#16
|
||||
|
||||
(15) قـائــد الـجــيـــش الـثــالـــث الـمــيـــدانـــــي هـــــو: الفريق/ عبد المنعم واصل؛ قائد الجيش الثالث الميداني في حرب أكتوبر73؛ ومساعد وزير الحربية الأسبق. وُلِد عبد المنعم واصل في يوم 17 مايو عام 1927. النشأة والتعليم والمهنية: بعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة، وبعد حصوله على البكالوريوس التحق بالكلية الحربية عام 1940؛ وقد حصل على العديد من الدورات في الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وأمريكا، ويُعدّ من الضباط المصريين القلائل الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين، و1956 وكان وقتها قائدًا لتشكيل مدرع ... تدرَّج في العمل بالقوات المسـلحة الذي استمر لأكثر من ربع قرن. حرب 1967: في حرب 1967، كان عبد المنعم واصل برتبة عميد وقائد اللواء 14 مدرع مساندًا للواء 11 مشاه في منطقة أم القطف وجبل لبنى بوسط سيناء، ورفض الاستسلام للهزيمة وأدار معركة من أقوي المعارك وكبَّد القوات الإسرائيلية خسائر بلغت 47 دبابة، 6 عربات مجنزرة اعترف بها موشي ديان وغيره من قادة إسرائيل؛ وواصل دوره في اعادة بناء القوات المسلحة لخوض معركة النصر. حرب أكتوبر 1973: عن ليلة الهجوم قال الفريق عبد المنعم واصل: في الليلة التي سَبَقت العبور كنا ننفذ مشروع الربيع وانقلب إلى حرب حقيقية، فجهَّزنا القوارب التي كنا نستخدمها ودفعناها إلى الساتر الترابي تحت إشراف مجموعة خدمة القائد المكلفة بإرشاد الوحدات للطرق والمحاور، وكنا في مركز القيادة وحوالي الساعة السابعة ليلاً اتصل بي المشير محمد عبد الغني الجمسي وطلب مني إرسال ضابط برتبة كبيرة لاستلام مظروف سري ومختوم بالختم الأحمر، ورجع الضابط حوالي الساعة الثامنة وكان في المظروف أن ساعة الصفر هي 1400؛ فقمت بإحضار رؤساء قيادة الجيش وقادة الفرقتين والفرقة الاحتياطي، وعندما حلَّت الساعة 1400 أمرنا الجنود بنفخ القوارب لأن ساعة الصفر كانت 1410، ففي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر قُلتُ للأبطال: "أبنائي الشجعان من محاربي الجيش الثالث الميداني، أمامكم القناة قناتكم وها أنتم تسمعون أمواجها، وهناك على الضفة الشرقية أرض سُلِبت والآن حان اليوم والوقت لاستعادتها وتطهيرها، أيها الرجال حانت ساعة الجهاد" ... ثم يقول عبد المنعم واصل: قام اللواء 130 مشاة أسطول بعبور القناة، وخصّص للفرقة 19 ضمن مهمتها مهاجمة نقطة لسان بور توفيق، وضربنا هذه النقطة بكل أنواع المدفعية التي نملكها وأحضرنا لهم سريتين من الدبابات وأدخلناهما علي لسان بور توفيق، وقام بالضربة البطل العقيد أنور خيري الذي كان يقوم بالضرب بنفسه ... وبمجرد أن عَبَرت قواتنا الجوية الضفة الشرقية لقناة السويس لم ينتظر عبد المنعم واصل عودتها وأمر رجاله بالعبور فكانت قُوّاته أول مَن رَفَعت العلم المصري عاليًا فوق سيناء ... أثناء عبور القوات الرئيسية لقناة السويس واجهت صعوبات كبيرة في إنشاء كباري الجيش الثالث الميداني فوقف عبد المنعم واصل بين رجال المهندسين العسكريين يحثُّهم على سرعة الانتهاء ثم أَمَر بعبور الفرقة 19 على كباري ومعدّات الفرقة السابعة، ولم يترك الضفة الغربية لقناة السويس حتي أُقِيمت جميع الكباري وعَبَرت جميع القوّات ... وفي السادس من أكتوبر 1973 قال أحد القادة الإسرائيليين: "إنَّ ما رأيته بعيني أصابني بالذهول، فالجنود المصريون يتدفقون على القناة ويشقُّون المانع المائي بمعدل مرتفع عند الطرف الجنوبي للقناة كالإعصار" ... خلال معارك أكتوبر 1973 تولى الفريق عبد المنعم واصل قيادة الجيش الثالث الميداني خلفًا للفريق سعد مأمون الذي أُصِيب بأزمة قلبية نتيجة للمجهود الشاق الذي قام به، وبرغم سعادة الفريق عبد المنعم واصل بتعيينه قائدًا للجيش الثالث لأنه كان قائدًا له خلال معارك الاستنزاف إلاَّ أنَّه حزن لمرض الفريق سعد مأمون ... كان للفريق عبد المنعم واصل دورًا كبيرًا في صد الثغرة التي حدثت في الدفرسوار خلال معارك أكتوبر 1973، وفي مقابلتي مع البطل محمد المصري صائد الدبابات قال: "خلال المعارك أصدر محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثاني الميداني أوامره بالتحرك من زملائي إلى منطقة الثغرة تحت قيادة عبد المنعم واصل؛ وبعد تجميع كتائب اللواء 128 مظلات تم اختياري مع اثنين من موجهي الصواريخ للتعامل مع 3 دبابات إسرائيلية مستترة خلف إحدى التبات وتقوم بالضرب في أي وقت وفي كل اتجاه، وتقدم الضارب الأول وإطلاق صاروخه علي الدبابة الأولى فتحولت إلى كومة من النيران، وأطلق الثاني صاروخه على الدبابة الثانية ففرَّت هاربة بعد اصابتها وبقيت الدبابة الثالثة من نصيبي حيث كانت مخندقة ولم يظهر منها سوى فتحة الماسورة فبقيت مرابطا لها علي مدار 36 ساعة، وبعد أن أعطيت الأمان لمَن بداخلها بدأ يظهر ثلث الماسورة، فعلى الفور سارعت بإطلاق صاروخي علي فوهة الماسورة فانفجرت الدبابة وصاح كل مَن كان بالموقع (الله أكبر) وبعد فترة قصيرة فوجئت بحضور عبد المنعم واصل إلى الموقع وهناني وأعطاني عشرة جنيهات قائلاً: "والله يا بطل ما في جيبي غيرها!" ... كانت تعليمات عبد المنعم واصل للضباط والجنود خلال معارك أكتوبر 1973 بعدم المساس بالأسرى الإسرائيليين مهما كانت الظروف ومعاملتهم إنسانيًّا لأن مصر تحترم القانون الدولي للحرب والقانون الإنساني واتفاقيات جنيف، كما أن الدِّين الإسلامي يحثُّنا على ذلك ... وبعد انتهاء المعارك تم تعيين عبد المنعم واصل مساعدًا لوزير الحربية في شهر ديسمبر عام 1973. تكريمات وأوسمة: في الثامن عشر من شهر فبراير 1973 تم تكريمه ضمن الأبطال المكرَّمين في الجلسة التاريخية لمجلس الشعب حيث منحه الرئيس السادات أرفع الأوسمة العسكرية، ومنحه الرئيس الليبي القذافي أرفع الأوسمة الليبية وهو وسام الشجاعة ... وخلال المشوار العسكري لعبد المنعم واصل حصل على مجموعة من الأوسمة والأنواط، ويُعدّ من القادة العسكريين القلائل الذين مُنِحوا وسام الجمهورية من الطبقة الأولى ... وفي السابع والعشرين من شهر مارس عام 1974 تم تعينه محافظًا لسوهاج، وفي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1976 تم تعينه محافظًا للشرقية وظلّ حتى شهر نوفمبر 1978. وفاته: في يوم الجمعة السابع عشر من شهر مايو عام 2002 انتقل الفريق عبد المنعم واصل إلى الدار الآخرة، وشُيّعت جنازته بعد ظهر يوم السبت من مسجد القوات المسـلحة (آل رشدان) في جنازة عسكرية مهيبة.
