#391
|
||||
|
||||
![]() [علم الله سبحانه] 4 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه- قال : 4 - رواه أحمد (5 / 162 ) : ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن منذر الثوري عن أشياخ لهم عن أبي ذر . ورواه عن ابن معاوية ثنا الأعمش عن منذر بن يعلى عن أشياخ لهم عن أبي ذر ، وفي إسناده مجهول . ورواه أحمد والبزار كما في " كشف الأستار " من طريق حماد بن سلمة أنا ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن عن ثروان عن الهزيل بن شرحبيل عن أبي ذر وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف . وله شواهد انظرها في "مجمع الزوائد " منها ما رواه أحمد من طريق ابن أبي عدي عن شعبة عن العلاء عن أبيه ، ورواه من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن العلاء عن أبيه . عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . |
#392
|
||||
|
||||
![]() [إثبات السمع والبصر لله ]
5 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- رواه أبو داود وابن حبان وابن أبي حاتم . 5 - رواه أبو داود كتاب السنة ، وابن خزيمة في " التوحيد " وابن حبان ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " والحاكم كلهم من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة بن عمران عن أبي يونس مولى أبي هريرة - اسمه سليم بن جبير - عن أبي هريرة . قال الحاكم : صحيح ووافقه الذهبي . ووضعه صلى الله عليه وسلم أصبعه على أذنيه وعينيه عند قراءته سميعا بصيرا ، معناه إثبات صفة السمع والبصر لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلال الله وعظمته ، فلله سمع وبصر ولكن ليس كسمعنا ولا بصرنا ، قال تعالى : قال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " : اتفق أهل السنة على أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظا مجملا يراد به المعنى الصحيح وهو ما نفاه عنه القرآن ودل عليه العقل من أن خصائص الرب تعالى لا يوصف بها شيء من المخلوقات ولا يماثله شيء من المخلوفات في شيء من صفاته . قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله : " ومن الإيمان بالله أيضا الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز ، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته ، كما قال تعالى : وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، وهي التي نقلها الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه " المقالات " عن أصحاب الحديث وأهل السنة ونقلها غيره من أهل العلم والإيمان . قال الأوزاعي رحمه الله : سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقالا : أمروها كما جاءت . وقال الوليد بن مسلم رحمه الله : سئل مالك ، والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات فقالوا جميعا : أمروها كما جاءت بلا كيف . وقال الأوزاعي رحمه الله : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله سبحانه على عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات . ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن الاستواء قال : "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق " . ولما سئل الإمام مالك رحمه الله عن ذلك قال : "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " ، ثم قال للسائل : " ما أراك إلا رجل سوء ! وأمر به فاخرج " . وروي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها . وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه : " نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه " . وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جدا لا يمكن نقله في هذا المقام ، ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب " السنة " لعبد الله ابن الأمام أحمد ، وكتاب " التوحيد " للإمام الجليل محمد بن خزيمة ، وكتاب " السنة " لأبي قاسم اللالكائي الطبري ، وكتاب " السنة " لأبي بكر بن أبي عاصم ، وجواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة ، وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه الله عقيدة أهل السنة ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة ، وبطلان ما قاله خصومهم ، وهكذا رسالته الموسومة بالتدمرية قد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية والرد على المخالفين بما يظهر الحق ويدمغ الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق ، وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات أنه يقع ولا بد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه . أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة إثباتا بلا تمثيل ونزهوه سبحانه عن مشابهته خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ففازوا بالسلامة من التناقض وعملوا بالأدلة كلها . وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله وبذل وسعه في ذلك وأخلص لله في طلبه أن يوفقه للحق ويظهر حجته ؛ كما قال تعالى : وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره المشهور عند كلامه على قول الله عز وجل : |
#393
|
||||
|
||||
![]() [مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ]
