اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #226  
قديم 17-06-2011, 04:10 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


ويقول الله تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
[هود: 114]

__________________
رد مع اقتباس
  #227  
قديم 25-06-2011, 05:26 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قال تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا [سور الإخلاص].
سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن – كيف لا وفيها صفة الرحمن – وسبب نزولها أن المشركين قالوا للنبي انسب لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد([1]).
فما الإيمان بالله سبحانه؟ وما دلائل وجوده سبحانه؟ وما هي شبهات الملحدين وما الرد عليها؟ وما حق الله على عباده؟
أما الإيمان بالله: فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه – وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف، وذل وخضوع – وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص.
__________________
رد مع اقتباس
  #228  
قديم 25-06-2011, 05:30 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وينبغي أن تعلم: أن أنواع التوحيد ثلاث – ولا يصح إيمان العبد إلا بها وهي:
توحيد الربوبية: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ولا رب غيره – تقول العرب: أنا رب الدار أي القائم بشؤونها – والله تعالى هو رب العالمين القائم بشؤون خلقه من خلق ورزق وإحياء وإماتة سبحانه.
توحيد الألوهية: الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه هو الإله الحق ولا إله غيره وإفراده سبحانه بالعبادة، والعرب تقول: أَلِهَ الفصيل إلى أمه من مفزع أفزعه والله تعالى هو الذي يخلص له المؤمن في تعبده وخوفه ورجائه وطاعته وتوكله واحتكامه ودعائه، وهذا هو التوحيد الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة فمن لم يأت به كان من المشركين. وهو التوحيد الذي جاء به الرسل من عند الله سبحانه: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [الأنبياء:25]. والمشركون كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وينكرون توحيد الألوهية، فأكثر العباد لا ينكرون الخالق وربوبيته على الخلق ولكن معظم كفره من عبادتهم غير الله عز وجل حيث يكون دعاؤهم واستعانتهم واحتكامهم وطاعتهم لغير الله سبحانه: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون [الزخرف:87]. قال ابن كثير رحمه الله: (أي هم يعترفون أنه الخالق للأشياء جميعا وحده لا شريك له في ذلك ومع هذا يعبدون من لا يملك شيئا ولا يقدر على شيء فهم في ذلك في غاية الجهل والسفاهة وسخافة العقل)([2]) .
ج- توحيد الأسماء والصفات: الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص – من غير تشبيه فمن شبه الله بخلقه كفر – (فكل ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك) ليس كمثله شيء [الشورى:11].
ومن غير تعطيل أي جحود أو نفي لما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فمن فعل ذلك فقد كفر: وهو السميع البصير [الشورى:11] فلا يجوز السؤال عن كيفية الصفات لأن الله سبحانه لا يسأل عن كنهها فكذلك صفاته لا يصح السؤال عن كيفيتها. وعندما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله سبحانه: الرحمن على العرش استوى [طه:5]. قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) فلله سمع وبصر ويد وكلام ونزول واستواء يليق بجلاله وذاته العلية سبحانه.
وضرب العلماء لذلك مثالا: تقول للنملة عين ولي عين فلا يلزم أن تكون عيني كعين النملة فللنملة عين تليق بها ولي عين تليق بي ولله المثل الأعلى.
__________________
رد مع اقتباس
  #229  
قديم 25-06-2011, 05:33 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

والصفات نوعين:
ذاتية: وهي التي لا تنفك عن الله سبحانه كالعلم والحياة والقدرة والسمع.
صفات العمل: فهي ما تعلق بمشيئة الله وقدرته كالنزول والاستواء والسخط والرضى.
وأما دلائل وجوده سبحانه:
الفطرة: فطرة الله التي فطر الناس عليها [الروم:3]. ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))([3]). فقد أودع الله معرفته في النفس الإنسانية بالعهد الذي أخذه على الأرواح قال تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى [الأعراف:172].
