اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #286  
قديم 06-11-2013, 02:17 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة young7952 مشاهدة المشاركة
معلومات لطيفة، وذلك بفضل لتقاسم.


شكراً علي مرورك الكريم
رد مع اقتباس
  #287  
قديم 06-11-2013, 04:09 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

مسجد الكتبية بمراكش - المغرب








  • الاسم : جامع الكتبية
  • المكان : المغرب، مراكش
  • تاريخ/حقبة الإنشاء : 1160 م و 1195 م
  • مستلزمات الإنشاء : حجر، آجر، خشب
  • الديكور المعماري : خزف، جبس، خشب
  • الحجم : محيط قاعة الصلاة، 305 م، الصحن: ( 46 × 18،75 م) المئذنة: ارتفاع: 69 م ؛ عرض كل جانب: 12،80 م

بني جامع الكتبية بعد سقوط المرابطين والانتصار الكبير للموحدين في العاصمة مراكش سنة 1147م. قام الموحدون بعد ذلك بتحطيم المباني الدينية التي أسسها المرابطون لتحل مكانها مساجد جديدة. فقد قام عبد المؤمن ببناء هذا المسجد على أطلال قصر الخليفة المرابطي علي بن يوسف، وعرف جامع الكتبية مرحلتين في البناء، المرحلة الأولى ( والذي كان فيه اتجاه القبلة موجها بشكل خاطئ) لم يتبق منه سوى بعض الآثار، والمرحلة الثانية (البناء الحالي) تحتفظ فيها المعلمة بنفس التصميم وبصومعته المبنية في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد. هذا البناء ذو الشكل الشبه المنحرف يعتبر من أكبر المساجد في المغرب.


تضم قاعة الصلاة سبعة عشرة بلاطة عمودية لحائط القبلة متخذة بذلك تصميما على شكل حرف (T) اللاتيني، وهو نفس تصميم مسجدي تينمل والقيروان. كان هذا النوع من التصميم معروفا في بلاد مابين النهرين في القرن 9م مثل مسجد أبو دولف بمدينة سامراء (العراق)، وهو نتاج البلاطتين الكبيرتين المشتملتين على خمسة قباب، إحداهن توجد في محور المحراب، أما الثانية فهي موازية لحائط القبلة.

يبدو أن هذه البنية هي من تأثير الفاطميين الذين عرفوا بالبلاطات المتعامدة لحائط القبلة والمضخمة بالقباب في نهاية القرن العاشر الميلادي.


ويفترض الباحث ك. كريسويل K. CRESWELL أن ثلاث قباب كانت تعلو البلاطة العمودية في مسجد الحاكم بالقاهرة، والأروقة الأربعة الموجودة في كل جهة صحن المسجد يمكن اعتبارها استمرارا للبلاطات الجانبية على شاكلة مسجد أبو دولف. كان الدخول إلى قاعة الصلاة يتم عبر الأبواب الجانبية الستة، والمحاطة بكتلة بناء مؤطرة لها.


ينتصب المحراب وسط حائط القبلة، وهو عبارة عن تجويف مفتوح على شكل عقد حدوي يعلوه قوس آخر متعدد الفصوص داخل إطار مستطيل يضم كذلك عقدا ذا حاشيات مزخرفة بوريدات بارزة. ميزت هذه الزخرفة العمارة الإسلامية في إسبانيا قبل أن تنتقل إلى الغرب المسيحي. تقوم نوازل العقود على طبلات محمولة بدورها على تيجان أموية أعيد استعمالها كما تم ذلك في عمارة المرابطين. تعلو داخل المحراب قبة ثمانية بمقرنصات تكون مع تلك الموجودة في البلاطة المحورية، وقبتي تينمل، النماذج الموحدية التي ما زالت محفوظة في المغرب. و تؤثث خمسة أقواس الواجهة العليا للمحراب.


زخرفت عقود البلاطة الأفقية وآخر عقد البلاطة المحورية بالمقرنصات. أما العقود الأخرى لقاعة الصلاة، المنكسرة والمتجاوزة، فهي محمولة فوق سواري مربعة من الآجر المطلي بالجبس، بدون زخرفة. وتقلل الدعامات الصغيرة الغائرة في الحائط أحجامها، وهي تحمل في أعلاها تيجان تضم زخرفة نباتية منظمة في صفين من ورقة الأقنثة المسطحة، أما الصف السفلي فيتلخص في شريط بسيط متعرج.


بالنسبة للتيجان القريبة من المحراب فهي تمثل استثناءا، فأوراق الأقنثة تمنح تصبيعات مختلفة، وإن يبدو كشكل قديم، فأنها شديدة الدقة. إن تيجان جامع الكتبية وجامع تينمل تسمح بفهم نشأة التيجان الأندلسية المغربية التي تطورت من نموذج مركب إلى تاج ذو عصابة زخرفية، انتشر بشكل كبير في عهد الخلافة الأموية بالأندلس وفي القرن 11 م. ونلاحظ تشابها كبيرا مع قصر الجعفرية في سرقسطة (القرن 11 م) المميز بزخرفته الغنية بالسعيفات التي تغطي التيجان القرطبية. كما أن زخرفة قاعة الصلاة في جامع الكتبية تنتمي لنفس أسلوب مسجد تينمل، الذي يتميز بقوته وبساطته وتراتبيته.

رد مع اقتباس
  #288  
قديم 06-11-2013, 04:13 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

مسجد حسان بالرباط - المغرب









يعتبر مسجد حسان الشهير من مآثر الدولة الموحدية برباط الفتح، ويقع على ربوة عالية عن سطح المحيط الأطلسي بثلاثين مترًا عن يمين الطريق الذاهبة من رباط الفتح إلى سلا، على الضفة اليسرى من وادي أبي رقراق في الجهة الشرقية من رباط الفتح، وأول ما يشاهده المسافرون في البواخر العابرة للمحيط الأطلسي إلى الدار البيضاء، أو العكس إلى طنجة، وكذا من أعلى الجو في الطائرات، منارته الشامخة العظيمة تعاند بإيمانها الصامد الراسخ تقلبات التعرية والزمان، فتذهله وتنقله إلى عالم التساؤل التاريخي.. من الآمر ببنائها؟ وفي أي تاريخ؟ ومن هو مهندسها؟ ويبقى الجواب عن هذه الأسئلة مرهونًا بزيارة المسجد وقراءة تاريخه.

يرجع تاريخ بناء مسجد حسان إلى عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي بعد رجوعه من الأندلس إلى المغرب، من معركة «الأرك» التي انتصر فيها على الفونصو الثامن ملك قشتالة في شهر شعبان عام 591 هـ يوليو 1195م، فبعد مسجد القصبة القديم الذي بناه عبدالمؤمن بن علي سنة 445هـ، أراد أن يكون بناء مسجد حسان من أكبر مساجد العالم الإسلامي، ومنارة الأعضم المضروب به المثل في الضخامة وحسن الصنع، فسخر في بنائه ونقل حجارته 700 أسير من أسارى معركة الأرك.

ويرى أحد المؤرخين أنه أضيف إلى مسجد حسان تذكار باسم بنيه، على أن هذه النسبة يحيط بها الغموض، ولكن أرجح الروايات تذكر أن حسان مهندس أندلسي، ووضع تصميم المسجد والمنار، وأشرف على ما شيد فيه، وليس هناك ما يؤكد أن المهندس شارك في تصاميم أخرى بالمغرب، ويوجد ضريح حسان هذا في مقبرة صغيرة قرب المسجد.

وقد اختلف في تحديد مساحته، وعرضه، وطوله، فبعض المؤرخين يرى أن مساحته 2600 متر مربع، وطوله 180 مترًا، وعرضه 142 مترًا، وبه 12 بابًا، ومنهم من يرى مساحته 2500 متر مربع، ومنهم من يرى مساحته 2552، وطوله 183 مترًا، وعرضه 139.40 مترًا، وتبلغ مساحة قاعة الصلاة وحدها أكثر من 1962 مترًا مربعًا، وعدد أعمدته أربعمائة، ومحيط السارية ثمانون سنتيمترا، وعدد أبوابه ستة عشر بابًا، ومحرابه ثلاثة أمتار طولا ومثلها عرضًا.

ومنارته(صومعته) شبيهة بمنارة الخرالدا بإشبيلية وجامع الكتبيين، وتم تشييدها في عهد يعقوب المنصور الموحدي عام 591-592هـ، وصومعة حسان مسافتها للمحراب في خط مستقيم، يبلغ كل جانب من المنارة 16مترًا، وارتفاعه 44 مترًا، وهي الباقية من المئذنة، وقاعدتها مبنية بالحجر المصقول والمنضد ببالغ العناية والبراعة، وهي تضم غرفا إلى علو ستة أدوار، وفي داخلها طريق صاعد مائل ميلًا بطيئًا بحساب هندسي جميل، ويصعد إليها دون درج، وكانت الدواب حينئذ عند الضرورة تصعد بجميع ما تحتاج إليه.

وأمر يعقوب المنصور بجلب الماء إلى مسجد حسان في قنوات من مسافة 20 كلم طولًا، من عين غبولة، ويجهل الطريق التي كانت تمد الجامع بالماء، بصرف النظر عن الآبار الموجودة بالصحن الكبير غير أنه من الثابت بالمسجد وجود آبار داخلية لحفظ المياه وتصريفها، وتعتبر صومعة حسان الثالثة بعد خرالدا بإشبيلية والكتبية بمراكش وعلوها جعلها أفخم منارة برباط الفتح.

يبلغ عرض السور 1.5 متر وعلوه 9 أمتار، وكانت تحاذي سور القبلة عدة أبراج للزينة وحفظ التوازن في آن، وكان المحراب منحرفا بعض الشيء من القبلة، وتختلف زخرفة تيجان الأعمدة، فبعضها يشبه تيجان أعمدة قرطبة، والباقي يشبه تيجان باب الرواح برباط الفتح، وكانت الأبواب في غاية الضخامة يتجاوز علوها 10 أمتار.

ويمتد الصحن الكبير مسافة 1139 مترًا، وتحاذيه أروقه تمتد جانب سور الجامع من الشرق والغرب.. ويبلغ مجموع أساكيب بيت الصلاة 18 ثلاثة في الجنوب وسبعة في الشمال، ويحتوي على 19 بلاطا، والأساكيب الوسطى التي يجاوزها صحنان صغيران، فتشتمل على بلاطة بقطع النظر عن الأروقة الجانبية.

وقد ذكر أحد المورخين أن عدد بلاطات هذا المسجد كانت 21، سعة البلاطة الواحدة خمسة أمتار، فكان عرضه عند الصلاة في ذلك الجامع 105 أمتار أما جوفه أو عمقه فيتكون من 5 أساكيب موازية لجوار القبلة، وكانت للجامع منجبات يمنى ويسرى وخلفية.

وقد اختلف المؤرخون في إتمام بناء المسجد فمنهم من يرى أنه لم يتم بناؤه في عهد يعقوب المنصور الذي توفي عام 595هـ، ولا حتى في عهد ابنه عبدالله محمد الناصر لدين الله يعقوب المنصور الذي اهتم بغزو الأندلس، وما لحقه من انهزام في معركة العقاب في 15 صفر عام 607هـ والمتوفى في أواخر ذي الحجة عام 609هـ، ولا حتى في عهد حفيده يوسف المنتصر بالله بن الناصر بن المنصور المتوفى عام 618 هـ، وسجل أنه كان غير تام سنة 621 هـ ومنهم من يرى أنه تم بناؤه كاملًا.

والذي بقي دون تسجيل عند المؤرخين للفصل في الاختلاف، وتثبت الحقيقة التاريخية بصفة قطعية عدم تعرضهم لذكر العوامل الطبيعية وغيرها التي أدت إلى انهيار سقفه والجزء العلوي من المنارة وأسوار وأبواب مسجد حسان!

وما تبقى من آثار مسجد حسان من أعمدة وأسوار ومن المنارة العجيبة، من أعجب الفن المعماري الأندلسي المغربي، وإلى عهد قريب كان يسمح بالصعود إلى المنارة للتمتع بالرؤية الشاملة للعدوتين الرباط وسلا، ولظروف أمنية أقفل باب المنارة حفاظًا على سلامة الزائرين من السقوط من أعلاها، والاكتفاء بالتملي في عظمتها من أسفل أرضية المسجد.


