اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #166  
قديم 16-08-2009, 10:11 AM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sweet heart مشاهدة المشاركة
جزاكى الله خيرا اختى سارة
بجد القصة جميلة اوى ونتمنى اننا نكون زى مرام فى أخلاقها وأدبها وتدينها


جزانا الله وإياكي يا حبيبتي

ياريت بجد كل بنات المسلمين دلوقتي يبقوا زي مرام مكنش ده هيكون حالنا
__________________
  #167  
قديم 16-08-2009, 10:16 AM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الثالثةعشر

ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ



سافرت عائلة عمتي الأسبوع الماضي إلى مقر إقامتهم في أمريكا... ظلت صورة سارة المبتسمة و المنطلقة و هي تلوح لي مبتعدة نحو قاعة الركاب عالقة في ذاكرتي. صورة مختلفة عن سارة التي رأيتها منذ بضعة أسابيع حين زارتنا للمرة الأولى... لكن صورة طارق بخطاه المتثاقلة و نظرته الخابية كانت تؤرقني و تشغل بالي لأيام عدة...

رغم الصدمة، بدت راوية متماسكة و هي تتلقى خبر سفر طارق المفاجئ و عدوله عن مسألة الخطبة و الارتباط برمّتها، دون سابق إنذار... ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة، ما لبثت أن اتسعت تاركة إياي في دهشة و حيرة!
لم تكن تلك نهاية مفاجآت الأسبوع المنصرم، فقد أسرّت عمتي هيام إلى أمي، في زيارتها الأخيرة منذ يومين فقط، بأن رجلا ثريا تقدم لحنان... و حنان تميل إلى الموافقة! فجأة لم يعد موضوع الميراث يشغل بال عمتي، و لا بال حنان... و أخلت سبيل طارق بعد أن وجدت في العريس الجديد ضالتها! أيمن يستعد للسفر و الالتحاق بعمي محمود الذي وعده بوظيفة مرموقة تناسب طموحاته... لذلك فإن عمتي هيام تتعجل إتمام مراسم الخطبة قبل مغادرته. و هي جاءت تطلب من أبي الحضور هذا المساء للقاء العريس مع زوجها و ابنها، فهي رغم كل شيء، و رغم الخلافات المتكررة، لاتزال تحرص على استشارة أبي في كل ما يخصها و أبناءها، و تعتبره أقرب إخوتها إليها...

كنت أتمشى رفقة راوية في ساحة الكلية، ساعة الاستراحة المسائية، حين رن هاتف راوية فجأة. سارعت لتخرجه من محفظتها، ثم التمعت في عينيها نظرة مشرقة تنطق بالسرور و هي ترد على المتصل في لهفة. لم تدم المكالمة سوى بضع ثوان، لكن كان لها مفعول السحر على راوية التي التفتت إلي في فرح حقيقي و هي تمسك بذراعي بقوة :
ـ إنها راقية... ستأتي لزيارتنا رفقة زوجها مساء اليوم... و ستقضي عندنا بضعة أيام!

راقية هي شقيقة راوية الكبرى التي تزوجت منذ بضعة شهور و سافرت رفقة زوجها الذي يعمل في مدينة تبعد مئات الكليومترات عن مدينتنا... لا شك أن مجيئها سيخفف عن راوية الكثير من إحساسها بالوحدة في بيتها!

ـ سأذهب لاشتراء بعض الحلويات من المركز التجاري وسط المدينة... هل تأتين؟

كنت سعيدة من أجل راوية التي أصابها الفتور و البرود الشديد في الفترة الماضية، فلم يسعني إلا أن أرحب بالفكرة و أرافقها...
كنا نتجول في المركز التجاري، نتوقف من حين إلى آخر أمام أحد المحلات، نتأمل المعروضات على الواجهات، نتبادل بعض التعليقات ثم نواصل طريقنا في مرح افتقدته كثيرا في راوية... و أخيرا وصلنا إلى محل كبير في الطابق الثاني من المركز، و هو محل معروف يصنع أفخر الحلويات الخاصة بالمناسبات المميزة. نظرت إلى راوية في شك و نظراتي تقول : هل أنت متأكدة من أنك تقصدين هذا المحل بعينه؟!
لكنها سحبتني من ذراعي مبتسمة و هي تهتف :
ـ سأشتري لعزيزتي راقية أجمل كعكة فأنا أعلم كم تحب الكعك المحلى... و هذا المحل يصنع أفضل الأنواع في المدينة على الإطلاق!