دقة المصنوع تدل على عظمة الصانع: وفي كتاب الله دعوة إلى النظر والتفكر في بدائع صنع الله سبحانه: وفيأنفسكم أفلا تبصرون [الذاريات:21]. إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب [آل عمران:190]. وانظروا إلى ثمرة إذا أثمر وينعه [الأنعام:99]. وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين [النحل:66].
ووضع العلماء فروضا ثلاث:
أ- أن الكون وجد مصادفة والعلماء يقولون: ما جرى مصادفة لا يتكرر حدوثه بانتظام انتظام الكون يدل على أن وراء هذا الكون خالق حكيم.
ب- أن يكون صدور هذا الكون من العدم: وفاقد الشيء لا يعطيه: أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون [الطور:35]. أي هل وجدوا من غير خالق؟ أم خلقوا أنفسهم بأنفسهم فلا يحتاجون إلى أحد يخلقهم وكل هذا مستحيل.
ج- أن يكون لهذا الكون خالق حكيم وهذا ما قال به العقلاء من قبل ومن بعد؛ يقول سقراط: أي الصناع أولى بالإعجاب، الذي خلق صورا بلا عقل ولا حراك، أم الذي يبدع كائنات ذات عقل وحياة.
انخلاع القلب إلى الله سبحانه عند الشدائد: حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين [يونس:22]. وعندما سئل أحد العارفين عن دليل وجود الله قال: أرأيت لو كنت في صحراء فسقطت في بئر، ولا تجد من ينجدك فماذا تقول، قال: أقول يا الله يا الله، قال: هذا دليل وجوده، ولكنها مغالطة الملاحدة لفطرتهم وادعائهم للعقلانية ولا عقل.
التقدم في مجالات المعرفة والعلوم: حيث أدركنا أن هنالك عوالم كثيرة لا علم لنا بها وهي موجودة كالجراثيم والبكتريا ولكن قصورنا العلمي جعلنا في جهالة عن معرفتها قرون طوال. ثم المغناطيس والكهرباء حيث ننتفع بها ولا نعلم شيئا من حقيقتها فمعرفة حقائق الأشياء لا يفيدنا شيئا ويكفي أن نعرف من خواصها ما يعود بالفائدة علينا، فما بالك بذات الله سبحانه فهي أكبر من أن يحيط بها إنسان وصدق الله العظيم: فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون [الحاقة:38-39].
صدق المخبر يدل على صدق الخبر: فالذي أخبرنا عن الله سبحانه رسل وأنبياء كرام هم صفوة الخلق وأطهرهم قلوبا وأزكاهم نفوسا وأحسنهم خلقا .لذا عندما صدع الرسول بدعوته ووقف على الصفا ونادى القبائل بأسمائها، فلما اجتمعوا قال: ((أرأيتم لو أخبرتكم أن وراء الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: بلى ما عرفنا منك كذبا، قال: فإني رسول الله بين يدي عذاب شديد)). فهم أمام الجبل لا يرون ولا يعرفون ما خلف الجبل، فثقتهم بالمخبر وصدقه وأمانته تلزمهم أن يؤمنوا ويصدقوا بالخبر، وكذا تواتر الخبر عبر أجيال مضت ولم يعرف عن أمة الإلحاد منذ بدء الخليقة وإنما كانت نشأته في أوربا بسبب موقف الكنيسة من العلماء التجريبيين والباحثين الذين اكتشفوا حقائق تخالف ما تبنته الكنيسة من خزعبلات فرضتها على الناس قسرا يوم كان للكنيسة سلطان. فصار الناس بين أمرين كلاهما شر. إما أن يؤمنوا بالكنيسة وخرافاتها وإما أن يؤمنوا بالعلم ويكفروا بالكنيسة والتي كانت تمثل الدين كذبا، فلما زال سلطان الكنيسة وجاءت الثورة الصناعية عمت الفوضى في عقائد الناس بل كان شعار المتظاهرين (ليشنق آخر دوق بأمعاء آخر قسيس) فالكنيسة كانت سيفا ظالما بيد الحكام على رقاب الناس فجمعت بين السوءتين الظلم والجهل، فكانت نشأة الإلحاد.
