#16
|
||||
|
||||
(13) لُوط عليه السلام هو ابن أخ إبراهيم عليه السلام؛ وقد آمن به وهاجر معه إلى الشّام، وأقام ببلدة سدوم جنوب البحر الميت، فبعثه اللهُ إليهم وكانوا يُعدّون مِن أفجر الناس وأكفرهم، وابتدعوا فاحشة لم يسبقهم بها أحد مِن العالمين وهي إتيان الذُّكور "فعل اللُّواط"؛ قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ. إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}. (سورة الأعراف: 80، 81) وقد أرسل اللهُ إلى لوط ملائكةً في هيئة بشر، فهرع الكُفّار إليهم يريدون الفاحشة لهم، فصدّهم لوط: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}. (سورة هود: 78)، فطمأنته الملائكة وأمرته بمغادرة البلدة مع أهله ليلاً لِيُنزل اللهُ بهم العذاب صُبحاً؛ قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}. (سورة هود: 82، 83)
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
(14) إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام نَشأ في منطقة الخليل، ورُزِق بيعقوب "وهو إسرائيل"؛ وقد عاش إسحاقُ180 عاماً، وتابع دعوة أبيه إبراهيم بعد موته حتى وفاته.
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
(15) يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام هاجر يعقوب إلى حِرّان (شمال بلاد الشّام) وتزوج هناك، ورزقه اللهُ باثني عشر ولداً منهم يوسف عليه السلام وبنيامين (شقيقان). وقد تابع دعوة أبيه إسحاق وجدّه إبراهيم عليهما السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له، حتّى توفّاه اللهُ؛ عاش يعقوب147 عاماً.
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
(16) يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام كان يعقوب يحب أبناءه الصغار يوسف وبنيامين أكثر من غيرهما عطفاً عليهما، لوفاة أمهما راحيل ... ثم حدثت ليوسف القصة المشهورة، وملخصها: أن إخوته حسدوه، لحبّ أبيه له، فقرّروا التّخلّص منه، أرسله أبوه معهم بعد إلحاح شديد منهم، فخرجوا به وألقوه في البِئر، وعادوا إلى أبيهم يبكون، وادّعوا أن الذّئب أكله! ومرّت قافلة متجهة من الشّام إلى مصر، فاستخرجوه وأخذوه إلى مصر وباعوه هناك، واشتراه عزيز مصر وربَّاه، وشبّ يوسف وكان في غاية الجمال والبهاء، فراودته امرأةُ العزيز عن نفسه، فامتنع. ثم ادّعت أنّه راودها عن نفسها، وقد اقتنعوا جميعاً بصدقه وكذبها، ومع ذلك أدخلوه السّجن وبقي فيه سنوات. وأخرجه الحاكمُ بعد ما فسّر له الرؤيا التي رآها وبعد أن اعترفت امرأة العزيز بذنبها، ورأى الحاكمُ فيه القُدرة على إدارة الأعمال فولاّه الخزانة والتّصدير، فكان يبيع القمح للبلاد المجاورة التي كانت تُعاني من القَحط والجدب. وجاءت قوافل الشّام تشتري الحبوب ومعهم إخوة يوسف فعرفهم ولم يعرفوه، فباعهم وطلب منهم إحضار أخيهم المرّة القادمة ... ثمّ عادوا وأخبروا أَبَاهم فرفض، ولم يوافق إلا بعد إلحاح شديد. فذهبوا إلى مصر واشتروا، وأثناء عودتهم قبض عليهم واتهموا بسرقة مِكيَال المَلِك، وفتّشوا فوُجِد في أَمتِعة بنيامين فأخذه يوسف، وكان كل ذلك بتدبير منه. وعادوا فأخبروا أباهم، فحزن حزناً أفقده بصره، وأمرهم بالبحث عن يوسف وأخيه. فلما أعياهم البحث ذهبوا إلى مصر، فعرّفهم يوسف بنفسه، وعفا عنهم، وطلب منهم أن يعودوا ويأتوا بأهلهم جميعاً ففعلوا، وهكذا انتقل بنو إسرائيل إلى مصر، وكان عددهم لا يزيد على المائة وبقوا فيها 500 عام، ثم غادروها مع موسى وهم أكثر من 1600 رجل عدا الذّراري.
