#241
|
||||
|
||||
الإيمان بالله شرف : أو لست تبحث عن الشرف ! ألستَ بحاجة إلى شرف ! أَوَ ما تريد أن توصَفَ أو توسَمَ بالشرف ! الإيمان بالله شرف ﴿ ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ﴾ البقرة : 221﴿ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ﴾ البقرة : 221 ألا يَصُبُّ كونك شريفاً ، ألا يصب ذلك في قلبك سعادة وسروراً وارتياحاً إذا أخبرك من أخبرك بأنك شريف النسب ! ألا يكون ذلك دافعاً من أجل سرورك ! ألا يكون ذلك مريحاً لك ! إذاً الإيمان بالله شرف وأعظِم به من شرف ، ويوم تؤمن به تشرُف ، يوم تؤمن بالله ترتقي أحاسيسك ويرتقي شعورك بازدياد في كونك أضحيت تتسنَّمُ قمة الشرف وذروة الشرف . الإيمان بالله شرف وقد ذكرنا في خطبة سابقة قول الشافعي :
ومـما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطؤ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا - الإيمان بالله طمأنينة : إن دواخل شبابنا وشاباتنا ، طلابنا وطالباتنا قلقة مضطربة ، انظر إليهم إذ تراهم في الجامعة ، إذ تراهم في الشارع ، إذ تراهم في المعمل مضطربو الدواخل ، دواخلهم غير مستقرة ، لا تعرف سبباً لهذا حسب الظاهر ، لكنك إن محَّصتَ وفحصتَ ودرستَ ستجد أن ضعف الإيمان وراءَ القلق ، وأن ضعف الإيمان وراء الاضطراب ، وأن ضعف الإيمان وراء هذه التوهيمات الداخلية المزعجة التي تنتاب صغارنا وكبارنا . انظروا تلاميذنا وطلابنا ، انظروا معلمينا وموظفينا لقد ارتسمت على مُحيَّاهم بوادر قلق صدرت من دواخلهم لتكون أشائر على ظواهرهم . الإيمان بالله يُطَمأنك في زمن الاضطراب ، وأنا أطرح الإيمان بالله عزو جل من أجل أن يطمئنك ، فهل تطرح لي شيئاً أخر إذاً أنا على استعداد من أجل أن أسمعك ﴿ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴾ الرعد : 28 ﴿ لا تحزن إن الله معنا ﴾ التوبة : 40 ، الإيمان بالله يطمئنك ﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ﴾ آل عمران : 173- 174 الإيمان بالله يطمئنك . - الإيمان بالله يُقوِّيك في ميدان الحياة التي أضحت قاسية ، يقويك على المواجهة لكل صعوبات الحياة ﴿ فأوجس في نفسه خيفةً موسى . قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى . وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ﴾ طه : 67 – 69 ذكرت منذ عشر سنوات رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كما جاء في الطبراني أن ابن عمر كان في طريقه , وإذ به يرى جمعاً من الناس وقد ارتسمت عليهم علامات خوف إذ اعترض طريقهم سبع ، حيوان مفترس لم تذكر الروايات طبيعته وإنما ذكرت رواية الطبراني أن الناس هؤلاء اعترضهم سبع ، حيوان مفترس أخافهم وأرعبهم تقدم ابن عمر رضي الله عنه وحمل بيده حجراً وألقاه على هذا الحيوان ففّر الحيوان منهزماً ثم قال - وهنا بيت القصيد - : سمعت من نبيكم عليه وآله الصلاة والسلام : " يُسَلّط على ابن آدم ما خاف ابن آدم ، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله لم يُسلَّط عليه سواه " أنت القتيل بأيِّ من تخافه ، أنت أسير من تخاف ، أنت مقهورُ من تخاف " يُسلط على ابن آدم ما خاف ابن آدم ، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله لم يسلط عليه سواه " من أي شيء تخاف ؟ قيل للعز بن عبد السلام كيف جرأت على أن تخاطب الملك هذا الخطاب الجريء ؟! خطاب العز كان خطاباً جريئاً ولم يكن خطاباً وقحاً ، وهناك فرق كبير بين الجرأة والوقاحة ، الجرأة إعلان حق والوقاحة إبداء نفس وإظهار كبر وإعجاب . كيف جرأت يا هذا على أن تقول هذا الذي قلت للملك ؟ أجابه العز بن عبد السلام بقوله : استحضرت هيبة الله فصار أمامي – أي الملك – كالهر . أيها الأخوة يا أبناء فلسطين : لو لا الإيمان ما قويتم ، ولولا الإيمان ما قاتلتم وعِدتكم قليلة ، لولا الإيمان بالله لما قاتل من قاتل من إخوتنا في فلسطين إسرائيل ومَن وراء إسرائيل ، وكلنا يعلم أن إخواننا في فلسطين لا يقاتلون إسرائيل فحسب وإنما يقاتلون من خلال إسرائيل أمريكا وكل القوى الباغية التي تتعاون مع الصهيونية المجرمة . لولا الإيمان بالله لما قال هذا الذي قال : يا أماه إن نفسي في سبيل الله رخيصة فادعي الله عز وجل أن يجعلني شهيداً . الشهداء أقوياء يا أبناءنا في فلسطين يا أخواتنا يا بناتنا يا نساءنا . الفضل للإيمان بالله في استمراركم ، في انتفاضتكم على عدوكم ، على صهيوني ماكر غادر . بوركت سواعدكم وقوَّى الله الإيمان في قلبكم لتقوى أجسادكم على مقاتلة أعدائنا أعداء الدين أعداء الإنسانية أعداء الفضيلة . |
#242
|
||||
|
||||
الايمان بالله يؤمنك : ويجعلك ذا أمانة وأمان قال عليه وآله الصلاة والسلام كما جاء في صحيح الإمام مسلم : " لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا عهد لمن لا دين له " الإيمان يجعلك أميناً لأنك تراقب ربك والذي يراقب ربه يغدو أميناً ، أَوَلسنا بحاجة إلى أمانة ؟! كلنا في بلادنا العربية يشكو الخيانة ، خيانة موظف وخيانة عسكري وخيانة طالب وخيانة أستاذ وخيانة مسؤول ومن الذي جعل هذه الخيانة تتراكم في محالنا وفي أرضنا ؟ ضعف الإيمان هو الذي جعل الخيانات تنتشر ولو أننا آمنا بالله حقاً لقلت نسبة الخيانة ، بل ربما انعدمت . الإيمان بالله يا أيها الشاب يعطيك الأمانة ، يجعلك أميناً وهل نحن بحاجة إلى أمانة ؟ نعم نحن بحاجة إلى أمانة يا شابنا يا طالبنا يا أيها الإنسان في هذا الوطن . الإيمان بالله يؤمنك ﴿ فأي الفريقين أحق بالأمن ﴾ الأنعام : 81 الإيمان بالله يجعلك في أمان من المصائب في أن تقتلعك من إنسانيتك وفي أمان يوم القيامة حيث الأمان مطلوب ومطلوب جداً ، الإيمان بالله يؤمنك لأنه يؤمن قلبك : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " وليس ذلك إلا للمؤمن ، الإيمان يؤمننا ، يؤمن قلوبنا : ﴿ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ﴾ التوبة : 51 إذا كنا نؤمن بالله فنحن في أمان :
أيَّ يوميَّ من الموت أَفِرّ يوم لا يُقدَرُ أم يوم قدر يوم يقدر لا أرهبه ومن المقدور لا ينجو الحذر هكذا قال الإمام علي . نعم الإيمان بالله يؤمننا وعلينا في مقابل ذلك أن نؤمن الآخرين إذا كنا مؤمنين بالله عز وجل ويجب أن ينبثق الإيمان منا أمانة للآخرين . جاء في صحيح الإمام مسلم : " والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم " ولذلك أقول لإخواننا في العراق : قاوموا ولكن بأمان ، أمنّوا الناس وأنتم تقاومون ، لا أريد أن يكون هناك اختطاف لأناس مدنيين ، لأناس يتجلببون بجلباب حتى ولو كانت حقيقتهم غير ذلك ، لأنه من خَدَعنا بالله خُدِعنا ، لا نريد أن تقاوموا بغير أمان ترسلونه للناس ، أمنوا الناس وأنتم تقاومون من قاتلكم قاتلوه أما ذاك الإنسان الذي يعيش حسب رأيه وحسب النظر الظاهر في أمان فلا تختطفوه ولا تجعلوه رهينة ، وإلا وأنا أعلم أن نيتكم طيبة وخالصة لكن هذا سيؤذي العمل العام والقتال العام والجهاد العام ﴿ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ﴾ الأنعام : 108 لا أريدكم أن تصدر عنكم أفعالاً تخالف أحكامَ ديننا وأنا كما قلت لكم أؤمن بأن نيتكم طيبة وأنكم تريدون إصابة الخير ولكن قد يخطئ منا من يخطئ فلا أقل من أن نقدم لهم نصحاً لأننا وإياكم حريصون على أن يعمّ الإسلام الكون كله شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، لأننا حريصون على أن يكون الإسلام مأوى كل المضربين في العالم حتى يطمأنوا ، وملاذ كل الضعفاء في العالم حتى يقووا ، وموئل كل أولئك القلقين في العالم حتى يعيشوا استقراراً في رحاب هذا الدين . يا شبابنا أرُوا الناس أنكم مطمئنون في دينكم حتى تكونوا دعاة في حالكم . حينما أحدث شاباً من طلابنا في الجامعة أو في مكان آخر عليّ أن أريه سعادتي وطمأناني بديني فيسري حالي فيتقبل حاله حالي . يا أحبتي الإيمان بالله نحن بحاجة إليه لأنه سعادة في الدنيا والآخرة ، أو لسنا نبحث عن السعادة ﴿ إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً ﴾ مريم : 96 إذا كنت مؤمناً فأنت ودود ، وإذا كنت ودوداً فأنت سعيد ، وإذا كنت سعيداً فأنت تسعد الآخرين . الإيمان بالله سعادة في الدنيا وفلاح في الآخرة ﴿ إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً . خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً ﴾ الكهف : 107 – 108 الإيمان بالله سعادة في الدنيا وفلاح وسعادة ونجاح في الآخرة . أرأيت يا أيها الشاب إلى الإيمان بالله هل تلمست حاجتنا إليه أو ملامح هذه الحاجة ، إنا بحاجة إلى الإيمان بالله إذا كنت في جامعتك فادعُ الآخرين إلى الإيمان بالله من أجل مصلحتهم ، إذا كنت في معملك فادعُ الآخرين إلى الإيمان بالله من أجل مصلحتهم ، حيثما ما كنت فادعُ إلى الإيمان بالله من أجل مصلحة الآخرين كما تدعو إلى صحة الآخرين الجسمية وإلى ما يجعل هذه الصحة في حال جيدة دائماً من خلال ذكر قواعد نافعة فإن دعوتك الناس إلى الإيمان بالله يعني أنك تدعوهم إلى صحة معنوية وإلى شخصية قوية . بارك الله بك وفيك أيها الشاب عندما تسأل عن ثوابت الدين الحنيف عن الإيمان بالله وهذا السؤال ولا أجاملك في ذلك دليل إيمان فبارك الله في إيمانك وزادك إيماناً وزادك يقيناً وزادك اطمئناناً وقوة وشرفاً وعزاً وأماناً وأمانة وزادك سعادة في الدنيا وفلاحاً في الآخرة . اللهم وفق شباب أمتنا للإيمان من أجل كل ذلك ، نعم من يسأل أنت ، ونعم النصير أنت |
#244
|
||||
|
||||
الإيمان؛ ما الإيمان؟
نفحة ربانية يقذفها الله في قلوب من يختارهم من أهل هدايته.. ويهيء لهم سبل العمل لمرضاته، ويجعل قلوبهم تتعلق بمحبته، وتأْنَس بقربه.. هو شعور يختلج في الصدر، ويلمع في القلب؛ فتضيء جوانب النفس، ويبعث في القلب الثقة بالله، والأُنس بالله، والطمأنينة بذكر الله.. |
#245
|
||||
|
||||
[ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ]
إنه الشعور بأنك ذرة في كون عظيم هائل متجه إلى الله، يسبِّح لله، ويخضع لله.. ويؤمن بالله: وَإِن من شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِه.. فالمؤمنون في رياض المحبة، وفي جنان الوصل يرتعون ويمرحون.. أحبهم الله فأحبوه، فاتبعوا نبيه ورضي عنهم فرضوا عنه، تقربوا منه بالصالحات والطاعات.. فدنا منهم بالمغفرة والرحمات.. كما في الحديث القدسي: {ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه } |
#246
|
||||
|
||||
الإيمان ليس مجرد التصديق القلبي، ولا الكلام اللفظي، دون عملٍ وتطبيق.. فمن زعم أن مجرد التصديق كاف في الإيمان، أو مجرد التسمي والتلفظ دون عمل، كاذب في نفسه مخادع لذاته.. [ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة:8-9]. |
#247
|
||||
|
||||
|
#248
|
||||
|
||||
|
#249
|
||||
|
||||
|
#250
|
||||
|
||||
|
#251
|
||||
|
||||
|
#252
|
||||
|
||||
ما هي الأعمال الصالحات ؟ أعرف بعضها ولكنني لا أظن بأنني أعرفها كلها.
