اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 27-06-2015, 04:28 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي


من مشاهد الإيمان في شهر رمضان
الشيخ عادل يوسف العزازي


مشهد الجود


في الصحيحين عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارِسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسَلة".
الجود خُلُق من أخلاق رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الذي جبَله عليه رب العالمين، وحظه من الجود هو الحظ الأوفر والمكان الأسمى؛ ففي الصحيحين عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس".
والجود هو البذل والعطاء، ليس في المال فحسب، بل في المال والعلم والوقت والجاه، وبذْل النفس لله تعالى وغير ذلك.
وقد وصفته أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - بقولها: ((والله لا يُخزيك الله أبدًا، إنك لتَصِل الرحم، وتَقرِي الضيف، وتَحمِل الكلَّ، وتُكسِب المعدوم، وتُعين على نوائب الحق)).
فمن جوده - صلى الله عليه وسلم - جوده بالعلم:
وذلك بتعليم الجاهل، وبذْله للسائل الجواب أفضل وأكثر من سؤاله، فمثال ذلك عندما سئل عن الوضوء بماء البحر: قالوا: يا رسول الله، إنا نركب البحرَ ونحمل معنا القليل من الماء، فإذا توضَّأنا منه عطِشنا، أفنتوضَّأ بماء البحر؟ قال: ((هو الطهور ماؤه الحِل ميتته)).
فتضمَّن جوابه أنواعًا من العلم جاد بها أكثر من سؤال السائل، فمن ذلك:
منها: أنها أعطاه حكمًا عامًّا لماء البحر، سواء كان الحال على ما جاء في سؤال السائل، أم كان غير ذلك، إذ لا يَلزم لاستعماله أن يكون معه ماء قليل يخشى العطش إذا استعمله.
ومنها: أنه أعطاه حكمًا آخر لم يسأل عنه السائل، وهو حُكْم ميتة البحر، ولا شك أن السائل يحتاج إليه؛ إذ كونه جَهِل حُكْم الماء مع العلم بطهوريته، فهو من باب أولى يجهل حكم ميتة البحر لظاهر قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة: 3]، فقال - صلى الله عليه وسلم -مبينًا حُكْم ميتة البحر: ((الحِلُّ ميتته)).
ومن جوده - صلى الله عليه وسلم - جوده بالصبر والاحتمال لأذى الغير:
كما ورد في صحيح البخاري عن عروة بن الزبير أن عائشة - رضي الله عنها - حدَّثته أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أُحد؟ فقال: ((لقد لقيتُ من قومِكِ ما لقيتُ - وفي آخر الحديث - فإذا جبريل فناداني: يا محمد، إن الله سمِع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئتَ فيهم فناداني مَلَك الجبال فسلَّم عليَّ ثم قال: يا محمد؛ ذلك فيما شئتَ، فإن شئتَ أن أُطبِق عليهم الأخشبين، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله - عز وجل - لا يشرك به شيئًا))، والأخشبان: هما جبلان بمكة.
ومن ذلك جوده - صلى الله عليه وسلم - في بساطة وجهه وبشاشته في وجوه الناس.
ومنها جوده - صلى الله عليه وسلم - في البذل والعطاء:
في الصحيحين عن جابر قال: ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقال: لا، وأنه قال لجابر: ((لو جاءنا مالُ البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا))، وقال بيديه جميعًا.
وفي صحيح مسلم عن صفوان بن أمية قال: ((لقد أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاني وإنه لمن أَبغض الناس إليَّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي)).
وفي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد أن شملة أُهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم -فلبسها وهو يحتاج إليها، فسأله إياها رجل فأعطاه، فلامه الناس وقالوا: قد كان محتاجًا إليها، وقد علمت أنه لا يَرُد سائلاً فقال: إنما سألتها لتكون كفني فكانت كفنه.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:
(كان جوده - صلى الله عليه وسلم -كله لله وفي ابتغاء مرضاته، فإنه كان يبذُل المال إما لفقير محتاج أو يُنفِقه في سبيل الله أو يتألَّف به على الإسلام مَن يقوى الإسلام بإسلامه، كان يؤثِر على نفسه وأهله وأولاده، فيُعطي عطاء يعجَز عنه الملوك مِثل كسرى وقيصر، ويعيش في نفسه عيش الفقراء، فيأتي عليه الشهر والشهران لا يُوقَد في بيته نار، وربما ربَط على بطنه الحجرَ من الجوع، وكان قد أتاه سبي، فشكت إليه فاطمة ما تلقى من خدمة البيت، وطلبتْ منه خادمًا تكفيها مؤنة بيتها، فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: ((لا أعطيك وأَدع أهل الصفة تُطوى بطونهم من الجوع)).