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
(16) قـائــد فـرقـــة الـمــشــــاة الـمــيـــكــــانـيــكــــيـــــــة هـــــو: المشير/ أحمد بدوي سيد أحمد؛ وزير الدفاع والقائد العام للقوّات المسلحـة المصرية الأسبق، وأحد قادة حرب أكتوبر 73. وُلِد في الإسكندرية، في 3 أبريل 1927. حياته المهنية: تخرَّج في الكلية الحربية عام 1948 "دفعة 48". اشترك في حرب فلسطين 48، وقاتـل في المجدل ورفح وغزة والعسلوج. عُيِّن بعد حرب 48 مُدرِّساً بالكلية الحربية. أصبح مساعدًا لكبير مُعلِّمي الكلية الحربية عام 1958. سافر في بعثة دراسية إلى الإتحاد السوفيتي لمدة ثلاث سنوات، حيث التحق بأكاديمية فرونز العسكرية العليا، وتخرّج بعدها حاملاً درجة "أركان حرب" عام 1961. بعد حرب 1967، صدر قرار بإحالته إلى المعاش، واعتُقِل لمدة عام على خلفية التخوف من دفعة شمس بدران وزير الحربية أثناء حرب 1967. تمّ الإفراج عنه في يونية 1968، والتحق خلال تلك الفترة بكلية التجارة، جامعة عين شمس، وحصل على درجة البكالوريوس، شعبة إدارة الأعمال، عام 1974. أصدر الرئيس السادات قرارًا، بعودته إلى صفوف القوات المسلحة في مايو 1971، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972، حيث حصل على درجة الزمالة عام 1972. تولَّى منصب قيادة فرقة مشاة ميكانيكية. رُقي إلى رتبة اللواء، وعُيِّن قائدًا للجيش الثالث الميداني، وسط ساحة القتـال في 13 ديسمبر 1973. كرَّمه السادات في مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية في 20 فبراير 1974. عُيِّن رئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة في 25 يونيو 1978. عُيِّن رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة في 4 أكتوبر 1978. صار أميناً عاماً مساعداً للشؤون العسكرية في جامعة الدول العربية. رُقي لرتبة الفريق في 26 مايو 1979. عُيِّن وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة، في 14 مايو 1980. أصدر السادات قراراً بترقية اسم الفريق أحمد بدوي إلى رتبة المشير بعد وفاته تكريمًا له. حرب أكتوبر73: استطاع مع فرقته عبور قناة السويس، إلى أرض سيناء في حرب أكتوبر 1973 من موقع جنوب السويس، ضمن فِرَق الجيش الثالث الميداني، وتمكَّن مِن صدّ هجوم إسرائيلي، والذي استهدف مدينة السويس. دوره في الثغرة: عندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة، على المحور الأوسط، اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضاً جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، في منطقة عيون موسى جنوب سيناء؛ ولما حاصرته القوّات الإسرائيلية، استطاع الصمود مع رجاله، شرق القناة، في مواجهة السويس. وفاته: في 2 مارس 1981، لقي الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، في منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية، بمطروح ... وهناك شكوك كبيرة حول وفاته هو وثلاث عشر قائدًا من كبار ضباط قيادة القوات المسلحة ... وقد شُيِّعت جنازة المشير أحمد بدوي، يوم الثلاثاء 3 مارس 1981، من مقر وزارة الدفاع المصرية، في جنازة عسكرية يتقدمها السادات. الأوسمة والأنواط: وسام نجمة الشرف العسكرية ... نوط التدريب.
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
(17) قــائـــــد مـجــمـــوعـــــة الأشــبــــــــاح هـــــو: العميد الشهيد/ إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعي؛ قائد المجموعة 39 قتـال صاعقة خاصة إبّان حرب أكتوبر73؛ واستُشهِد فيها يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973، بعد أن ضرب المثل في الفدائية والشجاعة في القتال. نشأته: وُلِد إبراهيم الرفاعي في قرية الخلالة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، وقد ورث عن جده والد والدته (الأميرالاي) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداءً للوطن، كما كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه. البداية: التحق إبراهيم الرفاعي بالكلية الحربية عام 1951 وتخرَّج 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة أبو عجيلة ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير ... تم تعيينه مدرساً بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد؛ ويمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل إبراهيم الرفاعي، إِذْ عُرف مكانه تمامًا في القتـال خلف خطوط العدو، وقد كان لدى البطل اقتناع تام بأنه لن يستطيع أن يتقدم ما لم يتعلم، فواصل السير على طريق اكتساب الخبرات وتنمية إمكاناته فالتحق بفرقة "بمدرسة المظلات"، ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات. الترقية الاستثنائية والقيادة: أتت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات البطل أضعافًا، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك، حتى أن التقارير التي أعقبت الحرب ذكرت أنه ضابط مقاتـل من الطراز الأول، جريء وشجاع ويُعتَمد عليه، يميل إلى التشبث برأيه، محارب ينتظره مستقبل باهر ... وخلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للإعمال البطولية التي قام بها في الميدان اليمني ... وبعد معارك 1967 وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة. أول العمليات المرعبة: كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند "الشيخ زويد" ثم نسف "مخازن الذخيرة" التي تركتها قواتنا عند انسحابها من معارك 1967، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شُكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة ... مع الوقت كبرت المجموعة التي يقودها الرفاعي وصار الانضمام إليها شرفًا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء، فصار اختيار اسم لهذه المجموعة أمر ضروري، وبالفعل أُطلِق على المجموعة اسم المجموعة 39 قتـال، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 وأختار إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وهو نفس الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 ... كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تُطلق في سيناء بعد نكسة 1967، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرُّعب والهَول والدَّمار على العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدّات، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيدًا كالعصفور توَّاقًا لعملية جديدة، يبثّ بها الرّعب في نفوس العدو؛ فقد نَسَف مع مجموعته قطاراً للجنود والضباط الإسرائيليين عند منطقة الشيخ زويد ... وبعدها صدر قرار من القيادة المصرية بنسف مخازن الذخيرة التي خلفتها القوات المصرية إبّان الانسحاب ... وكان نجاح هذه العملية ضربًا من الخيال بل كان نوعًا من المستحيل، ولكن الرفاعي ورجاله تمكّنوا من الوصول إليها وتفجيرها حتى إن النيران ظلّت مشتعلة في تلك المخازن ثلاثة أيام كاملة ... وفي مطلع عام 1968 نَشَرت إسرائيل مجموعة من صواريخ "أرض – أرض" لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية، وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع، إلاَّ أنّ وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها على طول خط المواجهة ... ولم يكن الفريق أول عبد المنعم رياض في هذه الأثناء يعرف طعم النوم أو الراحة أو التأجيل أو الاسترخاء في معركته التي بدأها من أجل إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، فأرسل على الفور إلى المقاتـل الثائر إبراهيم الرفاعي، وكان الطلب "إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية، عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن، لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا" ... انتهت كلمات رئيس الأركان، وتحوّل الرفاعي إلى جمرة من اللَّهب، فقد كان يعشق المخاطر ويهوى ركوب الأخطار، ولم تمضِ سوى أيام قلائل لم ينم خلالها إبراهيم الرفاعي ورجاله، فبالقدر الذي أحكموا به التخطيط أحكموا به التنفيذ، فلم يكن الرفاعي يسمح بمساحة للفشل ... فكان النجاح المذهل في العملية المدهشة، فعَبَر برجاله قناة السويس وبأسلوب الرفاعي السريع الصاعق أستطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بثلاثة صواريخ؛ وأحدثت هذه العملية دويًّا هائلاً في الأوساط المصرية والإسرائيلية على حدٍ سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ ... ووصف الجنرال الذهبي عبد المنعم رياض هذه العملية بقوله: "كانت من المهام الخطيرة في الحروب، ومن العمليات البارزة أيضًا التي ارتبطت باسم الرفاعي عندما عبر خلف خطوط العدو في جنح الليل، ونجح في أسر جندي إسرائيلي عاد به إلى غرب القناة" ... كان هذا الأسير هو الملازم داني شمعون، بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة ولكن الرفاعي أخذه من أحضان جيشه إلى قلب القاهرة دون خدش واحد ... وتتوالى عمليات الرفاعي الناجحة حتى أحدثت رأيا عاماً مصرياً مفاده: "أنّ في قدرة القوّات المصرية العبور وإحداث أضرار في الجيش الإسرائيلي"؛ بل إنها دبّت الرُّعب في نفوس الإسرائيليين حتى أطلقوا على الرفاعي ورجاله مجموعة الأشباح ... وصبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض طلب عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوي ومدوي حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6، الذي أُطلِقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض، وأباد كل مَن كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًّا، حتى أن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن في 9 مارس 1969، يُفيد أنّ جنودهم تم قتـلهم بوحشية؛ ولم يكتفِ الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري علي حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ 67، وبقي مرفوعاً قرابة الثلاثة أشهر. صَرَخَات العدو: تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة، لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودته دائمًا ما كانت المفاجأة، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو واستغاثات جنوده، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدَّم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلئ باستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء. أصوات السلام: مع حلول أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم مناديه بالسلام بينما يضع الرفاعي برامج جديدة للتدريب ويرسم خططًا للهجوم، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لاستعادة الأرض والكرامة هو القتـال، كان على يقين بأن المعركة قادمة وعليه إعداد رجاله في انتظار المعركة المرتقبة ... وقد صدق حدس الشهيد