فهذا التعاون هو أسمى أنواع التكافل الباقي والخالد.

وما الفائدة في نهاية الأمر إذا نجحَتِ الأسرة المسلمة في قيادة أبنائها إلى الأموال والمناصب الدنيوية، ثم دخلوا جهنَّم في الآخرة؛ لفسقِهم وتَرَفهم وانحرافهم عن جادَّة الشريعة التي ارتضاها الله لعباده؟!


إنَّها الخسارة الحقيقية مهما كانت أرباح الدنيا الفانية الزائلة المحدودة.

وفي تاريخنا الإسلامي صفحاتٌ حافلة بصور البطولة الصادقة في كل ألوان التكافل العائلي، وصور التضحية والإيثار، وكذلك في ميادين الشجاعة؛ فمواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة وهو يدعو إلى الله صابرًا محتسبًا واثقًا بنصره - أروعُ أمثلة للشجاعة، وكذلك مواقفه في المدينة وهو يُجَابِه قوى الشرك والنفاق، ولؤم اليهود.

هذه المواقف الكريمة تمثِّل القدوة الأسمى التي اقتدى بها المسلمون!

وقد سار خلفاؤه الراشدون على نهجه، لا تصدُّهم عن الجهاد في سبيل الله عقباتٌ، ولا تَذهَب بألبابِهم الدنيا، رغم أنهم ملكوا كنوز الأرض، ورفعوا راية الإسلام في أكثر الربوع.

ومن صور الشجاعة الرائعة التي رواها تاريخنا، صورةُ التابعي الجليل (صِلَة بن أَشْيَم العدوي) وأسرته (وهو من كبار التابعين من أهل البصرة، ت سنة 77هـ)؛ فقد قدَّم كل أعضاء الأسرة تضحياتٍ كبيرةً في سبيل الإسلام، وإنها لأسرة مباركة بكل المقاييس!

ففي إحدى معارك المسلمين مع الفرس تقدَّم (صِلَة العدوي) وصاحبٌ له، يمهِّدان الطريق للمسلمين، وينشران الرعبَ في جيش المشركين، ولما عَلِم المشركون بأن كل ما أصابهم من خوف ورعب، إنما كان على يدِ اثنين من المسلمين، ازداد هَلَعُهم، حتى قال بعضهم لبعض: "إذا كان رجلان من المسلمين صنعا بنا هذا، فكيف لو قاتلونا كلهم؟!"، وانتهى رأيهم إلى الاستسلام للمسلمين، والنزول على شروطهم، وكفى الله المؤمنين القتال، بفضل شجاعة (صِلَة) وصاحبه.

وفي معركةٍ أخرى خرج (صلة) وولده مجاهدَينِ في سبيل الله، ولما بدأتِ المعركة قال (صِلَة) لولده: "تقدَّم فقاتِل؛ حتى أحتسبك عند الله"، فسارع الابن ملبِّيًا رغبة أبيه، حتى نال الشهادة على مرأى من والده الشجاع!

ثم تقدَّم (صلة) بعد ابنِه يقاتل، حتى استشهد بدوره، ولَقِي الله مطمئنًّا راضيًا، وكأنه كان يريد الاطمئنان على استشهاد ابنه وفوزه بالجنة!

ولم تكن زوجة (صِلَة) الزاهدة العابدة (مُعَاذَة بنت عبدالله العدوية) - أقلَّ بطولة وشجاعة من زوجها وولدها، فعندما ذهبتِ النسوة لتعزيتِها فيهما، رَفَضتِ العزاء وقالتْ لهن: "إن كنتُنَّ جِئْتنَّ لتهنئتي، فمرحبًا بكنَّ، وإن كنتن جئتن لتعزيتي، فارجعن"!

وهكذا كانت الأسرة كلها (صلة، وولده، وزوجته) على هذا المستوى الرفيع من الإخلاص لدين الله، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وقد يأخذنا العجب - كل العجب - من هذا الأب الذي يريد أن يطمئنَّ على استشهاد ابنه قبل استشهاده، مع أن العكس هو السائد بين الناس الذين يريدون أن يخلفهم أبناؤهم في ثرواتهم وشؤون دنياهم، وقد يَبِيعون دينَهم من أجل دنيا أبنائهم، ناسين الميزان الصحيح للحب، فدخول ابنك الجنة وبقاؤه فيها ملايين السنين هو الأهم والأجدى، حتى بمقياس المصلحة البحتة، وبمقياس التجارة العملية؛ فالنسبة بين التجارة مع الله (التجارة في سبيل الآخرة) أعظم - كمًّا وكيفًا - بملايين المرات من أية تجارات أو أرباح يمكن أن يكتسبها أيُّ إنسان في هذه الدنيا.