وفي عقد المغفور له الحسن الثاني في السبعينيات، شيد بجانبه معلم تاريخي عظيم وهو ضريح المغفور له محمد الخامس، وشملت عناية المغفور له الحسن الثاني مسجد حسان فبلط، والعناية بأسواره، وأحيط بالحدائق وإقامة الصلوات الخمس، وإقامة خطبة الجمعة بمسجد الضريح.

ويشكل ضريح المغفور له محمد الخامس، وبقايا آثار مسجد حسان مفخرة معمارية عظيمة جمعت روعة جمالية الفن المغربي والأندلسي بعدوة رباط الفتح، وسجلها تاريخ المغرب الوسيط والمعاصر بمداد الفخر والاعتزاز.

ما بقي من أثار المسجد من أعمدة وأسوار من أعجب الفن المعماري الأندلسي المغربي.
رد مع اقتباس
  #289  
قديم 06-11-2013, 04:19 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

مسجد مولاي اليزيد بمراكش - المغرب









يوجد مسجد مولاي اليزيد في قلب الحي الشعبي القصبة بمراكش، وهو غير بعيد عن مسجد الكتبية، ومجاور للإقامة الملكية الحالية ، تصل اليه عبر زقاق ضيق من أزقة المدينة القديمة داخلا اليه من «باب أكناو» البديع الصنع، قبل أن تفاجأ بساحة كبيرة تمتد على طوله جدار المسجد، والى جانبه عدد من المآثر التاريخية أهمها قبور السعديين.

يعتبر هذا الجامع من اكبر المساجد في المدينة بمساحة تقدر بحوالي 6500 متر مربع، وأحسنها هندسة ورونقا، وقد سمي على مر التاريخ بأسماء متعددة منها جامع المنصور نسبة إلى مؤسسه يعقوب المنصور الموحدي ، أو جامع القصر، أو الجامع الأعظم الأعلى أو الجامع الكبير أو الجامع الأعلى، ويحلو للمراكشيين الآن أن يسموه مسجد مولاي اليزيد رغم أنه اشتهر سابقا بمسجد القصبة. الداخل إليه يشعر بطمأنينة كبيرة جدا تزيد بزيادة سقفه العالي جدا. كان فألا حسنا على المسلمين الذين كانوا يستعدون عند بداية تشييده سنة سنتي 581هـ للإبحار إلى الأندلس لخوض المعركة الشهيرة «غزوة الأرك»، فلما رجعوا وجدوه قد شيد في أحسن صورة، ففرحوا بنصرهم، وفرحوا ببناء الجامع الأعظم أيما فرح، وقد أنفق فيه مؤسسه على مدى خمس سنوات أخماس غنائم المعركة.

وللجامع الحالي أربعة أبواب عمومية، في حين ذكر المؤرخون أنه كان له سبعة ابواب وباب خاص بالسلطان ، عندما تصل إلى قاعة الصلاة تجد أحد عشر بلاطا تعامد حائط القبلة، وعرضها ثلاث سقائف اخرها على هيئة البلاط، تعلوها ثلاث قباب واحدة امام المحراب، والثاني والثالث عن يمينه ويساره، وما تبقى من الساحة صحن عظيم.أما واجهة المسجد فعلى قدر من الضخامة، تتوجها شرفات مسننة، وهي مقسمة على عدد البلاطات بداخل الجامع، وذلك بابراز انكسار أقواسه ، وتحيط بهذه الاقواس أعمدة مثقلة بالنقوش.

أما محراب الجامع فهو واسع عريض ، يقوم على أربعة أعمدة من حجر كريم، تعلوها أحجار أموية بديعة، وبه اربعة اعمدة أخرى منتصفة تحمل الإطار الفخم للقوس، عليها تيجان، مثلها تحمل إطار العقد ولوحة المحراب، والإطار غاية في الفخامة. اما المنبر فكان عبارة عن قطعة اثاثية جليلة ، وهو أقل مهابة وضخامة من منبر الكتبية، فهو من البساطة وزخارفه الزهرية.

وقد شيدت المئذنة في الركن الشمالي الغربي من الجامع، مربعة القاعدة ضلعها 8,8 متر، ملساء إلى حدود سقف الجامع، ومزخرفة بعد ذلك إلى القمة، حيث افريز من الخزف يسطع نورا، نحفه عصابتان افقيتان، على كل جهة ثلاث عقود مفصصة، تقوم على أعمدة وتيجان مزخرفة، وتحيط بثلاث نوافد مصطفة في خط واحد.

كل هذا الجمال وكل هذا الاشعاع أغاظ بعض أسارى النصارى الموجودين في المدينة وارادوا بالجامع والسلطان شرا ، في سنة 981هـ حفروا في خفية تحت الجامع حفرة ملؤوها بالبارود ووضعوا فيها فتيلا تسري فيه النار على مهل كي ينقلب الجامع بأهله وقت الصلاة، فانهدمت القبة الواسعة وانشق مسارها شقا كبيرا ما زال ماثلا إلى الآن، وقد جدد الجامع في عهد السلطان محمد بن عبد الله ثم السلطان مولاي عبد الرحمان، وهو الآن مغلق في وجه العموم وتجري فيه الآن أشغال ترميم عظيمة، تشمل ترميم الواجهة الجنوبية للمسجد، وترميم الأسقف والقباب وتدعيم أرضية وجدران المسجد، وترميم العناصر الزخرفية على الخشب والجبص، وتأهيل الشبكة الكهربائية والصوتية، كما يتم تهيئة الساحة المجاورة له بخلق مناطق خضراء وتجهيز النافورات وتزويدها.
رد مع اقتباس
  #290  
قديم 07-11-2013, 11:36 AM
الصورة الرمزية رابعوية و افتخر
رابعوية و افتخر رابعوية و افتخر غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 140
معدل تقييم المستوى: 12
رابعوية و افتخر is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله ما شاء الله
__________________
صعب تتلون مصر كلها بلون واحد عشان كدا احنا مختلفين فى وجهات النظر بس لسبب واحد وهو تقدم هذه البلد ( اللهم احفظ دماء المصريين جميعا يا الله )
رد مع اقتباس
  #291  
قديم 07-11-2013, 01:03 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابعوية و افتخر مشاهدة المشاركة
بسم الله ما شاء الله


شكراً علي مرورك الكريم
رد مع اقتباس
  #292  
قديم 07-11-2013, 01:11 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

المسجد الأعظم بسلا - المغرب









في الربوة العليا من مدينة سلا المشرفة على المحيط الأطلسي من جهة و وادي أبي رقراق من جهة ثانية، يقع المسجد الأعظم الذي أسسه بنو القاسم بن عشرة جوار دورهم وقصورهم عام 420، وذلك على عهد دولة مغراوة التي خلفت دولة الأدارسة، وكانت تلك الربوة قبل أن تعرف بطالعة سلا تسمى حومة الجامع وبها كانت دور بني العشرة كما كانوا يعرفون بالعشريين حسبما جاء في كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار.


يندرج المسجد الأعظم بسلا أو ما يعرف لدى الساكنة السلاوية بالجامع الكبير ضمن المآثر الروحية والعلمية التي تميز المدينة، ويعتبر من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، جرى توسيعه وإعادة بنائه في عهد السلطان الموحدي يعقوب المنصور سنة 593/1196، وكان أول من ولي الخطبة فيه على عهد مؤسسه يعقوب المنصور الفقيه أبا محمد عبد الله ابن سليمان الأنصاري قاضي مدينتي سلا ورباط الفتح.


أقيم المسجد الأعظم فوق مساحة شاسعة تزيد عن 5070 مترا مربعا، تغطي مربعا منحرف الشكل، وتضم ساحته أسوارا عالية، قاعتين للصلاة وثلاثة صحون ومجموعة من الملحقات، وجاء كباقي المساجد الموحدية ليضاهي أكبر الجوامع الإسلامية بأعمدته العالية وأقواسه المختلفة الأشكال وتصميمه المحكم.



يتوفر المسجد على خمسة أبواب موزعة على مختلف الواجهات، نذكر منها بابين رئيسيين، يوجد الأول بالجهة الجنوبية الشرقية وينفتح بجانب المحراب بواسطة قوس منكسر، تزين ظاهره عقود مصففة، تعلوها نقيشتان تحتضنان زخرفة خطية "الملك لله" تسجيلا لوظيفته الثانية المتمثلة في استعماله كمقر للقضاء، وتذكيرا للقضاء والمتقاضين الذين كانوا يقصدونه للجلوس لرد المظالم، أما الباب الثاني فينفتح في وسط الواجهة الشمالية الغربية، ويتميز ببساطة زخرفته وانسجام خطوطه.



بيت الصلاة: يتكون من ثلاثة عشر بلاطا متعامدا مع جدار القبلة، يضم دعامات وأقواس عالية ضخمة مختلفة الأحجام والأشكال، كتلك التي اعتمدت في باقي المساجد الموحدية مثل الكتبية بمراكش والمسجد الكبير بمدينة تازة.



الصحن الرئيسي: تنفتح قاعة الصلاة في واجهتها الشمالية الغربية على مربع منحرف الشكل يمثل الصحن الرئيسي للمسجد، هذا الأخير تحيط به صفوف من الأقواس المنكسرة المتجاوزة تتوسطها في الواجهة الجنوبية الشرقية عقود مزدوجة تساهم في تحديد موقع المحراب.



الصحنان الجانبيان: يزيدانه تناسقا واتساعا مما يسمح بتصنيفه ضمن المساجد الكبرى في العالم الإسلامي. يحتل هذان الصحنان الجانبيان الواجهتين الجنوبية والشمالية للمسجد، ويغطيان مساحتين مستطيلتين تشكلان امتدادا للأروقة الجانبية. تشابه تصميمهما بذلك الموجود بمسجدي حسان بالرباط والقصبة بمراكش، يطرح عدة تساؤلات عن أصل هذين الصحنين وتاريخ بنائهما. فقد حاول البعض ربطهما بالمسجد الفاطمي بالمهدية بتونس التي دخلها أبو يعقوب يوسف منتصرا، أما البعض الآخر فيرى فيهما ما يذكر بالزيادات التي عرفها مسجد سامراء بالعراق وابن طولون بمصر.



الزخرفة: من الصعب الحديث عن الزخرفة الأصيلة للمسجد الأعظم بسبب تعرض جل مكونات هذه المعلمة إلى ترميم لم يأخذ في غالب الأحيان بعين الاعتبار أهمية المحافظة على البنيات الأصلية للبناية، مما أدى إلى تغيير جذري لعناصرها، فيما يخص الخاصيات المعمارية لجدار القبلة وللمحراب والقبب التي طورت من طرف حرفيي الموحدين لتزيين مساجدهم.



واحتفاءا بتاريخ المسجد العريق والذي يزيد عن ألف سنة، تم التحضير لكتاب يحمل عنوان "الذكرى الألفية للمسجد الأعظم بسلا"، بتعاون بين جمعية أبي رقراق ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكتاب تم طبعه ليصبح مكتملا قبل 7 سنوات في حفل تقديمه برحاب جمعية أبي رقراق.
رد مع اقتباس
  #293  
قديم 07-11-2013, 01:22 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

المسجد الأعظم بطنجة - المغرب














من المعروف تاريخيا أن احتلال طنجة قد أحدث شرخا فظيعا في تاريخها، وذلك لكون المدة الزمنية الطويلة التي ظلت فيها تحت حكم البرتغال أولا، قم في يد الإنجليز بعد ذلك ثانيا، فصلتها عن الحركة العلمية الأدبية التي كانت في الحواضر المغربية الأخرى، وعليه فلا نعجب إن لاحظنا اختفاء طنجة خلال المدة المذكورة من كتب الرجال، وهي مصنفات تبرز أكثر من غيرها النشاط العلمي. وليس من المبالغة في شيء، القول بأن طنجة الحالية التي يبتدئ تاريخها بالعصر الإسماعيلي لا صلة لها من حيث آثارها الإسلامية من مساجد وغيرها بطنجة التي دخلها البرتغال عام 869 هـ، وذلك لكون البرتغاليين قد عمدوا، عند دخولهم إلى المدينة، إلى تخريب مساجدها، وأقاموا كنائسهم مكانها، وانمحت بذلك آثار طنجة الإسلامية، ومن سخريات الزمن أن الانجليز لما تسلموا طنجة من يد البرتغال، في قصة معروفة، عمدوا إلى تخريب الكنائس البرتغالية، ولم يتركوا من سبع عشرة كنيسة كانت للبرتغال إلا واحدة، فكانت حملة التخريب هذه ثاني حملة تشهدها المدينة، وأما الحملة الأخيرة فقد تعرضت لها المدينة لما اشتد حصار المسلمين على الإنجليز بها، وأيقنوا أن لا قبل لهم بمقاومة المسلمين، فلم يخرج الانجليز من طنجة إلا بعد أن خربوا بناياتها ، هكذا يتبين أن كل مساجد طنجة وزواياها وأبنيتها، بشكل عام، لا ترقى إلى ما قبل سنة 1095 هــ وهو تاريخ استرجاع المدينة من يد الانجليز على يد السلطان مولاي إسماعيل رحمه الله.


