#271
|
||||
|
||||
معتقل حر
يسّترد وعيه ساعة هروب الشمس من المغرب الي المشرق وبعد صراع مع كوابيس ليلية تخلّلتها لحظات حميمية مع إحدي عاهرات عقله الباطن تتحول فجأة الي أفعي تحتضن شططه وصحراء فكره ،يهب الي الماء مشوشاً .سريعاً الي الشبكة العنكبوتية يفتّش عن شيء يرتديه يزين بها جسده النحيل وعراء فكره الواهم واعصابه المنتهكة ، يخرج الي عمله في أبهي صورة متعطراً بنداء الفضيلة علّها تستر ليلته الفائتة ،يصارع لسعات عقارب الساعة متمنياً نهاية اليوم في بدايته ،يواجه سياط جلاديه بداية من أبواب شركته إلي عمالها واداريها وكلائها ومرتاديها حتي دفاتره واوراقه اقلامه وممحاته الجميع متأمرون ؛كل ما كان يفعل ان خط بلسانه الحارق بضع كلمات علي مواقع التواصل الاجتماعي ينفث فيها قلة حيلته وحظه العاثر الذي أوقعه في تلك البقعة من الأرض ،ينتقد السياسة والاقتصاد التعليم والصحه المجتمع والناس كما يحلو للجميع أن يفعل ،يداري خلف ذلك سوءته وضعفه، لكن ما التحف به كان زاعقاً في التّعري ملفتاً لأجهزة أمنية تترصّد الكلمة ،وضعته في أعينها ووحيها وصُنّف معارضاً حميداً الي حين ، بدأوا في مداعبته لكسر بعض من جموح ثورته المصطنعة وتلطيف حدة حروفه الركيكة ،قليل من بعض المساجلات هنا او هناك مع مداوة جروحه بمسكنات تبقي الجرح غير ملتئماً كأن يسوّقوا بضاعته كساداً في منطقته ويروّجوا لها حباً في اخري، يجلدونه عقاباً إدارياً ،وتنشق الأرض عن زميل قديم لم يعد يعرفه ليدله علي طريقة مضمونة لتخفيف العقوبة ويوصي عليه ليتم الأمر بمنتهي السلاسة ويستعيد بعضاً من كبريائه المفقود .بلغ بهم الأمر ان أبعدوا عنه غانيته المفضّلة ،واذا بمعشوقته التي فارقته من سنين تعاود الاتصال به تشتاق الي لقاء كما الايام الخالية .تتسرب الشكوك والهواجس الي نفسه عندما يشكوا لطبيبه عن اضطهاده ومن يحيك المؤامرات ضده فيصف له أدويه اكتئابية تدفع صاحبها للإنتحار ،يتعرّف علي أخر صدفه لا تبرأ من ترتيب مسبق يجبره علي التوقف الفوري عن تناول تلك العقاقير،وتبدأ رحلة الفواتير الشهرية وهي عصاه غليظه يضرب بها الجميع ولكن في حالته تلك كانت صاعقة تشل حركته مؤقتاً ليستعيد وعيه تدريجياً ليكابد نوعا أخر من العذاب .في محل بيع الكتب الذي يرتاده في وسيلة مواصلاته وفي قهوته و حتي الندوة الشعرية التي يحضرها كل حين ، حلاقه وبائع الخضار والفاكهة إلي مسجده والذي لايأتيه إلا وهنا وعلي إستحياء ظناً منه أن خلله العقلي القديم قد يشفع له عند خالقه يوم الحساب .إعتقد كثيراً ان ذنوبه سبباً في كل ما يحيطه من أحداث ولم تجد وسوسة شيطانه طريقاً الي إلقاء هذا الهاجس بأن الجميع مذنبون وغارقون في الوحل مثله تماما ،يشكوا لأصدقاءه علي التواصل عما يعتمل في نفسه وما يلاقيه من صفعات فيمازحه أحدهم ساخرا ---يبدو ان الأجهزة التي تدّعيها تمارس معك الخطيئة بالطريقة الناعمة وهي أشد وطأه علي نفسك من غيرها فهي لاتنال من متعتك ولا جعلت لك اي لذة تذكرها ؛جميعنا يا صديقي داخل المصفوفة ،نهر صديقه غاضباً وألزمه السكوت عن التفلسف لأن عقله لم يعد يحتمل شطحات ،لم يبالي لغضبه وأكمل حديثه -انظر حولك الجميع في سجن بلا أسوار او سجّان الكل يدور في أفلاك وتلتقمه الثقوب السوداء، الكوكب بأثره قد مضي الي العدم .اصمت. كفي. توقف. لا تقض علي ما تبقي لي من عقل . يبحث فيمن يثبت فكرته يغيّر خطوط سيره ويلقي بكل روتينه القديم في سلة المهملات فيستعيد بعضا من فردوسه المفقود ويصدق حدثه وتنمحي بعضا من عذاباته ويسترد قليلاً من وعيه ،وهنا يتدخل القدر ليقطع الشك باليقين ويصطدم بخبر مجنون وُصم يقول أن أحد المهندسين يتهم أجهزة بعينها بتوجيهه بالاقمار الصناعية فيتلّقف الخبر كمن نال صيده الثمين في بحر لجي ويدرك اخيراً أنه #معتقل_حر آخر تعديل بواسطة إبراهيم أبو ليفة ، 16-04-2018 الساعة 09:24 AM |
#272
|
|||
|
|||
انظر حولك الجميع في سجن بلا اسوار او سجان