6 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رواه البخاري ومسلم . 6 - رواه البخاري كتاب الإستسقاء ، والتفسير ، والتوحيد ، ولم أجد الحديث من مسند ابن عمر عند مسلم ، وقد أخرج مسلم نحوه عن أبي هريرة . شرح الحديث : هذا الحديث الشريف رد على من يدعي علم الغيب من الكهنة والسحرة . قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " : قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : " عبر بالمفاتيح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك ، والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب احتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب" ا هـ ملخصا . قال ابن كثير في تفسير سورة لقمان : " قال قتادة : أشياء استأثر الله بهن فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا . فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أو في أي شهر أو ليل أو نهار ، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا ، ولا يعلم أحد ما في الأرحام ذكر أم أنثى أحمر أو أسود ، وما هو ؟ ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا ا هـ . قلت : أما من يدعي بأن هناك أجهزة تكشف عن الجنين في بطن أمه هل هو ذكر أم أنثى ؟ فهذا لا يدخل في علم الغيب لأن التوصل إلى ذلك كان بواسطة أجهزة فلو قال قائل : أنا أعلم ما في بطن الأم ثم شق بطنها فعلم ما فيه هل نقول : إنه علم الغيب ، ثم إن هذه الأجهزة ليست دقيقة تماما ، بل كثيرا ما تخطئ ، فكم من حامل قيل لها : إن ما في بطنك ولد فإذا هو أنثى !! |
#394
|
||||
|
||||
![]() [ إثبات صفة الفرح لله ]
7 - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجاه . 7 - رواه البخاري كتاب الدعوات ومسلم . هذا الحديث يثبت صفة الفرح لله سبحانه وتعالى ، مع الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات المخلوقين . والتوبة في الشرع ترك الذنب لقبحه والندم على فعله والعزم على عدم العودة ورد المظلمة إن كانت أو طلب البراءة من صاحبها وهي أبلغ ضروب الاعتذار . قال الحافظ في "الفتح" : قال عياض فيه : " إن ما قاله الإنسان من مثل هذا في حال الدهشة وذهوله لا يؤاخذ به ، وكذا حكايته عنه على طريق علمي وفائدة شرعية لا على الهزل والمحاكاة والعبث " . |
#395
|
||||
|
||||
![]() [إثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى ]
8 - وعن أبي موسى - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رواه مسلم . 8 - رواه مسلم كتاب التوبة . يثبت هذا الحديث صفة اليد لله سبحانه وتعالى ، وهذه اليد ليست كيدنا بل يد تليق بجلال الله سبحانه وتعالى دون تشبيه ، ولا تمثيل ولا تعطيل . ويثبت- أيضا- أن التوبة لا يختص قبولها بوقت معين إلا ما حدده الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها . |
#396
|
||||
|
||||
![]() [إثبات صفة الرحمة لله سبحانه وتعالى ]
9 - ولهما عن عمر - رضي الله عنه- قال : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟! " قلنا : لا والله ! فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها 9 - رواه البخاري كتاب الأدب ومسلم كتاب التوبة . قال الحافظ في "الفتح" : " وعرف من سياقه أنها كانت فقدت صبيا وتضررت باجتماع اللبن في ثديها فكانت إذا وجدت صبيا أرضعته ليخف عنها فلما وجدت صبيها بعينه أخذته فالتزمته . . . " . وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي للمرء أن يجعل تعلقه في جميع أموره بالله وحده وأن كل من فرض أن فيه رحمة ما حتى يقصد لأجلها فالله سبحانه وتعالى أرحم منه فليقصد العاقل لحاجته من هو أشد له رحمة . |
#397
|
||||
|
||||
![]() [سعة رحمة الله عز وجل]
10 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رواه البخاري . 10 - رواه البخاري كتاب بدء الخلق وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب التوبة . قال أبو سليمان الخطابي : أراد بالكتاب أحد شيئين : إما القضاء الذي قضاه وأوجبه كقوله سبحانه وتعالى : قلت : ويثبت هذا الحديث العرش ، وأنه سبحانه فوق العرش على السماء ، ويثبت صفة الرحمة والغضب لله سبحانه وتعالى . |
#398
|
||||
|
||||
![]() [جعل الله الرحمة في مائة جزء ]
11 - ولهما عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 11 - رواه البخاري كتاب الأدب ، ومسلم كتاب التوبة . قال الحافظ : قال القرطبي : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة ، وكلها للمؤمنين ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : 12 - ولمسلم معناه من حديث سلمان ، وفيه : 12 - رواه مسلم . |
#399
|
||||
|
||||
![]() [ تعجيل حسنات الكافر في الدنيا]
13 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رواه مسلم . 13 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين من طريق سليمان التيمي عن قتادة عن أنس به . قال النووي في " شرح صحيح مسلم " : أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفر لا ثواب له في الآخرة ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا متقربا إلى الله تعالى . وصرح في هذا الحديث بأنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات ، أي : بما فعله متقربا به إلى الله تعالى ، فيما لا تفتقر صحته إلى النية كصلة الرحم والصدق والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها ، وأما المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله إلى الآخرة ويجزى بها مع ذلك أيضا في الدنيا ولا مانع من جزائه بها في الدنيا والآخرة ، وقد جاء الشرع به فيجب اعتقاده . وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح " . |
#400
|
||||
|
||||
![]() [إثبات صفة الرضى لله سبحانه وتعالى ]