تبعتها في تسليم و أنا أتأمل مختلف الأصناف التي رصفت على الجانبين بشكل يجلب الأنظار و يوقظ عصافير البطن... ثم رحت أتساءل عن ثمن الكعكة التي ستشتريها راوية و قد هالني ارتفاع الأسعار المعلقة هنا و هناك!

فجأة انتبهت على صوت ضحكة أعرفها حق المعرفة... ضحكة مميزة، و صاخبة و مستهترة... التفتت في فزع إلى مصدرها، فوجدت أن ظني كان في محله!

كانت حنان ابنة عمتي هيام تقف على بعد خطوات مني و هي تتأبط ذراع رجل، بدا لي أقرب إلى الكهولة منه إلى الشباب، و تمسك في يدها الثانية طبقا صغيرا يحوي قطعة من الحلويات الشهية. لبثت أتأملها في دهشة، حتى التفتت إلي بدورها و كأنها أحست بنظراتي... تلاشت ضحكتها لبضع ثوان، لكنها ما لبثت أن استأذنت من مرافقها و اقتربت مني في خطوات رشيقة و ابتسامة صغيرة تعلو شفتيها :
ـ أهلا بك يا مرام... ما الذي تفعلينه هنا؟

رفعت حاجبي في استغراب، فقد كنت أهم بأن أطرح عليها نفس السؤال، لكنني ابتسمت و أشرت إلى راوية التي دخلت في حوار مع أحد الباعة و قلت :
ـ جئت رفقة صديقتي راوية لشراء كعكة...

ثم أشرت إلى مرافقها الذي كان منشغلا بتذوق بعض الحلويات و استطردت :
ـ يبدو أنك لست بمفردك أيضا!

اتسعت ابتسامتها و هي تقول في دلال :
ـ تعلمين أن نبيل تقدم لخطبتي منذ فترة وجيزة... و قد كنا بصدد اختيار كعكة مناسبة للخطوبة...

تزايدت دهشتي و أن أحدق في الرجل الذي التفت إلينا ليستعجل حنان، و همست في نفسي في قلق : ظننته والد إحدى صديقاتها! إنه يبدو كهلا...

رمقتني بطرف عينها و هي تهمس :
ـ إنه ناضج حقا... لكنه في مقتبل الشباب... و يكفيه فخرا أنه كوّن مستقبله بنفسه في فترة وجيزة و حقق نجاحا في أعماله... كما أنه من النوع المناسب لي، فأنا لا أحبذ الشباب الطائش الذي لا يدري كيف يشق طريقه بعد...

لم أرد أن أشير إلى حكاية طارق حينها، خشية أن تسمعنا راوية... لكنني نظرت إليها قائلة :
ـ يبدو أن الأمور تسير بينكما بشكل جيد... رغم أنكما تعرفتما منذ فترة وجيزة... أم تراني مخطئة؟

بدا الاستياء على ملامح حنان، لكنها قالت في هدوء :
ـ لم أكن أظن أن الحظ سيبتسم لي بهاته السرعة... فحين تقدمت إلى وظيفة السكرتيرة في شركته، كنت أشك في فرصي في النجاح... لكنني وفقت إلى أكثر من ذلك! ففي لقائنا الثاني للاتفاق على مبادئ العمل، فاجأني بطلب فاق كل توقعاتي... الحياة فرص يا عزيزتي... و كان علي أن أحسن اقتناص فرصتي...

تذكرت شيئا ما فجأة فبادرتها متسائلة :
ـ أليس من المفترض أنه سيلتقي رجال العائلة مساء اليوم لمناقشة موضوع الخطبة؟ أعني أن موضوع الكعكة سابق لأوانه بعض الشيء... أليس كذلك؟

ابتسمت حنان في مرح و هي تسوي خصلة نافرة من خصلات شعرها و هي تهمس :
ـ لا تقلقي يا عزيزتي... لا يمكن أن يرفض والدي نبيل! أنا واثقة!

