|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
علمتني أمريكا
بسم الله الرحمن الرحيم علمتنى أمريكا أن أنام بدرى حتى أصحو بدرى لكى أتوجه إلى العمل بدرى، ولكى أؤدى عملى فأستحق عليه راتبى.... تعلمت فى أمريكا أن العمل عبادة قولا وفعلا... تعلمت فى أمريكا أن الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى لكى يقرأ ويفكر ويبتكر ويكون جديرا بخلافة الخالق على الأرض.... تعلمت فى أمريكا أن الكلب الكثير النباح لا يؤذى، وأن الشعوب الكثيرة الكلام والشعارات لا يوجد لديها وقت للعمل والإنتاج.... تعلمت فى أمريكا، ومارست لأول مرة فى حياتى، العمل التطوعى لصالح المجتمع الذى أعيش فيه، وتعلمت أن التبرعات إلى جانب العمل الخيرى هما أهم دعائم المجتمعات الإنسانية... وتعلمت أن التبرعات ممكن أن تتوجه إلى أعمال كثيرة ويجب ألا تقتصر على إنشاء دور العبادة.. رأيت جامعات ومستشفيات ضخمة كلها بنيت بأموال تبرع بها أغنياء ومتوسطى الحال... تعلمت فى أمريكا أن قيمتك فى المجتمع نابعة من عطاءك وعملك ومجهودك وثروتك الناتجة عن العمل... لم أسمع فى أمريكا شخصا طويلا عريضا يصرخ فيك ويقول لك:'إنت عارف بتكلم مين؟' وإذا سمعتها فلا بد أن قائلها من رجال العصابات، والذى سوف يتربص بك! لم يسألنى أحد فى أمريكا إنت إبن مين فى مصر أو فى أمريكا... لم يسألنى أحد فى أمريكا عن ديانتى.... لم يسألنى أحد فى أمريكا عن شهادتى أو عن ثروتى... السؤال الوحيد الذى كان يوجه لى:'ما هو عملك الذى تتكسب منه معيشتك؟' عندما سافرت ابنتى هذا الصيف إلى اوروبا للدراسة قامت بالعمل لمدة ستة أسابيع متواصلة خلال إجازتها الصيفية لكى تسدد لى ثمن تذكرة السفر. علمتنى درسا آخراعندما شاهدتها تعمل فى محل'ستاربكس'، وتقوم بخدمة الزبائن وغسيل الأطباق وتنظيف المحل. تأثرت للحظة على ما اعتبرته بهدلة لإبنتى (بمفهومى القديم)، ثم ما لبثت أن شعرت بالفخر لأنها فعلت ما لم أستطع أن أفعله وأنا فى سنها، وقمت بإعطائها 'بقشيش' خمس دولارات مقابل فنجان قهوة ثمنه دولارين ونصف!! تعجب زملائها وزميلاتها فى المحل، وقالوا لها: - الراجل ده ساب بقشيش خمسة دولار على فنجان قهوة فردت إبنتى قائلة: ما تستغربوش أصله أبويا! … تعلمت فى أمريكا أن أحترم العمل اليدوى والعامل اليدوى مهما كان بسيطا... تعلمت فى أمريكا أن أخدم نفسى بنفسى، فى البيت وفى العمل... تعلمت فى أمريكا التواضع، فإذا حضرت إجتماعا فى شركتنا يحضره رئيس الشركة وأصغر موظف فى الشركة لن تستطيع أن تتعرف أيهما الرئيس وأيهما الموظف الصغير، فلكل دوره فى الإجتماع. تعلمت فى أمريكا أن الحظ لا يطرق سوى أبواب المجتهد.. تعلمت فى أمريكا أن أفخر بما أعمله (مادمت أتقنه)، وأن أحب ما أعمله إذا لم أتمكن من أن أعمل ما أحب... تعلمت فى أمريكا أن الكذب هو بوابة الشرور، وأن الصدق منجاة!! علمتنى أمريكا أن الإنسان صادق حتى يثبت كذبه، وعند ثبوت كذبه: ما فيش يامة أرحمينى...! تعلمت فى أمريكا معنى المواطنة، تعلمت أنى مواطن حقا عندما شاركت فى الإنتخابات الأمريكية، و أنا أعلم يقينا أن صوتي له ثقل عظيم في الانتخابات، و أنني أستطيع التأثير في النتيجة بمنتهى السلمية و