#166
|
||||
|
||||
الهدنة هي مصالحة أهل الحرب علي ترك القتال مدة معينة بعوض أو غيره، سواء أكان فيهم من يقر علي دينه ومن لم يقر، دون أن يكونوا تحت حكم الإسلام، والذي يعقد الهدنة هو الإمام أو نائبه، فإذا عقدها أحد الأفراد، عُدَّ ذلك خروجًا علي الإمام أو نائبه، ولم يصح العقد عند الجمهور. وتجب الهدنة في (حالتين): الحالة الأولي: إذا طلبها العدو، فإنه يجاب إلي طلبه، ولو كان العدو يريد الخديعة، مع وجوب الحذر والاستعداد، قال تعالي: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 61- 62]. ولقد هادن رسول الله ( مشركي مكة علي أن يدخلها فيقيم بها ثلاثًا، ولا يدخلها إلا بجُلُبَّان السلاح: السيف وجرابه، ولا يخرج بأحد من أهلها، ولا يمنع أحدًا يمكث بها ممن كان معه. الحالة الثانية: الأشهر الحرم، فإنه لا يجوز فيها أن يبدأ المسلمون القتال، إلا إذا بدأ العدو، فإنه يجب عندئذ القتال، حتى ولو كان ذلك في المسجد الحرام مع ما له من حرمة، لأن حرمة المسلم أشد حرمة عند الله من حرمة المسجد الحرام، والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب. قد أذن الله للمسلمين بالقتال فيها إذا بدأ الأعداء القتال، قال تعالي: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله} [البقرة: 217] . وقال تعالي: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم} [البقرة: 191]. ركن الهدنة : ركن الهدنة الإيجاب والقبول بين الإمام أو نائبه والأعداء. حكم الهدنة: يترتب علي الهدنة إنهاء الحرب بين المتحاربين، ويأمن الأعداء علي أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، لأن الهدنة عقد أمان أيضًا. |
#167
|
||||
|
||||
المزارعة والمزارعة عمل بها الرسول (، فعن ابن عباس أن رسول الله ( عامل أهل خيبر لشطر ما يخرج من زرع أو ثمر.[متفق عليه]، وقد زارع كثير من أصحاب رسول الله ( كعلي وسعد بن مالك، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وزارع كثير من التابعين مثل عمر بن عبد العزيز، وعروة بن العزيز، وآل أبي بكر، وابن سيرين. [البخاري]. والمزارعة هي إجارة الأرض ببعض ما يخرج منها بين المالك والزارع، والمزارعة من فروض الكفاية، فيجب علي الإمام أن يجبر الناس عليها، فقد ورد أن النبي ( قال "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"[متفق عليه]. أباح الإسلام المزارعة لما فيها من مصلحة للمالك والمزارع، فالمالك قد لا يستطيع زراعة أرضه لسبب من الأسباب، والمزارع قد يكون فقيرًا، ففي هذا مساعدة له، ولا عجب، فالإسلام دين اليسر، والتعاون علي البر والتقوي. وقد زرع أهل خيبر لرسول الله ( أرض خيبر بشرط أن يأخذوا النصف ويأخذ الرسول النصف مما يخرج منها من زرع أو ثمر. أحكام خاصة بالمزارعة: حرم الإسلام الظلم، ومن هنا فكان لا يجوز للمالك أن يحدد جزءًا من الأرض يكون إنتاجه ومحصوله له دون المزارع، فقد يتلف الزرع في بقية الأرض، وقد يتلف الزرع في الجزء الخاص بالمالك ولا يتلف في الباقي، وهذا ظلم للمالك. ولكن هل هناك أشياء يتفق عليها الطرفان (نعم) فهما يتفقان علي ما سيزرع، وقد يترك الأمر للمزارع يزرع ما يشاء، ويجوز للمالك أن يشترط علي المزارع ألا يزرع في الأرض ما يضر بها أو بما فيها من شجر أو غيره؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام. وإذا أراد المالك إخراج المزارع من الأرض فعليه أن يعوض المزارع عما أنفقه علي الأرض لصاحبها في أي وقت، فله ذلك إذا كان قبل الزراعة، فإذا كان بعد الزراعة فلا يجوز له إخراج المزارع إلا بعد أن يصبح الزرع صالحًا للانتفاع به. وبعد حصد المزارع يأخذ كل من المالك والمزارع نصيبه، فإذا بلغ نصيب كل منهما المقدار الذي يجب فيه الزكاة؛ أخرج زكاة نصيبه. شرط صحة المزارعة: يشترط في عقد المزارعة أن يكون العاقد عاقلاً، فلا يصح عقد المجنون ولا الصبي غير المتميز، أما إذا كان مميزًا ولو لم يبلغ الحلم صح عقده ويشترط فيما يخرج ما يلي: 1- أن يكون معلوم النوع في العقد: 2- أن يكون مشتركًا بين العاقدين، فلا يكون لأحدهما دون الآخر، وإلا فسد: 3- أن يكون الناتج معلوم القدر كالنصف والثلث ونحو ذلك؛ درءًا للاختلاف. 4- أن يكون جزءًا مشاعًا ، فلا يخصص أحدهما جزءًا بعينه، وإلا فسد العقد. ويشترط في المزارعة أن تكون الأعمال التي يقوم بها العامل زراعة، فإذا كانت غير زراعة كقطع الشجر، أو رصف جوانب الطرق ونحو ذلك؛ فليست بمزارعة. كراء الأرض بالنقد: تجوز المزارعة بالنقد والطعام وبغيرهما مما يعد مالاً، فعن حنظلة ابن قيس -رضي الله عنه- قال: سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض، فقال نهي رسول الله ( عنه. فقلت بالذهب والورق والفضة؟ فقال: أما الذهب والورق، فلا بأس به[الخمسة إلا الترمذي]. وقد ردَّ زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ما ذكر رافع بن خديج -رضي الله عنه- من أن رسول الله ( قد نهي عن كراء الأرض، فقال رافع: يغفر الله لرافع بن خديج، أنا والله أعلم بالحديث منه. إنما جاء النبي ( رجلان من الأنصار، قد اقتتلا. فقال (: "إن كان هذا شأنكم، فلا تكروا المزارع" فسمع رافع قوله:" فلا تكروا المزارع"[أبو داود والنسائي]. |
#168
|
||||
|
||||
إحياء الموات