أشار إليها خطيبها المستقبلي في صوت هادئ رزين :
ـ حنان... عزيزتي... تعالي تذوقي هاته الكعكة... أظنها ستعجبك...

التفتت إلي حنان بعد أن ابتسمت له ابتسامة عريضة و هي تقول :
ـ عن إذنك مرام... يجب أن أختار كعكتي... أراك لاحقا...

ثم ابتعدت بنفس الخطوات الرشيقة الموزونة لتستقر من جديد إلى جانب رجلها الذي مد إليها الشوكة مع قطعة الحلوى، فالتقطتها بين شفتيها في رقة و نعومة، ثم أطلقت ضحكة من ضحكاتها و هي تهتف في غنج :
ـ إنها حقا الكعكة التي أريد... لقد أصبحت خبيرا في ذوقي بالفعل!

اقتربت راوية، في حين كنت لا أزال أراقب حنان و أنا في حالة من العجب و الذهول. بادرتني راوية قائلة :
ـ من تكون تلك الفتاة؟

أجبتها في شيء من الحرج :
ـ ابنة عمتي... و خطيبها...

لم تعلق راوية على الموقف، بل سارعت لتريني كعكتها الصغيرة المحلاة بالكريما البيضاء و هي تهتف :
ـ أليست جميلة؟ ستعجب راقية حتما!

ابتسمت و أنا أرافقها مغادرتين المحل، و قد شغل بالي موضوع خطبة حنان...

أخفيت عن الجميع لقائي بحنان في محل الحلويات، و انتظرت إلى أن عاد أبي من السهرة في منزل عمتي. كان يبدو عليه الانشراح، و هو يخلع سترته الجلدية و يجلس على الأريكة في استرخاء... بادرته أمي متسائلة :
ـ كيف كانت السهرة عند هيام؟ و كيف كان العريس؟

تنهد أبي و هو يتناول جهاز التحكم عن بعد و يضيء التلفاز و يقول :
ـ يبدو أن هيام ستطمئن على مستقبل ابنتها أخيرا...

اقتربت في فضول و قد تملكتني الدهشة... و تابع أبي قائلا :
ـ إنه رجل رصين... على خلق... مركزه الاجتماعي مرموق... و يبدو عليه النضج و الاستقامة... أرجو أن تبيض حنان وجوهنا أمامه...

ابتسمت أمي و هي تجلس إلى جانبه :
ـ يبدو أنها محظوظة حقا... الحمد لله أن نال إعجابكم... و ماذا عن محمود، و أيمن؟

كان أبي قد شرع في تغيير القنوات الفضائية و السفر بين مختلف المحطات... لكنه أجاب في قليل من التركيز :
ـ محمود يبدو مرتاحا، فالرجل متحدث لبق، كما أن كرمه و دماثته جليان للعيان... لكن أيمن يراه كبيرا في السن، نظرا للشيب الذي وخط شعره... مع أنه لم يتجاوز الخامسة و الثلاثين... و الحقيقة أن حنان أيضا تبدو أكبر من سنها... و فارق عشر سنوات أو حتى اثنتي عشرة سنة ليس بالفارق الكبير... كما أن جميع الأطراف يبدون في رضا تام... خاصة هيام، فهي سعيدة لسعادة ابنتها... فهي سترتاح من هم البحث عن عريس لها، بعد أن تركت الدراسة و قلت فرصها في إيجاد عمل محترم...

قال ذلك و أطلق ضحكة قصيرة، استغرق بعدها في متابعة الأخبار... تاركا إياي في حيرة من أمري... هل أفرح لابنة عمتي التي ظفرت بالعريس الذي تتمناه، أم أشفق على الرجل المسكين الذي لم أفهم بعد ما الذي دفعه إلى الارتباط بها بهذه السرعة، و هو الذي انتظر كل هذا الوقت لتكوين شركته و تحقيق نجاحه... و هو على هذا القدر من الوجاهة و الرصانة!
__________________
  #168  
قديم 16-08-2009, 10:19 AM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي


ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ




كانت راوية في غاية النشاط و الحيوية حين التقيتها صباح اليوم...
ـ كانت سهرة ممتعة حقا...