14 - وله عنه مرفوعا : 14 - رواه مسلم كتاب الذكر والدعاء . وفي هذا الحديث يثبت الرسول صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه وتعالى صفة الرضى ، وأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة لله سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى : وانظر " مجموع الفتاوى " للإمام ابن تيمية . |
#401
|
||||
|
||||
![]() [ عظمة الله سبحانه وتعالى ]
15 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رواه الترمذي وقال : حديث حسن . قوله : 15 - رواه الترمذي كتاب الزهد ، وابن ماجه كتاب الزهد ، وأحمد والطحاوي في " مشكل الآثار " ، وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب " العظمة " ، والحاكم في " المستدرك" ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة" ، والبيهقي في " شعب الإيمان" كلهم من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر به . وعند بعضهم زيادة . قال الترمذي : حسن غريب . وفال الحاكم : صحيح الإسناد . وقال البوصيري : قلت : في إسناده إبراهيم بن مهاجر صدوق لين الحفظ . وقد توبع : فرواه أبو نعيم في " الحلية " من طريق زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري عن أنس به مختصرا . وزائدة منكر الحديث وزياد النميري ضعيف . أطت السماء : الأطيط هو صوت الأقناب ، وأطيط الإبل : صوتها وحنينها ، أي : خرج لها صوت لكثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت . لخرجتم : أي : من منازلكم . الصعدات : أي : الطرق ، وقيل : فناء باب الدار وممر الناس بين يديه ، وقيل : المراد بالصعدات البراري والصحاري . تجأرون إلى الله : أي : تتضرعون إليه بالدعاء ليدفع عنكم البلاء . لو تعلمون ما أعلم : أي : من عقاب الله للعصاة وشدة المناقشة يوم الحساب لبكيتم كثيرا ، أي : من خشية الله ترجيحا للخوف على الرجاء وخوفا من سوء الخاتمة . |
#402
|
||||
|
||||
![]() [حرمة التألي على الله]
16 - ولمسلم عن جندب - رضي الله عنه- مرفوعا : 16 - رواه مسلم كتاب البر والصلة . يتألى : يحلف ، والألية اليمين . قال النووي في " شرح مسلم " : " وفيه دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها ، واحتجت المعتزلة به في إحباط الأعمال بالمعاصي الكبائر ، ومذهب أهل السنة أنها لا تحبط إلا بالكفر ، ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته ، وسمي إحباطا مجازا ، ويحتمل أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر ، ويحتمل أن هذا كان في شرع من قبلنا وكان هذا حكمهم" . |
#403
|
||||
|
||||
![]() [المؤمن بين الرجاء والخوف]
17 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا : 17 - رواه مسلم كتاب التوبة . ورواه البخاري كتاب الرقاق من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمعناه وفيه زيادة . قال الحافظ في " الفتح " : " قيل : المراد إن الكافر لو يعلم سعة الرحمة لغطى على ما يعلمه من عظم العذاب فيحصل له الرجاء ، أو المراد أن متعلق علمه بسعة الرحمة مع عدم التفاته إلى مقابلها يطمعه في الرحمة ، فمن علم أن من صفات الله تعالى الرحمة لمن أراد أن يرحمه والانتقام ممن أراد أن ينتقم منه : لا يأمن انتقامه من يرجو رحمته ولا ييأس من رحمته من يخاف انتقامه ، وذلك باعث على مجانبة السيئة ولو كانت صغيرة وملازمة الطاعة ولو كانت قليلة ، وقيل : في الجملة الثانية نوع إشكال فإن الجنة لم تخلق للكافر ولا طمع له فيها فغير مستبعد أن يطمع في الجنة من لا يعتقد كفر نفسه فيشكل ترتب الجراب على ما قبله . وأجيب : بأن هذه الكلمة سيقت لترغيب المؤمن في سعة رحمة الله التي لو علمها الكافر الذي كتب علية أنه يختم عليه أنه لا حظ له في الرحمة لتطاول إليها ولم ييأس منها إما بإيمانه المشروط وإما لقطع نظره عن الشرط مع تيقنه بأنه على الباطل واستمراره عليه عنادا ، فإذا كان هذا حال الكافر فكيف لا يطمع فيها المؤمن الذي هداه الله للإيمان ! ؟ " . |
#404
|
||||
|
||||
![]() [قرب الجنة والنار من الإنسان]
18 - وللبخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنة- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 18 - رواه البخاري كتاب الرقاق . الشراك : هو السير الذي يدخل فيه إصبع الرجل ويطلق على كل سير وقي به القدم . قال الحافظ في " الفتح " : قال ابن بطال : " فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار ، وأن الطاعة والمعصية قد تكون من أيسر الأشياء ، وجاء في الحديث : وقال أيضا : فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يجتنبه ؛ فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها . قال ابن الجوزي : معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة ، والنار كذلك بمرافقة الهوى وفعل المعصية . |
#405
|
||||
|
||||
![]() [رحمة الله لمن في قلبه رحمة]
19 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا : 19 - رواه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء ، ومسلم كتاب السلام واللفظ له . المواق : الخف . في الحديث الحث على الإحسان إلى الناس لأنه إذا حصلت المغفرة بسبب سقي الكلب فسقي المسلم أعظم أجرا . واستدل به على جواز صدقة التطوع للمشركين وينبغي أن يكون محله إذا لم يوجد هناك مسلم فالمسلم أحق وكذا إذا دار الأمر بين البهيمة والآدمي المحترم واستويا في الحاجة فالآدمي أحق ، والله أعلم . |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, دين, نبينا |
|
|