مشروعية إحياء الموات: شرع الإسلام إحياء الموات واستصلاح الأراضي وتعميرها؛ لأن في ذلك مصلحة للفرد والمجتمع، حيث يستفيد الأفراد من زراعة الأرض ومن السكن فيها، وحيث يزداد الإنتاج الزراعي فيكفل للمجتمع الحياة الرغدة، ويساعد علي التغلب علي بعض المشاكل التي يمكن أن يعاني منها كمشكلة التضخم السكاني ومشكلة الغذاء ومشكلة الأيدي العاملة، فاتساع الأراضي المزروعة يستلزم عاملة كثيرة. ويختلف إحياء الأرض عن إقطاعها لشخص، فإحياء الأرض هو أخذ هذه الأرض بقصد استصلاحها، وبعد الاستصلاح تصير هذه الأرض ملكًا لمستصلحها، ولا يجوز انتزاعها منه أو التعدي عليها. سواء كان هذا الاستصلاح بإذن الحاكم أم بغير إذنه، فالإحياء سبب الملكية. أما الإقطاع فهو أن يقطع الحاكم العادل بعض الأفراد من الأرض الميتة والمعادن أو المياه للمصلحة، وقد أقطع رسول الله ( الصحابة، وأقطع من بعده الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم-. فعن عمرو بن دينار قال: لما قدم النبي ( أقطع أبا بكر وأقطع عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-. ولا يجوز للحاكم أن يقطع أحدًا إلا ما يقدر علي إحيائه، لأن في إقطاعه أكثر من ذلك تضييقًا علي المسلمين. وإقطاع الأرض لا يعني تملكها، وإنما يعني أن لمن أقطعت له الحق في الانتفاع بها وإن شاء الإمام أن يستردها في أي وقت جاز له ذلك لمصلحة يراها. وقد حث النبي ( علي تعمير الأراضي واستصلاحها، فقال:"من أحيا أرضًا ميتة فهي له" [البخاري]. وقال: "من أعمر أرضًا ليست لأحد فهو أحق بها" [البخاري وأحمد والبيهقي]. ويشترط لاستصلاح الأرض ما يأتي: 1- أن تكون الأرض في بلاد المسلمين: فإن كانت بلاد غير المسلمين فلا يحق استصلاحها إلا بإذن أهل هذه البلاد. 2- ألا تكون الأرض المراد إحياؤها ملكًا لأحد: مسلمًا كان أو غير مسلم، فإذا تبين له بعد ذلك ملكيتها لأحد من الناس، فعليه أن يطلب منه مقابل استصلاحها أو يشتريها من صاحبها. 3- ألا تكون الأرض قريبة من العمران: فلا تكون مرفقًا من مرافقه. كالشوارع والحدائق والنوادي التي يجتمع فيها الناس وغير ذلك. 4- أن يكون الاستصلاح بإذن الحاكم أو نائبه: اتفق الفقهاء علي أن الإحياء سبب الملكية، ولكنهم اختلفوا في اشتراط إذن الحاكم، وأكثر العلماء علي أن من أحيا أرضًا فهي له ولورثته من بعده، وعلي الحاكم أن يسلم بملكيتها له، ولا يجوز له انتزاعها منه أو التعدي عليها، وذلك لقول رسول الله ( فيما رواه عنه جابر بن عبد الله:"من أحيا أرضًا ميتة فهي له"[البخاري]. فإذا توفرت هذه الشروط كان للرجل أن يبدأ في استصلاح الأرض والانتفاع بها وبما حولها من المرافق التي يحتاج إليها. ولا بد من توفر النية لاستصلاح الأرض الموات لدي الراغب في الاستصلاح، والنية لا تتأكد بمجرد أن يقوم بتنقية الأرض من العشب والحشائش مثلاً وإنما تتأكد بزراعة الأرض أو بالبناء عليها أو ما شابه ذلك. وإذا ترك المستصلح الأرض ثلاث سنوات دون استصلاح؛ انتزعت منه، فقد أعطي النبي ( لقوم من جهينة أو مزينة (قبيلتان) قطعة أرض، فلم يستصلحوها، فجاء قوم آخرون فاستصلحوها. فتخاصموا إلي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: لو كانت مني أو من أبي بكر لرددتها (أخذتها)، ولكنها قطيعة (عطية)رسول الله ( ثم قال: من كانت له أرض ثم تركها ثلاث سنين فلم يعمرها وعمرها قوم آخرون فهم أحق بها. وإن كانت الأرض التي أخذها المستصلح كبيرة فلم يستطع استصلاحها كلها؛ أخذ منه ما لم يستطع استصلاحه، وترك له ما استصلحه. فقد روي عن بلال بن الحارث أن رسول الله ( أقطعه العقيق (وادي بالمدينة المنورة) أجمع، فلما كان زمان عمر بن الخطاب قال لبلال: إن رسول الله ( لم يقطعك؛ لتحتجزه عن الناس، إنما أقطعك لتعمل، فخذ منها ما قدرت علي عمارته، ورد الباقي.[البيهقي]. |
#169
|
||||
|
||||
المساقاة
مشروعية المساقاة: ولم ترد تسمية المساقاة في القرآن والسنة، وقد شرعها الله لما فيها من مصلحة للمالك والمساقي، فقد ورد عن أبي هريرة: أن الأنصار قالت للنبي ( أقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين النخيل. قال (:"لا". فقالوا: تكفونا المؤونة (العمل)، ونشرككم في الثمرة؟ قالوا: سمعنا وأطعنا. [البخاري]. فقد وافق الرسول ( علي أن يرعي المهاجرون نخيل إخوانهم الأنصار، في مقابل أن يأخذوا نصف ثماره، وهذه مساقاة. شروط صحة المساقاة: هناك شروط لصحة المساقاة، وهي: 1- أن يكون الشجر الذي سيقوم المساقي برعايته معلومًا؛ لأنه لا يصح أن يتعاقد رجلان علي شيء مجهول. 2- أن تحدد المدة التي سيقوم المساقي فيها برعاية الشجر. 3- أن يتم الاتفاق بين صاحب الشجر والمساقي قبل نضج الثما 4- أن يحدد نصيب المساقي قبل البدء في رعاية الشجر، كأن يتفقان علي أن يأخذ المساقي النصف أو الربع. ما تكون فيه المساقاة وما يقوم به المساقي: تجوز المساقاة في كل ما يحتاج إلي رعاية من سقي وتطهير من الحشائش وغيرها مثل النخيل والكروم وغيرهما.. ويقوم العامل بسقي الأشجار وتطهيرها من كل ما يضر بها من حشائش وحشرات ضارة، والمحافظة علي الثمار وقطفها بعد نضجها.ويتحمل العامل كل ما يحتاج إليه من أدوات رش الحشرات والمبيدات، وثمن السقي وغير ذلك، إلا إذا تطوع المالك بالمساعدة معه بأي شيء فله ذلك. عجز العامل(المساقي) عن القيام برعاية الأشجار بنفسه: إذا لم يستطع المساقي أن يقوم برعاية الأشجار بنفسه لمرض أو سفر مفاجئ، وكان المالك قد اشترط عليه أن يرعي الزرع بنفسه؛ بطل الاتفاق الذي بينهما، وإذا لم يكن المالك قد اشترط عليه ذلك؛ جاز له أن يستأجر من يقوم برعاية الأشجار بدلا عنه. موت المالك: إذا مات المالك حل ورثته محله، وتستمر المساقاة حتى تنتهي المدة المتفق عليها، ويأخذ المساقي نصيبه. موت المساقي: إذا مات المساقي قام ورثته برعاية الشجر بدلا عنه، ويأخذون نصيب أبيهم في الثمار، وإذا رفضوا العمل مكان أبيهم في رعاية الثمار فللمالك أو ورثته أن يتخذ أحد المواقف التالية: 1- قطع الثمار بعد نضجها وتقسيمها حسب الذي كان بين المساقي والمالك وإعطاء ورثة المساقي نصيب أبيهم 2- أن يعطي ورثة المساقي -في الحال- قيمة نصيب أبيهم من الثمر وهو ناضج -مالاً. وفي النهاية عند نضج الثمار، توزع الثمار بين المالك والمساقي حسب الاتفاق الذي بينهما. فسخ المساقاة: تنفسخ المساقاة إذا مات أحد المتعاقدين، ويري الشافعي أنه يجوز للوارث إتمام العمل. والأولي أنه إذا مات أحد المتعاقدين انفسخ العقد، لأنه عقد عمل أساسه المهارة، كما أن أساس العقد الأمانة والرضا بين الطرفين أو ربما لا تتوفر في الورثة. وينفسخ العقد في حياة المتعاقدين إذا ظهر عدم الأمانة، كما ينفسخ بانقضاء المدة المتفق عليها. عمل السقا: يلحق بالمساقاة عمل (السقا)، وهو نقل الماء من مصادره المباحة إلي المنازل، بغرض الانتفاع به نظير أجر حمل الماء ونقله لا بيعه، لأن الماء مملوك لجماعة المسلمين، وهذا العمل يدخل ضمن المساقاة من باب القياس. |
#170
|
||||
|
||||
الإجارة
مشروعية الإجارة: شرع الإسلام الإجارة ليسهل علي الناس قضاء حوائجهم التي يحتاجون فيها إلي أشياء لا يملكونها، فيستأجر الإنسان بيتًا ليسكن فيه إن لم يستطع شراءه، ويستأجر الإنسان سيارة ليسافر بها إن كان لا يستطيع شراء سيارة وهكذا. وقد يستأجر الإنسان شخصًا، فُيسمي ذلك الشخص (أجيرًا)، كأن يستأجر الإنسان خياطًا ليخيط له الثياب، أو مهندسًا ليبني له بيتًا. وهكذا فينتفع ذلك بالأجر الذي يحصل عليه. مثال من القرآن: استأجر الرجل الصالح من مدين موسي -عليه السلام- علي أن يعمل أجيرًا عنده لمدة ثماني سنين مقابل أن يزوجه إحدي ابنتيه، وقد أخبرنا القرآن عن ذلك، فقال علي لسان الرجل الصالح حينما كلمه موسي - عليه السلام- :(قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجر ني ثماني حجج.) [القصص: 27]. وتحديد المدة ليس شرطًا في جميع الإجارات، بل هو شرط في بعض دون بعض، فمن الإجارات ما لابد فيه من تعيين العمل دون المدة. كخياطة ثوب، أو زراعة أرض، أو ري زرع، ومنها ما لابد فيه من ذكر المدة دون العمل كسكني الدار، وركوب السيارة، ومنها ما لابد فيه من الأمرين معًا ذكر المدة والعمل كعمل الخادم والموظف ونحو ذلك. شروط صحة الإجارة: 1- الأهلية: ألا يكون المستأجر أو المالك (المؤجر) سفيهًا أو مجنونًا أو صبيا غير راشد أومكرهًا علي الإجارة. 2- أن يحدد الشيء المراد استئجاره: كأن يري بالعين أو يصفه وصفًا دقيقًا. وإن كان الشيء المؤجر أرضًا زراعية، حددت مساحتها والشيء الذي سيزرع (قمحًا أو ذرة ونحو ذلك) إلا أن يأذن المؤجر للمستأجر أن يزرع ما شاء. 3-ألا يستعمل الشيء المؤجر في شيء محرم، فلا يؤجر المحل؛ ليباع فيه الخمور أو يؤجر الرجل ليقتل رجلا آخر. 4-ألا تكون الإجارة لأداء شيء يجب علي المستأجر القيام به بنفسه، فلا يؤجر الرجل رجلاً ليصلي بدلا منه مثلاً. فإن كانت الإجارة لشيء لا يشترط فيه أن يؤديه المستأجر بنفسه جازت، فيجوز للرجل أن يستأجر رجلا ليعلم ابنه تلاوة القرآن، أو ليحفظه القرآن. 5- أن تكون الأجرة محددة ومتفق عليها قبل البدء في العمل، كأن يتفق المؤجر والأجير علي عشرة جنيهات مثلاِ مقابل خياطة الثوب إن كان الأجير خياطًا، أو مقابل الكشف الطبي عليه إن كان الأجير طبيبًا. وهكذا. فعن أبي سعيد قال: "إذا استأجرت أجيرًا؛ فأعلمه أجره" [النسائي]. ويدفع للأجير أجره بمجرد انتهائه من العمل. قال ( :"أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"[ابن ماجة]، إلا أن يكون المؤجر قد اتفق مع الأجير علي أن يعطيه أجره مقدمًا، أو أن يعطيه نصف الأجر، والنصف الآخر حين ميسرة، فذلك جائز ما دام قد اشترط المؤجر ذلك ووافق الأجير؛ فقد قال ( :"المسلمون عند شروطهم"[البخاري]. ومن استأجر أجيرًا لمدة معينة كعشرة أيام مثلًا في مقابل مبلغ معين مائة جنيه مثلًا؛ جاز أن يعطيه عن كل يوم يعمله عشرة جنيهات، لأن الأجرة إنما هي علي العمل. فلكل جزء من العمل جزء من الأجرة. ومن استأجر دارًا أو شيئًا آخر؛ فله أن يؤجره لغيره بنفس الأجرة أو بأقل أو أكثر، ومن استأجر أجيرًا فللأجير أن يستأجر غيره لأداء العمل المؤجر له. فكل ذلك جائز ما لم يتعين ساكن الدار والأجير. ما يجب علي المستأجر: علي المستأجر أن يحافظ علي الشيء الذي استأجره، ولا يقصر في الحفاظ عليه، فإن بدأ العمل فيه فأتلفه أو ضيعه نتيجة تقصير منه، وكان هناك دليل علي ذلك وجب عليه التعويض، فالشيء المؤجر أمانة عنده، وعليه كذلك ألا يستعمل الشيء الذي استأجره في غير الغرض المتفق عليه أو فيما لا يصلح له الشيء المؤجر، وألا يزيد عن المدة المتفق عليها مع صاحب الشيء المؤجر، فإن أجر الإنسان آلة ما لساعة من الزمن فاستخدمها الساعتين وجب عليه التعويض، فيعطي صاحب الآلة إيجار الساعة الزائدة. وعلي الأجير أن يتقن عمله أو صنعته علي أكمل وجه. قال ( :"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"[البيهقي]. وعلي الأجير ألا يعمل لدي رجلٍ آخر غير الرجل الذي استأجره أثناء مدة الاستئجار، فإن فعل نقص من أجره بقدر عمله. وعلي المستأجر ألا يستعمل الشيء المؤجر فيما لا يصلح له وعلي المستأجر أن يرد ما استأجره بعد انتهاء مدة الإيجار، فإن كان آلة سلمها إلي صاحبها، وإن كان أرضًا سلمت خالية من الزرع، وإن كان بيتًا أو محلًا سلم خاليا من المتاع. |
#171
|
||||
|
||||
المضاربة
ورد أن عبد الله وعبيد الله ابني عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- خرجا في جيش العراق، فلما رجع أبو موسى الأشعري، وهو أمير علي البصرة، رحب بهما، وقال: هنا مال أريد أن أبعث به إلي أمير المؤمنين، فأسلفكما فتبتاعان (تشتريان) به متاعًا من العراق، ثم تبيعانه في المدينة، وتوفران رأس المال يأخذه أمير المؤمنين لبيت مال المسلمين، ويكون لكما ربحه، فقالا: رضينا. ففعل، ثم كتب إلي عمر أن يأخذ منهما المال، فلما قدما وباعا وربحا قال عمر: أكل الجيش قد أسلف كما أسلفكما فقالا: لا. فقال عمر: ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما، أديا (أي) إدفعًا. المال وربحه،فسكت عبد الله ابن عمر، وتكلم عبيد الله، فقال: يا أمير المؤمنين لو هلك، لغنمناه فقال عمر: أديا المال. فقال رجل من الجلساء يا أمير المؤمنين لو جعلته مضاربة، فرضي عمر وأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال.[مالك والدارقطني]. المضاربة: هي أن يأتي رجل معه مال، إلي أخٍ مسلم ويعطيه ماله، فيتاجر به ويكون لصاحب المال نصف الربح أو أكثر أو أقل حسب الاتفاق وللمتاجر فيه الباقي. وقد كانت هذه المضاربة قبل الإسلام، وأقرها الرسول ( لما فيها من مصلحة لصاحب المال وللذي يتاجر فيه. شروط المضاربة: 1- أن يكون رأس المال أموالًا نقدية: فإن أعطي رجل أخاه شيئًا يبيعه ليتاجر بثمنه جاز ذلك. 2- ألا يكون رأس المال دينًا علي المتاجر به: فلا يحق صاحب دين علي رجل آخر أن يطلب منه أن يتاجر في الدين الذي عنده في مقابل أن يكون له نصف الربح أو أكثر أو أقل. 3- أن تحدد نسبة تقسيم الربح قبل البدء في المتاجرة برأس المال. 