واستعادة طنجة وما صاحبه من بطولات ملحمة من ملاحم التاريخ المغربي العظمى، التي لا يمكن إلا الإلمام ببعض ملامحها، لما لذلك من صلة حميمة لما نحن بصدده، ويحدثنا التاريخ أن المغاربة لم يتوقفوا عن محاصرة طنجة بغرض طرد العدو منها، وذلك طوال المدة التي كانت المدينة أسيرة فيها، وكانت للمجاهدين وقائع دونها التاريخ، وأثمر ذلك أشعارا وأزجالا عنيت بها كتب الآداب وأضرابها.


كان السلطان المولى إسماعيل جعل على رأس اهتماماته السياسية تحرير الثغور المغربية من يد البرتغال والإسبان والإنجليز، وقد تمكن بالفعل من تحرير العرائش، وأصيلا، والمهدية، وحاصر سبتة، فكان القتال لا ينقطع عنها صباحا ومساء، وطال الأمد، حتى إن السلطان، رحمه الله، اتهم القواد الذين كانوا على حصارها بعدم النصح في افتتاحها، لئلا يبعث بهم بعدها إلى البريجة فيبعدوا عن بلادهم، مع أنهم سئموا كثرة الأسفار ومشتقات الحروب.


أما بخصوص فتح طنجة وإعادة بنائها، وبناء مساجدها وسورها فيقول الناصري :"عقد السلطان المولى إسماعيل، رحمه الله، للقائد أبي الحسن علي بن عبد الله الريفي، على جيش المجاهدين، ووجهه لحصار طنجة، فضيقوا على من بها من النصارى وطاولوهم إلى أن ركبوا سفنهم، وهربوا في البحر، وتركوها خاوية على عروشها" ونقل الناصري عن "البستان" أنه "لما ضاق الأمر عل النصارى الذين بطنجة، وطال عليها الحصار خربوها وهدموا أسوارها وأبراجها، وشرع قائد المجاهدين علي بن عبد الله الريفي في بناء ما تهدم من أسوارها ومساجدها".


هذا وينص عبد الكريم الريفي في كتابه :"زهر الأكم" على أن السلطان المولى إسماعيل أمر أبا الحسن علي الريفي، على ثغر طنجة، وذلك بعد ابن عم له، واسمه عمر بن حدو، وكان هذا قد أخذ بساتين طنجة، وقصبة مرشان، ودار البارود، ثم إن أبا الحسن الريفي سارع إثر تنصيبه أميرا على ثغر طنجة من قبل السلطان المولى إسماعيل إلى فك أسر المدينة من وثاقها "وكان فتحها، كما ذكرنا سنة 1095 هـ ثم بنى بها مسجدا، وبنى المسجد الأعظم بالمدينة. وأقام به الخطبة أيضا، فصارت حاضرة البر والبحر، وأمر السلطان، رحمه الله، بعمارة ثغر طنجة وبتحصينها، وأسكن فيها وجوه القبائل وجمعا عظيما من أهل الريف".

يتحصل من كل هذا أن المسجد الأعظم بمدينة طنجة تم بناؤه على يد أبي الحسن علي الريفي، المقدم من قبل السلطان المولى إسماعيل على المدينة، وبذلك فإنه معلمة من معالم هذا السلطان الجليل.


ولم تتأخر طنجة كثيرا عن الالتحاق مرة أخرى بباقي الحواضر المغربية، فقد تمكنت، في ظرف وجيز، من استرداد مجدها في العلوم والآداب، واستطاع ولاتها الريفيون أن يجلبوا عددا من العلماء والشعراء إليها، فتحلق حولهم الشعراء يمدحونهم ويمدحون معهم ولي نعمتهم : السلطان المولى إسماعيل، كما في الأبيات الآتية / زهي من شعر الشاعر محمد بن الطيب الشلوشي :

وبالحـي حوراء المحاجر لو بدت *** لشمـس الضحى مدت إليها الأنامل

أبيـــت وجفني ساهر (ومكلم) *** وأضحــى وطرفي بالمدامع هامل

إلى الله أشكو طول بيني وغربتي *** لأن الهـــوى شغل لقلبي شاغل

أداري الهوى عنها وأخضع للعدى *** وأخشـــى عليها ما تجر الغوائل

ذهلـت عن الأوقات وجدا وحسرة *** وقد كان قبل الحب ذهني غافل

فقلــت لهــا مهلا علي فإنني *** علــى كل حال عن جنابك راحل

إلى أن يقول :

أمــولاي إسماعيل جيشك غالب *** بنصر من المولى على من يخاذل

تنــادي الذي لباك طوع إجابة *** بعــزم وقوم أعقبتها الصواهل

ســـري كمي، جامع لخصاله *** تقـــي، جلي، كامل، يتطاول

سليل كرام من ذوي السمر والقنا *** لقــد عجزت عنهم نمير ووائل

لقد ضربوا في المكرمات بأسهـم *** وهـم حيث ذكراهم غلينا الأوائل



وتتوالى عناية الملوك العلويين بالمسجد الأعظم بطنجة، فوقفوا عليه الأوقاف وحبسوا الكتب، وذلك ما سنرى بعضه في حينه، ونكتفي، الآن، بالإشارة إلى أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله حبس على المسجد الأعظم بطنجة عددا كبيرا من الكتب، وسنأتي على ذكر بعضها في حينه كذلك.

رد مع اقتباس
  #294  
قديم 07-11-2013, 01:29 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

إن اتساع العمران في طنجة أدى إلى التفكير في توسعة المسجد الأعظم فيها، وكان السلطان المولى سليمان هو الذي أمر بإصلاح المسجد الأعظم بطنجة، وعناية هذا السلطان رحمه الله، بإصلاح المساجد وملحقاتها في جميع بلاد المغرب معروفة. فمن المساجد التي أمر بإصلاحها مسجد أبي الحسن بن غالب، وضريحه في مدينة القصر الكبير، ومسجد صفرو، ومسجد وجدة، ومسجد وزان، ومسجد تطوان، ومسجد أصيلا، ومسجد الجزارين بسلا، والمسجد الأعظم بالرباط، ومسجد أبي الجعد بتادلا، والمسجد الأعظم بمراكش، وذلك إلي مساجد أخرى كثيرة، ومنشآت تتصل بحياة الناس الدينية أو الأمنية.

وقد وقع تجديد المسجد الجامع بطنجة على يد السلطان المولى سليمان سنة 1233، قال الضعيف في تاريخه :"وفي يوم الأحد الثاني من رمضان حج السلطان – يعني المولى سليمان – من طنجة إلى مكناس بعد أن بعث للمعلم الحسن السوداني والحاج قاسم الفاسي الرباطي لأجل بناء الجامع الكبير ، وكان السلطان المولى سليمان قصد طنجة، وكان أمر تطوان قد استعصى عليه، وذلك في حركة بسط القول فيها الناصري، وكانت تلك الحركة في حدود 1232 هـ، وقد كتب فوق باب المسجد الأعظم بطنجة : النصر والظفر والأمان لأمير المؤمنين مولانا سليمان، فاتح عام 1233.

وعناية مولاي سليمان بالمساجد لم تكن تقل عن عانيته بالعلم والعلماء، وأخبار ذلك كله تطول، وكان السلطان مولاي سليمان معدودا من العلماء، وله مشيخة جمعها له أبو القاسم الزياني، ثم اختصرها الفقيه محمد التهامي بن المكي ابن رحمون في كتاب بعنوان :"الدر والعقيان فيما قيدته من جمهرة التيجان"، وعنوان الفهرسة الأصيلة :"جمهرة التيجان، وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمرجان، في أشياخ أمير المومنين مولانا سليمان".

كان إصلاح السلطان المولى سليمان للمسجد الأعظم بطنجة ثاني إصلاح لهذا المسجد، بعد الإصلاح الأول الذي تم على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله له، كما تؤكد ذلك نصوص الوقف على هذا المسجد.

وفي عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله تم تشييد المدرسة التي تقع في واجهة المسجد الأعظم، وكان ذلك في حدود سنة 1191 هـ.

ولما زار جلالة الملك الحسن الثاني مدينة طنجة سنة 1962 أمر بإصلاح المسجد الأعظم فيه وبالزيادة فيه، وتوجد قرب باب المسجد رخامة كتب فيها ما يلي :

"أمر بتوسعة هذا المسجد الأعظم بمدينة طنجة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني، نصره الله، وقد تفضل أعلاه الله، فدشنه بتاريخ 17 صفر الخير عام 1382، موافق 20 يوليوز سنة 1962 حيث أدى فيه، حفظه الله، فريضة الجمعة، في موكب عظيم، وحفل حفيل".

وقد وقع الانتهاء من إصلاح محراب المسجد سنة 1384 هـ كما تثبت كتابة فيه، ونصها :

"أمر بتجديد هذا المحراب مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك الهمام، مولانا الحسن الثاني أدام الله عزه، وخلد في الصالحات ذكره، عام 1384 هـ".

وأما الثريا التي علقت في واجهة المحراب فهي حديثة الصنع، صنعها كما سجل عليها، المعلم العباسي المراكشي، سنة 1964م.

بعد هذا العرض الوجيز لتاريخ هذا المسجد الأعظم، نعود إلى جوانب أخرى من تاريخه، ونعني بذلك خزانته العلمية.
رأينا أن تأسيس هذا المسجد تم بعد فتح طنجة مباشرة على يد السلطان المولى إسماعيل، وأرخ صاحب زهر الأكم ذلك بتاريخ 1095، وكان بناؤه على خرائب كنيسة كانت بنيت عند احتلال طنجة على أطلال المسجد طنجة الأعظم القديم.


وتوالت عناية ملوك الدولة العلوية بهذا المسجد، وهكذا نجد السلطان العالم سيدي محمد بن عبد الله يقوم إضافة على إصلاح المسجد، بتحبيس عدد من الكتب عليه، ويعطي أوامره بشراء ساعة كبيرة، يفوق طولها طول الرجل، وذلك في سنة 1184 وهي ساعة عجيبة تحدد تقلبات القمر، بالإضافة إلى وظائف أخرى تؤديها الساعة، وأما الكتب التي حبسها هذا السلطان الجليل قدس الله روحه، فنورد عناوين بعضها ضمن هاتين الوثيقتين :

"تقييد الكتب الواردة من حضرة أمير المومنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل، نصره الله وأعزه، ونفعه بثوابها أمين، بقصد التحبيس والانتفاع بها في المسجد الأعظم بطنجة، حسبما هو مشهود على جميع المومنين المذكور، على أول ورقة من كل كتاب من الكتب المذكورة : (فمن) ذلك :

الحطاب، في خمسة أسفار، والإتقان في علوم القرآن، في سفر، الخميس في التاريخ (؟) جزء من المنذري، المناوي على الشمائل في سفر، المنهاج الواضح في كرامات أبي محمد صالح في سفر، مجموع شروح الصغرى في سفر، تأليف السيوطي في سفر، تخميس البردة في سفر، مسلسلات السيوطي جزء، النصيحة الكافية، الرسموكي، على الدادسية، الشفا : نسختان، غريب القرآن، حاشية على البخاري، الزرقاني في أربعة أسفار، الدمامني على البخاري، الجامع الصغير للسيوطي، سيدي يوسف الفاسي على السيرة، صون المنطق والكلام عن النطق والكلام، ابن النحاس في فضل الجهاد، النووي في الأذكار، أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب، نسخة، التسهيل لابن مالك، شرح دالية اليوسي، ابن غازي على الألفية، المنهاج في حديث المعراج، شرح البردة للألبيري (لعله الأليوري)، تحفة الظرفاء في اختصار الكلاعي، المجراد على ابن بري، حاشية اليوسي على المختصر، الشمني على الشفا، سفر، الجامع الكبير للسيوطي، ابن سيد الناس في المغازي...

