اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 26-02-2007, 11:37 PM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 3,302
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي


<div align="center">الحلقة الخامسة</div>


إلتف جميع أفراد الفريق حول (محمود) وأعينهم تتابعه في شغف كأنما تستحثه النظرات للبدء في سرد تفاصيل حكايته في نهر الزمن كاملة أما (محمود) فقد أغمض عينيه كأنما يزعجه تذكر ما حدث له في نهر الزمن وتقلصت عضلات وجهه بينما تابعته أعين كل أفراد الفريق الذين تبادلوا نظرات متوجسة حينما طالت هذه اللحظة أكثر من المتوقع حتي أن يد (رمزي) قد امتدت نحوه في تلقائية ليهزه في *** قبل أن يتبع:
- (محمود) ... ماذا حدث يا صديقي ..؟
ولكن (محمود) لم يستجب له كما هو المتوقع بل تصلب جسده بصورة أشد غرابة حتي أن (سلوي) قد اقتربت منه وهي تردد بفزع:
- ماذا حدث له يا (رمزي) ..؟
ولكن (رمزي) نفسه لم يجد ما يقال وهو يهز جسده في *** دون طائل بينما صرخت فيه (سلوي) قائلة:
- حاول أن تجد وسيله لايقاظه يا (رمزي)
بنما ضربت (مشيرة) يدا بيد وهي تنظر نحو (رمزي) قائلة:
- هل انتظر كل هذا الوقت ليموت هنا ..!!
أما (سلوي) فقد حدجتها بنظرة ساخطة أتبعتها بصرخة عصبية وهي تقول:
- بدلا من هذه التعليقات السخيفة التي لا طائل منها احضري ما يمكننا انعاشه به
هزت كتفيها في حيرة بينما اندفعت (نشوي) إلي الداخل لتبحث عما يمكن افاقة (محمود) به بينما صرخت فيها (سلوي) للمرة الثانية:
- لا تتخشبي هكذا .. هيا ابحثي معها عما يصلح لإنعاشه
أما هي فقد اندفعت بدورها خلف (نشوي) .. وما هي إلا دقائق حتي كانت قد عادت وهي تمد يدها نحو (رمزي) قائلة:
- لم أجد سوي هذه
قالتها وهي تمد يدها نحوه فتناول ما في يدها علي عجل دون أن يعي ماهيته .. وما أن طالع هذا الشيئ حتي التفت إليها ذاهلا وهي يقول:
- ماهذا .... بصلة..؟!!!
أما هي فقد تراجعت للخلف قبل أن تقول في لهجة لا تخلو من خوف:
- لم أجد غيرها و..
بترت عبارتها وهي تتابع ما أقدمت عليه (نشوي) التي هوت بجردل ملئ بالماء علي رأس (محمود) لتغرقه بأثره مع السرير الذي ينام عليه حتي أنه انتفض في مكانه وهو يقول بذهول:
- ماذا حدث .. ماذا حدث ..!!
لم يلتفت إليه أحد هذه المرة بينما راحت كل الأعين تتطلع نحو (نشوي) بإعجاب لإنقاذها الموقف علي هذا النحو وقد بدت إليهم في هذه اللحظة أقرب ما يكون إلي أبيها
إلي .. (نور)

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


أطلقت (هـ - 50) تنهيدة حارة وهي تحمل بين يديها طعام الإفطار بينما تقف أمام باب حجرة (جـ - 18) المغلق ثم بدت كما لو أنها تتردد في طريق الباب ثم لم تلبث أن حسمت ترددها وهي تتابع الطرقات علي باب الحجرة وحينما طال انتظارها دون أن ياتيها الرد عاودت الكرة مرة أخري قائلة:
- افتحي الباب يا (جـ - 18) يا بنتي .. أنا عملت لك عصير زئبق من إللي بتحبيه .. وجبت لك شرايح فولاز مقددة .. ولا يا سلام علي مربة النحاس إللي أنا عملاهالك بإديا... هتاكلي صوابعك وراها .. يالله يا بنتي افتحي ربنا يهديكي
قالتها ثم انتظرت لحظات أن يأتيها رد .. ولكن حينما حينما لم يحدث ذلك أعادت الكرة في اصرار دون طائل.. ثم لم تلبث طرقاتها أن تحولت إلي هدير فوق الباب ثم لم تلبت أن تحول الطرق المتتابع إلي مجموعة من طلقات الأشعة التي انهالت من عينهيا والتي لم يصمد أمامها الباب طويلا فانخلع من مكانه في الحال بينما اندفعت هي داخل الحجرة وألقت نظرها سريعا في جميع جباتها ثم أطلقت صرخة ملتاعة حينما إكتشفت السرير الخالي أمامها ... ثم لأم تلبث أن تحولت هذه الصرخات إلي صرخات استغاثة بزوجها قائلة:
- إلحقني يا ( ى – 60) ...... ألحقني يا راجل ... بنتك مش موجوددددة..!!
ولم يكد ( ى – 60) يسمع هذه الصرخات حتي إندفع نحو الحجرة هاتفا:
- ماذا حدث .. ماذا حدث ..!!
إلتقطت زوجته أنفاسها المنقطعة بصعوبة قبل أن تتبع:
- بنتك يا (ي – 60) ... بنتك مش في الأوضة .. ولا في البيت كله ... البت طفشت يا راجل
قالتها وإنهارت فوق أقرب مقعد إليها بينما أدار زوجها عينيه تقائيا في جبات الحجرة .. وحينما لم يجد ما يفعله إندفع خارجا وهو يستنجد برجاله الآليين صارخا:
- أنت يا (برعي - 34) .. يا (هريدي ـ 27) .. يا ( أبو سريع ـ 41) ......... أنتوا يا كلاب
قالها بينما أندفع رجاله الآليون نحوه في عجل أما هو فقد أتجه عقله تلقائيا إلي أسم واحد ..
اسم (س ـ 18)..!!
وكان هذا يعني أن الأمور قد أخذت منحني آخر... منحني شريرا
وبحق..!!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


