|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
||||
|
||||
اقتباس:
خمسة بتعجبني الناس المتحمسة =)
هنزل الحلقات بإذن الله وشكرًا لمتابعتك اللي بتفرحني دايمًا :")
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
الحلقه الثامنة :
ارتدي إسلام ملابسه وذهب إلي منزل محمد ، وعندما وصل إلي بداية الشارع الذي يسكن به محمد ، نظــر فإذا به يري شيئا غريبا جعله يفكر ماذا سيفعل الآن .. أخد يحدث نفسه : - لـــا إله إلا الله ، طيب ده انا كده مش هعرف أعدي ، خلاص بقي ألف من الناحيه التانيه وخلاص وقبل أن يتحرك من مكانه تذكر قائلا : - يييييي دي الناحيه التانيه دي عند بيت فاروق ، ااااوف بقي ، بس هو أصلا إيه اللي هيوقفه فـ الشارع !! وانا لما أقابل محمد هخليه يتصرف مع صاحبه ده ويشوف ااايه اللي هو عمله معايا الصبح ده !!! إستدار إسلام ليتجه إلي الشارع المجاور ومنه يذهب إلي الجهه المقابله من شارع محمد ، تحرك بخطوات سريعه وعندما إقترب من منزل محمد وجد فاروق امامه نظر إسلام إليه بضيق وقال محدثا نفسه : - - - ييييي ده شافني ، اوووف بقي - حرك فاروق رأسه صعودا وهبوطا وقال بضيق : - - - انت جيت أخيييرا يا أستاذ ، والله فيك الخير إسلام بضجر : - - - فيييه إيه يا عم !! هو إنت كل ما تشوف خلقتي تقرفني !! وبعدين إنت عمرك ما كنت بتتكلم معايا كده إيه اللي حصلك ؟ نظر إليه بعينين مفتوحتين وقال بغضب : - - - علـــــشان انا مش طايقك ،، ولولا إن انا ماسك نفسي كان زماني عملت حاجه تزعلك إسلام بإبتسامه مستفزه : - - - فهمني بس ، هو إنت جرالك حاجه ؟ محتاج دكتور نفسي طيب ؟!! فاروق بعصبيه : - - - إستغفرك ربي وأتوب إليييييييييييييييك إسلام محاولا إنهاء هذا الحوار : - - - عموما أنا طالع لمحمد وهخليه يشوف تصرفه معاك ، انا ده كله ساكتلك علشان مزعلهوش مني لأني عارف إنه بيعزك !! فاروق بنظره لوم : - - - محمد !! ودلوقتي إفتكرت محمد !! ماكان من الاول يا استاذ إسلام وقد إرتفع صوته من كثره الغضب : - - - يـــــاعم في إيــــه ؟!! كل ده علشان برنامج ديني يعني !! خلاص تتعوض إيــــــه المشكله ؟!! فاروق : - - - برنامج ديني ؟!! عامل نفسك عبيط ومش فاهم هـــاه !! إسلام بعدم فهم : - - - خلــاص فهمني يا فكيك !! ___________ هيا بنا لنعود ليوم الأربعاء ، الساعه الثامنه مساءا ولكن هذه المره في منزل محمد محمد مناديا بصعوبه : - - - ااااااااااااه ن ن نهي اتت اخته مسرعه وقالت بفزع : - - - محمد مااااااااالك نظر إليها في ضعف محاولا الكلام : - - - م م مش قادر ا ا اخد نفسي ، هاتي م مايه ب بس بسرعه ااااااااه نهي وقد ظهر علي وجهها علامات الإضطراب : - - - حــاضر حـــاضر - - أحضرت إليه كوبا من الماء ولكنها وجدته علي نفس الحالة فنادت علي والدتها مسرعه : - ألحقيني يا مــــــــــــامـــــــــــا الأم : - - - اييييه يا بنتي في إيه ؟ نهي بخوف : - - - محمد مش قادر ياخد نفسه يا ماما ، انا خاااايفه اوووووووي ، أعمل إيه دلوقتي طيب ؟ أجابها بضعف : - - - ات ات اتصلي ب ب بإ س سلام نهي : - - - حـــاضر حـــــاضر وبعد 3 محاولات كادت أن تقذف الهاتف من يدها وقالت بعصبيه : - - - اوووووووووف مش راضي يرد ، اعمل اااااايه طيب ؟!! انا حاسه ان عقلي إتشل عن التفكييييييير محمد بإبتسامه متعبه : - - - ت ت تلقاه ف فك فاكرني بك بكلم بكلمه ع ع علشان البر بر برنامج الد دي يني ،، خ خ خل خلاص مت متح متحاوليش ت ت تاني الأم بلهفه : - - - إتصلي بأبوكي طيييييييب - - ونظرت إلي السماء قائله بصوت مرتفع : - - - يــــــــــارب يـــــــــارب أجابتها نهي رفضا : - - - بابا علشان ييجي مش أقل من ساعتييييين ،، اعمـــــــــل إيه ولا أتصل بميييييييين ؟ انا مش عارفه أعمــــــل أي حاجه محمد : - - - ات ت تص لي ب ف فر فاروق ط يب - حــــاضر حـــالا ،، يـــــــارب نهي : - - - السلام عليكم ، أيـــــوه يا استاذ فاروق ، انا اخت محمد ، بعد إذن حضرتك تعالي حـــالا فاروق بتعجب : - - - خيييير في حاجه ؟ كادت أن تبكي فحاولت التماسك قائله : - - - محمد تعبان قوووي ومش قادر ياخد نفسه ، بعد إذنك هات الإسعاف وتعالي بسسسسرعه فاروق بخوف : - - - حــــــاضر جــــاي حــــالا أســــرع فاروق إلي منزل محمد حتي من دون أن يرتدي ملابس الخروج ، ضرب الباب بسرعه شديده ، ارتدت نهي حجابها وفتحت أشارت بيديها علي غرفه محمد قائله : - - - أتفضل هو جـــوه تعجب فاروق عندنا رأي محمد علي هذه الحالة وذلك لأنه دائما يراه مشرق الوجه واسع الإبتسامه فقال في خوف : - - - مـــــالك يا محمد فيييك إيه ؟ محمد بضعف : - - - ااااااه م مش مش ق ق قد قادر ات ات ات اتنفس فاروق محاولا تهدئته : - - - طيب خلاص ارتاح دلوقتي ومتتكلمش ، أنا خلاص أتصلت بالإسعاف وهما جايين حــــالا ، معلش إستحمل لم تتحمل نهي ان تري أخيها بهذا الشكل أكثر من ذلك فأخذت عيناها تنهمر بالدموع ، فنظر إليها محمد في حزن قائلا : - - - متع متعي متعيطيش ي ن نهي ، ان نا هب قي ك ك كويس إن ش شاء الله نظرت إليه بإبتسامه مصطنعه وقالت : - - - حــاضر حـــاضر ، إرتاح إنت بس دلوقتي ومتتكلمش أخد فاروق ينقر علي الطاولة بعصبيه وهو يقول : - - - اووووووووف اتأخروا كده ليييييييييييييييييه ، يــــارب بقي أحس محمد انه من الممكن أن تتأخر الإسعاف أكثر من ذلك ، فنظر إلي فاروق وهمس قائلا : - - ط ط طيب فاروق اس اس معني ه ه هقولك حاجه م مه مهمه فاروق بإبتسامه مصطنعه : - - - معلش يا محمد مش وقته ، إرتاح إنت دلوقتي ونتكلم بعدين محمد بإصرار: - - - مع مع لش ح ح حاجه م م همه ،، ع عش عشان مش ع ع عار عارف ه هع عيش تاني و و ول لا ا ا ايه مسح علي رأسه برفق قائلا : - - - بعد الشر علييك يا محمد ، هما جايين حــالا متخفش محمد مكملا : - - - ب ب بص انا ه ه هوصيك إنك ت ت تاخد بالك م من إس إس سلام ،، ب ب بالله ع عليك يا ف فاروق ما تسيبه إلا لـم لم لما ي ي يكون ق قريب من ربنا ،، ا ا انا ك ك كن كان نفسي ن نتغير س سو سوا ب ب بس يمكن ربنا م مش رايد ،، ق ق قوله ان اني ض ض ضيعت عمري ك ك كله وانا عايش غ غ غلط ،، مش عاوزة هو ك ك كمان يع يع يعمل كده ،، قو قوله يدعيلي وخد بالك م م منه مــ مـــــاشي ؟ قوله إني كنت بحبه ا ا اوووي وكان نفسي يكون احس احس احسن من كده ،، ق ق قوله كح كح اااااااااااااااه ،، خ خل خليه ي ي يبقي زيك م م ماشي ؟ وخد بالك من أبويا وم م من نهي وعلياء و امي ،، م م متنساش يا فاروق ،، دي وصيتي لي لي ليك بقي ،، و و و اوعوا تنسوا تدع ع عولي وتقو و ولوا ل ربنا اني ك ك كنت ناوي أبقي ك كويس ب ب بس مل مل ملحقتش أومأ برأسه موافقا وقال برفق : - - - حـــــاضر حـــــاضر والله ، كل اللي انتي عاوزه هعمله ، بس إرتاح انت دلوقتي عقبال ما الإسعاف تيجي ، انا مش عــــــارف أتأخروا ليه هما كمـــــــــــان محمد بهمس : - - - ا ا ا اش اشهد ا ان لا إله ا ا إلا الله واشهد ا ان م م محمد ر رسول ا ال الله مرت اللحظات وكأنها ساعات وأخد الجميع ينظر إلي السماء ويدعو الله ان تأتي الإسعاف بأقصي سرعه إنتبه فاروق علي صوتا في الشارع فنظر إلي والده محمد قائلا : - - - انا سامع صوت فـ الشارع ، بعد إذن حضرتك هبص من البلكونه يمكن الإسعاف تكون جات نظر فاروق للشارع فإذا به يري عربه الإسعاف قد وصلت أخيـــــرا ، أبتسم إبتسامه صغيره وهو يقول : الحـــمد للــــــه عادت فاروق مبتسما ونظر إلي محمد قائلا : - خلــــاص يا محمد عربيه الإسعاف وصلت الحمد لله ، معلش إستحمل ، 5 دقايق ونكون في المستشفي إن شاء الله - حاول أن يرفعه من مكانه ولكنه لم يرد فقال بفزع : - - يلــا يا محمد معايـــــا ، محمد !! يــــا محمد محمد رد عليــــــا ، محمد الإسعاف جـــــات , محمد رد عليــــــــا ، محمـــــــد محمـــــــد - - وأخذ يحرك جسده بشده وهو يصرخ : - محمد يلـــــا خلاص هنروح المستشفي ، إنت مش بترد لييييييييييه خلاص والله جات برا أهي ، يا محمد رررررررررررد عليــــــا بقي إنت مش بترد ليييييييييه هااااااااااااه ، رد عليا يا محمد ارجوووووووووووووووك ، يا محمد رررررررررررد - وأخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا محاولا تكذيب ما يراه : - - بالله عليك ما تقول إنك موتت ، لالالالالا إنت كويس أهو, رد عليـــا بقي أرجوووووووووك, محمد علشان خاطري رد عليـــــــا , طيب بص قوووم وانا اوعدك هنغير إسلام سواااا إنت مش بترد لييييه ؟!! إنت اغمي عليك صح ؟ أيووووه أيووووه أكيد اغمي عليك اغمي عليك هااااااااه ، بس النبض وقف ، يعني أيـــــــــــه وقف ؟ يعني خلاص كده !! محمد رد عليـــــا بقي ،، بالله عليك رررررررررد - - وأخذ يصرخ بأعلي صوته : - يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــارب - سقطت الام علي الارض من أثر الصدمه وأخدت تصرخ بششششده علي ولدها الوحيد, أما عن نهى فـ هي إلي الآن غير مستوعبه ما حدث وتنظر للمشهد فقط ولا تتحدث !! ________________ ثانيه ثانيه !! هو محمد مات ؟ ولا دي مجرد حالة تعب عاديه ؟ طيب هو إيه سبب تعبه المفاجئ ده أصلا ؟ وهل الإسعاف هتلحق تعمل حاجه ولا كده خلـاص ؟ طيب ورد فعل إسلام إيه لما يعرف اللي حصل ده ؟ كــل ده هنعرفه الحلقة الجاية بإذن الله =)
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
معلش بقى
انا عملت حركة ندالة وقرأتها ع الفيس بس بجد تحففففففففففففففة جداااااااااااااااااا
__________________
لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه ... فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى... ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى... فأنظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجهه السماء ... ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزاء منها ... |
#19
|
||||
|
||||
اقتباس:
مخبيش عليكي يا لمى أنا كمان عملت نفس الحركة مع المنتدى اللي كنت بتابعها عليه ^^
مش مشكلة أهم شيء الناس تستفيــد، كملي للآخر بقى ..