هتفت راوية و هي تتمطى في تكاسل، و نحن نتخذ مقاعدنا في المدرج الذي كان لا يزال شبه خال من الطلبة.
ـ هل نالت الكعكة إعجاب راقية؟

هزت راوية رأسها موافقة في حماس و سرور :
ـ نعم، كانت لذيذة حقا... حتى أنها أعجبت أمي التي لا يعجبها شيء مني!

ثم أطلقت ضحكة قصيرة، تداري بها ألمها... ثم أردفت بسرعة :
ـ ثم أخذتنا راقية في نزهة صغيرة بالسيارة... أنا و هي و أمي و منال... و تركنا أبي و زوج راقية في الشرفة يحتسيان الشاي... كانت فسحة جميلة... توقفنا عند البحيرة القريبة، و تمشينا لبعض الوقت قرب الماء، و كانت السماء صافية و الجو ساكنا... كنا جميعا في غاية المرح... لم أر أمي بذاك المرح منذ شهور طويلة... حتى أنها توقفت عن مضايقتي!

لم تعد راوية تخفي عني المواقف اليومية التي تحدث بينها و بين والدتها بعد أن كشفت لي سرها، و لم تعد تجد حرجا في الإفضاء إلي بآلامها و معاناتها...

ابتسمت و أنا أربت على كتفها قائلة :
ـ يبدو أن زواج راقية لم يؤثر فيك أنت وحدك! بل يبدو أن أمك أيضا كانت تفتقدها...

هزت راوية رأسها موافقة و بدا عليها التفكر... لكنني سارعت لأستطرد قائلة :
ـ بل ربما تكون عصبيتها الزائدة في الفترة الماضية بسبب زواج راقية... فأنت تقولين بأنها كانت مقربة جدا إليها... خاصة أنها ابنتها البكر... فمن الطبيعي أن يكون لها مكانة خاصة في نفسها... و لم يكن بوسعها أن تنفس عن انفعالاتها إلا من خلالك!

نظرت إلي راوية برهة، ثم هزت رأسها من جديد نافية هذه المرة :
ـ المشكلة أعمق من ذلك بكثير... فأمي تعاملني بجفاء منذ فترة طويلة... و لا علاقة لزواج راقية بالأمر!

ـ نعم، نعم... أفهمك... لكنك قلت بأن تصرفاتها ازدادت حدة خلال فترة الزفاف و بعده... بمعنى أن له دورا في تطور علاقتكما... و عوض أن تتحسن العلاقة، لكونك ابنتها الثانية، و التي من المفترض أن تحتل جل اهتمامها بعد سفر راقية، فإنها سارت إلى الأسوأ! راقية كانت صديقة مقربة لكليكما... و حين فقدتماها أنتما الاثنتين في وقت واحد، كان متوقعا أن تقتربا أكثر من بعضكما البعض، لكن ما حصل هو اتساع الهوة... لأنكما أنتما الاثنتين لم تحاولا الاقتراب من بعضكما، و لم تبحثا عن سد الفراغ الذي تركته راقية، بل زدتماه عمقا... هل ترين ما أقصد؟

حدقت راوية فيّ في دهشة و همست في شك :
ـ ربما أنت على حق...

شددت على يدها في حماس :
ـ بلى، أنا متأكدة من ذلك! ألم تلاحظي بنفسك كيف اختفت الخلافات فجأة حين عادت راقية بينكما؟ لكن هل ستظلان هكذا دائما؟ و هل ستنتظران من راقية أن تحل مشاكلكما في كل مرة؟

كانت تستمع إلي في انتباه، فنظرت إلي في اهتمام و هي تقول :
ـ ماذا تقصدين؟

ـ أقصد أنك يجب أن تتقربي أكثر من والدتك و تكسبي صداقتها... حاولي أن تكوني لها مثلما كانت راقية... و اعتبريها أنت أيضا صديقتك مثلما كانت لك راقية! كلاكما في حاجة إلى صديقة، و يمكنها أن تجد عند الأخرى ما تبحث عنه...