لا أحد يعرف ماهية الزمن الحقيقية ..!
هذه الحقيقة شعر بها (نور) منذ اللحظة الأولي لإبحاره مع (أكرم) في نهر الزمن اللانهائي ويبدو أن (أكرم) نفسه لم يكن بأقل منه انبهارا .. لقد راحا معاً يتابعان المركبة الزمنية التي تقلهما معا إلي الماضي والتي راحت تنساب في نعومة عجيبة كأنما تنساب علي مسار من مخمل ناعم والغريب أن الأمر لم يستمر هذه المرة طويلا .. فما هي إلا لحظات ضئيلة حتى شعرا بالمركبة الزمنية تتوقف حتى أن (أكرم) قد استدار نحو (نور) قائلا بتعجب:
- ماذا حدث يا (نور)..؟!
أدار (نور) الأمر في رأسه قليلا قبل أن يقول له بحزم شديد:
- لا أجد تفسيرا منطقيا سوي شيئا واحداً
قالها ثم صمت برهة ليتبع بعدها بنفس اللهجة الحازمة:
- أننا قد بلغنا وجهتنا يا صديقي
قالها قبل أن يستديرا سويا نحو مؤشرات المركبة الزمنية والتي كانت تعلن بلوغ هدفها المحدد مسبقا بالفعل حتى أن (أكرم) قد وجد صعوبة في ازدراد لعابه وهو يستدير نحو (نور) مرة أخري قائلا بانبهار حقيقي:
- هل يعني ذلك أننا ...
لم يترك له (نور) الفرصة لاستكمال عبارته وهو يستكمل سريعا:
- نعم يا (أكرم) هذا يعني أننا في الماضي
قالها بينما أتبع (أكرم) بانبهار هامس بلغ مسامعه بصعوبة:
- أيعني هذا أننا سنلتقي بعد قليل بـ...
ثم قطع عبارته كأنما لا يقوي علي استكمالها ثم أتبع بصعوبة:
- بالأسطورة..؟!!
ثم استدار نحو (نور) قائلا بذهول حقيقي:
- أحقا يا (نور) سنلتقي بـ (أدهم صبري) شخصيا..!!
حدجه (نور) بنظرة غريبة اشتم فيها رائحة الغيرة قبل أن يقول بتوتر:
- وماذا في ذلك.. لماذا تزيد من حجم الأمور الحقيقي دائما..!!
لم يتمالك (أكرم) نفسه هذه المرة من الذهول وهو يقول بحيرة حقيقية:
- أتقول وماذا في ذلك ... أنسيت من هو (أدهم صبري) حقا أم انك تدعي ذلك فحسب..؟
ضغط (نور) أسنانه وهو يرمقه بنظرة أخري نارية وهو يتبع بحدة:
- لا لم أنس .. ولن أنسي .. ولكن يبدو انك أنت من نسي أن السلسلة التي نعمل بها باتت تحقق مبيعات أكثر من تلك التي تحققها سلسلته ... راجع كل سجلات العمل وستعرف أن هذه حقيقة واضحة .. ولكن يبدو أن (أدهم صبري) هذا قد سلب عقلك وموضوعيتك كما فعل مع الجميع فنسيتم جميعا المجري الحقيقي للأمور ورحتم جميعا تتغزلون فيه بلا مبرر واضح..!
انتابت (أكرم) موجة هائلة من الذهول أعجزته عن الكلام حتى أن (نور) قد وجد من ذلك فرصة أخري للحديث فأتبع بنفس اللهجة الحادة التي لا تخلو من توتر:
- أخبرني أنت لو انك تملك ما يقال فيما يتميز عنا (ادهم صبري) هذا ..!
ويبدو أن (أكرم) قد آثر الصمت مما جعل 0نور) يتبع:
- أتراه يمتلك في سلسلته هذه ما نملكه من تقنيات حديثة.. أم تراه يملك مسدسات ليزرية أو مقاتلات زرية ..؟
ويبدو أن صمت (أكرم) هذه المرة أيضا قد وهبه الثقة الكافية لاستئناف الحديث مما
جعله يتبع بنفس اللهجة:
- قل أنت بالله عليك هل أنقذ الأرض ذات مرة من مثل ما أنقذناه منها ... ؟
لم يملك (أكرم) هذه المرة إلا أن قال بهدوء:
- ولكنك تعلم أنهم هناك في سلسلته يحظون بالنصيب الأكبر من الشهرة .. أم انك نسيت (مني) و (قدري) و (سونيا جراهام) و (موشي) و(سيرجي ) وغيرهم
أطلق نور هذه المرة ضحكة تهكمية لا تخلو من انفعال وهو يقول بتحد:
- ولكنهم لا يملكون الورقة الرابحة الأكثر شهرة
قالها قبل أن يتبع في ثقة شديدة:
- لا يملكون (س ـ 18)
قالها ثم مال نحوه أكثر كأنما سيلقي إليه بالورقة الرابحة الأخيرة وهو يتبع:
- كما يبدو انك قد نسيت كالجميع نقطة التفوق الأكبر
ثم اتسعت عيناه بصورة غريبة وهو يتبع بقسوة غريبة:
- أنني الأذكى ..... أم انك تري غير ذلك ..؟!!
قالها وأشاح بوجهه بعيدا عنه
وحينما استعدا سويا لبدء المهمة التي جاءا إلي هذا الزمن من أجلها كان قلب (أكرم) يرتجف كلما تذكر كلمات (نور) السابقة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


انكمشت (جـ - 18) في سريرها الرث في عنبر السجينات الآليات وبدت وهي تضم ركبتهيا إلي صدرها وتستند برأسها إليهما كصورة مجسمة للبؤس الممزوج بالدهشة وعدم التثديق وهي لا تتكاد تتخيل كل ما حدث لها منذ أن جاءت بها دوريات الشرطة إلي هذا المكان حتي أنها لم تلحظ الأعين التي راحت تتابعها في تحفز وعدوانية ليس لهما ما يبررهما ودون أن يدري أصحاب هذه الأعين أنها في هذه اللحظة علي الأخص كانت تسرح بعقلها هناك..
في بحر من الذكريات

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


كانت بداياتها منذ مدة ليست بالقصيرة .. تلك الفترة التي ظهرت فيها موهبتها في الرقص الكوني حتي أنها بدأت في لفت انتباه الجميع .. وكان هذا وحده كفيلا لها بأن يسطع نجمها بسرعة الصاروخ .. حتي أنها قد اعتلت القمة المطلقة في مدة قياسية مطيحة بكل الراقصات الكونيات التقليديات في تلك الفترة من أمثال ( فيفي – 20) و (دينا- 17) ... ولا تنسي أبدا كيف أشارت نحوها كل الأيدي في هذه الفترة وتفتحت في وجهها كل سبل المجد والشهرة خاصة بعد أن أشاد لها القاد واعتبرها بعضهم الإمتداد الأكثر تميزا لـ (ت – 12- كاريوكا) و (س – 15- جمال) و (ن – 13- عاكف) .. حتي أن تلك الأراء كانت دافعا قويا لدخولها عالم السينما من أوسع أبوابها لتقدم مجموعة من الأفلام القوية التي اعتبرها نقاد السينما علامات هامة في تاريخ السينما الآلية بأثرها واعتبرها الكثير من النقاد وقتها نجمة السينما الآلية الأكثر سطوعا خاصة بعد تقديمها لفيلم (رقصة في المريخ) الحاصل علي جائزة مهرجان الثقب الأسود الأولي في السينما الاستعراضية ولا تنسي كم الاعجاب الذي خظيت به بعد تقديمها لفيلم ( أليون بلا أنف ) مع الممثل الشهير (مازنجر السقا) وقتها تصدرت صورها أغلفة جميع المجلات الفنية باعتبارها اسطورة السينما الجديدة حتي حينما قررت إختراق مجال السينما الكوميدية لتشارك نجم الكوميديا الشهير (جرينديذر هنيدي) ثلاثة من أهم أفلامه (عطارد رايح جاي) و ( أرغوراني في الجامعة الكونية ) و ( واكل صحبه ) ولاشك أن ذاكرة السينما لن تنسي لها دورها الرائع كآكلة لمعادن الاليين في الفيلم الشهير (بلا أسنان)
وقتها جذبها بريق الشهرة وخلبت لبها الأضواء ... ثم بدأت الأمور تعاود طبيعتها فبدأت تمل كل هذا وتسأم كل الأعين التي تتابعها من مبدأ الشهرة البحتة دون أن يلتفت لها أحد كآلية عادية لها مشاعر إليكترونية ونبض مغناطيسي ككل الآليات وراحت تنأي بنفسها تدريجيا عن العبارات المتلمقة والنظرات المنبهرة وتمنت لو قدر لها أن تلتقي بشخص يهتم بكيانها فقط أكثر من أي شيء آخر حتي التقت به صدفة .. إنها لاتنسي ولن تنسي ذلك اليوم أبدا وقتها كانت.......
انبتر حبل أفكارها فجأة حينما باغتتها (سنية – 15) صارخة:
- أنتي يا ست الحسن والجمال ... قومي أنا عايزة أنام علي السرير دا .
حاولت أن تزوي حاجبيها كما تفعل أية آلية تحترم نفسها في مثل هذا الموقف .. لكنها وجدت صعوبة شديدة في ذلك خاصة أنها أكتشفت أن عينيها بلا حواجب فدفعت عن بالها هذا الخاطر وهي تحدج (سنية – 15) بظرة متعجبة وفكرت أن تلقنها درسا لا تنساه .. ولكنها لم تلبث أن دفعت هذا الخاطر عن رأسها .. ربما ليس خوفا من ملامحها ذات الندبة المعدنية الغائرة والتي تحتل أحد جوانب وجهها البارد وإنما لأنها آثرت أن تتحاشي مثل هذه المواقف تحسبا لما قد يحدث فيما بعد كتطور لهذا ال*** غير المحسوب لكل هذا دفعت بنفسها من فوق السرير لتحتل آخر .. لكن يبدو أن هذه الـ (سنية - 15) قررت ألا تترك الأمور تسير كما تتمني بل تبعتها إلي السرير الآخر بمنتهي العجرفة ودفعت بها بنفس ال*** قائلة:
- دعي هذا السرير أيضا
لم تحاول (جـ - 18) أن تزوي حاجبيها كالمرة السابقة بل نظرت إليها في نفاذ صبر قبل أن تتبع:
- وأين تودين أن أجلس ..؟!
أشارت (تفيدة – 15) بيدها نحو أحد الأركان قائلة :
- ستامين هذه الليلة هناك
قالتها وهي تستلقي فوق السرير بأسلوب أكثر استفزازا بينما جرت (جـ - 18) قدميها المعدنيتن في صعوب نحو الركن الذي أشارت نحوه ( سنية – 15) وحاولت أن تفرش ملاءة فوق الأرض لترتكن فوقها ولكن عبارة ( سنية – 15) القاسية طرقت أذنيها وهي اصرخ فيها:
- لا ... ستنامين فوق الأرض مباشرة
نظرت (جـ - 18) نحوها برهة تم حملت الملاءة مرة أخري في قلة حيلة وألقت بها بعيدا بينما يطرق أذنيها هدير الضحكات التي أطلقتها بقية السجينات لتهدر في جو العنبر في سخرية .. بينما تنهدت ( جـ - 18) في قلة حيلة أكثر ثم أقترشت الأرض ... ونامت