__________________
رد مع اقتباس
  #230  
قديم 25-06-2011, 05:35 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

موقف المسلم من ربه جل وعلا:
1- التنزه عن الشرك: والشرك شركان:
شرك أكبر: وهو أن يجعل العبد لله ندا ويعبده من حجر أو شمس أو شيخ: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء:116]. والشرك في ربوبية الله وأسمائه وصفاته كفر وكذا الشرك في عبادته تعالى إن كان الفاعل عالما مصرا عليه.
الشرك الأصغر: وهو أن يبتغي العبد الدنيا بعمل الآخرة للحديث: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء))([8]).
وذلك لطلب المنافع الدنيوية من سمعة وثناء ورتبة وتقدم وجاه ومنصب ومال.
2- تعظيمه سبحانه والحياء منه: وقد ذكر رب العزة سبحانه علة الكفر، فقال: وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [الزمر:67]. قال السعدي: ما عظموه حق تعظيمه([9])، واستشعار نظر الله إليك: ألم يعلم بأن الله يرى [العلق:14]. وللحديث: ((استحيوا من الله حق الحياء؟ قالوا: وكيف نستحي من الله حق الحياء؟ قال: أن تحفظ الرأس وما وعوى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))([10]).
3- مخافة الله سبحانه والخشية منه: الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون [الحج:35]، وللحديث: ((يقول الله عز وجل: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام))([11])، وأن يكون لهذا الخوف ثمرة وذلك باجتناب المعاصي والآثام للحديث: ((سبعة يظلّلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... - وذكر منهم - ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله))([12]).
الإكثار من ذكره سبحانه: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا [الأحزاب:41-42].
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [الأحزاب:35].
وللحديث: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))([13]).
أن تحسن الظن بالله سبحانه: للحديث: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني))([14])، (فينبغي للعبد أن يجتهد في طاعة ربه موقنا بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعده بذلك، وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد خلاف ذلك فهو آيس من رحمة الله، وهو من الكبائر، وأما ظن المغفرة مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل والغفلة)([15]). يقول ابن القيم رحمه الله: ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل على أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل حسن ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز([16])، للحديث: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله))([17]).
__________________
رد مع اقتباس
  #231  
قديم 03-07-2011, 04:23 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
  #232  
قديم 08-07-2011, 01:48 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


للتذكرة
أركان الإيمان
أركان الإيمان جاء ذكرها في القرآن الكريم، مبيناً أن من لم يؤمن بها ويعمل بها فهو خارج من دين الإسلام، قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدا } [النساء: 136].
‎‎ وقال عز وجل: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [البقرة: 285].
‎‎ وقال عز وجل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } [البقرة: 177].
‎‎ وهذه الأركان علمها جبريل لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور، الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ) قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال:أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال:
‎‎ صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . ثم انطلق فلبث ملياً، ثم قال: (يا عمر أتدري من السائل ؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم.

__________________
رد مع اقتباس
  #233  
قديم 08-07-2011, 01:50 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وهذه الأركان والأصول اتفقت عليها الشرائع كلها ، ونزلت بها جميع الكتب ، وهي:
‎‎ 1.الإيمان بالله. 2. الإيمان بالملائكة. 3. الإيمان بالكتب.
4.الإيمان بالرسل. 5. الإيمان باليوم الآخر. 6. الإيمان بالقدر خيره وشره.