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
الحلقه التاسعه : ذهب فـــاروق إلي باب المنزل وأخذ يصرخ بأعلي صوته : - حــــــــد يلحقني بسررررعه ، النبض وقف وانا مش عارف أعمل إيـــــــــــــه صعد رجال الإسعاف بسرعه وحملوا محمد وذهبوا به إلي المستشفي ، أخبر فاروق والدة محمد أن تتصل بوالده ليأتي إليهم في المستشفي ، وذهب هو معهم في عربه الإسعاف ________________ إستلمت حفصه رسالة سلمي وقامت بالرد عليها ، وكان محتوي الرسالة : - حبيبتي يا سلمي ربنا يبارك فيكي ، أيـــوه كده بقي ياعم ، وعلي فكره طالما حطيتي رجلك علي اول الطريق هتلاقيكي مع الوقت بتقربي من ربنا أكتر وتسيبي حاجات كتير غلط بتعمليها علشان رضا ربنا ، انا وثقت فيكي وعارفه إنك أدها . ___________ حمـل رجال الإسعاف محمد وأدخلوه إلي غرفة العمليات وجلس فاروق بالخارج يدعو الله ان ينجي صاحبه . وبعدما يقرب من الـنصف ساعة خرجت الممرضه مسرعه نحو غرفة ما ، فنادي عليها فاروق قائلا : - يا استاذة لو سمحتي طمنيني عليه وقبل ان تختفي من أمام نظره جاوبته بحزن : - ادعيله عادت الممرضه بسرعه أكبر من المره السابقه ودخلت إلي غرفة العمليات مره اخري ولكن سرعان ماخرج الطبيب وتبدو علي وجهة ملامح الحزن والغضب معا ، لم يلتفت إلي فاروق ولكن سار في طريقه فأمسك فاروق بيده من الخلف وقال بلهفه : - يا دكتور بعد إذنك طمني ، هو محدش عاوز يقولي حاجه ليه ؟!! أفلت يده بغضب ونظر إليه بحنق قائلا : - جايين تجيبوه دلوقتي بعد إيه ؟!! نظر له بعدم فهم وقال : - مش فاهم يا دكتور ! أكمل بغضب : - إزاي تسيب أخوك الفتره دي كلها بيعاني من ضيق التنفس ومحدش يفكر حتي إنه يوديه المستشفي يشوف ماله !! تعجب من كلام الطبيب فهو لا يعلم شيئا فقال بلهفه : - يا دكتور الله يخليك فهمني انا مش فاهم حاجه ، وكمان انا صاحبه مش اخوه وهو والده راجل كبير ف السن واخواته كلهم بنات وانا معرفش حاجه عن اللي حضرتك بتقوله ده ربت علي كتفه وقال بأسي : - صاحبك جاله ضيق تنفس مفاجئ وكان لازم يتحط بسرعه تحت جهاز التنفس الصناعي لأن حالته كانت متأخره ، بس للأسف وصل هنا متأخر وإحنا عملنا كل اللي نقدر عليه بس دي إرادة ربنا لم يكن يريد أن يصدق ما يسمعه فقال بعدم إستيعاب : - يعني إيه ؟ نظر إلي الأرض وقال بهدوء : - البقاء لله وقعت الكلمة علي مسمع فاروق كالصاعقه ، ارتمي علي اول كرسي بجواره وهو لا يصدق ما سمعه ، نظر إلي السماء بضع دقائق بدون ان يتفوه بأي حرف ثم نهض من مكانه ذاهبا إلي غرفة الطبيب وقال بجديه : - ممكن حضرتك تقولي إيه الاجراءات اللي المفروض نعملها علشان نخرجه من هنا ؟ نظر إليه الطبيب بدهشه ، فمن دقائق كان منهارا تماما ولكن ماذا حدث له الآن ومن أين اتي بكل هذه القوه انتشله فاروق من شروده قائلا : متستغربش يا دكتور .. انا لازم أبقي أقوي من كده كمان .. محمد والده كبير في السن وانا لازم أقف جنبه في الوقت ده .. ممكن بقي حضرتك تقولي مطلوب مننا إيه دلوقتي بالظبط ؟ _________________ ظهرت ملامح الرعب علي وجه إسلام وقال بصوت حــاد : - إنت بتقول إيه ؟ إنت بتتكلم بجد ؟!! حاول فاروق الإحتفاظ بدموعه في عينيه ولكنه لم يستطع فقال بصراخ : - بقولك محمد مات قدام عيني .. عـــارف يعني إيه مات قدام عيني ؟ عارف يعني إيه اخر حاجه يقولهالي تبقي خلي بالك من إسلام وخليه يقرب من ربنا ؟ عارف يعني إيه كان نفسه يكون أحسن من كده بس انت كنت دايما بتتريق عليه وكنت السبب في انه فضل واقف مكانه ومتقدمش خطوه من ساعة ما عرفك ؟ طيب عارف يعني إيه هو دلوقتي ميت ؟ يعني بيتحاسب هـــاه ؟ عارف يعني إيه بيتحاسب ؟ بجد انا مش متخيل إنت إزاي يجيلك عين تيجي هنــا تاني بعد كل اللي حصل ده ؟!! نظر للجانب الآخر وقال هامسا : كان نفسي أكون قريب منه قبل ما يموت يمكن كنت أقدر اساعده يقرب من ربنا شويه ، يمكن كنت أكتشف مرضه واقنعه يروح للدكتور ويهتم بصحته شويه ، كان نفسي في حاجات كتير اووووي بس خلاص مبقاش ينفع . هو بس دلوقتي محتاج دعائنا وربنا يرحمه برحمته ثم عاود النظر لإسلام وقال بعصبيه : ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية .. لأنك أكيد كنت بتشوفه تعبان قدامك وعمرك ما فكرت تسألة مالك ؟ وعمري ما هنسي انه كان ممكن يكون أفضل لولا إنه عنده صاحب زيك .. إتفضل من قدامي يا استاذ مش عاوزين نشوفك في الشارع هنا تاني قال إسلام بصوت مختنق من كثرة البكاء : - يا فاروق انا والله العظيم ما اعرف أي حــاجه من اللي انت بتقوله ده ؟ بالله عليك قولي انك بتكدب وان ده محصلش وانا اوعدك والله هعمل كل حاجه هو عاوزها .. حاول التسامك قائلا : - يا ريت كنت بعرف اكدب يا إسلام .. يلا إتفضل من هنا بعد إذنك لاني تعبت ومبقيتش قادر استحمل ولا كلمه زياده وخصوصا منــك إلتفت إسلام خلفه وعاود النظر إلي فاروق قائلا بصوت متقطع : - يعني إيه ؟!!! يعني الصيوان اللي ورا ده بتاع محمد ؟ يعني خلاص كده مش هشوفه تانــــي ؟!! قال بنفاذ صبر : - والله إنت ممكن تروح تتأكد بنفسك .. بعد إذنك يا استاذ ثم تركه وذهب بعيدا . وقف إسلام بضع دقائق يترجي قدماه ان تحملانه ليذهب إلي منتصف الشارع حيث يقف والد محمد ، مرت اللحظات من بين منزل فاروق إلي منزل محمد وكأنها ساعات بل سنين يحاول فيها إسلام إستيعاب كل ما حدث ، يحاول الإقتناع بأن محمد قد مات بالفعل وإنه لن يراه ثانية ، يحاول معرفة كيف سيعيش بمرارة الذنب الذي وضعه فاروق علي عاتقه ، يحاول إستيعاب كل ما حدث ولكنه لا يستطيع . أحس فجأة بأحد يلمس كفه وإذا به يري والد محمد غارقا في البكاء ويسلم عليه بحراره ويأخذه في حضنه .. ظل في حضنه بضع لحظات ومن ثم انتفض قائلا : - عمي هو محمد مات فعلا ؟ إرتمي الأب علي الكرسي خلفه وهو يقول بصوت متقطع : - راح عند اللي أحسن مني ومنك إمتلأت عيناه بالدموع وحاول الكلام ولكنه لم يستطع . ظل جالسا بجوار والد محمد بعض الوقت قد يكون دقيقه او ساعه او عدة ساعات ، لا يعلم شيئا ، كل ما يعلمه هو أنه لا يشعر بشئ سوي المراره ظل هكذا طويلا حتي وجد شخصا يربت علي كتفه قائلا : - البقاء لله يا استاذ ، معلش بنستأذن حضرتك تطلع ترتاح علشان هنشيل الكراسي نظر حوله فإذا به لايري احدا سواه فقام في هدوء وذهب بدون ان يتفوه بأي كلمة . عــاد إلي منزله بعد منتصف الليل وفتح الباب بهدوء فإذا به يري والدته واخته في إنتظاره ، قالت هند بلهفه : - إيـــــه يا إسلام انت بتهزر ؟!! سهران ده كله بره بتعمل إيه ؟!! قال بعدم إهتمام : - خلاص جيت أهو ثم ذهب إلي غرفته وأغلق الباب وراءه ، ولكن هند لازالت تريد إن تعرف لماذا تأخر كل هذا الوقت وخصوصا لأنه غير معتاد علي ذلك لانه يعرف انه المسئول الوحيد عن والدته وعنها لذلك لايجب ان يتركهما وحدهما ذهبت إلي غرفته وطرقت الباب ولكنه لم يفتح ، فتحت وقالت بعصبيه : - يعني إيه خلاص جيت أهو ؟ إحنا قلقنا عليك جدا يا إسلام خوفنا لاقدر الله يكون حصلك حاجه ؟ وقافل موبايلك ليه كمان ؟ وضع غطاء السرير فوق رأسه وقال بحده : - إمشي يا هند أزاحت الغطاء عن وجهه وقالت بغضب : - لأ مش همشي إلا لما تقولي إتأخرت لييه كده ؟ وبعدين انت بتكلمني بلا مبالاه ليه كده ؟ حصل إيه يعني ؟ هو انا عملتلك حاجه ؟ نهض من مكانه وهو ثائر وأخد يصرخ قائلا : - عاوزه تعرفي حصل إيه ؟ هــــــاه ؟ أقولك يا ستي .. محمد صاحبي مـــــات وانا كنت السبب في موته ، فاكره لما رن عليا وانا معبرتوش ؟ ساعتها كان بيموت وانــا اول واحد إتصل بيه ، أصله كان فاكرني صاحب بجد وهلحقه !! طيب عارفه ان والده اول ماشافني اخدني بالحضن جـــامد ، أصله فاكرني زي ابنه وبيقولي انت من ريحة الغالي .. مسكين الراجل ميعرفش ان ابنه كان ممكن يكون أحسن من كده بكتيــــر لو مكنش عنده صاحب ندل زيي ، ميعرفش ان ابنه دلوقتي بيتحاسب والله أعلم هو دلوقتي مرتاح ولا لأ ؟ ميعرفش اني لما كنت بشوف محمد تعبان كان اخري أقوله مالك وأجيبله مايه وعصير ، حتي مهانش عليا أضغط عليه وأقوله نروح لدكتور نشوف مالك !! كنت عارف انه طـــول عمره بيكره الدكاتره بس عمري ما فكرت انه ممكن يموت بسبب مرضه ، عمري ما فكرت ان صديق عمــــري يروح مني بسرعه كده وفي لمح البصر !! كان دايما يقولي عاوزين نلحق نقرب من ربنا قبل ما نموت وانا كنت بضحك عليه وأقوله ياعم إحنا لسه قدامنا العمر طويل ، مكنتش اعرف انه كان قدامه يوم واحد ويموت .. إتسعت عينا هند وأخذت تحرك رأسها بعدم تصديق قائله : - إنت بتقـول إيــ قاطعها إسلام بحده وأردف قائلا : - عارفه أخر حاجه قالها إيه قبل ما يموت ؟ قالهم خلوا بالكم من إسلام وخلوه يقرب من ربنا علشان مش عاوزه يموت زيي ؟ عارفه يعني إيه يوصيهم عليا قبل ما يوصيهم علي أهله ؟ دلوقتي بس عرفت قيمة انه كان دايما يقولي انه بيحبني أكتر من نفسه اخذ يتنفس بصعوبه وهو يقول بصوت متقطع : ااااااااااااه أقول إيه ولا إيه بس ؟ أطـــلعي يا هند دلوقتي وسيبوني في حـالي ومحدش يدخل عليــــا تـــــاني مفهوووووووم حاولت هند تهدئته ولكنها لم تستطع فذهبت للخارج وأغلقت الباب خلفها والدموع في عينيها _____________ اخذ إسلام ينظر إلي سقف الغرفه لساعات بدون أن يتفوه بأي حرف ، كانت دموعه تتساقط كالسيل ، رجع بذاكرته للخلف وأخد يتذكر وفاة والده وكيف ساعده محمد علي إجتياز هذه المحنه كـان يري الموقف أمامه وكأنه حدث بالأمس .. عندنا علم إسلام بوفاة والده كان بالصف الثاني الثانوي ، لم يكن يعلم ماذا يفعل وهو في مثل هذا السن الصغير فما كان منه إلا انه اتصل بأقرب صديق له وقال بصوت متقطع من كثره البكـــاء : - محمد الحقنــي يا محمد أبويا مــــات مــــات إنتفض من مكانه وقال بقلق : - بتقول إيـــه يا إسلام ؟! أخد يصرخ بشده : - محمد انا حاسس إني هموووت إلحقني بســـرعه قال في توتر : - حـــاضر جاي حااالا أهو ، خلي بالك من نفسك تذكر عندما أخده محمد في حضنه وأخد يربت علي كتفه وهو يقول بجديه : - إسلــام إنت راجل البيت دلوقتي ولازم تكون أقوي من كده ، وانا جنبك أهو وعمري ما هسيبك ثم أومأ برأسه مؤكدا : - انا من دلوقتي راجل البيت معاك ، ومفيش حاجه اختك ولا مامتك هتحتاجها إلا وهتكون موجوده بإذن الله ، يلــا إمسح دموعك وروح هدي مامتك وأختك وحسسهم إن ليهم ظهر وسند قال إسلام والدموع بين عينيه : - يا محمد انا ثانوية عامه ومسئولية الدراسه لوحدها صعبه عليــا ، هعمل إيه بس ولا هشيل مسئوليتهم إزاي ؟!! انا حاسس إني اتكسرت ومش هرجع تاني نظر إليه بصرامه وقال بصوت قوي : - هنعمل الـإثنين يا إسلام بإذن الله ، هندخل هندسه زي ما بنحلم دايما وبرضو هنكون رجالة ونشيل أهلنا علي راسنا بإذن الله ، انا جنبك أهو متقلقش تذكر عندما كان يتصل به يوميا ويسأله : هل تحتاجون شيئا ؟ تذكر عندما كان يتصل به ويقول أنا قادم الآن فماذا أحضر معي ؟ تذكر عندما وقف بجانبه ولم يتركه للحزن والإحباط وأخد يذاكر له كل ما فاته ويذكره دوما بحلمهم وبإن والده سيكون فخورا به إذا إلتحق بكلية الهندسه كما تمني . تذكر كيف كان محمد الاب الثاني له وإنه لم يتركة لحظة ، وفي مقابل ذلك عندما شعر محمد بالتعب وفكر في الإتصال بأقرب صديق له لم يلق منه ردا وكان التأخير هو السبب في وفاته أخذ يضرب الفراش بقــوه رهيبه وهو ثائر تماما ، أخذ يلوم نفسه بقوه علي ضياع صديقه منه ، أخذ يتذكر مواقف كثيره حدثت بينهما وكان بين الغضب والضحك والبكاء والألم حتي شعر بالتعب وذهب في النوم -------------------------------------------------------- السؤال هنا : هل لازم الحاجه تضيع مننا علشان نحس بقيمتها ؟ هل لازم نندم وقت لا ينفع الندم ؟ هل حد مستعد للموت ؟ ولا كله بيقول انا لسه في عز شبابي ؟ يـــــاتري محمد هيكون مصيره إيه ؟ اه كان جواه خير بس متحركش ؟ هل لازم نبقي زيه ولا نبدأ نفوق بقي ؟!!