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


- هل أنت علي يقين من أننا لم نخطئ العنوان ..؟!!
قالها (أكرم) لـ (نور) وهما يتابعان سويا بواب البناية الذي يجلس أمام مدخلها بينما يرمقهما معا بنظرة متحفزة حتى أن (نور) قد ازدرد لعابه وتنفس في عمق قبل أن ينظر نحو (أكرم) قائلا في حذر:
- علينا التأكد من ذلك أولا ... كما لا يجب أن نلفت نظر هذا البواب لغرضنا الحقيقي
قالها ثم نظر نحو (أكرم) بينما يتبع:
- فكر معي في حل لمثل هذا الموقف
ازدرد (أكرم) لعابه بدوره ثم نظر نحو البواب ثم بدا كما لو أنه حسم أمره وهو يقول :
- دع هذا الأمر لي هذه المرة يا (نور)
قالها وهو يقترب من البواب الذي تحسس (الشمروخ)(*) الذي يحمله بجانبه في وضع متأهب بينما توقف (أكرم) أمامه ثم أتبع بينما يمد يده نحوه بلفافة تبغ كما يحدث في الأفلام القديمة قائلا:
- كيف حالك يا (بلدينا)..؟
التقط الرجل اللفافة من يده وقد انفرجت شفتاه عن ابتسامة صفراء وهو يقول:
- خير يا بيه ..؟
تنحنح (أكرم) سريعا وقد انفرجت أساريره لشعوره بكسب ثقة الرجل قبل أن يتبع:
- إنني أبحث عن شخص يدعي (سمير غانم) ألا يسكن في الطابق الخامس في هذه البناية؟
- زوي البواب حاجبيه كعادة كل أبطال السلسلة بدوره وهو يقول بحيرة:
- (سمير غانم) مين يا بيه ... المشخصاتي..!!
- زوي (أكرم) حاجبيه بدوره كانما أزعجه ان يفعل البواب ذلك وحده وهو يتساءل بداخله إن كان هناك ممثل حقا بهذا الاسم وعلي الرغم من ذلك فقد أتبع سريعا:
- هو بالفعل
هرش البواب شعره بكلتا يديه في حيرة قبل أن يقول:
- لا يا (برنس) ... إللي ساكن في الدور دا اسمه (أدهم صبري) هو و...
لم يستطع هذه المرة أن يكمل كلامه فقد ظهر إبنه صارخا :
- بقي لي ساعتين بانادى عليك عشان نلعب (بلاي استيشن سوا)
ويبدو أن الرجل كان ينتظر هذه العبارة ليطير عقله فقد اندفع نحو الغرفة المخصصة لسكنه مع أسرته قبل أن يغلق باب البناية خلفه متجاهلا (أكرم) الذي احمر وجهه من الإحراج وفكر في إخراج مسدسه التقليدي من بين ثيابه لولا يد (نور) التي امتدت نحو يده من الخلف لتمنعه من فعل ذلك في اللحظة الأخيرة بينما أشار له ليتبعه و ما هي إلا مسافة قصيرة حتى التفت نحوه قائلا:
هيا فكر معي في وسيلة مأمونة لدخول البناية دون أن يشعر بنا هذا البواب
أدار (أكرم) عينيه في المكان وهو يشير نحو الجهة الأخرى قائلا:
- يبدو أننا سنضطر إلي تسلق المواسير الخلفية ... فهذه كما أري هي الوسيلة الوحيدة شبه الآمنة لصعود البناية دون أن يشعر بنا هذا البواب
أما (نور) فقد أومأ له برأسه قائلا:
- يبدو انه لا سبيل آخر أمامنا سوي ذلك
قالها وانطلق في خطوات متسعة فوق رصيف الشارع الخالي و ما هي إلا لحظات حتى كانا يقفان بجوار المواسير المرتفعة حتى أن ( أكرم) قد ازدرد لعابه وهو يقول لنور بصعوبة:
- أما من وسيلة أخري لبلوغ (ادهم صبري) أفضل من طريقة المواسير هذه ..؟!!
أشار له (نور) برأسه دلالة علي النفي مما جعله يتبع كأنما تذكر شيئا:
- بإمكاننا أن نتصل به هاتفيا وندعوه للقاءنا و...
ولكن (نور) قاطعه مرة أخري قائلا:
- هل نسيت أننا لا نملك هاتفه..؟
قالها ثم دفعه ليتقدمه بالصعود وما هي إلا ثواني معدودة حتى كانا قد قطعا شوطا كبيرا من التسلق وهما يديرا عيناهما هنا وهناك خشية أن يراهما أحد ... كان هذا إلي أن باغتتهما تلك الصرخة النسائية التي شقت ظلام الليل في المنطقة:
- حرامىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
ولم تكد الصرخة الرهيبة تصل إلي سمعيهما حتى أسقط في قلب (أكرم) وقد تذكر (الشمروخ) المخيف الذي يحمله البواب
و كعادة الأمور كان موقفا شديد التعقيد
وبحق..!!!

__________________________________________________ ____
(*) الشمروخ هو النبوت.. والنبوت هو الهراوة .. والهراوة هي الشومة .. والشومة هي العصاة الضخمة .. والعصاة الضخمة هي الـ .........إلخ


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

انتفضت (جـ ـ 18) من نومها مذعورة حينما ركلتها ( سنية ـ 15) ركلة عنيفة بقدمها حثي أنها فتحت عينيها وهي تتطلع نحو ( سنية ـ 15) بصعوبة والأخيرة تصرخ فيها بلهجة آمرة:
- هيا انهضي أيتها اللعينة ... كيف تنامين بعد أن استيقظت أنا
قالتها وركلتها بقدمها ركلة أخري أشد ***ا
حاولت (جـ ـ 18) أن تتحاشى الركلة فأمسكت بقدم ( سنية ـ 15) وأطاحت بها بعيداً حتى أنها أطاحت بها بعيدا مما جن جنون ( سنية ـ 15) التي نهضت من سقطتها صارخة:
- ماذا فعلت أيتها اللعينة..؟
قالتها ثم قفزت قفزة أفقية معقدة وأطلقت شعاع ليزري حاد تجنبته (جـ ـ 18) في بساطة متناهية ثم تلقت ( سنية ـ 15) بقبضة عنيفة هزت كيانها بأثره حتى أنها اندفعت لترتطم بالجدار المقابل بقوة شديدة أفقدتها الوعي علي الفور أما بقية رفاقها فقد اندفعن نحو (جـ ـ 18) وفي عينيهن إلتمع الشر أما (جـ ـ 18) فقد كانت قد اتخذت وضعا قتاليا متأهبا ثم قفزت قفزة هائلة أصبحت بعدها وسطهم و ما هي إلا ثوان معدودة حتى كانت قبضتها تغوص في بطن الأولي بينما تطيح الأخرى بأسنان الثانية قبل أن تهوي إحدى قدميها علي وجه الثالثة ...... وهكذا لم يستمر القتال ثوان معدودة أصبحت بعدها كل السجينات في كومة واحدة ... حتى أن (جـ ـ 18) قد وقفت فوق الكومة المكونة من أجسادهن ... وبدت كعملاقة حديدية وهي تصرخ صرخة هائلة قائلة:
- من النهاردة و رايح أنا الزعيمة يا غجر
قالتها ثم أتبعتها بصرخة أخري هادرة:
- جعلوني مجرمة ... جعلوني مجرمة ... جعلوني مجرممممة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