الرفاعي وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر، انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل وقبل الضربات الجوية الأولى ببضع ساعات دخل وفرقته لتدمير ما يُطلَق عليه مدافع أبو جاموس بعيون موسى ثم في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة. تتوالى العمليات: وتتوالى عمليات المجموعة الناجحة ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيلي بمنطقتي شرم الشيخ ورأس محمد وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة في الإغارة على مطار الطور وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالارتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصرية البواسل ... وفي الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة (الدفرسوار) لتدمير المعبر الذي أقامه العدو لعبور قوّاته، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في اتجاه طريق الإسماعيلية / القاهرة ... وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته، فَيَصِل إلى منطقة نفيشه في صباح اليوم التالي، ثم جسر المحسمة حيث قسّم قوّاته إلى ثلاث مجموعات، أحتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر المحسمة إلى قرية نفيشه لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة ... وما إن وصلت مدرعات العدو حتى انهالت عليها قذائف الــ (آر بي جي) لتُثنيه عن التقدم، ويرفض بطلنا إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات. الثغرة واستشهاد الرفاعي: يحكي أحد مَن عاصر تلك الوقعة "قصة الثغرة واستشهاد الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي" فيقول: "كُنَّا بعد كل عملية كأننا نُولَد من جديد فكُنّا ننزل في أجازة، ولكن بعد الثغرة عُدنا إلى مقرنا وتوقعنا أن نحصل على أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سَبَقنا، وفُوجئنا أن هناك سـلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السـلاح على السيارات ونعود مرة أخرى إلى الإسماعيلية، وفعلاً دخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعله الإسرائيليين بجنودنا من الذَّبـح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكان العائدون من الثغرة يسألوننا: "انتم رايحين فين؟!"، وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنتُ أجلس في آخر سيارة وكانت سيارة الذخيرة وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيز على أول سيارة وآخر سيارة، ورأى أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراء تبَّة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائق باللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق مدق وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرِّمال فحاولت توجيه السائق حتى لا ينزل إلى الرمال وهو يدور بالسيارة، ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقية السيارات وعُدنا للإسماعيلية، وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخرى فعُدنا وودّعنا بعضنا قبل الدخول لأننا تأكدنا بأننا داخلين على الموت، ودخلت السيارات تحت الشَّجر وترجَّلنا ومعنا أسلحتنا وقرَّرنا أن نفعل شيئًا ذا قيمة قبل أن نموت، وفُوجِئ اليهود بما ليس في بالهم وبدأنا في التدمير وهجنا هياج الموت وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخ وكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثون عن قائدنا حتى لاحظوا أن الرفاعي يُعلِّق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعة كاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزتُ من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفز الرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز، وظل يضرب في الإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تُحضَر لنا سيارة عن طريق اللاسلكي وكُنَّا نشك أن أي سائق سيحضر ولكنَّ سائق اسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعي فيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقُدتها ودارت السيارة ولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجّه لنا، فتعلَّقوا في السيارة وسحبتهم ورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاءً ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأى زملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أُصِيب، وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانت فرحتهم لا تُوصَف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا به لمستشفى الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا: "أدخِلوا أبوكم"، فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبل أن نخرج فقال: "أمامكم دقيقة واحدة"، فدخلنا إليه وقبَّلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحه ومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استُشِهد، وكان يوم جمعة يوم 23 رمضان وكان صائماً؛ فقد كان -رحمة الله عليه- يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر هو! أوسمة وشهادات: نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى 1960 – 1968 ... ميدالية الترقية الاستثنائية 1965 ... وسام النجمة العسكرية 1968- 1969 – 1969 ... نوط الواجب العسكري 1971 ... وسام نجمة الشرف 1971 ... وسام نجمة سيناء 1974 ... وسام الشجاعة الليبي 1974 (سُلِّم لأسرته) ... سيف الشرف يوليو 1979 (سُلِّم لأسرته).
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
(18) بـطـــل الاسـتــبـــســـــال حـتـــى آخـــر طـلــقــــــة هـــــو: الشهيد اللواء/ أحمد عبود الزمر؛ أحد أبطال معركة رأس العش، وقائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر عام 1973، إِذْ أُسْنِدت إليه القيادة العامة صباح يوم 17 أكتوبر مهمة تصفية ثغرة الدفرسوار وظل صامدًا في مركز قيادة الفرقة المتقدم ولم ينسحب حتى خَرّ شهيدًا في يوم 19 أكتوبر. نشأته: وُلِد في شهر أكتوبر 1928 بقرية ناهيا التابعة لمحافظه الجيزة؛ والتحق بالكلية الحربية عام 1947 ... وقد شارك في العدوان الثلاثي عام 1956. معركة رأس العش 1967: في الأول من يوليو 1967، في منطقة رأس العش حيث موقع الشهيد وفرقته المكونة من ثلاثين مقاتـلاً، بدأت معركة شرسة في محاولة من إحدى قوات العدو الإسرائيلي المدرعة إحكاماً للسيطرة على الضفة الشرقية للقناة من خلال القضاء على فرقة الشهيد ... على الفور أصدر أحمد عبود الزمر أوامره للرجال بالتصدي للمدرعات الإسرائيلية ومنعها مهما كان الثمن، وبعد ساعات ارتدّت القوات الإسرائيلية بعد أن تكبّدت خسائر هائلة من القتـال مع رجال الصاعقة المصرية ... لكن الإسرائيليين لم يستسلموا وقرّروا تدميره ليكون بمثابة إنذار أخير للقوات المصرية التي تحاول التصدي لقواته المدرعة، ومع النسمات الأولى لفجر الثاني من يوليو 1967 تقدمت المدرعات الإسرائيلية مدعمة بنيران المدفعية والطيران؛ إلاَّ أنّ رجال الفرقة المصرية بقيادة أحمد عبود الزمر تواثبوا في خفة بين قذائف المدفعية وهدير الدبابات ليحولوا المنطقة إلى كتلة مشتعلة من الحديد الملتهب، وتتعاظم خسائر العدو وتبوء كل محاولاته للسيطرة على الموقع بالفشل، فينسحب شرقاً بعد فشل مهمته في السيطرة على النقطة. حرب أكتوبر73: كانت مهمة فرقته "الفرقة 23 مشاة ميكانيكي" بمنطقة ثغرة الاختراق بالدفرسوار، هي العمل كاحتياطي تعبوي للجيش الثاني الميداني ... وفي النصف الثاني من شهر أكتوبر، دارت معارك رهيبة قاسية لم تشهد سيناء مثيلاً لها، حيث هاجم اللواء 14 مدرع الإسرائيلي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل قواتنا غرب القناة، فصدرت الأوامر لأحمد الزمر بتنفيذ مجموعة من الضربات والهجمات المضادة ضد قوات العدو في ثغرة الاختراق بالدفرسوار ... ومع أول ضوء لفجر اليوم التالي، يتسابق الجميع قادة وضباط وجنود لتدمير الدبابات الإسرائيلية، ومع تطور القتـال واشتعاله تدفع القوات الإسرائيلية بالمزيد من قواتها داخل الثغرة، فيصبح إجمالي قوّاته: ثلاثة ألوية مدرعة، لواء مشاة ميكانيكي، بالإضافة إلى لواء مظلات، وعلى الرغم من التفوق الصارخ لقوات العدو مقارنة بالقوات المصرية، إلاَّ أنَّ رجال مصر الأبطال نجحوا في إيقاف تقدم العدو ومحاصرته تمامًا ... ولمدة تزيد على 36 ساعة متصلة، استمر الموقع والقوة المصرية الحامية له بقيادة أحمد عبود الزمر صامدة، رغم الحصار ونيران الطيران والمدفعية والهجمات المستمرة من دبابات العدو ... لكن هذا الصمود لم يخدع قائد محنك مثل أحمد عبود الزمر فالفرقة التي يقودها لن تتحمل أكثر، ولأنّ مصلحة الوطن أغلى من أي اعتبار فقد أراد البطل المناورة بقوّاته لوضعها في موقف أفضل، فأمر بتكوين مجموعات سيطرة تنسحب لموقع خلفي وتركز الدفاعات عليه بدلاً مما ستتعرَّض له تلك القوات مع الهجوم الكبير المتوقع من قوّات العدو الإسرائيلي ... وهكذا أشرف العميد أركان حرب أحمد عبود الزمر بنفسه على خروج مجموعات الجنود أثناء الليل شارحًا لقادتها أسلوب السير وكيفية تركيز الدفاعات في الموقع الجديد ... وظلّ أحمد عبود الزمر مع مَن تبقّى مِن قوّاته للعمل كموقع تعطيلي لإيقاف العدو حتى تُستكمل الدفاعات في الموقع الخلفي الجديد، ضاربًا أروع الأمثلة في المساواة بين القائد ورجاله، رابطًا مصيره بمصير جنوده، موجهًا كل جهده لإنجاح المعركة، رافضًا أن يعيش هو ويموت أحد رجاله الذين أبقاهم في الموقع التعطيلي ... لقد فضَّل الموت على الارتداد، فظلّ يقاتـل بسلاحه الشخصي ويواجه نيران العدو مع رجاله الشجعان أكثر من أربع ساعات في معركة غير متكافئة، حتى نجحت سرية دبابات معادية في الوصول إلى مركز القيادة، وتنطلق القذائف ليُصاب أحمد الزمر وبعض من رجاله فيلقى مصرعـه يوم 19 أكتوبر 1973 ... وبعد وقف إطلاق النار وفضّ الاشتباك بين القوّات عُثِر على جثمانٍ في خندق وقد ماتـت يداه على السلاح فاستحقّ أن تصفه الصحافة بأنه بطل الاستبسال حتى آخر طلقة، وتم دفن الجثمان بمدفن العائلة بشارع الطحاوية وسط جنازة عسكرية. الأوسمة العسكرية: حصل بعد استشهاده على وسام نجمة الشرف عام 1974. تم ترقيته الي رتبة اللواء. في احتفالية الدولة بمرور 25 عامًا على نصر أكتوبر كرّم الرئيس مبارك نخبة من القادة والضباط والجنود وأسماء الشهداء الذين أدوا دورًا بارزا في تحقيق نصر أكتوبر ومنهم اسم الشهيد أحمد الزمر، وقام رئيس الجمهورية بتسليم ميدالية مقاتـلي أكتوبر للسيدة حرم الشهيد. تكريمه: إطلاق اسمه على دفعة تخرُّج من الكلية الحربية. إطلاق اسمه على قاعة الاجتماعات بالمنطقة العسكرية المركزية. إطلاق اسمه على أحد أكبر الشوارع بمدينة نصر بالقاهرة وهو شارع (أحمد الزمر) أو ما يُعرَف بــ "محور الشهيد".