المهم أن نفكر بعقل وعلم، لكنه العقل المؤمن الذي يحسب دون ضغوط الغرائز والأهواء، ولكنه العلم الصحيح الذي تمتد رؤيته عبر مساحة الوجود الحقيقية، مساحة الدنيا والآخرة.

وليس مساحة الدنيا المحدودة التي لا تساوي نسبة مليونية بالنسبة للآخرة؛ لأن الآخرة هي دار القرار، ولأنها خير وأبقى، وهكذا فَهِم التابعي الجليل (صِلَة بن أشيم العدوي) المعادلةَ الحقيقية، وهكذا فَهِمتْها أسرتُه الصالحة، وهكذا يجب أن يفهم المسلمون الصادقون.


__________________
رد مع اقتباس
  #420  
قديم 03-02-2013, 12:11 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

تربية الأولاد مسؤولية الأسرة المسلمة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وبعدُ:
لو تأمَّل المسلم قليلاً من الوقت في حال الأجيال الناشئة في مجتمعنا، لرأى كثيرًا من صُوَر الانحراف في أخلاق وعقول كثيرٍ من شبابنا وأبنائنا؛ إلاَّ ما رحِمَ الله؛ ذلك أنَّ هذه الأجيال فقَدَت كثيرًا من عوامل التربية الإسلامية الرشيدة، والموجِّهة لسلوكهم وأخلاقهم وعقولهم.

مدارس التربية والتناقض الواضح:
فالواقع أنَّ عوامل ومدارس التربية كثيرة، فالبيت أساس التربية، والمدرسة والجامعة لها دورٌ آخر كبير الأثر، والمساجد لها دور عَقَدي إيماني واضح، لكنَّ الإشكال أنَّ هذه المدارس الثلاثة الكبرى للتربية كانت محورًا أساسًا في هذا الباب إلى عهدٍ قريب منَّا، لكننا اليوم أصبحنا نرى خلْطًا وتشويشًا في توجُّهات الأجيال المسلمة الناشئة؛ وذلك لوجود عددٍ من الوسائل الأخرى والتي تُشارك وبقوَّة وتأثير في مهمة التربية، ومن أهمها وسائل الإعلام؛ المرئية، والمسموعة، والمقروءَة، على حدٍّ سواء، والتي بدورها تُسهم في تشكيل العقل والفكر والسلوك، وتُشاركهم طريقة مطعمهم ومَلبسهم، حتى تسريحة شعرهم، ولون حِذائهم.

ولقد أصبَح لهذه الوسائل جاذبيَّة كبيرة في استقطاب نظر الناشئة، وطبقات الشباب والفتيات، والواقع الذي لا مَحيد منه أنَّ جُلَّ القائمين عليها - إلاَّ مَن رحِم الله - لا يرقبون في شباب الأُمَّة إلاًّ ولا ذِمَّة، ولا يحملون الأمانة بصِدق وحِكمة، فأفسدوا كثيرًا بما يقدمون للأجيال من البرامج الغنائية الساقطة، والثقافية التافهة، والمسرحية والدرامية الهزيلة، إلى جانب ذلك الرُّكام من الأفلام والمسلسلات، والتي تجمع في أهدافها هدْمَ القِيَم والأخلاق الثابتة من شعائر الإسلام وشرائعه، وتُمَيِّع الهُوية المسلمة في قلوب أبنائنا، وتُذَوِّبهم في المدِّ الغربي والعلماني الجارف، بعيدًا عن وحْي الله - تعالى - ومنهجه، وتحثُّهم على قتْل قِيَم الحياء والأدب في نفوسهم، وتحثهم على الوقوع في الفواحش والرذيلة، والمعاصي والمنكرات، كما تُغريهم وتعلِّمهم وسائل الانحراف، وتناول المسكِرات والمخدرات، إضافةً إلى الانحراف العقدي والفكري.

كما لا ننسى دور المجلات والدوريَّات التي تأخذ حيِّزًا كبيرًا من أوقات الشباب والفتيات، في مطالعة قَصص الحبِّ والغرام والهيام، وأخبار اللاعبين والفنانين والمطربين، الذين سَرَقوا أوقات وعقول هذه الأُمة، وسَرَقوا أموالها وثرواتها تحت مُسَمَّى رسالة الفن والإبداع.

كما لا ننسى أيضًا بعض التوجُّهات المشبوهة في التعليم الحكومي والجامعي، تلك التي تطمس نورَ الإيمان والعقيدة في قلوب الأجيال، وتزوِّر بعضًا من حقائق التاريخ الإسلامي والإنساني، وتنادي بتمجيد الفن والموسيقا، ورِفعة النحت والتماثيل، وحمْل العود والبيانو والمعازف، ولا تهتم كثيرًا بغرْس القِيَم والدين والأخلاق، ولا تهتم كثيرًا بتعليم سِيَر الصحابة والعلماء والفاتحين، ولا تعبأ بأن تكون حصة التربية الإسلامية حصة أو حصتين على مَدار الأسبوع كلِّه.