مجموع ذلك كله سبعون سفرا، وفيها الصغير والكبير وبمحضر شهيديه ومعاينتهما حاز ناظر الأحباس وقته السيد الظاهر بن محمد اللغميش، وأدخل ذلك للخزانة بالمسجد المذكور على الوجه المذكور، شهد به عليه وعرفه في غرة ربيع الأول عام تسعين ومائة وألف.

وهذه وثيقة أخرى في نفس الموضوع ونصها :

" حبس مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله، والمعتصم بمولاه، سيدنا ومولانا محمد ابن سيدنا ومولانا عبد الله بن سيدنا ومولانا إسماعيل، نصره الله نصرا أعز به الدين، وأهان بوجوده الإشراك (المشركين) المتعدين، وفتح به وعلى يده، والله خير الفاتحين، وذلك خمسة وثلاثين سفرا، منها :

مصحف في سفر، مصاحف في سفرين، ذو الجلالين، الجامع الصغير، الشفا، أربع نسخ، النصف الأول من الشفا، شمائل المصطفى، شجرة نبوية، الجمان، التعليق على الشمائل لابن مخلص، دلائل الخيرات، ابن سيد الناس، جزء فيه ميارة على ابن عاشر، ابن هشام على الألفية، النصف الأول من القاموس، كفاية الطالب، تنبيه الأنام، تعليق على ابن حجر، السمرقندي نسختان، مقامات الحريري النصف الأخير من القلشاني، النصف الأخير من الكلاعي، شرح المنجور على المنهاج وما معه، المصباح في اللغة، نوازل البرزلي، الألفية، الرسالة، النصف الثاني من الزمخشري، هذا ما حبسه، أعزه الله، على المسجد الأعظم من ثغر طنجة، عمرها الله بدوام ذكره، جعله حبسا مؤبدا، وقفا مخلدا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين. ومن بدل أو غير، فالله حسيبه وسائله.

دفع جميع ما ذكر بواسطة من محبسه بيد ناظر الأحباس في حينه السيد أحمد بن محمد السوسي، المتولي انظر على الجامع المذكور من قبل من يجب، فحاز بمعاينة شهيديه، والتزم حفظه وصيانته وعدم تفويته، تقبله الله من محبسه، وبلغه مأموله والنفع به .. أوائل جمادى الثانية عام أربعة وثمانين ومائة ألف.

وهذا نص وثيقة تحبيسية ثالثة تخص الكتب أيضا :

الحمد لله، بحسب النيابة عن مولانا أمير المومنين أبي عبد الله سيدي محمد ابن مولانا عبد الله، نصره الله وأعلى أمره، سلم خديمه الفقيه الكاتب سيدي محمد الحيحي لناظر الأحباس وقته بثغر طنجة، حرسها الله بالعافية، أربعة عشر سفرا : سفرين منهم (كذا) محتويين على القرآن العظيم، في كل واحد نصفه، وسفرا واجد مصحفا كاملا، وسفرا واحدا مشتملا على شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسفرا آخر في شرح الشمائل المذكورة سفر واحد، كتاب السيوطي الصغير، وسفرا واحد مشتملا على جزء من كتاب الشفا للإمام عياض، وسفرا آخر مشتملا على كتاب الشفا له، وسفرا آخر فيه مقامات الحريري، وسفرين اثنين محتويين على ذي الجلالين، تفسير القرآن العظيم، وسفرا واحدا محتويا على كتاب ابن هشام، شرح ألفية ابن مالك، وسفرا آخر محتويا على الشجرة النبوية، ونبذا من الجمان في أخبار الزمان، وسفرا محتويا على بهجة النفوس، وسفرا واحدا على كتاب ابن سيد الناس، ليكون ذلك حبسا في الجامع المذكور، وذلك من المنوب عنه في الدفع : مولانا نصر الله، قاصدا فيه وجه الله العظيم. فحاز ذلك الناظر على الوجه المذكور معاينة، وأبرأ منه الدافع ..

في أواسط ربيع الثاني عام أربعة وثمانين ومائة ألف.

وقد تجمع بفضل ما حبسه سلاطين الدولة العلوية على المسجد الأعظم من كتب، وبما حبسه المحسنون من غيرهم مآت الكتب، فكانت خزانة المسجد الأعظم بطنجة عظيمة، وقد قام المستشرق مييراد، في بداية هذا القرن، بتقديم قائمة مطولة بالكتب التي كانت في خزانة المسجد الأعظم في طنجة ونقرأ ضمن تلك القائمة العناوين الآتية :

النصيحة لزروق، مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا للشمني، المعيار للونشريسي، اختصار مسلم للقرطبي، المنهاج الواضح، هداية المريد لعليش، الرصاع على الحدود، الفتوحات الإلهية، زروق على الرسالة، تنبيه المرام في بيان عالي المقام، تخميس البردة، سيدي يوسف القاسمي على السيرة، ابن النحاس في فضل الجهاد، أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب، تحفة الظرفاء في اختصار الكلاعي، شرح المجراد على ابن بري، حشية اليوسي على المختصر، رسائل ابن العربي في التوحيد، الجمان من تأليف الشطيبي محمد بن علي الزروالي المتوفى سنة 963، تعليق على الشمائل لابن مخلص، المنجور على المنهاج، نوازل البرزلي أبو الحسن الصغير على المدونة، تأليف في سياسة الرئاسة، تحفة اللبيب للحبيب، أخبار الدنيا وعجائبها، التتائي على المختصر، شرح التاودي على الأحاديث الأربعينية، مناقب الصحابة لابن أبي الخصال، الذكاة للزياتي، التاودي على ابن عاصم، ميارة على ابن عاصم... وهذه، لعمري، كتب نفسية جدا، ومما يزيد من أهميتها بالنسبة لنا، نحن المغاربة، أن قدرا غير قليل منها من تأليف أجدادنا المغاربة، وضياعها إن كانت ضاعت، لا قدر الله ، خسارة كبرى.

وفي الوثيقة التالية نقف على نص يطلعنا على الصورة التي كانت تتم بها عملية التحبيس تقول الوثيقــة :

"لما صدر الإنعام على مولانا أمير المومنين، ونعمة الله سبحانه على العالمين، قطب دائرة الرشاد، وركن السعادة والعماد : سيدنا مولانا الحسن بن أمراء (المومنين) وحماة بيضة الإسلام، جيلا عن جيل، قدس الله أرواحهم مع النبيئين والشهداء والصالحين، بتحبيس نسختين من صحيح سيدي البخاري المكتوبين بالقلم، على خزانة المسجد الأعظم من ثغر طنجة السعيد، كلأه الله، بالشهادة على كل سفر بخط العلامة سيدي عبد الواحد بن المواز وشكله، والعاطف عليه الشريف القدوة سيدي بن (كذا) محمد المدغري الحسني، لينتفع بقراءتهما من له أهبة، وانتخب، أيده الله، لتوجيههما الفقيه النبيه الكاتب الأديب سيدي إدريس بن سيدي محمد بن المختار... وورد صحبته، كتاب شريف على الفقيه العلامة الأفضل البركة الأمثل، المحدث النفاعة سيدنا القاضي الشريف الجليل سيد محمد التاودي السودي القرشي الحسني، بالأمر بحوز النسختين من الرسول المذكور، وتحويزهما للناظرين الأجلين الفقيه العدل السيد محمد مفرج، والطالب الأبر السيد أحمد بوصوف، والإشهاد عليهما بذلك حتى يصلا ليد قيم الخزانة، وكتب أيده الله للناظرين بأمرهما بذلك، وكان أيده الله كتب أيضا للخديم الأفضل البركة : سيدي الحاج محمد الطريس التطواني، يأمره بالحضور على ذلك (بقصد) التبرك، فامتثل جميع من ذكر الأمر الشريف، وحضروا بالمسجد المذكور، وحضروا (كذا) معهم عدول الحبس، وفر الله جمعهم، وحاز الناظران المذكوران النسختين الموصوفتين بكتاب سيدنا، ودفعاهما لقيم الخزانة المذكورة، وهو الفقيه الخير العدل : سيدي عبد الله الفلوس، وحازهما من يد الناظرين المذكورين، بمحضر جميع من ذكر، بشهادة شهيديه، فشكر الجميع صنيع سيدنا المنصور بالله، ورفعوا أيديهم، داعين لسيدنا بجميع الخيرات، طالبين من المولى جل علاه، نثره وتأييده في جميع الأحوال، وظفره بأعدائه اللئام، بجاه سيد الأولين والآخرين.

فمن عاين ما ذكر قيده شاهدا به على من ذكرهم.

وهذا نص آخر في الموضوع، وهو :

"الحمد لله وحده، نسخة من كتاب شريف هاشمي علوي منيف، افتتاحه :

الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

وبعده، الطابع الشريف داخله: الحسن بن محمد، الله وليه ومولاه.

ونص الخطاب :

خديمينا الأرضيين ناظري أحباس طنجة، حرسها الله، وفقكما الله، وسلام عليكما ورحمة الله.

وبعد : فترد عليكما نسختان من صحيح الإمام البخاري، وبخط القلم المغربي، بقصد تحبيسهما على خزانة المسجد الأعظم هناك لانتفاع طلبة العلم بالقراءة بهما على شرط، فنأمركما بوضعهما بالخزانة المذكورة على يد القاضي برسم التحبيس، تقبل الله، وقد كتبنا لك بذلك والسلام.



في 6 رمضان المعظم عام 1310".

هكذا كانت عناية ملوك الدولة العلوية بالمسجد الأعظم بطنجة، موضوع بحثنا هذا، ولا شك في أن توالي تحبيسهم لأنفس الكتب على خزانة المسجد الأعظم بطنجة قد جعل خزانة هذا المسجد من أغنى خزانات المساجد المغربية، إن لم تكن أغناها على الإطلاق، ونظرا للقدر الكبير من الكتب التي كانت خزانة المسجد الأعظم بطنجة تضمه فقد كان لها قيم خاص يقوم على حفظ الكتب، وكان هو الذي يتولى تسلمها من يد محبسيها، أو من يد من ينوب عنهم كما رأينا في الوثائق السابقة، وقيم خزانة المسجد الأعظم بطنجة كان له شأن كبير، آية ذلك أننا نجد في جملة من الوثائق التي بين أيدينا أن السلطان نفسه هو الذي كان يعينه ويختاره، وفي النص الآتي بيان ذلك :

"الحمد له وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله، وبعده الطابع الشريف، (به) نقش : عبد الرحمن بن هشام، غفر الله له، وبعد الطابع المذكور :

نفذنا، بحول الله وإفضاله، للشريف الفقيه السيد أحمد بن العلامة السيد عبد الرحمن الفلوس الإمامة بالجامع الأعظم بثغر طنجة، حرسها الله، وإمامة الأوقات الخمس بها، ومفتاح خزانة كتبها، والتدريس بها، وخطابة العيدين الفطر والأضحى، وعليه في ذلك بتقوى الله، والقيام بهذه الوظائف جهده..

وقد جعلنا له على ذلك إعانة عشرة مثاقل.. ونأمر الناظر أن يمكنه منها ولا يماطله، في 6 رجب عام 1238هـ".

ومن مظاهر عناية الملوك العلويين، رحمهم الله، بالمسجد الأعظم بطنجة كذلك، حرصهم على تعيين مؤقت المسجد، والمدرس به كما يتبين من الوثيقتين الآتيتين، نص الأولى :

الحمد لله، نسخة من كتاب الباشا سيد بوسلهام بن علي العرائشي، افتتاحه :

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، ونصه :

محبنا الرضي الطالب عبد السلام أبرودي، سلام الله عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. عن خير (كذا) سيدنا أيده الله، وبعد : فقد وصل كتابك، وعرفنا ما فيه من أن مصرية التوقيت قد كمل العمل فيها، فإن تم، فالفقيه المسفيوي يكون مؤقتا فيها، حسبما قدمنا لك، والمواكين قد كتبنا عليهم (كذا) لذلك إن شاء الله. واعلم أنا قد رتبنا للقاضي الفقيه سيدي محمد الهسكوري الذي عندكم هناك خمسة عشر مثقالا، يقبضها عن كل شهر من أحباس المسجد، فادفعها له، ليستعين بها على عياله في هذا الوقت،.. في 29 ذي الحجة الحرام عام 1266 هـ وبعده، طابعه المعهود منه داخله : خديم المقام العالي بالله بوسلهام بن علي، الله وليه...