توقف الدكتور (فريد عبد العزيز) رئيس فريق أبحاث التجارب الزمنية أمام القائد الأعلى للمخابرات العلمية والواقع أن هيئته المزرية وعينيه الزائغتين قد لفتا انتباه الأخير في شدة علي الرغم من ذلك فقد بدا القائد الأعلى شديد الهدوء وهو يوجه حديثه نحوه قائلا:
- ماذا لديك يا دكتور (فريد)..؟!
ازدرد الرجل لعابه في صعوبة قبل أن يتبع في توتر شديد:
- الأمر يتعلق هذه المرة برحلة المقدم (نور) ورفيقه (أكرم) يا سيدي
زوي القائد الأعلى عينيه في دهشة صامتة بينا أتبع الدكتور (فريد) بمزيد من التوتر:
- عفوا يا سيدي ... ولكن الحسابات الأخيرة المصاحبة لانطلاق المركبة الزمنية التي يستقلانها قد أثبتت كارثة يا سيدي
اندفع القائد الأعلى إلي الأمام وقد اتسعت عيناه في ذهول دون أن يقوي علي التفوه ولو بكلمة واحدة..بينما أتبع الدكتور (فريد) بنفس اللهجة:
- نعم يا سيدي ... المركبة الزمنية لن تصل بهما إلي وجهتهما التي قصدناها جميعا
هتف به القائد الأعلى دون وعي:
أين إذا يمكن أن يكونا قد ذهبا ..!!
هز الرجل رأسه بطريقة استوعبها القائد الأعلى مباشرة وهو يقول:
- حثي هذه اللحظة لا أحد يعرف يا سيدي .. ولكننا لا ندخر جهدا لمعرفة هذا الأمر وأعدك أنه لن تمر سويعات قليلة حتى نكون قد توصلنا إلي الجهة التي وصلا إليها
قالها دون أن يدري أن القائد الأعلى لم يسمع بقية عبارته بينما راح سؤال ملح يطرق برأسه كألف جرس:
إذا لم يكن (نور) و (أكرم) الآن في زمن (ادهم صبري) فأين هما ..!!
وكان محقا جدا
أين هما ..؟
أين...!!!!

<div align="center">يتبع</div>

__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15-03-2007, 04:00 AM
الصورة الرمزية The Happy Angel
The Happy Angel The Happy Angel غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,124
معدل تقييم المستوى: 0
The Happy Angel is an unknown quantity at this point
افتراضي

مشكوره اتي للموضوع واوعدك اقراه بس الوقت دلوقتي 4 فجرا باااااااااي
__________________
سأجوب مع رفاقي شوارع العاصمه لاحتفالي بمئويه الزمالك ومن المستحيل ايقافي[/COLOR][/SIZE]
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 15-03-2007, 06:11 PM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 3,302
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

العفو أخي.. مشكور لمرورك،،
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 15-03-2007, 07:23 PM
فارس الاندلس فارس الاندلس غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 139
معدل تقييم المستوى: 0
فارس الاندلس is an unknown quantity at this point
افتراضي

مش عارف مش عجبني اللي انتي بتكتبيه
انت بتتريائي علي قصص نبيل فاروق ولا ايه
مش فاهم لازمه الموضوع ده
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 16-03-2007, 12:56 AM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 3,302
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

<div align="center">فهو قد صرح بأنه جمع بين جميع هذه القصص بطريقة كوميدية ساخرة.. لا لشيء وإنما للتسلية والترفيه ولا أعتقد أنه يقصد بها أي إساءة لشخص د. نبيل فاروق..
أما موضوع إنك "مش فاهم لازمه الموضوع ده" فقد وضحت مقصد الكاتب منه.. ولكل شخص وجهة نظره الخاصة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/center]
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 28-03-2007, 08:59 PM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 3,302
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

<div align="center"></div>

<div align="center">(.. الفصل السادس ..)
************</div>

تكومت جميع السجينات في ركن منزو في عنبر السجينات الواسع وبأعين مليئة بالفزع رحن يطالعن ( جـ ـ 18) التي انتصبت قامتها في تحفز عجيب في الركن المقابل بينما احتشد في العنبر عدد هائل من حرس السجن الآليين وتسابق عدد هائل من رجال الإسعاف في نقل (سنية ـ 15) ورفيقاتها علي محفات خاصة إلي حوامات الإسعاف النووية بعد تلك الإصابات الخطيرة التي حظين بها إثر معركتهن مع ( جـ ـ 18) والتي أحالت بعضهن إلي كومة من الخردة غير محددة المعالم تقتضي أن تبقي أقلها ضررا في ورشة الخراطة مدة غير معلومة من الزمن .. حتى أن (سنية ـ 15) نفسها قد فقدت عيينها الفوتونيتن وطاقم أسنانها الفولاذية وعدد غير معلوم من وصلاتها المحورية .. ولا ريب أنها فقدت قدرتها علي الإنجاب بعدما حدث لها من تلف جسيم في وصلاتها الداخلية ..
كل هذا كان يدور حولها بينما اكتست ملامح ( جـ ـ 18) ببرودة عجيبة وقد راحت تلقي بين الحين والآخر نظرة ثلجية باردة نحو بقية السجينات الناجيات من تلك المجزرة وقد رحن يتابعنها بدورهن في فزع وقد نجحت طريقتها في زرع الرعب في قلوبهن فقررن جميعا عدم البوح بما لديهن وأن تظل أحداث المجزرة التي رأينها سراً لا يغادر الكابلات البروتونية في أعماقهن .. كل هذا قرأته ( جـ ـ 18) في أعينهن المذعورة وهن يرصدن حركاتها في توتر كأنما ليبلغنها ما قد اعتزمن عليه والغريب أن هذا كان يسعدها بشدة .. كأنما راق لها هذا الشعور المطلق بالزعامة الذي انتابها في تلك اللحظة بشدة .. فارتسمت علي وجهها لا إراديا ابتسامة ظافرة بدت غريبة حقا مع ما يدور حولها من أحداث .. والواقع أنها لم تكن تدري أنها في هذه اللحظة كانت تخطو بقدميها أولي خطواتها نحو تلك الهوة التي ستبتلعها عن آخرها ..
هوة لا قبل لها بها..
وما كان يمكن أن يجب عما سيحدث سوي سيئ واحد
المستقبل ..!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


حاول القائد الأعلى للمخابرات العلمية أن يتحكم في انفعالاته بقدر الإمكان حتى لا يظهر ذلك التوتر الذي سري في جميع بدنه علي صوته حينما أتاه صوت (سلوى) عبر الهاتف تستفسر عن غياب زوجها (نور) ورفيقه (أكرم) ولوهلة لم يجد ما يقول قبل أن يحسم قراره قائلا:
ـ لا تقلقي يا (سلوى) لن يمضي الكثير من الوقت حتى تكون المهمة التي ذهبا في شأنها قد انتهت وعادا سالمين .. أم أنك نسيتي أنها ليست إلا واحدة من تلك المهام التي اعتدتم عليها
لم يجبه سوي صمتها هذه المرة مما جعله يتبع سريعا كأنما أراد أن يشتت أفكارها :
ـ ما هي أخبار (محمود) ... أخبريه أن الجميع هنا يرسل له تحياته من أصغر فراش في الجهاز
ومرورا بكل المخبرين والضباط ...
ثم صمت فترة ليتبع بعدها:
ـ قولي له عمك القائد الأعلى يرسل لك تحياته وتهنئته بسلامة الوصول .. وأخبريه أني سأحضر الأولاد وأمهم وسنأتي لنبارك له سلامة الوصول بأنفسنا قريبا
ثم أتبع سريعا:
ـ بالمناسبة يا (سلوى) .. طبق الفاصوليا الخضراء الذي تناولناه عندكم في المرة الماضية كان رائعا ..
مصمصت (سلوى) شفتيها بلا صوت ثم ضغطت على أسنانها قبل أن تقول:
ـ سأصنع لكم الكثير منه يا سيدي
اتسعت ابتسامة القائد الأعلى في سعادة قبل أن يتبع:
ـ لا يا (سلوى) لا نقصد.. ولكن ما دمت مصرة .. فاجعليها ملوخية بالأرانب فأنا أعشقها كثيرا ....
قاطعته (سلوى) وقد أوشكت علي الانفجار:
ـ علي الرحب والسعة يا سيدي
ثم أتبعت بغل حقيقي:
ـ ألا تريد شيئاً آخرا..؟
أجابها سريعا:
ـ سيكون ذلك كافيا هذه المرة .. ولكن لاتنسي المحشوات .. والحلوي والمشروبات
أرادت أن تصرخ في سماعة الهاتف ولكنهاكتمت مشاعرها بينما أتبع هو سريعا:
ـ مادام الأمر كذلك فسأتصل بزوجتي حتي لا تصنع طعاما اليوم وسأخبر كل أولادي وأحفادي حتى يجهز كل منهم نفسه
قالها ووضع سماعة الهاتف في سعادة وراح يدير أمر (أكرم) و(نور) في رأسه مرة ومرة ومرات عديدة .. دون أن يجد لهذا الموقف من حل ... لقد تعقدت الأمور كعادتها .. وهاهو (نور) و ( أكرم) في مكان ما وزمان ما لا يعلمهما إلا الله وحده ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _





لم يكد بواب البناية يدلف إلي غرفته في مدخل البناية حتى اندفع نحو الهاتف علي الفور أمام أعين طفله الذاهلة والذي صرخ فيه بتعجب قائلا وهو يتناول أحد ذراعي (البلاي ستيشن):
ـ إحنا مش هنكمل لعبة (الفيفا ) دي في سنتنا..؟
أشاح له البواب بيده في عدم اكتراث وهو يدير رقم خاص يحفظه عن ظهر قلب ولم يكد صوت محدثه يأتيه علي الطرف الآخر حتى ارتسمت علي وجهه ابتسامة ساخرة يجيدها كل من ظهر في الروايات من قبل وقد اكتسي وجهه بحمرة زرقاء مائلة إلي الاصفرار قبل أن يقول:
ـ أخبار جديدة يا سيدي .. هناك شخصان جاءا منذ قليل للسؤال عنك
قالها وصمت فترة ثم أتبع بعدها بنفس الحماس:
ـ نعم يا سيدي .. إنهما مخبران .. لا ريب في ذلك
ثم أتبع وهو يتحسس مؤخرة عنقه بنفس الثقة :
ـ أنت تعلم أني قد قضيت في السجن فترة طويلة ولا ريب أني أصبحت أعرف هذه الوجوه جيدا
قالها وصمت قليلا عاد ليتبع بعدها في حماس:
ـ لا تقلق يا سيدي سأبذل قصاري جهدي .. وسأنبئك بالتطورات في وقتها
قالها ووضع سماعة الهاتف في مكانها وقد علت وجهه ابتسامة أخري وهو يمتدح ذكائه في أعماقه ... كان هذا قبل أن تطرق مسامعه تلك الصرخة الحادة التي أطلقتها السيدة التي رأت (نور) و (أكرم) أثناء تسلقهما المواسير الخلفية فحمل الشمروخ في يده واندفع خارجا من الحجرة بسرعة الصاروخ ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ـ لا يوجد ما يسمي نهر الزمن يا سادة ..!
قالها (محمود) بلهجة قاطعة حازمة لم تترك مجالاً للاعتراض .. وبعدها سادت تلك الموجة العاتية من الصمت ..!!
صمت غريب يشبه صمت الصحراء في يوم شديد القيظ .. والعجيب أن تدلت فكوكهم السفلية جميعا إلي الأسفل في بلاهة منقطعة النظير وقد بدوا جميعا كتماثيل شمعية نسي صانعها أن يغلق فمها أو تعمد ذلك .. حتى أن (محمود) نفسه راح يتطلع نحوهم ببلاهة بدوره .. ثم ازدرد لعابه في صعوبة وتنحنح قائلا:
ـ وحدووووووووووووووووووه
لم يجاوبه سوي الصمت مما جعله يعيد الكلمة مرة أخري .. مما جعل (رمزي) ينتبه لأول مرة قائلا:
ـ لا اله إلا الله
أما (سلوى) فقد التفتت نحو ( محمود) وبدت كما لو أنها لم تستفق من تأثير المفاجأة وهي تقول:
ـ ماذا قلت ..؟!!
هز (محمود) كتفيه في عناد طفولي قائلا:
ـ لن أعيد ما قلته .. وليكن ما يكون
ـ أطلقت (مشيرة) ضحكة قصيرة متوترة وهي تستدير نحوه قائلة:
ـ لابد انك تعني أنه لا يوجد ما يسمي نهر الزمن وإنما توجد ترعة الزمن مثلا أو ..
حدجها ( محمود) بنظرة نارية قاسية ألجمت لسانها ثم أتبع في حدة:
ـ قلت انه لا يوجد ما يسمي نهر الزمن أيها السادة كما لا توجد أي ترع أو مصارف للزمن .. ألا تفهمون ..!!
تبادل الجميع نظرة صامتة مرة أخري مما جعل (رمزي) يربت علي ظهر (محمود) قائلا:
ـ (محمود) يا صديقي هل مازلت تعاني من بعض المتاعب الجسدية أو الإرهاق من جراء ما عانيته في الفترة السابقة ..؟
استدار نحوه (محمود) وفي عينيه مزيج من الحنق والضيق قبل أن يقول:
ـ (رمزي) .. دعك من تحليلاتك هذه و انس كلام الكتب الذي تحفظه وانصت لما أقول
ثم استدار نحو الجميع قائلا:
ـ بل انصتوا جميعا لما سأقول
قالها و شرد بعينه في الجدار المقابل فترة حتى أنهم جميعا قد خشوا أن يكون قد أوشك علي السقوط في الغيبوبة السابقة مرة أخري .. لكنه اعتدل في جلسته قائلا فلذلك حكاية كبيرة تفوق الخيال
قالها وانطلق يحكي لهم سر أغرب حادثة حدثت له أو لفرد من أفراد فريق (نور) علي الإطلاق
بلا أدني مبالغة..!!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


تنهدت (سونيا جراهام) في حرارة وهي تستمع إلي الموسيقي الهادئة التي انبعثت من المذياع واستدارت تتابع صورة ابنها (خميس العترة) المعلقة بجوار صورتها فوق المدفأة وشردت بعقلها طويلا لتسترجع ذكرياتها مع ابنها (آدم) الذي أصبح الآن (خميس العترة) .. وكيف أن حنقها الدائم علي غريمها وزوجها السابق (أدهم صبري) قد سول لها إخفائه بعيداً عن عينيه دون أن تدري وقتها أنها كانت بذلك تحرم نفسها منه .. وتحرمه منها .. ولكن ها هي اللحظة التي انتظرتها طويلا .. سيعود (خميس) من مصر لا محالة .. سيعود إلي جوارها مرة أخري .. وستخبره حقيقة كونها أمه .. وستجعل منه السلاح الأخير الذي سيصيب (أدهم صبري) في م*** .. سيكون في ذلك انتقاماً أخيرًا من (ادهم صبري) .. وكم سيحلو لها أن تري دموع الهزيمة في عينيه حينما ي***ه ابنه (خميس) .. ويا له من انتقام .. انتقام سيشبع رغبتها الدائمة إلي الفوز .. سيروي عطشها القديم إلي إذلاله وإهدار كرامته وتاريخه الطويل كما فعل معها دوما .. حملقت مرة أخري في الصورة .. ثم انبعث من المذاع فجأة صوت مذيعة البرامج قائلة:
ـ هنا إذاعة (بيب بيب تل أبيب) ... نستمع معكم إلي المطربة الفضائية القديرة (هيداش) في أغنتيها الشهيرة (ديس بيابحلا أي ايانض تنا ) من فيلم (هأرملا هلوهجملا ) والتي شاركها فيها البطولة الممثل القدير (دامع يدمح ) و ( يركش ناحرس )
أطلقت (سونيا) تنهيدة حارة وهي تستمع إلي كلمات الأغنية التي أصابت قلبها في م*** وراحت تتذكر ابنها (خميس) بينما تترنم المطربة الفضائية (هيداش) بكلمات أغنيتها الخالدة والتي تقول كلماتها :
ـ (ديس بيابحلا أي ايانض تنا .. أي لك يلما و ايانم تنا .. ) ..!!
ولم تكد كلمات الأغنية تصل إلي العبارة التي تقول فيها (هيداش) : ( ولوقت اي ام ام .. أي بلق ام ام .. يشعبشم يرمع ام هملكلا ايد ) .. حتى أطلقت لدموعها العنان وهي تحتضن صورة ابنها (خميس) في حنان بالغ ..
وما هي إلا دقائق معدودة حتى كانت قد استعادت رباطة جأشها ثم راحت تطالع البرق الذي لم يتوقف لحظة واحدة منذ أن بدأت الأحداث من النافذة وهي تتسائل في أعماق عقلها عما يمكن أن تكون (تفيدة جراهام) قد فعلته في مصر في سبيل استعادة ابنها (خميس) وبدا لها السؤال مبهماً
غامضا..
مجهولا..
وإلي أقصي حد