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
(19) قـائــد قـــوّات الـخــطــــة شـامــــل هـــــو: المحافظ الأسبق/ سعد مأمون؛ قائد عسكري مصري، شارك في حرب أكتوبر 1973 وتسلَّم قيادة القوات العربية في حرب اليمن في عام 1966 وقائد الجيش الثاني الميداني في حرب أكتوبر 1973 وهو قائد قوات الخطة "شامل" التي حاصرت الإسرائيليين في الدفرسوار وعمل محافظاً لمطروح والمنوفية والقاهرة من عام 1975 حتى عام 1983، وعُيِّن وزيرًا للحُكم المحلى في مارس 1983. حياته المهنية: التحق للدراسة بالكلية الحربية، وتخرَّج فيها برتبة ملازم ثانٍ، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية، وتخرَّج في الدورة الرابعة لكلية الحرب العُليا ... عمل عقب تخرُّجه من الكلية الحربية في القوات المسلحة، وتدرَّج في رُتبها، ثم شغل وظيفة رئيس أركان، ثم قائد لواء مدرع، فرئيس أركان هيئة التدريب، ورئيس فرع التدريب بهيئة عمليات القوات المسلحة، ثم قائد فرقة مدرعة، وعُيِّن في وظيفة رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم شغل منصب مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ثم صدر قرار بتعينه قائدًا للجيش الثاني، ثم شغل منصب مساعد وزير الدفاع ... اشترك سعد مأمون في عدة حروب، منها: حرب اليمن ... وحرب أكتوبر 1973 التي كان له فيها دور بارز. الأوسمة والأنواط: حصل سعد مأمون على 22 وسامًا منها: نجمة سيناء. ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الأولى. نوط التدريب من الطبقة الأولى. وسام مأرب من اليمن. ميدالية الاستحقاق من الجيش الشعبي الوطني من ألمانيا. نوط الخدمة الممتازة. وسام نجمة الشرف. نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى. وفاته: توفي سعد مأمون في 28 أكتوبر 2000.
__________________
|
#21
|
||||
|
||||
(20) قـائــد الـفــرقـــة الـثــانـــيـــــة مـشــــــــــاة هـــــو: الفريق/ حسن علي أبو سعدة؛ كانت الفرقة الثانية مشاه تحت قيادته وهي أول فرقة أتمَّت عبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1973، وخلال الحرب قامت الفرقة بعمليات عسكرية عديدة انتصرت فيها جميعًا وكان أهمها: معركة الفردان التي ساهمت في تدمير اللواء 190 المدرع الإسرائيلي وأسر قائده العقيد عساف ياجوري. وُلِد بمحافظة البحيرة في 13 أكتوبر 1930. دراسته: حصل على بكالوريوس علوم عسكرية 1949 من الكلية الحربية المصرية الدفعة 24، ماجستير علوم عسكرية 1966، في عام 1976، كما حصل على درجة الإستراتيجية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا. التدرُّج الوظيفي: عمل بجميع الوظائف القيادية العسكرية بالقوات المسلحة المصرية من قائد فصيلة حتى قائد لواء. تولى قيادة الفرقة الثانية مشاة من عام 1971، إلى عام 1973. رُقِّي إلى رتبة اللواء الاستثنائية عام 1973. رئيس أركان الجيش الثالث. رئيس أركان الجيش الثالث. قائد المنطقة الغربية العسكرية وحاكمًا عسكريًّا للصحراء الغربية. نائب لرئيس عمليات القوات المسلحة. رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في عام 1978. نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة. وواصل الترقية حتى وصل إلى رتبة الفريق وعُيِّن سفيراً لجمهورية مصر العربية في المملكة المتحدة لندن في 2 نوفمبر 1982، حتى 1984، ثم تولى الأمين العام المساعد مفاوضًا على جامعة الدول العربية بالقاهرة من عام 1984 إلى عام 1995. الأوسمة والأنواط: حصل على 24 وسامًا ونوطًا عسكريًّا خلال الخدمة. حصل على وسام نجمة الشرف 1973. وسام الملك عبد العزيز آل سعود من الطبقة الأولى 1974. وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1974. وسام التحرير. نوط الخدمة الممتازة. وفاته: توفي أبو سعدة في السابع من شهر مارس عام 2012، وشارك في تشييع الجثمان عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورؤساء أركان حرب القوات المسلحة السابقين.