ونص الثاني :

"الحمد لله وحده، نسخة من كتاب شريف علوي هاشمي منيف، افتتاحه : الحمد لله وحده. طابعه الشريف :

عبد الرحمن بن هشام غفر الله له :

خديمنا الأرضى القائد العربي السعيد : أرشدك الله، وسلام عليك ورحمة الله وبعد : فقد وصلنا كتابك فجر شروع السيد.. في سرد صحيح سيدي مسلم، بمسجد القصبة، وقد قدمنا لك أمرنا الشريف بأن يسرد الفقيه السيد أحمد الفلوس السفر الذي يكمله بالمسجد الأعظم، ليعم النفع. فنأمر ناظر الأوقاف بطنجة، أن يرتب لكل واحد منهما ثلاثين أوقية في كل شهر، إعانة لهما على ذلك. والله الموفق والمعين، والسلام.

في 5 ربيع الأول عام 1245 هـ".

وأخيرا فلعلنا من خلال الوثائق التي تعمدنا أفكار منها، عن تاريخ هذا المسجد العظيم، وهو كما رأينا مسجد أسس على تقوى من الله، مباشرة بعد فتح طنجة، ليكون فاتح عهد جديد في تاريخ هذه المدينة، وقد أدرك السلطان مولاي إسماعيل، بثاقب ذهنه، أن طنجة في حاجة، عقب الفتح، على أمرين اثنين، لن تقوم لها قائمة بدونهما : سور يحيط بها ويحميها من هجمات الأعداء، ومسجد يحصنها من الداخل ويعيد للمدينة تاريخها المفقود، أو يعيد المدينة، بعد أن فقدت، إلى تاريخها، وتوالت كما رأينا، عناية ملوك الدولة العلوية المجيدة بالمسجد، مدفوعين إلى ذلك بنفس الإيمان الذي كان السبب في تأسيسه، فحبسوا عليه الأراضي، وأغنوا خزانته العلمية، وتعهدوه بالإصلاح، وتتبعوا سائر أمور، فكانوا حريصين على اختيار المسؤولين عن القيام بشؤونه، وقد وقفنا على ذلك كله، فجازاهم الله أحسن الجزاء.
رد مع اقتباس
  #295  
قديم 07-11-2013, 01:39 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

المسجد الأعظم بشفشاون - المغرب









كان القرن التاسع الهجري ـ الخامس عشر الميلادي ـ بالنسبة للمغرب، عصر الأحداث والآلام، وعهد التدهور والانحطاط، ففيه سقطت دولة الأندلس (الفردوس المفقود) وفيه تكالب العدو على شواطئ المغرب، واحتل أهم ثغوره كسبتة وطنجة وما أليهما، ولم يكن هناك حاكم حازم، ولا ملك رشيد، بل كانت الفوضى تضرب أطنابها في طول البلاد وعرضها، وساد الجهل وانتشر الفساد، وضعفت الهمم، واستسلم الناس للخرافات والأوهام.


في هذا الجو المضطرب، وفي هذا الظرف الحالك، قام جماعة الأشراف العلميين، بشمال المغرب، يذبون عن حوزة البلاد، ويطاردون العدو في الجبال والأوهاد، وأسسوا جبهة قوية، يحسب لها حسابها، وظلوا رافعين راية الكفاح نحو قرن كامل، وفي حدود سنة 876 هـ نزلوا بسفح جبل أشاون ـ والشاون في لغة مازيغ : قرون الجبال، واختطوا مدينة شفشاون على بعد مسيرة يوم من جبل العلم (مسقط رأسهم) بقصد تحصين المسلمين، ورد عاديات العدو، وكان من أشهرهم ذكرا، وأبعدهم صيتا الأمير أبو الحسن علي بن راشد المتوفى سنة 917 هـ الذي بنى مدينة شفشاون الحالية، وشيد قصبتها، وأوطنها بأهله وعشيرته، ونزل بها الناس فبنوا، وصارت في عداد المدن المغربية . ومن هذا الحصن المنيع كان بنو راشد يوجهون إلى العدو ضرباتهم القوية، وهجوماتهم المتوالية، وكانت لهم جولات موفقة في ميدان البطولة خلدت اسمهم إلى الأبد، قال في المرآة ص 86/187 : (ولم يزل أولاده بها بين سلم وحرب، إلى أن حاصرهم الوزير ابن القادر بن محمد الشيخ بجيوش عمه الخليفة محمد الغالب بالله وصاحب شفشاون يومئذ الأمير أبو عبد الله محمد بن راشد، فلما اشتد عليه الحصار، خرج فيمن إليه من أهله وولده وقرابته، وساروا إلى أن وصلوا ترغة (من غمارة) ومنها ركبوا البحر يوم تاسع صفر 969 هـ واستقر الأمير بالمدينة المشرفة إلى أن مات بها) وفي أيام الأمير أبي عبد الله ابن رشد هذا وحوالي منصف القرن العاشر الهجري بنى الجامع الأعظم بشفشاون، بناه الأمير في جملة ما بنى إلى جانب قصبة والده المولى علي بن راشد، وقد كثر الواردون على شفشاون،وهاجر إليها جماعات من الأندلسيين، وقد أمرهم الأمير محمد بن راشد أن ينزلوا فوق ساقية العنصر، حتى لا يضايقوا السكان الأصليين في السقي، وأسسوا حومة خاصة بهم تعرف ـ إلى اليوم ـ بريف الأندلس، وكان بالقصبة مسجد صغير، لم يعد يفي بحاجة المصلين، فأصبح الناس في حاجة إلى جامع كبير، ويقع الجامع الأعظم بجنب برج القصبة يفصل بينهما الطريق المار على ربوة عالية تتربع على وطأة الحمام (السويقة) الحومة الأولى للبلد، وتطل على المدينة من سائر جهاتها، وكانت في الأصل موضع (أندر) لرجل من بني جبارة يدعى اللحيح، والجامع يتألف من قسمين: بيت الصلاة، والصحن ويشتمل بيت الصلاة على أربع بلاطات عرضية من الجنوب إلى الشمال، يفصل فيما بينهما عقود من نصف دائرة، متجاوزة بعض الشيء (أقواس بيضية تقوم على أعمدة، وهذه البلاطات تختلف عن بعضها البعض في الطول والعرض هكذا : (1) 30 و 15 على 40 و 2 م ـ (2) 30 ، 17 على 40، 2م ـ (3) و 75 16 على 75، 2م ـ (4) 50، 15 على 50، 2م) وللجامع أربعة أبواب :

1) الباب الرئيسي : وهو إلى جهة الغرب، ويسمى باب الحمراء.

2) باب الجنائز : وهو إلى جهة الشرق، وكانت تخرج منه الجنائز بعد الصلاة عليها داخل المسجد.

3) باب الوضوء : وهو إلى جهة الشمال، ويخرج منه إلى مكان الوضوء، ويقابله من الخارج باب القصبة.

4) باب المدرسة : وهو إلى جهة الجنوب، وينفتح إلى صحن المدرسة المجاورة للجامع، وعلى يسار الباب الرئيسي للمسجد مكان الصومعة، وكانت في أول أمرها مئذنة صغيرة غير مرتفعة، وأسس الأمير أبو عبد الله ابن راشد ـ إلى جانب الجامع ـ مدرسة صغيرة تتصل مباشرة بالجدار الجنوبي منه، وتعرف عند العامة بالمدبرسة، وتذكرها بعض الوثائق الوقفية بمدرسة شفشاون، والمدرسة على شكل مربع تحيط به بيوت لسكنى الطلبة وتتألف من طابقين أعلى وأسفل، بتوسطها صحن كبير في نحو 16 على 17م.


وفي وسطه فوارة (خصة) وتتخلله بعض الأشجار ولم يبق منها الآن سوى أشجار اللرنج، وينفتح في الجدار الجنوبي للجامع ـ كما أسلفنا ـ باب إلى المدرسة، وكان هناك ممر من المقصورة إلى المدرسة، وكان بالصحن إلى جهة القبلة رواق ومحراب صيفي (العنزة) وفي الإصلاحات الأخيرة للمدرسة أزيل كل ذلك، وسد الباب الذي كان يؤدي إلى المقصورة، ودفن بصحن المدرسة إلى جهة الشمال أبو عبد الله محمد الغالي بن الشاهد العلمي، وكان من المدرسين البارزين، تولى قضاء شفشاون أيام ابن عبد الكريم الخطابي، وكتب على رخامة فوق قبره أنه توفي ليلة الأربعاء 18 صفر عام 1348 هـ وبالقرب منه ابن عمه محمد العربي العلمي.


والباب الرئيسي للمدرسة في الجدار الغربي ـ إلى جهة الجنوب، ويقابله من الخارج دار القاضي (أبو الحسن الشريف العلمي النوازلي).


ومدخل المدرسة على هيئة مرفق منحن في تخطيطه، شأنه في ذلك شأن مدخل الدور المغربية، وبجانبي المدخل محكمة القاضي، وبيت العدول، ويؤدي المدخل من الجنوب إلى الميضاة، ومراحض الطلبة.


أما الجامع فظل على صورته الأولى إلى أن ولي قضاء شفشاون أبو العباس أحمد بن الشريف العلمي سنة 1012 هـ، وقد اتسعت دائرة المدينة، وتعددت حومات البلد، فكانت هناك ـ زيادة على حومة السويقة الحومة الأولى كما سبق ـ حومة ريف الأندلس، وريف الصائبين، وحومة العنصر، وحومة السوق، والخرازين وما إليها.


وربما كان لكل حومة مسجده الخاص، ولكن الجمعة للعتيق، وقد أضحى المسجد العتيق لا يتسع للمصلين، فاستأذن القاضي أبو العباس ـ وكان إماما وخطيبا ومدرسا بالجامع ـ سلطان العصر في توسعته، ولعله زيدان بن المنصور السعدي، وكان زيدان ـ وهو العالم الأديب ـ في حاجة إلى الدعاية وإلى من يلتف حوله من العلم والفضل، وقد انتثر عقد الدولة السعدية، وتنازع الملك جماعة من أبناء المنصور وإخوته . فأذن له زيدان في ذلك، وساعده بقدر كبير من مال الخراج واغتنمها فرصة لاستلال الضغائن ومحو الحزازات التي تركتها أعمال عمه الغالب بصفة خاصة فزاد القاضي في الجامع زيادة مهمة، وكان مما زاده في طول الجامع إلى جهة الشرق ـ أربعة بلاطات عريضة موازية لجدار القبلة.


وهي أطول من البلاطات الأولى، وعقودها أكثر ارتفاعا، وأوسع عرضا، وهذه البلاطات تختلف أيضا عن بعضها البعض في الطول والعرض هكذا : 5) 18م على 40، 2 ـ 6) 35، 19م على 40، 2 ـ 7) 20م على 45، 2 ـ 8 ) 65، 20م على 20، 3.


وتتقاطع البلاط الأخير المحاذي لجدار القبلة من المحراب إلى الجنوب عقود تتجلى فيها روعة الفن المغربي، وبطبيعة الحال فإن البلاطات الأربعة التي زيدت في الجامع، قد شغلت الصحن القديم، فكان من الضروري أن يقام للجامع صحن جديد، ويمتد الصحن على الجدار الشرقي في نحو 18م على 12م ومن أعلام شفشاون الذين دفنوا بهذا الصحن القاضي أحمد بن الحسين العلمي المتوفى سنة 1315 هـ وبجانبه ولده عبد السلام، وينفتح في الجدار القبلي للجامع بابان أحدهما على يمين المحراب، إلى المقصورة، والآخر على يساره إلى الصحن ويتوسط الجدار الشمالي مصلى النساء، وفي الإصلاح الأخير للجامع سد باب هذا المصلى، وجعل مكانه فوارة (خصة) للوضوء وقطع المصلى من المسجد وصار مع الأسف حانوتا لإسكافي، على أنه حجز النصف الشمالي من البلاط الأول لصلاة النساء بحاجز خشبي مما جعل المسجد يفقد شكله الهندسي، وصورته الفنية، وكم نود أن تكون هذه الإصلاحات التي تقام بالمساجد والزوايا تحت رقابة خاصة لإدارة فنية لها اختصاصها في الآثار القديمة، والفنون الجميلة، وكم يعز علينا أن يضيع الكثير منها بسبب التهاون والإهمال فمنذ سنتين أو ثلاث سقط جانب من صومعة مسجد (إشرافات) على بعد 35 كلم من شفشاون، وربما كان أقدم نسجد بالمغرب، بناه طارق بن زياد أيام ولاية ياصف بن عبد الملك بن أباد بن عثمان على هذه الجهات أواخر القرن الأول الهجري وقد هدمت الصومعة بالمرة، وأعيد بناؤها على شكل جديد، لا يتفق وصورة هذا المسجد التاريخي، وكم له من نظير؟ وجدران الجامع والمدرسة مبنية بالطيبة) وسقفها كباقي دور المدينة بالقرمود الأحمر ومن الداخل بالخشب المنجور المزخرف.