شردت راوية للحظات، ثم قالت بعد صمت قصير :
ـ و لكن يا مرام... المسألة ليست بمثل تلك السهولة... كيف أكون لها مثل راقية؟ راقية شخصية مرحة و حنونة، و تجيد تسلية غيرها و دفعهم إلى الإفضاء إليها بأسرارهم و مكنونات صدورهم...

ـ أين المشكلة؟ أنت أيضا شخصية مرحة و حنونة... كما أنك صديقتي المقربة التي أحب أن أحدثها بكل ما يقلقني... و دوما أستفيد بأفكارك النيرة و نصائحك الثمينة!

ابتسمت راوية في امتنان :
ـ شكرا لك يا مرام... لكن الأمر مختلف هنا... كيف أبدأ معها؟

فكرت للحظات ثم هتفت :
ـ تكلمي مع راقية في الأمر... فهي أكيد ستساعدك... صارحيها بما يشغلك، و هي أكيد ستكون مهتمة...

هزت راوية رأسها مبتسمة و همست :
ـ حسن... إن شاء الله سأفعل...

في تلك اللحظات، كان شخص ثالث يقترب في تردد من مجلسنا... التفتنا في وقت واحد حين جاءنا صوت أنثوي مألوف يبادر بالتحية :
ـ صباح الخير...

كانت سارة... سارة صديقة جاد السابقة... الفتاة المسيحية التي كان لنا معها حوار غير ودي على الإطلاق في مناسبة سابقة. كان شعرها الطويل منسدلا على كتفيها كالعادة، لكن نظرتها بدت أكثر وداعة من ذي قبل و هي تقول في أدب جم :
ـ آسفة على الإزعاج... لكنني في حاجة إلى بعض المساعدة...

بدا على راوية الاهتمام و هي تقول بسرعة :
ـ طبعا، طبعا... فيم يمكننا مساعدتك؟

خفضت الفتاة بصرها في حرج و هي تتمتم :
ـ في البداية أود الاعتذار عما بدر مني في المرة السابقة من كلام جارح... و ردة فعل عصبية... أنا آسفة حقا...

هزت راوية رأسها مبتسمة و هي تجيب في ود :
ـ لا بأس... أتفهم جيدا ردة فعلك...

ابتسمت الفتاة بدورها، ثم قالت في جدية :
ـ كنت أريد أن أسألك عن أحوال جاد...

بوغتت راوية بالسؤال، في حين واصلت الفتاة حديثها :
ـ علمت أنه وصل إلى البلد منذ فترة تزيد عن الأسبوع... و أنه قد أصيب في حادث ما و قضى بعض الوقت في المستشفى... لكن يبدو أنني علمت بذلك متأخرة، فحين ذهبت البارحة لزيارته في المستشفى وجدت أنه قد غادرها، و لم يترك عنوانا للاتصال به... فأردت أن أعرف منك أين يقيم في الوقت الحالي... و كيف هي صحته؟

نظرت إليها راوية في اضطراب و هي تقول :
ـ أنا آسفة حقا... و لكنني لا أعلم عن حاله أكثر مما تعلمين... فنحن لم نعد على اتصال كما كنا في السابق... و إن كنت على علم بحادثته إلا أنني لم أكن على علم بمغادرته للمستشفى... و لست أدري أين يمكن أن يقيم حاليا... بل أنني ظننته قد سافر إلى فرنسا مجددا...

أطرقت سارة مجددا ثم قالت في تفكر :
ـ لا أظنه سافر إلى فرنسا، فهو قد أصيب بعد فترة وجيزة من قدومه، و قضى وقتا طويلا في المستشفى... لذا لا أظنه تمكن من القيام بما جاء من أجله إلى هنا... و من منطلق معرفتي بجاد، يمكنني الجزم بأنه لن يسافر قبل أن ينهي مهمته...

حدقت فيها راوية في دهشة و هي تقول :
ـ أية مهمة تقصدين؟

ابتسمت سارة و هي تقول في مرح :
ـ لست أدري ما الذي جاء به... لكنني أتوقع أنه جاء لسبب ما... أليس كذلك؟ كما أنه لم يلتق بعد أيا من أصدقائه القدامى... و لا شك في أنه سيمر بهم قبل سفره! لذا أظنه في فترة نقاهة، في نزل ما...