__________________
|
#21
|
||||
|
||||
الحلقه العاشرة :
إستيقظ إسلام من نومه فوجد نفسه قد نام وهو جالس وبالفعل لم يدخل عليه أحد كما طلب ، فتح باب غرفته وذهب إلي الخارج فوجد والدته تجلس وتقرأ القرآن ، نظر لها بإبتسامه خفيفه فأحست بوجوده فجاءت مسرعه مسحت علي شعره بحنان وقالت بهدوء : - البقاء لله يا إسلام ، عامل إيه دلوقتي ؟ رد بإبتسامه خفيفه : - الحمد لله يا أمي قالت بحماس : - عارف كنت بعمل إيه دلوقتي ؟ نظر إلي المصحف وقال بتعجب : - اه بتقرأي قرآن فقالت بسعاده : - أيوه منا أعده بقرأ قرآن دلوقتي وهدعي لمحمد صاحبك كتيــــر اوووي بإذن الله إنشرح صدره وشعر بسعاده بالغه وقال بإهتمام : - ربنا يخليكي يــا أمي ثم أردف بتساؤل : - هو انا ينفع أعمله حاجه تنفعه دلوقتي بعد ما مات ؟ ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه : - أيــــوه طبعا يا حبيبتي ، كان في حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواة مسلم يعني إنت ممكن تطلع صدقه عنه ، او لو كان بيقولك أي معلومه مفيده نفذها وفيد بيها الناس وكمان دايما خليك فاكره بدعائك نظر لها بإمتنان وقال : - ماشي يا امي شكرا تركها وذهب إلي غرفته ، جلس علي فراشه ولكنه سرعان ما تذكر إنه لم يصلي الفجر كعادة كل يوم ، ولكن اليوم أحس برغبه ملحه في أداء الصلاة فذهب وتوضأ وصلي ثم جلس علي فراشه مره آخري يردد : تطلع صدقه عنه معلومه مفيده نفذها خليك فاكره بدعائك _______________________ أمسكت سلمي بهاتفها ونظرت إليه بفرحه ثم ذهبت وأغلقت باب الغرفه وأخدت تغني بصوت مرتفع : احساسك لما ايديك بتمد لخير .. اول ما تشوف الفرحة فى عين الغير .. وكأنك فى السما طاير فوق اعلى من الطير .. وكفاية يكون ربنا عنك راضى وفرحاااان وحلمنا فى قلبنا جوانا الخير يزيد ... حتى النجوم لو فى السما عمرها ما تكون بعييييد خليك زى ما ربنا عايزك يلاقيك ... لو تسعد غيرك يكبر فيه الحب وفيك وتكون فوق زى نجوم السما اه ويعليك ... خلينا نكبر اجمل شئ جوا الانسان وأخدت تردد بحماس شديد حتي إرتفع صوتها فدخلت عليها ولاء وقالت بصراخ : - أيـــــــه يا بنتي بتصوووتي كده ليــــــه ؟ صوتك واصل لآخر الشارع إنتبهت سلمي وقالت بإحراج : - معلش مأخدتش بالي ، أصلي لسه منزلاها جديد وعجبتني اوي نظرت لها بعدم فهم قائله : - هي إيه دي ؟ قالت بسعاده بالغه : - دي انشوده جديده كده لقيتها علي النت لمنشد إسمه محمد عباس كانت حفصه قالتلي عليه ، بس تحفه اوووي يا بت يا ألاء بإذن الله هنزل كل الأناشيد بتاعته ثم أردفت بإبتسامه كبيره : - وكمان نزلتها من غير موسيقي شعرت ولاء بالغضب وقالت بصوت ساخر : - يعني تبطلي أغاني وتسمعي أناشيد ونقول ماشي ، لكن تقوليلي كمان من غير موسيقي وبتاع !! ليه يعني هو حرام ؟!! يعني حتي لو اغنيه دينيه وفيها موسيقي هتدخلك النار يعني !! إيه التفكير الغريب ده تنهدت سلمي بعمق وقالت بهدوء : - يا بنتي انا مقولتش حرام ولا هتدخلوا النار ولا الكلام ده ، كل الحكاية إني سمعت حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواة البخاري وبصراحه خوفت بقي أكون من الناس دول فقررت أكون في السليم ثم أردفت بأريحيه قائله : - وبعدين يا ستي انا كده مرتاحه جداااا وحاسه اني مش بعمل حاجه غلط ، إدعيلي بقي ربنا يهديني ويقربني منه أكتر ، بجد حاسه الأيام دي براحه نفسيه كده غريــبه نظرت إليها للحظات وقالت بتساؤل : - تفتكري يا بت يا ولاء يكون ربنا راضي عني وهداني للطريق الصح علشان كده انا مرتاحه ؟ نظرت ولاء بإبتسامه : - مش عارفه ؟ يمكن ! إبتسمت سلمي وقالت بضحكة مستفزة : - بت يا ولاء انا عارفه إنك اقتنعتي وخلاص مش هتسمعي اغاني تاني ، هاه بقي تحبي أنزلك كام نشيد معايا ؟! تركتها ولاء وذهبت وهي تقول : - دي لسعت باين !! أغلقت سلمي باب الغرفه وأخذت تنشد كما كانت تفعل ، ولكن بصوت أقل _____________________ قامت سلمي بتحميل بعض الأناشيد الدينيه ثم فتحت الحساب الخاص بها علي موقع الفيس بوك ، لم تكن حفصه موجوده في ذلك الوقت فأخذت تتصفح كعادتها حتي وصلتها رسالة مفاجئة : - بتعملي إيه بقي من غيري ؟:D أطلقت سلمي ضحكة عاليه وكتبت : - هههههههه إنتي جيتي إمتي يا بنتي ؟ يا بنتي إحنا موجودين في كل وقت وكل مكان - - ليـــه يعني سوبر مان مثلا ؟ - هههههه أحسن طبعا ،، احم احم اللهم زدني تواضعا ،، المهم أخبارك إيه ؟ - أخباري حلوه وبتسلم عليكي مبدأيا كده المسلسل خلص الحمد لله وهحاول مشوفش غيره تاني ، وحملت شوية أناشيد كده للناس اللي قولتيلي عليهم دول وأهي ماشيه الحمد لله - أيــوه بقي بقي بقي حاسه يا بت يا سلمي إني هدخل الجنه بسببك تعجبت سلمي قليلا وفكرت بضع لحظات وكتبت بتردد : - بسببي أنا ؟!! إزاي ؟ - أصل انا دايما ببعت جروبات دينيه للبنات اللي عندي وبنصحهم وبكتبلهم بوستات وكده ، لكن مكنتش بلاقي أي تفاعل معايا ، سعات كتير كان بيجيلي إحباط وأقول خلاص بقي ماهم مش راضيين يقرأوا هعمل إيه يعني ، بس كنت برجع أفتكر الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم اللي بيقول فيه : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " متفق عليه " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " اخرجه مسلم وكمان أفتكر الآيه دي " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " وأقعد أقول لنفسي اوعي تيأسي ، مش يمكن بنت تكون محتاجه نصيحتك وبسبب كلمة منك حياتها كلها تتغير ، مش يمكن كلمة منك تقوليها لواحده فيهم تكون سبب في دخولك الجنه لحد بقي يا ستي لما لقيتك بعتالي إنك عاوزة تتغيري وكده ففرحت اوووووي بقي إن اخيرا تعبي جه بفايده وبإذن الله زي ما إتجمعنا في الدنيا علي طاعه ربنا نتجمع فـ الجنه كمان - يــــاه يا حفصه إنتي بجد جميله اوووي ربنا يجازيكي خير - وإياكي يـــــارب - طيب بصي صحيح كنت عاوزة أسألك علي حاجه مهمه - إتفضل أباشا - بصي هو انا دايما مش بصلي الظهر في الكلية بس لما بروح بصليه ، هو كده عادي ؟ - طيب ومش بتصليه ليه ؟!! - ماهو انا مش هينفع أصلي ببنطلون - بنطـلوون كمـــــــان ، لالا أنا كده هضرب وربنــــا ، طيب قوليلي هو إنتي شايفه إيه ؟ - يعني إيه ؟ - بصي ع السؤال اللي فوق ده وجاوبي إنتي يعني شايفه إنك لما تروحي عند ربنا هتقدري تقوليله يارب انا كنت بضيع الظهر علطول علشان لابسه بنطلون ؟ تفتكري دي هتبقي إجابه مقنعه - اممم مش عارفه بقي قالت بعناد : - لأ عارفه تنهدت سلمي بعمق وقالت بتردد : - طيب أعمل إيه ؟! - عندك جيب ؟ - اه عندي 2 بس والباقي بنطلونات ، بس بصراحه مش بحبهم وبحس إنهم بيلخموني - طيب ممكن علشان ربنا يرضي عننا نعمل تجربه صغننه لإسبوع واحد بس ؟ - شو هاي التجربه ؟ - ههههههههههههههه كده تبقي موافقه بصي يا ستي إنتي الإسبوع الجاي فـ الجامعه إنزلي من بيتك متوضيه وإلبسي طقم واسع كده وجيبه واسعه من الـ 2 اللي عندك ، وإنزلي وإنتي في نيتك إنك هترضي ربنا وإنك مش عاوزه حاجه من الدنيا غير رضاه عنك وإدعي إنه يثبتك ويحببك في اللبس ده ومترجعيش للبنطلونات تاني - إيه ده يا بنتي ، يعني هرمي اللبس اللي عندي كله وكل ما اروح الجامعه هروح بالجيبتين دول ؟!! - يا ستي وهو حد قالك إرميهم إعملي اللي بقولك عليه بس وبعدين هنشوف هنعمل فيهم إيه ؟ أوكشن ؟ - ماشي - وعد هاه ؟ - عييييب ، سلمي مش بترجع في كلمتها أبــــــدا نجرب إسبوع مش هنخسر حاجه - مــاشي يابو صلاح همشي انا بقي ، عاوز حاجه يا حاج ؟ - شكـــرا يا حاج رمضان ، إبقي سلملي ع العيال أغلقت حفصه الهاتف الخاص بها وجلست سلمي تفكر فيما دار بينهما ، تنهدت بعمق وقالت بعنـــاد : - نجــــرب وإحنا هنخسر إيه يعني ، مش يمكن أرتاح ويروح تأنيب الضمير اللي عندي ده ____________________ وفي المساء إرتدي إسلام ملابسه وفتح باب الشقه وكاد أن يخرج لولا سماعه صوت والدته : - إسلــام رايح فين ؟! إلتفت إليها قائلا : - رايح عند محمد لمعت عيناها بالدموع وربتت علي كتفه قائله : - بس محمد مات يا إسلام ! زفر بضيق : - عـــارف يا أمي عــــارف متخافيش لسه متجننتش !! انا رايح عنده البيت أشوف لو محتاجين حاجه يعني ، وما تنسيش هو وقف معايا أد إيه يوم وفاة بابا إبتسمت قائله : - وهو حد ينسي برضو اللي عمله معانا ، ربنا يرحمه برحمته - ماشي يا أمي عايزه حاجه إجيبها معايا ؟ - تيجي بالسلامه يا حبيبي _____________ وصل إلي الشارع الذي يقطن به محمد ونظر إليه بحزن : تذكر كيف كان يأتي معه دائما إلي هنا ، تذكر صدمته عندما سمع بخبر الوفاه ، تذكر نظرات فاروق الغاضبه والساخطه عليه ، تذكر والده وهو يأخذه بـ حضنه لأنه أعز صديق لولده ، تذكر جلوسه لوقت طويل جدا وهو غير مستوعب ماحدث ، أخذ يتذكر الكثير من الأشياء ولكنه استفاق من شروده علي شئ صغير يمسك ببنطاله فنظر فإذا به يري طفلا صغيره يجذبه من البنطال . نظر إليه إسلام متعجبا ، فتبسم الطفل قائلا : - حمو ممكن تفتحلي دي ؟ نظر إليه إسلام بإبتسامه وأمسك كيس المقرمشات وقام بفتحه قائلا : - إتفضل يا حبيبي نظر له الطفل بإمتنان وأطلق قبله في الهواء وذهب مسرعا وهو يقول : - ثكلن يا حمو تبسم إسلام وأكمل طريقه .. صعد درجات السلم بصعوبه شديده ووقف أمام الباب للحظات ثم وضع يده علي الباب وأخذ ينقر بهدوء فتح الأب الباب وقال بإبتسامه هادئه : - إتفضل يا إسلام يابني تنهد إسلام قائله : - ربنا يخليك يا عمي ، أسف اني جيت من غير ميعاد بس حبيت أسألكم إذا كنتوا محتاجين حاجه انا موجود ، حضرتك عارف محمد كان بالنسبالي إيه وطبعا انا زي إبنك برضو ثم أردف بإبتسامه : صح ولا إيه ؟ إبتسم الاب قائلا : - طبعا يا بني ربنا يبارك فيك ، بس الحقيقه فاروق مش مخليني محتاج حاجه ودايما معايا الحمد لله وبيجيلنا في اليوم أكتر من مره ربنا يبارك فيكم جميعــا - طيب يا عمي لو إحتجت أي حاجه كلمني وانا أجي لحضرتك فورااا ، وإعتبرني برد أي حاجه من جمايل محمد عليا - بإذن الله يا بني ، إتفضل ادخل طيب - ربنا يبارك في عمر حضرتك ، بعد إذنك _____________ نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق : - حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري : يا تري ماذا سيحدث بينهما ؟ غدا سنعرف إن شاء الله ------------------------------------------------------------- ياتري إسلام هيكون مصيره إيه بعد اللي حصل ده ؟ وهل سلمي هتقدر تكمل طريقها ولا هتلاقي صعوبات بتواجهها ؟ هنعرف ده في الحلقات الجايه بإذن الله
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
جزاكِ اللهُ خيراً
|
#23
|
||||
|
||||
وإيّاكم بارك الله فيكم على المرور
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
الحلقة الحادية عشر : نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق : - حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري ، ألتفت للجانب الآخر سريعا وأخذ يفكر ماذا يفعل ؟ هل يذهب ويحدثه ام يرحل بهدوء ؟ ولكنه سرعان ما شعر بالحزن عندما تذكر كلمات فاروق الآخيره : " ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية " تنهد بحزن وألقي علي فاروق نظره آخيره قبل الرحيل ولكن من سوء حظه ان فاروق شاهده ولكنه نظر إليه بعدم إهتمام وذهب بعيدا .. شعر إسلام بالإحراج وأسرع الخطي كي يختفي من هذا الشارع حتي لا يراه ثانيه .. عـــاد إلي منزله في صمت ودخل غرفته وإستلقي علي فراشه ونظر للسقف كــالعاده وأخذ يتذكر أيامه مع محمد _____________ وفي صباح اليوم التالي ذهبت سلمي للجامعه وهي ترتدي الجيب كما وعدت حفصه وأيضا كانت علي وضوء لكي تصلي الظهر هناك كما اتفقا تقدمت سلمي من صديقاتيها وقالت بفرحه : - يا عيــال إيه رأيكم فـ الطقم ده حلو ؟ اومأت هند برأسها موافقه وقالت بإبتسامه : - حـلو يا سلمي الف مبروووك عليكي ثم تابعت فاطمه : - حلو أسلمي ،، بس الجيبه دي مش بتشنكلك ؟! نظرت إليهما سلمي بسعاده وقالت : - لأ ده مش طقم جديد ،، هو كان عندي بس مكنتش بلبسه يعني ثم نظرت لفاطمه وقالت بمزاح : - لأ مش بتشنكلني ياختي وكادت أن تخرج لسانها لولا انها تذكرت انها في الجامعه ومن الممكن أن يلحظها أحد جلسن يتحدثن قليلا حتي أذن الظهر ، نهضت سلمي من مكانها وقالت بحماس : - يا بنات أنا رايحه أصلي ، هتيجوا معايا ؟ قالت هند بإحراج وتردد : - مش هينفع علشان مش متوضيه ، هصليه لما أروح بقي إن شاء الله لم تنظر سلمي لـ فاطمه لأنها كانت متوقعه إجابتها ، فلم تهتم وذهبت بمفردها لأداء الصلاة وقبل أن تغادر قالت بسعاده : - هصلي وأجي علطووول يا عيـــال ، اوعي تتحركوا من هنا أومأن برأسهن موافقتان ، ذهبت سلمي وجلسا للتحدث فقالت فاطمه بتعجب : - مش حاسه إن سلمي متغيره شويه اليومين دول ؟! نظرت لها بعدم إهتمام وقالت : - عادي شعرت فاطمه بالإنزعاج من الرد الغير مبالي فقالت بغضب : - يعني إيه عادي يا هند ؟!! هي مش صحبتك برضو ولا إيه ؟ يعني لازم تهتمي لأمورها تعجبت هند قائله : - طيب وهو انا عملت إيه يدل علي إني مش مهتمه بيها ؟! البنت حبت تحسن من نفسها شويه إيه المشكله ؟ ربنا يهديها تنفست فاطمه مرارا وقالت بضيق : - يعني إنتي مش حاسه انها بقت غريبه اليومين دول ومش قريبه مننا زي الاول ؟ أومأت رأسها نفيا وقالت موضحه : - كل الحكاية يا ستي إنها بقي ليها إهتمامات تانيه ، وكل ما تكلمنا في الحاجات بتاعتها دي إحنا ناخد الموضوع بهزار وتريقه ، فبقت تعمل اللي هي عاوزاه حتي لو إحنا مش موافقين قالت فاطمه بعدم إقتناع : - يعني إنتي شايفه أن ده عادي ؟ هند بإبتسامه : - اه طبعــا عادي ، دي حياتها وهي حره فيها ، زي ما إحنا بنعمل اللي إحنا عاوزينه هي كمان من حقها تعيش حياتها براحتها ، وسواء انا مع التغيير ده او لأ برضو ميحقليش اني اتدخل في حياتها الشخصيه كادت فاطمه ان تتحدث لولا ان قاطعتها هند وتابعت : - كمان يا ستي متقلقيش سلمي بتحبنا جـــدا ومستحيل تتغير علينا تنهدت فاطمه بعدم رضا وقالت : - جــايز ! وبعد 10 دقائق تقريبا عادت سلمي وعلي وجهها ملامح السعاده فقالت لهما بحماس : - جيـــت أطلقت هند ضحكة عاليه وقالت ساخره : - أراجـــــل ! جيتي والله ؟ مش معقوووله ضربتها سلمي علي كتفها وقالت بمزاح : - بس يا به إبتسمت فاطمه لهذا المشهد وقالت : - إيه سر السعاده دي كلها يا حجه سلمي ، فرحينا معاكي تنهدت سلمي بـ راحه وقالت بسعاده : - حاسه اني مرتاحه وانا مصليه الفرض اللي عليا فـ وقته ، دلوقتي بقي هعمل كل اللي انا عاوزاه فـ الجامعه من غير تأنيب ضمير ابتسمت هند ولم تتحدث وكذلك فاطمه __________________________ مر إسبوع كـــامل وإسلام علي نفس الحاله ، لا يخرج من غرفته إلا إذا ذهب لشراء طلبات المنزل ويدخل مره آخري ويغلق الباب خلفه ، لم يذهب إلي الجامعه منذ وفاة صديقه محمد لانه لا يستطيع ان يذهب هناك بدونه ، لا يستطيع تحمل مشاهدة كل الأماكن الذي كان يجلس بها محمد معه ، لا يستطيع رؤية الطاولة التي كان يفضلها محمد منذ أول يوم في الجامعه وكان يجلس بها كل يوم بلا إستثناء ، لا يستطيع رؤية صديق آخر يجلس بجواره في المدرج ، لا يستطيع تخيل أي شئ بدون محمد لذلك إكتفي بوجوده فـ المنزل مع أحلامه كادت والدته ان ينفطر قلبها علي ولدها الوحيد وعلي الحاله التي تراه عليها منذ وفاة صديقه ولكنها لم تكن تستطع التحدث إليه لأنها تعلم مكانه محمد في قلبه ، قررت ان تستجمع شجاعتها وطرقت عليه الباب بخفه فسمعته يقول بصوت خفيض : - نعم ، عاوزه حاجه يا هند ؟ فتحت باب الغرفه وأطلت برأسها مبتسمه وقالت : - دي انا يا حبيبي ، ينفع ادخل نهض إسلام من فراشه وجلس علي حافته وقال محاولا تصنع الإبتسامه : - طبعا يا أمي اتفضلي جلست بجواره علي حافة الفراش ومسحت علي شعره بحنان ونظرت له بعينين لامعتين وقالت : - هتفضل علي الحال ده كتير يا إسلام ؟ تنهد بحزن وقال في تأثر : - مكنتش أعرف إني بحبه اووووي كده يا امي ، عمري ما كنت اتخيل انه ممكن يختفي من حياتي فجأة كده ، ده انا كنت حاسس انه كل حــاجه ليـــا في الدنيا ، كان الأب والاخ والصديق وكل حــاجه ، لحد دلوقتي مش مصدق اني مش هشوفه تاني ، خلاص مبقيتش حاسس إن حياتي ليها معني وبقيت كاره كـــل حـــــــاجه ثم تنهد مره آخري قائلا : - الحمد لله تحركت دمعه في عينها ولكنها حاولت الإحتفاظ بها كي لا تزيد من ألم ابنها وربتت علي كتفه قائله : - لو الحزن ده يابني هيرجع اللي راح كنت هقولك احزن وعيط وكسر الدنيــــا كلهـــا ، بس خلاص ده قدر ربنا وإحنا لازم نرضي بيه ثم نظرت إليه بإبتسامه رضا وقالت : - فاكر يا إسلام لما أبوك مات ؟ كنت إنت ساعتها في 2 ثانوي وهند في 3 إعدادي ، ساعتها انا حسيت اني اتكسرت بمعني الكلمة ومبقاش ليا ظهر ولا سند خلاص ، حسيت اني خايفه من مسئوليتكم واني مش هقدر أشيلها لوحدي .. بس لما قعدت أفكر مع نفسي لقيت ان ربنا رحيم اوووي ومفيش حاجه بتحصلنا غير لما يكون لينا الخير فيها وكمان طالما ربنا كتب الحاجه دي يبقي إحنا لازم نرضي ونصبر ، ماهي الجنه مش ببلاش برضو ثم مسحت علي شعره مره آخري وقالت بسعاده : - وأديك أهو كبرت وبقيت مهندس اد الدنيـــا وأختك الحمد لله دخلت تربيه إنجليزي وعرفت اربيكم لوحدي اهو ، قصدي ربنا ساعدني واعطاني القوه والصبر واتحملت كل حاجه علشان أشوفكم كده وعلشان أحقق اللي ابوك كان بيحلم بيه دايما علشان كده يابني الحياه مبتقفش علي حد ، ولو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص نهضت الأم من مكانها وهمت بالخروج لكي تفسح له المجال للتفكير في كل ماقيل وإعاده ترتيب حياته مره آخري جلس إسلام يفكر في كلام والدته وكلماتها الأخيره تتردد علي اذنيه مره تلو الآخري : " لو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص " أخذ نفس عميق وهو يسمح علي شعره عده مرات وتنهد قائلا للفراغ : - يعني إنت ممكن تكون محتاجلي دلوقتي يا محمد ؟ حاضر يا محمد هحاول أعمل كل اللي انت نفسك فيه بس إنت إدعيلي انتبه لما يقول فضحك بسخريه قائلا : - قصدي انا اللي هدعيلك ! ____________________ مر الإسبوع علي سلمي وقد صلت الظهر في مسجد الجامعه في كل يوم من أيام هذا الإسبوع كما انها لم ترتدي البنطال في أي يوم من أيام هذا الاسبوع أيضا كما وعدت حفصه وحان الوقت المنتظر ، تقرير نهاية الإسبوع .. جلست سلمي علي حاسبها وبعثت برسالة لحفصه : - إنتي موجوده ؟ - أيــون بس عامله اوف لاين كالعاده - هههههههه اه منا إتعودت علي كده ، المهم جيبالك التقرير بتاع الإسبوع - ههههههههههههههه ماشي قولي أرسلت سلمي وجه ضاحك بأسنان ناصعه البياض وتابعته بكلمه : - لبست وصليت تعجبت حفصه وقالت : - ده اللي هو إزاي يعني ؟! - إيــــه يا بنتي إنتي نسيتي ولا إيه ؟ - معلش يا بنتي العيال وأبوهم مطلعين عيني إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب : - إيــــه ده هو إنتي متجوزة وعندك عيال كمان ؟ صحيح انا إزاي متعرفتش عليكي ده كله أطلقت حفصه ضحكه عاليــه وقالت : - بهزر معاكي يا بنتي ، انا لسه مخطوبه ، المهم بقي إيه حكاية لبست وصليت دي ؟ معلش نسيت انا اسفه مطت سلمي شفتاها وقالت بلوم : - مش إنتي قولتيلي من إسبوع اني ألبس جيبات وأصلي الظهر فـ مسجد الكلية وانا وعدتك اني هحاول أعمل كده ؟ اهو جيت أقولك الأخبار بس باين عليكي نسيتي أحست حفصه بالإحراج فقالت محاوله إمتصاص حزن سلمي : - اااه صحيح ، قوليلي بقي عملتي إيه ؟ معلش والله مشغوله شويه اليومين دول فنسيت ، معلث معلث - كنت بقولك يا ستي إني طول الإسبوع التزمت بالصلاة فـ مسجد الكلية وكمان ملبستش بنطلون خــالص ، أقولك كمان علي سر خطيــــر ؟ قالت حفصه بحماس : - قولي قولي تنهدت سلمي بسعاده وقالت : - انا قررت اني مش هسيب أي صلاة في الجامعه تاني وكمان قررت أبطل بنطلونات خـــالص بقي واللي يحصل يحصل ، وبإذن الله أكون أد القرار ده .. عموما هو كده كده الإمتحانات قربت وبعدين السنه هتخلص وعلي السنه الجديده هجيب لبس جديد إن شاء الله ،، فهحاول بقي أقضي الكام إسبوع دول بالجيبتين اللي عندي لحد ما اجيب جديد بإذن الله ثم نظرت للسماء عبر نافذة غرفتها المفتوحه وقالت بحماس : - مش مهم أي حـــاجه ، المهم إنك ترضي عني يا ربي كادت حفصه ان تقفز من الفرحه وقالت بسعاده بالغه : - الف مبرووووك يا سلمي ، قرار في محله وفي وقته المناسب , فرحتيني واللــــه وشيلتني عني شويه من همومي ، ربنا يثبتك يا حبيبتي ويرضي عنك - هموم إيه خير ؟ وكمان انا متعرفتش عليكي فعلا ومعرفش إنتي أد إيه لحد دلوقتي تصوري ؟ - ههههههههههه بس انا عارفه انتي اد إيه بقي عموما يا ستي انا في سنه رابعه كلية سياسه وإقتصاد ومخطوبه وبإذن الله فرحي بعد الإمتحانات علطول ، هـــــانت ^^ - ماشاء الله والف الف مبروووووك ربنا يسعدك ، اومال مهمومه ليه بس ؟ - مفيش يا ستي خطيبي مُصر اننا نسافر نشتغل برا وانا مش عايزه وفي شويه مشاكل كده ، ربنا يلهمنا الصواب ويفعل لنا الصالح ، متشغليش بالك إنتي وخدي بالك من نفسك بس - يـــارب يفك كربك يا حفصه ويتمملك علي خير بإذن الله - آمين يـــارب ___________________ أنهت سلمي المحادثه مع حفصه وأغلقت حاسبها ، ذهبت لدولابها وقامت بفتحه وإنتقاء بعض الملابس منه لإعاده ترتيبها وإخراج الغير مناسب منها فأخذت تفكر بصوت مرتفع : - امممم إنت مش هينفع تتلبس برا تاني ، أخرك في البيت ياحــلو ، في بنطلون محترم يرضي علي نفسه إنه يكون ضيق كده ؟ هــــــــاه ؟!! وألقت به علي الفراش ونظرت لأخيه القابع في الدولاب وأخرجته : - أما إنت بقي بصراحه خساره أبوظك في البيت ، خليك بقي ما اتجوز أهو تنفع برضو ثم أطلقت ضحكه عاليه وهي تخرج الثالت وقالت : - ههههههههاي بس إنت بقي حكايتك حكاية ، بقولك إيه إنت اخرك تبقي قماشه للمطبخ أصلا ، انا أعرف يا اخويا كنت بلبسك إزاي ؟!! تعالي جبت اخواتك يا حلــــو وأخذت تنظر إلي بعض البديهات والفيستات وتلقي بهم علي الفراش أيضا ، ثم نظرت للدولاب فجأة قائله : - هههههههههه يا حلاوه ، ده الدولاب بقي أبيض تنهدت بعمق وقالت في حسم : - سلمي وبعديــــن ، إحنا قولنا رضا ربنا أهم يعني رضا ربنا اهم ، هلبس اللي هينفع عندي ويرضي ربنا وبعد الإمتحانات أجيب جديد إن شاء الله ، فهمتي يا أنا ؟ دخلت ولاء الغرفه فجأة فصدمت من هذه الفوضي فقالت بصراخ : - أيـــــــه يا سلمي ده حرام عليكي بهدلتي الاوضه وانا لسه مرتباها ، رجعي كل حاجه مكانها بقي اوووف إبتسمت سلمي بهدوء وقالت : - ماشي يا حجة حـــاضر ، إصبري عليا بس ولاء : - طلعتي الهدوم دي كلها ليه كده ؟ سلمي ببراءة مصطنعه : - هرميهم رفعت ولاء حاجبها وقالت في حنق : - إزاي يعني ؟! - يعني خلاص قررت مش هلبس ضيق تاني ، والهدوم دي كلها مترضيش ربنا وانا مش هلبسها تاني قالت ولاء بتأفف : - وهو اللي يرضي ربنا يعني إنك ترمي الهدوم دي وإحنا دافعين فيها فلوس - متخافيش يا ولاء مش هرميهم في الزباله أكيد !! أنا بس هلبسهم في مكانهم المناسب وبعدين بقي انا اخدت قرار ومش عاوزه أرجع فيه ، يأما تساعديني يأما متعترضيش علي الحاجات الصح اللي بعملها ثم ارتمت علي الفراش وقالت بضجر : - مش كل ما أعمل حاجه صح تقعدوا تأنبوا فيا وتتريقوا عليــــا ،، انا زهقــــــــــــــت شعرت ولاء بالغضب من كلماتها فقالت وهي تغادر الغرفه : - إنتي حره ! تنهدت سلمي بحزن وقالت بهمس : - حتي إنتي يا ولاء ! يلــا إمري لله هكمل طريقي لوحدي ، ربنا يخليكي ليــــا يا حفصه وتفضلي تشجعيني دايما _____________________ جلس إسلام يفكر في كلام والدته لساعات حتي أخذ قرار مـــا ، بدل ملابسه ونزل من منزله متجها إلي منزل فاروق ، إقترب من باب شقة فاروق ولكنه لم يستطع الطرق علي الباب بسهوله ، أخذت يده تقترب من الباب وتبتعد مره آخري وتكرر هذا الوضع اكثر من مره حتي إستجمع شجاعته وقام بطرق الباب طرقات خفيفه ، سمع فاروق يقترب من الباب شيئا فشيئا وهو يقول : - ميــــن ؟ تنحنح إسلام وإستجمع قواه وقال بصوت خفيض : - أنا إسلام يا فاروق ثم نزل من علي السلم بضع درجات ، قام فاروق بفتح باب منزله ونظر لإسلام متعجبا ولم يتحدث إبتلع إسلام ريقه وقال بصوت متقطع : - إزيك يا فاروق ؟ لم يلتفت له فاروق ورد بسرعه : - الحمد لله ساد الصمت للحظات حتي قطعه إسلام مره آخري - كنت عاوز منك طلب يا فاروق لم ينظر له فاروق ولم يتحدث فأكمل إسلام بتوتر : - فاروق ممكن تساعدني أكون زي ما محمد كان عاوز ؟ عاوز اقرب من ربنا وأبقي عايش صح زي ما كان دايما بيقولي بس مش عارف أعمل إيه وأبدأ منين ؟ لم يتأثر فاروق ورد بصلابه : - إسلام هو انا مش هقولتلك إني مش عاوز أشوفك تاني ؟ صُدم إسلام من هذا الرد القاسي وشعر وكأن شخص ما سكب عليه أكوابا من المياه المثلجه في ليالي الشتاء البارده فما كان منه إلا ان ينظر إلي فاروق بتعجب ولا يتحدث احس فاروق بصعوبه كلماته فقال مفسرا : - بص يا إسلام انا مش قادر انسي المنظر اللي انا شوفته يوم وفاة محمد ومش قادر أسامحك ولا انسي انك كنت السبب الأساسي في بعده عن ربنا وموته علي الحاله دي علشان كده مش عايز أشوفك تاني وده أفضل ليا وليك وقال مؤكدا : - بجد كانت كلمات فاروق حاده للغايه مما جعل إسلام يرجع للخلف بضع خطوات مستعدا للنزول وهو يقول بحزن عميق : - ماشي يا فاروق شكرا وتنهد قائلا بحزن اكبر : - بس ما تنساش اني جيت في يوم وطلبت منك انك تاخد بإيدي للجنه وانت رفضت تساعدني ، يعني إنت دلوقتي عملت زي ما انا عملت مع محمد بالظبط ، مش فارقه كتير ألتف بوجهه إلي درجات السلم وأخذ ينزلها ببطء وهو يقول : - بعد إذنك يا صاحب صاحبي كــــان يتوقع ان يعود إليه فاروق ويعتذر ولكنه وجده دخل إلي منزلة وأغلق الباب وراءه وكأن شيئا لم يكن ! ----------------------------------------------------- هل فاروق علي حق ؟ هل حزنه علي محمد يكون سبب مقنع يخليه يعمل كده ؟ طيب وبعد الصدمه اللي إسلام أخدها دي هل هيقدر يكمل طريقه ؟ ولا هيجيله حاله إحباط ؟ طيب وسلمي هتقدر تكمل طريقها فعلا ؟ ولا الصعوبات هتكون أقوي منها ؟ هنعرف كل ده في الحلقات الجايه إن شاء الله