__________________
رد مع اقتباس
  #234  
قديم 08-07-2011, 01:51 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مقتضيات الإيمان
أيها الأخ المسلم المؤمن، إذن ثمة إيمان وثمة إسلام، وعنوان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وعنوان الإيمان عليك أن تتعرف عليه، إذ الإيمان محله القلب، والإسلام منطلقه وعنوانه اللسان، فبمجرد أن تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فأنت مسلم، لكن ما الذي يمكنك أن تقوله لتكون مؤمناً ؟ وما الذي يجب عليك أن تفعله حتى تكون مؤمناً ؟ ربما ظن بعض الناس أنه بمجرد أن تقول آمنت بالله فقد غدوت مؤمناً، لا يا أخي، عندما تقول آمنت بالله فقد غدوتَ مسلماً، لأن قولك آمنتُ بالله يعني كأنك تقول: "أشهد أن لا إله إلا الله"، فالإسلام في الظاهر والإيمان في الداخل، ومن أجل أن تدلّ على إسلامك تقوم بالعبادات، مقتضيات الإسلام عبادات، من أجل أن تدلل على إسلامك تشهد أن لا إله إلا الله، وهذه للدخول في الإسلام، ومن أجل أن تثبت أنك مسلم تصلي وتصوم وتزكي وتحج، فقل لي بربك ما مقتضيات الإيمان، وكيف تثبت بينك وبين نفسك بأنك مؤمن ؟
__________________
رد مع اقتباس
  #235  
قديم 08-07-2011, 01:52 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

هنا تكمن المشكلة، كلنا يقوم بما يقتضيه إسلامه من عبادات، لكن لا يفكر بالذي يقتضيه ويطلبه منه إيمانه، ما الذي يطلبه منك إيمانك، وما الذي يقتضيه منك إيمانك حتى تدلل بينك وبين الآخرين على إيمانك ؟ أنت مسلم لأني أراك تصلي وتصوم وتحج وتعتمر وتذهب لتشتري الشيء المشروع بطريقة مشروعة، حسناً أنت مسلم، ولكن إن سألتك هل أنت مؤمن ؟ ستقول نعم، دلِّل على هذا الذي تقول. ستقول لي وستخلط بين مقتضيات الإسلام ومقتضيات الإيمان، ستقول لي: أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأذهب إلى الحج والعمرة. أقول لك هذه دلائل الإسلام ومقتضيات الإسلام، هنالك مقتضيات للإيمان نحن في غيابٍ عنها ولا نفكر فيها على أنها مقتضيات الإيمان ودلائل الإيمان، أتريدون أن تعرفوها أيها الإخوة ؟ خذوا أنموذجاً عنها، اسمعوا ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الحديث الصحيح: (لا إيمان لمن لا أمانة له) أتريد أن تعرف فيما إذا كنت مؤمناً أم لا، أنظر أمانتك، هل أنت أمين ؟ إذا كنت أميناً فأنت مؤمن: (لا إيمان لمن لا أمانة له).
__________________
رد مع اقتباس
  #236  
قديم 08-07-2011, 01:53 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أتريد أنموذجاً آخر ؟ خذ هذا الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه) أي لا يأمن جاره ما يمكن أن يصدر عنه من أذى.
خذ نموذجاً ثالثاً: (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم).
خذ مثالاً رابعاً: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحدَّث عن مقتضيات الإيمان: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
خذ مثالاً خامساً سادساً سابعاً: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) مقتضيات الإيمان أخلاق: ﴿إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون﴾ إذا كذبت فلست بمؤمن، وإذا صدقت فصدقك دليل إيمانك: ﴿إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون﴾ نحن نُعنى بمقتضيات الإسلام وأحكامها الشرعية المفضلة، يأتيني من يأتيني ويسألني ما حكم الصلاة إذا فعلت كذا أو تركت كذا أو عملت كذا أو قمت بكذا ؟ يجيبه المسؤول فيقول له هنا ارتكبت مكروهاً تحريمياً، فَسَدت صلاتك، صحَّت صلاتك، يلزمك سجود السهو، تحتاج إلى كذا... ماذا عليَّ لو وضعت قطرةً في عيني، هل أفطر ؟ أحكام مقتضيات الإسلام متقنة عندنا، وتُدَرَّسُ عبر التلفاز وفي المساجد والمكاتب، لكن مقتضيات الإيمان لا نتحدث عن أحكامٍ ينبغي أن نطبقها كما نطبق مقتضيات الإسلام شبراً بشبر وذراعاً بذراع. هل تعرف أحكام الصدق التفصيلية كما تعرف أحكام الصلاة ؟ كل الناس يشرع في تدريس الناس أحكام الصلاة وأحكام الزكاة وأحكام الجهاد وأحكام الحج والعمرة، وهذا جميلٌ وجيد، لكن الإيمان أهمّ من الإسلام، هنالك مسلمون غير مؤمنين لا قيمة لإسلامهم، والعبرة للإيمان وليست العبرة للإسلام، أعود لأقرر أمراً ينبغي أن نعرفه جميعاً: هنالك إسلام وإيمان، الأهم بين الأمرين هو الإيمان، مقتضيات الإسلام عبادات، وهي ضرورية، ولكننا في غيابٍ عن مقتضيات الإيمان، ومقتضيات الإيمان أخلاق، الصّدق من مقتضيات الإيمان، إن لم تكن صادقاً فلست بمؤمن، الأمانة من مقتضيات الإيمان، إن لم تكن أميناً فلست بمؤمن، قد تكون مسلماً ولكنك لست مؤمناً.