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
(21) قـائــد الـفــرقـــة الـرابــعــــة الـمــدرعـــــة هـــــو: اللواء/ محمد عبد العزيز قابيل؛ قائد الفرقة الرابعة المدرعة أثناء حرب أكتوبر73، و ترقّى إلى رتبة اللواء، وعُيِّن قائدًا للمنطقة الغربية العسكرية ثم الملحق الحربي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنهى حياته العسكرية عام 1984، وكان قد حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية "أعلي وسام عسكري"، وشغل منصب عميد الملحقين العسكريين في العالم ... اللواء عبد العزيز قابيل هو أيضًا لاعب كرة القدم في نادي الزمالك في الخمسينيات، وقد شغل مناصب: مدير عام نادي الزمالك، ووكيلاً للنادي في الثمانينيات، وعُيِّن عضوًا بمجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، ثم نائبًا لرئيس اتحاد الكرة عام 2000. وُلِد محمد عبد العزيز قابيل في 14 مارس 1927 بقرية العزيزية بمحافظة الشرقية، والتحق بمدرسة الزقازيق الثانوية وشارك مع فريقها في دوري المدارس الثانوية لكرة القدم إلى أن انتقلت أسرته إلى القاهرة. حياته العسكرية: بعد حصوله على التوجيهية "الثانوية العامة" من مدرسة حلوان الثانوية كان يلعب كرة القدم بالنادي الأهلي ثم طلبه محمد حيدر باشا وزير الدفاع ورئيس نادي فاروق "الزمالك" عام 1948 وطلب منه تحويل أوراقه إلى الكلية الحربية الملكية والتوقيع لنادي الزمالك فوافق على الفور ... تخرَّج عبد العزيز قابيل من الكلية الحربية في 11 فبراير 1950، وانضم إلى سلاح الفرسان "المدرعات". تاريخه الرياضي: اللواء قابيل له تاريخ حافل في المجال الرياضي والعسكري فقد لعب في الفريق الأول لنادى الزمالك عام 1948 وزامل جيل من العمالقة والذي ضم وقتها: حنفي بسطان ونور الدالي ويحيى إمام وعبد الكريم صقر ومن بعدهم عصام بهيج وعلاء الحامولي،وانضم في عام 1952 لصفوف منتخب مصر؛ وظل يمثل مصر أوليمبيا ودوليًّا في لعبة كرة القدم حتى عام 1954 حيث لعب للمنتخب القومي والعسكري من عام 1951 حتى عام 1954، وكان أحد نجوم الفريق القومي الذين مثَّلوا مصر في دورة الألعاب الأوليمبية بهلسنكي عام 1952 وكان برتبة اليوزباشي "نقيب" حاليًا. اعتزاله الرياضة وتفرّغه للحياة العسكرية: في عام 1954 قرّر اللواء قابيل التفرغ لعمله العسكري وأعلن اعتزاله لكرة القدم في عام 1954 وانتقل إلى وحدة مدرعة ليبدأ بها المشوار العسكري الجدي ... في العدوان الثلاثي عام 1956 كان يقود أورطة مدرعة في آلاي مدرع من المجموعة الأولي المدرعة بقيادة القائم مقام طلعت حسن علي الشقيق الأكبر لكمال حسن علي رئيس الوزراء فيما بعد، وفي عام 1958 وبعد تخرّجه من الكلية الحربية بثمانية أعوام حصل على ماجستير العلوم العسكرية؛ وفي عام 1961 تخرّج من كلية القادة والأركان المصرية، ويعتبر هذا إنجازًا كبيرًا جدًّا لشخص رياضي وكان إيذانًا بموهبة عسكرية مخلصة وفذّة ... في حرب 1967 كان يقود كتيبة دبابات في اللواء الثالث المدرع من الفرقة الرابعة المدرعة، وفي عام 1969 قاد اللواء 22 مدرع وأنهى تدريبه وأصبح جاهزًا للاشتراك في أي حربٍ متى تحدّد موعدها ... تدرَّج في المناصب حتى وصل إلى قائد الفرقة الرابعة المدرعة في حرب أكتوبر عام 1973 وأشاد به الرئيس الراحل أنور السادات في كتاب "البحث عن الذات" خاصة وأن قابيل كان له دور مميز ورائع في أحداث الثغرة. حرب أكتوبر 1973: مع الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة تولى اللواء قابيل مسئولية قيادة الفرقة الرابعة المدرعة عام 1971، وظل قائدًا لها حتى عام1975، وهذه الفرقة منذ إنشائها تعتبر دُرَّة القوات المسلحة المصرية تدريبًا وانضباطًا وأعلى قمة في الروح المعنوية، حتى أن السادات قد زار الفرقة الرابعة عام 1971 ليعطي تقريرًا للقوات المسلحة المصرية من خلال الفرقة الرابعة، وأيضًا عام 1972 زار المشير أحمد إسماعيل الفرقة الرابعة المدرعة ليقدم نفسه قائدًا عامًا لها من خلال الفرقة. دور الفرقة الرابعة المدرعة في حرب أكتوبر 1973: كان للفرقة الرابعة المدرعة دور حيوي ورئيسي في حرب أكتوبر، فقد قامت الفرقة بتأمين عبور فرق المشاة بواسطة مدفعياتها ودباباتها ووسائل دفاعها الجوي والتأمين الإداري والفني، كذلك قامت بتأمين النطاق الخلفي للجيش الثالث الميداني، علاوة على إرسال قوات إلى مدينة السويس لتدمير النُّقَط القوية التي لم تكن قد استسلمت بعد ... ظلّت هذه القوّات بمدينة السويس وقاتلت قوات العدو الإسرائيلي الذي حاول دخول المدينة يوم 24 أكتوبر 1973؛ وفي يوم 14 أكتوبر دفع اللواء الثالث المدرع من الفرقة إلى شرق القناة ووصل إلى ممر متلا في أبعد نقطة وصل إليها جندي مصري. دور الفرقة الرابعة المدرعة وثغرة الدفرسوار: لا يمكن لأي مؤرخ عسكري أو سياسي أن يتعرّض لتحليل حرب أكتوبر دون أن يتوقف طويلاً أمام أعمال الفرقة الرابعة المدرعة التي أنجزت أعمالها القتالية دون سابق تجهيز وتحركت وحدها في مواجهة ثلاث فرق مدرعة إسرائيلية كان هدفها إحداث فوضي غرب القناة لتؤثر على نجاح القوات المصرية التي عبرت قناة السويس. تكليف الرئيس السادات للفرقة الرابعة المدرعة: قام القائد الأعلى للقوات المسلحة "السادات" بتكليف الفرقة الرابعة مهمة مواجهة القوات الإسرائيلية غرب القناة، وكتب في كتابه "البحث عن الذات صفحة 349: "فأعطيتُ الأمر -الذي أعتبره أهم من قرار 6 أكتوبر- بأن لا ينسحب جندي واحد ولا بندقية واحدة من شرق القناة، وأن علينا أن نتعامل مع الغرب حسب الأوضاع الموجودة، ثم بدأت أتصل بنفسي مع الفرقة المدرعة في الغرب "الفرقة الرابعة" وكان يقودها ضابط اسمه "قابيل" وهو بطل من أبطال أكتوبر، ومع نجاح الفرقة في أعمالها القتالية غرب القناة، قال السادات أيضًا في كتابه السابق الذكر: "ولن أنسى هنا موقف الضابط قابيل لأنه وقف يناور بفرقة مدرعة واحدة في مسافة بين السويس والإسماعيلية تحتاج لثلاث فِرَق من الشمال إلى الجنوب حتي يثبت الإسرائيليين في الجيب" ... وكان السادات قد قام بدعم الفرقة الرابعة بعناصر من قوات الحرس الجمهوري وكذلك باللواء التاسع المدرع الجزائري فأصبحت الجبهة قوية متزنة ومستعدة. التأهيل العسكري بعد الحرب: استمرارًا للتأهيل العسكري للواء عبد العزيز قابيل بعد حرب أكتوبر، التحق قابيل بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1976، وتخرّج منها ليتسلم مهمة قيادة المنطقة الغربية العسكرية من عام 1977 إلى عام 1980 ... وفي عام 1976 تولى اللواء قابيل منصب قائد المنطقة الغربية العسكرية ... اختاره السادات ليتولى منصب الملحق العسكري لمصر في واشنطن خلفًا للواء محمد عبد الحليم أبو غزالة، وذلك من عام 1980 إلى عام 1983 ... شغل منصب عميد الملحقين العسكريين في العالم في عامي 1982 و 1983، وقد نال من الرئيس الأمريكي ريجان وسام الجدارة الأمريكي تقديرًا لعمله في هذه الفترة ... بعد عودته إلى مصر من الولايات المتحدة الأمريكية كُلِّف بتأسيس ورئاسة مركز الدراسات الإستراتيجية العسكرية بمدينة نصر وأنهى خدمته العسكرية بهذا التكليف في يوليو من عام 1984.
__________________
|
#23
|
||||
|
||||
(22) قـائــد ســـلاح الـصــاعـــقــــــة هـــــو: اللواء/ نبيل شكري؛ قائد سلاح الصاعقة خلال فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وُلِد بالقاهرة في يوم 24 أكتوبر 1930. التحق بصفوف الكلية الحربية في 1948 وتخرَّج منها في 1950 ثم التحق بالكتيبة السادسة مشاة ثم التحق بسلاح المظلات ثم قوات الصاعقة. كان قائداً لقوات الصاعقة المصرية التي أُلحِق بها بعض المهندسين العسكريين لبناء قواعد الصواريخ بغرض صد الغارات الإسرائيلية على مصر، وكانت ضمن استعدادات الجيش المصري لحرب أكتوبر73، وكان مدير مكتبه فاروق عبد الحميد الفقي الجاسوس الذي كان ينقل أخبار التجهيزات المصرية أولاً بأول حتى أنه كان يتم ضرب تلك المنصات بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية مباشرة، وكان ذلك الجاسوس خطيب الجاسوسة المعروفة هبة سليم ... وعندما علم اللواء نبيل شكري بخيانة مدير مكتبه تقدم باستقالته من منصبه ولكن الرئيس السادات رفض الاستقالة فطلب اللواء نبيل شكري أن يكون ضمن الفريق المنفذ لحكم الإعدام على ذلك الجاسوس ... عُيِّن بقرار من السادات مديراً للكلية الحربية بعد عملية مطار لارنكا الدولي بقبرص لأن اللواء شكري كان معارضاً لتلك العملية بدون اخطار السلطات القبرصية لأن هذا سيكون اعتداءً عسكرياً له عواقب وخيمة، ولكن نفذ أوامر السادات، وكان هو قائد المجموعة التي أرسلها السادات إلى قبرص لإلقاء القبض على قتـلـة يوسف السباعي والمعروفة باسم الغارة المصرية على مطار لارنكا الدولي عام 1978.