جملة تستحق التفكير العميق دائما استفيد من واستمتع بكتابات حضرتك أستاذ ابراهيم |
#273
|
||||
|
||||
اقتباس:
العفو استاذي ان من يستفيد من تفاعلكم معي |
#274
|
|||
|
|||
انا بموت في مصر ولو كانت سجن
كلنا بنعشق ترابها وكم ممن في غياهب السجون لم يستعينوا باعداهم علي مصر فداء لاسمها آخر تعديل بواسطة إبراهيم أبو ليفة ، 10-03-2017 الساعة 09:01 AM |
#275
|
|||
|
|||
بكرة دايما احلى
|
#276
|
||||
|
||||
|
#277
|
||||
|
||||
"استاذي يكرهني"
"استاذي يكرهني "
لم أفعل له شيئاً يردّه علي بتلك المشاعر الصارخة الحدة المفرطة في العداء .هل رآي في طالباً نابهاً يقاطع جهله بأسئلة لا يستطيع أن يجد لها مردوداً في جعبته غير كثيراً من التسفيه والسخرية والإضطهاد متشاركاً زملائي في الإقتصاص مني علّهم يجدوا متنفساً لهم من خلاله . هل يمكن أن نتصور أن نرسل أبنائنا لمُعلم يحمل لهم كل نقائصه ويبذرها فيهم لتنبت غلاً يمشي علي الأرض هل وجب إعادة النظر في شروط قبول توظيف المعلمين وصحتهم النفسية ؟ لكن هل ازلنا سبباً يدفع معلماً لإذدراء تلميذه ؟ قد يري نفسه فقيراً ، منبوذاً ،فاشلاً لانه انضم لهيئة التدريس قسراً.كيف يتأتي له بعد ذلك أن يزرع الحب في منتجه ومرآة مجتمعه بعد حين . تجربتي الشخصية تحكي عن عشق لم يكتمل للرياضيات وأده معلمها في مهده لأنه رآي إنني قد اصبح مهندساً وهو فشل في تحقيق هذا الحلم او بسبب أن مكبوتات تتعلق بتصنيفه الإجتماعي تقول كيف لإبن هؤلاء أن يصعد وانا لهم من الكارهين ؟ لماذا لا ابتر حلمه وأنتقم من فشلي في شخصه ؟ المعلم قاتل محترف يرتكب جريمة مكتملة الأركان وللأسف يفلت من العقاب لانها جريمة كاملة لا يشهدها ويحكم عليها سوي قلبه الحالك السواد . لو انتقلنا من السوداوية في التعليم و دلفنا سويا للسياسة وطرحنا سؤالاً ساخراً هل يكره القادة شعوبهم هل يغيرون منهم وعليهم لماذا يتفنون في إذلال شعوبهم وإفقارهم مادياً ومعنوياً وثقافياً وتعليمياً ؟ هل شعوبهم من النباهة الفظة التي ألّبت مشاعر القادة تجاههم ام ان إمكانياتهم النفسية والعقلية لا تناسب عبقرية تلك الشعوب ام انهم يكلفونهم بواجبات تقصم كاهلهم وقوانين وقواعد تحد من حريتهم او يتوقعون اداءاً يفوق امكانياتهم وقوة تحملهم .تري لو لجأت الشعوب للدروس الخصوصية لغياب القائد الحقيقي داخل الفصل وما ادراك بعقول وافكار مراكز الدروس الخصوصية للشعوب اعلاماً ودراسات سموم تبث ونظريات تطبق وإرهاباً ينتشر وخيانة تنبت وولاءاً لمن يملأ الفراغ وجيل نشأ من رحم الخطيئة لي***ع وطن من جذوره ويلقي به الي أتون الحاجة والعوز والتيه آخر تعديل بواسطة إبراهيم أبو ليفة ، 12-04-2018 الساعة 10:00 AM |
#278
|
|||
|
|||
أحيانا اسئلة الطالب تدبح الأستاذ أسلوبك فى العرض أكثر من رائع ربنا يبارك فيك |
#279
|
||||
|
||||
وجودكم تعليقا ومدحا يغمرني فرحا
|
#280
|
||||
|
||||
مناسب لما يحدث في الحاضر
|
#281
|
|||
|
|||
يا مِنْ نَازَعْتُم اللَّهَ فِي مُلَّكِهِ وأشركتم بِمَا عَلِمْتُم وَتَنَازَعْتُم فِيمَا بَيَّنَكُمْ عَلِيٌّ مَا لَا تَمْلِكُونَ، الًا تَدُرُّونَ بِسُوءِ عَاقِبَتكُمْ
ليتهم يدركون هذه الحقيقة كل مره أقرأ لحضرتك اقدرك اكثر وأكثر أستاذ ابراهيم ربنا يبارك فى حضرتك |
#282
|
||||
|
||||
حبيبي بارك الله فيكم ونفع بكم شرف ليا يا فندم
|
#283
|
||||
|
||||
أصبت كبد الحقيقة
وأبدعت فيما قلت جزاك الله خيرا وأستأذنك في نشر المقال !!
__________________
صغيرٌ يشتهي الكبرا وشيخٌ ودَّ لو صَغُرا
وخالٍ يبتغي عملاً وذو عملٍ به ضَجِرا وَرَبُّ المالِ في تعبٍ وفي تعبٍ من افتقرا ويشقى المرءُ مهزوماً ولا يرتاحُ منتصرا فهل حَاروا مع الأقدارِ أم هم حَيَّروا القدرا !!؟ أ/ محمد خضر |
#284
|
||||
|
||||
اقتباس:
شكرا جزيلا شرف لي نشره من خلالكم |
#285
|
|||
|
|||
قصة جميلة و بكره فعلا احلي
|
العلامات المرجعية |
|
|