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
الحلقة الثانية عشر :
عـــاد إسلام إلي منزله والحزن يملأ قلبه ، دخل غرفته وجلس علي حافة الفراش لبعض الوقت ، لم يكن يتوقع هذا الرد القاسي من فاروق ، كان يعتقد انه سيجد الحل عنده ، كان يتوقع ان يستطيع فاروق ان يريح قلبه ويساعده علي التخلص من مرارة الذنب التي تلاحقه ولكن حدث العكس تماما ، بل ان حزنه إزداد أكثر وأكثر . نهض من فراشه محاولا تغيير حالته ، ذهب إلي الحاسب الخاص به وقام بفتح حسابه علي موقع الفيس بوك ، وجد العديد من رسائل ومنشورات التعزيه ، ووجد أيضا 37 رسالة من ســـاره لم يستطع أن يقرأهم لأن حالته لم تكن تسمح بذلك ، ولكن بعث لها رسالة لتطمئن عليه : - ازيك يا ساره ؟ معلش مكنتش بفتح الأيام اللي فاتت دي علشان صديق عمري توفي ونفسيتي تعبانه ومش قادر أكلم حد ، انا قولت أطمنك بس ، متقلقيش عليا وإدعيلي كـانت سارة تجلس علي حاسبها في هذا الوقت ، وعندما وجدت رسالة من إسلام كادت ان تقفز من الفرحه وقالت بلهفه : - أخيييرا يا إسلام رديت ، قلقتني عليك اوووي ، ربنا يرحم صاحبك ، شد حيلك وطمني عليك - انا الحمد لله كويس .. - طيب صاحبك ده مات إزاي وحصل إيه طمني ؟ - معلش مش قادر أتكلم دلوقتي خالص ، انا قولت بس أطمنك عليا ، مع السلامه وقبل ان تتحدث مره آخري وجدته قد أغلق الموقع ، تنهدت بغضب وأغلقت حاسبها أيضا _______________ وفي صباح اليوم التالي دخلت والده إسلام لإيقاظه من النوم فوجدته مستيقظا ، تبسمت بحنان وقالت : - مش ناوي تروح الجامعه برضو يا إسلام ؟ تنهد بعدم إهتمام : - مش مهم ! جذبته والدته من قميصه بشده وقالت بحزم : - لأ هتروح ثم أخذت تصرخ في وجهه قائله : - فــوق لنفسك كده وقوم يلـــا شوف مستقبلك الإمتحانات قربت ، هتضيع نفسك بإيديك وفي الآخر صاحبك مش هيستفاد حاجه برضو ضحك إسلام بسخريه وقال : - مستقبلي !! طيب ماهو محمد مستقبله ضاع برضو ؟! تنهدت وقالت بصوت حاد : - صاحبك مستقبله مضاعش ولا حاجه ، ده قدره ومكتوب عند ربنا ، وانا قولتلك قبل كده لو عايز تساعده بجد تعمل إيه وانت مسمعتش الكلام ، يبقي بلاش بقي تعيش دور الحزين وتناملي في السرير بالإيام زي الولايا شعر إسلام بالغضب الشديد ولكنه حاول انتقاء كلماته لانه يتحدث مع والدته فقال : - يعني إنتي شايفه اني بعيش الدور ؟ شايفه ان فرحان في موته وعامل نفسي زعلان يعني ؟ ماشي يا امي شكرا تنفست بعمق وهدأت قليلا وقالت : - انا عارفه انك زعلان عليه فعلا وان محمد مكانش أي صاحب ، محمد كان زي ابني برضو ، كان يعتبر اخوك وانا عارفه ده كله ، بس اللي انت بتعمله فـ نفسك ده مش هيرجع حاجه ثم نظرت له بإبتسامه وقالت : - طول عمركم كنتوا بتتمنوا تكونوا مهندسين أد الدنيــا صح ؟ صاحبك مات بس انت لسه عايش يبقي المفروض تحققله حلمه وتبقي انت المهندس اللي بيشتغل بضمير ويخدم بلده فعلا زي ما كنتوا بتتمنوا ظهرت ملامح الحزن علي وجهه وقال بتأثر : وصاحبي برضو كان بيتمني اننا نكون أحسن من كده ، كان بيتمني اننا نقرب من ربنا شويه ونعيش عدل بدل الإستهتار اللي كنا فيه ده ، ومات قبل ما يلحق يعمل حاجه ثم قال بإستنكار : - أحققله حلمه ده كمان إزاي بقي ؟!! ابتسمت قائله : - تحققله حلمه إنك تكون أنسان بجد بيتقي ربنا ، تعمل بنصايحه اللي كان دايما بيقولهالك علشان الثواب يوصله ، تدعيله ، تطلع صدقه عنه ، تعمله أي حاجه تنفعه وهو ميت , فهمت ؟ حاول الإبتسام ولكنه لم يستطلع فقال : - فهمت أمسكته من كفيه وقالت بحماس : - طيب يلـــا نظر لما متعجبا وقال : - يلا فين ؟!! قالت بإصرار : - هتروح الجامعه دلوقتي أفلت يديه منها بهدوء وقال : - مش دلوقتي ، بعدين إزداد إصرارها وصرخت به : - انا قولت هتروح دلوقتي يعني هتروح دلوقتي ، مش هسمحلك تضيع تعبي وتعب أبوك كل السنين دي ، هتيجي علي أخر سنتين وتضيع ؟ لأ يا بابا إنســـــي ،، يلـــا قوم فز - يا أمي خلاص سيبيني في حالي دلوقتي طيب وانا هروح الإسبوع الجاي - لأ دلوقتي ، إخلص - لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا امي طيب بكره طيب ، انا مش طايق نفسي والله - قولت هتقوم دلوقتي تنهد بضيق وقال مستسلما : - طيب إرتدي ملابسه وذهب إلي الجامعه ، كانت الساعه الواحده ظهرا ولم يكن يعرف هل مازالت المحاضرات مستمره ام انتهت في ذلك اليوم ، أخذ يتجول في كليته حتي وجد بعض من أصدقائه يأتون إليه ويأخذونه بالأحضان ويقومون بمواساته ، أخذ يحدث نفسه بـ قرف : - ال وفاكرينك أعز صديق ليه وجايين يواسوك كمان ؟!! والله إنت ما تستاهل تكون صاحب أصلا أخذ شادي يربت علي كتفه بحنان ويقول : - طبعا إنت عارف ان الإمتحانات قربت ، والإسبوع اللي فات ده أخدنا المقرر والملغي ، فأنا بإذن الله هقعد معاك في الوقت اللي يعجبك ونعلم سوا علي اللي هييجي في الإمتحانات ، وشد حيلك يا بطل وخليك قوي كده ، ربنا يريح قلبك نظر له بإمتنان وقال : - ربنا يخليك يا شادي ، ماشي بإذن الله بس بعدين علشان دلوقتي مش قادر - اللي يريحك ، انا موجود وفي الخدمه دايما - هو في محاضرات النهارده تاني ؟ - لأ أخر محاضره لسه خارجين منها حـــالا ، تعالي بكره بقي علي السكشن بتاع 9 الصبح علشان بعده هنطلع علي المكتبه نجيب منها شويه مذكرات مهمين كده - ماشي يا شادي بإذن الله ، بعد إذنك غادر إسلام الكلية وعاد للمنزل ، سألته والدته عما فعل فقص عليها ماحدث وذهب لغرفته لينام ثانيه ______________ وفي كلية التربيه خرجت سلمي مع صديقاتيها من أخر محاضرة لهن في ذلك اليوم ، جلست تتحدث معهما قليلا بخصوص ماحدث هذا الإسبوع ومايجب أن يفعلونه للخروج بأفضل نتيجه من إمتحانات آخر العام . تنهدت سلمي قائله : - وبكده يا حلوه إنتي وهي عرفنا كل المقرر علينا والمفروض بقي نذاكر ،، السؤال هنا بقي : هنذاكر الحاجات الغريبه دي إزاي ؟ إبتسمت هند بمرح وقالت : - زي ما عملنا السنه اللي فاتت بالظبط ،، هنقعد نقرأ فـ الحاجات الغريبه دي ونحفظهم صم ونروح نكبهم فـ الإمتحان وخلاص فقالت سلمي بضيق : - بس انا مش مقتنعه بالحكايه دي يا هند ، يعني إحنا كده مش بنستفيد حاجه من كل اللي بناخده ده هند : - هو ده نظام التعليم في بلدنا يا سلمي ومفيش عندنا حل تاني رفعت سلمي حاجبها وقالت بحماس : - لأ أكييد في حل ، وانا بإذن الله هوصله ثم جذبتهما من ذراعيهما وقالت : - يلا نروح بقي يا عيال كده هنتأخر ______________ قرر إسلام مواصله الدراسه في الجامعه كي يجتاز فترة الإمتحانات بسلام ، كان كالآله يذهب ويعود بلا روح ، يستيقظ في الصباح الباكر ويذهب إلي الجامعه لحضور المحاضرات ويجلس مابين المحاضرات وحيدا لا يريد التحدث مع أحد ولا يريد ان يراه أحد ، يجلس في مكان لم يجمعه بمحمد كي لا تزيد جراحه ، يعود لمنزلة فيذهب للنوم . يستيقظ ويظل جالسا أمام كتبه ومذكراته يذاكر بعض الوقت ويتذكر محمد وذكرياته في الوقت الآخر وظل هكذا حتي نهاية فترة الإمتحانات أما عن سلمي فهي أيضا قد إنشغلت بمذاكرتها وإمتحاناتها وحفصه أيضا ولم يتحدثا مع بعضهما البعض إلا قليلا ____________ وإنتهت الإمتحانات وعاد كل إلي حياته ، أخذت سلمي تستعد لخطوتها القادمه في التغيير ، بينما إسلام كان يقضي معظم يومه في النوم هروبا من واقعه المؤلم وذكرياته مع محمد التي تلاحقه دائما وتجعله يكره ذاته ويكره كل يوم كان يقابل فيه إحسان محمد بإساءة حتي ضاع منه . جلست سلمي تحدث حفصه ولأول مره بعد إنتهاء الإمتحانات وفقالت بحماس وسعاده : - هيييييح بقي خلصت إمتحانات وفضيتلك يا حجه ، خلاص مبقاش في أي حاجه تشغلني من مواصله طريقي إبتسمت حفصه وأجابت بنفس الطريقه : - هييييح بقي وانا خلصت إمتحانات واتشغلتلك تعجبت سلمي وقالت : - يعني إيه ؟ - مش انا قولتلك يا بنتي إن فرحي بعد الإمتحانات ؟ - هو إتحدد خلاص ؟ طيب انتي كنت بتقولي حصل مشاكل مع خطيبك ، قوليلي وصلتوا لإيه ؟ إبتسمت حفصه بسعاده وقالت : - اه يا ستي اتحدد ، بعد 3 أسابيع إن شاء الله ثم تنهدت بحزن قائله : - إضطريت اوافق اني أسافر مع خطيبي الإمارات ، انا مكنتش عاوزه أقولك علشان متزعليش وقلت أستني لما تخلصي إمتحانات بقي شعرت سلمي بالسعاده البالغه وقالت بحماس : - الف مليووووون مبرووووووك يا حفصه ، فرحت اوووووي والله ، وبعدين عادي يا ستي هبقي أكلمك وإنتي هناك ، ربنا يسعدك لم تكن تريد ان تكسر فرحتها ولكن لابد ان تخبرها ولا يوجد حل آخر ، ترددت للحظات ثم كتبت : - سلمي ... انا مش هيكون عندي نت هناك انتفضت سلمي من مكانها وقالت بخوف : - ليـــه يا حفصه ؟ يعني إيه ؟ انا كده مش هكلمك تاني ؟ - للأسف يا سلمي مش هينفع يكون عندنا نت في الاول كده لظروف ما عند خطيبي ، بس انا برضو واثقه فيكي وعارفه انك هتعرفي تكملي طريقك لوحدك كادت ان تسقط دمعه من عين سلمي وقالت بحزن : - يا حفصه انا إتعودت عليكي خلاص ، وانتي السبب في كل الخطوات اللي انا اخدتها في حياتي دي .. أعمل إيه من غيرك بس ؟ - بصي يا سلمي .. إسمعي الكلمتين اللي هقولهوملك دول وحطيهم حلقه فـ ودنك واوعي تنسيهم أبدا " اللي معاه القرآن والدعاء مش هيكون محتاج لأي إنسان ، هما دول سلاحك اللي هتقوي بيهم نفسك " تنهدت سلمي بحزن وكتبت : - مش فاهمه ؟ - من خلال معرفتي بيكي الفتره دي لقيت إنك أنسانه بسم الله ما شاء الله قويه وقادره علي نفسك ، بس كنتي محتاجه حد يشجعك تكوني افضل وإنتي بالفعل بدأتي فـ الطريق ده ،، لكن مهما حصل ومهما كانت العواقب اوعي تقفي او توقفي تقدمك ده علي شخص ، يعني انا هروح .. لكن سلمي هتفضل موجوده ولازم تكمل طريقها .. إبدأي إقرأي في الجروب من جديد وحددي خطواتك بنفسك ، لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ،، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ،، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ،، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه . تسللت الدموع من عيني سلمي دون ان تشعر بهم ، كتبت كلمات الوداع لـ حفصه : - حــاضر يا حفصه هحاول ، هتوحشيني - يا بنتي انا معاكي أهو ، لسه فاضل 3 أسابيع متقلقيش إدعيلي بس ربنا يصلح حالي وييسرلي أموري . وبإذن الله اول ما الظروف تتظبط هفتح الفيس وأكلمك بس الله أعلم ده هيكون بعد أد إيه ! - بدعيلك دايما والله من غير ما تقولي - آخر حاجه بقي يا بطـــــل زي ما كنتي بتبعتيلي كل خطواتك وانا موجوده ، إفضلي إعملي كده برضو حتي وانا مش موجوده .. ممكن ؟ - كنت هعمل كده أصلا من غير ما تقولي ، لأن حتي لو انتي مشيتي روحك هتفضل معايا .. ربنا يسعدك - إمسحي دموعك يا بت .. هتضربي وضعت سلمي يدها علي وجنتيها فوجدت نفسها تبكي بالفعل ، مسحت دموعها متعجبه وقالت : - إنتي عرفتي منين ؟!! - حسيت ) - ربنا يخليكي ليــا يـــارب - ربنا يقربك منه أكتر ويجمعنا فـ الفردوس الأعلي اللهم آمين . معلش بقي هقوم دلوقتي علشان بجهز شويه حاجات كده ^^ أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه - مع السلامه يا حفصه ______________________ ظل إسلام علي هذه الحاله التي لا تتغير ، يستيقظ من النوم لينام مره آخري ، لا يعرف ماذا يفعل ، لا يجد طعم للحياه بدون رفيق دربه ، لا يعرف ماذا يفعل محمد الآن في قبره ، هل هو سعيد ام حزين ؟ هل قبره روضه من رياض الجنه ام حفره من حفر النار ؟ هل طيبة قلبه وحبه لكل الناس سيكون سببا في دخوله الجنه ؟ ام ان الجنه أعدت لاناس يخافون الله بحق ويعيشون ويموتون علي طاعته ؟ تكاد رأسه تنفجر من كثره التفكير فيضطر للنوم ليخرج من هذا العالم الملئ بالألم إلي عالم آخر لا يشعر فيه بشئ . ولكن والدته لا تتركه .. فهي تدخل عليه بين الحين والآخر وقلبها يعتصر ألما عليه ولكن ماذا تفعل ؟ لا يريد أن يفعل شيئا سوي النوم .. قررت ان تحاول معه مره آخري وهي تدعو الله ان يستجيب هذه المره طرقت علي الباب طرقات خفيفه ودخلت .. وجدته مستيقظا وينظر إلي سقف الغرفه كعادته .. نظرت إليه بحنان وقالت : - إنت صاحي يا إسلام ؟ إعتدل في جلسته وقال بإبتسامه خفيفه : - اه صاحي مسحت علي وجهه بحنان وقالت : - عامل إيه يا حبيبي رد بنفس الإبتسامه : - الحمد لله صوبت عينيها في عينيه وقالت : - طيب ومحمد عامل إيه ؟ إزدادت ضربات قلبه عندنا سمع إسمه ونظر لها متعجبا ولم يتحدث أعادت عليه السؤال مره آخري وقالت : - بقولك محمد عامل إيه ؟ أجابها بنفس الدهشه : - عامل إيه إزاي يعني ؟ قالت موضحه : - تفتكر هو عامل إيه دلوقتي ؟ مط شفتاه بحزن وقال : - مش عارف ! مسحت علي شعره بحنان وقالت : - هو ممكن يكون محتاجلك دلوقتي يا إسلام .. لو عايز تساعده بجد يبقي حاول تغير من نفسك وتكون الإنسان اللي محمد كان عاوزه - منـا روحت لفــ ثم قطع كلامه فجأة وقال : - منا مش عارف أعمل إيه ولا أبدأ منين وكمان مش لاقي حد يساعدني .. انا فعلا ندمت اني مسمعتش كلامه من الأول ، وخوفت اووي كنت أموت وانا علي الحاله دي .. كمان خايف يكون دلوقتي بيتعذب ومش لاقي حد يساعده ولا يعمل له حاجه ،، وكل شويه أتخيل لو كنت انا مكانه كنت هعمل إيه ؟!! مجرد التخيل نفسه صعب اوووي ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه : - يمكن كانت غلطتي اني محاولتش أغرس فيكم الدين من وانتوا صغيرين ، كان كل همي تكونوا مبسوطين ومتفوقين وأفتخر بيكم قدام الناس , يمكن انا غلطت يابني بس مش لازم انت كمان تكرر غلطي ، دور علي الصحبه الصالحه اللي تعينك وشوف طريقك وأمشي فيه صح ،، بلاش تبقي عايش كده وخلاص .. انا لما شوفت خوفك علي صاحبك وإحساسك بالمسئوليه إتجاهه قلت لازم أجي أكلمك ولازم انت تعمل أي حاجه تساعده وتساعد نفسك بيها إبتسم لها بسعاده قائلا : - انا اول مره أشوفك بتتكلمي كده يا امي تحسست وجهه بحنان وقالت : - لما شوفت موت محمد خفت انت كمان تضيع مني وربنا ميكونش راضي عنك ، لازم تلحق نفسك يا إسلام محدش ضامن عمره يابني - طيب أبدأ منين يا أمي ؟ جايز لما أبدأ أحسن من نفسي شويه أحس اني ارتحت وبدأت أحقق وصيه محمد عادت للخلف ونظرت إليه بتعجب وكأنها تذكرت شيئا : - صحيح يا إسلام مش إنت كنت بتقول ان محمد عنده واحد صاحبه كده متدين ؟ ماتشوفه يابني يمكن ياخد بإيديك شرد إسلام قليلا وهو يتذكر توبيخ فاروق له ، وتذكر أيضا عندما ذهب لمنزل فاروق ولكنه لم يعره أي إهتمام .. إنتشلته من شروده وهي تكرر كلامها فقال: - لأ مش هينفع يا أمي .. قوليلي حل تاني اخذت تفكر لثوان ومن ثم قفزت من مكانها بحماس قائله : - انا إزاااي مجتش في بالي الفكره دي ، يابني الشباب الكويسين هتلاقيهم مواظبين علي الصلاة في الجامع ، حاول إنت كمان تصلي كل الصلوات في الجامع وبإذن الله أكيييد هتلاقي الصحبه الصالحه هناك ثم نظرت إليه بعمق وقالت بصرامه : - لأ مش حــاول ، ده انت لازم تعمل كده اعجب إسلام بالفكره وقال بحماس : - عندك حق .. أكييد هلاقي حد زي فاروق هناك __________________ غادرت والدته الغرفه وقد اطمئن قلبه قليلا بعد حواره معها وأخذ يفكر في خطوته القادمه ولكن سرعان ما أحس بالملل فذهب لإحضار الحاسب الخاص به ووضعه علي الفراش ، فتح حسابه علي موقع الفيس بوك ونظر نظره سريعه علي قائمه أصدقاءه فوجد ساره متصله الآن وجد نفسه سريعا يغلق الحاسب مره آخري ، لا يعرف لماذا ؟ هل هو أصبح لا يحبها ؟ ام إنه لا يرغب في مزيد من الذنوب ؟ والأرجح هو الحل الثاني .. أخذ يفكر قليلا هل سيفتحه مره آخري ام لا ولكن قطع تفكيره صوت طرقات الباب .. أخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق : - مــــحـــــمــــــــد !! ----------------------------------------------------------- هو محمد رجع تــــــاني ولا إيه ؟ ولا هو مماتش أصلا ؟!! طيب سلمي هتقدر تكمل طريقها إزاي من غير حفصه ؟ ولا حفصه هتلاقي طريقه تتواصل بيها معاها حتي بعد الجواز ؟ هنعرف ده كله في الحلقات الجايه إن شاء الله
__________________
|
#26
|
||||
|
||||
فين بقيت المسلسل دى اكيد مش النهايه انا عايزه البقاقى من فضلكم
|
#27
|
||||
|
||||
المسلسل بجد رااااااااااائع وموق جدا
|
#28
|
||||
|
||||
اقتباس:
حاضر حبيبتي
آسفة على التأخير
__________________
|
#29
|
||||
|
||||
الحلقه الثالثة عشر :
سمع إسلام طرقات علي الباب فأخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق : - مــــحـــــمــــــــد !! رأي محمد أمامه ينظر له بإبتسامته المعتاده ووجهه المشرق ، إقترب منه ليرتمي في أحضانه ويعتذر له عن كل ماحدث ، يطلب منه السماح ويعده بأن يكون الشخص الذي تمناه طيله حياته . إقترب منه أكثر ليمسكه ولكنه لم يجده !! نعم انه كان يتخيل ، كثرة التفكير في محمد جعلته يتخيل وجوده معه الآن ، جعلته يسمع نفس نقره الباب التي كان يفعلها محمد ، جعلته يراه بنفس وجهه المشرق الباسم ، جعلته يشعر بروحه الطيبه ، جعلته يتألم .. نعم يتألم .. فكيف لإنسان ان يكون له صديق مثل هذا ويذهب منه هكذا دون سابق إنذار ، هل من الممكن أن يجد صديقا آخر يحبه كحب محمد له ؟ صديق يحبه أكثر من نفسه ؟ في الغالب لا ، فشخص مثل محمد لا يتكرر كثيرا .. أغلق الباب خلفه وذهب لغرفته كالعاده ، ولكن هذه المره لن يجلس ويتذكر ذكرياته مع صديق عمره ويتألم ويشعر بالمراره ، لا .. بل سيعمل .. نعم سيعمل علي نفسه ليصبح أفضل ، سيستثمر هذه الأجازه أفضل إستثمار ، لن تكون أجازة مثل باقي الأجازات .. لا .. بل سيخرج منها إسلاما جديدا .. نظر إلي وجهه في المرآه وقال بصرامه : - حــــاضر يا محمد ، هكون زي ما إنت عايز بإذن الله _______________________ أخذت سلمي تفكر كثيرا في كلام حفصه ، لا تعرف كيف ستعيش بدونها بعد ان اعتادت عليها ولكن كانت تتذكر دائما كلماتها الآخيره : " معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه " وأخدت تردد : معايا سلاحي صح ، اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد ثم نظرت لنفسها في المرآه وقالت : - إنتي قويه يا سلمي وهتقدري علي نفسك ، هتواجهي الناس كلها ومش هيهمك كلام حد طالما اللي بتعمليه ده يرضي ربنا ، انتي اللي هتتحاسبي لوحدك يا سلمي ومحدش هينفعك ، فوقي كده وواصلي طريقك بنفسك ، انتي قويه وهتعمليها بإذن الله ثم نظرت إلي الارض وقالت هامسه : - بس كل شويه يتريقوا والموضوع كده بقي متعب اوي رفعت رأسها مره آخري وقالت بحماس : - مايهمنيــــــش ، انا اللي صح وهما اللي غلط ، يبقي المفروض مين يتكسف من مين بقي ؟!! يــــــارب قدرني علي مواجهتهم يـــارب ثبتني علي طاعتك يـــــارب قربني منك أكتر وإرضي عني وإجعلني من أهل الجنــه وأحشرني مع الأنبياء والصحابه يــــارب ثم نظرت للمرآه مره أخري وحدثت نفسها مبتسمه : - كده بقي يا سلمي يا حبيبتي إنتي .. عملنا كام حاجه حلوين كده ؟ يلا نعدهم : - بطلنا مسلسلات وأفلام - بدلنا الأغاني وبقت أناشيد - بطلنا نكلم ولاد إلا للضروره - واظبنا علي الصلاة في البيت وبرا البيت - بطلنا البنطلونات اليـــع دي ! - بطلنا ننشر صور بنات ع النت امممم أعتقد بقي الخطوه الجايه المفروض أطول الطرحه شويتين تلاته خمسه كده ، وكمان أبطل أسلم علي رجاله هييييح بقي ، يــــــارب قدرني ومحدش يكسفني وخصوصا في حكاية السلام دي وفي وسط ما كانت سلمي غارقه في أحلامها وطموحاتها ، إذ تدخل عليها الاء متسائله : - سلمي هو انا ممكن أسألك سؤال ؟ نظرت لها سلمي بإبتسامتها المعتاده وقالت : - قــــول ياعم أبو عصام تنحنحت ولاء بحرج وقالت : - مش هتزعلي يعني ؟! زفرت سلمي بقوه وقالت : - يا بنتي إخلصي ، منا عارفه انك هتقولي حاجه رخمه كالعاده - هو إنتي لسعتي ؟!! أطلقت سلمي ضحكة عاليه وقالت بتعجب : - إشمعني ؟ - انا متابعه الحوار العجيب اللي انتي عملتيه مع المرايه ده ، حاسه انك من ساعة ما عرفتي حفصه دي وإنتي لاسعه شويتين كده ، ما تقوليلي إيه الموضوع يمكن أقدر أقدم أي مساعده شعرت سلمي بالحرج وضربت اختها علي كتفها قائله : - يـــــــا رخــــمه ، طيب مش تقولي من بدري إنك سامعه !! عــــادي يعني إيه المشكله لما الواحد يكلم نفسه شويه ويرتب أفكاره ؟ حرام ولا إيه ؟ - لا مش حرام ولا حاجه ، براحتك - طيب لما هو براحتي يبقي لما تلاقيني بكلم نفسي شويه سيبيتي لوحدي علشان أرتب دماغي وأفكاري ، ومش كل شويه تنطي كده زي القرد فوق راسي وتقعدي تسأليني علي اللي بفكر فيه زفرت ولاء وقالت بعصبيه : - وهي دي مش اوضتي انا كمان ولا إيه ؟!! إبتسمت سلمي موضحه : - عارفه انها اوضتك انتي كمان ، بس لازم يا ولاء تحترمي حريتي ، لازم تكوني عارفه أني ليا مساحتي الخاصه ومش بحب حد يتدخل فيها وفعت ولاء حاجبها وقالت : - يعني إيه ؟ مش فاهمه حاجه !! ربتت علي كتفها بحنان قائله : - بصي يا ولاء ، كل إنسان فينا بيكون سعات محتاج يقعد مع نفسه من غير دوشه ، محتاج يفكر كـتير في حياته ويرتبها صح ، محتاج من وقت للتاني يظبط دماغه ويظبط اولوياته ، علشان كده ما ينفعش كل ما تشوفيني سرحانه مثلا او بفكر الاقيكي جايه تعترضي وتتريقي علي تفكيري ده .. ثم اردفت قائله : - انا من حقي أعمل أي حـــاجه في الدنيا طالما مش بغضب ربنا ، ومحدش من حقه يمنعني او يتريق علي تصرفاتي دي ، فاهماني ؟ قالت ولاء بتعجب : - حتي بابا وماما ؟ إبتسمت قائله : - لأ بابا وماما دول موضوع تاني ، يعني واجب عليا أسمع كلامهم وأطيعهم ، لكن طبعا لو طلبوا مني أغضب ربنا مش هسمع كلامهم أبـــــدا .. وانا متأكده أصلا إنهم مش هيطلبوا مني حاجه زي كده لكن غير كده محدش ليه يعترض علي تصرفاتي طالما التصرفات دي صح .. فهمتي ؟ عقدت ولاء ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها للأعلي وهي تقول : - امال اشمعني بقي كل شويه تقوليلي ما تعمليش كذا علشان حرام ، عيب ، ميصحش ؟!! مش إنتي بتقولي كل واحد حر في تصرفاته - أيـــــــــــــون كملي الكلام .. كل واحد حر في تصرفاته طالما مش بيغضب ربنا ، لكن لما أشوفك بتعملي حاجه حرام ما ينفعش أسكت عليها .. تمام يا باشا ؟ - طيب - هيــا إذهبي للخارج لأتحدث قليلا مع البت سلمي - هههههههه ماشي ياختي ____________________ بدأ إسلام في تنفيذ الخطه ، يذهب إلي المسجد محاولا البحث عن الصحبه الصالحه ويعود مره آخري بلا فائده ، مر حوالي شهر وهو علي هذه الحاله ، ولكن لم يكن يشعر بالراحه التي كان يتوقعها !! هل الخطأ منه ام من الظروف ، ظل يدور في غرفته لبعض الوقت محاولا التفكير ثم نهض فجأة وذهب لغرفة هند اخته وطريق الباب بمرح : - بــت يا هند إفتحي تنهدت هند بسعــاده وقالت بحماس : - أخيييرا يا إسلام بدأت ترجع لطبيعتك ، من زمـــان اووي مشوفتكش بتقولي كده أخذ ينظر لها بضع لحظات وجذبها من يدها وأجلسها بجواره علي الفراش قائلا : - بحــاول يا هند بس مش قادر ، حاسس ان حياتي ملهاش معني ، حتي التجربه اللي بدأت فيها باين عليها فشلت ! قولت أجي اتكلم معاكي شويه يمكن أرتاح تنهدت بأريحيه وقالت بحنان : - يـــــاه يا إسلام أخيييرا ، منا ياما حاولت معاك انك تفضفضلي بس إنت مكنتش بتوافق ، هاه قولي يا سيدي إيه الخطه اللي كنت بتقول عليها دي ؟ وليه فشلت ؟ إلتف لها بكامل جسده وقال بجديه : - كنت يا ستي قررت كده خير اللهم أجعله خير اني أبطل استهتار بقي وأعيش حياتي صح ، علشان أحقق حلم محمد اللي كان طول عمره بيحلم بيه وانا مكنتش بوافقه ساعتها ، يمكن عرفت غلطي بس متأخر شويه ! علشان كده بقي قولت أكيد هلاقي الصحبه الصالحه في المسجد وكنت فاكر الموضوع سهل كده ، وبقالي حوالي شهر اهو مواظب ع الصلاة ف الجامع بس للأسف ملقيتش الصحبه الصالحه برضو .. عارفه ليه ؟ قالت هند متلهفه : - ليـــه ؟!! نظر لها والحزن يعلو وجهه وقال بصوت منخفض : - لأن تقريبا كل اللي كنت بشوفهم رجال كبار ، وبصراحه كنت بتكسف اروح اتكلم معاهم ، كنت متوقع اني الاقي شباب في سني كتير هناك بس للأسف شوفت غير كده خـــالص ، معقــوله يعني الشارع كله مفيهوش شاب مواظب ع الصلاة ف الجامع ؟!! ابتسمت هند قائله : - طيب ما إنت زيهم يا إسلام ، مستغرب ليه بقي ؟!! شعر بالحرج من كلماتها وقال بهمس : - عندك حق ، بس خلاص انا واظبت ع الصلاة ف الجامع أهو وبرضو مش حاسس بحاجه ، يعني مش حاسس بطعم الصلاة ومش حاسس اني بدأت أقرب من ربنا شويه ولا أي حاجه ، عامل زي الآله بروح وباجي وخلاص ، مش عارف ليه ؟!! أمسكت كفه بين راحتها وضغطت عليه بشده وإلتفتت إليه قائله : - بص يا إسلام ، لو انت قررت تتغير علشان عاوز تبقي زي ما محمد بيتمني وخلاص يبقي عمرك ما هتحس بحلاوه القرب من ربنا ، أما بقي لو عاوز تتغير علشان ترضي ربنا بجد وعلشان نفسك وروحك تكون متعلقه بالله وكده ،، ساعتها بس هتحس بحلاوه الإيمان .. يعني انت بتتغير علشان نفسك أولا وأخيرا .. فاهمني ؟ إبتسم لها بسعاده وقال بمرح : - إيــــه الكلام الكبير ده ياعم ، والله الواحد عمال يكتشف حاجات غريبه في البيت ده ، زي مايكون مكنتش عايش معاكم قبل كده ! ثم أردف قائلا : - تفتكري يا هند هو ده الحل فعلا ؟ أجابت بثقه : - جرب وشوف نظر لها بفرحه كالأطفال وقال : - طيب هتساعديني ؟ جلست تفكر للحظات ثم قالت بتردد : - بص انا هشجعك ، لكن ما اوعدكش اني هعمل زيك نظر لها بلوم وقال بحزن : - ليـــه ؟ - معلش يا إسلام خليني علي راحتي ، انا هحاول بإذن الله اعمل كل اللي اقدر عليه معاك علشان ترتاح وترجع زي زمان ، لكن انا حابه نفسي كده - ماشي يا هنود براحتك ، وبإذن الله هرجع أفضل من الاول ______________ ظهرت نتيجه إمتحانات نهاية العــام ، كانت الفرحه تعم بعض المنازل بينما الحزن والبكاء يعم البقيه ، ولكن بفضل الله استطاع أبطالنا الفرار بنفسهم من عام دراسي إلي عام دراسي آخر حصلت سلمي وهند علي تقدير : جيد بينما حصلت فاطمه علي تقدير : مقبول كان من المعتاد حصول إسلام ومحمد علي تقدير جيد جدا ككل عام ، ولكن في هذا العام حصل إسلام علي تقدير جيد فقط . حصل فاروق علي تقدير جيد جدا أيضا ، بينما إستعدت ولاء لإستقبال سنه " الرعب " في وجهة نظر الطلاب والتي يطلق عليها ثانوية عامه صعد إسلام للفرقه الرابعه بكلية الهندسه ، بينما صعدت كل من سلمي وفاطمه وهند للفرقه الثالثه . __________ بدأ إسلام يعيد ترتيب أفكاره ويفكر في كل ما قالته هند ، نعم إنها محقه ، فهو يجب ان يتغير لنفسه وليس لأحد آخر ، أخذ قراره بأن يذهب للصلاة بـ قلبه ، يحاول إستشعار انه يريد ان يذهب للمسجد لكي يقابل ربه ، لكي يجلس في هذا المكان المريح للنفس 5 مرات في اليوم الواحد ، لكي يقترب من الله أكثر ويعرف عن دينه أكثر ، كان عندما يعلم ان هناك درسا بعد الصلاة ينتظر ليسمعه ، كان يشعر بإنشراح قلبه وشعر أخيـــرا بلذة سماع كلام الله ومعرفة دينه . أصبح كالمدمن للصلاة في المسجد ، لم يعد يترك صلاة واحده حتي صلاة الفجر التي كان يتركها دائما أصبح الآن يصليها بالمسجد دوما ، لم يكن يعرف ماهي الخطوه القادمه ولكن كل ما حرص عليه هو المواظبه علي الصلاة في المسجد وفقــــط . وفي يوم من الأيام جلس بعد صلاة المغرب لسماع درس المغرب ، كان عن فضل القرآن الكريم وفي وسط الكلام قال الإمام هذه الآيه التي فسرت لإسلام كل شئ : " ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ " هتف لنفسه قائلا : - ااااه علشان كده بقي ، مش لاقي حياتي ولا نفسي لاني بعيد عن ذكر الله ، فين القرآن اللي المفروض أكون حافظه او ع الأقل فاهمه وبعمل بيه ، فين لساني اللي دايما بيردد الأذكار والإستغفار والصلاة ع الحبيب ، إزاي زعلان اني مش حاسس بحاجه وهو التقصير مني أنا أصلا . ثم قال بثقه : - بس الوضع ده مش هيستمر كتيــــر ، انا لازم ألاقي نفسي ____________ عـــاد إلي منزلة مهرولا ودخل غرفته ، فتح مصحفه الذي لم يُفتح منذ زمن ، بدأ يقرأ فيه ولكن هذه المره يقرأ بقلبه بدلا من لسانه .. كــان يقرأ ببطء شديد ، لم يهتم بعدد الصفحات ولكن إهتمامه كان بعدد الآيات التي تقشعر لها بدنه ، ظل يقرأ بهدوء ويحاول فهم وإستشعار معني كل آيه ، لم يترك آيه واحده إلا عندما ينظر لتفسيرها ويفهمها جيدا . إنتهي من القراءة فوجد نفسه قد قرأ ثلاث صفحات فقط ، ولكنه كان سعيدا للغايه لإستشعاره بكلمات القرآن تمس قلبه ، إستلقي علي الفراش وأخد المصحف ووضعه فوق صدره وضمه بقـــوه وأغمض عينيه ونام . ____________ كان يوم الجمعه يوم التجمع العائلي في منزل سلمي وذلك لان والدها أكبر اخوته ، وجدته سلمي اليوم المناسب لتنفيذ خطتها .. كان من المعتاد ان يجلس والد سلمي واخوته في صالة المنزل بينما يجلس الأولاء مع بعضهما البعض في الغرفه المفتوحه علي الصاله .. في السابق كانت سلمي تمزح وتمرح معهم بشده لانهم بمثابه اخوه واخوات لها ، ولكنها حاولت بقدر الإمكان التقليل من هذا المرح المفرط وإيضا قررت الإستفاده من هذا اليوم لتنفيذ الخطه . إنتظرت سلمي في غرفتها حتي دخلوا جميعا وجلسوا بإعتبار انها مازالت ترتدي ملابسها ، خرجت وألقت التحيه علي والدها واخوته ومن ثم ذهبت ووقفت علي حافه باب الغرفه التي يجلس فيها الأولاد قائله بإبتسامتها المعتاده : - ازيكم يا جمـاعه عاملين إيه ؟ رد الجميع السلام فإختارت أقرب كرسي للباب وجلست عليه . هتفت ابنه عمها : - إيه يا بنتي مش تسلمي ؟ أحست سلمي بالإحراج ولكن سرعان ما وجدت حلا للموقف فقالت : - يعني اسلم دلوقتي ولا أجيب العصير أحسن ؟ العصير أهم طبعـــا ثم قفزت من مكانها وذهبت مسرعه إلي المطبخ ، تنفست الصعداء فقد تم تنفيذ الخطه بنجاح ولم تصافح أي شاب باليد كما كانت تفعل في السابق .. أحضرت اكواب العصير وقامت بتقديمها وجلست وقد شعرت بالراحه الشديده ، ولكن هذه الراحه لم تستمر طويلا ، فقد رن جرس الباب ونادي عليها والدها لتفتح الباب .. نهضت وهي تلقي نظره سريعه علي الحضور فتذكرت ان ياسر ابن عمها لم يأتي بعد فأحست بالإختناق وقالت لنفسها بتوتر : - يــــادي النيله ، طب وانا أعمل إيه دلوقتي بقي ؟!! أخذت تمشي كالنمله لتحاول التفكير بقدر المستطاع في كيفيه الخروج من هذا الموقف ، فتحت الباب وبالفعل كان ياسر الطارق ، مد يده ليصافحها قائلا : - إزيك يا سلمي أحست بالتوتر الشديد ولم تكن تعرف ماذا تفعل فخرجت منها الجمله بكل براءة : - إيدي مش بتسلم ! فتح فمه ونظر لها متعجبا وقال : - إيــــه ؟ تنحنحت قائله بإحراج : - إيدي مش بتسلم علي رجالة ، احـــم قصدي يعني بطلت أسلم علي رجاله وقبل ان يستطيع الرد عليها كانت قد إختفت من أمامه ، عبر الممر ودخل إلي الصالة وهو يضحك فسألة الجميع عن السبب فأجاب قائلا : - سلمي مرضيتش تسلم عليا وبتقولي إيدي مش بتسلم علي رجالة أطلق الجميع ضحكات عاليه إخترقت اذن سلمي وهي في غرفتها ، تحسست وجهها وإذا به ساخن جـدا وتتساقط منه حبات العرق ، جلست علي طرف الفراش وهي تقول بتوتر : - طب وانا اخرج إزاي دلوقتي بقي ؟!! ثم قالت بحسـم : - خلاص مش طالعه ، مش مهم النهارده بقي وقبل ان تكمل قرارها نادي عليها والدها مره آخري قائلا : - يــــاسلمي هاتي عصير لإبن عمك كــــادت ان تصرخ من كثره الإحراج فقالت لنفسها بـ ضيق : - يعني لــازم انا يا بابا ، ما تخلي ولاء تجيب طيب ثم تنهدت قائله : - امري لله هطلع لما نشوف أخرتها . خرجت من غرفتها متوجهه إلي المطبخ ، أحضرت كوب العصير وذهبت به إلي ابن عمها وقدمته إليه ، وقبل ان تغادر المكان لتعود إلي الكرسي الخاص بها قال ياسر : - بس إنتي جدعه علي فكره تعجبت سلمي ولكنها نظرت له بإبتسامه ولم تتحدث فأردف قائلا : - إعملي اللي انتي مقتنعه بيه بس واوعي يهمك أي حد ثم نظر للجميع وقال ضاحكا : - عارفين اللي هيفكر يسلم عليها تاني هقطعله إيده كادت ان يغشي عليها من الإحراج ولكنها كانت في غاية السعاده ، فياسر قد ساعدها كثيرا في قرارها وسهل عليها الأمر بشده . هذا الموقف جعلها تتحمس أكثر لتفعل المزيد فخرجت لوالدها واخوته ووقفت أمامهم قائله بسعاده : - ممكن تيجوا تقعدوا معانا بقي ؟ يعني مش معقول كده كل مره نقعد لوحدنا ومنشبعش منكم ثم نظرت لعمها قائله : - ولا إيه يا عمو ؟ تبسم عمها قائلا : - عندك حق والله يا بنتي ، بس تعالوا انتوا بقي علشان هنا المكان اوسع كــادت ان تقفز من مكانها لولا خوفها من ان يراها احد ، فقد نجحت هذه الخطه أيضا ، دخلت وأخبرت الاولاد ورحب الجميع بالفكره وخرجوا للجلوس مع الكبـــار لكي تجتمع العائله كلها في مكان واحد _____________ وفي المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضرة عقب صلاة الجمعه مباشره ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة . وفي أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس انه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب . فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن اتسعت عيناه بشده عندنا رأي الطـارق !! ------------------------------------------------------------------------------------ وبعدين بقـــــي !! إيه حكاية الباب ده ؟ وياتري مين اللي جه المرادي ؟ توقعاتكم للحلقات القادمه بقي وكده كمان عاوزه أعرف إيه أكتر شخصيه بتحبوها من شخصيات الرواية ؟ وإيه أكتر شخصيه بتحسوا انها شبهكم اووي ؟ والسؤال الأهم بقي : هل الرواية بتحرك جواكم حاجه ؟ هل بتكون سبب انكم عاوزين تكونوا أفضل وتقربوا من ربنا فعلا ؟ وهل بدأتوا فعلا في حمله التغيير علي نفسكم ولا لسه محتاجين زقه ؟
__________________
|
#30
|
||||
|
||||
الحلقه الرابعة عشر : في المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضره عقب صلاة الجمعه مباشره ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة . وفي أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس انه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب . فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن اتسعت عيناه بشده عندنا رأي الطـارق !! فقط رأي فاروق واقفا يبتسم له بحنان ويمد ذراعيه له ، تعجب من المنظر فلم يتحرك ولكنه سرعان ما شعر بفاروق وهو يجذبه نحوه ويأخذه في حضنه وهو يقول بإحراج : - أنـــــا أســـف ، والله ما كان قصدي .. بس شكل محمد وهو بيموت قدام عيني كان صعب اووي ومقدرتش ألاقي حد أطلع فيه اللي جوايا غيرك ثم ضمه بقوه أكبر وقال : - عـارف اني مكانش المفروض أعمل كده .. وبجد قلبي وجعني اووي لما لقيتك جيلي البيت وانا مشيتك زعلان كده بس مكنتش قادر أسامحك ، ودلوقتي انا جيت أعتذر اهو وأصلح غلطي فهل هتقبل إعتذاري ؟ شعر إسلام بالسعاده تغمر قلبه فنظر لفاروق قائلا : - طيب إبعد يا عم كده ، حد يشوفنا ويفهمنا غلط إرتفعت ضحكة فاروق وقال بسعاده : - يعني سامحتني صح ؟ ربت إسلام علي كتفه قائلا : - سامحتك طبعــا ، انا تقريبا مكنتش عايش الفترة اللي فاتت دي ومكنش عندي فرصه أصلا اني ازعل منك لان قلبي كان واجعني علي محمد ، بس من كام يوم كده بدأت أقرب من ربنا والحمد لله قلبي بدأ يرتاح ، وأديك دلوقتي جيت أهو وفرحتني زياده ظهرت ملامح السعاده والبهجه علي وجه فاروق وهم ان يضم إسلام مره آخري ولكن سرعان ما إبتعد إسلام وقال بمزاح : - خلاص ياعم إنت مصدقت ، قولنا عيـــب الله أحس فاروق براحة الضمير أخيـــرا ، وان الهدف من الزياره قد إنتهي بنجاح فقال لإسلام : - طيب يا إسلام انا همشي دلوقتي بقي ، هنتقابل تاني كتيــر بإذن الله ، ومعلش لو جيت في وقت متأخر بس مكانش ينفع انام النهارده غير لما أصالحك تبسم إسلام وصافحه وودعه ، ومن ثم دخل إلي غرفته وأغلق الباب خلفه وهو يتنهد بإريحيه ويقول : - اللهم لك الحمد ، يـــارب ريح قلبي كمان وكمان ثم أمسك كتاب سيرة الرسول مره آخري وأكمل القراءة ________________ وفي اليوم التالي إتصل إسلام بفاروق وطلب منه لقاءة ليحدثه في أمر هام ، وبالفعل تقابلا وصافح كلا منهما الآخر ، وبدأ إسلام في الموضوع مباشره فقال : - بص يا سيدي كان في واحد أعرفه عنده مشكله كده وكنت عايز أخد رأيك فيها علشان هو محتار - تحت أمرك - هو عرف بنت من علي النت وإتكلم معاها فتره كده والموضوع اتطور لحب وبعدين شويه تجاوزات كده في الكلام ، يعني مش كتير اوي بس هو برضو مش مرتاح ، هو طبعــا ناوي يتجوزها بس لما يتخرج ويشتغل ، هو كده عادي ولا إيه ؟ - إنت متأكد إنه بيحبها يعني زي ما بتقول ؟ يعني لو بعد عنها فتره كبيره مش هيقدر ؟ ولا هيكون مرتاح أكتر ؟ تردد إسلام قليلا ثم قال : - بص هو حصل معاه ظروف كده ومبقاش يكلمها فتره وكان عايش عادي يعني ، بس هو برضو حاسس انه بيحبها تيقن فاروق ان إسلام هو صاحب المشكله ولكنه لم يرد ان يحرجه فأكمل : - بص يا سيدي مبدأيا كده لا يجوز انه يتكلم معاها لأن ربنا أكيد مش هيكون راضي عن كلامهم ده لانهم أجانب عن بعض ، كمـان أعتقد ان هو مش بيحبها ولا حاجه زي ما انت بتقول أجاب إسلام سريعا : - لا والله هو مش بيلعب بيها ، هو بيحبها فعلا حـــاول فاروق كتم ضحكاتة بداخله وأخيــرا إستطاع بعد عناء وأكمل قائلا : - بص يا إسلام ، هو ممكن الإحساس اللي حاسس بيه ده مجرد فرحه بالإهتمام او الكلمتين الحلوين اللي بيتقالوا او الحاله الرومانسيه اللي بيعيشها او كده ،، لكن حـــب بجد معتقدش ، لأن اللي بيحب حد بجد بيحافظ عليه من نفسه أصلا ثم تنهد بسعاده وقال : - يعني عندك انا مثلا بـ .. قاطعه إسلام بسرعه : - إنت إيه ؟ معقوله تكون بتحب والكلام ده ؟!! قفزت السعاده علي وجه فاروق عندما تذكرها وحاول إخفاؤها ولكنه لم يستطع فقال : - بص هو انا مش عارف اللي انا حاسس بيه ده حب ولا لأ ، لكن كل اللي أقدر أقولهولك اني مش متخيل مراتي تكون واحده غيرها ، ومستني بفارغ الصبر اليوم اللي أتخرج فيه وأشتغل علشان أروح اتقدملها ظل إسلام ينظر لفاروق وهو يتحدث بخجل هكذا حتي إنتهي فقال بمرح : - زيدي يا زيدي ، إيـــه ياعم مانت طلعت رومانسي أهـــو ، أمال عمال تقولي حرام ولايجوز ليه ؟!! أطلق فاروق ضحكة عالية وقال : - ياعم طيب إستني بس لما أكمل كلامي ، بص يا سيدي ، انا اه بتمناها بقــالي كتير اوووي تكون من نصيبي بس والله عمري ما حسستها بحاجه ولا حاولت ألفت انتباهها بأي شكل من الأشكال ، كمان لو شوفتها بالصدفه دايما بغض بصري عنها علشان أحافظ عليها من نفسي .. يعني بحاول دايما أتقي الله فيها ومعملش أي ذنب يخلي ربنا يغضب عليــا أقولك الصراحه ؟ هو أصلا المفروض الواحد ميعلقش قلبه بحد ويدعي بس ربنا دايما يرزقه بالزوجه الصالحه وألا يعلق قلبه بأحد سوي الله ، وانا فعلـا حاولت كتير بس معرفتش ، فقولت بقي خلاص أخد خطوه إيجابيه وأحاول أجتهد في دراستي علشان أجيب تقدير وأشتغل بسرعه وبعدها أروح اتقدملها ، بس يا سيدي دي كل الحكاية كان إسلام ينظر لفاروق وهو يتحدث وكأنه يراه لأول مره ، كانت السعاده تقفز من وجهه وتحيط بكل ماحوله فلم يستطع الصبر أكثر من ذلك فسأل بشغف : - طيب وهي عارفه ؟ إنتفض فاروق من مكانه وقال بجديه : - لأ طبعا يابني متعرفش ، منا قولتلك بحافظ عليها من نفسي وبتقي ربنا فيها حتي من قبل ما تكون من نصيبي ، يعني مستحيــل أصلا أحاول ألفت إنتباهها ليــا نظر له إسلام متعجبا وقال : - طيب ماهي لازم تعرف علشان تستناك ؟ او علي الأقل علشان تعرف هي بتبادلك نفس الشعور ده ولا لا .. صح ولا إيه ؟ قال فاروق بثقه : - لأ غلط طبعــا ، لان قلوبنا بين إيدين ربنا يقلبها كيف يشاء ، يعني انا دلوقتي هتقي ربنا فيها واعمل كل اللي أقدر عليه علشان أوصلها بالحلال وساعتها أنا متأكد إن ربنا مش هيخذلني قال إسلام بلهفه : - إنت بتقول إنك سعات بتشوفها بس بتغض بصرك ، يعني علي كده ممكن أكون انا كمان أعرفها صح ؟ أجاب قائلا : - إنت فعلا تعرفها ، بس من بعيد شويه قال بلهفه أكبر : - طب هي مين بقي هـــاه هــــاه هـــاه ؟ ضربه علي كتفه بخفه وقال بمرح : - وإنت مالك ياعم ، امــا حشري صحيح ، وبعدين هو إنت سيبت موضوع صاحبك ومسكت فيا انا ؟!! أطلق إسلام ضحكة عاليه وقال : - اه صحيح والله نسيت ، طيب يعني أقول لصاحب المشكله ده يعمل إيه ؟ قالت بجديه : - بص يا سيدي هو هياخد قرار انه مش هيكلمها تــاني أبــدا علشان رضا ربنا ، ويفتكر دايما إن " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " يعني هو يتركها لله ولو فعلا ليه نصيب فيها هيقدر يوصلها في الحلال بإذن الله ، ولو مش هي دي مراته اللي مكتوباله يبقي وفر علي نفسه الذنوب اللي كان هياخدها بدون سبب نظر له إسلام بحيره وقال : - طيب ماهي كده هتقول عليه كداب وبيضحك عليها !! ربت علي كتفه وقال بإبتسامه : - صحيح ممكن ده يحصل ، بس هو لازم يحط في دماغه ان رضا ربنا أهم من أي حاجه ، وكمان والله بعد ما يبطل يكلمها هيحس براحه كبيـــره ويمكن ساعتها كمان يعرف انه ولا كان بيحبها ولا حاجه ، هو بس كان عاجبه الجو والإهتمام وخلاص ، عموما قوله يجرب ويدعي ربنا يقويه ويقدره علي إجتياز الموضوع ده بسلام تنهد إسلام بحيره وقال : - مـــاشي هقوله __________________ عــاد إسلام إلي المنزل وهو يفكر في كلمات فاروق ، أعجب كثيرا بعفه فاروق وفكرة حفاظه علي هذه الفتاة حتي من نفسه ، لقد علم الطريق الذي يجب ان يسير فيه وبدأ بالتنفيذ ، ترك الموضوع لله وبدأ هو في إعداد نفسه لكي يكون رجلا بحق ويستحقها ، لم يرد أن يغضب الله لان رضا الله عنده أهم من أي شئ آخر ولانه يعلم أيضا ان قلبها بيد الله ومستحيل ان يحصل علي قلبها بعدما أغضب الله . لقد خاف عليها حتي من " نظره " او " كلمة " وكــان علي يقين بإن الله لن يخذله أبـــدا . أخذ إسلام يقارن حاله بحال فاروق ، وجد انه أخطأ تماما عندنا قبل بالتحدث مع فتاة أجنبية عنه بحجة الحب او الزواج ، فأي حب او زواج هذا الذي يأتي من الانترنت ؟!! وهل يظهر الإنسان علي حقيقته علي الانترنت حتي يستطيع كلامنهما معرفة الآخر بدقه ؟!! أخذ قرارة بإن يحاول حــل هذه المشكله في أقرب وقت ممكن ، ولكن لماذا في أقرب وقت ؟!! سوف يبدأ من الآن إنتظر الوقت الذي يعرف انها معتاده علي الجلوس فيه وفتح حاسبه وقام بالدخول علي موقع الفيس بوك ، تنهد بعمق عندما وجدها موجوده بالفعل ، جلس يفكر بضع دقائق ومن ثم حسم أمره وقرر خوض المعركه . أرسل لها قائلا : - إزيك يا ساره ؟ أجابت بفرحه : - إسلـــام ازيك ؟ انا الحمد لله تمــام جـــدا ، أخيــرا بقي فكرت تكلمني إبتلع ريقه وتردد كثيرا ، هل يٌكمل ام لا ولكن حسم أمره وقال : - الحمد لله ثم سكت قليلا وقال : - سارة كنت عايز أقولك علي موضوع مهم ، هل هتسمعيني ؟ ومش عايزك تفهميني غلط أرجوكي شعرت بالتوتر والقلق فأجابت مسرعه : - قول حاول تجميع أفكاره وترتيب كلماته في رأسه قبل إلقائها عليها ، تنهد بعمق وقال : - بصي إحنا مش هينفع نكمل مع بعض .. إتسعت عيناها بشده وكتبت بغضب : - لا والله !!! هاه وإيه كمان ؟!!! أبتلع ريقه وتحسس حرارة وجهه الساخن و كتب بتوتر : - إستني هفهمك ، انا عرفت إن كلامنا مع بعض لا يجوز وإن إحنا ماينفعش نفضل نتكلم أكتر من كده إلا لما يكون بيننا إرتباط شرعي ، فأنا قولت أقولك نبطل نتكلم مع بعض خــــالص دلوقتي لحد ما أتخرج بإذن الله وأجي اتقدملك ، إيه رأيك ؟ زفرت بضيق وكادت ان تحطم الهاتف وقالت : - تصدق فكره حلوه ، بجد والله ، تقعد تقولي حرام ومش حرام ومعرفش إيه وبعدين تخلع ! قطب حاجبيه ونظر للشاشه بغضب وقال : - أخــلع ؟!! هو ده اللي إنتي تعرفيه عني ؟ - وإنت بقي عايزني أصدق الكلام الفارغ بتاعك ده ؟!! ليه يابني شايفني عبيطه !! - ســــاره مــالك ؟ انا اول مره أشوفك بتتكلمي كده !! انا بقولك اللي فكرت فيه وبشوف رأيك فيه إيه ؟ - رأيي ؟!! اااه وماله ، شكلك عينك زاغت علي واحده تانيه بعد ما زهقت مني ، بس تصدق فكره حلوه برضو وممكن حد يقتنع بيهــا زفر بضيق وكاد أن يحطم حاسبه هو الآخر وأكمل : - إيه اللي انتي بتقوليه ده ؟!! واحده تانيه إيه وبتاع إيه ؟ يعني هيكون صاحبي لسه ميت وانا اروح اتعرف علي بنات كمــان ؟!! إنتي بتهرجي صح !! - وهو إنت فاكر اني مصدقه حكاية صاحبك اللي مات ده كمـــان ، انا مبقيتش بصدق أي حد أصلا شعر إسلام بإن دمائه تغلي بداخله وان عقله سوف ينفجر من كثرة الغضب فضغط بشده علي لوحة المفاتيح وهو يكتب : - يـــــاسلـــــام !! وهو انا هكدب عليكي ليه بقي إن شاء الله ؟ منا لو عايز أخلع زي ما بتقولي كان ممكن أقولك أي حجة عبيطه ، مكونتش هموت صاحبي يعني !! - لأ ماهو ده الذكاء بقي ، علشان تبقي الحجة متقنه أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا غير مصدقا لمايري ، من هذه ؟ هل هذه هي الفتاة التي كان يحادثها لشهور ؟ ولكن لماذا لم يكتشف هذا الجزء السئ من شخصيتها ، لماذا لم يعرف من قبل أنها تعاني من قله بل عدم الثقه في أي إنسان ؟!! هل لأنه كان دائما يمزح ويمرح معها ولم يحاول نقاشها او اغضابها ذات مرة ام ماذا ؟ حاول تهدئه نفسه كي يصلح مايمكن إصلاحه فقال بهدوء : - يعني إنتي مقتنعه اني كداب صح ؟ طيب بصي ممكن تشوفيلي أي طريقه اثبتلك بيها اني فعلا مش بضحك عليكي وبرضو مغضبش ربنا ؟ قولي أي حاجه وانا هعملها ضغطت علي إسنانها بشده حتي كادت ان تحطمها وكتبت بغضب : - تصدق انا المفروض أسقفلك ، بجد والله ، عندك طريقه للإقناع رهيــــبه ، بس خلاص مبقاش ينفع ، كلكم طلعتوا شبه بعض أصلا وخساره فيكم الوقت اللي ضيعته معاكم وقلبي اللي اتجرح كذا مره لم يستطع إستيعاب ماقيل فكتب متسائلا : - كلكم ؟ قلبك إتجرح كذا مره ؟ انا مش فاهم حاجه - مش مهم تفهم ، يلا يا أستاذ روح شوف حـالك ، وأدي البلوك المتين علشان ترتاح خـــالص وقبل أن يستطيع الرد كانت قد حظرته بالفعل ، ظل يفكر في كل ماحدث ويتسائل ، هل هو ظلمها بالفعل ام هي ظلمت نفسها ؟ من علي حق ومن علي باطل ؟ عن ماذا تتحدث ومن الذي جرح قلبها أكثر من مره ؟ كيف له ألا يعرف كل هذا عنها ؟ كيف بعد محادثات دامت أكثر من 6 شهور وجد نفسه لم يعرف عنها شئ قط ؟ كل ما يعرفه عنها أنها تلك الفتاة المرحه التي تعيش وسط عائله من أكبر عائلات المجتمع ولا تحمل للدنيا هما ، تمرح وتضحك وتتحدث الكثير من الكلمات الرومانسيه وتقرأ الكثير من الكتب وفقـــط . ظل يتساءل .. من هذه التي كان يحادثها قبل قليل ؟ هل هذه ساره التي يعرفها ؟ أم سارة آخري لايعرف عنها شئ سوي اسمها ؟ وهل الحظر سيكون سببا لبعده عنها ؟ لا بل لابد ان يعرف عنها كل شئ ويحاول معها مره آخري كي تفهم قصده ولا تظلمه ولا يشعر هو الآخر انها ظلمها . سجل خروجه بحسابه علي موقع الفيس بوك وبدأ في إنشاء حساب آخر بنفس الإسم ، دخل بحسابه الجديد وفتح صفحتها الشخصيه وهم بكتابة رسالة آخري لها ، ولكنه توقف فجأة وتذكر انها من الممكن ان تفعل بهذا الحساب كما فعلت بالآخر ، فكر قليلا وقرر ان يتركها للغد كي تهدأ قليلا حتي يستطيع التحدث معها . أغلق حاسبه وذهب إلي نافذته المفتوحه ، رفع يده للسماء قائلا : - يــــارب دبر لي فإني لا أحسن التدبير يــــارب انا مش عايز أظلمها وكمان مش عايز أغضبك بس مش عارف أعمل إيه يـــارب انا مش فاهم حاجه ومش عارف هي عملت كده ليه ومش عارف هو انا كده ظلمتها ولا انا كده ماشي صح ولا إيه ؟ مبقيتش فاهم مين الصح ومين الغلط يـــــارب انا عارف اني غلطت كتير ومكسوف من نفسي اوووي بس انا مليش غيرك يسمعني ويدبرلي أموري يــــارب افعلي الخيــر حيثما كان ورضني به ،، يــــارب إرضي عني وسامحني واعفو عني يـــارب إنت عالم باللي جوايا من غير ما أتكلم ، ريحلي قلبي وقربني منـــك .. نفسي أرتــــاح __________________ - بـــت يا لوءة قالتها سلمي وهي تمسك هاتفها بفرحه وتضغط عليه ، جاءت ولاء إليها متبرمه كالعاده ، جذبتها سلمي من ملابسها وأجلستها علي الفراش بجوارها قائله : - اقعدي هنا هسمعك حاجه تحـــفه زفرت ولاء بضيق : - ياست انا مش بحب الحاجات التحفه بتاعتك دي ، بزهق منهم رفعت سلمي حاجبها وقالت بثقه : - ماشي مش مهم تحبيها ، بس برضو هتسمعي وقامت بتشغيل انشوده " نفسي أتوب " لـ محمد عباس وأخذت تنشد معه .. نفسى اتوب انا م الذنوب و اكون قريب م الله كل لحظه وكــل ثانيه اكون بقلبى معــاه وابقى راضى وهو راضى عنى يوم ملقــاه مشتاق اوى للـــلقى و لوجهــه الكريم عشمان اوى فى الدعاء ما نا عارفه رحمن رحيم بدعيك و بتمنى القبول بكل خير دعاك بيه الرسول و مهما عدنا للمعاصى هفضل برضو يارب اقول نفسى أتوب أنا من الذنوب وأكون قريب من الله كـل لحظة وكل ثانية أكون بقلبـى معاه وأبقى راضى وهو راضى عنى يوم ما القاه تنهدت سلمي بفرحه وقالت : - واللــــه تحفه اووي وتحسي كده إنها واخداكي في عالم تاني ، بتخليكي نفسك تشوفي ربنا اووووي وتقوليله سامحني وقربني منك لاني بحبك اوووووي ومش عايزه غير رضــاك ، فعلا والله الأناشيد بتفرق اوووي معايا وبتساعدني ع الثبات نظرت لها ولاء متعجبه وقالت : - جايـز ! بس انا برضو مش بحب الحاجات دي ، وكمان مافيهاش موسيقي ولا أي حاجه كده ! مجرد حد بيتكلم وخلاص ! إبتسمت سلمي قائله : - طب بالله عليكي مش تحسي ان الكلام لمس قلبك ؟ تبسمت ولاء وقالت : - بصراحه الكلمات حلوه والإسلوب كمان ، بس برضو مش لازم أكون زيك علشان أبقي حلوه !! وزي مانتي قولتي قبل كده انك ليكي حريتك انا كمان ليا حريتي صح ولا إيه ؟ ربتت سلمي علي كتفها بحنان وقالت : - يــاولاء انا مفرضتش عليكي حاجه ، انتي حره في نفسك بس انا لقيت حاجات حلوه وعيشتني إحساس بجد القرب من ربنا فقلت تسمعي معايا جايز تحبيها ، بس انتي براحتك برضو لان كل واحد بيتحاسب علي نفسه بس - مــاشي يا ستي انا هقوم أذاكر بقي أطلقت سلمي ضحكة عالية وهي تقول : - مــاشي يا وحش ربنا يقويك ع الثانوية العايمه ، الحمد لله الذي عافانا ، مش عارفه إزاي كنت بطيق أروح دروس في الأجازة أصلا ، يلا ماعلينا ________________________ ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا سوف يفعل معها ، وفي اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وانتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا او ترد بعصبيه !! ومر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان اطمئن عليها ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب ان يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يرد أذيتها أبــدا .. وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ، ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها أبـدا!! -------------------------------------------------------------------------------- إيه حكاية سارة دي ؟ وهل موضوعها خلص كده ولا إيه ؟ طب رد فعل إسلام إيه بعد ما يشوف الرسالة ؟ وياتري إيه أصلا محتوي الرسالة ؟ ويــــــــاتري مين البنت اللي فاروق بيتكلم عنها دي ؟
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أحمد, الحلال, سلمى, إسلام, هند |
|
|