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
(23) قـائــد الـفــرقــــة 18 مـشـــــــاة وُلِد بمحافظة المنيا عام 1927. وبعد حصوله على الثانوية العامة قام بتجهيز أوراقه للالتحاق بكلية الطب التي يعشقها، ولكنه مرّ أمام الكلية الحربية فوجد أن باب القبول ما زال مفتوحًا فتقدّم بأوراقه والتحق بها! حياته العسكرية: فور تخرّجه تم إرساله للمشاركة في حرب فلسطين التي جرت عام 1948 حيث شارك في المعارك التي جَرَت حول مدينة رفح، وشارك أيضًا في حرب 1956، وفي حرب 1967 حيث كان رئيسًا لعمليات الفرقة الثانية مشاة. في حرب أكتوبر73: وفي حرب أكتوبر 1973 كان قائدًا للفرقة 18 مشاة التي كُلِّفت باقتحام قناة السويس في منطقة القنطرة وتدمير القوات الإسرائيلية وأسلحتها في النقاط الحصينة وعلى الأجناب وتحرير مدينة القنطرة شرق والاستيلاء على كوبري بعمق 9 كيلو متر في بداية المعارك في أكتوبر1973 ... وفي الندوة الاستراتيجية لحرب أكتوبر والتي نظمت على مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر قال الفريق فؤاد عزيز غالي: منذ الضربة الجوية الأولى والتمهيد النيراني للمدفعية تم انزال قوارب قوات المرحلة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة ثم بدأ اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية في القطاع من شمال جزيرة البلاح حتى الكاب واقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بور سعيد، وبعد 10 دقائق من العبور تم الاستيلاء على أول نقطة حصينة علي مستوى الجبهة وهي القنطرة واحد، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 – بلدية القنطرة – محاصرة حتى يوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها قبل آخر ضوء يوم السابع من أكتوبر، وبنهاية اليوم الأول للقتـال تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة وإحكام الحصار حول مدينة القنطرة والاستيلاء على رأس كوبري بعمق حتى 6 كيلو مترًا وصدّ اختراق القوات الإسرائيلية؛ وفي السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية وتوسيع رأس كوبري الفرقة بعمق 9 كيلو مترًا وتدمير القوات الإسرائيلية في النقطة الحصينة القنطرة 3 وتحرير مدينة القنطرة شرق ... ظل الفريق فؤاد عزيز غالي محافظًا على انتصاراته طوال فترة الحرب كما قام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بور سعيد في مواجهة الهجمات المضادة الإسرائيلية، وفي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 عُيِّن قائدًا للجيش الثاني الميداني. بعد حرب73: بعد خروجه من القوات المسلحة تولى الفريق فؤاد عزيز غالي منصب محافظ جنوب سيناء، وفي عام 1983 تقاعد غالي في الإسكندرية، لكنه استمر في المشاركة في محاضرات وندوات حول القضايا العسكرية. وفاته: رحل الفريق فؤاد عزيز غالي في عام 2000، عاش خلالها حياة حافلة.
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
(24) صـاحـــب مـعــركـــة الـفــاتــــــح هـــــو: اللواء أركان حرب/ محمد الفاتح كريم مهنى؛ صاحب بطولات معركة "الفاتح" الشهيرة في منطقة جبل المر، حيث قاد معركة شرسة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما كان قائدًا للواء الثاني مشاة ميكانيكي بالفرقة 19 للجيش الثالث الميداني، وجدير بالذكر أن "جبل المر" أُطلِق عليه بعد ذلك "جبل الفاتح" تقديرًا لجهود اللواء الراحل محمد الفاتح؛ وقد حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية. وُلِد في صعيد مصر. يُعتبر أحد أبطال حرب أكتوبر73 والتي من خلالها قاد معارك شرسة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما كان قائدًا للواء الثاني مشاة ميكانيكي بالفرقة 19 للجيش الثالث الميداني مثل معركة جبل المر، والتي أصبحت أسطورة احتلال المصريين لجبل المر في سيناء خلال عمليات حرب أكتوبر المجيدة73، والتي ظهرت فيها مدى اصرار المقاتـل المصري على التضحية والفداء من أجل وطنه، وجبل المر الذي أُطلِق عليه البعض لقب "الشيطان" كان القلعة الحصينة التي تتمركز فيها قوات العدو لتصب من نيرانها على مدينة السويس خلال حرب67 وحرب الاستنزاف، ويبلغ طول الجبل 8.5 كيلو مترًا وارتفاعه 117 مترًا وتحيط به الكُثبان الرملية مما يجعل صعود المركبات إليه أمرًا شبه مستحيل؛ ورغم ذلك فقد نجحت مجموعة من 26 فردًا فقط من احتلاله في مدة زمنية قياسية لم تتجاوز 4 ساعات فقط من صدور الأوامر إليها، وكان ذلك في صباح يوم 9 أكتوبر73. وفاته: توفي اللواء محمد الفاتح كريم يوم 28/ 3/ 2013م.
__________________
|
#26
|
||||
|
||||
(25) قـائــد ســـلاح الـمــدرعـــــات هـــــو: الفريق/ كمال حسن علي؛ وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في الفترة (1978 - 14 مايو 1980)، ورئيس المخابرات العامة المصرية في الفترة (1975 - 1978)، ورئيس مجلس الوزراء في الفترة (5 يونيو 1984 - 4 سبتمبر 1985)، وقائد سلاح المدرعات خلال حرب أكتوبر73. وُلِد في حي عابدين بالقاهرة يوم 18 سبتمبر 1921؛ وكان أبوه من عائله عريقة في أسيوط، وكان قائد عمليات القوات المسلحة المصرية في حرب اليمن. حياته المهنية: تولى منصب مدير سلاح المدرعات ثم قائدًا عامًا للقوات المسلحة عام 1973م، وكان قائدًا للفرقة 21 العسكرية المسئولة عن امداد الجيش المصري بالدبابات خلال حرب 1973، فرئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية عام 1975م، فوزيرًا للدفاع عام 1978م، وتولى رئاسة مجلس الوزراء كما تولى منصب وزير الخارجية، وأثناء عمله الأخير تولى مسؤولية المفاوضات العسكرية مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد وأكمل جانبها السياسي ... اشترك في حروب مصر ضد إسرائيل من 1948م وحتى 1973م... وقد قام بتدوين مذكراته في كتاب باسم "مشاوير العمر" وركّز فيه على حرب 1948، ثم مشواره في الخارجية ومشوار المخابرات ومشوار رئاسة الوزراء. وفاته: توفي الفريقكمال حسن في 25 مارس عام 1993.