الحمد لله الأعمال الصالحة هي ما كانت موافقة للشرع ، ويكون صاحبها مُخلصاً لربه تبارك وتعالى ، وقد عرف شيخ الإسلام العبادة بأنها : " اسم جامعٌ لكل ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرو والباطنة " ، وهي متنوعة وكثيرة ، ولا يمكننا حصرها فضلاً عن تعدادها ، لكننا نذكر منها : 1. الإيمان بالله ويشمل : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشرِّه . 2. والصلاة لوقتها وهي خمس صلوات فرضهن الله في اليوم والليلة ، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على كفر من تركها. ولا يحل تأخيرها عن أوقاتها ، ويجب أداء أركانها وواجباتها ، وأن يصلِّي المسلم كما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلَّم . 3. وحج مبرور . والحج المبرور معناه : أ- أن يكون من مالٍ حلال . ب- أن يبتعد عن الفسق والإثم والجدال فيه . ج- أن يأتي بالمناسك وفق السنَّة النبويَّة . د- أن لا يرائي بحجه ، بل يخلص فيه لربه . هـ- أن لا يعقبه بمعصية أو إثم . 4. بر الوالدين وهو طاعتهما في طاعة الله تعالى ، ولا يجوز طاعتهما في معصية ، ومن البرِّ بهما عدم رفع الصوت عليهما ، ولا إيذاؤهما بكلام قبيح . ومن البرِّ بهما الإنفاق عليهما ، والقيام على خدمتهما . 5. الجهاد في سبيل الله وقد شرع الله تعالى الجهاد لإقامة التوحيد ، ونشر الإسلام في الأرض ، وقد أعدَّ الله تعالى للمجاهدين في سبيله أجراً عظيماً . 6. الحب في الله والبغض في الله وهو أن يحبَّ المسلمُ أخاه المسلم لله تعالى لا للونه ولا لجنسه ولا لماله ، بل لطاعته لربه ولقربه منه تعالى. كما أنه يبغض العاصي لأنه عصى الله تعالى . 7. قراءة القرآن سواء كان ذلك في حزبه اليومي أو في صلاته بالليل . 8. المداومة على الطاعات وإن قلَّت وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأعمال الدائمة ولو كانت قليلة ، وقليل دائم خير من كثيرٍ منقطع . 9. أداء الأمانة وهي من الواجبات ومن أفضل الأعمال ، وقد عُلم في الشرع أن المنافق هو الذي يخون الأمانة ولا يؤديها لأهلها . 10. العفو عن الناس وهو التنازل عن الحق الشخصي ، والعفو عن الظالم إن كان ذلك العفو يصلحه ، أو أنه تاب وندم على ظلمه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما ازداد عبدٌ بعفوٍ إلا عزّاً " رواه مسلم ( 2588 ) 11. الصدق في الحديث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقاً " ، والصدق منجاة لصاحبه ، وهو خلق عظيم تخلَّق به الأنبياء وأتباعهم بحقٍّ " رواه مسلم ( 2607 ) 12. النفقة في سبيل الله وتشمل النفقة في الجهاد ، وعلى الوالدين والفقراء والمساكين والمحتاجين ، وفي بناء المساجد ، وفي طباعة المصاحف والكتب الإسلاميَّة ، والنفقة على الأهل والأولاد . 13. أن يسلم المسلمون من لسانه ويده . وذلك بالكف عن الغيبة والنميمة والقذف والسب واللعن ، وكذا الكف عن البطش والضرب لمن لا يستحق . 14. إطعام الطعام ويشمل إطعام الإنسان والبهائم . 15. إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف إلا من ورد النص بالمنع من ابتدائه بالسلام وهم الكفار . 16. تعين ضائعاً أو تصنع لأخرق . والضائع هو ذو الحاجة من فقر أو عيال ، والأخرق هو الجاهل الذي لا صنعة له . 17. تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك . وغير ذلك كثير . . . |
#253
|
||||
|
||||
وإليك هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة :
روى البيهقي عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال : الإيمان بالله . قلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً . قال : يرضخ مما رزقه الله [ومعنى الرضخ هو العطاء] . قلت : يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به ؟ قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ قال : يصنع لأخرق . [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها] . قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً ؟ قال : يعين مظلوماً . قلت : أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ؟ قال : ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟! ليمسك أذاه عن الناس . فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟ قال : ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة . صححه الألباني في الترغيب (876) . والله الموفق . |
#254
|
||||
|
||||
عن عبد الله بن عمرو قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " . رواه البخاري |
#255
|
||||
|
||||
سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع موردةور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت . فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة . وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم " الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها " وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟ فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به . فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها . حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها , وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك . لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور , ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير , وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر . ومن موجبات التوبة الصحيحة : وردة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب , تكسر القلب بين يدي الرب وردةرة تامة , قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا , فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته . وليرجع إلى تصحيحها , فما أصعب التوبة الصحيح بالحقيقة , وما أسهلها باللسان والدعوى. فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة , ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب , قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب . قال :"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا " وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود , ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار . إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب وان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال : ثالث ثلاثة . فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه )
وإذا كدت تقنط من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا ) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, الصالح, العمل, ايمان |
|
|