4- ألا يحدد وقت للمضاربة عند أكثر العلماء: فقد لا يربح المتاجر بالمال في هذه المدة، وقد لا يباع شيء إلا بعدها. 5- أن يستعمل المتاجر المال بنفسه: فلا يجوز له أن يعطي رأس المال لرجل غيره ليتاجر به. إذا ضاع رأس المال من المتاجر به بسبب تقصير فيه أو إهمال تحمله المتاجر، فإذا ضاع المال أو تلف نتيجة حريق مثلا أو غيره فلا شيء عليه، ويقسم لصاحب المال أنه ما قصر في الحفاظ عليه وعلي صاحب المال أن يصدقه. ما يفسخ به عقد المضاربة: يفسخ عقد المضاربة في أي وقت يريد صاحب المال أو المتاجر، فإذا تم الفسخ، تباع السلعة ويأخذ صاحب المال ماله، ويقسم الربح بينهما حسب الاتفاق، وإن كان هناك خسارة تحملها الاثنان. وإذا مات صاحب رأس المال فعلي المتاجر فيه أن يرجع إلي ورثة صاحب المال، فإذا وافقوا علي استمراره، وإلا أنهي المضاربة وأخذ نصيبه في الربح وأعطاهم رأس المال ونصيبهم في الربح. وفي النهاية علي كل من صاحب المال والمتاجر فيه أن يتقي الله، فلا يبخس صاحب المال من المتاجر جزءًا من الربح مادام قد اتفقا، وعلي المتاجر ألا يخفي شيئًا من الربح لنفسه، دون إذن صاحب المال. |
#172
|
||||
|
||||
الحوالة
هي انتقال الدَّين من ذمة المدين إلي ذمة الملتزم بدفعه فتسمي بـ(الحوالة) أو الإحالة، وذلك بأن يكون لإنسان علي آخر دين، ويكون هذا المدين له دين علي رجل ثالث، فيقول الذي له عليه دين لي دين عند فلان، فيحيله عليه، فإن وافق المحيل، انتقل الدين من علي الذي نقل الدين إلي من هو له دين عنده. وقد أجاز الإسلام الحوالة لأن فيها رحمة بالمدين، فربما يكون المدين غير قادرٍ علي سداد الدين فيدفعه عنه غيره، ولأن الدائن يحصل علي حقه، ولا يضيع عليه بعدم قدرة المدين علي السداد، ولذلك يستحب للدائن قبول الحوالة. قال (:"مطلُ الغني ظلم، وإذا أُتبع أحدكم علي ملي فليتبع"[متفق عليه] والمليُّ: هو الثري أو الغني، والمقصود بقوله (إذا أتبع أحدكم علي ملي فليتبع) أي: أنه إذا أُحيل الدائن علي ثري قادرٍ علي سداد الدين فليقبل. ولصحة الحوالة شروط هي: 1- أن يكون كل من المحيل والمحال عليه ممن لهم أهلية التصرف، فلا يكون أحدهم مجنونًا أو صبيا صغيرًا. 2- رضا المحيل دون المحال والمحال عليه: فإن أكره أحدهما علي الإحالة كانت غير صحيحة. ويشترط بعض الفقهاء رضا المحال عليه خاصة إذا كان عليه دين للمحيل. 3- أن يكون المحال عليه غنيا حتى يستطيع سداد الدين. 4- أن يتماثل ما سيأخذه المحال من المحال عليه مع الدين الذي علي المحيل في النوع والمقدار والجودة. فإذا كان الدين عشرة جرامات من الذهب عيار واحد وعشرين، وجب أن يعطي المحال عليه للدائن عشرة جرامات من الذهب عيار واحد وعشرين، فلا يعطيه خمسة جرامات أو يعطيه فضة أو يعطيه ذهبًا عيار ثمانية عشر إلا أن يتفق المحال عليه مع المحال، علي أن يعطيه ما يعادل الدين، كأن يعطيه قيمة الدين نقدًا، أو شيئًا في نفس قيمة الدين. فإذا استوفت الحوالة هذه الشروط يكون المحيل (المدين) بذلك قد وفي المحال (الدائن) حقه مادام قد رضي بها، ولا يحق له الرجوع للمحيل ومطالبته بالدين عند جمهور الفقهاء فإذا مات المحال عليه قبل أن يوفي المحيل حقه، أو أفلس ولم يعد لديه المال لسداد الدين، أو أنكر الحوالة ولم يكن للمحال دليل علي الحوالة أو اكتشف المحال أن المحال عليه فقير أو غير قادر علي سداد الدين، وأن المحيل (المدين) قد خدعه، كان للمحال (الدائن) حق الرجوع إلي المحيل ومطالبته بالدين عند بعض الفقهاء. |
#173
|
||||
|
||||
|
#174
|
||||
|
||||
|
#175
|
||||
|
||||
الأسرة في الإسلام
الوظيفة الاقتصادية للأسرة إعداد: تهاني الفضل الزواج سنة كونية من سنن الحياة قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [سورة الرعد آية: 38]. فإذا بلغ الشاب مبلغ الرجال، وكان في ميسرة تتيح له أن ينفق على نفسه وعلى زوجه فليبادر بالزواج. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ). وهذا يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأمر الشباب أن يبادر كل منهم إلى الزواج متى أحس ثورة الميل الغريزي في نفسه إلى المرأة، ومتى وجد الكفاية المالية التي تتيح أن يكون أسرة من منزل وزوجة وأولاد لينفق عليهم. وفي دعوة الإسلام إلى حياة الأسرة وترغيبه في إقامتها تبرز لها وظائف جليلة، وتظهر ثمرات ذات أثر فاعل في حياة الفرد والمجتمع، إذ هي نعمة من نعم الله وآية من آياته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [سورة النحل آية: 72]. للأسرة وظائفها الخاصة مثل الوظيفة التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية وغيرها من الوظائف التي لا غنى عنها، فهي المؤسسة الأولى التي ينشأ فيها الأبناء، وبما أن أساس تكوين الأسرة هو المقدرة المادية فإن تعريف الوظيفة الاقتصادية: توفير الدعم المادي لأفراد الأسرة لضمان حياة كريمة لأفراد الأسرة من خلال إنفاق الدخل المادي بما ينفعها، وتأمين مستقبل لأفرادها من خلال التوفير. فالأسرة في الإسلام يلقى على كاهلها مسئولية توفير الحاجات الأساسية التي تضمن بقاءها، ولذا فعليها ممارسة نشاط اقتصادي معين، وعليها السعي الجاد في طلب الرزق، والمشي في مناكب الأرض، استجابة لقول الله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [سورة الملك آية: 15]. أجمع العلماء على وجوب نفقة الزوج على زوجته وعلى الأولاد، ولا خلاف بين العلماء على أن النفقة يتحملها الأب وحده دون الأم، ولذا يجب على من له زوجة أن يقوم بحقها الذي أوجبه الله عليه وألزمه به، ولا يجوز له أن يماطل في ذلك لقوله تعالى:وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. [سورة البقرة آية: 233] وقال تعالى:﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ. [سورة الطلاق آية: 7] أيضا إذا كانت الزوجة تعمل أو غنية أو لها إرث من والديها أو أحدهما، فليس واجبا عليها النفقة على زوجها وأولادها لأن الزوج هو المسئول عن النفقة. أما إذا رغبت الإنفاق فإن ما تنفقه من راتبها أو مالها الخاص على بيتها فهو صدقة تثاب عليها وليس واجبا، وقد حدث مع زينب زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- عندما أنفقت من مالها على زوجها حيث كانت غنية وزوجها فقيرا. فللزوجة ذمتها المالية الخاصة بها، تتصرف فيها كيفما تشاء، فتشتري لنفسها ما ترغب وتنفق على أهلها، وتدخر منه في حسابها. أما إذا اشترط عليها أن تساهم بشيء من راتبها مقابل أن تعمل فعليها أن تنفق بجزء بسيط من مالها على بيتها ونفسها. ما يخل بالوظيفة الاقتصادية للأسرة: · غلو بعض الناس في الإسراف في كل شيء بالمأكل والمشرب والملبس ودخولهم في عداد المسرفين المبذرين. · ما أن يكثر المال لدى بعض الأسر - هداهم الله - فإنهم يستسلموا للراحة والتنعم، والانغماس بالملذات، فلا فرق بين كماليات وضروريات، حتى أنهم عودوا أطفالهم الإسراف وحب المال. · حدوث المشاكل بين الزوجين بسبب نقص المال وعدم توافر الإمكانيات التي تمنعهم من تحقيق أهدافهم، والوصول إلى توافق مع من حولهم في الحياة العامة والخاصة. · بخل الزوج مع توفر الإمكانيات المادية لديه. بعض النصائح لتوفير حياة معيشية هانئة: عدم الإسراف والتبذير قال تعالى:﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [سورة الإسراء آية: 27]. · لا يحق للزوج الإضرار بزوجته وأولاده بإنفاق ماله عبثا فقد جاء في الحديث الصحيح: ( أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ). · إذا كان الزوج بخيلا فلا مانع من أخذ الزوجة من مال زوجها لما هو ضروري، عن عائشة - رضي الله عنها -: ) قالت هند امرأة أبي سفيان: يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح ليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف (. · يجب الاحتفاظ بمبلغ من المال تحسبا للظروف، وأن يكون الإنفاق ضمن الدخل الشهري حتى لا يضطر إلى الاستدانة، أو شراء شيء بالتقسيط. إلا إذا كانت الظروف تسمح تماما لتسديدها دون عبء زائد. عزيزي رب الأسرة: إن المؤمن يأبى الظلم أو التقصير في حق رعيته، لأنه يعلم أن الله تعالى سيسأله يوم الدين عما استرعاه حفظ أم ضيع، وتضييع الأولاد وترك الإنفاق عليهم وإهمال رعايتهم إثم كبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ). فالإسلام يوجب نفقة الأولاد على الوالد ما داموا عاجزين عن العمل والكسب، قال -صلى الله عليه وسلم-: ( أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني إلى من تدعني) . الوظيفة الاقتصادية للأسرة إعداد: تهاني الفضلالزواج سنة كونية من سنن الحياة قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [سورة الرعد آية: 38]. فإذا بلغ الشاب مبلغ الرجال، وكان في ميسرة تتيح له أن ينفق على نفسه وعلى زوجه فليبادر بالزواج. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ). وهذا يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأمر الشباب أن يبادر كل منهم إلى الزواج متى أحس ثورة الميل الغريزي في نفسه إلى المرأة، ومتى وجد الكفاية المالية التي تتيح أن يكون أسرة من منزل وزوجة وأولاد لينفق عليهم. وفي دعوة الإسلام إلى حياة الأسرة وترغيبه في إقامتها تبرز لها وظائف جليلة، وتظهر ثمرات ذات أثر فاعل في حياة الفرد والمجتمع، إذ هي نعمة من نعم الله وآية من آياته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [سورة النحل آية: 72]. للأسرة وظائفها الخاصة مثل الوظيفة التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية وغيرها من الوظائف التي لا غنى عنها، فهي المؤسسة الأولى التي ينشأ فيها الأبناء، وبما أن أساس تكوين الأسرة هو المقدرة المادية فإن تعريف الوظيفة الاقتصادية: توفير الدعم المادي لأفراد الأسرة لضمان حياة كريمة لأفراد الأسرة من خلال إنفاق الدخل المادي بما ينفعها، وتأمين مستقبل لأفرادها من خلال التوفير. فالأسرة في الإسلام يلقى على كاهلها مسئولية توفير الحاجات الأساسية التي تضمن بقاءها، ولذا فعليها ممارسة نشاط اقتصادي معين، وعليها السعي الجاد في طلب الرزق، والمشي في مناكب الأرض، استجابة لقول الله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [سورة الملك آية: 15]. أجمع العلماء على وجوب نفقة الزوج على زوجته وعلى الأولاد، ولا خلاف بين العلماء على أن النفقة يتحملها الأب وحده دون الأم، ولذا يجب على من له زوجة أن يقوم بحقها الذي أوجبه الله عليه وألزمه به، ولا يجوز له أن يماطل في ذلك لقوله تعالى:وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. [سورة البقرة آية: 233] وقال تعالى:﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ. [سورة الطلاق آية: 7] أيضا إذا كانت الزوجة تعمل أو غنية أو لها إرث من والديها أو أحدهما، فليس واجبا عليها النفقة على زوجها وأولادها لأن الزوج هو المسئول عن النفقة. أما إذا رغبت الإنفاق فإن ما تنفقه من راتبها أو مالها الخاص على بيتها فهو صدقة تثاب عليها وليس واجبا، وقد حدث مع زينب زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- عندما أنفقت من مالها على زوجها حيث كانت غنية وزوجها فقيرا. فللزوجة ذمتها المالية الخاصة بها، تتصرف فيها كيفما تشاء، فتشتري لنفسها ما ترغب وتنفق على أهلها، وتدخر منه في حسابها. أما إذا اشترط عليها أن تساهم بشيء من راتبها مقابل أن تعمل فعليها أن تنفق بجزء بسيط من مالها على بيتها ونفسها. ما يخل بالوظيفة الاقتصادية للأسرة: · غلو بعض الناس في الإسراف في كل شيء بالمأكل والمشرب والملبس ودخولهم في عداد المسرفين المبذرين. · ما أن يكثر المال لدى بعض الأسر - هداهم الله - فإنهم يستسلموا للراحة والتنعم، والانغماس بالملذات، فلا فرق بين كماليات وضروريات، حتى أنهم عودوا أطفالهم الإسراف وحب المال. · حدوث المشاكل بين الزوجين بسبب نقص المال وعدم توافر الإمكانيات التي تمنعهم من تحقيق أهدافهم، والوصول إلى توافق مع من حولهم في الحياة العامة والخاصة. · بخل الزوج مع توفر الإمكانيات المادية لديه. بعض النصائح لتوفير حياة معيشية هانئة: عدم الإسراف والتبذير قال تعالى:﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [سورة الإسراء