إلى جانب آخر من السيطرة والإحكام والتحجيم المتعمَّد على دور المسجد في حياة الشباب المسلم، وإبعادهم بشتَّى الوسائل والطرق عن العلماء والصالحين هنا وهناك، والتضييق عليهم، وقتْل فُرَص التربية الإسلامية الصحيحة في بيوت الله - تعالى - وتحت رعاية أهل العلم الصادقين.

الأسرة المسلمة هي المسؤول الأول عن التربية:
كل هذه الوسائل وغيرها تُشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شِئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أنَّ الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها، مهْمَا تعدَّدت مدارس التربية، لماذا؟ لأن هذه الوسائل مهما كَثُر خطرُها، وامتدَّ ضررها، فبالإمكان تضييق الخِناق عليها، وردُّ الباطل منها، وإضعاف تأثيرها، وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربويَّة صحيحة، تُغْرَس فيها القِيَم، وتُعَلَّم فيها أصولُ الإسلام وعقائدُه.

ثم الأهم من ذلك كله أنَّ الله - تعالى - في كتابه وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيَّن لنا أن الأسرة هي أصل التربية للأجيال وعمودها، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

قال العلاَّمة ابن سعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: "أي: يا مَن منَّ الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه؛ فـ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمرَ الله، والقيام بأمره امتثالاً، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عمَّا يُسخط الله ويوجِب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلاَّ إذا قام بما أمَر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد، وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرُّفه"[1].

وقال العلاَّمة الشوكاني - رحمه الله تعالى -: "﴿ وَأَهْلِيكُمْ ﴾ بأمرهم بطاعة الله، ونَهْيهم عن معاصيه، ﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾؛ أي: نارًا عظيمة تتوقَّد بالناس وبالحجارة، كما يتوقَّد غيرها بالحطب، وقد تقدَّم بيان هذا في سورة البقرة.

قال مقاتل بن سليمان: المعنى: قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح النارَ في الآخرة، وقال قتادة، ومجاهد: قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيَّتكم".

قال ابن جرير: فعلينا أن نعلِّم أولادنا الدين والخيرَ، وما لا يُسْتغنى عنه من الأدب، ومن هذا قوله: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، وقوله: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]"[2].

وكما جاء في الحديث أنَّ تعليم العقيدة وغرْسها أصلها الأسرة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - كان يحدِّث قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من مولود إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جَمعاء، هل تحسون فيها من جَدَعاء))، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]" الآية؛ متفق عليه.

وكما جاء أيضًا أنَّ الرجل والمرأة في الأسرة مسؤولان عن تبعة التربية والتنشئة للأولاد، فعن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته، فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيَّته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته))؛ متفق عليه.

وجاء في الحديث أيضًا أنَّ غرْسَ القِيَم الشرعيَّة، والشعائر التعبُّدية، إنما هو في الأصل على كاهل الأسرة المسلمة؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))؛ رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني.

ولا ننسى هنا بعد هذا وصيَّة الأب الشفوق الناصح لولده، المهذِّب لعقيدته وأخلاقه، ذلكم هو لقمان الحكيم - عليه السلام - وقد ذكَرها الله - تعالى - في كتابه؛ لتكون خيرَ مُعينٍ على البرِّ والتربية، فقال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 13 - 19].

كل هذه النصوص القرآنية والنبوية وغيرها، تُلقي بالتبعة والمسؤوليَّة التربوية في أصلها على كاهل الوالدين، على الأسرة المسلمة، وتحمِّلهم هذه العبء الثقيل، ورحِم الله أيَّامًا كان الناس فيها يقدِّرون هذه الرسالة، فيذهبون بأولادهم إلى المربِّين والمعلِّمين؛ ليهذِّبوا أخلاقهم، ويُرشدوا عقولَهم، ويَشحذوا هِمَمهم.

وقد ذكَر الراغب الأصفهاني قولَ عُتبة بن أبي سفيان لمؤدِّب ولده:
"ليكن أوَّل إصلاحك لولدي إصلاح نفسك؛ فإن عيونَهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنتَه، والقبيح ما استقبحتَه، علِّمهم كتاب الله، ورَوِّهم من الحديث أشرفَه، ومن الشعر أعفَّه، ولا تُكْرههم على علْمٍ فيملُّوه، ولا تَدَعهم فيهجروه، ولا تُخرجهم من علْمٍ إلى علمٍ حتى يُحكِموه، فازدحام العلم في السمع مَضلَّة للفَهم، وعلِّمهم سِيَر الحُكماء وهَدِّدهم وأدِّبهم دوني، ولا تتَّكِل على كفاية منك، واستزدني بتأثيرك، أزدْك - إن شاء الله تعالى".