__________________
|
#27
|
||||
|
||||
(26) قـائــد مـدفــعـــيـــــة الـجــيــــش الـثــالـــــث الـمــيـــدانـــــــي هـــــو: اللواء/ منير شاش؛ من كبار قادة سلاح المدفعية، وقائد مدفعية الجيش الثالث الميداني حرب أكتوبر 1973، ومحافظ شمال سيناء الأسبق. وُلِد بقرية بني هلال مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1931. النشأة: بعد نجاحه في الثانوية 1948 بعد حرب فلسطين التحق بالجيش في 11 فبراير 1950، وعُيِّن في سلاح المدفعية في العريش ثم انضم للضباط الأحرار ... ثم دخل الكلية الحربية مُدرِّساً من 1954 حتى 1956 وأثناء العدوان الثلاثي انتقلت الكلية إلى أسيوط لتجنب الغارات الإسرائيلية، ثم اجتاز اختبار لبعثة إلى تشيكوسلوفاكيا، ثم تحول إلى الاتحاد السوفيتي وكانت أول بعثة 25 نوفمبر 1958، بعد أن أعلن عبد الناصر صفقة سلاح مع الاتحاد السوفيتي، وبذلك أتاح لهم دراسة العقيدة القتـالية حتى أعلى مستوى (معركة الأسلحة المشتركة) بينما المدرسة الغربية كانت لا تسمح للمصريين بدراسة أعلى من عقيدة القتـال أعلى من مستوى كتيبة بنزا ثم كلية ستالين في موسكو ... ثم عاد عام 1961، وعُيِّن مدرساً في مدرسة المدفعية، ثم جاءت حرب 67 كُلِّفت بتشكيل لواء مدفعية اللواء 51 تابع لفرقة مدرعة، ثم عُيِّن رئيس أركان مدفعية الجيش الثاني في آخر 67 ... القوّات المصرية كانت تتكبّد خسائر باهظة الكتيبة كانت فيها 2-3 مدفعية بدلاً من 12، وظل الحال هكذا 8 سبتمبر 1968، وكان قائد الجيش الثاني في مهمة بالقاهرة، ونفذ ضرب متواصل لمدة 3 ساعات متواصلة بأخذ المبادرة وكانت بداية حرب الاستنزاف، ومازال يحتفل بهذا التاريخ كــ "يوم المدفعية" ... ثم عُيِّن قائدًا للفرقة 16 في القنطرة، ورأى القادة أنه مارس ما تعلّمه فنُقِل إلى قائد مدرسة المدفعية سنة 1970، ثم اختير ضمن مجموعة للذهاب إلى كلية الحرب العليا، والتي كانت تضم: أبو غزالة ويوسف صبري أبو طالب وأحمدشوقي المتيني، ومن المشاة والمدرعات أحمد بدوي ويوسف عفيفي وحسن أبو سعدة؛ وكانوا كلهم قادة حرب 73 ... وأصبح منير شاش رئيسًا لأركان الجيش الثالث الميداني في آخر عام 1972 ... وبعد الحرب أصبح مديرًا لمدفعية القوات المسلحة، وبعد اغتيـال السادات أصبح محافظًا لشمال سيناء في عام 1982. محافظاً لشمال سيناء: يَذكر بدو سيناء بالإعزاز والتقدير اللواء منير شاش، الذي عمل محافظاً لشمال سيناء عشرة سنوات، استجاب فيها لمعظم مطالبهم، وأهم من ذلك حاول فهمهم واحترام تقاليدهم، وإشراكهم في إدارة شئونهم؛ لذلك لم تقع حادثة تفجير أو إرهاب واحدة طوال تلك السنوات العشر. رأيه في المقاومة الفلسطينية: إنّ الأهم في العمليات الفدائية ضرورة أن تطور المقاومة من نفسها ميدانياً، وألاَّ تركز على إطلاق الصواريخ واستنفاذها خارج القطاع وبشكل غير منظم، وأنّ الأولوية لتركيز الجهود في عمليات شلّ حركة الدبابات وتحويل القطاع كله إلى فخاخ وألغام، مع تدريب المدنيين وتوجيههم عن أماكنها، وأسلوب التعامل معها، وعمل منصات وهمية للصواريخ كأهداف مضللة للإسرائيليين وبناء الحواجز داخل المدن وإلقاء المواد الزيتية التي تعوق طوابير الدبابات والمدرعات. من أقواله: "يوسف والي وعاطف عبيد هما المسئولان عن فشل التنمية الزراعية في سيناء". - "تصدير الغاز لإسرائيل لم يكن مدرجاً في وثيقة عام 1994". - "أُطالِب الدولة بالاعتراف بالملكية العرفية لأبناء سيناء على أراضيهم المزروعة". - "الشرطة لازم «تتلمّ» في سيناء، وأبلغت وزير الداخلية بتجاوزاتهم!" - "لا شك أن الإسرائيليين نادمون على الخروج من سيناء، حتى لو كان المقابل السلام مع مصر، وكل الاحتمالات الآن مطروحة على الساحة، لكن يجب عدم التّهوين أو التّهويل بشأنها، والاستعداد للتصدّي لها، وردعها بجميع الوسائل المتاحة، والحل الأمثل لإجهاض أحلام إسرائيل هو تنمية سيناء وزرعها بالبشر والشجر، وإحياء المشروع القومي لمنعهم من مجرد الحلم والتفكير في العودة مرة أخرى للعودة إليها". - "مصر تفرض سيادتها على كامل أراضيها في سيناء، وبها قوات عسكرية ثابتة ومتحركة، لم تشهدها طوال عمرها، ومدعومة بفرقة مشاه، ولديها 750 فردًا من القوّات الخاصة على الحدود بالمنطقة (ج)، ويوفّر كوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي سرعة الدعم العسكري في حالة شنّ هجوم إسرائيلي على مصر، فالقوّات المسلحة في حالة يقظة وتدريب مستمرين، رغم توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل". وفاته: توفي اللواء منير شاش في يوم 11 يوليو عام 2011.
__________________
|
#28
|
||||
|
||||
(27) رئـيــس أركــان الـقــــوات الـجــويـــــة هـــــو: الرئيس الأسبق/ محمد حسني السيد مبارك. وُلِد بكفر مصيلحة مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية في يوم 4 مايو عام 1928. الحياة المهنية: التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية في فبراير 1949، ثم تقدَّم للالتحاق بالكلية الجوية وتخرَّج منها عام 1950، ترقَّى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973؛ وفي عام 1975 اختاره السادات نائباً لرئيس الجمهورية، وعقب اغتيال السادات عام 1981 تم انتخابه كرئيس للجمهورية بعد استفتاء شعبي، وتُعتبر فترة حكمه (حتى تنحِّيه عام 2011) رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية. النشأة والتعليم: أنهى مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير1949، وتخرَّج برتبة ملازم ثانٍ، والتحق ضابطًا بسلاح المشاة باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خرِّيجي الكلية الحربية، فتقدَّم مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرَّج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950، وفي عام 1964 تلقَّى دراسات عُليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي: الوظائف: تدرَّج في الوظائف العسكرية فور تخرُّجه، حيث عُيِّن بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نُقِل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتـلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نُقِل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسًا بها، فمساعدًا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959... تم أسره برفقة ضباط مصريين بعد نزولهم اضطراريًّا في المغرب على متن مروحية خلال حرب الرمال التي نَشَبت بين المغرب والجزائر... وسافر في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي، منها بعثة للتدريب على القاذفة إليوشن 28، وبعثة للتدريب على القاذفة تي.يو 16، وفي عام 1965 أصبح مبارك، قائداً للواء قاذفات قنابل، وقائداً لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيو 1966، وفي يوم 5 يونيو 1967، كان مبارك قائدًا لقاعدة بني سويف الجوية ... عُيِّن مديراً للكلية الجوية في نوفمبر 1967، وشهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف، ورُقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972، وفي العام نفسه عُيِّن نائباً لوزير الحربية ... وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر1973، ورُقِّي مبارك إلى رتبة فريق طيارفي فبراير 1974؛ وفي 15 أبريل 1975، اختاره الساداتنائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب في الفترة (1975 - 1981) ... وعندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليو 1978، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عُيِّن مبارك نائبًا لرئيس الحزب؛ وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر ... وفي 14 أكتوبر 1981تولى مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس السادات، الذي اغتِيـل في 6 أكتوبر 1981، أثناء العرض العسكري الذي أُقِيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973؛ وفي 26 يناير 1982 انتُخِب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي. مبارك وحرب أكتوبر 73: قاد مبارك القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر ومعروف بلقب صاحب أول ضربة جوية حيث كانت لها أثر كبير في ضرب النقاط الحيوية للجيش الإسرائيلي في سيناء، مما أخلّ بتوازنه وسمح للقوات البرية المصرية لعبور قناة السويس والسيطرة على الضفة الشرقية للقناة وعِدّة كيلومترات في أول أيام الحرب تحت غطاء وحماية القوات الجوية المصرية.