التفتت إلى راوية في رجاء قبل أن تبتعد في خطوات واسعة :
ـ أرجو أن تعلميني إن وصلتك عنه أية أخبار... أكون جد شاكرة لك...

هزت راوية رأسها في بطء علامة الموافقة، و شيعنا بنظرات شاردة الفتاة و هي تختفي من خلال باب القاعة... ثم التفتت إلى راوية متسائلة في حيرة :
ـ هل تظنينه لا يزال هنا؟

لكن راوية لم تجب، بل بدت غارقة في تفكير عميق...



__________________
  #169  
قديم 16-08-2009, 11:14 AM
الصورة الرمزية Eng : Heba
Eng : Heba Eng : Heba غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 306
معدل تقييم المستوى: 17
Eng : Heba is on a distinguished road
افتراضي

أكيد جاد لسا موجود ومش هيسافر غير بموافقه راويه علي الزواج منه
يلا ياساره كملي بلاش تشويق
قصتك عسل متابعه معاكي حلقه بحلقه
وجزاكي الله خيرا
__________________
كلاكيت للمرة التانية
هسافر إلي أصفهان
وتتكرر المأساة مرة أخري
  #170  
قديم 16-08-2009, 02:07 PM
الصورة الرمزية Dr\heba
Dr\heba Dr\heba غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 326
معدل تقييم المستوى: 16
Dr\heba is on a distinguished road
افتراضي

قصه روووووووووووووووعه يلا كملى بقى حاجه تلخبط الواحد مش عارف لو مكانهم حيعمل ايه خصوصا راويه بس بصراحه كلهم شباب زى الفل ربنا يرزقنا بحد زيهم يصونا ماعمد طارق ده انا حاسه انه اتغير عشان خاطر مرام مش زى جاد اللى اسلم وبعدين اتعرف على راويه لكن طارق العكس تحسى انه التزم بعد ماتعرف على مرام ودلوقتى اليوميات كلها حوالين راويه بالمناسبه انا حاسه ان مامته راويه مش مامتها لكن زوجة ابوها والله اعلم حنشوف بس انا حاسه بل متاكده ان جاد لسه موجود وحيخطب راويه ان شاء الله يلا كمللى بقلى
__________________
من الجميل ان تبتسم فى الموقف الذى يتوقع
فيه منك الجميع ان تبكى
hapyhopa
  #171  
قديم 16-08-2009, 05:07 PM
الصورة الرمزية hermiony
hermiony hermiony غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 35
معدل تقييم المستوى: 0
hermiony is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله الحلقات فى غاية التشويق

اكملى فانا متابعه حقا تلك القصه
  #172  
قديم 16-08-2009, 06:14 PM
الله أعلم الله أعلم غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 78
معدل تقييم المستوى: 17
الله أعلم is on a distinguished road
افتراضي

يلا احنا مستنين الحلقات مميزة جدا وغاية فى المتعه اثابك الله عليها خيرا
  #173  
قديم 16-08-2009, 06:28 PM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه7 مشاهدة المشاركة
أكيد جاد لسا موجود ومش هيسافر غير بموافقه راويه علي الزواج منه
يلا ياساره كملي بلاش تشويق
قصتك عسل متابعه معاكي حلقه بحلقه
وجزاكي الله خيرا

هو أكيد لسه مسافرش يا هبه زي ما ساره قالت
بس الله اعلم إذا كانت راويه هتوافق ولا لاء