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 01-07-2015, 12:08 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

من مشاهد الإيمان في شهر رمضان
الشيخ عادل يوسف العزازي


مشهد الصبر



قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45].


قال ابن جرير في تفسيره: "وقد قيل: إن معنى الصبر في هذا الموضع الصوم، والصوم بعض معاني الصبر عندنا" [1].


فالصوم تجتمع فيه معاني الصبر الثلاثة:
1- الصبر على ألم الجوع والعطش.


2- الصبر عن المعاصي، وقد علَّمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك حيث قال: ((من لم يدع قولَ الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))؛ متفق عليه.


وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن سابَّه أحد أو قاتله أحد، فليَقُل: إني امرؤ صائم))[2].


فليصبر الإنسان عن معصية الله - عز وجل - في هذا الشهر، ولا يَبِع حظَّه مع الله بشهوة تَذهَب لذاتها وتبقى تَبِعتها، تذهب الشهوة وتبقى الشقوة، ويُعينه على صبره عن شهواته مشهدُ قهره لشيطانه والظِّفَر به، ومشهد العِوض وهو ما وعد الله - سبحانه - من تعويض مَن ترَك الحرام، ومشهد البلاء والعافية، فإن البلاء ليس إلا الذنوب، والعافية المُطلَقة هي الطاعات وعوافيها[3].


3- الصبر على طاعة الله - عز وجل - وهو يتحقَّق في رمضان بكثرة العبادة، ففيه الصوم، وفيه المحافظة على الصلاة، وفيه التهجد، وفيه تلاوة القرآن، وفيه الصدقة والجود، وفيه الإحسان إلى الخَلق، وفيه بِر الوالدين، وغير ذلك من أنواع الطاعات.


واعلم أن صبر المؤمن إنما يكون لله وبالله، كما قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127].


فالصيام يُربِّي المؤمنَ على تحمُّل المشاق بصبره، وهو بذلك يستطيع أن يَثبُت أمام المِحن مهما بلغت واشتدت، قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 34].


وقال تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60]، والاستخفاف: الحمل على الخفَّة والطيش بعدم الصبر.


[1] تفسير ابن جرير الطبري (1: 259).
[2] متفق عليه.
[3] في ظلال القرآن لسيد قطب.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-07-2015, 12:01 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

من مشاهد الإيمان في شهر رمضان
الشيخ عادل يوسف العزازي

مشهد التوبة




عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدة الجن، وغُلِّقت أبواب النار فلم يُفتَح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنة، فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أَقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))[1].


يا مَن أكثر عمره مع الذنوب قد مضى، إن كان ما فرط يُوجِب السخط فاطلب في هذا الشهر الرضا، يا كثير القبائح، غدًا تَنطِق الجوارح، فأين الدموع السوافح، يا ذا الداء الشديد الفاضح، سُدَّ أبواب اللهو والممازح.


يا مَن قد سارت بالمعاصي أخباره، يا من قد قَبُح إعلانه وأسراره، أتؤثِر الخسران - قل لي - وتختاره؟ يا كثير الذنوب وقد دنا إحضاره.


قد ضاعت في الذنوب الأعمار، فأين يكون لهذا الغرس إثمار؟!


أخي القارئ:
هكذا ينادي المنادي في شهر رمضان ((يا باغي الشر أَقصِر))، إنها دعوة إلى التوبة فأيام رمضان أيام محو الذنوب، وقد ثبَت في الحديث عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد مَن أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين، قال: يا محمد، مَن أدرك شهر رمضان فمات ولم يُغفَر له فأُدخِل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين، قال: ومَن ذُكِرت عنده فلم يُصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين))[2].


نعم، إنه شهر رمضان الذي يَمُن الله فيه على عباده بالعِتق من النيران، فالمحروم من أدرك رمضان فلم يُغفَر له، فقد اجتمع فيه كثير من أسباب المغفرة، فمن ذلك:
1- الصيام: فالصوم يُكفِّر الله به الذنوب، فقد ثبت في الحديث: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))[3].


وعن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))[4].


2- التهجد: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))[5].


وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم وقُربة إلى الله تعالى، ومَنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومَطرَدة للداء من الجسد))[6].


شهر رمضان شهر المصابيح، شهر التهجد والتراويح، واهًا لأوقاته من زواهر ما أشرفها، ولساعاته التي كالجواهر ما أَظرفَها، أشرقت لياليها بصلاة التراويح، وأنارت أيامها بالصيام والتسبيح، حِليتها الإخلاص والصدق، وثمرتها الخلاص والعِتق.


3- ليلة القدر: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه))[7].


فيا مَن ضاع عمره في لا شيء، استدرك ما فات في ليلة القدر فإنها تُحسَب بالعمر.


4- قراءة القرآن: وشهر رمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [البقرة: 185].