التحضر... شعرت أننى مواطن حقا عندما أرى مردود الضرائب يعود علىّ بشكل خدمات متنوعة حقيقية... وتعلمت أن أمريكا ليست جنة الله على الأرض، ولكن أهلها يسعون لتحقيق ذلك، فيخطئون أحيانا ويصيبون أحيانا أخرى... لا يخشون أن يعترفوا بأخطائهم، بل يسعون إلى تكبيرها حتى يراها الأعمى... تعلمت فى أمريكا أن الشعوب الواثقة من نفسها هى التى تسخر من نفسها ومن زعمائها، وتنشر غسيلها القذر ثم تقوم بتنظيفه... تعلمت فى أمريكا أن السياسة مهنة فاسدة فى بعض الأحيان، لذلك يبعدونها عن الدين ويبعدون الدين عنها، تعلمت في أمريكا أن أحترم الآخر مهما كان مختلفا عنى فى اللون والعقيدة والجنس... تعلمت فى أمريكا أن المرأة (حقا) هى نصف المجتمع، وأن المجتمع الأمريكى ليس مجتمعا أعرجا يمشى على(واحدة ونص)، و أن المرأة فيه تأخذ حقها وفوقه (بوسة!!) تعلمت أن المرأة الأمريكية تكون تفترى على الرجل فى بعض الأحيان إنتقاما لبنات جنسها المقهورات فى بلاد أخرى... تعلمت أن أمريكا تفوقت بعلمها وإبتكار أبنائها وجهدهم عبر مائتى سنة، تعلمت أن الفرق بين التخلف والتقدم هو فى التعليم وتشجيع التفكير الحر والإبتكار... عندما زرت بعض الجامعات الأمريكية ودخلت معاملها وتعاملت مع طلابها وطالباتها عرفت سر قوة أمريكا.. تعلمت أن الأقليات هم جزء من نسيج أى وطن، ولابد لهم أن يشعروا على المستوى الشعبى والرسمى بهذا الشعور... تعلمت أن أمريكا لم تصل إلى كل ما تصبو إليه فى القضاء على التفرقة العنصرية بعد، وهي تعترف بأن العنصرية مازالت موجودة، ولقد تم إنجاز الكثير فى طريق القضاء على العنصرية، ومازال الطريق مفتوحا للمزيد من المساواة، وما إختيار باراك أوباما لتمثيل الحزب الديموقراطى فى إنتخابات الرئاسة إلا أكبر دليل على هذا، فها هو شاب أمريكى أسود من أب كينى مهاجر مسلم وأم أمريكية مسيحية يصبح رئيسا لأمريكا... دلونى على بلد واحد فى العالم ممكن أن يحدث هذا فيه... تعلمت في أمريكا أن الاستيقاظ في الصباح و تصفح الجرائد اليومية بمختلف اتجاهاتها السياسية و كذلك مشاهدة نشرات الأخبار في جميع القنوات والمحطات التليفزيونية مأمونة من حيث أنني لن أجد صورة وأخبار الرئيس تطاردني كلما فتحت صفحة أو غيرت المحطة ، حتى أنني في بعض الأحيان أخاف أن أفتح الفرن فأجد صورته أمامي .. علمتني أمريكا أنني أستطيع التعبير عن رأيي بحرية حول الرئيس و المطالبة بمحاسبته و عزله و تغييره إن أخطأ/ و ألا أفزع من الكابوس اليومي الليلي: "حتطلع حتنزل حجيبلك جماااااااااال".. علمتني أمريكا ألا أيأس من أي عقبة قد تصادفني في حياتي، و أنني بالعزم و الإرادة القوية و دراسة الموضوع جيدا أستطيع تحويل كل الصعاب لمصلحتي بإذن الله .. تعلمت فى أمريكا أن القوانين قد تم سنها لكى يتم تنفيذها على الكبير قبل الصغير، وأن الذين يشرعون منتخبون من أبناء الشعب، وأن القائمين على تنفيذها موظفون فى خدمة الشعب... تعلمت أن الفساد موجود فى أمريكا ولكنه يُحارَب، والشخص الذي يثبت فساده منبوذ فى المجتمع، وإذا وقع تكثر سكاكينه، بما فيهم الرئيس و أسرته.. تعلمت أن الإجرام موجود أيضا فى أمريكا، ولكنه أقل كثيرا مما نشاهده فى أفلام العنف الأمريكية... وأذكر