وفي أيام سلطة القائد أحمد الريفي على تطوان وشفشاون وما إليهما أدخلت بعض الإصلاحات على المدرسة، ونذكر بعض المصادر الأجنبية أنه في هذا التاريخ نقل إلى مدرسة شفشاون قدر كبير من الزليج والرخام الأندلسي.

وفي عهد ولاية القائد أبي محمد عبد القادر البردون البوفراحي على شفشاون أواخر القرن الحادي عشر، صنع منبر كبير للجامع، وثريا خشبية على شكل هرمي، علقت أمام المحراب، وقد كتب على لوحة بالدرج الأخير من المنبر : (الحمد لله صنع هذا المنبر السعيد سنة 1098 هـ)، وجدد تنميقه سنة 1351 هـ ) وكان للقائد الريفي عبد القادر البردون اهتمام زائد بالمدرسة وبالطلبة الساكنين بها.


وفي أوائل المائة الثالثة عشرة، اتسع عمران المدينة، وغدا الجامع الأعظم ـ وهو الوحيد ـ لا يكفي بالطبع لمئات المصلين، بل الآلاف، فأحدثت أغطية بجامع الخرازين، ومسجد ريف الأندلس ومما يلاحظ أن شفشاون منذ هذا التاريخ أصبحت تابعة لتطوان سياسيا، ولم تزل كذلك إلى اليوم إلا في فترات من التاريخ. وفي أيام الناضر محمد بن قاسم شهبون بنيت صومعة الجامع الأعظم بشفشاون وباع الناظر من أجل إقامتها بعض حوانيت الحبس بالسويقة، وقد استغرقت مدة البناء نحو سنتين، ويقال أن الذي تولى بناء الأجداد يروون للأحفاد قصته مع ولده الذي أخطأ في شيء من البناء، وقد أشرفت الصومعة على الانتهاء، فلطمه الوالد لطمة ألقت به من أعلى الصومعة فبقي معلقا وقد أقيمت الصومعة بمكان المئذنة الصغيرة على يسار الباب الرئيسي للجامع إلى جهة الجنوب كما سبق، وقاعدة الصومعة مربعة، ولكنها بعد أن استوت مع سقف الجامع في نحو ستة أمتار صارت مثمنة، وبجدرانها من الخارج فتحة ضيقة تشبه منافذ السهام، الغرض منها مد الدرج بالضوء، وينفتح في وسط المئذنة إلى جهة الجنوب ـ باب إلى غرفة المؤقتين، وقد بينت في الطابق الأعلى من المدرسة، وعلقت بها مجانات (ساعات) ويلاحظ أن أقدم هذه الساعات يرجع تاريخه إلى سنة 1256 هـ وفي نهاية المئذنة شرفات ويعلو سطح المئذنة (صار) في نحو خمسة أمتار مثمن كالصومعة وقد صعد معه عمود من حديد تعلق به الرايات التقليدية.


والصومعة آية الفن الأندلسي المغربي، وفي سنة 1255 أدخلت إصلاحات على مراحض المسجد وجر ماؤها في القواديس إلى الخارج. وكانت هناك خزانة تابعة للجامع، حافلة بالكتب العلمية والدينية، الغرض من تحبيسها القراءة والمطالعة والنسخ...

وقد لقيت هذه المؤسسات، سواء منها الدينية والثقافية، عناية فائقة من مختلف الطبقات، فكانت هناك أوقاف الجامع، والمدرسة، والخزانة، وكان للإمام والمؤذن والمدرس والخطيب أوقاف، وللطلبة أوقاف، وللقيم أوقاف وهلم جرا... وقلما تجد عائلة من العائلات أو شخصية من الشخصيات ليس لها وقف على الجامع أو المدرسة أو عليهما معا.
رد مع اقتباس
  #296  
قديم 07-11-2013, 01:41 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

ونجد في الطليعة أبناء راشد الأمراء، وأبناء عرضون قضاة شفشاون، وأبناء الشريف العلمي سدنة المسجد والمدرسة .. وقد تكاثرت الأوقاف داخل المدينة وخارجها، في القرية القريبة والنائية، وفي كل جهة من الجهات، اتسع نطاقها، وتنوعت مصالحها حتى لقد كان في بعض الأحيان، للجامع ناظر، وللمدرسة ناظر أخر. وإذا كان ملوك الدولتين الوطاسية والسعدية، حاربوا الأشراف العلميين، وهاجموا المدينة الراشدية غير مرة، وضايقوا أهلها، وحطموا بعض دورها، فقد كان للملوك العلويين اهتمام بالغ وعطف خاص على هذه المدينة وأهلها، وكان لهم أوقاف على مساجد شفشاون عموما، والجامع الأعظم بوجه خاص، ومن مظاهر هذا الاهتمام وهذا العطف ـ ما جاء في ظهير للسلطان محمد بن عبد الله مؤرخ بـ 9 قعدة عام 1183 ـ : يعلم من هذا الكتاب الكريم أننا أمضينا الأمر في الحمام الذي بمدينة شفشاون للجامع الكبير الذي هناك، وجعلناه من جملة أوقافها بحيث لا يتصرف فيه إلا ناظر الجامع المذكور، وصرف مستفاده من ضرورية الجامع كغيره من الأحباس، من غير منازع ولا معارض وكل من يرد على المدينة الشفشاونية من جميع القبائل بقصد الاستيطان والإقامة فهو من جملة أهلها يلزمه ما يلزمهم إجمالا وتفصيلا، وإن أقام بين ظهورهم شهرا أو دونه فهو منهم، ولا يطالب بوظيف مع إخوانه خارج المدينة، وأهل شفشاون منهم إلينا ومنا إليهم، ولا واسطة بيننا وبينهم، فهم خدامنا ومحسوبون علينا، ولهم منا ـ إن شاء االله ـ ما يحمدون عاقبته في الحال والمال والسلام. وأصدر السلطان محمد بن عبد الرحمن مرسوما يقضي بأن يجعل للجامع الكبير عشرة مثاقيل في كل شهر من مستفاد ((الكنطردات)) ويدفع لناظر الجامع الكبير وفي ميدان تشجيع العلم وأهله فقد أصدر السلطان المولى سليمان أمره بتنفيذ ثلاثين أقية في كل شهر للفقيه عبد السلام بن الأستاذ سعيد زنبار الجباري).

ويدل على مدى عنايتهم بهذه الأوقاف، التي تعتبر كضمانة للشعائر الدينية، وحرصهم الشديد على أن ما يضيع منها ولو درهم واحد ـ ما جاء في مرسوم للسلطان محمد بن عبد الرحمن مؤرخ بـ 22 جمادى الأولى عام 1281 هـ وبعد : فإن ميزانا للأحباس بأشاون كان ناظرها يحصل فيه ما بين السبعين والتسعين منقالا، ولما بيعت المستفادات المخزنية، حيز من جملتها وبيع، ولا بد أن تأمروا مشتري المستفادات بالشاون أن يدفع مائة وعشرين مثقالا للناظر من ثمن كراء المستفادات والأمثلة من هذا كثير. وللقائد الريفي عبد القادر البردون السالف الذكر عدة أوقاف على الطلبة الغرباء الساكنين بالمدرسة وكانت تصرف فوائدها عليهم في شبه نظام الخبرة بجامع القرويين وأسهم في هذا الميدان كثير المحسنين والمحسنات مما شجع إقبال الطلبة على العلم، وازدهار الثقافة والمعرفة بهذه الديار.
أما الخزانة فقد تنافس العامة والخاصة في الوقف عليها، وهناك طائفة من علماء شفشاون جعلوا مكتباتهم حبسا معقبا على خزانة الجامع الأعظم، ومن الوثائق الوقفية في هذا الصدد : الحمد لله حبس الواضع إسمه عقب تاريخه (القاضي محمد بن محمد البرنوس) على أولاد الذكور دون الإناث. جميع ما هو ملكه من الكتب الفقهية، والنوازل الشرعية، والأحاديث النبوية.. وغيرها من كتب العربية واللغوية ينتفعون بها بالقراءة والمطالعة فإن انقرض الجميع رجعت للمسجد الأكبر بشفشاون ينتفع بها طلبة العلم بالمطالعة، والمدارسة، والمناسخة... حبسا مؤيدا في 2 حجة متم عام 1194 هـ. وحتى النساء والعوام فقد كانوا يشترون الكتب العلمية والدينية ويوقفونها على خزانة الجامع بقصد الانتفاع بها تعلما وتعليما، ومن هذه الوثائق الوقفية : الحمد لله بعد ما اشترى الحاج محمد بن العربي شابو، والحاج عبد القادر المسال.. حمع السفر الواحد المسمى بالدرر السافرة في أمور الآخرة، تأليف السيوطي، اشتراء تاما أشهد إذ ذاك المشتريان المذكوران أنهما حبسا الكتاب المذكور على خزانة الجامع من محروسة شفشاون ـ أمنها الله ـ ينتفع به في المسجد المذكور بالسرد الكرسي بالمسجد المذكور وغيره من أوجه الانتفاع.. في أواسط رجب الفرد الحرام عام 1208 هـ) وقد احتفظت لنا بعض دواوين الحبس بقائمة من المكتب التي أوقفتها فاطمة بنت المقدم وهذه طائفة منها :

ـ نسخة من صحيح البخاري ـ في عشرة أجزاء ـ بخط الفقيه ابن سودة.

ـ فتح الباري على البخاري للحافظ ابن حجر ـ في تسعة أسفار.

ـ التوشيح على الصحيح، حاشية للسيوطي على البخاري.

ـ شرح العمدة في الحديث لابن الأثير.

ـ سيرة الكلاعن بخط الفقيه ابن رحمون نسخة أخرى بخط القاضي محمد البرنوسي.

ـ السفر الأول من موطأ مالك، مجموع في الطب به منظومة لابن الخطيب في الطب.

ـ مجموع به شرح الأجرومية، ولامية الأفعال مع شرحها.

ـ مجموعة كبيرة من المصاحف.

ونجد قائمة أخرى في بعض الدواوين نذكر من بينها. التفسير لأبي طالب مكي، الفشني على الرسالة، أبو الحسن على الرسالة، الرصاع، سراج الملوك للطرطوشي .. وتذكر بعض الوثائق الوقفية أنه بتاريخ 1216هـ كانت مداخيل الجامع نحو مائتي مثقال يصرف منها على مصالح الجامع نحو النصف، ويصرف على تفسير الكتب نحو خمسة عشر مثقالا، وهو مال كبير بالنسبة لميزانية الجامع في هذا العهد.

وكانت العادة أن تستعار هذه الكتب من قيم الخزانة كل يوم الجمعة بعد صلاة العصر ، وكانت تخرج عشرات الكتب ولا يرجع منها ولو واحد، وخصوصا منها ما كان للنسخ، وهذه الفوضى في الاستعارة هي التي أضاعت الكثير منها الكثير منها وخربت مكتبات المساجد والزوايا بالمغرب، أضف إلى ذلك المؤامرات التي كان يدبرها الاستعمار لاختلاس ما كان بهذه الخزائن من نفائس وذخائر، وقد أخبرت أن مجموعة كبيرة من كتب خزانة شفشاون توجد الآن بالمكتبة الوطنية بمدريد، وكم مر في تاريخ المغرب من هذه المآسي.