آية: 27]. · لا يحق للزوج الإضرار بزوجته وأولاده بإنفاق ماله عبثا فقد جاء في الحديث الصحيح: ( أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) . · إذا كان الزوج بخيلا فلا مانع من أخذ الزوجة من مال زوجها لما هو ضروري، عن عائشة - رضي الله عنها -: ( قالت هند امرأة أبي سفيان: يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح ليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ). · يجب الاحتفاظ بمبلغ من المال تحسبا للظروف، وأن يكون الإنفاق ضمن الدخل الشهري حتى لا يضطر إلى الاستدانة، أو شراء شيء بالتقسيط. إلا إذا كانت الظروف تسمح تماما لتسديدها دون عبء زائد. عزيزي رب الأسرة: إن المؤمن يأبى الظلم أو التقصير في حق رعيته، لأنه يعلم أن الله تعالى سيسأله يوم الدين عما استرعاه حفظ أم ضيع، وتضييع الأولاد وترك الإنفاق عليهم وإهمال رعايتهم إثم كبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ). فالإسلام يوجب نفقة الأولاد على الوالد ما داموا عاجزين عن العمل والكسب، قال -صلى الله عليه وسلم-:( أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني إلى من تدعني ). |
#176
|
||||
|
||||
المنهج التربوي العام في العلاقات الأُسرية أولاً : الاتفاق على منهج مشتركالعلاقات الأُسرية لها دورٌ كبير فيتوثيق بناء الاسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفلوتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال. والأجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الاَُسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع اسرته ومع المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان الاسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ،فيوزع الادوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر فيانطلاقة الطفل التربوية. وتتحدد معالم المنهج التربوي بما يلي : للمنهج المتبنّى في الحياة تأثير على السلوك ، فهو الذي يجعل الايمان والشعور الباطني به حركة سلوكية في الواقع ويحوّل هذه الحركة إلى عادة ثابتة ، فتبقى فيه الحركة السلوكية متفاعلة مع ما يُحدد لها من تعاليم
وبرامج ، ووحدة المنهج تؤدي إلى وحدة السلوك ، فالمنهج الواحد هو المعيار والميزان الذي يوزن فيه السلوك من حيثُ الابتعاد أو الاقتراب من التعاليم والبرامج الموضوعة ، فيجب على الوالدين الاتفاق على منهج واحد مشترك يحدّد لهما العلاقات والادوار والواجبات في مختلف الجوانب ، والمنهج الاسلامي بقواعده الثابتة من أفضل المناهج التي يجب تبنيها في الاسرة المسلمة ، فهو منهج ربانّي موضوع من قبل الله تعالى المهيمن على الحياة بأسرها والمحيط بكل دقائق الامور وتعقيدات الحياة ، وهو منهج منسجم مع الفطرة الإنسانية لا لبس فيه ولا غموض ولا تعقيد ولا تكليف بما لا يُطاق ، وهو موضع قبول من الإنسان المسلم والاَُسرة المسلمة ، فجميع التوجيهات والقواعد السلوكية تستمد قوتها وفاعليتها من الله تعالى ، وهذه الخاصية تدفع الاسرة إلى الاقتناع باتباع هذا المنهج وتقرير مبادئه في داخلها ، فلا مجال للنقاش في خطئه أو محدوديته أو عدم القدرة على تنفيذه ، فهو الكفيل بتحقيق السعادة الأُسرية التي تساعد على تربية الطفل تربية صالحة وسليمة ، وإذا حدث خلل في العلاقات أو تقصير في أداء بعض الادوار ، فان تعاليم المنهج الاسلامي تتدخل لانهائه وتجاوزه. والمنهج الاسلامي وضع قواعد كلية في التعامل والعلاقات والادوار والسلوك ، امّا القواعد الفرعية أو تفاصيل القواعد الكلية ومصاديقها فانها تتغير بتغير الظروف والعصور ، فيجب على الوالدين الاتفاق على تفاصيل التطبيق ، وعلى قواعد ومعايير ثابتة ومقبولة من كليهما ، سواءً في العلاقات القائمة بينهما أو علاقاتهما مع الاطفال والاسلوب التربوي الذي يجب اتّباعه معهم ؛ لانّ الاختلاف في طرق التعامل وفي اسلوب العلاقات يؤدي الى عدم وضوح الضوابط والقواعد السلوكية للطفل ، فيحاول إرضاء الوالد تارة والوالدة تارة أُخرى فيتّبع سلوكين في آنٍ واحد ، وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه النفسي والعاطفي والسلوكي. ( فان الاطفال الذين يأتون من بيوت لا يتفق فيها الاب والام فيما يخصتربية اطفالهم يكونون اطفالاً معضلين أكثر ممن عداهم ) (١). |
#177
|
||||
|
||||
ثانياً : علاقات المودّة
من واجبات الوالدين إشاعة الودّ والاستقرار والطمأنينة في داخل الاسرة ، قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة.. ) (٢). فالعلاقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علاقة مودّة ورحمة وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوءاً للاعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك الاسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموّحد ، والمودّة والرحمة تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون الواقعي في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الاسرة ، وهي ضرورية للتوازن الانفعالي عندالطفل ، يقول الدكتور سپوك : ( اطمئنان الطفل الشخصي والاساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة )(٣). __________________ (١) علم النفس التربوي ، للدكتور فاخر عاقل : ١١١ ـ دار العلم للملايين ١٩٨٥ ط ١١. (٢) الروم ٣٠ : ٢١ ، يراجع الميزان. (٣) مشاكل الآباء فيتربية الابناء ، للدكتور سپوك : ٤٤ ـ المؤسسة العربية للدراسة والنشر ١٩٨٠ ط ٣. |
#178
|
||||
|
||||
أصول تربية الآطفال في الآسلام