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
(17) الأحوال في بلاد الشام حَصَلت هِجَرات كثيرة إلى بلاد الشّام من العراق أو الجزيرة، وتوزع المهاجرون في المناطق الخصبة، فقامت الدولة العمورية في المناطق الشمالية وقامت الدولة الفينيقية على سواحل البحر المتوسط، والدولة الكنعانية في فلسطين وما حولها ... ولقد أشركوا جميعاً بالله تعالى، وعبدوا الأصنام، فأرسل اللهُ إليهم كثيراً من الرُّسل، فلم يجدوا إلا التّكذيب والتّمادي في الكُفر.
__________________
|
#21
|
||||
|
||||
(18) أَيُّوب عليه السلام أرسله اللهُ إلى بني إسرائيل، وكان كثير المال والأهل، فسُلِب منه ذلك، وابتُلي في جسده بأنواع الَبلاء، ولم يبقَ منه عضو سليم سِوى قلبه ولسانه يذكر الله بهما، وتخلّى عنه الجميع، إلا زوجته، وألقي خارج البلدة، واستمر ابتلاءه 18 عاماً، وكان ذلك امتحان له مِن الله؛ ثمّ شَفَاه اللهُ، قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}. (سورة الأنبياء: 83، 84)؛ واستمر يتنقّل في شمال سوريا يدعو إلى عبادة الله سبحانه، حتّى تَوَّفاه اللهُ.
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
(19) اليَسَع عليه السلام مِن أنبياء بني إسرائيل {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ}. (سورة ص: 48)
__________________
|
#23
|
||||
|
||||
(20) إليَاس عليه السلام أرسلَه اللهُ إلى بعض بلاد الشام، وكانوا يعبدون صنماً اسمه بَعل، فدعاهم إلى عبادة الله فكذّبوه؛ قال تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ. أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ}. (سورة الصّافات: 123 – 125)
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
(21) يُوشَع بن نُون عليه السلام هو الذي قاد بني إسرائيل بعد موسى، ويُعتقَد أنه المقصود بقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ}. وكان هارون عليه السلام تُوفي وبنو إسرائيل ما زالوا في التيه والضياع الذي كتبه اللهُ عليهم في صحراء سيناء. وتُوفي موسى عليه السلام أيضاً في تلك الفترة، وقد استمرّت 40 عاماً. فمَن بقي منهم خرج مع يوشع، فذهبوا إلى بيت المقدس ونظّم يوشع جيشاً من بني إسرائيل وقسّمه إلى 12 قِسم حسب الأسباط "أبناء يعقوب عليه السلام"، واستطاع أن يفتح بهم أريحا ثم بيت المقدس، ثم لبث فيهم 27 سنة يحكم بكتاب الله التّوراة، وبعد موته عادوا إلى ضلالهم وفسادهم.
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
(22) حزقيل عليه السلام تولّى أمرَ بني إسرائيل بعد يوشع ولم يطل عهده؛ وتفرّقت بعده بنو إسرائيل وضعُف أمرهم، فكانوا يفسدون في الأرض ويقتـلون أنبيائهم، فسلّط اللهُ عليهم الأعداء، وبدّل الأنبياء بملوكاً جبّارين طُغاة، فسفكوا دمائهم ظلماً وعذّبوهم وتغلّب عليهم أهل غزة وعسقلان، وسلبوا منهم التّابوت المقدّس (الذي يحتوي على رُفات يوسف عليه السلام)، ثم انقطعت النُّبوة في بني إسرائيل وانقسمت دولتهم واستمروا على ذلك 400 عام تقريباً، إلى أن بعث اللهُ إليهم بعد ذلك شمويل نَبِياً.
