#16
|
||||
|
||||
باقي الحلقة التانية
ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء . أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد ! كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال ! " وليد ، تعال إلى هنا " نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح . " نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ " و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت : " خذ رغد لبعض الوقت ! " " ماذا ؟؟؟ لا أمي ! " لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت : " أريد أن أسبح ! " " هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا " أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها : " هيا يا رغد ! تعالي إلي ! " ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور ! جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة ! اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر ! أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها ... " أوه كلا ! " أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا . غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا " وليد كيف تركتها تغرق ؟ " " أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر " " ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . " غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال ! " أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر " و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا . في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد . " أرأيت ؟ " استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي ... كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا . عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة ! يا لخبث هؤلاء الأطفال ! نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت : " إنها تحبك أنت َ يا وليد ! " قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال . " وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسها هذه الملابس " تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس ! ربما أكون قد سمعت شيئا خطا ! " ماذا أمي ؟؟؟ " " هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء " كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل ... و لكن الظاهر أنني أصبحت أما ! أما جديدة لرغد ! نعم ... لقد كنت أما لهذه المخلوقة ... فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى ! و في الواقع ... كنت أستمتع بهذا الدور الجديد ... و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع ... و أشعر بسعادة لا توصف ! هكذا ، مرت الأيام ... و كبرنا ... شيئا فشيئا ... و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك ... أو يدرك أحد ... أصبحت تعني لي ... أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! .... |
#17
|
||||
|
||||
الله على القصة الروعه
أنا بعشق الأطفال جدا جدا جدا علشان كده مستمتع جداااا . .
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
ايه ده
احنا اتفقنا على حلقتين كل يوم شايف ياميدو الى بيحصل فينا؟؟ الى بنعمله فى الناس هايطلع علينا والا ايييييه اييييييييييييييييييييييه دنيا ومش دايمه لاحد على فكرة انا حبيت شخصية وليد جدا تقريبا عمرة من عمر ابنى مازن 13 سنه وتقريبا نفس الاسلوب والتصرفات يمكن ارتبطت بالقصة كمان لهذا السبب بس حقيقى القصة ممتازة جدا جدا منتظرين
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
ايه يا ايمى باشا
نمتى ليه فين الحلقه الجديده يلا مش عاوزين تلكيك فى رعايه الله
__________________
In God's care HaPpiLy eVeR aFtEr |
#20
|
||||
|
||||
اسفة عالتأخير
بس بردو انا لازم اعتمد على عامل التشويق عشان مش تسيبوني وتمشو الحلقةالثالثة أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة ! إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها . إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب . لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله ! أما رغد الصغيرة ... فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها ! و آه من رغد ! يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك ! هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه ! " وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! " قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي ! " وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! " إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر ! نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها ! " رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ " أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض : " عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! " تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة ! إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق ! و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد ! تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها ! قلت : " حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! " بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول ! رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب ! " إلى أين ؟؟ " سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي : " سأريها سامر ! " و انصرفت ... اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ... أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟ كم أنا سخيف ! انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ... لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني ! نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب ! غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى ! بعد ساعة ، عادت رغد ... كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما . اقتربت مني و قالت : " وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! " تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة هل انتهينا ؟ صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني ! " وليد ... " رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا ! لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني ! قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما : " ماذا الآن ؟ " " هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ " يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا ! تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة : " شكرا ! " ثم ابتعدت ... ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة ! أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة ! " وليد ... " مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ... " نعم ؟" سألتني : " كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟ نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك ! أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) . تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ... بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ... " وليد ! " " نعم صغيرتي ؟ " " كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ " كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه . ثوان أخرى ثم عادت تسألني : " وليد ! " ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام ! " ماذا أميرتي ؟ " " كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟ كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ... بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف ! كم هي بريئة و بسيطة و عفوية ! يا لها من طفلة ! رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة : " كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ " فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ... هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها ! حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ... هل قالت ( أتزوج ) ؟؟ أتزوج ! ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا ! سألتها لأتأكد : " ماذا رغد ؟؟ " قالت و بمنتهى البساطة : " أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ " أنا مندهش و متفاجيء ... و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ... أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ... انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ... انتظرت ... و أنتظرت ... لكنها لم تتكلم لم تسألني عن أي شيء رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني ! ( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ ) الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه ! كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ... كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل ! رغد الصغيرة ! ما الذي تفعلينه !؟؟ الآن ، هي قادمة نحوي ... و الصندوق في يدها ... " وليد اكتب أمنيتك ! " " ماذا صغيرتي ؟؟ " " أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! " إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم أنتم الحكم عليه ! نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي ! فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي ! أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟ لن أخبركم ! بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها ! " وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! " " أعدك بذلك ! " ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول : " سأخبر سامر بأنني انتهيت ! " بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ... لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا ( عندما أكبر سوف أتزوج .......... ؟؟؟ ) من يا رغد ؟؟ من ؟ من ؟؟ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى أحد ملاهي الأطفال ، حسب طلب و إلحاح دانة ! أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، إلا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة ! قضينا وقتا جيدا ... وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها ! طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه ! و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد ! والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ... كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض ! أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع ! " حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! " أعترض والداي ، ألا أنني قلت : " سأمسك بها جيدا فلا تقلقا " اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد أنا أدرك أنني أدللها كثيرا جدا لكن ... ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟ تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة ! و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟ عمّار اللئيم ! " من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! " تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا ! تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ... عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه كان يردد : " ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن " أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر ! عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ... و قال : ( كنت أظنك أصبحت رجلا ! ) و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم ... بل و منذ فترة ليست بالقصيرة أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟ بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ... كانت رغد " وليد ... " ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة : " عودي إلى غرفتك يا رغد فورا " نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت : " قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! " أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر ! لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ... و كم ندمت بعدها ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه ! ثم أبعدته في آخر لحظة ! كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ... لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها ! و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ... و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ... كما سترون ... |
#21
|
||||
|
||||
اقتباس:
نورت الموضوع |
#22
|
||||
|
||||
اقتباس:
ربنا يخليهولك يارب انا نزلت الحلقة الجديدة وهحاول انزل حلقة باليل بس لو حد عبرني بعد الحلقة دي نورت الموضوع يااستاذ بورسعيدي |
#23
|
||||
|
||||
اقتباس:
يلا نزلت الحلقة الجديدة شكرا لمتابعتك ياقمر |
#24
|
||||
|
||||
بدأنا ناخد منحنيات أكبر من الطفلة رغد
الموضوع بيزداد تشويقا وإثارة شكرا يا بنت الإسلام . .
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
بجد قصتك هائله
وتستحق الانتظار ميرسى جدا اختى الفاضلة ننتظر الباقي بفارغ الصبر
__________________
... if i die don't cry just look at the sky and say bye bye
|
#26
|
||||
|
||||
بجد اسف ع تأخرى فى الرد
بجد توبيك اكثر من رائع وفى انتظار كل ما هو شيق من مواضيعك الجميله دى الى الامام
__________________
ليس المهم ان تكون صديقى ولكن المهم ان تكون صادقا معى
|
#27
|
||||
|
||||
القصة شكلها طويله ومثيرة بجد
اقتباس:
وياترى ايه حكايه وليد ورغد؟؟ نرجو الالتزام بالمواعيد متابع ومنصت شكرا
__________________
آخر تعديل بواسطة بورسعيدى ، 29-10-2008 الساعة 02:30 AM |
#28
|
||||
|
||||
الحلقةالرابعة لم استطع النوم تلك الليلة جعلت أتقلب على فراشي و الأمور الثلاثة : الدراسة ، الحرب ، و رغد تآمرت علي و سببت لي أرقا و صداعا شديدا أوه يا إلهي ... أنا متعب ... متعب ! فلتذهب الدراسة للجحيم ! ولتذهب الحرب كذلك للجحيم ! و رغد ... رغد ... فلأذهب أنا إلى رغد ! قفزت من سريري في رغبة ملحة جدا لرؤية الصغيرة ... لابد أنها غارقة في النوم الآن ... كم كنت قاسيا معها ! كم أنا نادم ! سرت ببطء حتى دخلت غرفة رغد ، و تعجبت إذ رأيت الظلام مخيما عليها ! صغيرتي تخاف النوم في الظلام الشديد و تصر على إضاءة النور الخافت اقتربت من السرير و أنا أدقق النظر بحثا عن وجه الصغيرة ، إلا أنني لم أره أضأت ُ المصباح الخافت المجاور لسريرها ، و أصبت بالفزع حين رأيت السرير خاليا ... نهضت مذعورا ... و تلفت من حولي ... ثم أنرت المصباح القوي و دققت النظر في كل شيء ... لم تكن رغد في الغرفة ... خرجت من الغرفة كالمجنون و ذهبت رأسا إلى غرفة دانة ، ثم سامر ، ثم جميع غرف المنزل و أنحائه و لم أبق منه مترا واحدا دون تفتيش ... عدا غرفة والديّ سرت و أنا أترنح و متشبث بأملي الأخير بأن تكون رغد هناك ... توقفت عند الباب ، و رفعت يدي استعدادا لطرقه فخانتني قواي ماذا إن لم تكن رغد هنا ؟أين يمكن أن تكون ؟ القلق بل الفزع و الخوف على رغد تملكاني و ألقيا جانبا أي تفكير سليم من رأسي طرقت الباب طرقات متوالية تشعر أيا كان بالذعر ! ثوان ، و إذا بأمي تقف أمامي في فزع : " وليد ؟ خير يا بني ؟ " التقطت عدة أنفاس متلاحقة ثم قلت : " هل رغد هنا ؟ " كنت أحدق بعين والدتي و كأنني أريد أن أخترقها إلى دماغها لأعرف الجواب قبل أن تنطق به ... قولي نعم أمي ... أرجوك ! " نعم ! نامت هنا " كأن جبلا جليديا قد وقع فوق رأسي لدى سماعي إجابتها ارتخت عضلاتي كلها فجأة ، فترنحت و أنا أعود خطا للوراء حتى جلست على أحد المقاعد والدتي أقبلت نحوي ، و ألقت نظرة سريعة على ساعة الحائط ، ثم عادت تنظر إلي بقلق ... " وليد ؟ ما بك عزيزي ؟ " أغمضت عيني لثوان ، و أنا عاجز عن تحريك أي عضلة من جسمي ... ثم نظرت إليها و قلت بصعوبة : " قلقت حين لم أجدها في غرفتها ... بل كدت أموت قلقا ... " اقتربت مني والدتي ، و مسحت على رأسي و قالت : " هوّ ن عليك يا بني ... جاءتني تبكي البارحة و تقول أنك غاضب منها و أخرجتها من غرفتك ! كانت حزينة جدا ! " ربما تريد أمي معاتبتي لتصرفي مع رغد أرجوك أمي يكفي فأنا قد نلت من تأنيب الضمير ما يكفي و يزيد ... ألا ترين أنني لم أنم حتى هذه الساعة بسبب ذلك ...؟؟ " آسف لإزعاجك أماه ، تصبحين على خير " رغد ! ما الذي تفعلينه بي !؟ نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية ! تضايقت كثيرا من هذا ... هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟ " رغد ! تعالي إلي ... " لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا ستنسى بعد قليل ... إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة ! بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي ! في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع أو ثمان سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه العائلة ! رغد تحب خالتها هذه كثيرا ، و الخالة تتردد علينا من حين لآخر للاطمئنان على رغد تحوّل بيتنا إلى ملعب أطفال ... لعب ، ضحك، بكاء ، شجار ، عراك ، هتاف ، صراخ ! كانوا جميعا سعداء ، أما أنا فقد لزمت غرفتي و عكفت على الدراسة . اختفت الأصوات تماما فيما بعد ، فاستنتجت أن الضيوف قد رحلوا . في وقت العشاء ، كنت أول الجالسين حول المائدة فقد كنت جائعا ، و لم أكن قد تناولت أي وجبة رئيسية لهذا اليوم . الكرسي المجاور لي هو الكرسي الذي تجلس عليه صغيرتي رغد عادة و كنت أساعدها في تناول الطعام دائما اجتمع أفراد أسرتي حول المائدة ، إلا أن الكرسي المجاور ظل شاغرا ! " أين رغد ؟؟ " وجهت سؤالي إلى والدتي ، فأجابت : " أصرت على الذهاب مع خالتها و بما أن الغد هو يوم جمعة تركتها تذهب لتبات عندهم ! " اندهشت ، فهي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا ... لطالما كانت الخالة تزورنا فلماذا تصر على الذهاب معها اليوم و اليوم فقط ؟؟ لقد فقدت شهيتي للطعام ، و لم أتناول منه إلا اليسير ... مساء الجمعة ذهبت مع أبي لإحضار رغد من بيت خالتها دخلت أنا للمنزل فيما ظل والدي ينتظر في السيارة لقد كان الأطفال ، رغد و نهلة و حسام ، يلعبون ببعض الألعاب في إحدى الغرف عندما رأوني توقفوا عن اللعب ، و اخذوا يحدقون بي ! هل أبدو مرعبا ؟؟ ربما لأنني طويل و ضخم البنية نوعا ما ! ابتسمت لهذه المخلوقات الصغيرة ثم قلت : " مرحبا أعزائي ! ألم تكتفوا من اللعب ! " لم يبتسم أي منهم أو يحرك ساكنا ! وجهت نظري إلى صغيرتي رغد ، و قلت أخاطبها : " صغيرتي الحلوة ! حان وقت العودة إلى البيت " " لا أريد " كانت أول جملة تنطق بها رغد ! إنها لا تريد العودة للبيت ! " ماذا رغد ؟ يجب أن نعود الآن فغدا ستذهبين إلى المدرسة ! " " سأبقى هنا " " رغد ! سوف نأتي بك إلى هنا لتلعبي كل يوم إن أردت ! هيا فوالدنا ينتظر في السيارة " لم يبد ُ أنها عازمة على النهوض . و الآن ؟؟ ماذا أفعل مع هذه الصغيرة ؟؟ كيف يجب أن يكون التصرف السليم ؟؟ تدخلت أم حسام قائلة : " بنيتي رغد ، غدا سيحضرك وليد إلى هنا من جديد . و كل يوم إذا أردت اللعب مع نهلة فتعالي و أحضري ألعابك أيضا " " لا أريد " ثم بدأت بالبكاء ... ربما تظن خالتها أننا نسيء إليها بشكل ما ! ماذا جرى لهذه الصغيرة ؟ لماذا أصبحت لا تريد الاقتراب مني ؟ أكل هذا لأنني أخرجتها من غرفتي بقسوة تلك الليلة ؟ أم حسام أخذت تمسح على رأس الصغيرة و تهدئها و تكرر " غدا سيحضرك وليد إلى هنا عزيزتي " قلت ، محاولا إغراءها بالحضور بأي طريقة : " سنمر بمحل البوضا و نشتري لك النوع الذي تحبين ! " يبدو أن الفكرة أعجبتها ، فتوقفت عن البكاء و آخذت تنظر إلي ... قالت خالتها مشجعة : " هيا بنيتي ، و عندما تأتين غدا سنشتري لك و لنهلة و حسام المزيد من البوضا و الألعاب " و أخذت تقربها نحوي حتى صارت أمامي مباشرة رفعت رغد رأسها الصغير و نظرت إلي إنها نظرة لا أستطيع نسيانها ما حييت ... كأنها تعاتبني على قسوتي معها ... و تقول ... خذلتني ! مددت يدي و رفعت الصغيرة عن الأرض و ضممتها إلى صدري و قبلت جبينها كيف لي أن أعتذر ؟ إنها اليتيمة التي و لو بذلت الدنيا كلها لأجلها ، ما عوضتها عن لحظة واحدة تقضيها في حضن أمها أو أبيها ... قلت : " ماذا تودين بعد ؟ لعبة جديدة أم دفتر تلوين جديد ؟ " قالت : " أريد لعبة و أريد دفترا " قلت : " يا لك من سيدة طماعة ! حاضر ! كما تأمرين سيدتي ! " فابتسمت لي أخيرا ... شعرت بشيء ما يحرك بنطالي ... نظرت إلى الأسفل فإذا بها نهلة تمسك ببنطالي و تهزه ، ثم تقول : " احملني ! " نظرت إليها بدهشة و استغراب ! " رغد تقول أنك قوي جدا و كنت تحملها مع دانة سوية " ربّاه !! ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ في تلك الليلة ، جعلت رغد تنام على سريري للمرة الأخيرة ... و لونت معها كثيرا و قرأت لها أكثر من قصة ، و طبعا اشتريت لها أكثر من لعبة و أكثر من دفتر تلوين إضافة إلى البوضا ! ربما كانت هذه طريقتي في الاعتذار ! إن كنت أدلل صغيرتي كثيرا فهذا لأنني أحبها كثيرا ... و هي نائمة على سريري بسلام ، أخذت أتأملها بعطف و محبة ... كم هي رائعة ! و كم أنا متعلق بها ! كم يبدو هذا جنونا ! ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ، فأخذته و جعلت أنظر إليه بحدة كم تمنيت لو أن بصري يخترق الصندوق إلى ما بداخله ! ليتني أعرف ... الاسم الذي تلا هذه الجملة ( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟ ) عندما تكبرين يا رغد ... فقط عندما تكبرين .... فإنني ... ~ ~ ~ ~ ~ ~ في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين ! دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك الجمر ... لا أعرف ما يكون ...؟؟ ذهب والدي لإحضار شيء ما ... و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه ... و جحيمه ! إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد ... ثم شردت ... فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ... كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد .... تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ... ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ... والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و سامر يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ... جمرة واحدة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ... أما سامر ... فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ... لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ... و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ... و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ... " وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... " " وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... " " وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... " " وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " ! و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق ! و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ... لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت : ( يا رب اشف سامر ) ! توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله ، و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ... أما أنا ... فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ... و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ... و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ... و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد .... |
#29
|
||||
|
||||
اقتباس:
شكرا لمتابتك واسفة على التأخير |
#30
|
||||
|
||||
شكرا على متابعتك يااستاذ شوقي
|
العلامات المرجعية |
|
|