__________________
|
#29
|
||||
|
||||
(1) رئـيـــس جـمــهـــوريـــــة مــصـــــر الـعــربـــيـــــــة هـــــو: محمد أنور محمد السادات؛ ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية في الفترة من 28 سبتمبر 1970 وحتى 6 أكتوبر 1981. نشأته: والدته سودانية من أُمّ مصرية تُدعَى "ست البرين" من مدينة دنقلا، تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم ... وُلِدَ السادات بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية في يوم 25 ديسمبر سنة 1918، وتلقَّى تعليمه الأول في كُتَّاب القرية على يد الشيخ/ عبد الحميد عيسى، ثم حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسةٍ بطوخ دلكا ... وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرّج من الكلية الحربية في عام 1938 ضابطاً برتبة ملازم ثانٍ، وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب مصر؛ وقد تأثّر في مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية في مصر والعالم. تجربة السجن: كانت أيام حرية السادات معدودة، حيث ضيَّق الإنجليز قبضتهم على مصر، وبالتالي على كل مناضل مصري أن يُكافِح من أجل حرية بلاده مثل أنور السادات، فتم طرد السادات من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدّة مرات، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان "ضد الإنجليز" وذلك لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر، وفى السجن حاول السادات أن يبحث عن معاني حياته بصورة أعمق وبعد أن مَضَى عامين في السجن قام بالهرب منه حتى سبتمبر 1945 حين أُلغِيت الأحكام العُرفية، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقًا للقانون؛ وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم "الحاج محمد"، وعمل تبَّاعًا على عربة تابعة لصديقه الحميم حسن عزت، ومع نهاية الحرب وانتهاء العمل بقانون الأحوال العسكرية عام 1945 عاد السادات إلى طريقة حياته الطبيعية، حيث عاد إلى منزله وأسرته بعد أن قضى ثلاث سنوات بلا مأوى! ... عَقَد السادات ومعاونيه العزم على قتـل أمين عثمان باشا، وزير المالية في مجلس وزراء النحاس باشا لأنه كان صديقًا لبريطانيا وكان من أشدّ المطالبين ببقاء القوات الإنجليزية في مصر، وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقة بين مصر وبريطانيا واصفًا إياها بأنها: "زواج كاثوليكي" بين مصر وبريطانيا لا طلاق فيه، وتمَّت العملية بنجاح في السادس من يناير عام 1946 على يد حسين توفيق، وتم الزَّج بأنورالسادات إلى سجن الأجانب دون اتهام رسمي له، وفى الزنزانة 54 تعلّم السادات الصبر والقدرة على الخداع، حيث كانت تتصف هذه الزنزانة بأنها قذرة لا تحتوى على شيء إلاَّ بطانية غير آدمية، وتعتبر تجارب السادات بالسجون هذه أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل هذه السجون بعدما تولى الحُكم وذلك عام 1975 وقال حين ذاك: "إنَّ أي سجن من هذا القبيل يجب أن يُدمَّر ويُستبدل بآخر يكون مناسبًا لآدمية الإنسان" ... كما أدَّى حبس السادات في الزنزانة 54 بسجن القاهرة المركزي إلى التفكير في حياته الشخصية ومعتقداته السياسية والدينية، كما بنى السادات في سجنه علاقة روحانية مع ربه؛ لأنه رأى أن الاتجاه إلى الله أفضل شيء لأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله أبدًا ... وأثناء وجوده بالسجن قامت حرب فلسطين في منتصف عام 1948، التي أثّرت كثيرًا في نفسه حيث شعر بالعجز التام وهو بين أربعة جدران حين علم بالنصر المؤكد للعرب لولا عقد الهدنة الذي عقده الملك عبد الله ملك الأردن وقت ذلك، والذي أنقذ به رقبة إسرائيل وذلك بالاتفاق مع الإنجليز، وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة السادات من مقتـل أمين عثمان وتم الإفراج عنه، بعد ذلك أقام السادات في بنسيون بحلوان لكي يتمكن من علاج معدته من آثار السجن بمياه حلوان المعدنية ... وفي عام 1941 دخل السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية غير أنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942؛ وقد خرج من سجن الأجانب في وقتٍ كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدّها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثَّف اتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خِفية، فاكتشف الإنجليز هذه الصِّلة مع الألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943، لكنه استطاع الهرب من المعتقل، ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت؛ وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتَّالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو "الحاج محمد" ... وفى أواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً في مشروع ترعة ريّ ... وفي عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية سقطت الأحكام العُرفية، وبسقوط الأحكام العُرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان ... وكان قد التقى في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قرَّرت اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز، وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرى وأخيرة إلى السجن؛ وقد واجه في سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسه انفراديًا، غير إنه هرب المتهم الأول في قضية حسين توفيق، وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه. بعد السجن: بعد خروجه من السجن عمل مراجعًا صحفيًا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948؛ وعمل بعدها بالأعمال الحُرَّة مع صديقة حسن عزت،وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالمل كفاروق ... وفي عام 1951 تكوّنت الهيئة التأسيسية للتنظيم السِّري في الجيش والذي عُرِف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها، وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها اندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة ... وفي ربيع عام 1952 أعدّت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفي 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنجليز؛ وقامت الثورة، وأذاع بصوته بيان الثورة، وقد أُسنِد إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق. بعد الثورة: في عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأُسنِد إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة ... وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954... وانتُخِب عضواً بمجلس الأُمَّة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957، وكان قد انتُخِب في عام 1960 رئيساً لمجلس الأُمَّة وكان ذلك بالفترة من 21 يوليو 1960 حتى 27 سبتمبر 1961، كما انتُخِب رئيساً لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968... كما أنه في عام 1961 عُيِّن رئيساً لمجلس التضامن الأفرو – آسيوي، وفي عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970. رئاسة الجمهورية: بعد وفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية، وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عُرِف بثورة التَّصحيح؛ وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر ... وقام في عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد، ولم يكن خطأ استراتيجي ولم يُكلِّف مصر الكثير إِذْ كان السوفييت عِبئ كبير على الجيش المصري، وكانوا من قدامى العسكريين السوفييت والمحالين على التقاعد، ولم يكن لهم أي دور عسكري فعلي خلال حرب الاستنزاف على الإطلاق؛ وكان الطيارين السوفييت برغم مهمتهم في الدفاع عن سماء مصر من مطار بني سويف، إلاَّ أنهم كانوا فشلوا في تحقيق المهمة بالكامل، والدليل خسارتهم لــ 6 طائرات (ميج21) سوفيتية بقيادة طيارين سوفييت في أول وآخر اشتباك جوي حدث بينهم وبين الطائرات الإسرائيلية، والحقيقة التي يعرفها الكثيرون بأن إقدام السادات على هذا التّخلي كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث أراد السادات عدم نسب الانتصار إلى السوفييت، وكذلك من أهم الأسباب التي جعلته يقدم على هذه الخطوة هو أن الاتحاد السوفياتي أراد تزويد مصر بالأسلحة بشرط عدم استعمالها إلاَّ بأمر منه، حيث أجابهم السادات بكلمة: "آسف، لا أقبل فرض قرار على مصر إلاَّ بقراري وقرار الشعب المصري"؛ كما أنَّ هؤلاء الخُبراء الرُّوس كانوا معيقين بالفعل للعمليات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف، وتم اكتشاف عدد منهم يتجسَّس لحساب إسرائيل بالفعل، فقد كان تواجد هؤلاء الخبراء مجرد رمز على الدّعم السوفيتي ولعبة سياسية لا أكثر ... وقد أقدم على اتخاذ قرار مصيري له لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل، وقد قرَّر في عام 1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي ... ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التي بشّرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكّن من تطبيقها، حيث كان قراره الذي اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسّسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب. أواخر أيامه: في يوم 6 أكتوبر من عام 1981 "بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال"، تم اغتيـاله في عَرض عسكري كان يُقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر73، وقام بالاغتيـال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين للمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تُعارِض بشدّة اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث قاموا بإطلاق الرصاص على السادات مما أدّى إلى إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه مما أدّى إلى وفاته وجاء اغتيال السادات بعد أشهر قليلة من حادثة مقتـل المشير أحمد بدوي وبعض القيادات العسكرية في تحطُّم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدًّا، مما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 01-11-2018 الساعة 12:43 AM |
#30
|
||||
|
||||
وبالطبع لا ننسى هؤلاء الأبطال الفريق/ أحمد صلاح الدين عبد الحليم ... اللواء/ عادل يسري ... اللواء/ أحمد تحسين شنن ... اللواء/ محمد حمدي الحديدي ... اللواء/ محيي الدين خليل مهدي نوح ... العميد/ أحمد حلمي بدوي ... العميد/ يسرى عمارة ... العميد مهندس/ أحمد حمدي ... العقيد/ فؤاد بسيوني ... العقيد/ محمد علي عبد السلام هيكل ... العقيد/ كمال عطية ... العقيد/ أسامة إبراهيم ... العقيد/ السيد الشرقاوي ... العقيد/ إبراهيم عبد التواب ... العقيد/ أحمد محمد عبده ... العقيد/ محمود شعيب ... العقيد/ محمد توفيق أبو شادي ... العقيد/ عبد الحميد عبد السميع ... العقيد/ طلعت مسلم ... العقيد/ مصطفى حسن ... العقيد/ حسن عبد الحميد ... العقيد/ مصطفى جودت العباسي ... العقيد/ صالح بدر ... العقيد/ فؤاد محمد سلطان ... العقيد/ عاطف منصف ... العقيد/ إسماعيل عزمي ... العقيد/ محمد عالي نصر ... العقيد/ صلاح ذكي ... العقيد/ أنور خيري ... العقيد/ محمود حسن المصري ... العقيد/ محمود المهدي ... العقيد/ فوزي محسن ... العقيد/ فؤاد صالح ذكي ... العقيد/ جمال تلمي ... العقيد/ محمود أمين نمر ... العقيد/ فاروق الصياد ... العقيد/ عادل سليمان ... العقيد/ عثمان كامل ... العقيد/ حسين رضوان ... العقيد/ محمد زرد ... الرائد طيار/ عاطف السادات ... الرائد طيار/ جمال عبد الواحد ... الرائد/ عادل القرش ... ملازم أول/ سعيد عبد الوهاب إمام ... الرقيب/ محمد حسين محمود سعد ... الرقيب/ إبراهيم تجريدة ... العريف/ سيد زكريا خليل ... فاروق محمد محمد حسن ... عبد الرؤف جمعة ... محروس عرفان ... المحمدي سلطح ... عمرو طلبة ... محمد حسين محمود سعد ... محمد عبد العاطي عطية ... محمد المصري ... عبده موسى ... سعد شحاته. ***************
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|