__________________
|
#26
|
||||
|
||||
(23) شمويل عليه السلام طالبه بنو إسرائيل بالقتـال وأن يُعيّن عليهم مَلِكاً لِيُقاتـلوا تحت قيادته، فاختار لهم طالوت، {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}. (سورة البقرة: 247)؛ فماطلُوا في البداية لِفَقْر طالوت، قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ}. (سورة البقرة: 248)؛ فلمّا تحقّقت تلك المعجزة، انصاعوا وانضووا تحت قيادته. وقد حدث القـتـال بين بني إسرائيل وبين العمالقة بقيادة جالوت في مرج الصفر (جنوب دمشق) واستطاع داوود عليه السلام أن يقتـل جالوت الجّبار بواسطة حجارة ومقلاع فقط؛ وكان داود غلاماً حَدَثاً في جيش طالوت، قال تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ}. (سورة البقرة: 250، 251)
__________________
|
#27
|
||||
|
||||
(24) دَاوود عليه السلام اشتهر داوود بين قومه، وكان طالوت قد وعد أنّ مَن يقتـل جالوت يُعطيه نصف مُلْكه، ويزوّجه ابنته، لذا اضطر أن يتنازل عن المُلْك لداود، ويزوّجه ابنته، فآتاه اللهُ النُّبوة إضافة إلى المُلْك. فأقام شريعة الله فيهم وأنزل اللهُ عليه كتاب الزَّبُور، قال تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، وأكرمه اللهُ بمعجزات، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} (سورة سبأ: 10)؛ وكان مجاهداً في سبيل الله، كثير العِبادة، وكان لا يأكل إلا مِن عمل يده وكان عمله حدّاداً. وخَلَفه في المُلْك والنُّبُوّة ابنه سليمان؛ كانت فترة داوود وسليمان هي فترة الرخاء والاستقرار الوحيدة التي قدّر للشعوب العبرانية أن تعيشها على مرّ الدّهر كله.
__________________
|
#28
|
||||
|
||||
(25) سليمان عليه السلام تابع جِهاد والده ووصل إلى دمشق، وأخضع اليمن وأذلّ حُكّامها مِن السّبئيين، وتزوّج مَلِكتهم بلقيس، وقد أبقاها على اليمن خاضعة له، وقد آمنت بالله مع أكثر قومها بعد أن كانوا يعبدون الكواكب والشمس، ومن أعماله تجديد بناء المسجد الأقصى (شيّده يعقوب أو أبوه إسحاق بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا)، قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}. (سورة النمل: 16) ودَعَا سليمان لنفسه فقال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}. (سورة ص: 35)، فاستجاب اللهُ له وسخّر له الرّيح والإنس والجنّ وعلّمه لُغة الحيوان، قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ. وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ. وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}. (سورة ص: 36 – 38) وقد استمرّ سليمانُ في مُلْكه 20 عاماً يُقيم شريعة الله في الأرض، وبعد موته ضَعُف بنو إسرائيل من بعده وزاد فسادهم.
__________________
|
#29
|
||||
|
||||
(26) شعيا بن أمصيا عليه السلام هو مِن أنبياء هذه الفترة، وقد حاول الكلدان دخول بيت المقدس بقيادة مَلِكهم سنحاريب، فأهلكهم اللهُ بدعاء هذا النّبي؛ فلم يزداد اليهود إلا شرًّا وفسادًا، فقتـلوا نبيهم شعيا. ثم بعث اللهُ بعده النبي أرميا بن حلقيا عليه السلام وغيره من الأنبياء فاستمر اليهود في تكذيب أنبيائهم وقـتـلهم.
__________________
|
#30
|
||||
|
||||
(27) خَرَاب بيت المقدس سلّط اللهُ عزّ وجلّ على اليهود الملك الكلداني البابلي بختنصر (نبوخذ نصر) فهدم بيت المقدس وقتـل اليهود وشرّدهم، ومن ذلك الزّمان تفرّقت بنو إسرائيل في الأرض، وسكنوا في الحجاز ومصر وغيرها، وبعد موت بختنصر ضعف الكلدان، فعاد بنو إسرائيل إلى بيت المقدس وعمروه، ولكن بقوا ضعفاء بسبب تكذيبهم وقتـلهم لأنبيائهم، وانتشار المُنكر بينهم، فخضعوا وذلوا للفرس ثم للإغريق ثم للرومان.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|