إنتي اللي عسل يا هبه ربنا يكرمك تابعي معانا باقي الحلقات
__________________
  #174  
قديم 16-08-2009, 06:31 PM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hapyhopa مشاهدة المشاركة
قصه روووووووووووووووعه يلا كملى بقى حاجه تلخبط الواحد مش عارف لو مكانهم حيعمل ايه خصوصا راويه بس بصراحه كلهم شباب زى الفل ربنا يرزقنا بحد زيهم يصونا ماعمد طارق ده انا حاسه انه اتغير عشان خاطر مرام مش زى جاد اللى اسلم وبعدين اتعرف على راويه لكن طارق العكس تحسى انه التزم بعد ماتعرف على مرام ودلوقتى اليوميات كلها حوالين راويه بالمناسبه انا حاسه ان مامته راويه مش مامتها لكن زوجة ابوها والله اعلم حنشوف بس انا حاسه بل متاكده ان جاد لسه موجود وحيخطب راويه ان شاء الله يلا كمللى بقلى

فعلا يا hapyhopa هي حاجه تلخبط خصوصا إنهم بيتحطوا ف مواقف صعبه جدا جدا


بس موضوع مامة راويه ده معتقدش إنه صح
عموما تابعي مانا وإنتي تعرفي كل حاجه
__________________
  #175  
قديم 16-08-2009, 06:34 PM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hermiony مشاهدة المشاركة
ماشاء الله الحلقات فى غاية التشويق

اكملى فانا متابعه حقا تلك القصه

حبيبتي hermiony منوووووره اليوميات
__________________
  #176  
قديم 16-08-2009, 06:35 PM
الصورة الرمزية ساره الالفي
ساره الالفي ساره الالفي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 253
معدل تقييم المستوى: 17
ساره الالفي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله أعلم مشاهدة المشاركة
يلا احنا مستنين الحلقات مميزة جدا وغاية فى المتعه اثابك الله عليها خيرا

جزانا الله وإياك أخي الفاضل
__________________
  #177  
قديم 16-08-2009, 10:48 PM
الصورة الرمزية المسلمة الرقيقة
المسلمة الرقيقة المسلمة الرقيقة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 245
معدل تقييم المستوى: 16
المسلمة الرقيقة is on a distinguished road
افتراضي

معلش اتاخرت عليكي في الرد
بس الموضوع بقي متلخبط علي الاخر وبذات موقف مامت رواية
ياريت تبقي سريعة كدة علطول ومتشوقيناش
هههههههههههههههههههههههه
بس بجد القصة اصبحت اكثر تشووووووووووووووووووووووويقا
__________________
اوعى المظاهر تخدعك ولا كلمه حلوه توقعك ولا صاحب ندل يضيعك ولا عيشه مره تغيرك ولا قلب عشقته يحيرك ولا ناس حبتها تدمرك ولا غربه صعبه تكسرك ولا حبيب مخلص يخصرك ولا دمعت حزن تسهرك ولا كلمه تقولها تصغرك دى الدنيا لحظات والناس مقامات والزمن مسافات والحب كلمات وانت زى الورد ان دبل مات
  #178  
قديم 17-08-2009, 01:47 AM
الصورة الرمزية الفتاة العربية
الفتاة العربية الفتاة العربية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 46
معدل تقييم المستوى: 0
الفتاة العربية is on a distinguished road
افتراضي

يلا احنا مستنين دايما اخر اخبار مرام رواية وطارق وجاد وكل الاشخاص الموجودين يلا
متشوئيناش كتيييييييييير كده انا كل يوم على المنتدى علشان خاطر اعرف باقى القصة

مع خالص تحياتى
الفتاة العربية
  #179  
قديم 17-08-2009, 01:54 PM
الصورة الرمزية Dr\heba
Dr\heba Dr\heba غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 326
معدل تقييم المستوى: 16
Dr\heba is on a distinguished road
افتراضي

يلا بقى كملى شوقتينا
__________________
من الجميل ان تبتسم فى الموقف الذى يتوقع
فيه منك الجميع ان تبكى
hapyhopa
  #180  
قديم 17-08-2009, 02:07 PM
الصورة الرمزية asma22
asma22 asma22 غير متواجد حالياً
طالبة جامعية ( اعدادى صيدلة المنصورة )
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 223
معدل تقييم المستوى: 16
asma22 is on a distinguished road
افتراضي

أين ذهبتى يا سارة
وكالعادة تركتينا عند نقاط فاصلة ومشوقة ومازال البحث عن سارة والحلقات مستمر لحين ظهورها
__________________
[/IMG]
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:30 PM.