وقد دونت أوقاف الجامع الكبير والمدرسة في دواوين خاصة، وتعرف إلى اليوم بالحوالات الحبسية، لأن وثائق التحبيس قد حولت ونقلت إليها، وكان كلما تجمعت أملاك وأوقاف دونها القاضي بنفسه، أو أمر بعض العدول البارزين لديه بتدوينها ومر هذا التدوين بمراحل : وتبتدئ المرحلة الأولى من نحو سنة 980هـ/1012 هـ على يد القاضيين أبي العباس أحمد بن عرضون المتوفى سنة 1012 هـ وقد دامت ولايتهما على شفشاون نحو ثلاثين سنة وإليهما يرجع الفضل في تنظيم هذه الأوقاف، والسهر عليها كما يذكر ذلك القاضي أبو عبد الله مخشان المتوفى 1042 : (وقد تقر ضبطه ـ رحمه الله للأوقاف وغيرها ـ يعني أبا العباس بن عرضون ـ حتى أنه لم يدع وقفا من أوقاف عمالته الشفشاونية، حاضره وبادية إلا دونها، وجعل عليها عاملا يطوف عليها مدة دولته احتراسا لها من الضياع ولا شك أنه بعد موت القاضيين رحمهما الله وقع إهمال في الأوقاف ولا سيما ما كان منها بالبادية).

ويأتي في المرحلة الثانية من قضاة القرن الحادي عشر أبو عبد الله محمد مخشان وأبو زيد عبد الرحمان أمفرج وشارك في تدوين المرحلة الثالثة من أهل القرن الثاني عشر والثالث عشر أبو مهدي عيسى بن علي الشريف وولداه محمد وعلي، وعبد السلام بن علي الشريف وأخوه محمد ثم أحمد الشاهد العلمي ومحمد الصغير اليلصوتي وعبد الكريم الحضري والفقيه العدل محمد شابو وكان إلى جانب الجامع الكبير (العتيق) بشفشاون عدة مساجد وزوايا : كمسجد أبي خنشة، ومسجد ريف الأندلس، ومسجد السوق، ومسجد الصبانين، ومسجد العنصر.. ومن الزوايا ـ وقد تكاثرت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ـ الزاوية الناصرية، والزاوية التليدية، والزاوية الجيلانية، والزاوية الدرقاوية، وكان لكثرة هذه المساجد والزوايا ـ على صغر المدينة ـ أثرها القوي في الروح الدينية التي سادت هذه المدينة حتى صارت تعرف ـ فيما بعد ـ بالمدينة الصالحة، والجامع الأعظم ـ على الخصوص ـ ومعه المدرسة التي كانت بمثابة قسم داخلي له قد أدت مهمة مزدوجة، روحية وثقافية، دينية وفكرية، ويأتي في الرعيل الأول من الذين خلقوا الحركة الفكرية بهذه الديار، وبذروا البذور الأولى في أجوائها أبو عبد الله محمد بن عرضون 1012 ومن تلاميذه الأبرار أبو العباس أحمد بن الشريف العلمي المتوفى سنة 1027 الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لهذا المعهد الإسلامي، وكان الجامع للدراسة، والمدرسة لسكنى الطلبة، فكنت ترى حلقات الدروس تلقى هنا وهناك، وفي كل زاوية من زوايا الجامع، كان يجلس الشيخ فيلتف حوله الطلاب، ويلقي عليهم دروسا في الفقه والعربية والدين، على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم ويحدثنا أبو حامد الفاسي عن الدور الهام الذي قام به أستاذه أبو العباس بن الشريف العلمي، في حقل التعليم وفي ميدان الوعظ والإرشاد، بمعهد الجامع الكبير بشفشاون فيقول : (ولي أبو العباس خطابة الجامع الأعظم، فحسس موقعه من قلوب الخاصة والعامة، حسن بيان، وفصاحة لسان، ومراعاة ما يليق بكل زمان، وقام بحق تلك الخطة أحسن قيام، وشهد الجميع بأنه لم يتقدم مثله هناك خطيب ولا إمام.. وكان أبو العباس يدرس في الفقه وغيره، وانتفع به خلق كثير ..) وكتب إليه أستاذه الشيخ النصار ينوه بمدرسته الجديدة في شفشاون، ويثني على جهوده وإخلاصه، ويبدي رأيه في المنهاج الدراسي، الذي عرضه على أنظاره فيقول : (وفرحت غاية الفرح بختمك الصغرى فطالع كتب الشيخ السنوسي السبعة، وكتاب ابن مالك : الفوائد المحوية في المقاصد النحوية، فيه ما في الكافية، وأعجبني إقراؤك الرسالة، وفرحت به. لا سيما إذا اقتصرت على المحتاج إليه، وختمتها سريعا، وكذلك إقراؤك الخراز فقد أعجبني كثيرا، واعتمد عل ابن أجطا فإن نقله صحيح جدا، وكثير من شروح الخراز فيه تحريف، نفعك الله، ونفع بك.. ويشير الشيخ القصار في غضون كلامه إلى روح العلم، والطموح الفكري الذي كان عليه أبو العباس فيقول : وإذا رأيت تأليفا لم تتحقق أني رأيته، فأعلمني به والمراد أن الإنسان بموت طالبا للعلم .. والسلام، وبلغ من اهتمام الإمام القصار بهذه المدرسة، أن كتب إلى الشيخ ابن ريسون بجبل العلم، بحته على أن يبعث بأولاده إلى مدرسة شفشاون، فيقول : (.. والله والله فيهم في طلب العلم، وعندكم اليوم ابن عمكم سيدي أحمد.. فقيه جليل، ولكم فيه عون) ويمكن أن نستنتج من النصوص السابقة أن المواد الدراسية التي كانت تدرس بمعهد الجامع الكبير بشفشاون في القرن الحادي عشر هي كما يلي :
(1) العربية : بالفية ابن مالك : شرح المكودي أو المرادي.
(2) التوحيد : بصغرى السنوسي وشروحها.
(3) الفقه برسالة ابن أبي زيد وشرح أبي الحسن.
(4) التجويد والقراءات بكتاب الخراز وشرح ابن آجطا .


وقد تخرج من هذا المعهد علماء كان لهم صدى بعيد في ميدان العلم والثقافة، وفي ميدان التأليف والكتابة كأبي العباس بن الشريف العلمي تـ 1027 وله مؤلفات منها حاشية على الصغرى، وجزء في نقل الميت من قبر إلى قبر، وجزء في أنساب العلميين.. ومقيدات في الفقه والأحوال، والعربية والطب والتاريخ وما إلى ذلك..

وكأبي الحسن بن علي بن الشريف العلمي، صاحب النوازل المشهورة المتوفى 1126 هـ وغيرها كثير، وكان بين أساتذة جامع شفشاون، وشيوخ القرويين صلات علمية وثيقة ووشائج قربى ومودة، وكان أكثر علماء شفشاون يتخرجون من جامعة فاس، وإن درسوا أكثر العلوم في غيرها، فلا بد أن يتبركوا بها، ومع ذلك فقد كان هؤلاء العلماء يعتزون بآرائهم وأفكارهم، ويناقشون علماء فاس مناقشة الند للند، وكانت بينهم مساجلات ومناقضات تشتد أحيانا وتخف أخرى، ونجد صورا منها في كتب التاريخ والفقه، وتقرأ نماذج من هذه الأبحاث العميقة، والردود القوية لأبي محمد الهبطي المتوفى 963 هـ وأبي العباس ابن عرضون المتوفى 992 هـ واخيه أبي عبد الله ابن عرضون في كتاب مرآة المحاسن لأبي حامد الفاسي ونوازل الشريف العلمي، على أن كثيرا من علماء شفشاون والبادية تولوا التدريس بفاس، وتلمذتهم أبناء فاس كأبي العباس ابن الشريف العلمي فبعد أن تعلم بشفشاون مسقط رأسه انتقل إلى فاس، وأخذ عن شيوخها، وتولى الإقراء بها ومن تلاميذه أبو حامد محمد العربي القاسي تـ 1052 هـ.

وقد توارث الشرفاء العلميون الخطابة والتدريس بجامع شفشاون كما تعاقبوا على ولاية القضاء بشفشاون منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري، وكان أول قاض منهم أبو العباس ابن الشريف العلمي، وكان قبل ولايته القضاء خطيبا ومدرسا كما سبق وتذكر بعض الوثائق الوقفية أن الأحباس كانت تساعده على الخطابة التي كانت له فيها صولة وجولة بعشر أواق، ومن الذين تولوا التدريس والخطابة بالجامع الأعظم بشفشاون أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الشريف العلمي وكان بتاريخ 1088 قاضيا على شفشاون وأبو مهدي عيسى بن علي الشريف حفيد أبي العباس الشريف وهو من أهل القرن الحادي عشر وأبو الحسن علي بن عيسى الشريف العلمي النوازلي المشهور المتوفى سنة 1126 وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد السلام العلمي كان بتاريخ 1232 قاضيا على شفشاون وتذكر بعض المصادر من الذين تولوا التدريس بالجامع الكبير القاضي أبا عبد الله محمد الحوات وولده الأديب سليمان الحوات والقاضي عبد الكريم الحضري والقاضي عبد الكريم الورديغي ومحمد العربي الريسوني وعبد القادر الورديغي الرحالة المشهور وكانت هناك أحباس الرسالة وأحباس البخاري وأحباس التوريق بين العصرين وما إلى ذلك وكانت العادة ـ إذا دخلت الأشهر الحرم ـ أن يقوم كبار العلماء بتدريس البخاري بالجامع الكبير ومن الذين درسوا البخاري بالجامع الأعظم أبو الحسن علي بن الشريف العلمي وكانت هناك نسخة من صحيح البخاري بخزانة الجامع تعرف باسمه ويتبرك بها في الأزمات وجاء بعده أبو العباس أحمد بن الشاهد العلمي كان في سنة 1177 قاضيا على شفشاون ودرس صحيح البخاري بعدهما العالم الأديب أبو محمد عبد الملك الخيراني الورديغي صاحب القصيدة المشهورة في مدينة شفشاون تولى قضاء شفشاون وكانت بينه وبين العلميين منافسات ومشاذة توفي سنة 1209 هـ ومن المدرسين البارزين في الطبقة الأخيرة، أبو عبد الله محمد الغالي بن الشاهد العلمي المتوفى سنة 1348 هـ وسبق أنه دفن بصحن المدرسة وفي سنة وكتب على لوحة فوق باب الجامع الكبير فيها ما يلي : الحمد لله قام بإصلاح هذا المسجد باشا المدينة الشريف عبد الوافي البقالي في عهد الخليفة الحسن بن المهدي في رمضان عام 1350 هـ وكان قاضي شفشاون في هذا التاريخ الحسن بن أحمد العلمي وهو آخر القضاة العلميين بهذه المدينة.

وفي سنة 1355 أصلحت المدرسة إصلاحا كاملا وزيد في غرف الطلبة، وأحدث في الطابق الأعلى مكتبة نقل إليها بعض ما تبقى من كتب الأحباس بمساجد شفشاون، ومن هذا التاريخ أصبح الجامع الكبير بشفشاون معهدا دينيا خاضعا لنظم وقوانين جديدة، وعلى رأسه مدير وموظفون وأساتذة رسميون تدرس فيه أقسام الابتدائي والثانوي وتسير فيه الدراسة بصفة منتظمة، في كل بلاط فصل أو فصلان... والطلبة حلقات على الطريقة القديمة.

ومنذ عهد الاستقلال بدأت الدراسة تختفي من المساجد، وتنتقل من الجوامع تدريجيا ولا تزال بعض الفصول تدرس بهذا الجامع إلى اليوم، والمدرسة كقسم داخلي لسكنى الطلبة تابع لإدارة المعهد الديني وهكذا ظل جامع شفشاون ـ طيلة أربعة قرون ـ وربع قرن ـ المورد العذب، والمنهل الصافي، يرده الطلاب، ويكترعون من حياضه ومناهله، وقد وقف كالجبل الشامخ، يصارع الزمان، ويؤدي رسالته الخالدة، وكان منار إشعاع الفكر ويرشد العقل، ويهدي إلى طريق النجاة والسعادة.