المفهوم الربانى للتربية آباء كثيرون مفهوم التربية عندهم معكوس ينحصرفى الإنفاق والتعليم .. فى حين أن القرآن الكريم يحرص على أن يسبق التعليم بالتربية .ويذكر كلمة التزكية بدلا من كلمة التربية .يقول الله سبحانه وتعالى : "كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة" هذا هو المفهوم القرآنى للتربية وقد وردت هذه الآية وتكررت أربع مرات فى القرآن الكريم منها ثلاث مرات بنفس الترتيب ومرة واحدة على لسان سيدنا إبراهيم ,كان يظن أن العلم قبل التزكية فكرر الله سبحانة وتعالى الآيه ثلاث مرات بالترتيب الصحيح وهو أن التزكية قبل التعليم فالله تبارك وتعالى هو الذى يربى عباده حتى كلمة الرب اشتقت منها كلمة تربية ربانية لذلك أعجب من الذين حفظوا القرآن ولم يتربوا منه. ما الأشياء التى أستند إليها لكى أقول أن شخصاً ما تربى ؟ 1 أخلاقه 2 الذوق الذى عنده فهناك شخص أمين لا يكذب وإذا عاهدك لا يخلف عهده لكنه يفتقد للذوق المتعارف عليه حسن الذوقيات هذا تربية فى البيت طريقته فى اللبس والكلام ومستوى نبره صوته وسلوكياته التلقائية مع الآخرين وهذه المسالة لا علاقة لها بالمستوى المادى فقد يكون الإنسان شديد الثراء ومفتقداً لأبسط قواعد الذوق وقد يكون فقيراً لكنه ممتلىء بالذوق والإحساس . هناك إمرأة تقابل رجلاً تعلق على نظرته أنها كانت وقحة وبأن ألفاظة جريئة . هذا إنسان يفتقد التربية وآداب التعامل مع المرأة وطريقة تعامل الرجل مع المرأة تدل على أسلوب تربيته . لذلك فإن ابنة شعيب ذهبت لأبيها وقالت له : "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين" . لقد خبرت أخلاق وتربية سيدنا موسى خلال لحظات سقيا الماء . المرأة تفهم الرجل من نظرة عينيه وأى امرأة بفطرتها تستطيع أن تحكم على الرجل إذا كان أمينا أم لا . مسئولية الوالدين نفس الشىء فى طريقة الحديث مع الوالدين وكبار السن ؟ التربية مسئولية الأب والأم وأول إثنين تنعكس مسئولية التربية عليهما هما الأب والأم من يربى أبناءه بشكل جيد لا يمكن أن يتخلوا عنه بعد أن يكبر . انا لا أنسى مشهداً حدث أمامى فى إنجلترا كنت أمشى مع أحد الأصدقاء ومعه والده الذى جاء لزيارته من مصر والصديق الذى كنت أمشى معه أستاذ بالجامعة فى أكبر جامعات إنجلترا وحاصل على الدكتوراة فى تخصص نادر فوجىء صديقى أثناء سيرنا بأن رباط الحذاء الخاص بوالده قد أنفك فرأيته يجلس على الأرض فى وسط الشارع ليربط لوالده الحذاء . حين ترى هذا المشهد ألا تدرك أن الرجل أحسن تربية أبنه ؟ الرياضة ..ليست ترفاً هناك أسس للتربية البدنية للإنسان المسلم هل تحدثنا عنها ؟ عمر ابن الجطاب يوصى الآباء والأمهات علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل . والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم المسلمين الرماية وكان يرمى العشرة سهام فلا يخطىء فى واحد . وكان عمر ابن الخطاب يقيم للشباب مسابقات الجرى فى المدينة المنورة الشاب فى هذا الزمان لا يستطيع الجرى مائة متر بسبب تدخين السجائر فيشعر بالنهجان والتعب والتربية البدنية للشاب لا يسأل عنها الأب والأم فقط إنما تسأل عنها المدرسة أيضاً التى صارت بلا ملاعب ولا أنشطة رياضية وتسأل عنها أجهزة الإعلام. التربية البدنية صارت مفتقدة فى هذا الزمان الآباء والأمهات لم يعودوا يشجعوا أبنائهم على ممارسة الرياضة لأن إشتراكات النوادى صارت باهظة ولأن الاباء يريدون من الأبناء التركيز فى المذاكرة ولأن الشارع لم يعد ساحة للعب الكرة مثلما كان فى الماضى بعد إزدحامه بالسيارات . التربية البدنية ليست ترفاً لأن انعكاسها شديد عل النضج العقلى وانعكاسها شديد على ترك المعاصى فالبطل الرياضى لا يدخن ولا يتعاطى المخدرات وهو رصيد لقوة المجتمع كله "وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة" ومنها القوة البدنية. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم واضح : المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. طريقة التوجيه الإعلامى الآن تؤدى إلى خروج شباب مستهتر فالشاب ذو الشعر المفرود تهتم به البنات والذى يفتح أزرار قميصه ويضع رائحة عطرية نفاذة تجرى البنات وراءه هذه هى الإعلانات المؤثرة فى حياتنا الآن كذلك راكب السيارة الفارهة. هم بهذا يقتلون اسس التربية الصحيحة لا بد من غرس حب الرياضة فى الأطفال منذ سنواتهم الأولى وشخصية الإنسان الرياضى تكون أكثر نضجاً ويكون صاحبها أكثر ثقة بالنفس ولا يكون انطوائياً. احترم عقل طفلك الإسلام حرص على تربية العقل وقال لنا اطلبوا العلم ولو فى الصين كيف تكون التربية العقلية والفكرية ؟ يجب أن تحترم عقل طفلك وتعاملة كأنه كبير وأنا رآيت آباء يناقشون أطفالهم فى الأمور المهمة فى حياة الأسرة مثل مثل اختيار مكان الإصطياف أو أختيار ديكورات المسكن . مثلا لو مارس الولد شقاوته أثناء وجود ضيوف بالمنزل يمكن للأب ان ينهره بقسوة او يعاقبه ويمكن أن يتفاهم معه بالعقل ويقنعه بان هذا غير لائق امام الضيوف وهكذا يجب أن يستشعر الإبن أن له رأياً يحترم داخل الأسرة لذلك تجد ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يعين قائداً لجيش المسلمين عمره 18 سنة "أسامة بن زيد" وكان هذا الجيش يضم أبو بكر وعمر هل كان النبى يغامر بحياة جيشة أم انه كان واثقاً من صواب قرارة الخطير ؟ كان الرسول صلى الله عليه وسلم واثقا أن اسامة بن زيد قد تمت تربيتة عقلياً وبدنيأً بشكل يسمح له بقيادة الجيش أفضل من غيره وخرج أسامة بالجيش فعلا وعادا منتصراً محمد الفتح مثلاً فتح القسطنطينية وعمره 20 سنة . ما يتم فى التربية العقلية الصحيحة هو : 1 إحترام عقل الطفل . 2 تنميه مهاراته . 3استشارته فى الأمور العائلية 4 تحمله المسئوليه منذ الصغر واحتكاكه بالمجتمع وهناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم موجها حديثة إلى غلام ( عبد الله بن عباس ) يقول فيه يا غلام ..احفظ الله يحفظك واحفظ الله تجده تجاهك .إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله . النبى صلى الله عليه وسلم كان يجلس فى مجلس كله من كبار السن ما عدا الجالس على يمينه كان طفلاً عمره عشر سنوات وكان بيد النبى إناء به لبن وأراد أن يعطيه إلى الآخرين بدءا من يمينه لكى يشربوا منه فنظر لنبى صلى الله عليه وسلم إلى الصبى الجالس إلى جواره وقال له :أتأذن لى أن تبدأ بمن هم اكبر منك سناً هكذا كان النبى يربى الأمه وهكذا كان يحترم عقلية وكرامة الطفل المسلم . |
#179
|
||||
|
||||
القدوة والتربية