__________________
رد مع اقتباس
  #237  
قديم 08-07-2011, 01:55 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حسن الخلق من مقتضيات الإيمان، فهل عرفتم أو أردتم التعرف على تفاصيل أحكام الإيمان، وأحكام ما يقتضيه الإيمان ؟ إذن فأنت في طريق الإيمان وأنتم من يُطلَق عليكم وتستحقون لقب وصفة مؤمن، وإلا فلا، مُصَلٍّ ويكذب بغضّ النظر عن حجم الكذبة، صغيرة كانت أو كبيرة، المهم أنه خَدَشَ إيمانه كما تبطل الصلاة بقليلٍ من الأفعال المنافية للصلاة، فإن الإيمان يبطل وإن الصدق يبطل أيضاً بقليلٍ من الكذب، كما أن الماء ينجس بقليلٍ من النجاسة فإن الصدق يبطل بقليلٍ من الكذب، سأقول لكم قولاً وجدته للفضيل بن عياض: "لأن يصحبني فاسقٌ حسن الخلق أحبُّ إليَّ من أن يصحبني عابدٌ سيء الخلق". عابدٌ قام بمقتضيات الإسلام لكنه لم يقم بمقتضيات الإيمان، وذاك الفاسق لم يقم بمقتضيات الإسلام، لكنه قام بمقتضيات الإيمان، فإن الفُضيل يقول: لأن يصحبني هذا الذي قام بمقتضيات الإيمان أحب إليَّ، ونحن نطالب المسلم بكلا الأمرين، لكننا تكلمنا كثيراً عن مقتضيات الإسلام وأحكامها الفقهية ولم نتكلم إلا القليل القليلَ على سبيل القصة والخبر لا أكثر ولا أقل، عن مقتضيات الإيمان وأحكامها الشرعية التكليفية، أنت مأمورٌ بالصلاة، لكنك مأمورٌ بالصدق أكثر كما تشعر بفريضة الصلاة وعندما ترى إنساناً لا يصلي تقول عن هذا بأنه ترك ركناً من أركان الإسلام، فإذا ما رأيت إنساناً يكذب فقل عنه وعن نفسك إن كنت ذلك الشخص لقد ترك ركناً من أركان الإيمان، وإذا ما ترك الإنسان ركناً من أركان الإيمان انهارَ الإيمان وانهيار الإيمان أخطر عليك من انهيار الإسلام.
__________________
رد مع اقتباس
  #238  
قديم 08-07-2011, 01:56 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

جاء في مسند الإمام أحمد يقول فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعِفةٌ في طعمة) هذه مقتضيات الإيمان، انظر هل هذه الأربع فيك ؟
أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة: هل أنت ممن يحفظ الأمانة ؟ وهل أنت أمين على ما ائتُمنت عليه ؟ هل أنت أمينٌ على أولادك ؟ هل أنت أمينٌ على أبيك ؟ هل أنت أمينٌ على محافظتك أيها المحافظ ؟ هل أنت أمينٌ على دولتك أيها الرئيس ؟ هل أنت أمينٌ على دائرتك أيها المدير ؟ هل أنت أمينٌ على وزارتك أيها الوزير ؟ هل أنت أمينٌ على عيادتك أيها الطبيب ؟ هل أنت أمينٌ على طلابك أيها المدرّس ؟ هل أنت أمينٌ على ثكنتك أيها الجندي ؟ وهكذا دواليك... أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: (حفظ أمانة)، (لا إيمان لمن لا أمانة له) هكذا يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح.
أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة وصدق حديث: يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (اصدُقوا إذا حدَّثتم) تأتي مساءً أنت لترى فيما إذا كنت قد صليت الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء، أو صليت الأوقات كلها لكن هل تنظر فيما إذا كنت قد كذبت في يومك هذا في مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ؟ نحن أمة تعيش أحياناً على الكذب، الصغير يكذب، والكبير يكذب، والوسط يكذب، وهذا يكذب، والرجل يكذب، والمرأة تكذب، والمدرس يكذب، والطالب يكذب، وهذا يتمارض، وهذا يتظاهر، وهذا يظهر أنه في حالة كذا وليس هو في حالة كذا: (اصدُقوا إذا حدّثتم) بلسانكم أو بحركتكم
__________________
رد مع اقتباس
  #239  
قديم 08-07-2011, 01:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة: وقلت لكم وأكرر فيما يخص حسن الخليقة، أريد في حسن الخليقة أن تنظروا إلى أمورٍ هي التالي، وقد جاءت عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال: (صِلْ مِن قطعك، واعفُ عمَّن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك) هذه هي جِماعُ حسن الخليقة، فهل أنت تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتحسن إلى من أساء إليك حتى تكون مؤمناً ؟ هل تفعل هذا بالله عليك ؟ حدثت من معي وأنا في طريقي إليكم قلت: إننا نعيش اليوم تشاحناً على أبسط وأبخس الأشياء المادية، وبعد ذلك ونحن في هذه المعمعة التي توسم بالشحناء والبغضاء يُؤذّن للظهر فنقوم لنصلي، ونقول الله أكبر، ويقف أحدنا ليكون إماماً، نصلي ونحن مسلمون لكننا نفقد الإيمان لأننا لا نرعى مقتضياته في لقاءاتنا: (صِلْ من قطعك، واعفُ عمَّن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك).
حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفةٌ في طعمة: عفةٌ في طعمة، أتريد أن تكون مؤمناً وتدلل على أنك مؤمن ؟ انظر نظافة يدك، انظر طهارة اللقمة التي تضعها في فمك، اجتهد في أن تكون عفيفاً في طعمتك: (طوبى) كما قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الطبراني بسندٍ صحيح (طوبى لمن طابَ كسبُه، وصلحت سريرته، وكرمت علانيته، وعَزَلَ عن الناس شره) هذه مقتضيات الإيمان، عايِروا أنفسكم على أساسها، حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفةٌ في طعمة، هذه الأمور التي قال عنها سيدي وسيدك وقائدي وقائدك وملهمي وملهمك ومولاي ومولاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفةٌ في طعمة) هذه أهم مقتضيات الأخلاق، أنت تصلي لأنك مسلم فلماذا تكذب ؟ ألأنك تريد ألا تكون مؤمناً ؟ أنت تصوم لأنك مسلم فلماذا لا تحفظ الأمانة ألأنك لا تريد أن توسم بالإيمان، وأنت الذي إذا قلت لك هل أنت مؤمن قلت بملء فيك نعم أنا مؤمن، لكني سأجيبك لا، لست مؤمناً، ليس الإيمان كلاماً، وليس الإيمان فكاهة، وليس الإيمان ادّعاءاً، وليس الإيمان حركة لسان، وليس الإيمان خطبة تلقيها على مَنْ أمامك. الإيمان سلوك يصدّقه العمل، والعمل في أعلى صوره خُلق، وحسبي هذه الآية أن تكرروها على مسامعكم: ﴿إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون﴾ المنافق مسلم بحسب الظاهر، ويُعامَل معاملة المسلم، لكنه أبداً ليس