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _



كانت الكارثة محققة .. سفينة الفضاء في مجال غريب لا يعرف ماهيته أحد .. بينما يدنو الموت منهم جميعا مع كل لحظة تمضي في هذا المكان..!!
هكذا شعر (محمود) .. وهو يتابع بعينيه كل أفراد فريقه الذي راحوا يرتعدون أمام المصير الجديد الذي قدر له أن
يحتويهم معا في هذا المكان الذي وصفوه بأنه نهر الزمن .. و بأذنيه راح يتابع تعليقات الجميع
ـ الخروج يحتاج إلي طاقة هائلة لا قبل لنا بها..
ـ وما الفارق بالنسبة لنا لقد ضعنا في الحالتين ..!
ـ سنبقي هنا للأبد... وما المقصود بالأبد... سنبقي حتى ينفذ مخزوننا من الطعام والأوكسجين ثم..
ـ كنت اعلم هذا .. كنت اعلم أن ابننا لن يولد أبدا يا (نور)..
هكذا شعر (محمود) قبل أن تقع عينيه علي الأمل الأخير علي (س ـ 18) .. كان واثق أنهم سيجدونه هنا .. من المحال ألا يكون في انتظارهم .. أنها تبعية الأحداث بكل تأكيد لابد من (س ـ 18) في كل مكان حتى فيما تخيلوه نهر الزمن .. !
أخرج (محمود) الأوتوجراف الخاص به وفي صفحته الأخيرة طالع توقيع (بودون) تحت هذه العبارة
ـ (مادام الموت آت لا ريب ، فلأمت في سبيل من أحب .. )
وفي لحظات كان محمود قد حسم قراره ..
وكان قرارا خاصا جدا
جدا
جدا
جدا(*)

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


كان (أكرم) يقف بجوار أحد أبواب سفينة الفضاء يطالع مع الجميع جسد (س ـ 18) الذي سبح في الفراغ أمامهم مباشرة .. وكانت لحظة خيار لا يمكن تجاهلها .. فتحت أنظارهم جميعا كان جسد (س ـ 18) يبتعد في إصرار ثابت .. وفي رتابة قاتلة راح الجميع يتابع هذا الأمل الوحيد الذي راح يبتعد .. وقتها كانت خطة(محمود) قد اكتملت دون أن يخبر بها أحدا لأنه لو أخبر احد فلن ينصاع لفكرته أي شخص منهم ... وربما تصدوا له بضراوة لذلك فقد قرر أن ينفذها دون الرجوع لأحد .. كانت هذه الأفكار تدور في عقله وهو يحمل كابل الطاقة في يده بينما يقترب من (أكرم) الذي توقف أمام الباب فاقد شعوره بمن حوله دون أن يعنيه كالجميع سوي جسد (س ـ 18) الذي راح يبتعد .. ويبتعد بينما تتردد كلمات (بودون) الموجودة في الأوتوجراف الخاص به في عقله لهذا اقترب أكثر من جسد (أكرم) وهو يتمم في داخله :
ـ سامحني يا (أكرم) ... لابد ان يضحي شخص منا ..
قالها واندفع بجسده إلي الأمام في محاولة منه لدفع جسد (أكرم) إلي الفراغ أمامه ... كانت هذه خطته .. سيدفع بجسد (أكرم) إلي الفراغ أمامه ثم يناوله كبل الطاقة علي الرغم منه ليدفع به في جسد (س ـ 18) ... أملهم الوحيد
فجأة حدث ما لم يتوقعه (محمود) ولم يرد له علي بال .. فقد تحرك (أكرم) من مكانه في اللحظة ذاتها بلا سابق إنذار دون أن يدري ما كان يحدث خلفه ... وقتها وجد (محمود) نفسه يحلق في الفراغ ... لم يدر وقتها هل انزلقت قدمه أم دفعه شخص آخر حاول تنفيذ فكرته .. كل ما شعر به أنه يهوي في نهر الزمن أو ما اعتقده نهر الزمن ..!!
كانت لحظة غريبة .. انتابه فيها إحساس بالرعب لم يصادف أحد من أفراد الفريق من قبل .. لهذا فقد حاول أن يستنجد بهم .. لكنه لم يكن يدري ما حدث .. كان يصرخ فيهم مستنجدات بعبارات ملتاعة .. لكنهم جميعا بدوا كما لو أنهم يفهمونه خطأ .. يا للأوغاد ..!!
لماذا ينظر نحوه (نور) هكذا.. لماذا لم يتحرك احد لنجدته .. هل يسمعون عباراته خطأ.. تبا لهم .. تبا لهم..!!
وقتها استدار إلي الخلف .. وقد بدا لهم الأمل ممثلاً في جسد (س ـ 18) الماثل أمامه .. سيدفع بأسلاك الطاقة إليه ... سيحرره من ثباته العميق .. وقتها سيكون هو أمله الوحيد بعد الله في هذا المكان ... وكانت الكارثة .. فتحتي الطاقة أقل حجما بكثير من طرفي السلك بكثير .. يا لها من كارثة ..!!
وقتها لم يجد ملاذا أخر مما سيقدم عليه .. دفع إصبعيه في فتحتي الطاقة علي أمل ألا يستغرق ذلك طويلا.. ثم أن المقاييس التي تتحكم فيه في هذا النهر لابد وأنها تختلف عن المقاييس الأخرى التي اعتاد عليها .. وكان هذا هو أمله الوحيد .. ألا تخضع الأمور هنا للقوانين الفيزيائية المعتادة كما قال (نور) نفسه منذ لحظات .. وهو كالجميع يعلم أن (نور) لا يخطئ .. هو لا يفعل وآلاف القراء يعلمون ذلك و... بتر أفكاره وقتها وهو يدفع طرفي السلك في فتحتي الطاقة عند (س ـ 18) وأغمض عينيه .. و ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