الآن عندما كنت فى مصر ولاحظت بعض الأخوة العرب يزورون مصر للمرة الأولى ويتعجبون بل ويصدمون عندما يدركون أن كل نساء مصر لسن راقصات أوغانيات، وأن كل رجالها ليسوا حشاشين... تعلمت فى أمريكا أن أستلف للمرة الأولى فى حياتى، فبيتى إشتريته بالسلف، وسيارتى إشتريها بالسلف وكل حياتنا بالسلف... وعندما حضرت إلى هنا وذهبت لشراء سيارة بالتقسيط طلبوا الإطلاع على تاريخى فى السلف، فقلت لهم أننى لم أستلف أى شئ فى حياتى، وأن أمى علمتنى منذ الصغر حكمة مصرية تقول: إللى ما عندوش ما يلزموش! وتعنى أنك إذا لم تملك ثمن ماتريد شراءه فإن هذا الشئ لا يلزمك، فقالوا لى: "الكلام ده عندكم فى مصر، هنا ضرورى يكون لك سابقة تعامل فى السلف، حتى نعرف إذا كنت تسدد أقساطك فى مواعيدها أم لا...." تعلمت فى أمريكا أن هناك شيئان لا يمكن الهروب منهما:'الموت والضرائب! تعلمت فى أ مريكا أن الرئيس المنتخب لزاما عليه أن يقدم إقرار ذمة مالية سليما بكل ما يملك قبل تسلم العمل و بعد الخروج من المنصب على أن "يحاسب حسابا عسيرا و ينقلب إلى أهله مطرودا محسورا" إن وُجِدَتْ أي شبهة تربح من مال الناخبين الذين انتخبوه .. تعلمت من أمريكا أن أغلب الأمريكان سذج فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ويصدقون كل ما يشاهدونه فى الفوكس نيوز والسى إن إن، وإذا سألت عن إسم وزيرة الخارجية الأمريكية فإن أغلبية الشعب الأمريكى لن يعرفوا أنها (غونداليسا رايس)، وهناك أغنية ريفية مشهورة عن أحداث 11 سبتمبر يقول فيها المطرب الشعبى المشهور آلن جاكسون: "إننى مجرد رجل بسيط أشاهد سى إن إن وأننى غير متأكد إن كنت أعرف الفرق بين العراق وإيران.." وتلك الأغنية أنتشرت إنتشارا كبيرا وخاصة فى الجنوب الأمريكى وتكساس، لأنها بالفعل تمثل جزءا لا يستهان به من ثقافة الشعب الأمريكى. تعلمت من الأمريكان أن الوطنية ليست فى الأغانى الوطنية، ولكن معاملتك لوطنك وكأنه بيتك، لذلك تجد قلة قليلة من الأمريكان يرغبون فى الهجرة من بلادهم، وأغلب شعوب الأرض المقهورة تريد الهجرة إلى أمريكا.. تعلمت أن أمريكا هى بلد مهاجرين، ولا يستطيع الخواجة بوش نفسه أن يدعى أنه أكثر'أمريكية' من مهاجر حديث مثلى لمجرد أن جده الأكبر قد هاجر قبلى... تعلمت أن الجالية اليهودية فى أمريكا تحظى من باقى الشعب الأمريكى بإحترام وأحيانا توجس وأحيانا غيرة وحسد قد تصل إلى حد الكراهية، وتعلمت أن يهود أمريكا بعلمهم وكفاءتهم وإتحادهم كأقلية قوية إستطاعوا السيطرة على نواح كثيرة مؤثرة فى الحياة الأمريكية، مثل أجهزة الإعلام والسينما والبنوك وشركات التأمين والبورصة والمحاما ة وغيرها... وتعلمت أن هذا هو السبب الأكبر فى أن واضعى السياسة الأمريكية يعملون لإسرائيل ألف حساب (ظالمة كانت أم مظلومة) وتعلمت أيضا أن العرب والمسلمين فى أمريكا لا يستطيون العمل كفريق واحد لحماية مصالحهم، حتى أنهم لا يستطيعون الإتفاق على بداية ونهاية شهر رمضان ومازلت أتعلم فى أمريكا حتى اليوم، وكلما أشاهد أو أتعلم شيئا جديدا أهتف فى أعماقى وأقول: ياسلام لو كان ده عندنا فى مصر....! واخير هذا ما قاله مهاجر مصرى عن امريكا م ن ق و ل |
العلامات المرجعية |
|
|