بمؤمن لأنه لم يقم بأهمّ مقتضيات الإيمان، وهو الصدق، المنافق كذاب: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) لم يقم بمقتضيات الإيمان، وبالتالي لا يمكن أن يكون مؤمناً قام بمقتضيات الإسلام، شهد أنه لا إله إلا الله، صام وصلى واعتمر وحج وزكى، لكنه لم يقم بمقتضيات الإيمان، ولننتبه لهذه النقطة الهامة جداً، ذهبت إلى دولةٍ فلم أجد مقتضيات الإسلام فيها، وهي دولة مسلمة، لم أجد الصلاة كما أجدها هنا، ولم أجد الازدحام على الصلاة كما أجده هنا، زرت مدينةً هناك تكاد تماثل حلب في عدد سكانها، وتكاد تماثل حلب في مساحتها، بيد أن المساجد التي فيها لا تتجاوز خمسة وثلاثين مسجداً، أتدرون كم عدد المساجد في حلب ؟ عدد المساجد في حلب تتجاوز الألف، مقتضيات الإسلام رائعة في حلب، لكنني وجدت في تلك البلدة مقتضيات الإيمان مُطبّقة، النظام سائد على الجميع، الهدوء، النظافة من الإيمان، وهذا ليس حديثاً لكنه مقوله معتبرة، انظروا شوارعكم هل شوارعنا يمكن أن تعبّر عن إيماننا ؟ هل مساجدنا يمكن أن تعبّر عن إيماننا ؟ وجدت مقتضيات الإيمان، الصدق، وجدت الناس يصدقون في تعاملهم، وجدت الأمانة فيما بينهم، وجدت العلاقات الطيبة، وجدت حسن الخليقة، وجدت حسن التعامل فيما بينهم، وهنا مظاهر الإسلام وتجلياته من أروع ما يكون، وها هو هذا الإنسان صديقي يقول لي ما شاء الله المساجد تمتلئ في حلب.
__________________
رد مع اقتباس
  #240  
قديم 08-07-2011, 01:58 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من ثمرات الإيمان بالله
لماذا نؤمن بالله عزوجل عدا عن كون ذلك حقيقة يجب أن نظهرها ، بمعنى آخر قال لي - بغض النظر - عن كونِ الإيمان بالله حقيقةً يجب أن تظهر ، إلا أنني أسأل عن الإيمان بالله وعن حاجتنا نحن إليه وعن ضرورته ؟ قلت له وحدثته بشيءٍ من الاختصار، وشكرته بعد ذلك قائلاً له : سيكون بعون الله هذا السؤال وذاك الجواب موضوع خطبتنا غداً إن شاء الله .
لا شك في أن الواحد حينما يسأل عن حاجته إلى صفة ما نبيلة معينة ، لو سألتني ما حاجتي إلى القوة سأقول لك لأن القوة صفة أساسية لازمة لشخصيتك ، وهذا يساوي لو سألتني ما حاجتك إلى أنفك ، إلى يدك ، من أجل أن تكتمل شخصيتك المادية أنت بحاجة إلى أنف وبحاجة يد وبحاجة إلى أذن من أجل أن تكتمل شخصيتك المادية ، وكذلك أنت بحاجة إلى قوة ، أنت بحاجة الى شجاعة ، أنت بحاجة إلى كل الصفات النبيلة من أجل أن تكتمل شخصيتك المعنوية ، وإذا ما رأيت نفسك في ساعة من الساعات لا تحتاج إلى أنفك ولا تحتاج إلى يدك لأنك لا تمارس بأنفك ولا تمارس بيدك ما يعود عليك بالنفع المباشر فهذا لا يعني أنك لست بحاجة إلى أعضائك هذه التي ذكرنا ، كذلك يا أخي عندما أقول إنك بحاجة إلى قوة ، صحيحٌ أن القوة الآن لا تشعر بضرورتها لأنك تعيش حالاً ضعيفة ، ولأننا نعيش حالاً ضعيفة ونرى القوة الآن لا تلزمنا وإن لزمتنا فإننا سنهرب منها لأن القوة تكلفنا إقداماً وتضحية ، وتكلفنا نتائج قد لا تكون مرضية في الظاهر إلا أن نتيجتها النهائية هي التي ستجعل منا أناساً يستحقون بجدارة أن يكونوا ورَّاث هذه الأرض .

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الصالح, العمل, ايمان


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:02 PM.