فجأة أفاق (محمود) من شروده علي يد (رمزي) التي راحت تربت عليه في هدوء وهو يقول:
ـ (محمود) .. أأنت واع لما حولك يا صديقي..؟
أدار (محمود) عينيه ببطء نحو (رمزي) ولم يكد يفتح فمه بالحديث حتى طرقت أذنه مع الجميع تلك الجلبة التي صدرت من باب المنزل .. فاستدار الجميع نحو الباب ...ثم اندفع (رمزي) نحو الباب .. بينما توقف الجميع في وضع تأهب .. استعدادا لما يمكن أن يحدث في تلك اللحظة ..
ولم يكد (رمزي) يحرك مزلاج الباب حتى طالعه وجه (ى ـ 60) الآلي وخلفه بقية أفراد عصابته الآلية المكونة من (برعي - 34) و (هريدي ـ 27) و ( أبو سريع ـ 41) ... ولم يكد (رمزي) يري هذا الشر المتمثل في أعينهم حتى تراجع إلي الخلف بغتة لا إرادياً بينما أزاحه (ى ـ 60) من طريقه في بساطة ثم اقتحم هو ورجاله الآليون المكان قبل أن يصرخ فيهم قائلا بصوته المعدني البارد:
ـ هو فييييييييييييييين ..؟؟؟
ثم أنه لم يترك المجال لتسائلهم وهو يتبع بصوت أكثر حدة:
ـ فين الواد اللي اسمه (س ـ 18)
في تلك اللحظة و دون أن يجيبه أحد ارتج باب حجرة (س ـ 18) الخاصة وخرج منها هذا الأخير مترنحا من أثر الإدمان وهو يحمل زجاجة أحماض كونية مسكرة قبل أن يقول بأحرف متلعثمة جاهد بكل طاقه حتى تخرج:
ـ مين .. مين إللي بيسأل عـ .. عـنـ عنـي ..هئ ..!!
ويبدو أن هذه العبارة قد استنفذت طاقته عن آخرها .. حتى أنه هوي كحجر بجوار باب حجرته
وفي تلك اللحظة صرخ ( ى ـ 60) في الجميع بينما يمسك (نشوى) من زراعها في *** شديد:
ـ هو دا (س ـ 18) ..؟
صرخت فيه (سلوى) وهي تندفع لتخليص ابنتها من يده:
ـ نعم ... إنه (س ـ 18)
دفعها (ى ـ 60) مع ابنتها بعيدا ثم أشار إلي رجاله فاندفعوا نحو جسد (س ـ 18) فحملوه معهم .. واندفعوا جميعا خارجين من المنزل ... تاركين خلفهم علامات الاستفهام تملأ مخيلة الجميع بأحرف بارزة
دون أن يعلم الجميع أن (س ـ 18) في سبيله لخوض أ*** تجربة في حياته علي الإطلاق
وبدون أدني مبالغة..
بحق ..!!

__________________________________________________
(*) راجع العدد رقم 100 (الزمن =صفر)

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ارتعدت فرائص أكرم وهو يتابع كل هذا العدد من الأشخاص الذي تجمعوا أسفل البناية التي يتسلقون مواسيرها الخلفية بينما كان يمسك أقلهم شأنا بسكين مطبخ كبير.. وتملكه رعب حقيقي سيطر علي كل مشاعره و تجمد جسده للحظات حتى أن (نور) وكزه بيده في أسفل ساقه صارخا:
ـ هل ستقف هذا طويلا .. أم ستسرع بأقصى طاقتك حتى لا نقع في براثن هؤلاء المتعطشين للدماء ..؟
هز (أكرم) رأسه كأنما لينفض عن نفسه شعوره بالرعب وازدرد لعابه وهو يسب ويلعن ذلك اليوم الذي أنضم فيه إلي المخابرات العلمية وتمني أو أنه قضي نحبه في فترة الاحتلال أو ظل فاقدا لعقله إلي الأبد .. وعلي الرغم من ذلك فقد دفعت عبارة (نور) الدم في أوردته فاندفع كالمجنون يتسلق المسافة الباقية حتى أقرب نافذة وتبعه (نور) علي الفور كأنما تطاردهما شياطين الجحيم .. وللمصادفة العجيبة كانت النافذة الوحيدة المفتوحة في البناية بأثرها في تلك الفترة من الليل هي النافذة المطلة من شقة بالدور الخامس...
من شقة (أدهم صبري) ..!!
وبلا وعي ألقي (أكرم) بنفسه من النافذة علي الفور و بتفكير مماثل لم يجد (نور) أيضا سوي نفس الطريق فألقي بنفسه من النافذة بالمثل
وفي أسفل البناية كان بواب البناية يتابع ما يحدث كأنما راق له أن يحدث ذلك للمخبريّن الذيّن جاءا بغرض التحري عن (أدهم صبري) .. وما أن تابع (أكرم) و (نور) الذيّن حتى ابتسم في شراسة عجيبة .. وهو يعلم ما يمكن أن ينتظرهما في هذا المكان من مصير لا يتخيلانه .. حتى أنه لم يتمالك من منع نفسه في إطلاق ضحكة ساخرة .. ترددت كثيرا في المكان ..
وكان رد فعل عجيب
جدا
جدا
جدا
وأغرب مما نتوقع
بكثير..!!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لم يكد الدكتور (فريد عبد العزيز) يدلف إلي مكتب القائد الأعلى للمخابرات العلمية حتى هب هذا الأخير من مكانه صائحاً :
ـ ألم تتوصلوا بعد إلي مكان (نور) و(أكرم) ..؟!
تنحنح الرجل في توتر ثم حملق في القائد الأعلى فترة ما قبل أن يقول:
ـ الواقع يا سيدي أننا قد تمكنا من معرفة مكانهما .. ولكن
قاطعه القائد الأعلى في حيرة ولهفة قائلا:
ـ هات ما لديك يا رجل مباشرة بدلاً من هذه الدوائر الفارغة التي تقذف بي فيها ولا تنس أني أعاني من أمراض ضغط الدم المرتفع والسكر والبلهارسيا وتشقق جلد القدمين ..
ضم الرجل شفتيه وتقلصت عضلات وجهه قبل أن يقول في تعجب حقيقي:
ـ ولماذا تصمت علي نفسك كل هذا الوقت ..؟
ثم أتبع بنفس اللهجة:
ـ لقد كنت أعاني أنا أيضا من النمش و تقصف أطراف الشعر ولكني لم أصمت علي نفسي مثلك
شحذت عبارته انتباه القائد الأعلى فقال له علي الفور:
ـ أنا أعاني من هذه المشكلة أيضا ...قل لي سريعا كيف تصرفت
جذب الدكتور (فريد) مقعدا وجلس قبالته قائلا:
ـ هل تعرف (الخيار) ..؟
أومأ القائد الأعلى بتركيز شديد مما جعله يستأنف كلامه قائلا:
ـ أنت يا سيدي تجيب الخيار وتقطعه علي هيئة حلقات و..
ثم بتر عبارته ونظر نحو القائد الأعلى قائلا:
ـ ولكني جئت لأخبرك بشان أخر
زوي القائد الأعلى حاجبيه وهو يتبع :
ـ لقد كشف الفريق العلمي أن المركبة الزمنية التي استقلها (نور) و (أكرم) قد شردت في مسارها لتلقي بهما في بعد آخر .. أو مدخل زمني مختلف .. لم نحدد ماهيته بعد .. و
قاطعه القائد الأعلى بضيق شديد قائلا:
ـ ماذا بك يا دكتور (فريد) أحادثك في النمش وتقصف الشعر وتكلمني عن (نور) و(أكرم) والأبعاد الأخرى .. ألن نكف عن هذه السيرة أبدا.. لقد أصبحت سمجا بحق ..!
اصطبغ وجه الدكتور (فريد) بحمرة الخجل بينما لانت معالم وجه القائد الأعلى مرة أخرى قبل أن يتبع:
ـ هيا .. هيا .. أكمل .... ماذا بعد أن نقطع الخيار علي هيئة حلقات..؟
وانطلق الدكتور (فريد) يروي له التفاصيل بمنتهي الدقة بينما راحت عينا القائد الأعلى تتسعان في انبهار..
وذهول..
وإعجاب..
إلي أقصي حد ..!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