القرآن الكريم حافل بمعانى التربية الاخلاقية للطفل أو الشاب المسلم تحدثنا عن ذلك ؟ أولى خطوات التربية الأخلاقية هى القدوة أن يكون ا?ب قدوة لابنه .الأب الذى يطلب من ابنه ان يقول لمن اتصل به تليفونياً إنه غير موجود يعلم ابنه الكذب والابن الذى يرى أباه يزور فى الورق للحصول على مصلحة معينة يبدأ بالغش فى الإمتحان . وعندنا فى القرآن الكريم سورة لقمان التى يعظ فيها لقمان ابنه ويرشدنا إلى تعاليم جميلة للتربية الأخلاقية يقول الله سبحانه وتعالى :"يا بنى إنها أن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السماوات أو فى الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور .ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" السورة الكريمة تضمنت تربية العقيدة وتربية العبادة وحثاًعلى الأخلاق الكريمة ونهياً عن الغرور ودعوة إلى تربية الزوق والحس . الثواب والعقاب ماذا عن الثواب والعقاب فى التربية الإسلامية ؟ أسلوب الثواب والعقاب أسلوب تربوى اتبعه الله سبحانه وتعالى مع عباده واتبعه علماء النفس فهو من الأساليب المؤثرة فى إنضاج الشخصية . الأب يحب أن يجعل الثواب أكثر من العقاب. فالتركيز فى القرآن على العقوبة أقل كثيراً من التركيذ على الثواب . وليس من الأصل أن كل خطاً يواجه بعقاب لا بد من مساحه سماح وعدل ومرونه بعد ذلك لا بد أن يكون هناك عقاب . والعقاب لا ينبغى أن يكون أكبر من حجم الخطأ والا يؤدى إلى نتائج عكسية والضرب لا يجب ان نلجأ إليه إلا عند الأخطاء الفادحة ولا يتم الضرب أمام الناس والأب الذى يذهب إلى المدرسة ليضرب ابنه أمام زملائه من الطلبة يهين ابنه إهانة ستؤثر فى شخصيته إلى أن يموت والضرب لا ينبغى أن يكون على الوجه ابداً والأب الذى يضرب كثيراً سوف يفقد ابنه كثيراً فالولد لن يقبله كأب بعد ذلك. نظرة غاضبة من الأب ترضع الإبن أكثر من الضرب أم البنات فلا ينصح أبداً بعقابهن بالضرب و الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب إمرأة قط وكلمة أضربوهن الموجودة فى القرآن جاءت بخصوص المرأة الناشز وكلمة ناشز فى القرآن تعنى أنها فعلت مصيبة والضرب لم يأت للمرأة فى القرآن إلا فى هذه الحالة الخاصة جداً التى فيها مصيبة أخلاقية شديدة . أما ضرب المرأة خارج هذا الإطار يعتبر فعلاً يغضب الله تبارك وتعالى . |
#180
|
||||
|
||||
اهمية البناء التربوي للطفل في الاسلام ان الهدف الرئيسي لاي مبدأ او تنظيم في التربية هو اعداد مواطنين صالحين لخدمة الدولة وقادرين على كسب عيشهم . اما الاسلام فينظر الى الآمر نظرة اخطر من ذلك بكثير. فالانسان في نظر الاسلام هو خليفة الله في الارض (اني جاعل في الارض خليفة) والشباب المسلم هو حامل رسالة السماء الى الانسانية كلها. ولهذا الهدف العظيم والرسالة الكبيرة يعد الاسلام ابناءه ليكونوا قادرين على اداء الرسالة وحفظ الامانة وقيادة الانسانية كلها واخراجها من الظلمات الى نور الاسلام يبني شخصية الطفل من ثلاثة جوانب: - الاول: هو بناء ضميره ووجدانه: - وذلك بخلق ضمير اسلامي حي يقظ ونفس سليمة خالية من العقد والاحقاد. وتهذيب الغرائز والعواطف البدائية في الطفل وذلك بتعليمه الرحمة والمحبة والتعاون والعزة والكرامة والكرم، وحب الخير وبر الابوين، وطاعة اولي الآمر . وحب الله ورسوله، وحب الوطن وكل هذه المعاني لايتعلمها النشء الا في الدين وحده. فالرحمة والمحبة والعطف والاحسان الى الاخرين والتواضع وحسن الخلق لا توجد في كتاب علمي او قاموس او في كتب الجغرافيا والتاريخ. انما يتلقها من التربية الصالحة. ويقتنيها من أبويه وسائر افراد اسرته. ان العلم بدون اخلاق لاينفع الانسان. واذا لم يتلق الطفل التربية الاسلامية فانه مهما تلقى من علوم الدنيا لايكون سعيدا. وسواء اصبح طبيبا او مهندسا او عالما فانه يظل غرضه للانحراف وتطغى عليه الروح المادية. وبدلا من ان يصبح العلم في يديه رحمة للانسانية فقد يصبح وسيلة للتدمير والتخريب والاستغلال. وهذا هو اخطر ما يعانيه مجتمعنا. الآمر الثاني: هو البناء العقلي والذهني: - وقد يقول قائل : ان العلوم والمعارف التي يتلقاها الطفل في المدرسة من علوم وحساب وتاريخ تسد حاجة التلميذ في هذه الناحية. وهذا ايضا خطأ . فهناك فرق بين حشر المعلومات في رأس التلميذ وبين تنمية مدارك الطفل لتوسيع افقه وتفكيره، وتعليمه الابتكار وابداء الرأي وملاحظة الظواهر بدقة. الاسلام يدعو الطفل منذ نشأته الى تأمل كل شيء في الحياة من حوله يدعوه الى تأمل الخلق والمخلوقات. والسماء والنجوم والشمس والقمر والليل والنهار. والى التأمل في الارض والجبل والبحر والانهار، والطير والحيوان والانسان. ان يتأمل في نفسه وفي جسمه وفي خلقه، في امه عندما حملته وهنا على وهن وارضعته عامين ثم فطمته، وسهرت لتحميه من البرد والحر والجوع والعطش. ثم بعد هذا كله يدعوه الى التفكير فيمن خلق هذا الكون كله وأبدعه. وكل هذه الامور وهذا الفكر يوسع مدارك الطفل في الحياة. ويزيد من حدة ذكائه ويجعله اكثر قدرة على استيعاب كل ما يتلقاه بعد ذلك من علوم الدنيا، وخاصة ان هذه المعلومات لا توجد في كتب الدراسة والعلم.. واهم شيء ان يتعلم الطفل كيف ينظر الى الامور باستقلالية؟ ويميز بين الغث والسمين، بين الخطأ والصواب، ولا يتقبل كل شيء دون تأمل وتدبر وتفكير. الامر الثالثة: هو البناء الجسمي: - الاسلام يهتم بالصحة والسلامة، ويدعو الى خلق جيل قوي البنية، يتمتع بالقوة والحيوية والنشاط ، خال من العاهات الوراثية والامراض . ثم تربية هذا النشء على حب الرياضة بأنواعها. وبذلك يخلق جيلا واثقا بقدراته ومواهبه وقادرا على حمل الرسالة وعلى الجهاد في سبيل الله.
هذه العوامل الثلاثة هي التي تشكل شخصية الطفل المسلم الروح والعقل والجسم. اما الحضارة الحديثة وما تدعو اليه من الحر ية ال***ية والتمتع بكل ملاذ الحياة باية طر يقة. فانها تجلب الامراض ويكفي في هذه النقطة ما تبثه وسائل الاعلام انه في سنة 2001 توفي ثلاثة ملايين انسان بمرض الايدز . وبلغ عدد المصابين (40) مليون مصاب في تلك السنة. منهم (600) الف طفل لم يبلغوا الخامسة عشر من العمر. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, دين, نبينا |
|
|