ومن هنا نستطيع أن نتبين مقدار الرسالة الكبرى التي أداها ويؤديها المسجد للمجتمع، والدور الخطير الذي قام به في حياة الأمة الإسلامية، فهو المصنع الذي يصنع الجمهور، والسواد الأعظم من المسلمين، ويصقل عقولهم، ويهذب نفوسهم وأرواحهم وهو البلسم الشافي، والدواء الناجع لأمراض الجهل والجمود، وأدواء الانحلال والتفسخ الخلقي، ( في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ).
رد مع اقتباس
  #297  
قديم 07-11-2013, 01:57 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

المسجد الأعظم بوجدة - المغرب









بني المسجد الأعظم بمدينة وجدة على يد السلطان أبي يعقوب
يوسف المريني سنة 696 هـ / 1296 م في إطار إعادة بناء
مدينة وجدة.

يشتمل المسجد على قاعة للصلاة تحتوي على
خمس بلاطات متعامدة مع جدار القبلة.

تنتصب صومعة المسجد المريني بالزاوية الجنوبية الغربية لبيت
الصلاة، ويحتمل أن يكون بناؤها قد تأخر عن بناء المسجد
بحوالي عشرين سنة أي إلى 717 ه / 1317 م، الصومعة
في شكلها العام رباعية الأضلاع، طول كل ضلع منها 4,65 م
بارتفاع 24 م. وهي مبنية بالآجر الأحمر الصلب.
رد مع اقتباس
  #298  
قديم 08-11-2013, 02:14 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

الجامع الكبير بتارودانت - المغرب















يمثل المسجد الكبير بتارودانت بالمغرب والذي بني قبل أكثر من خمسة قرون في عهد الدولة السعدية٬ أحد أهم وأعرق المعالم الحضارية في العالم الإسلامي التي كان لها إشعاع كبير ومكانة هامة لدى المغاربة و المسلمين بصفة عامة.
ونعود هنا إلى هذا المسجد للحديث عن عمارته بعد الحريق الذي شب فيه مؤخرا نتيجة خلل كهربائي تسبب في تشويه جماله وأناقته ومظهره الساحر.
المسجد الكبير بتارودانت يعتبر من أكبر المساجد السعدية على الإطلاق٬ جدد بناؤه تحت حكم محمد الشيخ السعدي عند منتصف القرن 16م.

وشهد هذا المسجد، الذي يرجح أنه قد بني في عهد المرابطين أو الموحدين، عدة إصلاحات وأشغال توسعة في عهد السعديين والعلويين، ويعود آخر ترميم له إلى سنة 2002.

وهو يغطي مساحة إجمالية تصل إلى 3214 مترا مربعا منها 2614 مترا مربعا مغطاة، ويتسع لحوالي 4000 مصل، كما يتوفر على صومعة بعلو 27 مترا وعلى ستة أبواب، بالإضافة إلى مدخل للنساء ومدخل للإمام وكتاب قرآني وقاعة للصلاة وبهو ومقصورة.

وتذكر كتب التاريخ أن سلاطين الدولة السعدية سهروا على تزيين هذا المسجد بكل ما أوتوا وبكل المهارات الموجودة في عصرهم من تقنيات البناء العربية الأندلسية من جبس منقوش وخشب وفسيفساء وغيرها من التقنيات، التي جلبوا لها مهرة الصناع والبنائين.

بل إن هذا المسجد٬ الذي غدا مفخرة معمارية٬ سرعان ما تحول إلى معلمة حضارية كبرى٬ بحيث يعتبره الباحثون وعلى رأسهم الراحل الدكتور محمد حجي في كتابه "الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين" أكبر الجامعات المغربية، إلى جانب جامعة القرويين بفاس.

وتخرج منه كبار العلماء والفقهاء والمفتين والقضاة، الذين حرسوا المذهب المالكي وطوروه على الطريقة المغربية فكان منهم مفتون كبار أمثال سيدي سعيد بن علي الهزالي، وأبو مهدي عيسى بن عبد الرحمن السكتاني، وأبو زيد عبد الرحمن التمنارتي، ويحيى بن عبد الله الحاجي، وغيرهم كثير.

والجامع الكبير لم يقتصر على تدريس العلوم الدينية فقط٬ بل كانت فيه كراسي العلم في المنطق والرياضيات والطب والفلك وغيرها من التخصصات الأخرى٬ إضافة إلى علوم اللغة والأدب٬ فكان به خطباء فصحاء معروفون وعلى رأسهم محمد بن عبد الرحمن التمنارتي، الذي كان السلطان المنصور يشيد به ويقول إنه ليس في المغرب أخطب منه، ولكن الله اختاره لمدينة تارودانت.

وفي صدر الدولة العلوية٬ أصبحت تارودانت قبلة للفنانين والأدباء والشعراء في عهد الأمير محمد العالم، ابن السلطان المولى إسماعيل الذي أولى عناية خاصة للجامع الكبير ولحلقات الدرس والعلم فيه٬ وهو الاهتمام الذي ظل موصولا إلى اليوم.

والمسجد الأعظم لم يلعب فقط دورا دينيا وثقافيا وتدريسيا وعلميا٬ بل لعب أيضا دورا سياسيا، إذ فيه كانت تؤخذ البيعة لسلاطين المغرب وأثناء فترة التجزئة التي أعقبت الدولة السعدية٬ كان يعقد فيه الصلح وتبرم الاتفاقيات٬ وفيه كان يجري تدبير كل أمور السياسة والحرب، نظرا لحرمته وللمكانة التي يحتلها عند سكان الجنوب المغربي.

ويشار إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبرت عن أسفها وألمها لاحتراق الجامع الأعظم في مدينة تارودانت هذا الجامع التاريخي المهم. واعتبرت أن فقدان هذا الجامع الكبير المتميز بعمارته الجميلة وصومعته النادرة٬ والذي كان منارة للعلم والتقوى تخرج منه علماء وفقهاء كرام أغنوا مجالات المعرفة الإسلامية بعطائهم٬ هي خسارة كبيرة لمعلم من أهم وأعرق المعالم الحضارية في المغرب وفي العالم الإسلامي.

ودعت (الإيسيسكو) الجهات المختصة إلى "العمل سريعا على إعادة بنائه وفق الوضع الذي كان عليه"٬ مبدية استعدادها للإسهام في ذلك.
رد مع اقتباس
  #299  
قديم 08-11-2013, 02:18 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

جامع المواسين بمراكش - المغرب











يوجد مسجد الشرفاء او جامع المواسين بقلب المدينة القديمة بحي المواسين قرب الأسواق التقليدية، فالطريق اليه منها سهلة وميسرة وهو الجوامع الكبيرة في مدينة مراكش بالرغم من عدم توفره على صومعة مرتفعة. بني من قبل السلطان الغالب بالله السعدي ما بين 970 و980 هجرية على مساحة تقدر بحوالي 2600 متر مربع ، وشيد معه مجمع ديني يحتوي على سقاية كبيرة معروفة وميضأة واسعة لها باب خاص بها صهاريج وأماكن للاستفراغ، وحمام من أشهر حمامات المدينة قسم للرجال وقسم للنساء به جناح خاص بالعرائس ، وكتاب ومسكن للقائمين على شؤون هذا المسجد . ويعرف عن المسجد أنه مثار جدل بين عامة الناس في وجود مقبرة لليهود بأحد أركانه تشير اليها بعض المصادر الغربية، وعلى أحد جدرانه الخارجية يظهر قوس يسمى «برج اليهودية»، اختلف في حقيقته هل هو مقبرة كما يظن اليهود الذين يتجنبون المرور بجوار المسجد إلى الآن، ام بيتا لمؤقت الجامع، في حين يقول صاحب السعادة الابدية «فكيف يكون مسجد هذا الفقيه ومقامه مجاورا لليهود، وله جاه وعلم وصلاح».

يتكون المسجد من سبع بلاطات ، والبلاط المحوري أوسع ويمتد سقفه الخشبي الغني بالنقش من القبة التي أمام المحراب إلى العنزة التي تفصله عن الصحن، وتسمى هذه الزخرفة ب «أطبع العمارة» وتحت السقف الخشبي نقش على الجبص بديع الصنع ، كما يشتمل المسجد على اربعة أساكيب بالإضافة إلى المحراب الذي يحتوي على ثلاث قباب واحدة أمام المحراب وواحدة في طرفيه ،والقبة التي أمام المحراب جملية وفي منتهى الإبداع الفني والزخرفي، وفيه خزانة أسسها الغالب بالله السعدي بجوار المسجد وأوقف عليها من نفائس الكتب الشيء الكثير، وظل الامراء والمحسنون يوقفون عليها من امهات الكتب ما جعلها قرينة مكتبة القرويين.

وللمسجد ثلاثة أبواب لدخول المصلين اثنان من هذه الأبواب الثلاث يقابل احدهما الآخر. ويؤديان إلى الجناح الأخير للجامع ، وكل مدخل يكون في خارجه ثغرة مبنية يعلوها تقبيب مخرم تخريما نازلا إلى الأسفل ، وزينت مصارع هذه الأبواب بمزالج مزخرفة بنقوش تحمل اسم السلطان المؤسس لهذا الجامع ، وقد جاء في الأثر أن احد هذه الأبواب نقل من غرناطة. أما سقف الجامع فجميل جدا ويشهد ببراعة صناعه، ويمثل أجمل ما في هذا الجامع من المنجزات الرائعة، ويضم الجامع اربعة أنواع من الأقواس وكتب على أغلبها بالخط الكوفي «الملك لله» أو «العزة لله» أو «الحمد لله»..

محراب المسجد عبارة عن قوس يسمى ظهر السلة، ومن فوقه كتابة كوفية لآية قرآنية تحوط بالقوس، من فوق الكتابة شمسيات زخرفة تسمى إدو، وفي داخل المحراب قبة على شكل طاسة، وجدار المحراب بني على شكل مربع ويحمل قوس المحراب ثلاث أعمدة رخامية. أما المنبر فهو بحق تحفة نادرة لما يحتويه من زخرفة بديعة ، يحتوي على أربعة اقواس وهو شبيه كل الشبه بمنبر جامع القصبة. صحن الجامع مربع المساحة ، اما الصومعة فقد شيدت ملتصقة بالواجهة الرئيسية، وهو وضع يختلف عما نراه في جامع باب دكالة حيث الصومعة داخلة في المستطيل العام للجامع، وهي ايضا قصيرة لا تكاد تعلو السطوح المجاورة خلافا لما نراه في المساجد الكبرى. ويروى أن سبب ذلك هو وجود منزل لأحد الوزراء السعديين بحوار المسجد. وهو في حالة اليوم تلزم تدخلا عاجلا من أجل الترميم والإصلاح.
رد مع اقتباس
  #300  
قديم 08-11-2013, 02:24 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

مسجد الرصيف بفاس - المغرب














يقع جامع الرصيف في عدوة القرويين، بالقرب من ساحة الرصيف، وهو الجامع الرئيسي
بحومة القطانين، ويشرف على سوق الرصيف، أحد أهم أسواق الخضر والفواكه بهذه العدوة.
1790 و 1792 لكن الأعمال / أسس الجامع في عهد المولى يزيد مابين سنتي 1205 و 1207
1796 الذي أوكل مهمة -1795/ لم تنته إلا على عهد السلطان المولى سليمان في سنة 1210
الإشراف عليها إلى المعلم الحسن السوداني الذي رسم التصميم وأدار أعمال البناء.

يتكون المسجد من قاعة للصلاة مستطيلة الشكل ومقسمة إلى ثلاث بلاطات موازية لجدار
القبلة، يتوسطها البلاط الأوسط الذي يفضي إلى المحراب. يتخذ الصحن شكل مستطيل مساو
تقريبا لمساحة قاعة الصلاة، تبلغ مقاييسه 21.10 طولا و 13.10 عرضا، وتتوسطه فسقية
مستطيلة من الرخام الأبيض مخصصة لتجديد الوضوء.

ولتسهيل الولوج إلى الجامع، تم بناء
أربعة أبواب موزعة على الجوانب الأربعة للمسجد من أهمها الباب الرئيسي المنفتح في
الزاوية الشمالية والمزين بزخرفة دقيقة، وباب درب الحمام وباب المستودع وباب الرصيف.

من جهة أخرى، جهز الجامع بمجموعة من الملحقات من بينها غرفة الموقت والصومعة التي
ترتفع بالزاوية الشمالية للبناية، والتي تشكل أعلى منارة بفاس إذ يصل علوها إلى 26 متر.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:16 AM.