انزوت جميع السجينات في ركن العنبر مرة أخري ورحن يتبادلن عبارات هامسة بينما راحت (جـ ـ 18) تتناول طعام الإفطار المكون من شرائح الصاج وقليل من المسامير وقدح من العدس الأيوني ... وراحت تلقي نحوهن نظرات سريعة كل وهلة وهي تلوك شرائح الصاج الصدئة بأسنانها وفي أعماقها كانت تشعر بمزيج عجيب من الندم والحسرة وتتذكر حياتها السابقة حيث كانت تأكل ما لذ وطاب من أصناف المعادن المختلفة وتشرب أجود أنواع الأحماض المركزة .. ولكن يبدو أن الأمور ما عادت تسير بها علي نفس الوتيرة مرة أخري ... فها هي ملقاة بلا قيمة في عنبر واحد مع مجموعة من الآليات الحقيرات من السفاحات والقاتلات ... دون أن يعرف عنها أي شخص أي شيء .. أطلقت تنهيدة صامتة و راحت تطالع جنبات العنبر الحقير بطرف عينيها وتنهدت علي ما فات و احتواها شعور بالعجز والمهانة والرعب مما قد ينتظرها في هذا المكان هي وطفلها القادم .. ولم تكد تصل عند هذه النقطة حتى ارتج كيانها للمرة الأولي كأنما تذكرت ما قد نسيته طويلا.. طفلها القادم ... ودون أن تشعر بما تفعل هبت من مكانها وحملت اللوح المعدني الذي يحمل أطباق الطعام وألقت به نحو الحائط ثم أطلقت صرخة هائلة ألقت الرعب في قلب السجينات اللائي ارتسمت في ملامحهم أعتي صور الرعب والفزع بينما تقدمت (جـ ـ 18) منهم في هدوء أثار رعبهم ألف مرة ومرة .. ثم قالت بهدوء مخيف وقد بدا أن أمرا ما قد سيطر علي تفكيرها:
ـ أنتي يا بت منك ليها استعدوا
أمتزج التساؤل بالرعب في ملامح السجينات بينما قالت (جـ ـ 18) بنفس اللهجة الهادرة:
ـ أنا قررت إننا هنهرب كلنا الليلة
لم يجبها سوي الهمهمة الخافتة التي تجلت فيها أقسي علامات الرعب مما جعلها تتبع بلهجة لا تخلو من غموض بينما تتابع بعينيها لوح الطعام المعدني المكوم بجوار الحائط:
ـ أنا خلاص دبرت خطة الهرب..
قالتها وراحت تنسج في عقلها خطة الهرب
في إصرار
شديد
مخيف
مرعب

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لم يكد (نور) يضع قدمه في داخل الغرفة المظلمة حتى طالعه وجه (أكرم) الذي التفت إليه في الظلام قائلا:
ـ إنها شقة (أدهم صبري) كما وصف لنا البواب
لم يري ملامح (نور) مما جعله يتبع بنفس اللهجة المتوجسة:
تري ماذا يخفي لنا هنا..؟
ـ أجابه (نور) بهدوء شديد:
ـ هل نسيت أن (أدهم صبري) هذا هو الذي قطعنا هذه الرحلة لملاقاته .. وأننا من كنا نبحث عنه ... لقد ساعدتنا الظروف .. المهم الآن أن نقابل الرجل قبل أن يلحق بنا هؤلاء المفترسون بالخارج .. قالها وهو ينصت إلي صوت الضجيج الذي بدأ يخفت في الخارج لسبب لا يعرفه... حتى انه حاول فتح فمه ليطلع (أكرم) على ما يدور في باله .... ولكن فجأة وبلا سابق إنذار .. وأمام عينيه الذاهلتين مع (أكرم) تطلعا إلي باب الحجرة الذي انفتح عنوة حتى أنهما قد تراجعا للخلف علي اثر المفاجأة ثم اقترب مع (أكرم) مرة أخري ليتطلعا إلي الأطفال الأربعة الذين حمل الضوء القادم من البهو صورتهم إلي أعينيهما والذين لا يتجاوز عمر أكبرهم سنا! السنوات العشر قبل أن يطرق أذنيه صوت (أكرم) الذي قطع الصمت المخيم علي الحجرة قائلا:
ـ من أنتم ..؟!!
لم يدريا في هذه اللحظة سببا لتلك الابتسامة الخبيثة التي ملأت وجوه الأطفال الأربعة قبل أن ينظر كل منهما للآخر في مرح خبيث بينما تسائل أحدهم في سخرية:
ـ لصوص ... ؟!!
ثم التفت نحو بقية الأطفال قائلا:
ـ مرحي يا رفاق .. لقد بدأ الملل الذي نحياه منذ فترة ينكسر
جاوبه الجميع بضحكة مماثلة قبل أن يتبع بأسلوب أكثر ثقة وسخرية :
ـ معذرة أيها السادة .. فقد نسينا أن نقدم لكم أنفسنا
قالها ثم أشار إلي نفسه بينما يتبع:
ـ (مايكل أدهم صبري )
ثم أتاهما صوت الثاني:
ـ ( كوهين أدهم صبري)
والثالث:
ـ (ريكاردو ادهم صبري)
والرابع
ـ (فرانسوا أدهم صبري)
أراد (أكرم) أن ينظر نحو(نور) ليرى إن كانت علامات الذهول قد أصابته بالمثل أم لا .. لكن ما حدث لم يعطه الفرصة لذلك فقد أتاهم صوت الطفل الأول صارخا في بقية الأطفال:
ـ هجوم يا رفااااااااااااااق

<div align="center">يتبع</div>
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 19-05-2007, 07:09 PM
Disho Disho غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 106
معدل تقييم المستوى: 0
Disho is an unknown quantity at this point
Wink

معاودانا من زمان تتحفينا بمشاركاتك يافتاة الإسلام من حوالي سنتين فاتوا من ساعة مااشتركت في المنتدى وربنا يكرمك وتكملي في مشاركاتك المفيدة
__________________
<span style=\'font-family:Arial\'>( الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه )
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 19-05-2007, 09:14 PM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 3,302
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

شكراً جزيلاً ليك يا ديشو على مرورك وردك الجميل،،
وأهلاً بك في المنتدى من جديد.. عوداً حميداً بإذن الله..
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 10-06-2007, 02:32 AM
zeinab elsayed zeinab elsayed غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
zeinab elsayed is an unknown quantity at this point
Wink

هو بصراحة من اسم القصة كده شكلها جامدة اوووووووووووووووووى .........
انا بصراحة لسه ماقريتهاش عشان الساعة 4 الفجر الوقتى وكده يعنى ...... بس ان شاء الله ابقى اقراها واقولك رايى ..
وربنا يوفقك ويعينك ويزيدك .........
__________________
[img]<a href=[/img]
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12-06-2007, 12:16 AM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 3,302
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

بإنتظارك بإذن الله وتعليقِك على القصة،، وانتظروا التكملة إن شاء الله بعد الامتحانات بإذن الله..
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 04-07-2007, 06:21 AM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

موضوع و حقات و اسلوب

بصراحه مش عارف اقولك ايه

هكتفي بقول رااااااااااائع

و شكرا

اخوكم احمد
__________________
استعيدي نفسي مني
إنني قدْ تُُــهتُ فـــىّ ..
إنْ جَرحَتُكْ .... إعْفِ عنى
واهْرَبي مني ... إلىّ !
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 04-07-2007, 07:27 AM
الصورة الرمزية واحـد من النــاس
واحـد من النــاس واحـد من النــاس غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 521
معدل تقييم المستوى: 0
واحـد من النــاس is an unknown quantity at this point
افتراضي

شكرا فتاة الإسلام ع القصة الرائعة

بس مش عارف فيييين دور رفعت إسماعيل ف القصة ... أصلي بحب أقرى قصصه أوي

وتسلمي ع الموضوع مع اني مش بحب أدهم صبري ولا حتى د. نبيل فاروق ولا أسلوبه ف القصص
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 04-09-2007, 04:03 AM
غريم الشيطان غريم الشيطان غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 4
معدل تقييم المستوى: 0
غريم الشيطان is an unknown quantity at this point
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
الموضوع بتاعك أكتر من ممتاز،وخيالك خصب جدا،ودرجة ذكائك كبيرة-ما شاء الله لا قوة إلا بالله-.
لكن ليا عندك سؤال: هو أدهم صبري فعلا لقى ابنه آدم؟ أصلي ما قريتش السلسلة كلها....
وشكرا
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 04-09-2007, 04:04 AM
الصورة الرمزية mR . mOstafa Fathi
mR . mOstafa Fathi mR . mOstafa Fathi غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 8,317
معدل تقييم المستوى: 0
mR . mOstafa Fathi is an unknown quantity at this point
افتراضي

يسلمو علا للسلسه
دى طويله جدا

يسلمو
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ
وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة
والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 15-11-2007, 12:57 PM
الصورة الرمزية بنوته مسلمه
بنوته مسلمه بنوته مسلمه غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 519
معدل تقييم المستوى: 0
بنوته مسلمه is an unknown quantity at this point
افتراضي

جميل جدا
مشكوره علي المجهود الرائع ده
ومنتظرين البقيه
ربنا يوفقك للاحسن
__________________
يااااااااااااااااااااااااااارب
ارحم موتانا وموتي المسلمين يارب ارحمهم وثبتهم عند السؤال
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:37 AM.