كان قتادة يَختِم القرآن في كل سبعِ ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.


وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: كنتُ أختِم القرآن في رمضان ستين مرة.


وهكذا كان حال السلف إذا دخل رمضان ينشغِلون بقراءة القرآن.


عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب مَنعته الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان))[8].


يا من ضيّع عمره في غير الطاعة، يا مَن فرَّط في شهره، بل في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة، يا مَن جعل خَصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خَصمك الشفاعة؟


فعليك أخي الصائم أن تصون صومَك وإياك وكثرة المعاصي، وإياك وذَهاب ثواب صومك بالعكوف أمام الأفلام والمسرحيات والفوازير والأغاني ونحو ذلك.


وهذه الأيام فرصة لك لكي تُقلِع عن ذنوبك ومعاصيك، فأيام رمضان أيام محو ذنوبكم، فاستغيثوا إلى مولاكم من عيوبكم، هي أيام الإنابة فيها تُفتَح أبواب الإجابة، فأين اللائذ بالجَناب، أين المتعرِّض بالباب، أين الباكي على ما جنى، أين المستغفِر لأمر قد دنا.


أين المعتذِر مما جناه، فقد اطَّلع عليه مولاه، أين الباكي على تقصيره قبل تحسُّره في مصيره.


قال عبدالله بن مسعود: "ودِدتُ لو أن الله غفر لي ذنبًا واحدًا، وألا يُعرَف لي نَسب".


وقال: "وددتُ أني عبدالله بن روثة، وأن الله غفر لي ذنبًا واحدًا".


الأمر بالمعروف:
وقد أمر الله عباده وأرشدهم إلى التوبة في مواضع كثيرة، فقال تعالى: ï´؟ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ï´¾ [النور: 31].


قال ابن القيم: "وهذه الآية في سورة مدنيَّة خاطَب الله بها أهلَ الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه، بعد إيمانهم وصبْرهم، وهجرتهم، وجهادهم.


ثم علَّق الفلاح بالتوبة تعليق المسبَّب بالسبب، وأتى بأداة (لعل) المُشعِرة بالترجي إيذانًا أنكم إذا تُبتم كنتم على رجاء الفلاح، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون جعلنا الله منهم".


وقال تعالى: ï´؟ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ï´¾ [الحجرات: 11]، قسم العباد إلى تائب وظالم، وما ثَمَّ قِسم ثالث البتة، وأوقع اسم (الظالم) على من لم يَتُب، ولا أظلم منه لجهله بربه وبحقه، وبعيب نفسه وآفات أعماله[9].


وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس توبوا إلى الله، فوالله إني لأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))[10].


يا قليل العِبَر وقد رحل أبوه وأمه، يا مَن سيجمعه اللحد عن قليل ويَضمه، كيف يُوعَظ من لا يَعِظه عقله ولا فَهْمه، كيف يُوقَظ من نام قلبه لا عينه ولا جسمه.


شروط التوبة:
ينبغي أن تكون التوبة نصوحًا خالصة لله، وذلك يتحقَّق بثلاث شروط:
الأول: الإقلاع عن الذنب.


الثاني: الندم؛ لأنه فرَّط في حق الله - عز وجل.


الثالث: العزم على ألا يرجع إليه مرة أخرى.


فإن كانت هناك حقوق تتعلَّق بالعباد فيشترط مع هذه الشروط شرطًا:
الرابع: وهو أن تُرَد الحقوق لأصحابها أو يتحلَّل منهم.


أمور تحتاج إلى توبة غفل عنها الكثير:
يجب على العبد أن يتوب من جميع الذنوب والآثام من الشرك والبدع والكبائر والصغائر.


وإنه مهما بلغت الذنوب فإن الله يقبل توبة التائب، قال تعالى: ï´؟ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ï´¾ [الزمر: 53].


فهلم أيها الصائم وأقصِر عن الذنوب والمعاصي: يا باغي الشر أقْصِر لتنال رحمة الله، وليُبدِّل الله سيئاتك حسنات؛ كما قال تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ï´¾ [الفرقان: 68 - 70].


[1] صحيح، رواه الترمذي وابن ماجه، معنى صفدت: شدت بالأغلال والقيود.
[2] صحيح رواه الطبراني وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع وله شواهد أخرى بمعناه، انظر صحيح الترغيب والترهيب (985- 986).
[3] رواه البخاري ومسلم وأحمد وأصحاب السنن.
[4] رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه.
[5] رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن.
[6] صحيح، رواه الترمذي والبيهقي والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
[7] رواه البخاري ومسلم.
[8] صحيح، رواه أحمد والطبراني وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
[9] مدارج السالكين (1: 178).
[10] رواه مسلم (2702) وأبو داود (1515) من حديث الأغر المزني.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:08 AM.