وجاء في "مروج الذهب"؛ للمسعودي أنَّ الأحمر النحوي قال: "بعَث إليّ الرشيدُ؛ لتأديب ولده محمد الأمين، فلمَّا دخلتُ قال: يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفَع إليك مهجة نفسه، وثَمرة قلبه، فصَيَّر يدَك عليه مبسوطَة، وطاعتك عليه واجبة، فكنْ له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقْرِئه القرآن، وعرِّفه الآثار، ورَوِّه الأشعار، وعلِّمه السُّنن، وبصِّره مواقع الكلام وبَدْأه، وامْنعه الضَّحك إلاَّ في أوقاته، وخُذْه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا إليه، وَرَفْع مجالس القوَّاد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرنَّ بك ساعة إلاَّ وأنت مُغتنم فيها فائدة تفيده إيَّاها، من غير أن تَخْرُق به فتُميت ذِهنه، ولا تُمْعِن في مسامحته؛ فيسْتحلِي الفراغ ويأْلفَه، وقوِّمْه ما استطعتَ بالقُرب والملاينة، فإنْ أباهُمَا، فعليك بالشدة والغِلظة"[3].

وقد قال الشاعر قديمًا في معرض التربية:

مَشَى الطَّاوُسُ يَوْمًا بِاعْوِجَاجٍ


فَقَلَّدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بَنُوهُ



فَقَالَ: عَلاَمَ تَخْتَالُونَ؟ قَالُوا:


بَدَأْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُقَلِّدُوهُ



فَخَالِفْ سَيْرَكَ الْمِعْوَجَّ وَاعْدِلْ


فَإِنَّا إِنْ عَدَلْتَ مُعَدِّلُوهُ



أَمَا تَدْرِي أَبَانَا كلُّ فَرْعٍ


يُجَارِي بِالخُطَى مَنْ أَدَّبُوهُ



وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانِ مِنَّا


عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ






التربية واجب لا مفرَّ منه:
إذًا الواجب على الوالدين القيام بمهام التربية الإسلامية الصحيحة للأولاد، وألاَّ يتخلَّوا عن هذه الأمانة العظيمة في أعناقهم، وألاَّ يقفوا موقف الناظر فحسب، الذي يتألَّم على ما يرى دون أن يقدِّم يدَ العون لغيره، فإن الله - تعالى - نَهانا عن الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، والذي يضيِّع أمانة التربية لأُسرته، والأخْذ بأيديهم من الهلاك والانحراف، لا ريب أنه واقِعٌ في هذه الخيانة العُظمى.

إنَّ على الأسرة المسلمة أن تقومَ بغَرْس الدين وشعائره ومحبَّته في قلوب أبنائها وبناتها، وعليها أن تغرِسَ حبَّ العبادة والقرآن والذِّكْر فيهم، كما تغرس فيهم قِيَم الإسلام وأخلاقه الفاضلة وآدابه، وعليها أيضًا أنْ تحفظَهم من وسائل الانحراف والضلال، ومن الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، وأن تُحَذِّرهم أصدقاء السوء، وأن تَربِطَهم بكتاب الله وسُنة رسوله، والمساجد وأهل العلم؛ فإن الأمانة عظيمة، وإنَّ خَطْبَ الأُمة جَللٌ.

قال العلاَّمة ابن القَيِّم - رحمه الله -: "فمَن أهمَلَ تعليم ولده ما ينفعه، وترَكه سُدًى، فقد أساء إليه غايةَ الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادُهم من قِبَل الآباء، وإهمالهم لهم، وترْك تعليمهم فرائضَ الدين وسُننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولَم ينفعوا آباءَهم كبارًا"[4].

وأخيرًا نقول:
إن قراءة كتاب في فقه التربية الإسلامية للأولاد ووضْعه في مكتبة البيت، لن يُكلفنا كثيرًا من أموالنا وأوقاتنا، واستماع عدَّة محاضرات في فقه التربية لنْ يأخذَ منَّا الكثير من أوقاتنا أيضًا، في سبيل الوصول إلى فقه تربوي صحيح.

وإن مطالعة القرآن وآياته الكريمة، ومطالعة السُّنة النبوية، وقَصص التربية، زادٌ كبير، ورصيد شرعي عظيم لِمَن أراد التوفيق والهداية، والله الموفِّق لكلِّ خير.

[1] تفسير ابن سعدي.
[2] فتح القدير؛ للشوكاني.
[3] انظر: مروج الذهب.
[4] تحفة المودود؛ لابن القيم، ص: 229.



__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسلام, دين, نبينا


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:38 AM.